عالم الروايات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي يضم جميع الروايات وبمختلف أنواعها ( ديني.. اجتماعي.. رومانسي.. ثقافي.. فانتزيا..ووو )
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الإثنين مايو 07, 2018 11:54 pm

بسم الله ..

إليكم رواية
" وردة في قبضة هاوي "
الجزء الثاني من سلسلة
' خريف عشق '


المقدمة

يقال أن العشق والموت متشابهان ..
كلاهما ينقلك لعالم آخر !!!
' جحيم أو جنة '
الخيار أمامك !
لكن :'
عشقه كان كالجحيم المستعر
هوى فيه بقلب شيطان متربص
حتى قبض علي وردة من وسط النيران
ولم يكن قديساً في حبه !
فقد وضعها في سجن من قيود عشقه
وصارت :'
" وردة في قبضة هاوي "

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Fb_img24

الفصول تجدونها في المشاركات التالية


عدل سابقا من قبل زهرة نيسان98 في الثلاثاء مايو 08, 2018 1:31 am عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 12:30 am

الفصل الأول

" شاهر .. "
وقف دون أن يتحرك وهو لا زال يعطيها ظهره وارتفعت زاوية فمه فيما يشبه ابتسامة مستهزئة .. صوتها خافت .. خافت وناعم يستفزه .. في الحقيقة هي بكل ما تتعلق تستفزه ولا يعلم لأي سبب ؟؟
استدار بملامحه الغامضة :
" أجل يا صغيرة .. "
نفخت في داخلها وهي تكاد تغلي من تلك الكلمة التي لا تفارق لسانه بحق الله لقد انهت جامعتها منذ عامين ولازال يناديها بذلك الاسم المستفز ..
تملل في وقفته الأنيقة الشامخة .. حينما أخبرته ..
" هناك قافلة طبية في إحدى المناطق الشعبية لتوعية الناس أنا أرغب بالاشتراك بها .."
لم تظهر ملامحه أي شيء بما يدور بداخله كعادته لا تستطيع ابدا قراءة ما يدور في رأسه ولكن كلمة واحده بصوت قاطع نطقها وهو يستدير :
" لا "
كلمة يتيمة جامدة كريهة مثله .. دون أسباب !! .. مشت خلفه بخطوات واسعة تلحق خطواته وهي تهتف بصوت حانق منفعل ..
" لماذا لا ؟؟؟ أنا ارغب بالاشتراك حقاً ..!! "

فتح الباب وهو يستدير لها نصف استدارة يتطلع لملابسها البسيطة فستان طويل بأكمام محتشم كعادتها .. شعرها الأسود في ضفيرة طويلة مرتخية على كتفها .. بينما كل الغرق يكون ببحر عينيها الصافية ..
" وأنا أخبرتك أني غير موافق .. انتهى الأمر .."
وانتهى الأمر عند شاهر وهدان يعني لا جدال ...
انطلق بسيارته بينما هي تضرب الأرض وهي ترغد .. اللعنة علي تلك الأحكام التعسفية

………………………………….

دخل إلي الشركة بهيمنة وسطوه رأس مرفوع نظرات ثاقبة لا تخلو من غموض مخيف ..
يستحق لقب - الملك الغامض - ..
" شاهر وهدان " ..
اسم اذا ذكر فعليك السمع والطاعة لست مؤهلاً لمجابهة أحد أفراد عائلة وهدان ماذا إن كان ملك عائلة وهدان الذي لا يرحم .. جلس في مكتبه بخيلاء :
" نديم .. !! "
استدار إليه نديم وهدان الضلع الثاني من مثلث وهدان الغامض ..
نديم المعروف بأناقة جذابة في كل ما يخصه .. ملبسه .. حديثه ..جاذبية تدعوك للاقتراب بدون خوف منه يشعرك بالأمان دوما ..
العكس تماماً من شاهر الذي تحيطه هالة من الغموض مخيفة تعزز شعورك بالخطر وتجعلك ترغب بالفرار دائما
" شاهر.. سيبدأ الاجتماع بعد نصف ساعة وداغر لم يصل بعد .."
هتف بها نديم بينما تأفف شاهر وهو يقول :
" داغر وهدان ومن يعلم ما يدور برأسه الذي لا يهدأ .. بالتأكيد في إحدى مغامراته العاصفة .. "
هتف نديم وهو يهم بالجلوس:
" لنبدأ الاجتماع بدونه .. لقد يئست من محاولة تقويمه .."
أومأ شاهر يقول بعملية :
" دارين ستبدأ العمل هنا منذ الغد ستعمل بمكتبتك وتحت تدريبك .."
ومنذ نطق اسمها والآخر غرق في واد مؤلم .. حتى هتف باعتراض :
" لماذا تحت إشرافي أنا ...!! لتعمل بمكتبك أو بمكتب داغر .. تعلم أننا لا نصفى في مكان واحد .."
هتف شاهر بصلابة:
" نديم العمل ليس له أي شأن بالعلاقات الشخصية او الخلافات التي بينكما .. دارين ابنة عمنا ومن حقها العمل بالمؤسسة وهي بارعة وذكية ستلتقط منك سريعاً .."
أخفي نديم شعوره بالغيظ والغضب ببراعة كعادته ثم استعاد واجهته الجذابة وهو يقول بتوعد بداخله :
" مرحباً بدارين بجحر وهدان …"

…………………………………………

دارت عيناه حول هذا المكان البسيط .. مكان اكتشفه يجد فيه خلوته بعيد عن عالمه .. - بعيد عن عالم وهدان -
ألا يستحق لقب الفهد الشاذ عن عائلة وهدان حقاً ؟؟؟؟ مكان بسيط يطل علي بحيرة هادئة بموسيقي ليست بصاخبة كثيرا ولكن الصاخب حقا صوت هذا المغني المزعج الذي بدأ بالملل منه منذ ساعة فوق هذا المسرح الخشبي الصغير لم يكف عن استعراض صوته الخشن ..

" سيد داغر …!! "
كان يلعب بسلسال طويل يتعلق به نجمة لامعة .. لامعة جداً تجذب النظر مثلها تماماً كما يخصها هذا السلسال ..
التفت بنظرات لعوب لهذا النادل الصغير الذي اقترب منه بنظرات مذهولة مثله تماما ..
" سيد داغر وهدان ؟؟؟؟ فهد السباق في مكان بسيط كهذا !!!! .."
رفع جانب فمه في ابتسامة لا مبالية وهو يجيبه ببساطة
" أليس التغيير واجب ؟؟؟؟ "
سأله هذا النادل الصغير بإلحاح وقد لمعت عيناه بإعجاب ' داغر وهدان' اسم لامع في تاريخ بطولات مسابقات السيارات السنوية
" ألا تخاف أن يراك الناس في مكان بسيط كهذا .. ماذا سيقولون ؟؟؟؟ .."
ضحك الآخر بخفة وهو يرد باستهانة :
" سيقولون أن ابن وهدان في نزوة جديدة بأحد الأماكن الرخيصة .."
ابتسم الشاب الصغير بارتباك وهو يسأله بعيون لامعة :
" ماذا أحضر لك سيدي .. "
اقترب داغر منه بحركة مسرحية وهو يضيق عينيه ..:
" فقط أخدمني خدمة .. لا تكشف هويتي لأحد .. أريد الجلوس بمفردي قليلاً .. "
هز النادل رأسه موافقاً وهو يعتبر نفسه يقوم بإنجاز كبير ..
" لا تقلق سيدي لن يعلم أحد عن وجودك .."

…………..………………………

أخرجت رأسها قليلاً من خلف السور القصير الذي تختبأ خلفه تمسح المكان بعينيها وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة شديدة. .
لا وجود لمخرج آخر ..!!!
" اللعنة "
اختبأت ثانية عن أعين أولئك الفتوات الذين يلاحقونها ..
مررت أصابعها في شعرها القصير وهي تحدث نفسها ..
" اهدأي ليست المرة الأولي التي يلاحقونك فيها .. سيملون البحث عنك ولن يجدوك وستهربين كعادتك .."
في وسط الظلام الموحش والسكون الذي يحيطها كان هناك صوت ألحان أغنية ما يأتي من بعيد ..
لمعت عيناها وهي تلمح ذلك المقهى الشعبي المطل على الهواء الطلق وأنواره الساطعة ..
وأتي لها من بعيد لحن أغنيتها المفضلة .. فابتسمت باستمتاع متناسية أنها لحظات ومن الممكن أن تقع في قبضتهم ..
لكن الصوت !!!!!
الصوت نشــــــــاذ …
" من هذا الآثم الذي فعل بأغنيتي المفضلة هكذا ؟؟؟؟؟ .. بالله هذا جرم بحقي …"
هتفت بها في حنق وغيظ شديد ..
تتلاعب بأصابعها وهي تحاول منع نفسها بصعوبة ..
" جوانه إياك وافتعال الحماقات دقائق وسيغادرون .. "
لكن في تلك اللحظة انتفضت علي صوت النشاذ ثانية وقد جعلها ترتعب للحظة وهو يطيل في إحدى المقامات معتقداً نفسه مغنيا حقا ..التمعت عيناها بشر وهي تحدث نفسها ..
" لقد دمر أغنيتي المفضلة !!!! "

….……………………………………

تأفف داغر وقد بدأ ينزعج حقاً من هذا المهووس الذي يعتقد أن صوته كتغريد البلبل .. بينما أصابه صداع وقد تعكر مزاجه ..
نهض وهو يهم بالمغادرة عندما سمع صوت حانق يتخانق مع المغني وقد بدا أنها طفحت الكيل هي الأخرى وأخيراً وجد أحد يعترض …
" أيها الأحمق إياك وغناء تلك الأغنية ثانية .. هل تسمع ؟؟ !! "
" أنا أغني ما أريد أنا صاحب المكان .. "
" ليس من حقك تدمير أغنيتي المفضلة .. "
" إذن لتريني أيها البلبل المحلق صوتك المغرد .. "
تناول سترته وقد خربت خلوته بهؤلاء المزعجين .. لن يأتي الي ذلك المكان ثانية وسيضطر للبحث عن خلوة جديدة ..
خطوة .. والثانيه ..
ثم توقف مكانه .. بل تصلب علي صوتها ..
كلحن يعزف للموسيقي وليست الموسيقي بعازفة له ..
استدار إليها .. تلك الفتاة التي كانت تتخانق مع المغني بملابسها البسيطة التي لا تمت للأنوثة بصلة ليست كمعاييره على الأقل حتي أنها ترتدي قبعة رجالية ..
وكأنها في واد آخر .. واد تغرق به بشجن صوتها ..
اقترب منها مغيباً صوتها كالمغناطيس يجذبه ..
عينيها اللامعتين .. حركات يدها حكاية أخري ترسم بها معزوفة أغنيتها ..
وتلك الأغنية قريبه جداً من قلبه ..
ابتسامتها الصافية نقية وجذابة ..
تغني لنفسها فقط هكذا شعر بها وقد أراد أن لو لا تتوقف ..
أخذته بصوتها لرحلة بعيدة علي صفحة نهر راق وقت الغروب حيث الدفء اللذيذ يسري بحواسك ..
لم ينتبه إلا عندما توقفت فجأة وهي تلقي بالميكرفون هاربة !!!!!
استدار وهو يشاهد عدة أشخاص ضخام البنية يلاحقونها ..
لحقها بسرعة وقد اعتراه فضول جم .. لمحها تختبأ خلف إحدى السيارات بينما بدا هؤلاء الرجال غافلين عنها..
" مرحباً ألم ترى تلك الفتاة التي كانت تغني منذ قليل ؟؟؟؟ "
استدار إليهم عندما سأله أحدهم بخشونة ..
في تلك اللحظة رفعت رأسها الصغير من فوق السيارة ووقعت عيناه في عينيها الماكرة ..
انتبه أحد الرجال علي تسلط نظراته وما ان استدار حتي قاطعه داغر بسرعه يلهيه ..
" تقصد تلك المغنية التي كانت تغني منذ قليل .. أجل اعتقد رأيتها تهرب من هذا الطريق الخلفي .."
اسرعوا الي تلك الجهة التي اشار لها داغر .. وما ان اختفوا حتي ذهب الي مكان اختفائها..
" مرحباً أيتها الهاربة .. "
رفعت رأسها بحدة الي ملامحه المستمتعة ..
راقب في الظلام عن قرب ملامحها وهو يشعر بلدغة لاذعة مؤلمة تقبض بقلبه يتذكر أخرى..
قمحاوية بوجه قمري وعيون ساحرة ماكرة تحيطها رموش طويلة ..
بدت مختلفة لذيذة شقية جداً وهي تنهض بسرعة تلتفت حولها بحذر ثم همست له ..
" سأهرب من تلك الجهة .. ابقي راقب المكان حتي اهرب .. "
لم يتوقع أبدا أن تأمره بذلك الجلف .. لقد توقع أن تكون خائفة .. مذعورة .. تشكره .. تدعوه لمساعدتها .. معجبة به !!!!!
لكن تأمره وكأنها سيدته بدا حقاً مدمرا ً ..
" أنتِ أيتها الهاربة !!!! .."
استدارت تنظر له بملامح شيطانية وهي تعدل القبعة الرجالية …
" أجل … "
" يمكنني مساعدتك .. "
غمزت له وهي تهتف بصوت مرتفع ..:
" يمكننك الاحتفاظ بتلك المساعدة مرة أخري .. سأحتاجها .."
لحظة واقتربت منهما دراجة نارية ركبت تلك الهاربة خلف الفتاة التي أشارت لها بسرعة لم يتبين ملامحها التي تخفيها خلف تلك الخوذة الكبيرة علي رأسها .. ولم تنسى تلك الأخرى الهاربة أن تغمز له وهي ترفع قبعتها لأعلي تحييه ..
على الدراجة النارية ..
" أين كنتي جوانة ؟؟؟!!! .. أنا ادور حول المكان منذ ساعة .."
هتفت جوانة بضحكة صاخبة ..
" كنت أغني .. "
" لا فائدة منكِ … "

…………………....……………

" دارين .."
التفت بدلع لصوته وشعرها الذهبي انسدل بدلال علي جانب كتفيها ..
تطلع إليها بفتنة مغرية بملابس أنيقة فاخرة جداً وضيقة تحدد جسدها الجذاب ..
" دارين وهدان .. "
فتنة تمشى علي قدمين تحدي فاز به .. تحدي لتلبية رغبة مجنونة في امتلاك كل شبر بها .. مهووس بجمالها وغنجها .. لطالما كانت دارين محط أنظار الجميع سيدة أي مكان تذهب به بغنجها وجمالها الظاهر وابنة عائلة وهدان المعروفة بعراقتها في البلدة ..
وهو أيضاً ليس بالهين هو ' سامر الجندي ' ..
كان طعماً رماه لها وهو يمثل ببراعة أنه صعب المنال يظهر لها في كل مكان تتواجد به مظهراً جانبه الجذاب متفاخراً بسلطة عائلته وعراقتها ..
وهي تلقت الطعم بترحاب ليس لشخصه وإنما منجذبة لعائلته العريقة ومكانتها المرموقة .. وهذا ما يغري دارين وهدان مهووسة الطبقة المخملية فأما هو فمهووس بامتلاكها ..
" سامر .. مرحباً .."
قبلها علي خدها بحراره بدت قبلة تلقائية خبيثة لكنها ارتبكت وهي تبتعد بتردد كعادتها .. هي جبانة عندما يتمادى وهو خبيث ..
" مرحباً دارين .. هل انتظرتِ كثيراً ؟؟!! "
" لا لقد اتيت منذ وقت قصير .. لم اخبرك عملي سيبدأ منذ الغد في مؤسسة وهدان .."
رد عليها وهو يلتهم بنظراته ملامحها ..
" مبارك حبيبتي سعيد لأجلك .. أي محظوظ من أبناء وهدان ستعملين معه ؟؟"
ابتسمت بتحفز ولهفة وهي تجيبه بانطلاق :
" نديم وهدان الضلع الأنيق لعائلة وهدان ... بالطبع محظوظ بي هذا الثقيل .. سأمرح كثيراً بفقدان سيطرة الواجهة الأنيقة الجذابة لنديم وهدان .."
تغيرت ملامحه بتجهم وغضب فهو لا يشعر بالقلق إلا من ذلك الضلع الأنيق كما تقول .. لطالما يشعر به متحفز مستعد للهجوم وخطير جدا عندما يخص الأمر دارين دون أن تدري هي .. وهذا ما يقلقه فهو لا يشعر بالأمان أبداً ناحية نديم وهو يتلقى منه نظرات قاتلة في كل اجتماع به ..
لكنه أخفى كل ذلك وهو يسألها بهدوء :
" لمَ ليس شاهر أو داغر ؟؟ اعتقد أنك علي خلاف دائم مع نديم .."
أجابته وهي تتنهد متذكرة تلك الخلافات التي لا تنتهي مع نديم .. فهو دائماً رقيق لطيف دافئ مع الجميع عداها هي .. لقد بات مزعجاً جداً لها وكأنه يتعمد احراجها دائماً ..
" داغر كما تعرف يوم في الشركة وعشرة لا .. وشاهر مشغول جداً بمسئوليات ضخمة .. لذا وقع الاختيار علي نديم الجذاب .."
نهرها بغيظ :
" لا تدعيه بالجذاب .. "
ابتسمت بمرح وهي تسأله بدلال جعله يفغر فاهه :
" هل تغار علىّ يا سامر الجندي .."
غامت عيناه بالرغبة الخالصة وهو يهتف ..:
" أنتي جذابه جداً دارين وجميلة جداً جداً .. لا أطيق صبراً لإتمام زفافنا .."
أجابته بصوت ناعم :
" تعلم لا أستطيع إتمام الأمر إلا بعد عودة والدتي من الخارج .."
هتف باعتراض وهو يمسك يدها :
" سأتحمل لأجل عيونك المهلكة دارين .. أتحمل أي شيء لأجلك .."
سحبت يدها وهي تبتسم له بجاذبية .. بينما هو تطلع إليها بإصرار للحصول عليها في أقرب وقت ..

…………………..………….


كانت تجلس بغرفتها في الطابق العلوي مندمجة بقراءة أحد الكتب المتخصصة بالطب ..
" لِيلا حبيبتي .. "
التفت بإبتسامه محبة لخالتها الجميلة
" السيدة كاميليا " أو كاميليا فقط كما تطلب من الجميع ان يناديها ..
خالتها الرشيقة والتي لا تزال في نهاية الاربعينات .. تزوجت والد شاهر بعد وفاة زوجته الأخرى رغم فارق السن المهول إلا أن الشيء الوحيد الذي غفر لها عدم قدرتها على الإنجاب وحبها لوالد شاهر منذ عملها معه لا تنكر ان كاميليا استغلت الفرصة وألقت بشباكها لكنها تبقى خالتها التي تعشقها ..

تقدمت خالتها تحمل صينية بها كوب لبن ساخن .. تلك عادتها كل ليلة منذ قدومها إلي جحر عائلة وهدان ..
" تعالى خالتي كم أنا بحاجة إلى ذلك الكوب السحري .."
ابتسمت خالتها بامتنان من قلبها ..
" لِيلا " .. تلك البريئة الصغيرة هاجس ذنبها الذي تحمله فوق عاتقها لا يفارق مخيلتها منذ تولت مهمة تربيتها بعد ان بقت وحيدة بعد وفاة والديها في نفس العام وبنفس المرض الخبيث ..
ولِيلا تحمل من البراءة والنقاء ما يكفي لغفرانها .. هي حتى لم تشتكي يوماً ..
حتى شاهر لا تملك من القوة لتوقفه عن حده لطالما يعاندها بكل شيء ويعلن حرباً عليها على أتفه الأسباب منذ قدومها لذلك البيت كزوجة أبيه .. الشيء الوحيد بحياته الذي قبله منها دون مناقشة أو عناد أو حتى اي رفض هو " ليلا "
اعتقدت في بداية الأمر أنه يحمل بعض المشاعر ناحيتها لكن لا تعلم ما حدث بالضبط وحوله ..
فهو الآخر بجبروت تسلطه يتلذذ بعكر صفو حياة
تلك اليتيمة يحملها ذنبها الأعظم وكأنه ينفذ مخططه بالحصول على انتقامه منها من خلال ليلا ..
" كيف حال صغيرتي ؟؟ .."
" بخير كاميليا .. عدا أن السيد شاهر رفض مشاركتي في القافلة وقد كنت متحمسة جداً للفكرة .."
أجابتها كاميليا وهي تمسح علي شعرها المسدل كعادتها تطيب خاطرها بالكلمات :
" بالتأكيد هو خائف عليك حبيبتي .. تعلمين شاهر لا يرفض أي شيء بصالحك ألم يتوسط لك بتلك المشفى الكبير ودعمك للعمل بها .."
أجابتها بسخط :
" أجل لكنه كان من الممكن أن يكون لطيفاً وهو يخبرني بأسباب رفضه .. وليس يجيبني بـ " لا " كريهة بغيضه .."
ابتسمت كاميليا وهي تأخذها بحضنها بحنان هي تحتاج هذا العاطفة أكثر من لِيلا ..
لا تنكر تلك الأنانية في الحصول علي الأمومة المتأخرة من لِيلا الصغيرة بعد فشلها من الحصول عليها طبيعياً ..
اما شاهر فهو المعضلة الكبرى بقسوته التي ورثها من جده الذي أشبعه قسوة وصلابة يمهده لاستلام زمام عائلة وهدان من بعده كم كان فؤاد أبيه يشتكي منه كثيراً خاصة من بعد وفاة والدته..
لقد كان لديها بعض الأمل الصغير أن تستطيع ليلا ببراءتها ونعومتها كسر روح شاهر الشيطانية القاسية .. ولكن ما حدث هو العكس تماماً شاهر زاد عناداً وصلابة ..
شاهر وهدان العشق بالنسبة له محرم !!!
فكيف أن يضحي عاشقاً .. !!
بتسلطه هيمن علي لِيلا محكما سيطرته عليها ..
مسك زمام الأمور حتى لا يترك ثغرة توقعه في الحب ..
والضحية كانت لِيلا ..
( لكن لديها بعض الأمل فلِيلا لا تعلم أنها تمثل تهديد لمملكة شاهر وهدان وعرشه العتيد .. هي فقط من رأت ذلك بعينيها ذات مرة وإلا لم تكن لتصدق ولو أقسموا لها أغلظ الأيمان هذا ما يعطيها بعض الامل للآن ..)
لذا تنهدت بحيرة وهي تهمس لليلا :
" دعينا ننام سوياً ليلا وغدا نتصرف مع الملك الغامض شاهر وهدان .. "

………………….…………………


صباحاً استعدت وهي ترتدي فستان طويل وفوقه سترة طويلة خريفية مميزة وأنيقة ثم تناولت حقيبتها وقبل أن تخرج ألقت على نفسها نظرة راضية أخيره …
نزلت علي الدرج خاطفة كل درجتين معاً وهي تلحن بمرح قبل أن يعكر صفو صباحها صوته المتهكم ..
" على مهلك المشفى لن تطير يا دكتورة ليلا طبيبة السلام .. "
لمَ تأخر اليوم أي حظ جعلها تقع بوجهه هذا الصباح !!
تأففت بداخلها وابتلعت كلماته السمجة وهي تستدير له بابتسامة مصطنعة :
" صباح الخير سيد شاهر .."
ابتسامته لم تصل فمه وهو يرفع حاجباً :
" أرى مزاجك جيد اليوم .."
" أجل مزاجي جيد ولا أرغب لأحد أن يعكنن صفوه .. أحد ما ربما رفض بدون أي مبررات اشتراكي في الانضمام لمساعدة الناس .."
نزل السلم بقوته وغروره وهو يجيبها ببرود :
" لا جدال في الأمر .. تعلمين أنني كنت سأرفض من الأساس من قبل حتى أن تعرضين الأمر .."
استشاطت غضباً وهي تشعر بعدم اهتمامه بما تريده هي .. هو فقط لا يبالي سوي بأوامره التي يجب أن تطاع وصورته التي يجب أن تبقي محفوظة شامخه وقوية .. وهي ما عليها سوى الطاعة ..
لذلك هتفت بغيظ :
" يمكنني الذهاب بدون علمك .."
استدار بغتة وهو يهتف بقوة وحزم وقليل من الشراسة :
" لكن لِيلا الصغيرة لن تفعل فهي تدرك عواقب الأمر .."
بهتت ملامحها وهي تراقب ظله أجل تعلم عواقب عصيان أوامره .. وليست مستعدة أبداً لتجربة عقابه مرة ثانية .. ليست في موضع قوة لمجابهة غضب شاهر وهدان وقد جربته مرة بحياتها
اما ما خلف ذلك العقاب فلا تريد ان تتذكر تكفى الذكرى عند تلك النقطة. !
" شاهر وهدان الملك الغامض لن أكون ليلا سلطان إذا لم أحرق شيطانك .. لكن فقط أحتاج شذوه نيران تساندني لمجابهتك .."

………………………….……………………


همت بركوب سيارته عندما سمعت صوت مدلل آخر .. مال هذا الصباح التعيس الذي لا ينتهي .. وتلك المرة كانت المدللة دارين ..
" مرحباً لِيلاج .. أو أقول دكتور لِيلا .."
ردت لِيلا من تحت أسنانها ..
" نادي مثلما شئتِ دارين وهدان .. لكن اتركيني اغادر لقد تأخرت .."
سألتها دارين بخبث :
" ما هذا المزاج ؟؟؟ هل هو شاهر من أغضبك كعادته .. يمكنني التوسط لكي عنده .."
أجابتها لِيلا بابتسامة سمجه :
" أشكر روحك الخدومة وسعة صدرك دارين .. فلتحتفظي بتلك الواسطة لنفسك بملابسك تلك أعتقد أنك أنتي من بحاجه للمساعدة …"
ضحكت دارين وهي تهتف بتكبر :
" لِيلا الصغيرة ألا ترين أن جميع من بطبقتنا يرتدون تلك الملابس لا تفهمين في فخامة الملابس .. لم يعلق أي أحد سواكِ علي ملابسي بينما أنتِ بملابسك المتزمتة تلك تحرجين الجميع .. حتى شاهر يتعمد عدم اصطحابك معه إلي أي مكان ألم تفكري انه ربما بسبب ملابسك تلك !!.."
كتمت لِيلا جرحها الغائر بقوة وهي تخفي ألمها من ذكر نبذ شاهر لها وتعمده عدم الاختلاط بها في أي مناسبة عائلية ويتباعد عنها بصلف وغرور واضحين جداً لأعين الجميع ..
" إذا كان حجب مفاتني عن أعين وقحة تلتهمها بغير حقها تزمت فأجل أنا متزمتة حتى لو كان هذا لا يعجب طبقتك المخملية التي تتفاخرين بها .. وحتى لو لفظني شاهر كما تدعين فأنا لِيلا سلطان امرأة رجل واحد ولن أسمح لأي أحد آخر أن يتطلع إلي ولو كانت مجرد نظرة هكذا علمني أبي وهكذا يرتدون بنات السلاطين .."
القت قنبلتها وهي تعدل الوشاح الملتف على شعرها ثم غادرت بسيارتها الصغيرة بينما الأخرى وقفت جامده وهي تتذكر شخص أخر كان يكرر لها نفس الكلام مرارا وتكرار ..
إنها تشعر بوجود خطأ ما بحياتها ولكنها لا تدركه ..

...................................……….


التقت هاتفها بمرح وهي تفتحه بحماس :
" مرحباً جميلتي .."
ردت الاخرى بسخط :
" جوانه أريد رؤيتك اليوم .."
" علي الرحب والسعة سوف انتظرك بالجهة الغربية كما نتلاقى .."
قاطعتها هاتفه :
" أريد أدوات الملاكمة احضريها معكِ .."
فردت الاخرى بمرح :
" اووووه الجميلة غاضبه !!! .. .."

…………………………………………

كانت تقف علي احدى الصخور المتراصة امام شاطئ البحر
الهواء يحمل رائحة البحر يطير خصلاتها القصيرة بينما هي تصفر بانتعاش تبدو للناظر إليها من بعيد غير حاملة اي هم ومن يعلم بما يدور بالقلوب ..
" جوانة " ..
( بطلة الخديعة ).. هكذا يدعونها وهي حقاً بطلة الخداع والمكر وهذا شيء لا يعيبها ابدا تلك الحياة أخدوعة كبيرة كي تعيش بها وحتي لا تُدعس يجب أن تكون مخادعة كبيرة .. وفي الحقيقة لا أفضل منها في ذلك ..
جوانة كسرت احدى قواعدها المتينة وسمحت لاحدهما ان يخترق حياتها صديقتها الوحيدة منذ زمن ولى على آخر مرة جربت أن تصادق احدهما والنتيجة كانت مخزيه مؤلمة بل بشعة جداً عدلتها عن فكرة اتخاذ صديقة بعد ذلك ..
لكن ..!!
' فتاة الدراجة البخارية ' والموجودة دائماً في الوقت المناسب لإنقاذها اخترقت قواعدها تشعر دائما ان كل منهما تحتاج للأخرى بطريقة ما حتى لو لم يعترفا بذلك فكل منهما تسد للآخر مكان اصبح فارغا برحيل احدهم ..
كل منهما وجد طريقه للآخر وكأن القدر حمل لها هدية مشاغبة ومثيرة .. تذكرت بمكر أنها الوحيدة التي تعرف شخصية صديقتها الحقيقية الوحيدة التي استطاعت التسلل إلى دواخلها .. لتكشف الوجه الحقيقي المشاغب الذي تخفيه عن الجميع خلف وجهها الهادئ المسالم لتمارس معها اخطر المغامرات المسلية ..
ضحكت بصوت مرتفع عندما كبلها احدهم من الخلف ..
" لِيلاج سلطان ' ابنة السلاطين ' ووردة عائلة وهدان .. "

ضحكت الأخرى وهي تحذرها ..:
" جوانة لقد حذرتك من استخدام هذا الاسم يا فتاة …"
" لماذا ليلا اسمك يشبهك كثيراً كالثلج الذائب .. "
تنهدت ليلاج وهي تخبرها :
" لا أحد يناديني به سواك .."
أخبرتها جوانة بمرح :
" تلك الليلة في لقائنا الأول عندما سألتك عن اسمك جاوبتني بدون تردد ليلاج سلطان .. "
ابتسمت ليلاج وهي تتذكر اول لقاء بينهما كان عاصف بمعنى الكلمة ..
فجوانة كعادتها كانت مطاردة من قبل رجال ضخام البينة .. وجدتها نازفة في أحد الشوارع الجانبية تحاول الهروب في إحدى الليالي حالكة الظلام والمؤلمة جداً لها كانت هي الأخرى تهرب من ذكرى مؤلمة ..
لم تتردد أبداً بمساعدتها وهي تنقلها لبيت الأخيرة وهناك ضمدت جراحها ومنذ ذلك الحين ونشأت علاقة متينة تفوق الصداقة بكثير ..
كلاهما وجد المرسى عند الآخر هي تظهر طبيعتها وشخصيتها الحقيقية أمام جوانة .. وجوانة تحتاج انسان حقيقي بعالهما بعيداً عن عالم المطاردة والخداع الذي تعيشه ..
" أين ذهبتِ ليلاجي ؟؟؟ هيا يا حلوتي حلبة المصارعة جاهزة …"
ماذا لو علم يوماً شاهر وهدان حقيقة الوردة البريئة التي يكبلها بقبضته ؟؟؟

………………………...……………………

في جزيرة بعيدة جداً عن المدينة وبالأخص بمنزل كبير يقبع على تل تلك الجزيرة ..
( جزيرة السلاطين )
داخل ذلك المنزل تقبع أحكام وأعراف ومثل كل بلد يحكمها حاكم كان لتلك الجزيرة كبير السلاطين من بيته تتوالى العادات والتقاليد ..
جلس بهيبته العتيقة في مجلس الرجال ونظر بعين ثاقبة لم تفلح تلك التجاعيد في الثني من هيبته بل زادته حكمة ومظهراً سلطاني ..
ضرب الأرض بعصاته فنظرت له عيون جميع الجالسين ..
" ' ليلاج سلطان ' اصبحت طبيبة كبيرة وتعمل في مشفى كبير بالمدينة ..تلك ابنة صدقي سلطان يا أبي .. "
ضرب الأرض بعصاه مرة أخرى ونطق اسم واحد جعل الجميع يتحفز بغضب ..
" شاهر وهدان ..! "
أكمل ذلك الرجل بشرارة ..
" تعيش مع كاميليا أخت والدتها في منزله .. ما وصل إلينا أنه يكمن حصاره حولها دون حتى أن تدري رأينا رجاله حولها في أكثر من مكان .. "
رفع رأسه هاتفاً بقسوة ..
" لا زال ابن وهدان كما هو منذ آخر لقاء لنا .. ابنة صدقي سلطان وابنة السلاطين بسببه هو لا تعرف شيء عن عشيرتها ولم تأكل من خبزهم .. "
نهض مستقيماً على عصاه ..
" حان الوقت لتعلم ابنة السلاطين أن خلفها تكمن سطوة قوم .. حمدان بني ستذهب منذ الغد للمدينة واحضر لي تلك الفتاة .. "
نهض حمدان واقفاً باحترام ..
" أمرك يا كبير السلاطين .. "
غامت الذكرى البعيدة لابنه صدقي بعينيه هتف بداخله ..
( وشاح السلاطين جاهز لألبسه إياك يا ابنة السلاطين .. )

……………………………………
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 12:32 am

الكود:
[code][hide][/hide][/code]
الفصل الثاني

تفادت ضربة من جوانة وهي تسألها :
" إذن ما هي خطوتك التالية  ؟؟ !! "
أجابتها جوانة وهي تسدد لها لكمة أخرى :
" سأعمل في نادي ** .. سوف استلم العمل منذ الغد .."
أخبرتها بأنفاس مقطوعة :
" ذلك النادي لرجل الأعمال صابر المنصوري .. أنتِ  ترمين نفسك وسط التهلكة جوانة الا تملين من السعي خلف ذلك الرجل .. !!! "
أجابتها بعزيمة تضخ من عينيها واصرار :
" ذلك النادي ما هو الا واجهة  لهم  .. العديد من الأمور المشبوهة تدار في الخفاء بداخل النادي وبخارجه يجب أن ادخله .. ولا تخافين هم فقط يقرصون اذني لا يستطيعون أن يلمسوا شعرة مني .."
" اعرف أني لا استطيع ثنيك عن شيء وضعتيه برأسك لكنني موجودة دائماً للفرار .."
ابتسمت الأخرى وهي تهتف :
" على الرحب والسعه ليلاج .. سأحتاجك  كثيراً الفترة التالية على ما يبدو .."
وجهت لها ضربة تفادتها ليلا بمهارة أكملت جوانة تسألها :
" وانتِ ليلاج ألا زال السيد الغامض يقف كالعلقم في طريقك ؟؟؟!! "
اجابتها ليلا بتحفز :
" تلك المرة الأمر اسعى للسفر الى امريكا قريبا جدا لقد وضعتي اسمي في قائمة الأطباء المرشحين  .. لن أتوانى عن مقابلته بالرفض تلك المرة. ."
هتفت جوانة بمرح :
" وتلك أول خطوات العصفورة للخروج من القفص .. "
وكان رد الأخرى لكمة قوية كادت أن تصيبها بوجهها لولا أن الأخرى ابعدت رأسها للخلف سريعاً رفعت  جوانة رأسها بذهول للأخرى ..
همست لها ليلا مبتسمة بتحذير ماكر ..
" لا مزاح في هذا الأمر يا ملكة الخديعة  …"

………….…………………………

صباح اليوم التالي كانت تجلس مع كاميليا على مائدة الطعام تحكي لها بانفتاح حتى لمحته بحضوره الطاغي فصمتت :
" صباح الخير .. "
كانت جملة جامدة القاها فردت كاميليا ببرود  بينما اكتفت هي بالتمتمة ثم اكملوا الطعام بصمت يلازمهم بحضوره ..
 وقبل أن تنهض اوقفها قائلاً بنبرة قاطعة..
" لا أحب أن تأخذي خطوة دون الرجوع لي أولاً .. "
لقد عرف كالعادة  قبل أن تستعد للأمر وحكم تعسفي آخر وهي لا تريد تعكير مزاجها وخصوصاً اليوم بما يحب السيد شاهر وبما لا يحب .. فصمتت حتى أتى الفرمان الثاني ..
" لمَ وضعتي اسمك في قائمة المرشحين للسفر لأمريكا للتدريب السنوي دون الرجوع لي  ليلا سلطان ؟؟؟ "
رفعت رأسها هاتفة بعزيمة :
"  لأنني اريد ذلك بشدة ولن اقبل الرفض منك .. "
وهي تعلم أنه يكره  معارضته  وانه يلغي اي رفض لأوامره من قاموس شاهر وهدان .. فتنحنحت عندما رفع نظره اليها لتكمل :
" اقصد اريد اثبات نفسي من البداية  .. دون اي واسطة منك وذلك المؤتمر الطبي سيضيف لمسيرتي الكثير  .."
والاجابة كانت قاطعة :
" لا "..
" ماذا ؟؟؟؟؟ .."
لكن ذلك الأمر لن يتوقف عن هذا وهي تنظر له بعيون متسعة هي مصرة على الذهاب تلك المرة أكمل هو ببرود : ..
" انا لم اوافق على سفرك من الأساس  .."
اجابته بقليل من الغضب :
" وهذا الأمر اصر عليه انا ايضاً سيد شاهر .. انا  لا أقبل  رفضك "
نظر إليها نظرة جمدتها ثم راقبته وهو يغادر المائدة دون القاء اي كلمة أخرى أو حتى الرد على معارضتها ..
نظرت لكاميليا التي تنظر بأثره بانزعاج .. رمت المنشفة بغضب وهي تنهض ..
" سأذهب للمشفى كاميليا حتى لا انفجر .."

…………….………………………


" صباح الخير أيها اللطيف …"
رفع وجهه بغتة بقوة من فوق الأوراق التي كان منكب فوقها لذلك الصوت الخبيث المغناج ..
هتف بها بانزعاج ..:
" أليس هناك شيء يدعى باب .. وشيء آخر يدعى استئذان دارين وهدان .."
اقتربت دارين بخطواتها المتمايلة مثلها ثم جلست فانحسرت كنزتها القصيرة  والضيقة ..
هتفت بترفع ..:
" دارين وهدان لا تستأذن .. وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بكسر إحدى قواعد اللياقة لنديم وهدان   .."
نهض الآخر من مكتبه واقترب من مجلسها ألقى نظرات منزعجة على ملابسها وهو يهتف لها :
" دارين وهدان ستغير الكثير من قواعدها هي الأخرى اذا كانت ترغب بالعمل مع نديم وهدان فعليها اتباع قواعده هو .."
نظرت إليه بتحدي وهي رافعة رأسها ..
" لنري يا ابن وهدان من يكسر قواعد الآخر …"
والرد كانت رفعة حاجب  ونظرة متحدية حاسمة ..
وهتاف بداخله لقد وقعت تحت يد أكثر شخص يرغب بتلقينك دروس الحياة  .. دارين وهدان استعدي جيداً للمواجهة  ..
……………………….……….

وصل داغر الى مقر الشركة ودخل  بهمجيته اللامبالية الي مكتب شاهر ..
" كيف حال ملك عائلة وهدان الغامض .."
نفخ الآخر بغضب …
" داغر يا فتي .. ستقع في قبضتي يوماً ما لأحكم زمام جنونك هذا .."
ابتسم الآخر بخبث
" كفى واحدة في قبضتك .."
رفع شاهر رأسه بشراسة  فضحك داغر بداخله هو أكثر شخص يعلم حقيقة شاهر .. بل هو أكثر شخص قادر أن يقرأ  بما يدور بداخل شاهر   الغامض .. لذلك شاهر  بطريقته الخاصة يبعده عنه .. وذلك القانون الثاني لشاهر وهدان ..
( .. اي كان يهدد قواعد ملك وهدان يجافيه ويبعده عن طريقه ..  )
لذلك هتف داغر مسالما ..
" حسناً سحبت الجملة وأخبرني لماذا استدعيتني اليوم بعد أن قلبت الدنيا خلفي .."
والجواب كان كلمتين لكنهما كانا كفيلتان بثورة كل منهما  ..  وكل الخوف إن اجتمعوا ضد شخص واحد ..
" صابر المنصوري .. "
كز الآخر على أسنانه عندما أتى بذكر ذلك الاسم فقط وما يكمن خلفه شبكات عنكبوت ..
" ماذا به ؟؟؟ "
تراجع الآخر بظهره للخلف وهو يهتف بعيون ذئب :
" البداية ستكون  بناديه المشهور .."
أخذ داغر نفساً عميقاً مستعداً يحمل روح الانتقام ثم هتف بغل  ..:
"  لنبدأ بذلك النادي على وجه الخصوص حان وقت المرح مع الأفعى  .. "

………………………………

نزلت بسرعة من فوق درج الشركة فأول يوم لها  كان حافلاً وممتع جداً مع لطيف وهدان
" نديم " الحانق ..
ابتسمت حينما لمحت  سامر يشير لها من بعيد ..
" مرحباً  … "
هتفت بها بحماس زائد فاستقبلها يتطلع لملابسها المجسمة برضى ذكوري أن كل ذلك ملكه هو .. ثم مال  يطبع قبلة عميقة بجانب فمها خفتت من حماسها وهي تبتعد بجزع .. فابتسم لها بمكر ..
" أهلا بكِ حبيبتي .. كيف كان يومك الأول  .."
برقت عيناها بشيطانية وهي تتذكر نديم الذي كان يحارب حتى لا يفقد أعصابه كلما استفزته بإحدى الأمور ..
" كان جميل جداً .. بل ممتع .. "
فتح لها باب سيارته وهو يهتف :
" إذن لنتناول العشاء وانتي تحكين لي .."
استدار يجلس على مقعده ولم ينسى قبل أن يدخل أن يلقي نظرة متحدية لذلك الواقف خلف الشباك يراقبهما  ..
"    دارين وهدان .."
هتف بها نديم بغضب وهو يستدير يجلس على مقعده ..

…………..…………………


في المطعم ..
رمي منديله وقد طفح الكيل
" ألا يوجد في تلك الشركة سوى هذا النديم .. لم تكفي عن ذكره .."
ارتبكت بعض الشيء تنظر لها باستغراب ..
" أنت اخبرتني أن احكي لك  .. لم اقصد ان اخص نديم على وجه الخصوص لكن يومي بأكمله كان مع نديم بحكم أنني تحت تدريبه .."
ادرك نفسه وابتسم لها ثانية وهو يخفي دواخله التي فلتت في لحظة  ..:
" لا عليك حبيبتي .. تعلمين أنني أغار عليك وكيف لا أفعل وانتي بذلك الجمال .. "
تطلعت إليه برضى أنثوي لكلامه المعسول  وأكملت تناول غدائها مخرسه كل الإشارات التي يهتف بها عقلها منبهاً لها ..
…………..……………………

وقفت بركن بعيد تستعيد هدوئها ..
" أنتي من أتيت بقدميك لذلك الجحر جوانة عليك إكمال طريقك للنهاية .. لكن تلك المناظر لا أحتمل رؤيتها يا الله .. إنه كجحر الثعابين .."
تطلعت حولها في ذلك المكان الذي يبدو كملهى ليلي في نادي المنصوري الذي عملت به مؤخراً .. فتيات وشباب بريعان الشباب كيف يتركوهم أهلهم هكذا ؟؟
هل هذا مفهوم الحرية بالنسبة لهم ؟؟!!!
(  مخدرات .. خمر ..رقص .. دعارة .. أشياء بغيضة لم تفكر يوم أنها ستراها بعينها وفي بلدها .. والمستهدف هم الشباب .. وكل ذلك لا يأتي شيء بجانب الحركات المريبة التي تدور حول المكان .. الأمر أكبر مما تصورت بكثير ..)
" المدير يراقبك من فترة سيخصم من أجرك .."
استدارت بعنف لتلك الفتاة  والتي لم يتعدى عمرها العشرينات ولكنها بملابسها الفجة ومساحيق التجميل التي تضعها تبدو أكبر من سنها بكثير ..
استعادت رابطة جأشها وقبل أن تغادر الأخرى هتفت  جوانة :
" لا أعلم لمَ أشعر أنك لا تبدين لي من ذلك النوع التي تصرين علي تمثيله  .. وشعوري لا يكذب أبداً .."
ضحكت الأخرى بتهكم وهي تمسك إحدى خصلاتها :
" منذ أن خطت قدماك لهذا المكان فارمي شعورك هذا بالخارج أولاً عزيزتي .. لا مكان هنا لذلك الشيء المسمى   بالشعور "
أوقفتها جوانة ثانية وهي تسألها باهتمام :
" جميع الفتيات أراهم .. أقصد يذهبون مع رواد هذا المكان عدا انتي .. "
أجابتها سلسبيل بصراحة فجه :
" تقصدين يبيعون أجسادهم بينما أنا ارتقت مكانتي هنا أنا أعمل في هذا المكان منذ ثلاث سنوات أو أكثر تستطيعن القول حصلت على عدة ميزات إضافية  من ضمنها حرية الذهاب .. هم لا يستطيعون الرفض وإلا انقطع عيشهم .. "
وضعت جوانه يدها على فمها وهي تهتف :
" يا إلهي …!!! "
ضحكت الأخرى باستهزاء وهي تهتف بمرارة :
" لا تجزعين هكذا هم من اختاروا ذلك الطريق .. كما اخترته أنا ..  لكنك لم تخبريني ما الذي أتى بك لذلك المكان  .. هل هي النقود انتي الأخرى .."
هربت جوانه بالحديث بطريقتها المخادعة تنظر لنقطة ما خلفهما  ..
" مديرك يقترب منّا هيا بنا يا *' …"
ابتسمت سلسبيل تمد يدها إليها
" سلسبيل .. أدعي سلسبيل "
سلمت عليها جوانة ..
" وأنا جوانة .. ملكة الخديعة .."
ضحكت سلسبيل قائله ..
" مرحباً بملكة الخديعة في وكرنا المبجل .. سأغادر مديرنا العتيق يقترب .."
التفت جوانة هي الأخرى  لتغادر وكلام تلك الفتاة التي تدعي " سلسبيل " يدور في رأسها..
حملت صينية مشروبات وذهبت بها للطاولة التي طلبتها ..
فاصطدمت بعينين ماكرتين مذهولتين :
" أنتي ؟؟؟!!!! … الفتاة الهاربة ثانية  ...؟؟؟!!! "
" داغر وهدان ؟؟!!!! ماذا تفعل هنا ؟؟ "
ضحك باستهجان وهو يسألها :
" أنا من ينبغي عليّ سؤالك ذلك السؤال .."
تغاضت عن نظراته المستنكرة وهي تجاوبه بثبات :
" أعمل هنا .. "
" أجل واضح جداً  .. كان علي أن أعرف .. ربما تكونين مجرد سارقة وقد ساعدتها علي الهرب في ذلك اليوم .. الم يكن علي تسليمك لهؤلاء الرجال ؟؟.. "
تلك الفتاة تحيره بردة فعلها دائماً لو أخرى كانت لتبدو خائفة أن تفضح .. محرجة من العمل في ذلك المكان المشبوه .. أو على الأقل تدافع عن نفسها ..
لكن تلك رفعت رأسها بشموخ ثم أخبرته بصوت لا يخلو من الاستمتاع :
" افعل ذلك في المرة المقبلة يا فهد السباقات .."
راقبها وهي تغادر بعيون متعجبة  ..
" لم أسالها عن اسمها .. "

……………………………….

دقت باب غرفة الطبيب الجديد الذي انتقل حديثاً وسيعمل تحت اشرافها لفترة حتى يثبت تعيينه ..
دخلت إلي غرفة مكتبه بعد أن سمح لها بالدخول ..
" صباح الخير …"
قطعت كلمتها وهي تنظر له متعجبة كانت تعتقد أنه صغير بالسن ربما لا زال بالجامعة أو حتى حديث التخرج ..  لكنه يبدو شاب في طور الثلاثينات ..
رد عليها بلطف وابتسامة مشعة :
" صباح النور ..دكتورة ليلا ..دكتورة  ليلا سلطان أليس كذلك ؟؟!! "
ابتسمت وهي تومئ  برأسها فشعت عيناه وهو يلف حول مكتبه ثم وقف أمامها يمد يده وهو يقول ..:
" فادي عبد الوهاب  .. مرحباً بكِ .."
نظرت ليده الممدودة بتردد واضح .. هي ليست متزمتة لتلك الدرجة لكنها لا ترحب  بفكرة أن يمسها أي رجل .. ماذا لو رآه شاهر يمد يده لربما كسرها ؟؟؟!!!!
" الأمر لا يحتاج كل ذلك التفكير .. تفضلي دكتورة لِيلا ..  .."
قالها ثم سحب يديه بإعجاب واضح بعينيه وهو يشير ناحية المكتب ..

……………………………...

قاطع طريقها فتأففت وهي تهتف به  رافعة اصبعها بوجهه :
" أنا احذرك يا داغر وهدان أن تعترض طريقي مرة أخرى هنا مكان عملي .."
راقبها باستمتاع يجيبها  :
" أليس ظلم  أن تعرفي كل شيء عني وأنا لا أعرف حتى اسمك .."
نظرت له نظرات ثاقبة محذرة :
" ليس مهماً أن تعرف عني شيء .. مجرد فتاة ضمن الكثير .. "
لكنه لم يأبه لتحذيرها وهو يعترض طريقها ثانية
" لا اعتقد انك مجرد فتاة  .. هل أنتِ خائفة أن تقفِ معي ليأخذوا عنك فكرة سيئة إنكِ مثل هؤلاء الفتيات .."
التفت بعنف وهي تهتف :
" أنا لا أخاف أبداً من أي شيء ليس لدي ما أخسره .. وتلك الفتيات بالمناسبة ضحية لكن هذا لا ينفي اشتراكهم بالجرم كان لديهم حرية الاختيار فاختاروا اسهل الطرق و أسوئها …"
وهذا ما كان  يريده .. كان واثقاً أنها ليست من ذلك النوع ..
لا زلت ماهراً في تقييم النساء داغر وهدان ..
" إنها مختلفة "
همس بها وهو يراقبها تخدم طاولة أخرى .. لن يهدأ لي بال حتى أعرف ما يكمن خلف تلك الفتاة الهاربة  ..

………..……………………

في المساء جلست على سريرها تتناول كوب من الشراب الساخن وتقرأ إحدى كتب الطب القديمة ..
بعد وقت قصير سمعت دق على باب غرفتها وندائه باسمها بتلك النبرة الخشنة واللعن على ذلك الخافق بصدرها ..
فتحت الباب وجدته بطلة ساحرة كادت ان تفغر فمها كالبلهاء  ..
هل عينيها هي التي تراه بكل تلك الجاذبية ؟؟
إنه قانون الحب ليلا سلطان كيف يبتهل العاشق بجمال المعشوق !!
" سأذهب لحفلة أحد الرفاق ترافقينني ؟؟!! "
" أنا ؟؟؟؟!!!! .."
نظر اليها باستمتاع يهتف وهو يغمز لها :
" انتظرك دقيقتين فقط ... "
هكذا فقط ثم غادر ...!!!!
هل حقاً سترافقه   قفزت لداخل غرفتها وهي تصرخ بفرح تلبس على عجالة ...
ولربما فاجئها ووافق على سفرها لأمريكا أو رافقها كالعام الماضي ..

..............………………………

بعد وقت طويل ..
عيناها تبحث عن طيفه .. ليست غافلة من بداية الحفل عن نظرات تلك الماجنة التي تلقى بها عليه .. وهو .. هو بادلها تلك النظرات ..
هي تعلم أنه ليس عاشقاً لها لكن فقط ماذا لو حافظ علي كرامة وجهها أمام هذا الحشد ..
نظرت حولها في الوجوه وهي تشعر إنها مجرد تائهة وشيء بغيض يجثم علي صدرها يدعوها للفرار  ..
تلك الحفلات ليست مكانها أبدا كان خطأ ليلا مرافقتك له خطأ ..
- دارين محقة - .. ليلا سلطان مجرد عبء علي شاهر وهدان عبء يتحمله كمجرد شيء  مسلم به تحت قبضته يعيش هو حياته بينما يتحكم بخيوط حياتها كعروس الماريونيت .. عبء يخفيه عن أعين الجميع  .. وهي الغبية التي وقعت في حبه ..
أجل !!!
هي تعشق شاهر وهدان رغم قسوته .. رغم معاملته السيئة  .. رغم جبروت تحكمه .. رغم كل شيء للأسف وقعت بحب الملك الغامض ..
وهذا ليس ذنبها ..!!!
من بقادر أن لا ينجذب لتلك الطاقة  الرجولية ؟؟!!!
وماذا إن كانت ناعمة .. صغيرة كما يدعوها .. أو " وردة " ..
وردة ؟؟
رأتها مكتوبة ذات مرة وسط أوراقه حينما كانت ترتبها بفضول ..
اذا كان يقصدها أو لا …
هي وقعت بحبه وانتهى الأمر ..!!
وانتي يا  لِيلا ماذا تكونين بالنسبة له  ؟؟؟!!!
عند تلك النقطة شعرت بالاختناق فأسرعت خطواتها خارج القاعة لتلتقط أنفاسها المخنوقة  ..
- ليتها لم تفعل !!!!  -
ليتها لم تخرج ..

كان يقف خلف الشجرة يقبل تلك المرأة التي كانت تدعوه بنظراتها ..
يقبلها  ؟؟؟؟!!!
تصلبت مكانها تشعر بالضياع .. ضياع ينتهك براءتها وأحلام وردية قضت ليالٍ تتخيلها مع فارسها .. فارسها الذي لم يكن سواه  !!!!! ..
ارتعش فمها بقوة وكادت أن تطلق شهقة بكاء قبل أن تكتمها بيدها ..
افيقي ليلا .. افيقي كنت تعرفين أن شاهر لم يراك .. لم يراك أبداً كامرأته .. افيقي ليلا سلطان ..
تراجعت بخطواتها ببطء  .. خطوة وأخري .. حتي استدارت تهرول بكل قوتها وهي ترفع طرف فستانها ودموع تلألأت بعينيها تغشي عليها الرؤية ..
وما إن وصلت للطريق الخارجي  حتي استندت علي البوابة ..
تسمح لشهقاتها التي كانت تخنق صدرها أن تعلو وتعلو ..
" لم يراني كامرأته أبداً …"
رددت تلك الكلمات وهي تهرب من جحيمه …
أما هو فرفع رأسه بغتة عن تلك المرأة وهو يهمس  بغموض  ..
" لقد  غادرت ؟؟؟!!!! "
نظرت له تلك المرأة بعدم فهم بينما همت بتقبليه ثانية مستمتعة بتلك الرجولة بطريقة فجة .. لكنها لم تكد تفعل حتي أبعدها بعنف قاس مهين ..
وأخرج منديل يمسح فمه ثم رماه بعد ما انتهي في وجهها وكأنه يبصق به
" أنتِ مقرفة .. "
اتسعت عيناها بإهانة ولكنه كان قد رحل فسارعت بخطواتها خلفه تسأله بغيظ واهانه  في غير محلهما  :
" هل فعلت ذلك كي تغيظ  عشيقتك تلك التي كانت تراقبنا ؟؟؟ "
كادت أن تتراجع هاربة عندما استدار بعنف متوحش رفع يده بحركة قاطعة ..
" إياكِ والعبث معها إنها امرأة شاهر وهدان … "
تراجعت بخطوات مرتبكة تغادر المكان وهي تعلم جيداً أنه لا يكرر تحذير بإشارة واحدة يمكنه أن يدمرها …
غادر يركب سيارته بعنف وهو يهمس ..
" هكذا لِيلا سلطان  .. يجب أن تري جحيمي .. فاحذري الاقتراب مني يا وردتي .. تعلمي درسك جيدا يا صغيرة ولا تنسي القواعد .."

………………………………………

صباح اليوم التالي ...

ارتدى ثيابه المنمقة كعادته ثم خرج من غرفته بهيمنة وقوة وقبل أن ينزل السلم سمع صوت خافت يأتي من غرفتها ..
الباب كان موارباً لذلك تطلع بعينيه من تلك الفتحة .. وهناك تجمد وهو يشعر بشيء ثقيل يجثم على صدره ..
( كانت تصلي بخشوع ..) ..
بريئة .. عفيفة  .. وصغيرة  .. ملائكية أكثر مما يجب ..
ليست مثله هو  ..
فر هارباً من جحيم أفكاره ..
الشيطان يدنس البشر بخطايا آثامه .. يلقي بهم في جحيم .. كما يفعل هو !
" سيد شاهر .."
التفت بأنفاس متسارعة وعنف ..
" شخص يدعى حمدان سلطان ينتظرك بالأسفل .."
وعند ذلك زاغت عيناه بشر وهو يقبض علي يديه …
" مرحباً بالسلاطين في وكر شاهر  وهدان .."

وقفته المغرورة المعتدة وهي خلفه يحجبها بجسده عن الأعين منذ أن دعتها كاميليا بملامح متوترة لتنزل تخبرها ان عمها ' حمدان سلطان ' ينتظرها بالأسفل   ..
عمها بالأسفل ؟؟!!!
اما هو فتلبسه شيطان بذكر أمر عائلتها ..
" السلاطين "  عائلة والدها صدقي سلطان  الذي فر منها للزواج من والدة ليلا ' السيدة شاهندا ' تاركاً خلفه ابنة عمه التي كانت من المفترض أن تكون زوجته  ..
النتيجة كانت لفظه خارج عائلة السلاطين وطرده من عباءة والده ..
والدتها  ' السيدة شاهندا ' يتذكرها امرأة جميلة طيبة لم تكن في وفاق مع كاميليا  دائماً ومن يتفق مع كاميليا بعدائيتها سوى ليلا !!!!
كان يشعر بحدسه القوي شرارات في تعاملهما رغم تظاهرهما عكس ذلك ..
لكن عندما يأتي الأمر عند لِيلا فكاميليا تتحول لأخرى تنسى كل شيء عدى الصغيرة ليلا ..
هي متعلقة بليلا حتى قبل وفاة والدتها كانت تذهب وتأتي بليلا هنا كل ليلة تدللها وتلعب معها ..
ووالدها ' صدقي سلطان ' الذين لفظوه خارج جزيرة السلاطين ؟!!!
ماتا كلاهما  في نفس العام بعد اصابة والدتها بمرض مزمن أدى لوفاتها وبعدها بشهور قليلة مات والدها بنفس المرض  ...
اما هو فبعد موت والدي ليلا ومع عويل كاميليا وانهيارها عندما طلبوا ان يأخذوا ليلا فقد ذكرت انهم اذا لم يتقبلوا اختها شاهندا هل سيتقبلون ابنتها ليلا   -..
شنّ حرب عليهم واستطاع ضم ليلا لعصمته بسهولة جداً وبطريقة شاهر وهدان لا شئ يقف بوجه خصوصا اذا كاني خص ليلا سلطان .. -

استطاع ضمها لعصمته بكل سهولة متحدياً للسلاطين الذين رضخوا مع تعلق ليلا بخالتها كاميليا وخوفها من المجهول .. سمعت صوت عمها يقول ببعض الحنق المتهكم  ..:
" هل ممنوع أن أسلم على ابنة أخي يا سيد شاهر ؟؟ "
حينها شعرت بجسده يتحفز  وهو يستدير لها ..
بدت تائهة في دوامة بين ماضي مغرق وحاضر يمد لها يد جديدة ...

نظرت لعمها بإبتسامه مترددة  تشعر بكونه غريب عنها ..
أمسكت كاميليا يدها بحنان تشجعها ..
" اقتربي وسلمي عليه ليلا انه عمك حبيبتي .."
مشت بخطوات حاربت أن تبدو ثابتة وقوية متجاهله تلك الرعشة التي تسري في ظهرها من سهام نظرات هذا البعيد ..
ابتسمت برقه وهي تسلم عليه :
" مرحباً عمي لقد سعدت بزيارتك "
حينها اقترب عمها وهو يربت علي خدها مراعياً خجلها :
" اه يا جميله يا بنت الغالي .. جدك السلطان  كم سيطير فرحاً بك ..أنت من رائحة عزيزة عليه رغم كل شيء .. "
انطلق صوته كالرعد :
" لِيلا …. "
وهو يقترب بخطوات قويه سحبها من يدها يخفيها ثانية خلفه بعنف  ؟!!
سمعت صوت عمها القوي ..
" لقد أتيت لأخذ ليلا معي إلي الجزيرة الجد سلطان طلب أن يراها .. "

الشرارات النارية في عينيه تخيف أي كان يحاول تحديه ..
شامخاً كجبل عتيد يشهر سيوفه كعادته  يكز علي أسنانه تكاد تسمع صوت صك أسنانه ..
" ليلا لن تتحرك خطوة واحدة من هنا .. إذا لم تتقبلوا والدتها فكيف ستتقبلونها ؟!!  "
احتد صوت عمها :
" اسمع يا ابن وهدان لقد أخذتها عنوة منذ  وفاة والديها تحت ذريعة تلك الورقة ونحن صمتنا لأن الفتاة بدت خائفة صغيرة متعلقة بالسيدة كاميليا  بخوف ..  لكن الوقت حان لتتعرف ليلا علي عائلتها .. ( السلاطين  ) "
هدر يقول بغضب وصوت قوي متحكم وقرار متعسف  لم تري شاهر بذلك الغضب من قبل لطالما كان بارداً لا مبالي .. :
" هي  " زوجتي " ولا تستطيع أخذها دون أذني وأنا غير موافق أن تخطو خطوة واحدة  خارج منزلي "
زوجتي ؟!!!!!!!!!!!
كادت تطلق ضحكة ساخرة ' زوجتي ' !!!!!!
زوجته التي يعلقها محكماً حولها قيود يكبلها بقوانين شاهر وهدان وفي هذا القصر الذي شهد الكثير والكثير منذ خطته في سن التاسعة عشر ..
وحكماً جديداً وأوامر اخرى عليها ان تخضع لها ..
كاد أن يشتد مع عمها حينما حسمت هي الأمر  بعناد وصوت قوي رداً علي تعسفه وتحكمه  بقرارته التي تخصها  :
" أنا سأذهب شاهر .. أريد أن أري جدي "

……………………………………


عدل سابقا من قبل زهرة نيسان98 في الثلاثاء مايو 08, 2018 8:30 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 12:41 am



الفصل الثالث


سمعت صوت عمها القوي ..
" لقد أتيت لأخذ ليلا معي إلي الجزيرة الجد سلطان طلب أن يراها .. "

الشرارات النارية في عينيه تخيف أي كان يحاول تحديه ..
شامخاً كجبل عتيد يشهر سيوفه كعادته يكز علي أسنانه تكاد تسمع صوت صك أسنانه ..
" ليلا لن تتحرك خطوة واحدة من هنا .. إذا لم تتقبلوا والدتها فكيف ستتقبلونها ؟!! "
احتد صوت عمها :
" اسمع يا ابن وهدان لقد أخذتها عنوة منذ وفاة والديها تحت ذريعة تلك الورقة ونحن صمتنا لأن الفتاة بدت خائفة صغيرة متعلقة بالسيدة كاميليا بخوف .. لكن الوقت حان لتتعرف ليلا علي عائلتها .. ( السلاطين ) "
هدر يقول بغضب وصوت قوي متحكم وقرار متعسف لم تري شاهر بذلك الغضب من قبل لطالما كان بارداً لا مبالي .. :
" هي " زوجتي " ولا تستطيع أخذها دون أذني وأنا غير موافق أن تخطو خطوة واحدة خارج منزلي "
زوجتي ؟!!!!!!!!!!!
كادت تطلق ضحكة ساخرة ' زوجتي ' !!!!!!
زوجته التي يعلقها محكماً حولها قيود يكبلها بقوانين شاهر وهدان وفي هذا القصر الذي شهد الكثير والكثير منذ خطته في سن التاسعة عشر ..
وحكماً جديداً وأوامر اخرى عليها ان تخضع لها ..
كاد أن يشتد مع عمها حينما حسمت هي الأمر بعناد وصوت قوي رداً علي تعسفه وتحكمه بقرارته التي تخصها :
" أنا سأذهب شاهر .. أريد أن أري جدي "
استدار لها بعنف يهتف من بين اسنانه :
" اصمتي لِيلا الآن ولا تتدخلي …"
كشرت جبينها بعناد حينما أتت كاميليا بصوت ملطف لتلك الحرب التي شنتها هي..
" أهدأوا قليلا ً ودعونا نجلس لنتفاهم أولاً .. "
ثم أشارت لغرفة الجلوس :
" تفضل يا شيخ السلاطين "

……………

والأخرى قبل أن تتحرك خطوة كانت يد قاسية تكاد تخلع مفصلها تجرها جرا ً :
" شاهر اترك يدي أنت تؤلمني .."
استدار لها بنظرات قاتلة ..
" اخرسي لِيلا حسابك معي فيما بعد .."
دفعها بعنف لحجرة مكتبه حتى كادت ان تسقط علي وجهها :
" ماذا تفعل شاهر ؟!!!! يا الله "
اقترب منها بعنف فابتعدت خطوتين للخلف وبصوت قاسي ونظرات حارقة متوعده أمرها بقسوة :
"اسمعي أنتِ لن تذهبين ولن اكرر كلمتي هل تفهمين ؟!!!! "
تنفست تعد بداخلها اهدأي ليلا ألا يستطيع أن يكون لطيفاً بعض الشيء وهو يأمرها بذلك التعسف .. لديه قدرة عجيبة علي اشعال شعلات التمرد بداخلها ..
أخبرته بعناد ..
" أنا أريد رؤية جدي السلطان اريد التعرف على عائلة والدي وسأذهب مع عمي ... "

اتسعت عيناها بخوف وهو يعض علي شفته بحركة شريرة ويرفع قبضته بينما عيناه اتسعت بشر ..
اقترب منها كمن ينوي الهجوم حتى انها تشعر بكل خلايا جسده الغاضبة ترسل إليها شرارات شرسة ولكنها اخفت كل انفعالاتها بمهارة تحسد عليها بينما تدور في خلدها فكرة واحده وهي الاستعداد لإطلاق العنان لقدمها هاربة اذا ما اقدم علي فقد اعصابه فبالتأكيد سيسحقها سمعت صوته كالرعد يخبرها بقسوة :
" تريدين الذهاب هه ؟؟؟؟؟ اذهبي لِيلا لكن اذا طلبتني منهارة ذات ليله انا آتي لأخذك لن افعل عسي ان تري الجحيم بمكوثك هناك سأكون اكثر من سعيد .. "
التفتت برأسها ببعض الغضب من افعاله الصبيانية الشريرة هل يدعو عليها أن ترى الجحيم بدونه !! ..
ألا يستطيع أن يكون لطيفا ابداً يخبرها انه خائف عليها سيشتاق لها أي شيء يلين قسوته ؟؟؟ ..
دفع كتفها ببعض العنف وهو يمر من جانبها فاصطدمت بالحائط خلفها ثم ترك المكان بقوة هالته التي لا زالت تسيطر على المكان ..
خرجت خلفه بسرعه وهي تراه يغادر المنزل وقفت أمام الباب بيأس تنظر إليه يطير بسيارته بعنف بعيداً تلألأت الدموع تغشي رؤيتها ..
' شاهر لا تذهب أرجــــــوك !! .. '
……………………………………
" دارين لا تفقديني اعصابي …"
زعق بها بغضب .. فنفخت المدللة وهي تهتف بشكوى :
" انا لا افقدك اعصابك أنا جائعة حقاً بل اتضور جوعاً .. انت تحبسني في هذا المكتب وسط تلك الأوراق منذ الصباح وكل ما احصل عليه أكواب قهوة لا احبها …"
نظر إليها بغل وهو يقول :
" أنا لست متفرغ لجنابك أريد إنهاء ذلك التدريب اللعين لأعود لعملي .."
أسدلت رموشها وهي تهتف بصوت مبحوح :
" هل مللت من صحبتي لتلك الدرجة تريد التخلص مني …!!!!"
ولو كان قبل ذلك كان ارضاها ولكن الآن الأمر اختلف عن ذي قبل .. اختلف كثيراااا ..
لذلك .. نهض يتوجه لمكتبه بجفاء
" أمامك نصف ساعة تناولي غدائك وارجعي ثانية أمامك الكثير يجب أن تعرفيه من حصتك اليوم .."
هو لا ينكر سرعة بديهتها تتلقى الأمور بسلاسة تغيظه .. شاهر معه حق عندما أصر أن يوظفها هنا ..
والأخرى نهضت بدلال منزعج وهي تلقي عليه كلام لم يتبين ماهيته ثم صفقت الباب وخرجت ..
حينها جلس وعيناه غامت بالعاطفة ..
" أخشى عليك أن يكون درساً قاسياً دارين .. لكنك ابنة وهدان يجب أن تتعلمي درسك جيداً …"

……………………………………….

استطاعت التسلل من أعين ذلك المدير اللعين يبدو كالخنزير .. شعرت بالرضا لتشبيهه بذلك الحيوان ..
جرت بحذر بطول الممر وما ان استمعت الي أصوات أقدام تأتي من بعيد حتى فتحت إحدى الحجرات ودخلت إليها بسرعة ..
استندت على الباب وهي تلهث تطلع للظلام الذي يحيطها ..
سمعت أصوات مكتومة ..خلف الباب فوضعت أذنها تتنصت ..
" لا أريد خطأ واحد الليلة ممدوح هل تفهم ؟؟؟ .. تلك المرة كمية المخدرات كبيرة .. واريدك تحكم السيطرة على أولئك الفتيات المعلم آمين انتقاهم بصعوبة من تلك القرية …"
" لا تقلق سيد عامر كل شيء سيكون تمام .."
سمعت وقع أقدامهم تبتعد فانتظرت بعض الوقت ثم خرجت بحذر تتلفت حولها ..
" يا الله .. هل يتاجرون بالفتيات كما يتاجرون بالمخدرات … الأمر أكبر بكثير مما توقعت .. لكن سيد ' حامد المنصوري ' أعدك أن نهايتك صد قربتك .."
" ماذا تفعلين هنا ؟؟؟!!!!!!! "
صرخت وهي تقف بوضع الهجوم عندما سحبها الآخر إلي الغرفة ثانية مكمما فمها ..
حاولت التخلص من يده التي تكممها لكنه عنفها :
" هشششش .. اصمتي … "
كانت تتنفس بقوة وعنف والآخر ذلك الأبله الذي يوقعها حظها العاثر بطريقه يشرف عليها ..
سمعت أصوات بالخارج ..
" الصوت كان من هنا .. هل سمعته ؟!! "
" أجل .. تجدها أحد الفتيات .."
أجابه الآخر :
" الفتيات لا يأتون إلي ذلك المكان .."
رد الآخر بوقاحة :
" لا أعلم .. ربما احدهما كان متعجلاً .."
ضحك زميله ببشاعة وهو يلقى كلمات قذرة هو الآخر احمّرت لها ..
سمعت أصوات أقدامهم تبتعد .. هزت رأسها أسفل يديه ليتركها ..
لكنه .. خبيث .. وقح !!
اقترب منها بصوت عابث :
" متعجل لإتمام الأمر يا له من عرض مغري .."
حينها أبعدت يده بعنف وحركة دفاعية ..
" ماذا تقول ؟؟؟؟؟ ابتعد عني …"
" الحقّ علي انني انقذتك … ماذا تفعلين هنا .."
رفعت رأسها وهي تحور الحديث بذكاء ..
" أنا اعمل هنا لذا السؤال يكون لك .. ماذا تفعل هنا ؟!!!! "
ابتسم بوقاحة يهتف :
" امرح .."
ثم تركها رافعة احدى حاجبيها تراقبه وهو يفتح الباب يراقب الممر ..
وقبل أن يخرج رفع يده محيياً ..
" إلى اللقاء أيتها الهاربة .. "
خرجت خلفه وهي تهتف بنفاد صبر :
" داغر وهدان .. "

……………………

في مكتب ضخم حيث وكر الشياطين ..
حامد المنصوري رأس الشيطان على الأرض ..
خلف واجهة شركات ضخمة يخفي تجارة ممنوعة بكل ما يطيح بخيالك ..
تجارة بعقول الشباب .. تجارة بالفتيات .. .. مخدرات ..
تجارة بمستقبل ..
ولم يضع يده بشيء واحد ..
الشيطان يدير من خلف الأقنعة ومحال أن تمسك عليه دليل واحد ..
تطلع بنظرات ينبض منها شر لعين وهو يسأل بغضب ..
" اريد ادق التفاصيل أيها اللعين .."
أخبره احد رجاله بصوت متردد :
" اقسم يا سيدي هذا ما استطعنا الوصول له .. الشرطة ايضا ستجن من الأمر .. لقد لقي المعلم آمين حتفه هو ورجاله .. وجدوا أثار أنياب ذئاب لكن الغابة لم يعثروا فيها على ذئب واحد .. "
رمي القلم الذي بيده بغضب وهو يهتف :
" ماذا هل مسحورة تلك الغابة ؟؟؟ ما تلك الخرفات أيها الغبي ؟؟؟؟؟ .. ابحث لي ثانية وثالثة خلف الأمر هل تفهم ؟؟؟ "
أومأ بطاعة وعينيه في الأرض بينما الآخر يأمره ..
" وتلك الفتاة في النادي التي تدعي سلسبيل أليس هي من ساعدت التي تدعى فادية على اطلاق سراح الفتيات .. الليلة اريدها أن تتعلم درساً قاسياً .."
" أوامرك سيدي .. لكن .. لكن هناك أمر آخر .. تلك الفتاة ' جوانة ' الآن باتت تحوم حول النادي .. "
ابتسم الآخر بشراسة مخيفة عندما أتى بذكرها وهو يهتف بعيون ناعسة مخيفة ..
" اتركها تمرح كما تشاء .. "
غادر الآخر المكان منكس الرأس بعدما اشار له سيده ..
بينما ارجع حامد المنصوري ظهره للخلف وهو يردد ..
" جوانة يا جوانة .. ابنة أمك وأبيك حقاً …. "
………........

" دكتورة ليلا .. هناك حالة طارئه دكتور عز يستدعيكِ .. "
نهضت بسرعة وهي تسأل الممرضة بمهنية :
" نوع الحادث ومقدار الإصابة المترتبة ؟!! "
أجابتها الممرضة وهي تسرع خلفها تلاحق خطواتها :
" اصابة طلق ناري فوق منطقة الصدر الإصابة ليست خطيرة لم تصب الأماكن الحيوية لحسن حظه .. "
أسرعت حتى وصلت لغرفة العمليات .. أصعب ما في تلك المهنة هي أن حياة أحدهم تكون بين يديك .. الاقارب المنهارون .. الأحباء .. الجميع بانتظار كلمتك التي تحدد مصيرهم ..
والمصير ليس بيد الطبيب كما يفهم الجميع .. المصير بيد الله نحن فقط نحاول إعطاء فرصة جديدة ..
دخلت إلى غرفة العمليات وكما تفعل في كل مرة تلقي بكل افكارها مشاعرها تجرد من كل شيء لا تكون سوى الطبيبة ليلا داخل غرفة العمليات ..
بعد مرور الوقت .. خرجت منهكة .. العملية لم تكن خطيرة لقد اخرجوا الرصاصة التي لحسن الحظ كانت سطحية لم تتوغل للداخل .. الشخص الذي اطلق النار يبدو أنه ليس متمرس..
فقط ذلك المريض الذي لم يكف عن مناداة امرأة تدعي ' فريدة ' ..
وها هي قصة حب جديدة يا ليلا ..
ما ان خرجت خلف دكتور عز حتى اقترب ا منهم امرأه مسنة يبدو عليها التعب والقلق الشديد مسندة على عكاز بإنهاك واضح .. ورجل كبير في السن يبدو عليه الهيبة والوقار قلق الملامح بوجه شاحب ..
وفتاة منهارة تبكي بجزع في أحضان هذا الرجل الكبير يبدو أنه والدها ..!!!
سألتها تلك المرأة التي يبدو عليها الطيبة الشديدة ببكاء ..:
" هل ابني بخير يا دكتورة .. ارجوك لا تكذبي علي .."
ابتسمت لها ليلا بحنان تجاوبها وهي تربت على كتفها ..:
" بخير سيدتي لا تخافي .. لقد اخرجنا الرصاصة .. يحتاج فقط الراحة وعدم بذل أي مجهود .. "
مسحت المرأة دموعها وهي تحمد الله بصوت مسموع ..
لكن تلك الفتاة المنهارة صرخت ..
" عسى أن يروا الجحيم جميعاً .. لقد فقدت فريدة طفلها بسبب جنونه هو وتلك الحية .. .. "
هدأها الرجل الكبير :
" اهدأي لينا حبيبتي .. لأجل خالتك .. "
مسحت دموعها بحركات طفولية وهي تهتف
" آسفة خالتي .. لم يكن ينبغي عليك ان يكون لك ابن فظ عديم المشاعر مثله .. جواد عندما يعلم سيقتله .. "
تلك الفتاة ليست مدللة فقط بل مزعجة جداً بالحقيقة …!!!

……………………….
……………………..
في جزيرة السلاطين ..
تلك الجزيرة الكبيرة تطل علي بحيرة صافية تحكمها عائلة السلاطين بعرفها وعاداتها ..
جزيرة لها أحكامها وطقوسها الشيقة التي تختلف كل الاختلاف عن المدينة
..
طقوس العرس .. طقوس العزاء .. طقوس للموت .. طقوس للفرح والحزن .. كل شيء مميز ومختلف حتى طريقة ثيابهم تشعرك وكأنك في عهد قديم ..
وفي بيت ضخم بتراث قديم له هيبة واضحة .. كان يمكث كبير السلاطين ..
" الجد سلطان " كان يجلس علي مقعده الضخم وبيده عصاة ضخمة يستخدمها كعكازه ..
هتف بنبرة قوية لم تخلو من حزن يخفيه ..
" لم تأتي معك ..؟؟؟؟ .."
أخفض رأسه احتراماً لأبيه ..
" لم توافق يا كبير السلاطين .. قالت أنها ليست مستعدة بعد للمواجهة وستأتي بأقرب فرصة .."
دق بعصاه الغليظة الأرض بضربات خفيفة متتالية بينما قال بصوت حكيم غامض ..
" ستأتي قريباً .. ليلاج صدقي سلطان ..- ابنة السلاطين - .. ستأتي بقدميها هاربة ما ان يضيق عليها جحر وهدان وحينها سأعطي لابن وهدان درساً يعرفه من تكون ابنة السلاطين سأعلمه كيف يتحدى السلاطين ويأخذ ما ليس له .."
هتف وهو يعلم أن نظرة ابيه لا تخيب ابداً ..
" الصغيرة ليلاج بدت عاشقة من نظراتها يا ابي .. ذلك شاهر وهدان يعرف ما يقوم به جيداً .."
أكمل كبير السلاطين بتأكيد ونظرة حاسمة ..:
" لكنها حزينة لقد رأيت ابيها في المنام حزين واوصاني عليها .. "
نظر إليه حمدان وفي رأسه تساءل لا يجرؤ على النطق به .. لكنه يعلم أن كلام أبيه لا تشوبه شائبة ..
أما كبير السلاطين تطلع الى الفراغ وهو يتذكر حلمه الذي يراوده كل ليلة ابنه صدقي رحمه الله يأتي له كل ليلة يوصيه بليلاج ابنته ..
ويرى الصغيرة ليلاج باكية مستغيثة .. همس بداخله ..
" لا تخف يا بني ابنتك سلطانة ابنة سلاطين يجري بدمائها روح السلاطين الغالية مهما كانت بعيدة عن جزيرة السلاطين فروح السلاطين ستلازمها تمنحها قوة ومقاومة وروحها صلبة كأرواحنا …"
………………………………………………

في المساء أوقف سيارته خارج القصر بملامح سوداوية .. هي لن تفعلها متأكد من ذلك ..
يقسم اذا لم يجدها بالقصر ليعاقبها بأقسى ما تكره .. تريد عصيان أوامره والخروج عن طوعه .. لم يخلق بعد من يفعل ..
هي لن تجرأ على فعلها شاهر … ليلا سلطان لن تخرج أبداً من جحر وهدان هو يحكم قبضته جيداً حولها ..
لذلك صعد السلم بسرعة ثم وقف امام غرفتها لدقيقة .. دقيقة واحده جعلت قلبه يفقد احدى دقاته ..
" هل يمكن أن لا اجدها ؟؟؟!!! … هل تفعلها ليلا ؟!!! "
" لم اذهب …"
ادار رأسه بخشونة لمصدر الصوت ..
ليلا الصغيرة بشقاوتها وهدوئها كالنسيم ريحها طيبة كالمسك تمر على وجهك فتبعث في نفسك الراحة ..!!!
هتفت برأس مرفوع :
" لم اذهب لأنني لست مستعدة بعد وهذا ليس معناه أنني لن ازور عائلة أبي .. اريد فقط بعض الوقت لأتهيأ .. "
رفع فمه في ابتسامة مغرورة وهو يهتف بالقرب منها ..
" ليلا سلطان العصفورة التي تربت في قفص من حديد كل عمرها اذا حلقت خارج القفص فإنها .. !!! "
قطع كلامه يقترب منها حتى همس في أذنها :
" تموت يا ابنة السلاطين … "
وقبل أن يلتفت ليغادر همست له :
" القاعدة رقم ماذا في قاموس شاهر وهدان ؟!!!! .. ذات ليلة سأخترق جميع قوانينك وامزق ذلك القاموس .. واتحرر لكن قبلها سأحررك .."
هتف بصلابة وقوة ملك يجلس على عرشه :
" شاهر وهدان لا يحرر ما يملكه أبداً .. وتلك كانت القاعدة الأولى في قاموس شاهر وهدان يا صغيرة .. عليكِ حفظ القوانين ثانية يبدو ان بعضها فلت منك لِيلا سلطان …"
ثم تركها وذهب لغرفته بينما هي وقفت في منتصف الممر تراقبه وهي تغمض عيناها ..
" اعدك شاهر وهدان سأتحرر .. أنا ليلا سلطان سأكسر كل قيودك وأمزق كل قوانينك .. حتى لو كان آخر ما افعله بحياتي .. اريد ان ارى وجهك عندما تعلم الوجه الآخر لوردتك ."
..........

دخلت غرفتها وقفت أمام شرفتها عينيها شاخصة على نقطة واحدة ..
' بوابة قصر وهدان '..
بوابة سجنها .. خلف تلك البوابة وبداخل هذا المنزل شاهدت الكثير ..
روحها مرهقة وهو لا زال يغامر ويغامر في سباق نهايته محسومة ..
ذلك المشهد وهو يقبل تلك الماجنة يتردد في مخيلتها مرة بعد الأخرى..
أغمضت عينيها وهي تقبض على يدها ثم فتحتهما ..
لا أطيق أشعر باختناق يجثو علي صدري ..
يا الهي كيف يفعل بي هكذا ؟؟؟ كيف ؟؟
هل خطط للأمر تلك الليلة ليذلني بتلك الطريقة ؟؟
فتحت خزانتها وأخرجت مفاتيح دراجتها من مخبأهما ..
" احتاج لذلك الآن جداً لن استطيع أن انتظر للغد .. جوانة أين أنتِ ؟؟؟؟؟ "
وجوانة كانت في مغامرتها الخاصة
………
في النادي
كانت أخرى تئن من الضربات المتتالية التي تتلاقها بغير رحمة .. جسدها الذي اعتاد على ذلك فيما سبق لقد تلقت ما هو ابشع ..
وأخرى أثناء تنصتها اصطدمت بالمنظر ..
كانت سلسبيل تُضَرب من قبل ثلاث رجال ضخام البنية !!!!
وجوانة لن تكون ملكة الخديعة اذا لم تَضرب وتهرب .. والآن تنقذ ..
لذلك صاحت على بعد خطوات منهم :
" هيي .. أنتم اتركوها …"
استدار احدهم ضخم البنية ينظر إليها باستهجان :
" اغربي من هنا والا ستكونين مكانها …."
وقفت بحركة قتالية يدها أمامها للدفاع وقدم للأمام وأخرى للخلف …
" ما رأيك أن تكون أنت مكانها ؟!!! "
حينها زأر هذا الرجل بغضب وهو يقترب منها ناوياً سحقها.. وما إن اقترب حتى عاجلته بضربة بين وركيه انحنى لها أرضاً بألم .. ثم بقدمها رفسته في رأسه .. انتبه الأثنان الآخران لصديقهم المسجى على الأرض فاقتربوا منها والشر يحلق من عيونهم ..
فابتعدت بخطوات بطيئة وهي تحسب سريعاً برأسها فرق القوى ..
وقبل أن تطلق العنان لقدمها صاحت بسلسبيل التي تحاول النهوض …
" اهربي سلسبــــــيل …."
وقد كان … !!
جوانة خلفها رجلان سيمزقنها أشد تمزيق .. وسلسبيل تحاول بكل قوتها النهوض والهروب متحاملة على نفسها …
تعمدت جوانة الهروب بعيداً عن موقع سلسبيل لإعطائها الفرصة ومزيد من الوقت للهروب
……………

تجري وهم خلفها وخطواتهم ضعف خطواتها .. لا تريد التغلغل إلى الداخل حتى لا يكشفها المدير أو أي حد ..
لذلك وقعت في قبضتهم في مكان متواري خلف النادي .. كانت ترفس بكل قوتها .. أحدهم كبل يديها للخلف والآخر رفع قبضته ليضربها ..
وقبل أن تستقبل الضربة كان صوته المشاكس لا مبالي وهو يمسك قبضة الرجل الذي كان يهم بضربها على بعد إنشات من وجهها ..:
" يا رجل عيب … ألم يعلمك أحد أنها ليست من الرجولة رفع يدك على امرأه ؟؟؟؟؟!! "
وللمرة الأولى تشكر حظها بوجوده …
داغر وهدان يقوم بتلقين الآخر درساً .. وهي ترفس الذي يكبلها بكل ما تملك من قوة لتفلت من قبضته لكنه مثل الحائط الصلب …
لذلك استخدمت آخر حيلة وهي تلقنه عدة ضربات متتالية في قصبة قدمه فتركها متألماً أخيراً ..
ضربت .. وهربت .. !!!
والآخر استقام واقفاً يجري خلفها بغضب جم .. بينما داغر بعد ما رمي الذي كان يضربه أرضاً جري خلفهم ليلحقها تلك الهاربة ..
وما ان خرجت من بوابة النادي التفت خلفها لتجد هذا الرجل الضخم يجري خلفها وداغر من ورائه يلحق بهما ..
" مرحباً يا صديقة .. لقد أتيت .. "
تطلعت إلى ليلا على دراجتها النارية ترتدي خوذتها المميزة لم تفاجئ أبداً بوجودها .. ليلاج دائماً موجودة في الوقت المناسب …
" وقت الهروب .."
قبل أن تركب خلفها ألقت نظرة على داغر الذي أمسك الآخر يلكمه قبل أن يحصلها ..
وحينما رفع رأسه إليها .. أشارت له تحييه بشكر ثم انطلقت بها الأخرى بدراجتها النارية …
" لا فائدة منك جوانة أبداً … "
ضحكت جوانة وهي تهتف ..
" تلك المرة لست المستهدفة كنت انقذ اخرى .."
حركت ليلا رأسها وهي تسألها :
" وماذا يفعل داغر وهدان هنا … المرة الثانية أجده بمحيطك .. جوانة احظري الممنوعات خصوصاً داغر وهدان خلفه الكثير فوق ما تتخيلين .. "
ابتسمت الأخرى بمكر ودهاء :
" لا تخافي ليلاجي .. أنا اعلم الممنوعات جيداً .. لكن أخبريني أنتِ كيف هربتِ من شاهر وهدان وجئتِ هنا !!! .."
أسرعت ليلا بدرجاتها تزود السرعة وعينيها تلمع بشقاوة !.
" اشتريت احد رجاله !. ذلك حارس البوابة الخارجية يساعدني للهرب من أعين حراسته الخفية التي لايعلم شاهر انني اعلم عنها .. النقود يا صديقتي تفعل الاعاجيب .. "
هتفت جوانة بمرح ..
" تلك هي ليلاجي .. لنرى ما نهاية هذا الغامض ابن وهدان عندما يكتشف الوجه الآخر لليلاج سلطان زوجته .. "

…………………………………..

انتهي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 12:42 am

الفصل الرابع


وصل إلى المنزل الساكن بعد الفجر بإرهاق جم لم يكد يصعد درجات السلم الأولى حتى لمحها تهبط وقف مقابلاً لها :
" لماذا مستيقظة في ذلك الوقت ؟؟ .."
اجابته وهي تهبط إلى الأسفل :
" سأصلي الفجر بالمصلى الذي في الأسفل .."
صمت وصعد درجات السلم لكنه أغمض عينيه على صوتها من خلفه
" ألن تصلي ؟؟ "
وقف عدة لحظات ثم حسم أمره مجيباً إياها:
" اسبقيني .. سأبدل ملابسي واتوضأ وآتي خلفك .. "
بعد أن انهيا صلاتهما لم يستدر لها لكنه سمع صوتها من خلفه :
" قرأت ذات مرة حديث ما اتذكره انه كان يقول ان العين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها اللمس
والفم يزني وزناه القبل .. هل تعلم أنني اتردد كثيراً ولا احب مصافحة الرجال !. ربما لا تعلم لكن التائب من الذنب كمن لا ذنب له …"
نهضت ببطء تاركة إياه في المصلى بعين لمعت.. راقبها تصعد السلم تأوه بألم يغمض عينيه :
" يا الله أنا اتألم … لماذا تهدم كل سور ابنيه بيننا ماذا تفعلين بنا ليلا وما يدور برأسك هذا ؟؟… "
ثم نهض مقيماً الصلاة يستغفر ويستغفر ...
" لم أعد استخدم تلك الألاعيب الرخيصة حديثا..و هذا لا يدل سوى انها تعرف كثيراً لتدرك انني قصدت بذلك الفعل المشين ابعادها .. او ابعادي انا عنها ليتها تدرك حجم الفجوة التي بيننا .. !!"

………….

في النادي .. ليلاً ..

كانت تدور بعينيها في المكان تبحث عن سلسبيل فمنذ انقذتها ولم تعد تراها ..
أين تكون ذهبت ؟؟ هي يجب أن تفهم منها ما حدث حتى تساعدها .. الفتاة واقعة في مأزق ..
لمعت عينيها وهي ترى صديقتها المقربة التي تدعى همس ..
فاتجهت نحوها وهي تحمل صينية مشروبات ولم تكد تقترب منها حتى همست لها خفية دون ان تنظر نحوها ..
" انتظريني بالحمام هناك أمر هام بخصوص سلسبيل .. "
تلجلجت الأخرى وعينيها تهتز عندما رأت مديرهم ذلك الرجل الذي لا يرحم ينظر باتجاههم ..

دخلت جوانة الحمام فوجدت تلك الفتاة بانتظارها سألتها بدون مقدمات :
" أين سلسبيل ؟؟؟؟ .."
ابتلعت الاخرى ريقها وهي تهمس :
" لا أعرف .. "
اقتربت منها جوانة تنظر إليها بقوة ..
" اسمعيني انا اعرف بخصوص أولئك الرجال الذين يلاحقونها كانوا يريدون التخلص منها .. يجب ان اقابلها بأسرع وقت حتى اساعدها .. "
هتفت الأخرى بتهور ..
" وما الذي يضمن لي انك ليست معهم .. "
امسكت جوانة اعصابها الفتاة رغم ما ترتديه من ملابس خالعه كبقية الفتيات الذين يعملون هنا تبدو صغيرة جداً وحمقاء ..
" اخبريها انني اريد مقابلتها فقط .. "
اخرجت ورقه وقلم من جيبها ثم سجلت رقمها ..
" سأنتظر اتصالها … "
ثم تركتها وغادرت المكان عازمة على إنقاذ سلسبيل من الغرق لم تكذب حينما رأت بعينيها استنجاد من ذلك الوكر ..
نظرت حولها بحزن لذلك المكان مخدرات و أشياء بغيضة ..
فتيات يتراوح اعمارها ما بين السابعة عشر حتى الثلاثين وشباب متهورين .. !!

وخلف كل هذا يقبع اسم واحد ..
" حامد المنصوري …!!!! رأس الأفعى .. "
……….....................
في وقت متأخر من اليوم التالي بعد ان انهت عملها ..
صعدت طبقات ذلك العقار القديم حتى وصلت للطابق الخامس ..
وأمام الباب وقفت تتنفس بعزيمة ثم دقت الباب ..
فتحت سلسبيل الباب بسرعة تدعوها للدخول بوجه مكدوم شاحب ..
دخلت جوانة وهي تهتف بقلق ..
" هل أنتِ بخير ؟؟!!!! .."
هزت سلسبيل رأسها وهي تجلس وتشير لها بالجلوس ..
" اجلسي جوانة .. "
جلست جوانة وهي تتطلع لتلك الصغيرة لأول مرة ترى وجهها الطبيعي بدون مساحيق بشعة .. صغيرة جميلة جداً بملامح بسيطة عكس تلك الأخرى التي تكون بالنادي تبدو كامرأة ماجنة بسن اكبر من عمرها ..
قاطعت سلسبيل تأملها وهي تهتف
" ما الذي اتى بك جوانة ؟؟؟ اخبرتني همس انك تريدين رؤيتي .. "
اخذت نفس عميق ثم نظرت لعينيها بعزيمة ..
" أريد مساعدتك سلسبيل .. "
هتفت الأخرى بتعجب ..:
" مساعدتي ؟!!!!!! "
أكملت باستهزاء :
" لماذا ؟؟؟؟؟؟ .. ما الذي يجعلك تطئين بقدميك وسط النيران .. "
والأخرى تعلمت انه لا شيء ابدا في هذه الحياة دون مقابل ..
نظرت إليها جوانة بعمق وذكرى بعيدة لأخرى غريقة بنفس المستنقع وكر المنصوري واذا كانت بطريقة مختلفة ..
اعتدلت جوانة ولمَ كانت هي ملكة الخديعة لذلك هتفت ..
" لأخبرك بطريقة أو اخرى انني احتاجك .. وأنتِ بحاجة لمساعدتي على ما يبدو .. "
نظرت اليها سلسبيل ببعض الامل .. هي فعلاً في مأزق يساومها بحياتها ..
كانت تجلس مختبئة في ذلك البيت البعيد تنتظر مصيرها المحتوم ..
لكن هل يمكن ان تعطيها الحياة فرصة أخرى ؟؟؟!!
ام لم تكتفي بعد مما سلبته منها ..
سألتها وهي تتطلع اليها بعيون تهتز بخوف عميق ..
" كيف ستساعديني ؟؟؟؟؟ "

" تريدين الهرب بعيداً عن كل ذلك وبدء حياة جديدة ؟؟ انا يمكنني مساعدتك في توفير مكان آخر وعمل آخر .. "
ابتسمت الأخرى بتهكم مرير ..
" وهل تعتقدين أنهم لن يعثروا علي ؟؟؟؟ "
اقتربت منها جوانة تنظر في عيناها :
" من هم ؟؟؟ "
همست سلسبيل :
" اشخاص ليسوا من جنس البشر .. اشخاص بإشارة واحدة قادرين على انهاء حياتنا .. "
" أخبريني ربما الحل عندي صدقيني … "
تراجعت سلسبيل للخلف بظهرها وهمست بمرارة ..
" يريدون التخلص مني .."
وضعت يديها حول بطنها برقة واكملت
" ومن ابني .. "
كتمت جوانة شهقتها تتماسك لكي تفصح الأخرى عن سرها :
" أنتي حامل ؟؟؟؟ .. "
بكت سلسبيل بقهر ربما للمرة الأولى وهي تهتف ..
" لقد اخذني عنوة .. ابن احد رجال الأعمال الكبار وشريك حامد المنصوري في أعماله. . لم اكن اخذت احتياطي .. لكن ذلك الوغد اعجب بجسدي وقرر الحصول عليه كالبقية .. كان بشع جدا وهو يخبرني انني اشبه احداهم .. الامر لم يتوقف عند هذا لقد حملت منه ذهبت إليه كثيرا أرجوه كان وغداً ولف شباكه حولي حتى وقعت في فخه بسذاجة ثم طلب مني التخلص من الجنين أو ابقى معه ...!!! "

نظرت سلسبيل نحو جوانة تكمل ببكاء منفجر ..
" انا وافقت .. رغبت ولو مرة واحدة أحصل على الحياة حتى لو كانت بالسر .. لم ارد أن أتي بطفل تكون امه امرأة عابثة ووالده لا يعترف به .. لكنني لم استطع هربت من المشفى ولم استطع اكمال الأمر .. لقد خفت .. خفت جوانة .. "
سألتها جوانة بقوة وهي تشم رائحة القهر .. حتى لو كانت الأخرى شريكة بشكل او اخر في هذا الأمر إن لم تكن أجرمت بحق نفسها لكن اللوم لا يقع عليها بمفردها ..
" وهل سيقتلك لأجل هذا ؟؟ .. من الممكن انه يريد انهاء حياة الطفل فقط .."

شهقت سلسبيل ببكاء مرير وهي تهتف :
" لا اعرف ربما.. لكن اعتقد ذلك الأمر بإنهاء حياتي صدر من الرأس الكبير .. لقد اصبحت امثل لهم ازعاج بالتأكيد عرفوا انني من ساعدت تلك الفتاة التي تدعي ' فادية ' على تحرير الفتيات اللاتي يأتي بهم المعلم آمين .. كما انهم يشكون ان تلك الفتاة فاديه خلف مقتل المعلم .."

ركزت جوانة وهي تقترب منها ..
" أي فتيات ومن يكون المعلم آمين ؟؟؟ "
أجابتها وهي ترتجف من البكاء تتذكر ذلك الرجل البغيض الذي سبب دمار حياتها منذ ثلاث سنوات .. ذلك الرجل هو من سلبها روحها .. لقد اعطى خالها مبلغ بخيس مقابل أن يشتريها وأتى بها لذلك الوكر .. وكر الثعابين حيث لا وجود للاعتراض .. حيث الجميع ينهش بجسدك .. وهي كانت اضعف مما تقاوم ..
" المعلم آمين هو الذي يحضر أولئك الفتيات الذين يعملون بالنادي .. "
زاغت عين جوانة وهي تدرك:
" تقصدين يتاجر بهم .. وبالتأكيد الرأس الكبير والمدبر هو حامد المنصوري .. "
انهارت سلسبيل بالبكاء المرير :
" لقد انتهت حياتي .. لقد أمروا بالتخلص مني .. "
امسكت جوانة يدها والعزيمة تضخ من عيناها لن تسمح لهم بإعادة التجربة ..
لن تسمح بسلب روح أخرى ..همست بقوة ..
" لا تخافين أنا أستطيع مساعدتك .. اعطيني فقط فرصة يومين وسأجهزك لتهربين بعيداً حيث لا احد يمكنه العثور على مكانك .. "
تطلعت اليها بأمل أخير يلوح لها ودموعها لا زالت متعلقة بأهدابها ..
وكل منهما غارق في افكاره الخاصة ..
" حامد المنصوري .. الشيطان الحقيقي مخفي خلف اعماله ومحمي بسلطته اعدك ان وقوعك سيكون على يدي .. .. !!!! "
…………………...
استند علي السرير واقفا وقد نبتت حبات العرق علي وجهه الشاحب المتألم ..خطا خطوتين إلي الأمام حتى سمع صوت رقيق من خلفه حازم ..
" ماذا تفعل سيد يوسف ؟؟؟ !! أرجوك عد إلي سريرك .."
كانت تلك الطبيبة ليلا الصغيرة المشرفة علي حالته والتي يستعملها ليتلقى أخبار عن فريدة المقيمة معه في نفس المشفى ..نظر إليها بتحذير وهو يهتف بصوت قوي مخفياً آلامه ..
" أريد الذهاب لزوجتي .. وأحذرك أن تذهبي وتخبري أحد هل تفهمين .."
اقتربت منه هاتفه ..
" لكن .. سيد يوسف أنت لم تتعاف بعد هذا خطر علي جرحك .."
تأفف من تلك الثرثارة التي تضيع الوقت الذي يستغله قبل عودة والدته من الخارج ..
نظر إليها من خلف عينيه تلك النظرة القاسية رغم مرضه لا يتخلى عنها ..
" اسمعي تلك فرصتي الوحيدة لمقابلة زوجتي قبل المغادرة فإما تساعديني أو تتركيني اذهب .."
رغم فظاظته المعهودة إلا أن تلك الأخرى رق قلبها وهي تنظر إلي الأمر برومانسية وكادت أن تتنهد وهي تحني رأسها ففظاظته تذكرها بآخر تعشقه ..

' تلك الرقيقة التي فقدت طفلها وزوجها الفظ الذي يتقصى عن أخبارها خفية بعد أن رفضت مقابلته .. والآن يريد الذهاب إليها .. ربما يتصالحا وتكون ساعدت هذين القلبين العاشقين .. '
" سوف أساعدك سيد يوسف .. "
نظر إليها رافعا حاجب واحد بغرور بينما هتفت ليلا بحماس ..
" سأذهب لغرفتها وأخرج مرافقيها بأي حجة ثم سأراقب لك الممر حتي تذهب إليها .. ولكن أرجوك سيد يوسف لا تتحرك من السرير حتي آتي إليك لمساعدتك .."
خرجت كالعاصفة بينما ارتفعت زاوية فم الآخر في شبه ابتسامة مريرة ..
" ليت الأمر يكون بتلك الرومانسية الشفافة بعينيك يا صغيرة .."
……………..
بعض مرور بعض الوقت تنهدت وهي تنظر لساعتها انه بالداخل منذ ربع ساعة ..
ماذا لو اتت تلك الفتاة الشرسة ستقتله اذا رأته بالداخل وتقتلها هي الاخرى لمساعدته انها فتاة مجنونة ..
تطلعت من الشرفة التي تطل على حديقة المشفى تراقب تلك الفتاة التي تدعي ' لينار ' تبكي وهي تتمسح بدلال بذلك الرجل الوقور والذي علمت انه يكون عمها ..
فجأة رأتها تنهض بحماس شديد ..
فذهبت كي تستعجل يوسف وقبل أن تدق الباب سمعت زوجته تطلب منه ..
" طلقني يا يوسف .. !! "
اتسعت عينيها دقت على الباب بقوة وهي تهتف لعلها تمنع ذلك الأمر ..
" سيد يوسف ارجوك افتح الباب يجب ان تذهب لغرفتك الآن .. "

لمحت دكتور فادي يأتي في نهاية الممر فهرولت كي تعطله ..
وما ان وصلت إليه حتى وقفت أمامه تسد الطريق وهي تهتف بأنفاس مقطوعة ..:
" دكتور فادي مرحباً .. أنا اريدك الآن بموضوع هام جدا لا يحتمل التأجيل .."
طالعها بابتسامة مشعه وعيناه تبرق بإعجاب اضح جداً ..
" ماذا يا دكتورة ليلا .. سأذهب ارى المريضة في غرفة **.. سأعود سريعاً .."
انه رقم غرفة فريدة اتسعت عينيها وهي تهتف بصوت مرتفع يجب ان تعطله حتى يخرج يوسف ..:
" لا .. لا استطيع تأجيله .. اريد الحديث معك الآن .."
قالتها بسرعة وهو يذهب خلفها متعجباً من حالتها ..
……………………...

ترنح وهو يستند علي حائط الممر حتي كاد أن يسقط عندما وجد يداً تسنده ..
التفت لتلك التي نظرت إليه بتعاطف ثم سمعها تكتم شهقة بكائها .. فسألها بخشونة ..:
" هل كنت تتنصتين ؟!!!…"
هتفت ليلا وهي ترى ملامح الحزن جلية على وجهه ..
" أنا آسفة لقد حاولت أن آتي في تلك اللحظة حتي لا تنطقها .. كان يجب أن لا تفعل .. "
وصل إلي سريره فاعتدل وهو يتأوه من الألم ..
" عقلك الصغير يا صغيرة لا يري سوي القشور .. جربي أن تنظري لما بالداخل ربما ستصدمين بما تكتشفين .. "
لم تفهم معني جملته تلك وهي تهتف بانفعال ..
" إذا كنت تحبها وهي تحبك .. إذن لماذا الفراق وهذا العذاب ؟!!"
أجابها وهو يسرح :
" هي علي حق أحياناً يصل العشق لطريق مسدود بذكريات سوداء مؤلمة ..
ربما ما طلبته صحيح هي تمنح حبنا خيط جديد بعد أن ترمم نفسها تعود من جديد بصفحة جديدة .. وحينها سأبذل كل ما أستطيع لملأها بذكريات أخري جديدة وسعيدة لأجلها هي .."
أغمض عينيه يرتاح وهو يشعر إنه استنفذ كل طاقته ..
قبل أن تخرج من الباب فتح عينيه وهو يسألها ..
" ما اسمك يا صغيرة .."
كشرت جبينها للفظ صغيرة وهي تتذكر آخر قاس شرير لا يناديها سوي بالصغيرة ..
" لِيلا .. لِيلا سلطان .."
لم تعتقد أنه سمعها فقد كان غط في نوم عميق .. بينما الأخرى خرجت من الغرفة وكلامه يعصف برأسها ..
( جربي ان تنظري لما بالداخل ربما ستصدمين بما تكتشفين )
..............
لمحها تقف شامخة في تلك الساحة الخلفية المطلة على حمام سباحة ضخم خاص بالنادي ..
ترنح قميصه الأبيض مع الهواء مبرزاً عضلاته بينما يهتف بصوت مرتفع مستمتع
" أخبريني أيتها الهاربة من انتِ ؟.!!"
استدارت له بابتسامتها اللعوب قاهرة دقات قلبه بغمازاتها المغرية جدا ..
" أنا ملكة الخديعة جوانة .. "
اقترب بشقاوة رافعاً حاجبه بتلاعب بينما يسترسل في الكلام ...
" ملكة الخديعة سارقة هاربة وخلفها جيش من رجال أخطر رجل أعمال بالبلدة .. وتارة فتاة فقيرة تكاد تكون معدمة بملابسها الرجالية .. صديقة فتاة مريبة تدافع عنها بشراسة .. تعمل في نادي مشبوه رغم انها لا تبدو من تلك الطبقة تخفي اسرار خلف أخرى بخوذة يهربان بها على دراجة نارية بطراز حديث يكلف ثروه .. من أنتِ ؟!!!!"

ضحكت بصوت مجلجل كسيمفونية تتمازج مع اصوات الموسيقى الهادرة بينما هو يراقبها ..
" أيها البطل ركز في مسابقتك ودراجاتك النارية و سياراتك الشاسعة صفوف الفتيات المعجبات يا
' فهد عائلة وهدان ' ودع ملكة الخديعة بحالها .."

بضحكات مجنونة تهرب للداخل بينما صوته صدح من خلفها مجلجلاً ..
" أيتها الغامضة الهاربة لم تخبريني ؟؟ "
استدارت له بتساؤل والمكر يلوح بعينيها فأكمل متسائلاً ..
" من تلك الفتاة التي ترتدي دوماً خوذة سوداء وتأخذك خلفها!!! "
" تقصد فتاة الدراجة النارية ؟؟؟؟ !! "
" أجل .. "
" سر … انه سرنا يا داغر وهدان .. "
" جوانة ملكة الخديعة .. كم يليق بك الاسم .. "
" وانت يا داغر وهدان .. ألا تخاف ان تستيقظ على اخر خبر لداغر وهدان فهد السباقات في خناق بمكان مشبوه مع فتاة غير معلومة الهوية .."
اطلق ضحكات صاخبة مستمتعة ..
" كم جعلتي الأمر ممتع .. انا كل يوم استيقظ على خبر جديد افاجأ به عن نفسي لقد اعتدت الأمر .. "
وسؤال خلف سؤال والآخر لم يدرك نظرات ملكة الخديعة الماكرة كما لو تحيك فخاً .. بينما الآخر كان مأخوذ ببساطتها وعفويتها .. تلك الطاقة العنيفة الماكرة التي تحيطها .. هروبها من أي سؤال يخص عائلتها .. هي مخادعة لذيذة جداً تذكره بماضيه ..!!'
بعد إن غادرت أدخل يديه يخرج ذلك السلسال الذي لا يفارقه نظر له بعيون لامعة ثم هتف بابتسامة حزينه ..
" حسناً أنا آتي يا حلوتي ... "
……….
……….

…………………..
في المساء ...
اكملت ليلا ارتداء كنزتها .. القت نظرة أخيرة في المرآه قبل ان تنزل لأسفل فاليوم موعد العشاء العائلي كما اعتادوا كل شهر كاميليا تحدد يوم وتجمعهم به ..
" تلك المستفزة دارين امنحني الصبر لاحتملها يا ربي .. "
نزلت السلم وتوجهت نحو المطبخ حيث خالتها. .
" مساء الخير كوكي .. "
ضحكت كاميليا من لفظ التحبب ..
" مساء الخير يا روح كوكي ما ذلك الجمال .. "
ابتسمت لها ليلا بامتنان على تشجيعها ..
" لقد اتى كل من داغر ونديم ودارين بالطريق .. "
" مرحباً لقد اتيت .. "
كانت تلك دارين بفستان ضيق قصير يحدد ملامح جسدها كعارضات الأزياء ..
ابتسمت لها السيدة كاميليا مرحبة .. القت تحية من بين اسنانها لليلا ردتها لِيلا بنفس الأسلوب ..
…………..
على طاولة الطعام ..
كان الجميع ملتزم الصمت إلا داغر بطبيعته المنطلقة كان يلقى بعض المزاح من آن للآخر حتى مع نظرات شاهر المحذرة له ..
" ذلك ثالث طبق لك لِيلا هل تعلمين كم يحتوي هذا النوع من الطعام من السعرات الحرارية ؟؟!!!! .. سيزداد وزنك .. "
غصت لِيلا بالطعام فناولتها كاميليا كوب ماء .. شربته دفعة واحدة ثم استدارت إلى تلك الغليظة ذات العين الصفراء دارين ..
" هل اشتكيت لكِ ؟؟؟ .. أنا حرة أكل مثل ما أريد … "
" أقول لكِ ذلك لمصلحتك جسمك قابل للزيادة …"
ردت عليها بابتسامة صفراء:
" يعجبني ليس لك شأن .."
غمز داغر نديم وهو يكتم ضحكته ..
بينما وبخهما شاهر ..
" كفوا عن تلك الأعمال الطفولية واكملا طعامكما انتما الاثنتين .."
لاحظ نديم تجمع الدموع بعينيها ويد كاميليا التي تربت عليها خفية بحنان وكل ذلك من كلمات دارين الطائشة ..
" لِيلا يا صغيرة .. تلك دارين مهووسة بالسعرات الحرارية لا تلقي بالاً لكلامها واكملي طعامك هذا ثالث طبق لي أنا الآخر .. "
ابتسمت له بامتنان بينما الأخرى نهضت بثورة ترمي منديلها بغيظ ..
" لقد شبعت .. "
…………..
ذهبت إليه كان يتناول كوب قهوته في الهواء ..
" مرحباً نديم .."
رد عليها التحية باقتضاب دون أن ينظر إليها حتى مجرد نظرة ..
بينما هي لمحت نظراته المعجبة ناحية لِيلا أثناء تناولهم الطعام ودفاعه عنها .. ألا يخجل ؟؟؟ ..
اذا لمحه شاهر سيقتله انه عديم المروءة ويتظاهر بالأخلاق والمبادئ .. تعجبت من تلك النيران التي تشتعل بصدرها ..
" لماذا تجلس هنا بمفردك ؟؟؟ .."
رد عليها دون أن ينظر لها :
" اريد التقاط بعض الهواء .. بمفردي .."
هتفت مختنقة بثورة ..
" لمَ اصبحت غليظ معي هكذا ؟؟؟ .. ماذا فعلت لك .. انت تعامل لِيلا برقة بينما أنا تلقي علي كلام مثل السُم .. انا لا ستحق ذلك الجفاء منك نديم .."
تطلع لها بهدوء ثم استدار متنهدا
" راجعي نفسك دارين راجعي كل تصرف تقومين به بقصد أو دون قصد .. هل تلك ثياب مناسبة للخروج بها .. "
" اللعنة ما الذي آتى بذكر ملابسي الآن .. "
" سألتني لم أصبحت غليظ معك .."
" كنت ارتدي نفس الملابس طوال عمري وكنت تعامليني بطريقة أفضل.. ما الذي حدث ؟؟؟!!! "
" لم يحدث شيء دارين .. انت ابنة عمي وستظلين هكذا غير مهم كيف اعاملك لكنني موجود متى كنت بحاجة لي .."
قال جملته ثم غادر المكان .. بينما هي جلست على الأريكة بيأس من فهمه ..

كأنه يتكلم بالألغاز لم لا يقول ما يغضبه منها صريحة وستصحح الأمر في التو ..

هي بحاجة نديم الآن أكثر من أي وقت مضى ..
تطلعت للسماء والدموع تتجمع بعينيها ثم تناولت هاتفها تدق رقم معين ..
" أمي بحق الله احتاجك اكثر من أي شيء .. لا احد بجانبي أمي .. لا أحد ابداً اشعر بالوحدة متى تعودين؟؟؟ .."

بينما الآخر كان يراقب نظراتها اللامعة للسماء من خلف ستار الشرفة الداخلية ..
" لعلك دارين تفيقي قبل أن تخسري الكثير .. يجب أن تخوضي التجربة بمفردك حتى تعيدي نظرتك للحياة بعين أخرى …"

……………………..

دخلت دارين الى جلستهم الهادئة بعد ان انهت مكالمتها مع والدتها وكالعادة والدتها تحججت بمئة شيء كي لا تعود ..

نديم وشاهر مشغولان في مناقشة أمر ما يخص العمل وداغر كعادته يتصفح عن احدث طراز للسيارات ..
ليلا تجلس بهدوء تقرأ إحدى الكتب ..

كانت تنوي ان تستأذن وتهرب لمنزلها وحيده عندما اتت السيدة كاميليا بصينية المشروبات .. لم تستطع مقاومة اغراء مشروب الشوكلاته رغم ما يحتويه على سعرات حرارية ستكسبها وزن .. لكنها محبطة ويائسة بشدة ..
تناولت ليلا الكوب السحري وهي تهتف بتلذذ ..
" اااه يا كوكي كم اعشق هذا الكوب السحري من يدك .."
ابتسمت لها السيدة كاميليا بحب ..
" بالهناء والشفاء يا جميلتي .. "
وعندما اتت لدارين تناولها الكوب سقط الكوب ..
" اااااااااه .. تباً لذلك .."
صرخت بها دارين عندما تعثر الكوب من يد السيدة كاميليا وسقط على ملابسها ..
" آسفة دارين لم اقصد .. "
هتفت بها كاميليا باعتذار شديد .. بينما نهض نديم بسرعة يقترب منها وهو يسألها بصوت مبحوح حاول ان يخفي لهفته ..
" هل أنتي بخير ؟؟ المشروب ساخن .. ؟؟؟ !! "
هتفت دارين بسخط طفولي باكي ..
" لا .. لكنها افسدت ملابسي .. "
ناولها نديم المنشفة وهو يهتف من بين اسنانه لملابسها الفجة ..
" خير فعلت .. "
كان داغر يكتم ضحكته .. وليلا تراقبهم بابتسامة ..
بينما شاهر راقب الأمر كله بزاوية مختلفة بعين مقتنص يراقب حركات احداهم وانسحابه…
وفي المطبخ كانت هناك ضحكة شامتة ...؟؟؟؟؟

……………

صباح اليوم التالي كانت تسير في الممر نحو غرفة السيد يوسف .. يومه الأخير هنا ..
ما ان عرف اسمها حتى تغيرت معاملته كثيراً وكأنه مستمتع بمعرفة هويتها وشخصيتها ..
سقط قلبها عندما لمحته في الممر ..جرت نحوه بملامح جزعة :
" شاهر انت بخير … ماذا تفعل هنا ؟؟؟؟؟.."
ببعض الخشونة ابعد يدها التي امسكت بيده من انفعالها دون ان تدرك هي:
" ماذا سأكون افعل .. كنت ازور صديق فحسب .. "
تنهدت بارتياح رغم فظاظته الا انه بخير وهذا يكفيها .. تطلعت للغرفة التي خرج منها للتو ثم فتحت عيناها باتساع. .
" لا تقل ان يوسف القرضاوي هو صديقك …!!!!!! "
هتف بخفوت ..
" اجل صديقي وشريكي ببعض الأعمال .. "
ابتسمت غير مصدقة وهي تهتف ..
" اقسم لم استعجب .. "
ثم تمتمت في سرها حفاظا على حياتها ..:
" الطيور على اشكالها تقع .. وكأنهم من نفس العجينة الجلفة .. الفظة .. مغرورة .. ولا تطاق .."
" بماذا تثرثرين مع نفسك …"
سألها بفظاظة فتنهدت وهي تملي عينيها من طلته الرجولية ..
لقد اثرت بها قصة صديقه وتلاعبت بمشاعرها .. هل يمكن أن يخاف عليها شاهر بذلك الجنون .. هل من الممكن أن اسمعه مرة يهمس باسمي بتك النبرة العاشقة أو يجن خوفاً علي !!!
..
" لمَ تبحلقين كالبلهاء هكذا ؟؟ …"
السؤال الآن هل يمكن ان تقتله الآن لعله يشعر ولو قليلاً بها ؟؟؟ …
فظ .. غليظ .. لا يطاق ..
اطلقت كل الشتائم عليه عندما غادر بجملته الفظة مثله ..
" ليس لدي الوقت كله لأغلاق فمك المفتوح .,.."
هل يحدث له شيء لو دعاها لكوب قهوة في مقهى المشفى ..؟؟ او حتى يجبرها على الاستئذان والمغادرة معه لتناول الطعام بالخارج ؟؟
انه مُحبط .. قاسي ..!!
بينما كانت تلقي نظراتها الولهة لشاهر الذي تركها تراقبه يغادر بقلب ينبض بعشق خالص ..
كان هناك من يراقبها بحسرة وينظر لشاهر بكره
" لا يستحق تلك الجميلة أبداً .."

وعين شاهر التي تقتنص توقفت لحظات ثم ادار رأسه لنقطة ما كانت تقف مختبئة خلف الحائط لمح نظرات ذلك الطبيب نحو ليلا امسك بقبضته ثم ارتدى نظارته السوداء وقد توحشت ملامحه ..

…………..………….

ظلام .. ظلام يحيطه من كل جانب والحقيقة أن هذا الظلام يرافقه منذ ثلاث سنوات والآن لم يعد يشكو صار رفيقه المقرب ..
عد الخطوات التي يحفظها حتى وصل إلى الشرفة يستمع إلى الضوضاء التي بالخارج .. سيارات .. اصوات اشخاص .. زقزقة عصافير .. أصوات لم يلقى لها بالاً من قبل .. والآن في تلك الظلمة اصبحت صديقته ..
" يحيى …!!!.. بني .. "
" مرحباً أمي أنا قادم للبلاد في رحلة الغد العاشرة صباحاً .. "
والتهليل والبكاء كان من الجهة الأخرى جعله يبتسم ابتسامة صغيرة جداً لم تصل لفمه ..
ربما كان قراراً صائباً العودة للوطن أو حتى لو لم يكن صائب لقد قرر وانتهى الأمر لا مزيد من البعاد على الأقل لأجل والدته التي تتصل به تبكي كل يوم بعاده ..
" أمي هل هدأتي بعض الشيء .. اسمعيني جيداً لا تخبري أحد عن قدومي ولا اريد احد ينتظرني بالمطار سوف اتي لرؤيتك ثم اذهب لشقتي .. "

اعترضت والدته من الجهة الأخرى باستنكار ..
" أمـــــي .. ارجوكِ لا تجعليني اندم على هذا القرار أنا أكثر من قادر على التصرف بشئوني .. "
سمع اعتراضها الذي لا ينتهي فأنهى المكالمة بفظاظة كعادته ..
" إلى اللقاء أمي سأتصل بكِ غداً .. "
…………...........................................
في مكتب شاهر ..

" مرحباً عمتي غالية كيف حالك يا جميلة ؟؟؟؟ "
" وهل تسأل أيها الولد او حتى تخطأ وتأتي مرة لزيارتي انت وتلك الجميله زوجتك .. "
ضحك شاهر وهو يجيبها ..
" وهل أفعل سيدة غالية لتمسكيني من أذني كطفل مشاغب مثل اخر مرة ..!!"
هتفت من الجهة الأخرى ..
" لأراك يا ابن فؤاد وهدان ساقط على أنفك المغرور .. انظر لقد جعلتني انسى ما اتصلت لأجله .. يحيى ابني سيأتي غدا العاشرة صباحاً وامرني لا اخبر احد ولا ينتظره احد .. اقسم هذا الولد جعل شعري يشيب من رأسه الصلب تصرف شاهر دون ان تزج باسمي .. "
رفع شاهر حاجبيه ..
" هل سيأتي غداً هذا الوغد لقد كلمته قريبا ولم يأتي لي بذكر الأمر .."
ردت عمته من الجهة الأخرى بانفعال ..
" وهل اخبرني .. لقد حدثني صباحاً كما لو كنت اعمل لديه .."
اكملت تقلد ابنها ..
" سأسلم عليكِ واغادر لشقتي ..!! .. هذا الولد أصابني بالجنون شاهر .."
ابتسم شاهر ..
" عمتي جميعاً نعرف ان ما اصاب يحيى يكسر ظهر البعير .. لو أحد آخر لم يفعل ما فعله يحيى … "
تنهدت عمته بحزن وهي تكمل ..
" اللعنة على تلك الشمطاء زوجته السابقة لم ارتاح لها ابداً تلك المتعالية لكنه كان يحبها .. تخلت عنه في أول مصيبة اصابته .. "
" في المواقف يتبين الخبيث من الطيب عمتي .. كان درساً قاسياً ليحيى لا يستحقه لكنه نصيبه .. انا واثق ان قرار يحيى بالعودة للوطن يعني شيء واحد انه في اولى خطواته للتخلص من الماضي وفتح دفتر جديد .."
" ادعو لذلك من قلبي يا شاهر .. عسى أن يجد تؤام روحه لتنير حياته المظلمة .. "
……......................
أغلق مع عمته مع دخول نديم للمكتب ..
" هل كانت عمتي ..؟؟؟؟ "
جاوبه داغر وهو يستدعي السكرتيرة ..
" نعم ' يحيى نصار' ابن عمتك سيصل غداً اتصل بداغر واكد عليه أنه سيذهب معنا لاستقباله بالمطار .. "
دقت السكرتيرة على الباب سمح لها شاهر بالدخول وهو يأمرها بعمليه ..
" اريدك ان ترشحي موظفة مجتهدة في قسم إدارة الأعمال ستعمل مساعدة للسيد ' يحيي نصار' المدير التنفيذي الجديد اهم شيء ان تكون ذكية وأمينة .. و صبورة جداً.. "
" حسناً سيد شاهر سأرسل اليك ملف بالأفضل كما امرتني .. "
هتفت بتلك الجملة وهي تغلق الباب خلفها ..
سأله نديم :
" هل سيرجع يحيى لعمله القديم هنا ؟!!!!!! .."
نظر اليه شاهر بصلابة ..
" إنه ' يحيى نصار ' هل نسيت ما يعنيه فقط الاسم نديم ؟؟؟ "
اجابه نديم :
" لم اقصد أي شيء لقد تساءلت فقط لأنك سعيت كثيرا لأقناعه بالعودة للشركة لكنه رفض وهاجر البلاد .. "
ابتسم شاهر وهو يهتف …
" والآن عاد لرشده .. ولمكانه .. "
" حسناً مرحباً بسيد ' يحيى تمام ' في وكر وهدان من جديد "
........
........................
دخل المطبخ مرة واحدة … هتف بصوت مرتفع :
" ليلااااا !!!!!!
شهقت من الخضه تستدير له ..:
" لقد افزعتني شاهر الا يستأذن المرء ؟؟؟ "
جلس على احد مقاعد المائدة الخشبية :
" ماذا تفعلين في هذا الوقت ؟؟؟ .."
" لقد استيقظت للصلاة وأتيت لصنع مشروب ساخن أثناء القراءة .. "
نظرت له مكملة :
" هل اصنع لك واحد معي ؟؟؟ ."
هز رأسه والنوم لا زال معلق بعينيه
" لا .. سأموت من الجوع حضري لي أي شيء اتناوله حتى انام ساعتين قبل معاد العمل .. "
ابتسمت له ثم استدارت تحضر الطعام بهدوء أثناء تصفحه على هاتفه ..
" أنت تتأخر كثيراً في العمل .. لا تأخذ راحتك في النوم .. "
أجابها يرجع ظهره للخلف :
" كل الأعمال تقع على رأسي تعلمين أسعى بكل جهدي لتعويض خسارة العامين الماضيين .. "
رصت الأطباق على المائدة ثم جلست تتناول كوب اللبن الساخن مع الشاي ..
" صديقك هذا السيد يوسف خرج أمس من المشفى .. "
تناول الطعام بنهم أثار تعاطف الأخر ..
" أجل أعلم .. "
تذكرت جملة الآخر التي لا تغادر ذهنها
( جربي أن تنظري لما بالداخل ربما ستصدمين بما تكتشفي )
هتفت بشاهر تراقبه :
" هل تعلم أن زوجته السابقة هي من اطلقت النيران عليه والسبب بإجهاض زوجته الثانية ..؟ "
تناول شريحة من البطاطس وقام بوضع الجبن أعلاها كما تحب ثم ناولها إلى ليلا التي وضعتها في فمها بعفوية لذيذة ..
" يوسف برأس قفل إنه يحب زوجته الثانية منذ الصغر .. "
رفعت حاجبيها وقد أثار انتباهها ..
" حقاً لماذا تركها إذن وتزوج تلك الأخرى ؟؟؟؟ "
ناولها قطعة أخرى مجيباً لها :
" حكاية قديمة جداً … "
وضعت الكوب على المائدة هاتفه بزن :
" ماذا حدث أريد أن أعلم أرجوك شاهر .."
رفع كتفيه بلامبالاة وسحب كوبها يرتشف منه القليل ..
" لقد رأها في وضع غير لائق مع صديقه قبل العرس بأيام فتركها وتزوج بصديقتها نكاية بالأخرى .. "
اتسعت عينيها ثم هتفت بضيق :
" شيء بغيض جداً ألا يثق بها .. "
" كان فخاً من زوجته الأولى ..رغم انني لو كنت مكانه لكنت أطلقت رصاص في منتصف جبين هذا الكلب دون أن يرف لي جفن .. "
تنفست بغضب ثن وضعت يدها في خصرها هاتفه بغيظ :
" ماذا ؟؟؟ !!! وماذا عني … "
رفع حاجبه باستنكار :
" وما دخلك أنتِ بالموضوع ..!!!! "
" ألا تقول أنك لو مكانه ستطلق رصاصة على الآخر هل ستطلق النيران علي أنا الأخرى .. "
هتف باندفاع غاضب :
" هل لازلت ناعسة ليلا .. لن يحدث هذا ابداً .. ولا اسمح بحدوثه .. وإذا حدث ألا اعرفك يا ابنتي سأقطع هذا الآخر واطعمه للكلاب .. واجرك من شعرك لانكِ اوقعت ِ نفسكِ في فخ ساذج .. "
نهضت تحمل الأطباق وهي تهز رأسها بابتسامة تحاول منعها ..
" قمة الرومانسية .. "
" لماذا تحملين الأطباق لم أشبع بعد ..!!! .. "
هتف شاهر معترضاً فوضعت الطبق تستند على المطبقة ضاحكة :
" يا الله يا شاهر .. يا الله .. "
راقبها بجانب عينيه بخبث تغسل الأطباق منامتها البيضاء التي تكشف عن ذراعها وقدمها والشال الساقط من فوق كتفيها العاري وشعرها الاسود الذي فلتت خصلاته ساقطه علىكتفها ..
هتف بسره يحك ذقنه بوقاحة :
" وتتجول هذه بكتفيها .. استغفر الله .. "
" ماذا تفعلان ؟؟؟؟؟ .."
شهقت ليلا تضع يدها على صدرها بفزع بينما تقدمت السيدة إقبال ناحية ليلا التي تراجعت لتقف خلف شاهر .. تقسم أن تلك الخادمة كبيرة السن ترعبها ..
" لقد كنا نتناول بعض الطعام .."
" في ذلك الوقت ألا تستطيعا الانتظار للصباح .. "
وقف شاهر مصلباً طوله :
" الله .. الله لم يبقى سوى الخادمين يا ليلا يحددان مواعيد الطعام .. هذا الطعام الذي من مالي كما هذا المطبخ من مالي .. "
كتمت ليلا ضحكة كادت تنطلق من وجه السيدة إقبال الذي تحول لألوان الطيف ..
" لم أقصد سيد شاهر .. "
تقدم شاهر ناحيتها بصوت مخيف ..
" أو تقصدين.. هل تعلمين أن لدي حاسة خارقة أشم رائحة كريهة من حولك فاحذري جيداً .. "
نظر ناحية ليلا يشير لها التي ذهبت خلفه مسرعة يصعدان السلم ..
" كنت غليظاً جداً .. "
" لا أثق بتلك المرأة لأمسك فقط شيء عليها و أصرفها ليلا .. "
أمام غرفتها هتف قبل أن تدخل هي ..
" شكراً على الطعام .. تصبحين على خير .. "
ابتسمت وهي لازالت توليه ظهرها ..
" بل قل صباح الخير لقد اشرقت الشمس .. "
دخلت غرفتها تغلق الباب خلفها فدخل هو الآخر ملقياً جسده على السرير بتعب ..
" شمسك دائماً مشرقة يا ابنة السلاطين .. "

...................................................................................

مساء اليوم التالي ..

كانت تحضر نفسها للنوم بعد دراسة جمة تخطط وتحاول ربط الخيوط للوصول لأي خيط جديد يدلها على وكر الأفاعي .. وخصوصاً الوجه الخفي حامد المنصوري …!!!
غداً ستهرب بسلسبيل لقد وفرت لها كل ما تحتاجه بعيداً عن تلك المدينة .. وقريباً جداً ستساعدها للهرب من البلاد نهائياً ..
ربما ما تفعله الآن يطفئ بعض من نيران الانتقام الملتهبة بداخلها ..
مساعدة سلسبيل تروي روحها المتألمة التي خفقت بمساعدة اقرب الناس اليها بالماضي ..
وقبل ان تنام فتحت مذكرة بجانبها تتطلع لصورتين مبتسمة
..
" اقسم ان لا اهدأ حتى آتي بحقكم المسلوب .. دمائكم في رقبتي حتى اخر يوم لي عسى اللقاء يكون قريب .. "
ثم تطلعت لذات الوجه الملائكي تبتسم بتأثر بالغ ..

وفي وسط ماضيها رن هاتفها تناولته تطالع اسم سلسبيل ..
ابتسمت وهي تفتح الهاتف .. بالتأكيد تريد ان تطمئن أن كل الأمور ستتم على أكمل وجه بالغد ..
لكن الهاتف سقط من يدها برعب وهي تسمع صوت سلسبيل الضعيف جداً تدعوها لإنقاذها ..
نهضت بعنف وتخبط ولا زالت الصدمة تأثر عليها ..
طلبت اول ما آتي ببالها .. وما ان آتاها صوتها الناعم حتى هتفت بانهيار ..
" ليلاج ساعديني أرجوكِ …!!! "

…….…………………………………
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 12:45 am



الفصل الخامس


في الصباح ..
" يحيى نصار .. "
- الأسطورة الملغمة - مرحباً بكَ يا رجل ومرحباً بليالي الشقاوة .."
التفت برأسه يجز على أسنانه ..
" داغر اللعين أنت هنا عرفتك من صوتك الخشن .."
ضحك داغر يجيبه ..
" لست وحدي شاهر ونديم معي …"
همس بسره ..
" اللعنة على لسان أمي .. "
تقدم كل من شاهر ونديم يرحبان به بحرارة ..
" مرحباً بك يا ابن عمتي سعدت برؤيتك .. "
" هذا انت يا نديم كيف حالك يا رجل ؟؟؟؟ "
" بأفضل حال .. "
تقدم شاهر يربت على كتفه بخشونة ..
" لقد وقعت في مصيدتي ' يحيى تمام ' بعودتك للوطن .. "
ولم كان شاهر الأقرب ليحيى .. كان صديقه المقرب قبل رحيله .. يفهمه جيداً ويعلم أن خلف القناع الذي يضعه شاهر يكمن شخص يهتم بكل فرد في العائلة بطريقته الخاصة وعلى نهجه .. شاهر الذي لم يكف بالاتصال به كل ليلة يلقى عليه كلمات لاذعة مثله لكنه كان يعلم أن هذا الاتصال كان ليطمئن عليه فقط ..
ابتسم يحيى ابتسامة صادقة يهتف ..
" ملك عائلة وهدان في استقبالي ما الذي سيحدث للكرة الأرضية .. "
غمز شاهر يرد عليه بسماجه ..
" تنازلت فقط لأجل المكان الفارغ الذي تركته بشركتي برحيلك .. المكان لازال فارغ .. "
" اوووه يا رجل ليس هكذا .. "
" بلى هكذا ستستلم عملك منذ الغد .. هيا أمك صنعت لنا وليمة ضخمة وأنا أتضور جوعاً .. "
………………..
كان يركب بالخلف بجوار شاهر بينما داغر تولى مهمة القيادة بالطبع ونديم بجواره مستغرق في حاسبه ..
همس يحيى يسأل شاهر بخبث ..
" إذن كيف حال طبيبتنا الصغيرة ؟؟؟.. "
نظر له شاهر بشر محذراً بصوت منفعل ..
" يحيى لا تعود لكلامك الثقيل .. "
فضحك يحيى من قلبه ..
" كنت اتمنى أن أرى ملامح وجهك الآن .. حسناً نعلم أن الطبيبة خاصتك ممنوعة اللمس .. اذن كيف هي زوجة ابيك التي تحتملها لأجل الطبيبة .."
هتف شاهر من بين أسنانه ..
" لا تريد الذهاب لوالدتك الآن بعاهة مستديمة أليس كذلك ؟؟؟ إذن اغلق هذا الموضوع .. "
ابتسم يحيى بمرح لم يستمتع به منذ زمن ..
" صمتنا لنرى ما يحمله الغد للعاشقين .. "
................................
.........................
زعق بها وهي تبتعد عنه غير سامحة له بتقبيلها :
" ماذا بك دارين ؟؟؟؟ اشعر بك تتباعدين كلما لامستك لقد قرب العرس يجب عليك أن تعتادي على ذلك .."
ابتلعت ريقها بتردد .. هي لا تعرف لمَ لا تحب ملامسته لها بأي طريقة حتى لو مجرد لمسة عابرة .. تشعر بلمساته كلمسات أفعى على جسدها ..
لمساته جسدية بحتة ليس بها أي عاطفة .. تقرفها !!
ما بالك دارين ألم يلقي عليك قصائد الحب والغزل ليلاً نهاراً ..
هي لا تفهم نفسها أبداً ربما يكون الخطأ بي أنا ؟؟!!! ..
" دارين !!!! "
انتبهت على صوته الغاضب
" أنا آسفة .. لا اعلم ما بي ربما أكون متعبة قليلاً من العمل لم أنم منذ الأمس سهرت طوال الليل يجافي النوم عيني واليوم كان طويلاً قضيته كله أهلك نفسي بالعمل .. "
تنهد بقوة وهو يتباعد عنها مجبراً .. الصبر قليلاً لم يتبقى الكثير وستكون بين يديك بالصورة التي تريدها سامر..
" حسناً حبيبتي ربما بالغت قليلاً لقد كنت مشتاق إليك كثيراً .."
جاهدت في رسم ابتسامة مجاملة له ..
" أنا ايضاً اشتقت لك دعنا ننزل نجلس بمكان هادئ أشعر بالاختناق .."
………………………

جلس مقابلاً لها في أحد الأماكن الراقية .. انسابت الموسيقى الهادئة من بعيد …
ماذا لو كان سامر نديم وأخبرته أنها تشعر بالاختناق وتريد الجلوس بمكان هادئ .. كان سيرفع حاجبيه ويخبرها أنها تتدلل وتعلم أن ذلك يكون من وراء قلبه فهو سيأخذها بجولة سيراً على الأقدام ويظل يتسامر معها بحديث هادئ شيق تعشقه يخفف عنها لكن هذا كان قديماً .. لقد اشتاقت لكل ذلك .. نديم ..
" دارين أين سرحت !!! لقد سألتك مرتين ماذا تتناولين ؟؟!! "
التفت لسامر الذى بدا متضايقاً ..
" آسفة سامر .. أريد كوب قهوة سادة .."
ابتسم لها وهو يمعن النظر بها يريد أن يعرف ما بها .. انها تبدو وكأنها تخفي شيء عنه ..
" أمي ستقيم حفل الاسبوع المقبل .. اريدك ان تكوني مهلكة كعادتك حبيبتي .."
ابتسمت له مجاملة وقلبها يشعر شعور بغيض ..
" حسناً .. "
ماذا يحدث معك دارين أنا مشتتة بين ما يمليه عقلي ان كل شيء على ما يرام ويسير مثل ما اريد , وبين شعور كريه برفض كل ذلك سامر .. وعائلته ..
وحتى طريقة حياتي ..
بعد انتهاء تلك السهرة المملة لها فسامر لم يكف عن الحديث عن العرس الهائل الذي تخطط له والدته وفستانها الذي سيصل قريباً من أكبر دار للأزياء ..
وللعجب صارت تمل تلك الأحاديث ..!!
" سامر أوصلني لبيت شاهر … "
استدار لها متعجبا ..
" هل ستذهبين الآن ؟؟؟ .. "
" اشعر بالتعب لا اريد المكوث بمفردي في المنزل ليس امامي سوى كاميليا .. وليلا البغيضة ..'
ضحك سامر وهو يهتف بخبث ونظرات وقحة ..
" يمكنني ان ابدد وحدتك حبيبتي ولا تضطري احتمال بغض دكتورة ليلا والسيدة كاميليا.. "
ادارت وجهها للجهة الأخرى تهتف بحنق ..:
" مزعج …"
فضحك بصوت مرتفع مستمتع ..
" لم يظل الكثير يا حلوتي وسأبدد وحدتك كل ليلة وبكل طريقة لا يستوعبها عقلك الصغير .. "
لا تعرف لمَ شعرت وكأن قبضة تمسك بقلبها بحديثه من المفترض ان تكون سعيدة وخجلة كأي عروس اقترب زفافها لكن هناك خطأ ما إما بها أو به هو سامر ..
………………………………….

مساء اليوم التالي

حضرت نفسها للنوم بعد دراسة جمة تخطط وتحاول ربط الخيوط للوصول لأي خيط جديد يدلها على وكر الأفاعي .. وخصوصاً الوجه الخفي حامد المنصوري …!!!
غداً ستهرب بسلسبيل لقد وفرت لها كل ما تحتاجه بعيداً عن تلك المدينة .. وقريباً جداً ستساعدها للهرب من البلاد نهائياً ..
ربما ما تفعله الآن يطفئ بعض من نيران الانتقام الملتهبة بداخلها ..
مساعدة سلسبيل تروي روحها المتألمة التي خفقت بمساعدة اقرب الناس اليها بالماضي ..
وقبل ان تنام فتحت مذكرة بجانبها تتطلع لصورتين أقرب اليها من روحها
..
" اقسم ان لا اهدأ حتى آتي بحقكم المسلوب .. دمائكم في رقبتي حتى آخر يوم لي وعساه يكون قريباً .. "
ثم تطلعت لذات الوجه الملائكي تبتسم بتأثر بالغ ..

وفي وسط ماضيها رن هاتفها تناولتها تطالع اسم سلسبيل ..
ابتسم وهي تفتح الهاتف .. بالتأكيد تريد ان تطمئن أن جميع الأمور ستتم على أكمل وجه بالغد ..
لكن الهاتف سقط من يدها برعب وهي تسمع صوت سلسبيل الضعيف جداً تدعوها لإنقاذها ..
نهضت بعنف وتخبط ولا زالت الصدمة تأثر عليها ..
طلبت اول ما آتي ببالها .. وما ان آتاها صوتها الرقيق حتى هتفت بانهيار ..
" ليلاج ارجوك ساعدني …!!! "
………………….

كانت ليلا جالسة أمام المسبح غارقة في إحدى كتب الطب القديمة ..
الشيء الوحيد الذي يخرجها من أي حصار نفسي تغامر مع الكتاب بعالم آخر ..
وهي الآن في أشد الحاجة للهروب في إحدى الكتب ..
حينما سمعت صوت خطوات مترددة .. التفت لتجدها الآنسة دارين المدللة ..
سألتها باختصار وهي تهم بالنهوض حتى لا تتيح فرصة للأخرى لتعكير مزاجها هي في فترة استرخاء ولا ترغب لأحد أن يفسد مزاجها ..
" مرحباً دارين سررت برؤيتك .. "
لكن الأخرى جلست بجانبها منكسة الرأس باهتة الملامح على عكس طبيعتها وخصوصا عندما تكون معها لا تترك فرصة إلا وتتخانق معها ..
" ليلا … "
كانت همسة ضعيفة أثارت كل انتباه ليلا ناحيتها سألتها بقلق فمهما فعلت دارين من حركات حمقاء طفولية مغيظه فهي تبقى صديقة متخبطة ..
" هل حدث شيء معكِ !! "
صمتت الأخرى بعض الوقت ثم هتفت بصوت منخفض ..
" لقد اتيت لأنني اريد الجلوس معك .."
صمتت قليلاً ثم نظرت لها دارين بعينين جميلتين طفولتين :
" لم آتي لأن شاهر طلب مني ذلك .."
صمتت تبتلع ريقها وهي تنظر لوجه ليلا الهادئ التي تراقبها بملامح متعجبة ..
همست دارين بعيون لامعة بالدموع ..
" لقد أتيت لأنني شعرت بالحاجة لشخص ما اتحدث معه .. انا اشعر بوحدة تكاد تخنقني .. وللأسف هذا الشخص الذي احتاجه بضراوة أنتِ .. انا لا أطيقك .. لكني اشعر انك الوحيدة التي ستريحني الآن .. أريد الحديث معك عن علاقتي بسامر .."

اعترضت ليلا حديثها رافعة إحدى حاجبيها :
" لا تطيقيني !! .. إذن سأبتلعها .. أخبريني ما الأمر الجلل الذي جعل مدللة وهدان تتنازل وتأتي إلي .."
انفجرت دارين بالبكاء وهي تهتف بها بقهر :
" لا اعلم ما بي .. .. أنا لا اطيقك لأن كاميليا تحبك كثيرا وتدللك أكثر مني .. حتى نديم .. نديم أراه ينظر إليك بإعجاب واضح .. الجميع مهتم بكِ .. "
رفعت ليلا رأسها ويكاد صبرها ينفذ من تلك المدللة لكنها تحملت وهي ترى انهيارها المضحك .. لم ترى من قبل كشخصية دارين وهدان ..
وهل لأبناء وهدان مثيل ؟!!!!
فتاة مدللة مغناج وجذابة .. فاتنة للغاية .. قوية كآل وهدان .. جاهلة عندما يتعلق الأمر بمشاعرها .. طفولية تحب جذب جميع الأنظار إليها .. والدتها أشبعتها غرورا وحبا للحياة المخملية للتخمة حتى صار الأمر هوسا يستحوذ عليها ويغرقها يسيطر على كيانها والآن المدللة في صراع فريد من نوعه ..
" أنا تائهة ليلا .. هل نديم حقاً معجب بكِ ..؟!!! "
لم تستطع لِيلا كتم ابتسامتها فضحكت بصوت مرتفع ..
فصرخت بها الأخرى بحنق ..:
" ما الذي يضحك في الأمر ؟!!! "
هتفت لِيلا بخبث :
" أنتِ أخبرتني أن المشكلة مع سامر ومنذ بداية الحديث لم تذكريه مرة واحدة بينما حديثك كله عن نديم وعن غيرتك مني .."
كشرت الأخرى جبينها وهي تمسح دموعها بمنديل رقيق :
" ولو يكن دعك من سامر ..أريد إجابة عن سؤالي !!! .."
ولما كان قلب ليلا رقيق حالم بطبعه لذلك اجابتها برقة مؤكدة :
" لا يا عزيزتي .. نديم ليس معجب بي … "
سألتها دارين :
" ما الذي يجعلك متأكدة هكذا .. هو لا يكف عن مقارنتي بك .."
" لأنه معجب بإحداهما لكنها غبية وتثير الأعصاب .."
هتفت دارين بصدمة :
" معجب بإحداهما !!!!!! …"
عضت لِيلا على شفتيها بغيظ وهي تقول ..
" ألم أقل انها غبية وتثير الأعصاب …"
وقبل أن ترد عليها دارين رن هاتف ليلا برقم جوانة فتحته بسرعة لتسمع صوت جوانة المستغيث ..
" ليلاج ..ساعديني أرجوك .. "
لم تكمل الحديث مع الأخرى ما ان املتها العنوان حتى غادرت بسرعة ..
فنهضت دارين خلفها تسألها بوجل :
" ماذا حدث ؟!!!! أين تذهبين مسرعة هكذا .."
وضعت يديها في جيبها تتأكد من وجود مفاتيح دراجتها النارية ..
" يجب علي الذهاب صديقة لي وقعت في مأزق ويجب علي الذهاب لمساعدتها .. "
تبدلت ملامح دارين للقلق وهي تقول ..
" الوقت متأخر للغاية .. . كما لو علم شاهر عن مغادرتك وحدكِ لن يمرر الأمر بسلام تعلمين شاهر .."
ثرثرة .. ثرثرة ..
لذلك أسرعت بخطواتها من مكانها المعتاد البوابة الخلفية والتي متفقة مع حارسها يسمح لها بالدخول والخروج متى تشاء ..
أشارت للحارس فأومأ برأسه يراقب لها الطريق حتى خرجت ومن خلفها دارين المذهولة :
" ليلا أنا احدثك أين تذهبين .. "
استدارت لها بغضب لم تشاهده من قبل على وجه ليلا الناعم للغاية :
" ليس لدي وقت دارين لتلك الثرثرة .. يجب أن اذهب .."
وقفت تراقب ليلا التي سمح لها الحارس بالخروج ..
" بحق الله أين تذهب تلك المجنونة ؟!!! "
أسرعت خلفها ثم لمحتها تخرج دراجة نارية حديثة من مخبأها .. اتسعت عيناها تراقب ليلا الصغيرة كما يناديها شاهر .. لا تصدق ما تراه حقا ..
كل ذلك يدور من خلف ظهر شاهر ماذا لو علم يا الهي سيقتل ليلا ..
لذلك اسرعت تهتف لها في محاولة أخيرة لردعها ..
" اتصلي بشاهر ينقذ صديقتك تلك التي بمأزق ليلا .. اقسم ان .."
لم تتح لها الأخرى فرصة وهي تشغل الدراجة النارية ترتدي خوذتها ..
لذلك صرخت دارين وهي لا تعلم كيف تتصرف ..
أتترك ليلا تذهب بمفردها في ذلك الوقت.. ام تتصل بشاهر تخبره … لكن شاهر سيقتلها إن علم .. ليس أمامها حلاً آخر ..
" سأذهب معكي …"
هتفت بها بدون وعي وهي تركب خلف ليلا الذي لم يكن لديها وقت أو فرصة لإثنائها ..
انطلقت ليلا بالدراجة بأقصى سرعتها ومن خلفها دارين التي صرخت بقوة ..
" شاهر سيقتلناااااااااااااا …"
……….
صعدت ليلا درجات السلم للعقار الذي أملتها جوانة عنوانه .. أخبرتها أن تسبقها الى هناك وستحصلها فصديقتها تلك فتاة النادي التي تدعي سلسبيل تحتاج للمساعدة ألم يجهزوا كل شيء كي يهربوها ماذا حدث …!!!
ودارين في كل ذلك بصدمة متسعة العينين تصعد خلف ليلا وتتعرقل كل عدة درجات بكعب حذائها العالي الذي لا تستغني عنه .. مصدومة بشخصية ليلا التي لم تشاهدها بتلك القوة من قبل .. ليلا بتلك الشخصية القوية شجاعة مقدامة لا تخشى شيئاً .. هي نفسها ليلا الصغيرة طالما بمحيط شاهر وهدان .. لكنها خارج قفصه تراها الآن أخرى ليلاج سلطان .. ليلاج سلطان فقط ..
وتلك ليلاج سلطان التي تراها أمامها متحفزة تحاول كسر الباب ..
" ليلا ألا ينبغي علينا دق الجرس أولاً ؟؟؟!!! "
استدارت لها ليلا بشر وهي تهتف من بين أسنانها :
" ما الذي أتى بكِ خلفي بحق الله وفري نصائحك الذكية لنفسك … "
أثناء ذلك قد وصلت جوانة التي تبدو بملامح قلقة وهي تسأل ليلا :
" لم تدخلي بعد .."
" الباب مغلق لا أستطيع فتحه .."
نظرت جوانة إلى دارين بتركيز شديد وتمعن .. والأخرى رجعت خطوة للخلف وهي توزع نظراتها المتوجسة على كل من ليلا وجوانة التي تقترب منها ..
" ماذا تفعلين ؟!!!! "
هتفت بها دارين بتأوه للأخرى التي نزعت من شعرها مكبس ..
ثم استدارت ناحية الباب تفتحه به وهي تهتف ..:
" هذا ما كنت أحتاجه .. "
دقائق والباب فتح واندفعت كل من ليلا وجوانة .. بينما دارين خلفهما بخطوات خائفة ..
سمعت دارين صوت صراخ جوانة فجرت اتجاه الغرفة التي دخلوها ..
وهناك وقفت على باب الغرفة فاغرة فمها بصدمة جاحظة العينين وهي تشعر بأن الأرض تميل بها …
" لقد ماتت …!!!"
" ليلااااااااج ارجوكِ ساعديها .. "
صرخت بها جوانة بانهيار وهي ترجع بخطواتها مصدومة للخلف .. بينما ليلا كانت أول من فاقت من صدمتها المؤقتة وهي تسرع نحو تلك المرمية على أرضية الغرفة غارقة بدمائها ..
اقتربت منها ليلا وجست النبض بعنقها تفحص موضع الدماء النازفة من معصميها …
انها تنزف بغزارة ليست فقط نتيجة عملية إجهاض .. !!!
بل محاولة انتحار ..!!
لقد قطعت شرايينها …
صرخت جوانة بهستيريا ..
" ماتت .. هي ماتت ليلاج .. ماتت .."
كانت تردد الكلمات بهستيريا غريبة وخوف يجحظ من عيناها والأخرى الواقفة على الباب جامدة ترتعش ولا زالت في مرحلة صدمة ..
استدارت ليلا بعنف لجوانة التي بدأت تتشنج بهستيريا ..
" اللعنة انها ستدخل الآن في طور صدمة ... "
أمسكتها ليلا بقوة من كتفيها تنظر لها بثبات تحسد عليه .. يجب أن تتمالك أعصابها لا وقت للانهيار الآن ليلاج سلطان ..
" جوانة .. انظر لي .. جوانة .."
هزت جوانة رأسها وهي لا زالت تردد الكلمة ..
" لقد ماتت .. قتلت نفسها مثلما فعلوا … هي ماتت ليلاج .."
صرخت بها ليلا بقوة ..
" لم تمت النبض ضعيف يجب أن تفيقي سوف ننقذها جوانة .. سنفعل .."
ارتعشت جوانة بين يديها فحضنتها ليلا بيأس وهي تهمس لها بصوت مرتعش ..:
" أرجوكِ جوانة افيقي وساعديني .. لا وقت لدينا يجب ان ننقلها المشفى سريعاً ساعديني ارجوكِ .. "
انهمرت دموعها وهي ترفع رأسها بوجه شاحب كالموتى ..
تركتها ليلا تستعيد بعض وعيها وهي تبحث عن أي قماشة تلف بها جرح معصمها البشع وهي تقدر مدى الإصابة لتمنع النزيف وما إن انتهت حتى نهضت ناحية جوانة ..
" لن استطيع حملها وحدي .. "
حانت منها التفاتة لتلك التي لا زالت واقفة ولا تبدو طبيعية أبداً بوجه يماثل وجه الموتى ..
" دارين أرجوكِ اقتربي وساعديني أنتِ .. "
بدت دارين الأخرى في عالم آخر ولكنها اقتربت جامدة باهتزاز ..
يا الله هي لن تستطيع إنقاذها بمفردها والاثنتين لا يساعدنها .. كيف ستخرج بها وحدها من ذلك المكان ..
صرخت بهما بقوة …
" لا وقت للصدمة أنتما الاثنتين اقتربوا وساعدوني في حمل الفتاة للخارج .. إنها روح بين يدنا .. وسوف ننقذها هل تسمعاني سوف ننقذها .."
اقترب كل من جوانة ودارين بارتعاش وصدمة يساعدنها في حمل سلسبيل حتى خرجا إلى خارج العقار ..
هتفت ليلا بجوانة ..
" اذهبي واوقفي أي سيارة بسرعة .."
ولم تكد الأخرى تتحرك مكانها حتى هبط عليهم داغر كالعاصفة مهرولا يتنفس بعنف لقد قطع الطريق بسرعة البرق متجاهلاً كم المخالفات التي تلقها ما ان اتصلت به جوانة منهارة .. وما ان رأى كل من ليلا ودارين على مدخل العمارة حاملين تلك الفتاه حتى صرخ بهم مصدوم ..
" ليلااا !!! .. دارين !!! .. ماذا تفعلان هنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!! "
أجابته ليلا باختصار :
" لا وقت داغر ارجوك ساعدنا الفتاة نزفت كثيراً .. "
حمل عنهم تلك الفتاة بصدمة ادخلها برفق الى سيارته التي انطلق بها بسرعة الصاروخ وكل منهما بعالم آخر ..
داغر سيجن من وجود كل من ليلا ودارين في هذا المكان ؟؟؟؟
وما علاقتهما بجوانة وتلك الفتاة النازفة الغارقة بدمائها أحيت بقلبه ذكرى أخرى كجحيم .. جحيم لا يطاق كاد يوقف قلبه من الألم .. ؟؟؟؟؟!!!
والحقيقة لم تحيا به وحده ذكرى موحشة ..
فجوانة لم تخرج بعد من كابوس الماضي تتعايشه للمرة الثانية وبشكل أقسى لقد اتصلت بها سلسبيل مستغيثة .. كيف فعلت ذلك بنفسها ؟؟ .. لماذا انتحرت ؟؟؟ !.. لماذا قتلت ابنها ؟؟؟!!!
أما دارين ففي نوع آخر من الصدمة بوجه شاحب وعيون متسعة تنزل منها دموع بطيئة وهي ترى عالم آخر لم تتطلع إليه من قبل أبداً فهي لم تهتم زيادة عن ماركة ملابسها نوع العطور وأشياء تافهة ..

ليلا وااه من ليلا تداوي جرح سلسبيل بصمود غريب .. وقلبها يدق بقوة عنيفة … ليس الآن ليلا لا تنهاري الآن لم يحن وقت انهيارك بعد …
……….
وأمام غرفة العمليات ..
جوانة كانت في صراع الماضي عيونها شاخصة على باب غرفة العمليات ..
الماضي يتكرر !!!
كما كانت منذ ما يزيد عن عشر سنوات تلك الطفلة التائهة تنتظر والدتها خارج غرفة العمليات ..
والدتها التي قررت الانتحار وترك كل شيء خلفها ..
لقد انتظرتها أن تنهض وتحتضنها وتخبرها أن كل شيء بخير .. وأنها لن تتركها أبداً لكنها انتظرت كثيراً كثيراً جداً .. ولم تعد والداتها ابدا ..
تركتها ورحلت !! ..
تركتها تصارع الحياة بمفردها بنفس الطريقة…
تخلت عن حياتها وعن جوانة نفسها ..
تركتها في صراع الماضي تبحث عن حقها هادمة حاضرها ..
وفي الحقيقة ليست والدتها وحدها من قررت تركها بمفردها في هذا العالم صديقتها المقربة التي ماتت في وكر حامد المنصوري ..
اقترب داغر من دارين التي تجلس تائهة ترتعش بقوه وجلس بجانبها ..
" دارين .. أنتِ بخير ؟؟؟؟؟ "
هزت رأسها بارتعاش ونظرت له وكأنها أول مرة تلاحظ وجوده ..
لم ترد واكتفت بتلك الدموع التي لا تتوقف من عينيها فعلم أنها لم تفق من صدمتها بعد ..
" سأتصل بنديم ليأتي ينقلك للمنزل أنتِ وليلا .. "
مرت الدقائق كالساعات إلا ان خرج طاقم الأطباء بدون ليلا ..
نفس الموقف يتكرر ثانية .. نفس الوجوه المنكسة ..
نفس السؤال الذي سأله داغر ..
" كيف حال المريضة ؟!!! "
وكانت نفس الإجابة لكلاهما ..
" نعتذر كثيراً .. لم نستطع انقاذها لقد نزفت كثيراً وانخفضت كل معدلاتها الحيوية .. "
وعند ذلك كانت الضربة قاضية وقاسية ..
ضربة القدر موجعة لا تعرف رحمة ابداً ..
والصرخة صدرت من دارين التي وقفت مترنحة..
والأخرى كانت كالطير المذبوح تهجم على غرفة العمليات ..
وهناك كانت ليلا منهارة على الأرضية تنتحب بتمزق ..
صرخت بها جوانة وهي تهزها بعنف وقوة ..
" لماذا لم تنقذيها هاااااا ؟؟؟؟؟!!!!!! أجبيني لمَ لم تفعلي .. الم تخبريني اننا سننقذها ؟!!!!!!!!!!!! ….."
ضربتها صارخة بجذع ولم تأبه بصدمة الأخرى وانهيارها :
" لماذا لم تستطيعي انقاذها ليلاج سلطان لـــــــمَ .. "
اجابتها ليلا بانهيار :
" آسفة .. آسفة جوانة لم استطع .. لم استطع انقاذهاااااا ابدا لقد توقف قلبها …."
والأخرى صرخت وهي ترتمي بأحضان ليلا المنهارة تتشبث بها بعذاب موجع ...
" لقد أخبرتني اننا سننقذها لمَ فشلنا ليلاج ؟؟؟؟؟؟؟ .. لماذا لم تنقذيها كما تفعلي معي دائماً ؟؟؟؟ … لمَ القدر قاسياً هكذا يضربنا على جروح لا تنضب أبداً ؟؟ .. لمَ يعاد الماضي الأسود ؟؟ .. لمَ أعيش التجربة مرتين .. لماذا كانت سلسبيل قاسية هكذا لتستدعيني أنا لأرى كل هذا ثانية ؟؟؟؟ "
أما داغر فكان متجمداً على الباب يعايش جحيمه هو الآخر لكن كعادته يتماسك ويترك ذكراه عندما يختلي بنفسه يقبض بيده بذلك السلسال الذي لا يفارق جيبه .. يدرك أن العلاقة بين ليلا وجوانه أقوى مما يتخيل .. يدرك الوجه الحقيقي المخفي خلف وجه ليلا سلطان بعيداً عن قبضة شاهر وهدان ..
ويرى جوانة الفتاة الهاربة .. ملكة الخديعة كما تدعي نفسها .. فتاة موجوعة تهرب من ماضي ملغم بسواد ..
راقبها منهارة في أحضان ليلا ..
"

………….
" دارين …"
هتف بها نديم بصوت مبحوح .. لم يخفي قلقه الذي اعماه وهو ينهض بسرعة يركب سيارته يأتي اليهما ما ان اخبره داغر باختصار أن يأتي ليقل كل من دارين وليلا من المشفى .. لقد اعتقد ان دارين اصابها مكروه .. كاد أن يجن ..
" دارين أنتِ بخير ؟؟؟؟ "
قالها وهو يقترب منها …
" نديم …. "
ما ان سمعت همسه باسمها شعرت بالدفء يبدد صقيع روحها ويمتص ذرات صدمتها بحنان ..
اجهشت ببكاء هستيري وهي ترتمي بأحضانه تتشبث بملابسه بقوة وتطلق كلمات متقطعة غير مترابطة ..
" لقد ..كـ ا نت تنزف .. لكنها ماتت .. ماتت نديم .."
لم يفهم ما تتحدث عنه لكنها كانت منهارة في احضانه وهذا ما يفقه .. يعلم أنه يجب أن يبعدها عنه لكن في تلك اللحظة هي من بدت انها لا تريد وهي تتشبث به بقوة ..
" أنتِ باردة للغاية .. اهدئي داري …"
لم تهدأ وهي تبكي بقوة أكبر عندما نادها باسمها المحبب له ..
رفعت وجه يغزوه الاحمرار تهتف له ..
" خذني للمنزل ارجوك نديم .. "
سحبها وهو يمسك بقوة يدها التي ترتعش ..
……..
اقتربت ليلا من داغر بصوت ميت ..
" هل توصل جوانة لمنزلها أرجوك داغر .. "
نظر إليها بقلق ..
" هل أنتِ بخير نديم سيصلك للمنزل .."
" لا سأعود بمفردي .. دارين بحاجته .. "
أومأ برأسه وقبل أن تبتعد ليلا هتف من خلفها ..
" لن يعلم شاهر شيء .. "
...........
وقفت في منتصف ردهة الممر تائهة ..
نظرت نحو دارين ونديم الذي يهدئها بحنانه المعهود غافلاً عن اي شيء حوله سواها ..
وفي الجهة الأخرى جوانة المنهارة وداغر الذي يبدو أكثر من مجرد مهتم وهو يخفف عنها و يقنعها بتوصيلها لمنزلها ..
وهي !!!!!!
هي وحيدة .. غارقة .. تائهة بين متاهات شاهر وهدان الغامضة ..
جرت حينها في الممر هاربة من جحيمه الذي عاد يحاوطها من كل اتجاه .. وصوت يتردد في الأنحاء ..
( لا تجزعي يا ليلا ..فالحب عليك ليس بمكتوب ..)

بعينين خائفتين ضائعتين اصطدمت بإحداهما لتقع أشيائها أرضاً ..
تلك الفتاة تعرفها ..
كانت تدعى ' لينار ' وبجوارها رجل يبدو على ملامحه القلق الشديد ينظر لها بعشق ظاهر للعيان ..
انحنت تلملم أشيائها تراقب عشقهم بقلب مكسور ..
" وحيده .. منبوذة يا ليلا .. تداوين جروح الجميع ومن يداوي جراح قلبك ؟؟؟ .."
سمعت تلك الفتاة الجميلة تسألها بشك ..:
" ليلا .. ليلا سلطان !! أنت ِ طبيبة فريده ألا تتذكريني …"
هزت ليلا رأسها بملامح بمنهارة وهي تنهض حاملة حقيبتها ..
سألتها لينار بحذر ..
" أنت بخير ؟؟ .. هل تحتاجين مساعدة ..!!! "
هي تحتاجه .. لا تحتاج سواه .. تحتاج لشاهر وهدان .. تحتاج بيأس أن يحبها ويعشقها .. لمَ لا يحبها كما تعشقه .. لمَ لا ينظر لها كما ينظر ذلك الرجل لزوجته .. لماذا لا يحتضنها ولو لمرة واحدة ؟؟
هزت ليلا رأسها وهي تهتف بقلب مكلوم ..
" أنا أسفه علي الذهاب الآن .. شكراً لكِ .."
ثم فرت من أمامهما .. لا تريد سوى رؤيته واقف شامخ صلب كجبل عتيد لا يهزه اي كان حتى لو كان لا مبالي بها هي تطمئن برؤيته فقط ..
هو فقط دون غيره يمنحها أمان تحتاجه بعجز و بشكل ملح في تلك اللحظة بل منذ رأت سلسبيل غارقة في دمائها .... وهي تهمس باسمه بداخلها مستنجدة بقوته .. كلما همست باسمه بقلبها كلما شعرت بقوة تلبسها وأمان يغمرها .. قوة فقط بذكر اسمه ..
وكل الأسف أن ما يمنحها كل هذا هو شاهر ملك عائلة وهدان القاسي ..
( يمنحها هوية ليلاج سلطان بغيابه .. وليلا الصغيرة بحضوره )

راقبت لينار هرولتها بضيق وهي تهتف ..
" إنها تحتاج مساعدة بالتأكيد .."
سألها جواد بينما يحيط كتفيها بحماية ..
" هل تعرفينها ؟؟!! "
" إنها لِيلا سلطان .. كانت تشرف علي حالة يوسف وفريدة .. إنها ودودة جدا وصغيرة . .. كما رأيت .."
هز رأسه بعدم فائدة منها وهو يداعبها بقوله ..
" ولينار الشهاوي بحمايتها المعتادة تريد إلقاء نفسها في المتاعب لأجل أخري لا تعرفها .."
تأففت لينار بمشاغبة وهي تهتف بصوت منخفض بشيطانية ..
" لو فقط قد قالت .. ' نعم أريد مساعدتك ' .. بالطبع كنت سأكون أكثر من مرحبة بالعرض .. كان جواد سيجن .."
هتف بها بتحذير مشاغب ..
" سمعتك وسأكسر رأسك قبل أن تفعلين .."

…………………
…….
وصلت لجحر وهدان ولم يتبقى لها من القوة للتفكير في أي شيء لتغرق في غرفتها وهناك تنهار .. دخلت من البوابة الرئيسية التي اصطدم بها الحراس وهو يهمهمون بكلمات لم تقف حتى تتبينها …
رأته ..
رأته واقفاً بعيداً شامخاً قوياً .. ممسكاً بهاتفه يزعق بغضب ..
ماذا سيحدث إن ارتمت بأحضانه ؟؟؟!! ماذا سيحدث إن توسلته يغدق عليها بحنان لم يعد يعرفه ؟؟!! .. ليلاج سلطان لا تكون في حضرة شاهر وهدان سوى ليلا الصغيرة التي تحوم وتبحث بيأس عن ذرة حب منه هو فقط ..
هي تحتاج هذا من شاهر وهدان وفقط ..!!!
شاهر الذي أغدق عليها بكل ما يملك موفراً لها الأمان التي تحتاجه منحها اسمه وهويته قوته .. لكنه الآن أمامها تشعر به مقيداً بسلاسل من صنعه هو ..!
ماذا حدث له منذ نقطة مرضها بعد وفاة والدها ..
استدار بغتة ولمحها مسدله الكتفين .. شاحبة .. بحر عينيها مرهق بعذاب أضناه ..
" هل ما رأته في عينيه المتلهفة التي احتضنت ملامحها لبرهة حقيقي أم انك بت تهلوسين ليلا ؟!! .. "
وتأكدت أن كل تلك هلوسة حينما قطع الخطوات بينهما ثم انفجر يزعق بها ..:
" وها قد حضرت صاحبة الجلالة الهاربة وابنة السلاطين .."
انفجر بها يزعق ويزعق ويزعق ..
والأصوات والصور المتتالية تتداخل عليها ..
صورة سلسبيل على الأرضية مغرقة بدمائها .. صوت الصفير الذي أعلن إنهاء حياتها .. صورة لدارين في أحضان نديم الحنونة .. وصورة داغر يواسي جوانة وعيناه تلمع .. صورة بعيدة لذلك العاشق المتلهف ينظر لحبيبته في ممر المشفى .. وصورتها وهي تبتعد عن كل ذلك وحيدة .. أدركت حينها أنها حقاً وحيدة .. لم تتلقى أي شيء من تلك المشاعر منذ وفاة والديها ..
ودمعة .. ثم أخرى .. تلاها انفجار من البكاء ..
ودموعها أوقفته بصدمة .. زلزلته .. !!!
دموعها زلزلت دقات قلب شاهر وهدان ..
شاهر وهدان الواقف أمامها عاجزاً تكبله قيود وسلاسل ..
والنص الأول مكتوب في قاموس شاهر وهدان في الصفحة الأولى ..
( شاهر وهدان الغامض ليس إلا شيطان !! .. وليلا الصغيرة بريئة .. الحب سيسقط قناع الملك .. وحب شاهر وهدان جحيمها .. الاقتراب من ليلا ممنوع .. الشيطان لا يقرب ملاك !! .."
لذلك وقف جامداً .. لا يستطيع أن يواسيها .. لا يستطيع احتضانها أو لمسها حتى مجرد لمسة عابرة .. تلك هي أبواب جحيمه .. ولن يسقطها معه في جحيمه مرة اخرى ..
" لا تبكي … "
كان أمراً أطلقه بصوت قوي به بحة فضحت ما يعتريه من صراع ..
ولكنها لم تدرك .. لم تدرك إلا أمره الذي رأته جلفاً قاسياً مثله وزاد نحيبها ..
قبض على قبضته يتنفس بعنف .. :
" أخبرتك لا تبكي ليلا سلطان … "
وحينها ضربته على صدره بقبضتها الصغيرة بكل قوتها وهي تهتف بصوت صارخ ..
" أخبرني يا ابن وهدان ماذا يمكث هنا مكان قلبك !!! … أكرهك وأكره قسوتك وجمودك كما لا أريد أن اراك الآن أبداً .. "
ثم غادرت مهرولة إلى الداخل ..
بينما وقف هو يراقب ظلها بخفوت هامس ..
" اااه يا ابنة السلاطين !!!!!!! .."
دخل خلفها وجد كاميليا تقف أسفل السلم هتفت به بقوة ما ان لمحته ..:
" ماذا فعلت لها تلك المرة ؟!!! .. وماذا إن ذهبت للمشفى في حالة طارئة هل انتهى العالم لتغضبها هكذا …!!!! "
نفخ متأففا وهو يهتف بخفوت ..:
" لم افعل لها شيء لم أكد اسألها كيف خرجت من القصر دون أن يلمحها أحد الحراس حتى انفجرت بالبكاء .."
اقتربت منه توبخه بغضب …
" ألم تستطع الانتظار للغد ألم يخبرك داغر أن الفتاة منهارة بموت صديقتها !!!! "
أجابها مكشراً ..
" هذا ما حدث لم استطع لجم غيظي منها ما ان رأيتها .. هل ستظلين تعاتبيني وتتركيها بمفردها بتلك الحالة .. اصعدي لها اري ما بها .."
راقبت جملته الأخيرة الذي يخفي خلفها ما تشك به دوماً لذلك هتفت بعناد ..
" لن أصعد لها .. أنت من ستصعد وتصالحها .. بل تعتذر منها أيضاً شاهر وهدان .. "
نظر لها وكأنها ألقت مسألة عصيبة عندما اكملت بإصرار عنيف ..
" بل وستجعلها تشرب شراب دافئ ليهدئها واذا لم تفعل أقسم يا ابن وهدان أن اترك لك هذا المنزل لكن ليس وحدي سأغادر بها واقيم القيامة هنا وانت تعلم بحالتها تلك ستكون اكثر من مرحبة بفكرة الخروج من القصر …"
" أنتي !!!!!!! … ماذا تقولين يا تلك ؟؟؟؟؟ انها زوجتي ..على جثتي ان تخرج من القصر هل تفهمين .. ولن اصعد لها لتضربا رأسكما بأصلب حائط "
هتف بها بقوة واصرار وعناد هو الآخر …
……………..

بعد عدة دقائق كان يقف أمام غرفتها يتأفف ممسكاً كوب لبن دافئ .. يلعن رأس تلك المرأة الصلب التي كانت ستغادر حقاً لو لم يفعل .. !!!
وفي الحقيقة كان يمكنه الرفض بسهولة لكن ..!!!
ليلا منهارة جداً .. !!
دق على الباب بقوة ..
" ادخلي كاميليا … "
سمع صوتها المتهدج بالبكاء .. أخذ عدة أنفاس عميقة ثم فتح الباب ودخل بقوة ..
رفعت رأسها بوجه باكي من فوق الوسادة وما ان رأته هو حتى اعادت دفن وجهها بالوسادة مرة أخرى وهي تنتحب بقوة اكبر ..
" لقد اخبرتك لا اطيق رؤيتك .. "
جلس بجانبها على السرير أخبرها أمراً : ..
" يجب أن تشربي هذا اللبن الدافئ حتى تهدي بعض الشيء سيساعدك على الاسترخاء جدا… "
أخبرته غاضبة :
" لن اشرب شيء .. دعني بمفردي ولا تمثل الاهتمام اعلم أن كاميليا هي من دفعتك للمجيء إلي .. "
حينها تنهد وهو يهتف لها بالحقيقة ..
" بل أجبرتني وهددتني اذا لم تشربي هذا المشروب اللعين ستغادر المنزل بكِ .. "
نظرت له من خلف عينيها وهي تسأله بتهكم ..
" وهل رضخ لها شاهر وهدان بتلك السهولة .. "
رفع حاجبيه ولم يجبيها ولكنه ناولها الكوب يسألها بهدوء ..
" هل كنتِ تعرفيها .. ؟؟!!! تلك الفتاة التي لاقت حتفها في المشفى اليوم من أين تعرفيها ومنذ متى؟؟ لقد تهرب داغر مني عندما اتصل يطمئن على وصولك ولم يجيبني .. ما الذي وضع داغر من الأساس بطريقك .. !! "
همست يائسة ببكاء :
" يا الله استجواب آخر … "
تأفف وهو يقول ببعض النزق :
- " مضطر أن أُجل الاستجواب غداً نظراً لحالتك .. أنا أدردش فقط معك .. "
- " كل الشكر لمعروفك سيد شاهر وهدان .. لست بمزاج جيد للدردشة مع سيادتك .."
- " انظري أنا احاول أن اخفف عنك وأنتِ لا تعطيني الفرصة .. "
- " أي فرصة وأنت تستجوبني كما لو أجرمت !!!! .. مفهومك خاطئ عن مصالحة أحدهما .."
- " أنا لا أصالحك .. "
- " إذن لماذا أتيت ؟؟؟؟؟؟.. "
- " لأجل أن تشربي هذا المشروب اللعين .. "
- " لن أشربه .. "
- " وجهك باهت كالموتى .. "
- " وجهي وأنا حرة به .."
- " اقسم لن أخرج إلا اذا أنهيت الكوب بأكمله يا ليلا سلطان .. "
- " متسلط .. وأكرهك ..أكرهك .. أكرهــــ "
دفع الكوب مره واحده بين شفتيها هاتفاً بتشفي ..
- " هذا أفضل .. "
نظرت له بعينين قاتلتين فهتف رافعاً حاجبيه :
- " تعاندين وأنا لا اريد ان افعل معك مثل ما فعلت مع الرجل الضخم صاحب السبع اصابع ..! "
- " ماذا كيف سبع اصابع ؟؟؟؟'
- " هكذا تخانقت معه فاخرج لي يده بسبع أصابع "
اتسعت عينيها وفغرت فاهها :
" وماذا فعلت ؟؟؟؟ "
- " قلت لا يحزن هذا الرجل يا شاهر وهدان .. كنت جائع ليلا فقضمت اصبعين .."
- أدارت وجهها وتلك الابتسامة على مزحته الثقيلة لم تعلم من اي طريق اتت لفمها ..
- " تمزح والآن شاهر وهدان !!!!! .. "
- " امزح .. امزح ليلا سلطان فاحذري مني وخافي على اصابعك. . لم اتناول طعام العشاء بسببك .. "
- ضحكت تهز رأسها بعدم فائدة ولم تستطع اخفائها فأدارت وجهها ترجع خصلاتها مخفية تلك الابتسامة الواسعة هتفت بصوت غير مسموع :
- " استغفر الله يا الهي .."
- لكنه لمحها وضخ قلبه لتلك الابتسامة وسحب منها الوسادة مرجعاً ظهره للخلف وبجدية تامة هتف :
- " لأخبرك عن الرجل صاحب الثلاث ارجل .. "

ابتسمت كاميليا بخبث من خلف الباب وهي تتنصت عليهما تسمع مناكفتهما باستمتاع تشعر بالسعادة والانتصار تشعر ببادرة الأمل التي تؤكد لها صدق حدسها القديم ..

لقد خفف عنها وصالحها بطريقة شاهر وهدان ..
ولأنه شاهر وهدان فهو مختلف في كل شيء ولكن ليلا لا تفهم ذلك ..
شاهر وهدان لا يحضن لا يمسح دموع لا يقبل لكنه يلفك بشبكته يسيطر على كيانك بدوامته حتى يفعل ما يريد وحصل على ابتسامتها من وسط صدمتها ..
هل كان بإمكان أي أحد حتى هي إضحاك ليلا في تلك الحالة سواه ؟؟؟؟
لقد صالحها وشغل تفكيرها وتقسم أنه لن يغادر إلا بعد أن يطمئن من نومها هنيئة ..

........………………………
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 12:47 am

الفصل السادس


جلس بجانب دارين يناولها كوب عصير بارد وهو يتفرس بملامحها الباكية ..
" اهدأي داري واخبريني ماذا حدث وما علاقتكِ بتلك الفتاة ؟؟؟؟ .. "
شهقت ببكاء عدة مرات ثم مسحت عينيها برقة بالمنديل تخبره بصوت مبحوح ..
" انها صديقة لصديقة ليلا .. كنت عند لِيلا عندما اتصلت بها صديقتها تستنجد فذهبت مع لِيلا .. وهناك .. "
قاطعت وهي تبدأ موجة بكاء أخرى شديدة ..
" يا الهي لا استطيع .."

ابتلع نديم ريقه وهو يخفي كل ما يشعر به .. يريد زرعها في احضانه الآن وبطريقة يائسة .. لو اطلق عنان قلبه لن يوقفه شيء ..
لذلك أخذ عدة انفاس تهدأ خفقان قلبه ثم جلس بجانبها يكلمهو بهدوء شديد وحنان خاص بها .. حنان افتقدت له كما افتقدت للكثير بجفائه عنها ..
" اهدأي داري وتناولي عصيرك عزيزتي .. لقد انتهى الأمر .. "
رفعت إليه عينين باكيتين مترجيتين ..
" ارجوك نديم ابق هنا حتى انام .. انا خائفة بشده .."
ابتسم لها تلك الابتسامة الجذابة وهو يهتف مخففاً عنها ..
" ابنة وهدان خائفة !!! .. والله عيب في حق أبناء وهدان .. لا تخافي عزيزتي لا احد يتجرأ أن يفكر فقط في أذيتك .. "
ابتسمت له بامتنان شديد نهضت بإرهاق ..
" سأصعد لارتاح اعصابي متعبة جداً .. لا تغادر .."
" لن اغادر سأبقى هنا بالأسفل ان احتجت شيء .. وسنكمل حديثنا غداً .."
وهذا هو لطيف عائلة وهدان ' نديم ' لقد منحها كل ما تحتاجه في تلك اللحظة ..
حنان بكلماته وأمان بوجوده .. بدد وحدتها ومنحها شعور غامر بالدفء..
شعور افتقدته منذ سافرت والدتها بل منذ تباعد عنها هو ..

والآخر اغمض عينيه ما ان اختفت خلف الدرج ..
" الأمر صعب جدا يا دارين .. فوق ما تتخيلين يا مدللة وهدان .. "
……………………
وصل لعنوانها .. برج في منطقة بسيطة ..
وكل ما استشفاه منها في حديثها عن عائلتها سابقاً .. أنها يتيمة لكن والدتها تركت لها قبل موتها ثروة تكفيها حياتها .. ..!!
استدار ينظر لها ساهمة تراقب الطريق ولم تلاحظ حتى انه اوقف السيارة ..
..
" جوانة .. لقد وصلنا .. "
حينها رمشت بعينيها فنزلت دموع تجمعت بقهر ..
" لقد ماتت !!!!!! .. لقد حضرت كل شيء كي تهرب .. وكالعادة للمرة الثالثة يفوز الوقت في معركتي .. "
" لا تبتأسي .. أنه قدرها وهي من اختارته .. "
التفت بعنف تهتف به :
" جميعهم يختارون اسهل الطرق ويتركون خلفهم اخرين يحملون ذنب دمائهم في تخبط .. ما تلك القسوة التي بقلوبهم .. لمَ اتصلت بي سلسبيل لتجعلني اعيش ذكرى موجعة خلف أخرى .. لا استطيع داغر تحمل هذا الألم .."
ولو تعلم كيف بحديثها غرزت خنجرا باردا بقلبه ..
الذكرى موجعة كما قالت ..!
" إذن افرغي هذا الألم مثلما افعل أنا … "
راقبته يكمل ..
" .. عندما اريد أن ادفن ذكرى تعبث بمخيلتي عذاب اركب سيارتي وفي ميدان السباق وحدي أعيش وافرغ المي بطريقتي .. ولا اعود الا بعد أن اهدئ كل ألم اشعر به وان كان لن يهدأ لكنه يسكن قليلاً .. افعلي مثلما افعل .."
" اركب سيارة في ميدان سباق ؟؟؟؟؟؟ "
ضحك يكمل وهو يعيد تشغيل سيارته ..
" بل غني في ميدان السباق وحدكِ حتى ترتبين افكارك المبعثرة .. وتلك على طريقة فهد عائلة وهدان .. دوماً افعلي ' احزني ثم انطلقي ' .. "
راقبت جنونه يتجه إلى ميدان السباق المشهور في ذلك الوقت ..!!
لكنها تحتاج هذا الجنون .. كومة من الذكريات المؤلمة وأحداث مهولة ستهجم عليها ما إن تغلق باب غرفتها وحدها .. تحتاج إفراغ ما أحيته سلسبيل ..
وقف بسيارته في منتصف الميدان الواسع وخرج قبلها فأتبعته ..
" هيــــــا جوانة الميدان لكِ .."

نطق كلمة واحدة وبعدها لا تعلم ما حدث .. فقد بكت ثم غنت بصوتها الشجي تغمض عينيها وتذهب لعالم آخر .. صوتها عذب دافئ ..
هي كلها تحيي به ذكرى بعيدة قد كان ركنها في ركن قلبه .. ذكرى تطيح بقلبه وكيانه ..
ذكرى كذكرى اليوم ..
جوانة تحيي به تلك الذكرى والآن تجعله يعايشها مرة أخرى .. !!!!
………………...
صباح اليوم التالي

" ليلا !. لماذا لا تجيبي على الهاتف منذ الصباح ؟؟؟ "
" نسيته بوضع الصامت .. "
" هل آتي واكسر هاتفك هذا على رأسك يا ابنتي هل تكوني سعيدة بهذا ؟؟ .. "
كشرت وجهها تسحب الوسادة بيأس إلى أحضانها ..
استمعت إلى صوت أنفاسه الغاضبة يحاول أن يتحكم بأعصابه ..ثم اتاها بعدها صوته وقد انخفضت نبرته الغاضبة بعض الشيء ..

" لم تذهبي للمشفى اليوم ؟؟؟ .. "
" أجل استيقظت متأخرة قليلاً .. "
" هذا جيد .. "
صمتوا قليلاً بعدها لم تحتمل فنهضت جالسة بانفعال وشعرها الذي تتركه منساباً التف حول وجهها كغيمة تخفي ضوء القمر ضيقت عينيها تسأله باتهام ..
" لماذا اتصلت ؟؟؟ أنا اعرف لماذا اتصلت دعني أخبرك .. "
قاطعها بصوت مرتفع يصرخ بها :
" اريد ان اعرف كيف خرجتِ من القصر دون أن يراكِ الحارس ودون سيارتك ؟؟؟؟ وما علاقتك بتلك الفتاة التي انتحرت هااااا لماذا لا تجبين .. لن يهدأ لي بال؟؟؟ "
شدت شعرها بعصبية هاتفه به :
" هذا هو شاهر وهدان وذلك استجوابه لا تخل علي تلك الحركات .. لقد ماتت الفتاة بين يدي بالأمس هل تدرك ما اشعر به ؟؟؟ "
تهدج صوتها بالجملة الأخيرة ..
صمت قليلاً ثم انساب صوته الهادئ ثانية إلى أذنها ..
إنه مجنون بحالات يرفعها لأعلى قاذفاً بها على شط صخري حاد ثم لحظات ويجعلها على صفحة النيل الهادئة ..!!
" هذا عمرها لقد فعلت ما بوسعك .. "
ودمعة هبطت بتبختر على خدها أغمضت عينيها على جملته المشجعة ..
" أنا أثق أنكِ فعلتِ المستحيل لإنقاذها .. "
ابتسمت لكن الابتسامة تحولت لضحكة حينما هتف بنبرة فظة ماكرة :
" لكن ذكريني ألا أقع تحت يديك ليلا سلطان .. "
حينها دفنت رأسها في الوسادة و الهاتف على أذنها و المزيد من حديث شاهر وهدان الفظ والمزيد والمزيد من صوته ..!!
هل أخبرتكم لمَ أحبه ؟؟؟؟

بعد مرور عدة أيام …

وقف خلف الآخر الصامت ينظر إليه وهو ينفخ بفظاظة كعادته ..
" هل طلبتني قبيل الفجر لتظل صامتاً .. ؟؟ انطق بأي شيء .."
استدار له يوسف الذي كان يراقب البحر المظلم ثم همس :
" موعد قدوم طيارتها بعد الغد في الحادية عشر .. لقد سرقت المعلومات من مكتب عمها .. "
جاوبه شاهر وقد فهم ما يرمي إليه الآخر :
" لتأتي .. ردها إليك وانتهى الأمر .."
نظر إليه يوسف نظرات غائمة :
" الأمر ليس بتلك السهولة .. ليس وأنا اشعر انني لم اقتص لها كما يجب ليس وهذا الشعور الحارق بقلبي كلما تذكرت كيف آلمتها .. ارغب بالشعور بنفس الألم لأرتاح .. "
ضحك شاهر باستهزاء وهو يهتف :
" وها هو آخر غرق بالحب يلقي شعراً .. وماذا سنفعل لك لتشعر بنفس الشعور هل أحضر من تشك بك وتعذبك ثم تفقدك أمل تعلقت به ..!! "
صديقه ولن يتغير .. فظ مثله .. لكنه لم يصل لتلك الدرجة من اللامبالاة ..
شاهر القاسي الغامض هو الوحيد القادر على مساعدته ..
" لا .. بل اريدك ان تضربني وتؤلمني بقسوة .. اريد الشعور بالألم الجسدي لأتخلص من ألم آخر اشد وتكاً على قلبي .. "
" كان صديقنا عاقل حتى احب .. هل جننت ؟؟ "
هتف بها شاهر باستهزاء وهو يكمل :
" اذهب ونم جيداً وبعد غد اذهب وخذ امرأتك بالقوة واذا رفضت احملها غصب عنها .. "
" لا امزح شاهر .. قم بضربي .. "
رفع شاهر حاجباً غير مبالي وهو يغادر تارك المكان ..
" لدي عمل كالجبال في الصباح الباكر وهذا يأت بي هنا يخرف بالحب .."
لكنه وقف متجمداً عندما صاح الآخر بجملته من خلفه ..
" تلك الطبيبة الصغيرة التي تدعي ليلا سلطان .. "
التفت اليه شاهر بشراسة وهو يقترب منه في خطوات حذره وهو يعلم أنه يستفزه .. يوسف يلعب في جحر شياطين شاهر المكبلة :
" إذن .. ما أتى بذكرها ؟؟؟؟!!!! .."
هتف يوسف ببرود يعلم انه سيحرق الآخر
" ليس بها شيء .. تلك صاحبة العيون الزرقاء .. "
أمسكه من ياقته بشراسة :
" لا تلعب معي يا ابن القرضاوي .. احذر من غضبي بقبضة واحدة سأطرحك أرضاً .. "
لكن يوسف هذا ما كان يريده لذلك استفزه اكثر :
" أليست تلك وردتك التي تخطو باسمها بها ساهياً وسط اجتماع هام تكون مندمج جداً لدرجة أنك تنسى احيانا وتخطي حروف اسمها على اوراق صفقاتك .. ليلا سلطان انها وردة حقاً .. "
والآخر زمجر وهو يلكمه بكل قوته في صدره حتى طرحه ارضاً من قوة قبضته القاسية ..
شعر يوسف بالفوز وهو يشعر بألم عاصف مكان جرحه .. يهمس بداخله بتأوه ..:
" ذلك ثاني قصاص لك يا أوركيدتي .."
لكنه قام مترنحاً وهو يهتف بأنفاس مقطوعة ..
" لقد كنت اشك بالأمر والآن بت متيقن أن الأمر اخطر مما تتصور انت يا شاهر وهدان .. "
اقترب منه شاهر بغضب يعمي عينيه :
" اذا كنت تقول هذا لتستفزني احذر ذلك الأمر يا يوسف لا امزح ..انج بنفسك واخرس .."
" إنها جميلة وصغيرة .."
والإجابة كان سباباً خادشاً ولكمة تلو الأخرى بجنون غاضب ولكمة أخيرة طرحت الآخر ارضاً وهو يجاهد كي لا يفقد وعيه .. صرخ شاهر كالأسد الهائج ..
" تجرأ وانطق كلمة اخرى عنها وسأقتلك .. هل تفهم اقسم لا اتردد في قتل أحد يمسها بكلمة.. "
والآخر وجد ابتسامة صغيرة وسط آلام صدره المميتة .. يعتقد ان غضب شاهر كسر له ضلع آخر .. انه مجنون .. شاهر وهدان مجنون ..
لقد كشف حقيقة الملك الغامض ..
أغمض عينيه يطلق تأوه بينما شاهر انخفض ارضاً بأنفاس مجنونة يشتمه بكلمات جارحة .. رفعه يسنده للسيارة وهو يهتف بغضب ..
" ايها الغبي لم تجد سوى هذا الأمر كي تستفزني به .. تستحق ما فعلته بك .. "
هتف يوسف بأنفاس مقطوعة وصعوبة شديدة :
" غيرتك مجنونة .. بينما غيرتي عمياء .. والفرق شاسع .. "
………………………………..
صباح اليوم التالي ..

" شاهر … "
استدار الى كاميليا التي صارت متحاملة عليه بالطبع لأجل صغيرتها لِيلا ..
" هل هناك شيء ؟؟؟ …"
" أجل اريدك تأخذ لِيلا يومين بأي مكان هادئ لتريح اعصابها ربما للمنزل الغربي .. "
هتف باعتراض قوي .. :
" انظري كاميليا لست متفرغ لأدلل صغيرتك انا خلفي عمل يثقل بلد ولازلت لم استجوبها بعد .."
تقدمت كاميليا بخطوات غاضبة ..:
" إياك أن تفعل هل تفهم ؟!!! .. لِيلا أعصابها تعبة منذ ذلك الحادث لا تزيدها عليها بفظاظتك .. "
تنهد شاهر وقد بدأ يفقد صبره :
" وانا بعدت عنها .. والآن هل يمكنني الذهاب لعملي .."
هتفت كاميليا بغيظ ..
" حسنا اذا لا تريد الذهاب اتركها تذهب مع نديم او داغر .."
لم تكد تنهي الجملة حتى استدار بملامح نارية ..
" ماذا تقولين بحق الله هل جننت .. هل اتركها تذهب بمفردها معهم .. "
تلجلجت وهي تجاوبه مدافعه ..
" دارين ستكون معهما .. كما أن داغر ونديم مثل اخوتها .."
" لا تصيبيني بالجنون على الصباح .. لِيلا لن تخطو خارج هذا المنزل وترحل بدوني ابداً .. ابداً سمعتي ؟؟؟؟ "
القى جملته كالقنبلة ثم غادر المكان بعنفه ..
وكاميليا خلفه تفكر بخطة أخرى تجعله يذهب رغما عن انفه وكل هذا لأجل صغيرتها..
………………………..
دخل شاهر إلى مكتب يحيى الذي يجلس على مكتبه مرتخياً مغمض العينين ..
هتف باندفاع وثورة ...
" يحيى تمام .. أقسم أنك تتلاعب بالأمر .. "
جاوبه يحيى ببرود ..
" ماذا حدث ؟؟؟ لماذا أنت فاقد الأعصاب .."
" ولماذا لا افقد أعصابي وتلك ثالث ورقة استقالة بمكتبي .. الثالثة التي تأتى لي منهارة تقدم ورقة استقالتها بسببك !!!!!! "
كشر يحيى وهو يجيب ..
" إنهن مدللات لا اكاد أطلب من إحداهن شيء حتى لا تفهم ثم تعود وتبكي عندما اعاقبها .. "

ضغط شاهر على رأسه وهو يهتف بنفاذ صبر ..
" يحيى ..! ليس لهن ذنب لتخرج عقدك المقيتة عليهن لقد اقنعت مديرة مكتبي أن توازن بين العمل بيننا حتى ابحث لك عن مساعدة جديدة لعلك تلك المرة ترحمهن ... "
وصع الهاتف الخاص به على المكتب أمامه قائلاً بجدية ..
" اتركك من موضوع بنات حواء الخبيثات .. تلك الصفقة التي تدخلها أمام ' حامد المنصوري ' .. هل أنت متأكد شاهر ستخسرك الكثير .. "
جلس شاهر بأريحية ينظر للبعيد ..
" أعرف .. لم أدخل تلك الصفقة على وجه الخصوص بغرض الربح .. هناك غرض آخر يحيى .. "
" اعلم عدواتك مع هذا الرجل شاهر لكن احذر لا اعتقد ' حامد المنصوري ' سوف يصمت "
أخذ شاهر نفس عميق وعينيه تبرق بالشر ..
" لأرى أقصى ما يمكنه فعله ... سأعود لعملي الآن وادعو الله ان لا تفر تلك الأخيرة بسببك .."
ألقى عليه يحيى ملامح غير مبالية .. فهتف الآخر قبل أن يخرج ..
" أعتقد أنك الآخر بحاجة لعطلة معنا في البيت الغربي .. "
" لا اعتقد أنها فكرة جيدة .. لا اريد الذهاب .."
صفق شاهر الباب خلفه .. بينما اسودت ملامح يحيى وهو يتذكر تلك الأخبار الأخيرة التي عرفها عن زوجته السابقة ..
( تزوجت من مهندس شهير وانجبت طفل ... )
ضرب سطح المكتب ..
' فلتذهب للجحيم لم تستحق حبي ابداً .."

بعد مرور يومين ..

……………………..

في منزلهما الغربي الذي يطل على بحيرة هادئة خارج ضفاف المدينة ..
منزل يعود لعائلته في غرب المدينة حيث السكون عن زحمة وسطها .. هذا البيت يتميز بالخصوصية الشديدة منعزل لا يوجد حوله سوى القليل جدا من المساكن الخاصة بأفراد العائلات ..
بالتأكيد هذا المنزل القديم الغامض من اختيار شاهر وهدان الذي وافق بصعوبة وبعد الحاح الجميع على ثلاث أيام بالعدد دون ساعة زائدة
…..

رمت ليلا جسدها بإنهاك على الأريكة .. ليتها ما فرحت كثيراً بتلك العطلة .. كان يجب ان تعلم أن أي مرح من جهة شاهر سيكون شاق ومتعب مثله ..
بحق الله لقد جعلهم ينظفون هذا البيت بنفسهم موبخا لهم ما ان ابدوا اعتراضهم .. حتى أن دارين المدللة كادت تبكي وهي تشكو تعبها من مسح الشرف .. حقيرة تلك الفتاة فقد تولى نديم بخبثها معظم أعمالها ..
وداغر المجنون كان مرحاً سعيداً جداً بمسح الأرضية لقد اهلكها من كثرة الضحك على منظره ..
أما شاهر الغليظ فهو مخادع كبير .. أجل لقد اخبرهم أنه سيتولى مهمة الحديقة الخارجية وعندما ينتهي سيأتي لمساعدتهم وها هم انهو حملة التنظيف ولم يأتي بعد ..
" مرحباً ليلا .. "
نظرت لداغر بتعب .. لا تستطيع حتى الاعتدال من مكانها من الارهاق …
" سأقتل ابن عمك الذي بالخارج .."
ضحك بمرح وهو يقول ..
" أريدك ان تقوليها امامه لأرى شجاعتك يا ابنة السلاطين .."
رفعت حاجبيها بلامبالاة كاذبة وهي تتساءل ..
" أين ذهبت تلك الأخرى دارين .. "
" بالتأكيد تشن حملة نظافة من نوع آخر لتزيل أثر إحدى الأتربة العالقة بثيابها الثمينة .. "
لم تستطع ليلا كتم ضحكاتها فاطلقتها بقوة وعيون دامعة .. حتى سمعت صوت مجلجل أجش ..:
" أراكم تتسامرون بل وتضحكون أيضاً تاركين اعمالكم .. "
غصت ليلا بالضحكة التي انسحبت تلقائيا يحل محلها التجهم والرغبة الشديدة بالقتل ..
" وأخيراً انتهى الملك الغامض من تقليم الحديقة لقد انهينا جميع الأعمال ايها القائد والغرف جاهزة لاستقبال جلالتك .. "
كتمت ليلا ابتسامتها بينما وبخه شاهر قائلاً ..
" خفة دمك لا تنقصنا فكف عن حماقتك .."
نهض داغر بحيوية هاتفاً ..
" حسناً أين غرفتي اريد الراحة قليلا قبل أن نمرح …"
رد عليه شاهر بنبرة قوية ..
" أنت ونديم خذا الغرف السفلية ودارين ستأخذ الغرفة العلوية وأنا وليلا الغرفة التي تقابلها .. "
اتسعت عين ليلا عندما سمعته .. هي وشاهر بغرفة واحدة ؟؟؟؟ ..
مستحيل …!!!
" لا .. سأنام مع دارين .."
نظر اليها داغر مستفهماً بينما استدار لها شاهر بنظرة حاسمة نارية تحذرها ..
فتلجلجت وهي تعرف ان لا احد يعلم طبيعة العلاقة بينها وشاهر ..
" اقصد ان دارين ربما ستشعر بالوحدة .. "
هتف داغر بمرح ..
" وهناك آخر سيشعر بالوحدة اذا تركتيه … ااااه .."
تأوه عندما لكمه شاهر بذراعه بقوة ..
" يدك باتت ثقيلة أيها الملك .. سأغادر لغرفتي أنا لا زلت بمقتبل عمري واريد التمتع بشبابي … "
التفت شاهر إلى ليلا آمراً :
" اصعدي خذي حماماً ينعشك وبعد ذلك انزلي مع دارين لتحضرا العشاء.. "
كشرت جبينها بقوة .. هذا الرجل سيقتلها انها لا تستطيع التحرك شبر واحد وعظامها تؤلمها .. ودارين من تلك التي ستساعدها انها لا تعرف كيف تحضر لنفسها كوب ماء ..
" كنت اعتقد اننا أتينا في عطلة .. كان يجب أن أعلم .. "
اقترب خطوة يهمس لها ببراءة :
" لم اسمع جيداً ما تهمسين به هل اعترضتِ للتو ليلا !!… "
ضربت الأرض بقدميها تغادر المكان ..
" اووووف .. اوووف .. اكره هذا أريد الراحة .. هل تلك عطلة بحق الله ؟؟ "
هتف من خلفها بصوت مرتفع محذر …
" لو يعلو صوتك واعرف ما تهمسين به يا ابنة السلاطين .. "
لكن الإجابة كانت هرولة على درجات السلم … ولم يستطع سوى مراقبتها هاربة بعين مرحة خفية ..

………………………

وضعت الطبق الذي كان بيدها بعيون متسعة وفاه مفتوح لا تختلف في شكلها المضحك عن دارين منصتين بكامل حواسهما لداغر الذي يقطع شرائح الخضروات وهو يكمل بصوت ممطوط يناسب حكايته ..
" وبعد ذلك طردها حبيبها ذليلة في ذلك المكان المهجور ليلا حيث الظلام المخيف والحيوانات الضارية وأشياء أخرى لا اريد ذكرها .."
اقتربت ليلا منه تسأله بتركيز وصوت خافت :
" ما تلك الأشياء داغر ؟؟؟؟؟ .. "
التفت داغر فجأة ليزيد رهبتهما وهما يجلسان بخوف ظاهر علي ملامحهما ..
هتفت دارين به نافذة للصبر ..
" انطق داغر .. ما تلك الأشياء .."
تناول داغر قطعة خيار مضغها ببطء أهلك اعصابهما ثم اكمل بصوت منخفض وهو يشير لهما بالاقتراب فاقتربا بعيون واسعة ..
" أستعيذ بالله .. العالم الآخر .. يقال أن تلك المنطقة مسكونة بأرواح شريرة .. ما يؤكد حديثي انهم بعد ذلك وجدوا جثة تلك المرأة مشوهة بجانب هذا المنزل .. وروح تلك المرأة الشريرة قد ظهرت بعد وفاتها وانتقمت من حبيبها الغادر ولا زالت تحوم ليلاً تنتقم من أي عاشقين .. هذا المنزل الغربي الذي اشتراه شاهر بعدما خاف الجميع من شرائه وهجروه .. "
" كل ذلك الوقت لتحضير العشاء لقد تضورنا جوعاً بالخارج ..
صرخت كل من ليلا ودارين عندما قطع نديم همس داغر المخيف بصوته الجهوري ..
هتف نديم باستعجاب ..
" ماذا يحدث ؟؟؟؟ "
وضعت ليلا يدها على صدرها تهدأ نفسها وهي تقرأ المعوذتين .. بينما هتفت دارين ..
" لقد افزعتنا يا نديم .. داغر كان يحكي لنا قصة تلك المرأة التي .. "
قاطعها داغر يغمز لها يسكتها بغمزة ..
" كفى حديث فارغ سيأتي شاهر الآن ويقتلنا هيا لنضع الطعام على المائدة .. "
تناول نديم طبق وهو ينظر لهما بحذر ..
" لا تتأخرا وكف يا داغر عن حركاتك الصبيانية .. "
ما ان غادر حتى استدار داغر بلوم مضحك لدارين التي نظرت له معتذرة :
" على ماذا اتفقنا لا اريد احد ان يعرف اني حكيت لكما تلك الأمور لأكمل لكما بقية الحكاية .. "
هتفت دارين بلهفة ..
" حسناً آسفة داغر لكن اكمل لنا تلك الحكايات الشيقة من فضلك .."
تناولت ليلا طبق وهي تغادر المطبخ هاتفة ..
" اما أنا كفى علي تلك الحكاية .. انا لا اشعر بقدمي من الخوف .."
……………………...

تنهدت للمرة التي لا تعلم عددها وهي تتقلب على السرير ترفع الغطاء تغطي به وجهها وكلمات داغر تحلق بعقلها الخصب لتلك الخيالات المخيفة ..
هل كان يجب أن تستمع إليه ..
هذا الامر ليس لها يد به هي تعتقد انها لديها فوبيا من تلك الحكايات المخيفة تتذكر عندما كانت صغيرة وتحلم بتلك الأشياء دائماً كانت تذهب وتنام بجوار والديها .. كانت تعتقد ان تلك الأشياء لن تمسها بسوء طالما هي بجوار والديها ..

انتفضت عندما سمعت صوت جلبة بالخارج ..
هل يمكن أن تكون تلك روح المرأة الشريرة .. هل أتت تلك المرأة لتنتقم كما اخبرها داغر ..
عند ذلك قفزت من السرير تذهب لشاهر الذي يغط في نوم عميق على الأرض المفترشة انحنت تجلس على قدميها بجانب رأسه وهزته توقظه بصوت منخفض مرتعش ..
" شــ اهـ.. ـر …"
انتفض مكانه وهو يرفع يديه عالياً كاد يلكمها …
رفعت يديها تخبأ وجهها وهي تهتف باستسلام ..
" إنه أنا لِيلا … "
نفخ بعنف يهدأ من نفسه .. هو غير معتاد على وجود احدهما بغرفة نومه او ان يتجرأ أحد ويوقظه بحكم طبيعته الحذرة دائماً ..
هتف بها بنبرة خشنة ..
" ماذا تريدين ليلا في ذلك الوقت ؟؟؟؟ !! "
ابتلعت ريقها ونبرته الفظة لا تساعدها ابداً .. لو كانت في موقف آخر لم تكن لتوقظه ولو بحياتها .. لكنها مرتعبة وروح تلك المرأة الشريرة ستؤذيها ..
" هل نمت ؟؟؟؟ !! "
رفع حاجبيه بشر وغيظ …
" هل أيقظتني من أعماق نومي لتسأليني ببرود هل نمت … "
تأففت بداخلها وهي تكاد تبكي .. غليظ وفظ ولا يحتمل ..
" لا .. اقصد هل مرتاح في نومتك .. انـــ .. "
قطعت جملتها عندما سمعت نفس ذلك الصوت مرة أخرى فاقتربت منه تهمس بخوف ..
" هل سمعت هذا الصوت ...؟؟؟؟ .."
كشر وهو يسألها ..
" أي صوت هذا ؟؟؟؟ .."
همست بصوت منخفض بالقرب منه..
" هناك أحد خارج البيت .. "
تناول سترته من جانبه يخرج سلاحه وهو يهم بالنهوض ..
" من يكون ؟؟؟ .."
أوقفته بعيون متسعة ..
" هل ستقتلها بسلاحك .. !!! كيف هذا .. الروح لا يخترقها الرصاص .. "
استدار بعينيه ينظر إليها وكأنها مجنونة …
" هل لا زلتِ ناعسة ليلا ؟؟ .. بماذا تهذين بحق الله أي امرأة هذه .. "
" يا الهي شاهر تلك المرأة الشريرة تريد الانتقام .."
وبخها وهو يكز على اسنانه
" إمراه شريرة !!!!!!.. من أين أتيت بذلك الكلام المخرف ...؟؟؟؟ … "
" لقد حكى لي داغر كل شيء عن ذلك المنزل .. هل تلك العطلة الخارقة التي ستريح اعصابنا .. لقد تدمرت اعصابي اكثر .."
أمسك بقبضته بقوة وهو يلعن داغر بداخله ..
" داغر اللعين .. داغر يكذب عليك تعلمين جنونه .. اذهبي لسريرك ونامي الآن كفى ازعاجاً .. "
خفق قلبها برعب وهي تهتف بصوت مرتعش ..
" شاهر هل سمعت هذا الصوت ثانية .. انها تحوم حول المنزل .."
سيقتله .. يقسم أنه سيقتل داغر غداً .. هتف من بين اسنانه بفقدان صبر ..:
" لقد افسد داغر عقلك .. تلك اصوات حفيف الاشجار عندما تهب بها الرياح .. اي امرأة تلك التي تحوم حول المنزل !!!! انهضي معي وسأريك .. "
هزت رأسها بالنفي خائفة وهي تنظر له من علو .. فتأفف بنفاذ صبر ..
" إذن اذهبي ونامي .. لا يستطيع احد ان يجرأ ويقترب من محيطك وانا هنا .."
دق قلبها بعنف حتى أنها تشعر أنه سيخرج من صدرها وارتسمت ابتسامة صغيرة جداً لكن واسعة على فمها .. بينما هو اكمل وهو يوجه السلاح برأسها ويرفعه علامة اطلاق النيران ..
" ومن يتجرأ يكون الموت مصيره .. "
رمشت بعينيها تراقب حركاته الواثقة هي تثق بكلامه .. لا أحد حقاً يتجرأ على أذيتها وهو موجود بجانبها .. حتى لو كانت روح تلك المرأة الشريرة بالتأكيد شاهر وهدان الملك لديه طريقته للتخلص من روحها ..
عند تلك الفكرة شعرت بالرضى وهي تنهض أمام عينيه الذاهلتين وتتجه نحو سريرها ..
رمى سلاحه بجانبه وهو يعود لفرشته الوثيرة على الأرض .. بينما الأخرى تتدلل على السرير الواسع المريح ..
" حسابك معي ثقيل يا داغر اللعين .."
لحظات قليلة وشعر بها بجانبه تنهد بنفاذ صبر .. تلك الليلة لن تمر ..!!
لكنها هتفت بهمس خفيض جداً :
" سأبقى هنا قريبة أكثر من محيطك .. هكذا سأطمئن أكثر أنني لن أمس بسوء ... شاهر !! .. اعدك لن اوقظك مجدا .."
" للجحيم ليلا … "
هتف بها بغلظة وخشونة ..
فكشرت وهي تتمدد قربه .. ثم تنهدت وهي تشعر بالأمان .. هكذا ستخاف تلك المرأة الشريرة من شاهر وهدان .. تثاقل جفناها بالنعاس تتطلع لظهر شاهر الصلب وهي تتخيله يدافع عنها ويقتل تلك الروح الشريرة ثم يحتضنها وسط صدره الواسع جداً ولا يتركها أبداً ..
عند تلك الفكرة ذهبت بأحلام رومانسية كان هو كالعادة بطلها ..
أما هو فما ان شعر بانتظام انفاسها حتى استدار لها ..
سمح لشفتيه ان تنفرجان بابتسامة صغيرة ..
جبانة !! .. لِيلا الصغيرة تخاف من المرأة الشريرة الأمر مضحك لقد كاد يضحك وهي تهمس له بعيون متسعه ان روح المرأة الشريرة تحوم حول المنزل ..
وتَطَمئن رغم فظاظته حينما اخبرها انه سيقتل من يقربها بأذى ..!
وهو حقاً سيفعل ..
راقب ملامحها الجميلة تبدو كما لو كانت تحلم حلم جميل .. ليته يتخلل الى عقلها ويرى ما تحلم به ..
يريد ان يعرف كل ما يتعلق بها حتى ما يدور بأحلامها ..
" وردة ويريدها في قبضته .. "
تنهد بما يجيش بصدره ويديه ارتفعت كي تزيح خصلة تخبأ عن عينيه بعض ملامحها ..
لكن ..!!!
ذلك الهاتف اللعين ثانية ..
( الشيطان لا يقرب ملاك ..)
غامت ملامحه بألم يشعر بسلسلة لفت حول قلبه بذلك الهاتف .. فتراجع ..
ازاح الغطاء من فوقه ودثرها بحنان يزلزل القلب لو رأته لِيلا لربما اصابت بنوبة قلبية !!!
( متى تحول الأمير لهذا الظلام ؟؟!!! )

…………………………
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 12:49 am

الفصل السابع


صباح اليوم التالي ...
رأى داغر يتناول فطوره بمزاج رائق فهجم عليه يمسكه من ياقته بغضب ..
" أيها اللعين كيف لك أن تخيف لِيلا بتلك الحكايات الخرافية ؟؟؟؟؟ "
ضحك داغر باستمتاع وهو يراقب غضب الآخر ..
" اوووه .. هل أخبرتك صغيرتك !!!!.."
كز شاهر على اسنانه بغضب
" إياك أن تقترب منها أو تحدثها بذلك الكلام ثانية هل تفهم داغر ؟؟.."
لكزه داغر وهو يفك أسر ياقته ..
" أيها الخبيث اعترف أن الأمر آتى بثماره .. لربما ليلا ايقظتك تتعلق بأحضانك خائفة .. وطبعا شاهر وهدان تلبس دور البطل المغوار الذي سيحمي الصغيرة لِيلا واستغل الأمر بالأحضان والقبلات … "
جرى داغر بضحكات مجنونة من أمام شاهر الذي هتف بغضب ناري وهو يجري خلفه ..
" الليلة نهايتك داغر وهدان اتصل بمدافن العائلة ليجهزوها لقدومك .."
…..

استيقظت تفرد ذراعيها بدلال تشعر بدفء يغمرها وراحة عجيبة ..
تلك أول مرة بحياتها تنام قريرة العين مطمئنة تشعر بأمان عجيب ..
وكل هذا فقط لأنها تنام بجوار شاهر ..
ماذا لو نامت بأحضانه ؟!!!
ابتسمت بوقاحة وهي تنظر لمكانه الدافئ بجوارها ووسادته التي امسكتها تحتضنها وهي تغمر وجهها بين طياتها تستنشق رائحته ..
يا الهي لقد جننت يا ليلا ..
نهضت بحيوية ترتب الفراش بسرعة قياسية وتذهب لتبحث عن الملك الغامض الفظ ..
سمعت صوته الغاضب - كعادته - يأتي من الأسفل ..
بعيدة تقف من خلف الستائر بعينين متوهجتين صافيتين ببحرهما الهادئ المريح والآسر ..
تراقبه بقلبها الذي يخفق .. يخفق بعنف عشقه ..
ساحر حتى بقسوته ..
انتقلت كفراشة ملونة تطل من شرفة أخرى ترتسم ابتسامة شقية على ثغرها وهي تراقب شراسته وهو يضرب داغر الذي يعانده ..
تناولت وشاحها واضعه إياه على شعرها ..
نزلت السلم بسرعة وهرولة ناحية شرفة ضخمة اخرى وتلك المرة كانت قريبة منهما تستطيع سماع صوته الأجش يعنف داغر ويتوعده بالضرب ..

تسأل نفسها هل تقام القيامة اذا ابتسم ذات مرة ابن وهدان ؟؟؟؟!!
بلى .. ستقام القيامة اذا ابتسم لها هذا الملك بعشق.. ستقام قيامة بقلبها ستنهار ان فعل ..
زلزال ضرب بقلبها العاشق تكتم أنفاسها بصدرها عندما وقعت عينيه الآسرة تلقي سهاماً وليست بنظرات ..
ثم اختبأت فجأة خلف الحائط تضع يدها على قلبها تهدأ من دقاته العنيفة ..
" يا الله أنا واقعة في عشق هذا الرجل …!!! "
بينما هو تجمد عندما لمح عينيها المتراقصة لامعة ذكرته بأول مرة رأى عينيها مختبئة خلف الحائط ..
كانت صغيرة بعينين متسعتين في يد كاميليا ..
كان في عالم آخر ولم يدرك أن لسانه الخائن نطق ما يجيش بداخله ..
" هل يمكن أن يتراقص الصباح بعينين متسعتين جميلتين كشط هادئ صافٍ بعد إعصار ضرب أمواج بحر هائج .. وتلك وردة …"
والآخر النزق قاطع لحظاته صفائه النادرة بل المنعدمة ..
" أين ذهبت يا شاهر علام تنظر ؟؟؟؟ .."
" داغر ايها اللعين لقد فاض الكيل …"
........

هتفت دارين وهي تنظر ناحية شاهر وليلا اللذين يبدوان في خناق عصيب مضحك ..
" اشعر العلاقة بين شاهر وليلا غريبة من نوعها وكأنه مكبل في تعامله معها .. لم ارى زوجان مثلهما .. "
استدار لها نديم
" شاهر غامض كعادته حتى مع ليلا .. "
ابتسم داغر وهو يهتف بجذل ..
" انتما الاثنان ليس لديكما اي قوة بصيره لا احد يفهم شاهر مثلي .. حتى ليلا ايضاً لا تتطلع ابعد ما تراه امام عينيها بينما انا اكشف دواخل شاهر وأعري ما يخفيه ويكبله عن اعين الجميع .. "

نظر اليه كل من دارين ونديم وكأنه يلقي معادلة كيميائية صعبة تنهد وهو يشرح ..
" سأبسط لكم الأمر منذ لحظات اذا تطلعتم للمشهد الكلي فالجميع يشاهد شاهر الجالس بعيداً يتحدث مع ابن عمه -الذي يكون انا - لا يشارك زوجته الجميلة في الصيد ولا يوليها اي اهتمام حتى عندما تعثرت ووقعت نهض ووبخها بدلا من ان يطمئن عليها ويلقي على مسامعها ذلك الكلام المعسول كأي زوج عاشق .. والصورة الكلية كانت ..

' شاهر الغامض القاسي يعامل الصغيرة والجميلة ليلا بطريقة قاسية بشعة ' .. أليس كذلك ؟؟؟؟ "
هز كل من دارين ونديم رأسهما بنفس الحركة فاغرين أفواههم بطريقة مضحكه ..

ابتسم داغر يكمل ..
" وكذلك ليلا تراه بنفس الصورة .. "
وقف يراقب شاهر الذي ابتعد بليلا الغاضبة للداخل ..
" بينما المشهد الحقيقي هكذا .. شاهر يجلس بجانبي لكن عينيه لم تفارق ليلا .. لم يستمع لكلمة واحدة من حديثي بينما ينصب كل تركيزه على ليلا
.. يراقب ابسط حركة تصدر منها شفتاه تنفرجان قليلاً بابتسامة بعيدة عندما تطلق ليلا ضحكاتها .. عندما تعثرت ليلا تعثر قلب شاهر بفزع لم تشاهدوا ملامح وجهه عندما قفز من مكانه اليها .. يوبخها ليس قساوة مثلما تظن هي ومثلما تظنون انتم وانما لأنها تزلزل كيان شاهر وهدان العظيم تهدد تماسكه الظاهر للعيان هو يرى انها يجب ان لا تحيد عن قوانينه وان لا تخطئ ولا تتألم حتى لا يحيد هو الآخر عن قوانين شاهر وهدان ويكشف ما بداخله …. "
نهضت دارين ترمش بعجب عدة مرات هاتفة بعدم تصديق ..
" يا الهي كيف لم الاحظ كل ذلك ؟؟؟ … وكأنك تسللت لدواخله وكشفته .. "
ضحك داغر بمرح وهو يهتف ..:
" لذلك شاهر يعاملني نفس معاملة ليلا القاسية لأنني اكشفه ولا أطبق احدى قوانينه .. "
هز نديم رأسه وعيناه قد سرحتا قليلاً ..
" اعتقد ان شاهر يخفي سراً بخصوص ليلا .. بل متأكد من ذلك … "
توجهت دارين للداخل بمرح:
" سأذهب لأتابع الأمر بشغف من الداخل .. "
" سيقتلك شاهر ان علم ان هذا الحديث خرج منك … "
رمي داغر نفسه على الأريكة :
" اووه .. الملك الغامض ..!!!
...........
على طعام الفطور كانت ليلا تنظر له نظرات قاتلة بينما هو يضع الجبن على شرائح البطاطس ويضعها بطبقها بهدوء شديد ..
غمزت دارين لداغر تنبهه لحركات شاهر على الطعام حذرها الآخر بنظراته ان يكتشف شاهر بينما ابتسم نديم حينما هتف شاهر بغضب ..

" ما شاء الله أرى أن خفة دمك يا داغر أصابت دارين .. على ماذا تتضحكان أنتما الإثنين ؟؟ .."
سدت دارين ضحكتها بينما هتفت ليلا تتناول شريحة من البطاطس التي صنعها الآخر لها ..
" ماذا هل هناك ضريبة جديدة على الضحك لم نعلمها بعد .. "
نظر لها بغضب فرفعت رأسها بإباء .. نهض مغادراً الطاولة ولم ينسى أن يلقى أوامره كالعادة
" ليجهز الجميع سنغادر بعد ساعة .. "
هتفت دارين يائسة ..
" أووف يا إلهي لماذا لا نبقى يومين آخرين لقد استمتعنا كثيراً .."
رفعت ليلا كتفيها بقلة حيلة ونهضت تغادر هي الأخرى ..

………….

بعد يومين ..

تعلم أنه معجب بها تفهم هذا جيداً هو يسير كما تريد على خطتها التي حاكتها ببراعة ..
' داغر وهدان ' سيقع في الفخ الذي نصبته له ..
منذ سمعت اسم عائلة وهدان يتردد مع رجال صابر المنصوري في النادي وهي تريد دخول تلك العائلة بأي طريقة ..
ثم إحدى الأوراق التي وجدتها وسط الأوراق التي سرقتها والتي كانت بإمضاء شاهر وهدان وهي قررت اللعب جيداً والدخول لعائلة وهدان لتفهم ماهية العلاقة بين عائلة وهدان وصابر المنصوري لعل تحصل على خيط جديد تغزله حول رقبة الشيطان .. وداغر كان أكثر من طعم سهل لدخولها ..
لا تنكر أن داغر شخصية جذابة جداً صادقة ربما تعترف أنها مالت له كصديق مقرب تثق به وتستطيع الاعتماد عليه .. ومن يعلم لربما يتطور الأمر ويتحول لشيء آخر ...!!!
كانت تنتظره نظرت لنفسها ثم وبختها ..
' هل هذا منظر يجذب رجل كداغر ؟؟!! أبدو كطفلة مشاغبة .. '
كانت ترتدي الجينز و قميص بلون السماء وفوقه سترة أخرى من الجينز ثم المعضلة الكبرى بشعرها بتسريحته الطفولية فقد أتت بشعرها القصير في ربطتين على الجانبين كطفلة شقية ..
نزل من سيارته الفاخرة واستطاعت أن تلمح توقفه للحظات واللمعة بعينيه ثم اقترب مبتسماً ..
" مرحباً يا ' ملكة الخديعة ' "
" ومرحباً بك سيد داغر لقد تأخرت عشرة دقائق .. "
ضحك بمرح وهو ينظر لها بعيون لامعة متأثرة اخبرها بصوت مبحوح ..
" تسريحتك جميلة جداً هل يمكن أن تصنيعها دائماً ؟!! "
احمر وجهها تبتسم ..
" بالطبع هل أعجبتك ؟؟؟ "
" فوق ما تتخيلين روح .. "
" روح ؟!!!! "
تصلب وهو يعطيها ظهره عدة لحظات
" ليست أول مرة تنادين بذلك الاسم .. "

ثم استدار مبتسماً بمرح ..
" أحب هذا الاسم جداً هل لديك مانع بتسمية طفلتك روح ؟؟؟ "
عضت على شفتيها ...
" طفلتي ..!!! امم دعني أفكر بالأمر واتفق أولاً مع والدها .. "
ضحك بصخب وهو يفتح لها باب سيارته ثم استدار ليركب ولم ترى ملامح وجهه التي غم عليها حزن دفين ..
" وصلنا .. شكراً لك داغر .. "
هتفت بها جوانة بمرح بعد طريق طويل من الصمت .. استدارت تفتح الباب عندما لم يرد عليها ترى أن حالته غريبة جداً اليوم مهما حاول أن يخفي ..
لكن ما أوقع قلبها عندما أقترب منها كانت تستطيع ردعه لكنه بدا غير متوازناً إطلاقاً ..

" رووووووووووح لا ترحلي .. أتوسل إليك … "
" ماذا ؟؟؟؟؟؟؟!!!! "
هتفت بها بأنفاس مقطوعة تنظر لوجهه المتألم عاصف به وكأنه يترنح بهول الألم ..
يكمل مغمض عينيه بقوة ثم رفع يديه للهواء مقترباً من وجهها ولكنه لم يلمسها .. وكأنه يتعذب .. أجل ملامحه وصوته المعذب .. أنفاسه المتلهفة ..
يتأوه بأصابع مرتعشة في الهواء ..
يكرر ذلك الاسم ..
" روح ..!! .."
تخرج مستغيثة … !!
وثانية ..
" أيا روح .. بل روحي فقدتها معكِ .. "
وكأنه بعالم آخر .. عالمه هو .. وهي ليست به .. هو لا يشعر بوجودها أبداً ..
لا تفهم شيء ..فقط قلبها يدق بعنف وهو لازال على حالته المترنحة ..
" داغــــر ….؟؟؟؟؟ .."
وكأنه ايقظته من سبات عميق فتح عينين لامعتين معذبتين فجأة ..
بدا وكأنه غير مصدق ..
" جـ وانة ؟؟؟؟ .."
كان استفسار ..؟؟؟ .. تراجع وهو لازال على حالته وكأنه يلملم أنفاسه المبعثرة ..
يتباعد ولكنها لن تسمح له .. يجب أن تفهم ليست المرة الأولى ..
" من روح ؟؟؟؟ .. "
اصطدمت به يلتفت لمقعده بعنف وأنفاس هادرة عينين قرأت بهما ما جعل قلبها يرتعش ..
نيران تسري بعروقه وقلبه يكاد يخرج من صدره صدى اسمها يتردد بسمعه…!!!
" روح .."
لم يكن فقط ينطق اسمها كان يتذوق حروفه يحكي به حكاية .. يشكو به عذابه ..
نطقت بحيرة وضياع ..:
" لقد .. لقد كنت تهمس به .. "
" يجب أن اغادر الآن هلا نزلتي …."
افاقت على صوته العنيف !!!
السؤال تلك المرة كان ملح يحدد مصيرها ..
" من روح ؟؟؟؟ ليست المرة الأولى التي تهمس به .. "
استدار بحركة حادة وهو يهتف
" ليس الآن جوانة .. ليس الآن أرجوكِ أنزلي من السيارة .. "
نزلت وتركته يفر .. لكنها لن تكون جوانة اذا لم تذهب خلفه وتكشف سره.. !!!

.......

أخذت أول سيارة نقل وأخبرت السائق أن يتبعه دون ان يدري ..
كان في اشد حالات ضعفه الآن ترى ذلك بوضوح وهو يركن سيارته ثم نزل بسرعة يترنح ..!!
وهي نزلت خلفه تتبعه بقلب وجل ..
لكن !!!!!!
ترنحه كان ترنح عاشق من ويلات ما عشق ..
مدافن ؟؟؟؟؟ ..
اقتربت بخطوات على نيران عيناها مرتجفة متسعة بذهول من خلف البوابة تراقبه جاثي على قدميه يبكي بصوت مرتفع ..
هذا لم يكن سوى انهيار عاشق !! ..
" روووووح .. يا الله روووح "
" لقد ضاعت روحي بعدك لم رحلتي ؟!!!.. "
والاسم كانه يصك ملكيته فوق المقبرة ..
( روح فؤاد وهدان ) ..
كان هذا الاسم فقط كفيل بهروبها .. هربت .. هربت ..!!!
" داغر وهدان ( فهد عائلة وهدان ) .. يبكي حبيبته .. "
أنا ماذا ؟؟؟؟
كنت مجرد شبح شبيه لحبيبته ..
كنت مغفلة رغم كل الاشارات التي تجاهلتها ..
هذا عاشق يا جوانة عاشق ...!!!!!
مخططاتك كادت أن تصبح قذره ..!
مسحت دموعها ترحل بعيدا عن هذا المشهد التي كانت به مجرد دخيلة ..

" ليلاج أريد أن اقابلك الآن .. الآن ليلاج .. حسناً .. حسناً سآتي للمشفى .. "
…………………….

" ليــــــــلاج .. "
ارتمت بأحضانها ليلا متشبثة بها اثارت قلق الأخرى ..
" ماذا بكِ جوانة ؟!!!! "
أغمضت الأخرى عينيها بقوة ..
" لماذا لم تخبريني ليلاج .. لماذا ؟!!!! .. كدت ارتكب خطأ لا يغتفر .. "
ابعدتها ليلا تنظر إليها ..
" ماذا ..؟!!!! .. ماذا حدث ؟؟ .."
ابتعدت جوانة ترمي نفسها على المقعد بيأس تنطق بكلمة واحدة جمدت الأخرى ..
" روح فؤاد وهدان .."
استدارت لِيلا بعنف بقدر ما زلزلها هذا الاسم ..
اكملت جوانة بعين تبرق بالدموع ..
" لقد كدت ادخل داغر في مصيدتي .. يا الهي لا اصدق كم كان سيبدو بشعاً عندما يرى بي مجرد بديلاً عن أخرى .. "
اندفعت ليلا تجلس أمام الاخرى هتفت بثورة وصوت مرتفع ..
" ماذا ؟!!!!!! داغر يا الهي ..؟؟؟؟ جوانة لقد اخبرتك من قبل ابتعدي عن داغر على وجه الخصوص .. داغر مستحيل ان يحب اخرى .. مستحيل هل تفهمين ..؟؟؟؟ "
نظرت جوانة الى اندفاع ليلا وثورتها بعين مدركة ..
" إذن ' روح فؤاد وهدان ' سركِ أنتي الأخرى .. ماذا يكمن خلف هذا الاسم من اسرار بعد .. "
احاطت ليلا وجهها بيديها بتعب والذكرى تعود لها .. هزت رأسها نفياً..
" يا الهي ' روح ' .. "
نظرت اليها جوانة بتركيز شديد ..
" ' روح فؤاد وهدان ' وزوجك يدعي ' شاهر فؤاد وهدان ' هي تكون أخته .. "
أغمضت ليلا عينيها بقوة ..
" أجل روح أخت شاهر وكانت خطيبة داغر لقد توفيت قبل عرسها بشهور قليلة كان قد كتب كتابه عليها بينهما قصة حب كبيرة فوق ما تتصورين .. "
مالت جوانة تضع يديها على قدميها مسندة رأسها..
" علاقتك بها تبدو انها كانت جيدة .. "
رفعت ليلا عينيها التي تلمع بدموع غزيرة ..
" لكِ أن تتخيلي أنها كانت أكثر من صديقة مقربة ومجنونة جداً أكثر من أخت تدافع عني بشراسة وتعاقب لأجلي .. أترين وجه ليلاج سلطان المجنون والمشاغب إنه من صنعها .. "
" كيف ماتت ؟؟؟؟ "
عند ذلك السؤال نهضت ليلا بعنف تشهق ببكاء عنيف اتجهت نحو الشرفة عندما ضاقت أنفاسها ..
" أعلم أنه ليس من حقي ولا من حقك أن أخبرك .. السنة الأخيرة قبل موتها كانت فاجعة للجميع .. يمكنك القول أنها احدى ضحايا نادي ' حامد المنصوري ' "
شهقت جوانة وهي تضع يديها على فمها ..
" يا الهي لم يترك أحد الا وسبب له أذى .. "
أكملت ليلا بصوت ضعيف ..
" لقد كانت واحده من ضحايا ذلك النادي في البداية جميعنا لا نعلم كيف اقتربت من هذا السم ثم خطوة بخطوة جرت قدمها لذلك النادي .. "
اقتربت منها جوانة تنظر لعينيها والخيوط بدأت تترابط وجود داغر بذلك المكان ..
اسم عائلة " وهدان " الذي ذكر كثيراً في الأوراق التي اختلستها ..
" هل ما افهمه صحيح ؟!!!! .. هل كانت تتعاطي المخدرات ؟؟؟. "
..
" الأمر كان بشعاً فوق ما تتصورين على الجميع قبل أن يكون عليها ونحن نقف مكتفين الأيدي عاجزين عن مساعدتها .. ' روح ' كانت متهورة جداً صعبة المراس عنيدة .. وشاهر كان مثل ما تعرفين رأسه صلب ولا يرضخ بسهولة .. انتهى الأمر بموتها بطريقة بشعة .. كسرت أكثر من قلب برحيلها بل هدمت حياة داغر الذي يعيش بذكراها للآن وشاهر الذي كان يعتبرها أمانته بعد وفاة والديه .. "
" ' داغر ' يا الهي كيف مر عليه الأمر .. لا اصدق .. "
مسحت ليلا دموعها بقوة وهي تستدير لجوانة بصوت لا يقبل النقاش ..
" جوانة .. داغر خارج مخططاك .. داغر لا يمكن أن يكون سوى لروح وهدان .. "
صمتت جوانة ثم اقتربت من ليلا تتفحصها ..
" لا اعلم لماذا اشعر أنك تخفين شيئا آخر ليلاج .. "
نظرت ليلا من الشرفة تراقب حركة السيارات بخفوت وهدوء وذكرى قريبة جداً تتلاعب بعقلها ..
تنهدت جوانة وعلمت انها لن تحصل على المزيد من ليلا فغيرت الموضوع تتنهد ..
" اذن يا طبيبة ليلا لم تخبريني لماذا غيرت مكانك ..؟؟!! "
اقتربت ليلا تجلس على مقعدها خلف المكتب بإرهاق ..
" لقد اصدر دكتور عزيز رئيس القسم قرار أن يتم نقلي من قسم الجراحة لقسم الطوارئ .. "
" ماذا ؟!!!! .. أليس هو دكتور عزيز مدير المشفى والذي تولى مهمة تدريبك منذ أتيت كان يعتبرك يده اليمنى .. "
تنهدت ليلا تبتسم باستهزاء ..
" لقد اخترقت احد اسراره العابقة .. "
" يا الهي ليلاج ماذا فعلتي ؟!!! "
اجابتها ليلا وهي تتفحص هاتفها ..
" ليس شيء مهم دعك من هذا .. "
رن هاتف جوانة برقم داغر نظرت إليه تغمض عينيها ثم التفت الى ليلا التي كانت تراقبها ..
" إنه داغر .. "
" جوانة ...!!!! "
هتفت ليلا بتحذير فابتسمت لها جوانة ..
" تعلمين صديقتك جيداً يا ليلاج سلطان .. سأذهب يجب ان اتحدث معه "
" حسناً سأهاتفك ليلاً .. "
قبل ان تخرج الأخرى من الباب نادتها ليلا ..
" جوانة هل أحببتِ داغر .. "
ابتسمت جوانة بصدق ..
" لا انكر أنه صديق جيد قد نفد من مخططات ملكة الخديعة في اللحظة الأخيرة .. "
اتسعت ابتسامة ليلا مطمئنه ..
" تستحقين الأفضل صديقتي .. "
................................
لجأ إلى أحد المجالس تحت أحد أعمدة الإنارة بالطريق لا يعلم كم من الوقت مر وهو يسير هائماً على وجهه من ذكرى إلى أخرى حتى وجد نفسه بذلك المكان ..
الشمس قاربت على المغيب كما غربت شمسه ذات ليلة لتطفئ وهج حياته بغيابها ..
ابتسم بحزن وهو يخرج ذلك السلسال الذي لا يفارقه رفعه لتتلألأ تلك النجمة المعلقة بأسفله مع اشعة الشمس الغاربة ..
وذكرى أخرى ..
( -' داغر توقف أريد أن اشتري من تلك الفاكهة '
- ' هل تعرفيها ؟؟!!! '
- ' لا لكنها تبدو صغيرة وجميلة '
ارتفع صوت ضحكه يجاوبها :
- ' إنه كيوي يا جاهلة .. '
- ' حسناً يا سيد المعارف رافقيني لأحضر المزيد والمزيد من ذلك الكيوي .. ' )
وذكرى أخرى تتوالى عليه بغير رحمة ..
( - ' أسرع يا داغر .. '
- ' يا مجنونة لقد تعدينا السرعة القصوى .. '
- ' أسرع .. أسرع .. وهل يهمنا شيء '
- ' مجنوووووونة .. أنتي مجنونة '
أغمض عينيه بقوة وهو يضع يديه مكان قلبه ..
" بحق الله هذا ليس عدلاً .. لماذا رحلتي ؟ "
…….
وقف التاكسي في ذلك المكان الهادئ .. بحثت بعينيها حتى وجدته جالس على احد المقاعد وكأنه في عالم آخر .. مشيت حتى وصلت إليه وجلست دون كلمة واحدة ...
اما هو فاغمض عينيه دون ان يتحدث لدقائق .. ثم ..
" أنا اسف جوانة لا اعرف كيف اجعلك تسامحينني .. لكنني لن استطيع .. لن استطيع ابداً ان افتح قلبي لاحد سواها .. لقد حاولت كثيراً لكن يبدو أنني لن أفلح ابداً "
ابتسمت بصدق وقد لمعت عينيها ..
" هل تصدقني لو اخبرتك انك الان افضل مما قابلت بحياتي .. بعض الأشياء تبقى جميلة إذا لم نغلفها بالخداع أو نحاول الهروب منها .. "
نظر للأرض مبتسماً :
" تشبهينها كثيراً كانت جريئة جداً ومتهورة مثلك .. "
" ' روح فؤاد وهدان ' بالطبع كانت كذلك لتترك ذلك الأثر بك وليلاج .. "
" هل أخبرتك ليلا عنها .. "
" اعتقد انه كان من حقي .. "
صمت قليلاً ..
" إذن هل يمكنني أن أكون صديقك عل الأقل ؟!!! "
نظرت امامها بتلاعب ..
" بل أريد تعويض .. "
التفت إليها رافعاً حاجبيه ..
" هل تستطيع ادخالي لجحر وهدان ؟!!! "
هتف داغر بغرابه :
" العمل بالشركة ؟!!!!! "
" أجل اريد أن أعمل بشركة وهدان .. "
نهض داغر هاتفاً ..
" اعلم انك تبحثين خلف شيء .. على وجه الخصوص يخص ' حامد المنصوري ' .. لكنني متأكد أن شاهر وهدان لن يسمح لك ابداً بالتنفس داخل وكره دون إذنه ضيفي على ذلك الاسطورة الجديدة السوداء ' يحيى تمام ' ..."
نهضت مبتسمة بمكر ..
" هذا يعني انك وافقت .. "
ضحك وهو يودعها ..
" اراك بالشركة ' جوانة ' اتمنى ان تصلِ لما تريده ويهدأ بالك وتنفذي من بين مخالب شاهر ويحيى سالمة .. "
..............................................
في المساء ..
وقفت جوانة في ركن بعيد تراقب تلك الفتاة صديقة سلسبيل المقربة والتي تدعى " همس " ..
بداية الخيط عند تلك الفتاة .. لمعت عيناها بقهر كلما تذكرت مشهد موت سلسبيل ..
" للمرة الثالثة وبنفس الطريقة .. لا اعرف ما احارب .. هل احارب عدة دقائق فاصلة لا استطيع سباق الزمن بها لإنقاذهم !! .. هل لحظة واحدة تحدد المصير !! .. في كل مرة يداهمني الوقت ويكون الغالب في الأمر .."
والسؤال .. ما الذي دفع سلسبيل للانتحار ؟؟؟؟؟؟؟
حملت صينية المشروبات متوجهة ناحية همس وما ان اقتربت من موقعها حتى دست الورقة التي كتبت بها انها تريد لقائها في اقرب وقت في يدها خلسة ..
ثم اكملت طريقها وقلبها ينبض بروح الانتقام ..
الدائرة أكبر مما تتخلين جوانة ..

……………………….

في مكتب شاهر وهدان ..

نهض من مقعده وهذا نادراً ما يحدث ان ينهض شاهر وهدان لاستقبال احدهم ؟!!!!!!!!
" أخيراً أيوب لقد طالت اجازتك يا رجل … "
ابتسم أيوب بشكر ومودة .. يده اليمين وحارسه المخلص .. أيوب أكثر من مجرد رجل يعمل لديه فهو تقريباً يرافقه منذ بدأ العمل مع والده وحتى الآن أثبت ولائه واخلاصه اكثر من مرة .. شاهر يثق به تمام الثقة وهذا قلما يحدث مع أي شخص ..
" مرحباً سيد شاهر أنا جاهز منذ تلك اللحظة لأوامرك .. "
ربت شاهر على كتفيه بقوة .. وتلك الحركة عند شاهر وهدان تعني ترحيباً خاصاً …
" ينتظرك الكثير والكثير يا أيوب .. "

……………………………..

في النادي ..
" ماذا تريدين ابتعدي عن طريقي هل تفهمين …!!!!! "
صرخت بها همس لجوانة المتحفزة يقفان في الظلام في الجهة الخلفية للنادي ..
" اريد مساعدتك .. يجب ان تستمعي إلي .."
صرخت الأخرى بغضب ..
" لن استمع لك ولو للحظة .. لقد ماتت سلسبيل وانتهى الأمر ليست الأولى ولا الأخيرة التي تنتحر … "
امسكتها جوانة من كتفيها بقوة والذكرى تلوح بخلدها تعذبها ..
" كانت ستهرب معي صباح اليوم التالي .. كانت متحمسة وشعلة أمل تضئ بعينيها ويرقص بها صوته .. شعلة التحرر من هذا السجن .. ماذا حدث ليقدمها على قتل نفسها ..؟؟؟؟؟؟؟ "
انهارت الأخرى بارتعاش معذب ..
" لا اعلم .. لا اعلم .. لا تسألينني شيء اتوسل اليك .. اتوسل اليك ابتعدي عني …."
" ألست صديقتها ؟؟؟؟؟ .. يجب أن تساعديني .. من كان والد الطفل الذي كانت حامل به ؟؟؟؟؟؟؟ "
جحظت عين همس وهي تهز رأسها تقاوم ..
" لاااااا .. أنتي لا تدركين أي شيء عن أولئك الأشخاص .. سيكون مصيرك نفس مصير سلسبيل كما كان مصير العديد والعديد الذين ابدوا شعلة تمرد واحدة .. ابتعدي عن ذلك الوكر واهربي لا زالت لديك فرصة .. اما أنا فانسيني وانسي سلسبيل كما انا مجبرة على نسيان ما حدث .."
رأت شخص يرتدي ملابس باهظة الثمن تكلف ثروة وحدها يشير لهمس التي توترت وهي تنظر لجوانة ثم هربت بعيداً بينما ضربت جوانة الحائط بجانبها بغضب وهي تصرخ بصوت مكتوم …

" اللعنة .. ثم اللعنة .. كيف انسى واترك دماء سالت ولا زالت تسيل .. كيف اهرب وأنا ارى تلك الأرواح المقيدة تستغيث ..
كيف وفي كل مكان اهرب إليه أجد سلسبيل أخرى تعيدني للانتقام .. بداية الخيط عندك همس ولن أكون جوانة اذا لم اصل لما أريد .. "

……………………………..
….
في وقت متأخر من الليل ..
شعرت بلمسات ترفعها عالياً بل تجعلها تحلق في فضاء واسع ملغم بلمسات مدروسة ..
فتحت عينيها على وسعها في الظلام ..
حلم ؟؟!!!!
لا ليس حلم وتلك الأنفاس والهمسات الخشنة التي تتجول برفعه على عنقها ماذا تكون ..!!
والآن تلك اليد المتمكنة ارتفعت حتى أعلى منامتها تفكها ..؟؟
قفزت منتفضة تقف على السرير بذهول تنظر لذلك الذي اعتدل ينظر لها نظرات مغيمة عاصفة مثله ..
إنه يعصف بها دائما ..
" شاهر ؟؟؟؟؟!!!!!!! .."
صرخت به عندما حاول الاقتراب منها ثانية .. ابتعدت لآخر السرير مصدومة ثم هتفت بصوت مرتفع غير مصدقة تلك الحالة ..
" شاهر ماذا تفعل بغرفتي في ذلك الوقت ؟؟!!! "
أضاءت الإنارة بجانبها تراقبه بصدمة اخذتها بفم مفتوح وهو يفك أزرار قميصه هاتفاً بنبرة غريبة وكأنه يترنح !!..
" ماذا يفعل الرجل في غرفة زوجته سيدة ليلا ؟؟؟؟ .."
شهقت تقفز على الأرض عندما حاول الاقتراب منها ..
" يعني ؟؟؟؟!! ماذا تقصد بما يفعل الرجل مع زوجته ..!!!!! "
بخطوة واحدة أدركها بين ذراعيه بحصار يديه التي اعتصرت جسدها وكادت تزهق أنفاسها ضربته تحاول أن تخفض صوتها الصارخ ..
" شاهر ماذا تفعل ؟؟؟ هل أنت مخمور يا هذا .. ابتعد عننني .. "
ضمها بقسوة أكثر وقوة سمعت صوت فرقعة عضلات ظهرها هل تحاول تحريك جبل كان سيكون أسهل ..
ماذا به ؟؟ ليس على طبيعته ..!!
همست يائسة :
" شاهر ..!! "
رفع عينيه لعينيها الصافية رحلته من ذلك التيه والعذاب ودليلته وسط كل ذلك الظلام ..
صمت مسحوراً بها وصمتت تراقب أفعاله ..
رفع يديه يحاول لمس وجهها ويحاول ..!
أخفض رأسه فجأة يستند على جبهتها ثم بعدها همس بصوت بعيد جداً مبحوح ومقطوع الأنفاس ..
" تلك الشامة بوضعها السري أحبها جداً هل لا زالت موجودة .. "
اتسعت عيناها بصدمة واختنقت أنفاسها ..
" أنت .. أنت .. كيف علمت ..!! "
لكن حديثها انقطع بسقوطه فوق السرير فاقداً للوعي راقبته بذهول تهز رأسها غير مصدقة ..
اقتربت منه بحذر ثم انحنت تشم فمه ..
ليس هناك رائحة خمر ..!!
إذن ماذا تعاطى هذا ..؟؟
لمعت عينيها بفكرة شيطانية وهرولت للحمام تحضر حقيبة الإسعاف الأولية خاصتها ..
أخرجت إبرة وسحبت منه عينه من الدماء وضعتها في علبة زجاجية مخصصة صغيرة ونزلت مهرولة لأحد الحراس ..
" اذهب بهذا للمشفى الذي أعمل به .. اعطها للطبيبة ** .. لقد اتصلت بها وافهمتها بالمطلوب .. أخبرها أنني أريد نتيجة التحليل صباحاً .. هيا أسرع .. "
شدت الوشاح بابتسامة شريرة وعدلته تقفز درجات السلم بتحفز نحو ذلك النائم بغرفتها ..
فتحت باب غرفتها ببطء كان يبدو كما لو كان في غيبوبة بنومته الغير مريحة على سريرها عدلته بصعوبة شديدة ثم خلعت عنه حذاءه وجواربه ..
وتسللت على قدميها ببطء شديد وتلك الابتسامة المستمتعة شيطانية على شفتيها ونظراتها الشقية خفتت ببطء وتحولت لنظرات عاشقة ..
مدت يديها تحاول لمسه ولكن تلك الرهبة العاصفة والملامح القاسية كانت متعبة جداً .. بأصابعها تلامس شعره الأسود القصير برقة شديدة .. وتلك اللمسات نالت وجهه وأنفه .. ثم مالت برأسها ترمش بعينيها بجنون واقتربت من شفتيه رفعت نظراتها لعينيه المغمضة تراقبه بفعل مجنون أحاطت ذقنه الخشنة بيديها الناعمتين ..
همست فوق شفتيه بأنفاسها ..
" تهمس لي دوماً الشيطان لا يقرب ملاك ..!! .. هذا الملاك يريد أن يُدنس ببعض خطاياك ليس بتلك البراءة .. .."
مالت بشفتيها تلامس شفتيه فقط كانت مجرد لمسة صغيرة لكنها شعرت بهزة جسده بوضوح لقد ارتعد ..!!
اتسعت ابتسامتها تهمس له فوق رأسه :
" لنرى .. لنرى المزيد مما تخفيه بشأني شاهر وهدان .. كيف علمت عن تلك الشامة يا عاصفي ها أخبرني ؟؟؟؟؟ .."
ولمساتها استقرت فوق صدره تتابع دقات قلبه الواثبة بجنون ..
" قلبك يدق بسرعة وكأنك في سباق طويل لا ينتهي .. هل ينتهي شاهر ؟؟ "
مضى الليل بجنونها مستغلة يا ليلا لقد سقط الملك في شبكتك فمرحباً بحلوله ...!!
…………..

صباح اليوم التالي ..
فتحت باب غرفتها بعنفوان صارخة بكل قوتها والصدمة والشر يحتلان ملامحها ..
" هل لا زلت نائم .. انهض يا صاحب المبادئ والقوانين .."
فتح عينيه بنعاس ولا يعرف من أين يأتي هذا الصوت المزعج بحق ..
اعتدل بجسده قليلاً هاتفاً بصوت خشن :
" ليلا !!!!!! ...."
كانت تقف أمام السرير متحفزة تمسك بيدها أوراق ونظراتها شريرة متحفزة بدفاع..
أمسك رأسه الذي يؤلمه بقوة وكأنه على وشك الانفجار ينظر لغرفتها وسريرها من تحته بغرابة ..
هز رأسه إليها متسائلاً ..:
" إذن ماذا يحدث ؟؟؟!!!!! .."
انفعلت غاضبة تصرخ ..:
" تسألني ماذا يحدث أيها المدمن متعاطي المخدرات .."
رفع حاجبيه ينظر لها وكأنها مجنونة واعتدل لينزل لكنه شعر بدوار قوي برأسه سألها مجارياً ..
" مدمناً .. متعاطي ..!!!!! .."
صرخت قافزة أمامه وألقت بالأوراق التي بيدها بيده ..
" هل تنكر ما بتلك التحاليل ؟؟؟ أخبرني هيا ما المبرر ..!!! "
أمسك التحاليل يفتحها لكنه لم يفهم شيء فسألها بعصبية :
" ما تلك التحاليل ؟؟؟ وماذا بها .. بل ماذا أفعل بغرفتك ..؟؟ "
وضعت يدها في جنبها تتهمه :
" لقد جئت لغرفتي مترنحاً بينما كنت نائمة بعد ذلك .. "
خفت صوتها فنظر إليها متسائلاً ..
" ماذا بعد ذلك ؟؟؟؟ .."
احمر وجهها تتذكر لمساتها الوقحة طوال الليل فعضت على شفتيها تخبره بصوت منخفض ..
" سقطت على السرير نائماً .. وأنا .. أنا قمت بأخذ عينة من دمك للتحليل .. لقد كنت في حالة غير طبيعية أبداً بالأمس .. "

" وماذا يوجد بتلك الفحوصات ..؟؟؟ "
" عينة الدم تحتوي على مخدرات .. ومن الواضح ليست أول مرة .."
نظر إليها بغرابة عاقداً حاجبيه ..
" كيف هذا ؟؟؟؟؟ تعلمين لا أقرب حتى السجائر .. "
أدارت ليلا الأمور برأسها ..
" هل تلك أول مرة يحدث لك هذا ؟؟ .."
صمت مفكراً ثم هتف بعدها ..
" ربما كان منذ يومين لكنني رجحت أنه ربما من كثرة ضغط العمل وصعدت لغرفتي ونمت .. والأمس بعدما تناولت الطعام ليلاً .. و .. "
رفع بصره إليه فأغمضت متسائلة ثانية ..
" تقصد أن تلك الأعراض لم تصيبك سوى هنا في المنزل .."
هتف بانفعال :
" بماذا تفكرين ؟؟؟ "
نظرت إليه بتصميم ..
" نفس ما تفكر به .. "
نهض بعنف والغضب بدأ يزحف إليه ..
" الخادمة إقبال أليس كذلك ؟؟؟ نظراتها وحركاتها لم تريحني ابداً .. إذا كان لها يد سأجعل حياتها سوداء كيف تتجرأ على هذا ؟؟؟؟ .."
أوقفته ليلا تهتف به :
" انتظر .. يجب أن نمسكها بالجرم المشهود إذا سألتها الآن بالتأكيد ستنكر .. وحتى ذلك الوقت لن تتناول أي شيء في هذا المنزل .. "
هتف محذراً ..
" ليلا ..!!!! .. ماذا إن حاولت أن تؤذيكِ .. "
غمزت له هاتفة ..
" لا أسمح لها .. اتركني فقط أراقبها حتى أصل لشيء يدينها .. "
تنهد ينوي المغادرة ..
" حسناً توخي الحذر وأنا سيكون لي تصرف آخر .. أنا يجب أن أذهب لقد تأخرت على العمل .. "
لم يكد يخرج من الباب حتى استدار رافعاً حاجبيه بغرور :
" شكراً لاستضافة سرير سموك .. "
هزت إحدى كتفيها تهتف :
" على الرحب والسعة ليت الأمر لا يتكرر ثانية لا أضمن لك رد فعلي المرة المقبلة .. "
استدار بابتسامة خبيثة ولم ينسى أن يغمز لها بوقاحة قبل أن يغادر الغرفة ..
وما إن أغلق الباب حتى هتفت بذهول ..
" لماذا يغمز هذا بتلك الوقاحة ..!!!! .. هل شعر بجريمتي الوقحة بالأمس ؟؟ .. "

..........………………………………
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 12:58 am

الفصل الثامن




" ليلاج لقد علقت بأحد الغرف بفندق ** حيث يقام حفل كبير لرجال البلد .. تعالي ساعديني رجاءً لقد نفذ صبري .. "

وقفت بدراجتها النارية وخلعت خوذتها السوداء المميزة تعين مداخل ذلك الفندق والحراسة ..
لفت من الجهة الخلفية للفندق وجدت الحراسة مشددة بالطبع ستكون كذلك وذلك الحفل الضخم المقام بالداخل والذي يضم العديد من رجال الأعمال وعلية أبناء البلد ..

لم يكن لها مفر سوى من استخدام هويتها الحقيقية للأسف للسماح لها بالدخول ولم تكذب ظناً عندما تطلعوا لهيئتها باستغراب ولكنهم اذعنوا لها بالنهاية ووسعوا لها الطريق ..
ولم تدخل من البوابة الرئيسية حيث تسمع اصوات الحفل فقد لفت من الباب الخلفي وهي تعيد لف الوشاح حول ملامحها ثانية ..
بينما تتمتم بغضب حانق ..
" تلك الخادعة جوانة كيف استطاعت الدخول لذلك المكان مع تلك الحراسة المخيفة .. صدق من اطلق عليها ملكة الخديعة .. "
وصلت للغرفة المنشودة واخرجت تلك الآلة الحادة لتفتح بها الباب المغلق بإحكام .
" اللعنة لماذا لا يفتح هذا !!!! .."
اخبرتها جوانة من الطرف الآخر ..
" ايتها الذكية اذا كان يفتح هكذا كنت فعلتها منذ زمن ولم اكن لأطلبك .. انه يحتاج المفتاح الإلكتروني ليفتح .. "
غضت ملامح ليلا بالشر المطلق وهي تهتف بغضب ..:
" اقسم سأقتلك جوانة .. اللعنة عليك كيف سآتي به .. "
هتفت جوانة بصوت حانق :
" لا اعلم تصرفي ليلاج وافتحي هذا الباب اللعين .. "
تأففت الاخرى تفكر بحل لهذا المأزق ..
وليت الليلة انتهت عند تلك المغامرة .. !!
وكأن جوانة اقسمت تلك الليلة أن تربيها ..
نعم ما دار ببالكم صحيح ..
تلك العاصفة التي تثبت قدمك بالأرض بينما جسدك يهوي مع الرياح إنه هو ..!!!

قبل ان تختفي بسرعة قياسية خلف احد الممرات " شاهر وهدان " بعاصفته يتقدم باتجاهها خطوات تراها ملغمة بقنابل قاذفة ..
وكل الرعب أتاها عندما وضع المفتاح الالكتروني يفتح نفس الباب الذي تختفي خلفه جوانة ..
" لقد وقعنا في قفص ملك لا يرحم يا صديقتي العزيزة .. الرحمة تجوز على كلانا .. "
نطقت بها قبل ان تقفز كاللص المحترف تتنصت على الغرفة التي اغلقها شاهر خلفه وعندما لم تسمع سوى الهدوء عرفت ان صديقتها اختبأت ولأول مرة تشكر ذكاء جوانة فهي علمت ان من قام بفتح الباب ليس ليلا فبالتأكيد لم تتصرف بتلك السرعة …
لكنها لم تلبث وهي تسمع صراخ الآخر وهي تلعن تلك المرة ذكائه ..
بالتأكيد شاهر وهدان كشفها بحكم قوة شكيمته وسرعة بديهته علم أن بالمكان احد آخر ..
همست بقوة وهي تطلب العون من الله محكمة الوشاح حول وجهها :
" ليلاج ستنقذك يا جوانه من قبضة الملك .. آتية يا صديقتي "
فتحت الباب بسرعة وخفة فاشهر شاهر سلاحه نحوها ..
والمشهد كان سينمائي كاد يضحكها شعر جوانة القصير بقبضة شاهر القاسية .. تستحقها جوانة على ما اوقعتنا به .. واليد الأخرى يشهر بها السلاح بوجهها وهو يأمرهما بصوت كالرعد ..
" ولا حركة انتما الاثنين والا افرغت تلك الرصاصات في جسدكما .. "
لقد وقعنا في قبضة الملك الغامض الذي لا يرحم يا صديقتي ..

جوانة تتأوه وهي تسب بخفوت .. وليلاج بملابسها السوداء الجلدية ووشاح وجهها الذي يخفي ملامحها عن أعين الآخر الذي سمعته يأمرها بقوة وضر وكل تركيزه صار معها وبالاخص بعينيها ..
" انزعي غطاء وجهك .. "
اقتربت ليلاج منه حتى توقفت امامه بضع خطوات ما تفصلهما فقط ..
نظرت إلى جوانة والأخرى فهمتها بحركة من عيناها ..
بينما شاهر غفل عن كل هذا وهو ينظر إلى تلك الملثمة يتفحصها بعيون مقتنص - لا تبدو خائفة ابدا -
" اكشفي عن هويتك والا اطلقت ذلك الرصاص بصدرك.. "
تطلعت اليه بعيون وقحة حتى في ذلك الموقف تهمس بسرها
" رصاص عشقك اصابت قلبي منذ زمن يا ابن وهدان .. "
والآخر فقد تركيزه عندما وقعت عيناه بتلك النظرات الزرقاء اللامعة له تذكره بأخرى ..
استغلت جوانة هذا وهي تنفلت من قبضته مبتعدة بسرعة عنه بينما تولت ليلاج باقي الأمر وهي ترفس بقدمها يده التي تحمل السلاح مبعدة اياه على الارض ..
اقترب منها فعاجلته بضربة تفادها بسهولة فهتفت بالأخرى بإشارة من يدها ان تذهب ..

اصابته بالجنون وهو يتفادى ضربة أخرى ثم كبل يديها الاثنتين بقبضته خلف ظهرها بقوة..
رفعت رأسها وعينيها تأسر عينيه بجنون ..
اقتربت منه حتى صارت تلاصق جسده ورائحتها جننته وهو يتعرف على تلك الرائحة الممزوجة بعطرها المميز ..
محال أن يخطأ برائحتها وعيناها الآسرة ..
عيناها تلمع وجسده يستجيب بجنون لقربها المهلك .. ولم يحدث له ذلك وبنفس الرائحة سوى مرة واحدة مع ليلا فقط ؟!!!!!!!!
ترك يدها وهو يرفع يده يزيل عنها قناع وجهها بقلب ينبض بالقوة ..
بينما الأخرى تسللت يدها التي تحررت بخبث إلى جيبه الداخلي والسري حيث يخفي مديته المميزة والغالية ..
وما ان هم بنزع القناع حتى جرحته بمديته جرح قطعي صغير وسطحي بجانب عنقه ..
سبها وهو يبتعد يضع يده على الجرح الذي نزف ..
اما هي فبعدت عنه بسرعة هاربة ..
وقف متصلب بمكانه لا يعلم ما الذي جعله وقف يراقب هروبها ينتظر التفاتها ..
ولم تكذب شعوره فقبل ان تختفي خلف الباب استدارت إليه بنظرات قلقة متلهفة ..
ولا يعلم لمَ شعر بالانتصار من نظراتها وذلك الشعور يؤكد له صدق حدسه …
" ليلاااااا !!!!!!!! .."
افاق من تلك الحالة وهو يهرول خلف تلك الهاربة وعبق عطرها لا زال عالقاً بأنفه ..
" محال ان يخطأ انفي.. تلك رائحة عبقها .."
……..

جرت جوانة في ردهة الممر وجهها مخطوفاً وقلبها يرتعد .. يا الهي لقد لاقت الكثير بحياتها وشاهدت ما هو اشد وطئا لكنها لم ترتعب هكذا مثل ما ارتعبت من ذلك الرجل ..
" شاهر وهدان "
اللعنة كم هو حقير ذكي مجرم ..!!
هل تعيش ليلاج مع هذا الوحش .. هل سيكتشفها ؟!! ..
يا الله ساعد تلك المسكينة ..
" ااااه .. اللعنة الا ترى امامك .. "
هتفت بها بغضب وهي تمسك برأسها الذي اصطدم بأحدهم ..
وضعت يديها على فمها وعضت على شفتيها عندما وجدت ان الرجل حقاً لا يرى نظارته السوداء الأنيقة كملابسه وتلك العصا خاصة بفاقدين البصر لكنه لا يبدو ابداً كمن يعاني من شيء بذلك الشموخ ..
" وقحة .. "
فغرت فمها تنظر له ببلاهة وهي التي كانت تفكر باعتذار وهي نادمة جداً من الداخل ..
" عفواً .. "
اقترب منها خطوتين وهو يكمل بعنف ..
" قليلة تربية وعديمة الأخلاق .. "
حركت رأسها وابتسامة غير مصدقة تشير على نفسها ..
" هل تقصدني أنا ؟!!! "
اجابها بقلة ذوق ..
" وهل هناك قليل تربية آخر معنا .. "
تلك المرة اجابته بوقاحة ..
" لا اسمح لك يا سيد .. اذا كنت انا قليلة تربية واعرف ذلك عن نفسي .. فأنت شخص طويل اللسان وعديم الذوق .. "
صمت وفي الحقيقة هي خافت من صمته ..
وقنابل أُلقيت بوجهها من فمه :
" افكر هل ارفع العصا أدق رأسك أم ادعسك بحذائي كحشرة عفنة ستلوث حذائي .. "
تلك المرة فتحت فمها على وسعه ..
" لا اصدق .. يا إلهي هل كل تلك الإهانة لأجلي وحدي .. !!!!!!!!! "
" وزعيها على اصدقائك اذا اردتِ .. اغربي عن وجهي هيا .. هيا .! .. صنف متلاعب لا يرضخ سوى بالضرب بالحذاء على رأسه .."
عند ذلك رأت بعض الرجال يهرولون ناحية غرفة شاهر فسقط قلبها ولم تجد ملجأ سوى أن تختبأ خلف ظهر هذا الرجل الفظ حتى ابتعد هؤلاء الرجال ..
" ومجرمة أم سارقة ؟!!! .. "
لم تستطيع تلك المرة سوى أن تبتسم وهي لا تصدق كمية الشتائم التي وصفها بها هذا الرجل ..
" مخادعة .. زد هذا على ما وصفتني به .. إلى اللقاء .. "
سمعت صوته الفظ من خلفها ..
" إلى مصيبة تخلصنا من اصنافكم ... "
ولو كانت في موقف آخر لكانت عادت إليه أكملت هذا الحوار المنحدر .. هذا الرجل تخطاها بمراحل بطول لسانه ...
وهربت جوانة ' ملكة الخديعة ' ..
وليلاج سلطان كل العون معها ...
...........
وصل يلهث على البوابة ..
" لم تمر من هنا امرأة ترتدي سترة جلدية قصيرة وبنطال واسع ووشاح ؟؟؟ .."
" لقد رحلت منذ قليل هي وأخرى على دراجة نارية سيدي .."
صرخ يضرب الأرض ..
" اللعنة .. "
استدار للحارس يأمره بجلف ..
" أرسل أحد يحضر لي سيارتي بسرعة .."

اوقف سيارته امام مدخل المنزل بتهور ثم استدعى الحراس الذين أتوا مهرولين ..
" هل خرجت السيدة لِيلا من القصر؟؟؟ .."
اجاب احدهم :
" لا سيدي لم تخرج لقد اتت من المشفى ولم تخرج .. "
صرفهم بإشارة من يده وهو يكاد يصاب بالجنون .. هو حقاً جن ؟؟
صعد درجات السلم وهو ينادي عليها بصوته الجهوري .. أنه متأكد إنها عيناها .. رائحتها .. وكيف عرفت مكان مديته ..
" ليلا افتحي هذا الباب الآن ؟؟ .."
دقائق وفتحت الباب واطلت من خلفه بمنامتها الناعمة مثلها وشعرها صنعته بضفيرة ترتاح على احد كتفيها ..
همس لها بصوت متوعد محشرج :
" ليلا .. لم تخرجي من القصر منذ اتيت من المشفى ؟؟؟؟ "
رفعت حاجبيها باستغراب وهي تهتف ببراءة :
" أين سأذهب ؟؟؟ منذ اتيت وتناولت طعامي ولم اخرج من غرفتي .. "
امسك بقبضته بقوة يكاد يفقد عقله ..
هل كانت من صنع خياله ؟؟ ..
هل بات يرى جميع النساء لِيلا …
لا لن تخدعه بوجهها الناعم إنه واثق أنها كانت هي ..
اقتربت منه تشير نحو عنقه :
" أنت مجروح بعنقك …!!! "
كان قد نسى امر الجرح فوضع يده عليه وهو يهتف دون اهتمام :
" إنه جرح بسيط .. "
اقتربت منه كي تراه بوضوح وتتفحصه وهي تهتف ببراءة ..
" يجب أن اطهره لك حتى لا يلتهب … من اصابك هكذا ؟؟ .."
كز على اسنانه بغضب وهو يتذكر:
" ادخلي اكملي نومك ليلا .. ادخلي سأصاب بالجنون .. "
ابتسمت له ابتسامة صفراء ..
" حسناً لا تأتي وتوقظني ثانية وتطلق على تلك الأسئلة الغبية .. وطهر جرحك من صندوق الاسعافات بالمطبخ .. تصبح على خير .."
ثم اغلقت الباب بكل قوتها بوجهه ..
بينما هو ضاقت عيناه وهو يهتف ..
" اقسم ان خلفك شيء يا سليلة السلاطين وسأكشفه وستكون ليلتك سوداء .."
بينما هي كانت من الطرف الآخر تضحك بجنون ومرح خبيث وهي تشهر مديته الأثرية تلعب بها ...

………………
دخل لغرفته يدور بها ثم أخرج هاتفه بجنون يتصل برقم ..
" أجل أيوب .. أريد أسماء كل من دخل من بوابة الفندق الذي كان تقام به حفل الليلة .. بالأخص ابحث لي عن اسم ليلا صدقي سلطان زوجتي في قائمة الأسماء اذا لم تجده احضر لي كاميرات المراقبة .. أمامك يومين .. "
أغلق هاتفه ثم جلس على سريره بعين شريرة ..
" صلي ليلا أن لا تصدق شكوكي .. "
……………….

لم تكد عينيها تهذب بنوم عميق حتى سمعت صوت طرق آخر على الباب تلك الليلة لن تنتهي هي تعرف ..
ثم صوته للمرة الثانية ..
" ليلا .. "
تأففت تكشف غطائها ثم فتحت الباب بعنف ..
" نعم سيدي هل هناك أوامر واتهامات أخرى نسيتها ؟؟؟ .."
حك شعره يضيق عينيه ..
" لم اتناول الطعام .. وتلك المرأة اقبال بالأسفل .. "
حينها دق قلبها بحنان ولم تستطع سوى أن تمر بجانبه ولم تنسى أن ترفع رأسها وحاجبيها وتضرب بكتفها بغرور ..
تابعها بنظراته بذهول ..
" الله .. الله هذا لأننا طلبنا منها أن تصنع الطعام فقط ..!!!!! لنرى يا ابنة السلاطين .."

.................................

في اليوم التالي ..
كانت عائدة من عملها في السيارة ..

" ليلاج أين أنت ؟؟؟؟ .."
كشرت جبينها تردد ..
( ليلاج !!!!! لا يناديها ابداً بليلاج .. )

" أنا في طريقي للمنزل .. "
" جيد وأنا الآخر انتظريني حتى آتي إليك .. "
أغلق الهاتف بوجهها دون كلمة أخرى ..
نظرت للهاتف بتوجس ..
لماذا يريدها ؟؟ ولماذا يتكلم بتلك الطريقة وكأنه ...!!!
اللعنة .. يا الله ..!!
...
وصلت أخيراً لمدخل المنزل ووجدت سيارته تدخل من البوابة ..
السيارة تكاد تنطق بغضب صاحبها ..
لم تنتظره وقد أدركت أنه كشفها ..
مؤكد ابن وهدان كشفها ..
هرولت تجري على السلم بينما هو جرى يصرخ باسمها ..
" ليلا ..توقفي .. توقفي يا صاحبة الوجهين .. .."

هرولت على السلم تعدو بكل قوتها بأنفاس لاهثة عنيفة بها لمحة من جنون مستمتع يستحق كل ما ذلك الجنون ...
وصلت غرفتها وهناك اغلقت الباب بعنف توصده بالمفتاح وهي تختبأ خلفه ..
" اقسم ثم اقسم ثانية ان لم تخرجي في التو لأكسر هذا الباب على رأسك .. "
صوته كالزلزال المهدد وصلها بقوة حتى من صراخه شعرت برجفتها لكنها متشفية ومستمتعة ..
صمتت تحمد الله ان كاميليا بالمنزل ستنقذها !!!
وهل يستطيع احد انقاذها اذا وقعت بين يديه ..
ماذا سيفعل معها ؟؟؟؟؟
" ماذا يحدث هنا ؟؟؟؟ لماذا تصرخ هكذا ... "
وها قد اتت خالتها الحبيبة منقذتها ..
" ما حدث أن صغيرتك صاحبة الوجه البريء عادت لأيام الجنون حيث كانت هي وروح يغامران بفقدان أعصابي .. والآن .."
صمت ينظر ثم صرخ بجنون :
" لا أصدق سأجن مما فعلته تلك تلعب المغامرات مع أخرى من الشارع .."
وضعت يدها على قلبها تهدأ نبضاته لتنتفض على دقات عنيفة رجت الباب وصراخه ثانية ..
" امامك دقيقة لتخرجي والا أضيفي على عقابك عقابين ليلا .. "
عدت بداخلها لخمسة وهي تتقدم وقد تحول استمتاعها بفقدان صبره لرعب من صوته والذي ينبأ على بدء عاصفة غضبه والتي ستنجرف بها وحدها ..
ابتلعت ريقها وبيد مترددة فتحت الباب ببطء متمهل ثانية واحدة واندفع الباب بعنف حتى كادت تسقط لولا يد سحبتها بجنون ووجدت نفسها تجر جراً لحجرته ...
" شاهر ارجوك توقف .. "
كانت خالتها من خلفها الأخرى تصرخ به ..
" هل جننت اترك الفتاة يا شاهر .. هل تسمع !!!.."
لكن الملك شاهر الآن لن يوقف غضبه وشره اي شيء ..
لم يلتفت حتى لكاميليا وهو يأمرها ..
" حذاري كاميليا ان تتدخلي ان اريد زوجتي العزيزة لأمر خاص لذا غير مسموح لك التدخل . ."
كادت خالتها ان تعترض بقوة لولا ليلا التي امالت لها رأسها قبل ان يدفعها هذا العاصف لحجرته بعدها دخل واغلق الباب بالمفتاح !!!!
ثم ....!!!!
" حسناً .. استمع لي .. ان أرى ان تهدأ اولاً بعد ذلك يمكننا الحديـ .... "
تقاطع صوتها وهي تراه يسحب حزام سميك غليظ وعصا أخرى لا تعلم من اين اتى بها ...!!!!!!!
ابتعدت لآخر الغرفة بعين متسعة :
" شـ ا هــــــر ..... ماذا .. ماذا ستفعل بتلك العصا .. هل تأخذ عدة أنفاس عميقة أرجوك .. "
ابتسم بشراسة مخيفة وهو يقترب منها ..
" اعاقبك يا ابنة السلاطين ... تبدين لي انك سهوت عن قانون العقاب في قاموس شاهر وهدان .. والآن احكي لي منذ بداية مصادقتك لتلك الفتاة المجرمة وضعي في الحسابات كونك لم ترتكبين اثم واحد .. ولا تسهي عن ذكر خطتك للخروج من القصر دون علم الحراسة .."
حينها اسقطت يدها وانحنت شفتيها وهي تدرك وقوع العقاب الذي لا مفر منه اذا لم تعترف ... لكن ماذا عن استخدام حيلة روح أخته ..!!!!!!!
كذبت ؟؟؟
أجل فعلت ..!!
وأفهمته أن جوانة كانت تريد العمل لديه في الشركة وأرادت الوصول إليه وهي ساعدتها .. جوانة حقاً تريد العمل معه بالشركة ..
وهربت من الحراسة السرية التي تعلم عن وجودهم لم تخبره بذلك الحارس الذي يساعدها ..
كان غاضباً يكاد ينفجر وهو يذهب ويجئ بالغرفة ممسكاً بالعصا يضرب بها في الهواء مصدراً صوتاً يرعبها ..!!
لا زال يستجوبها وعينيه تخبرها أنه لا يصدقها وتخبرها أيضاً أنه لن يصمت حتى يعلم ما خلفها .. إنه شاهر وهدان !!
تثاءبت تريد النوم فوبخها غاضباً والحديث الآن صار استجواباً يخص سلسبيل ..
ستعتذر لجوانة لاحقاً لأنها لبستها الأمر برمته ..
......
أغمض عينيه يلقي العصا بعيداً ناظراً لتلك التي ذهبت في رحلة نوم على ما يبدو شيقة ..
اقترب منها يراقب تلك الخصلات الساقطة على وجهها تداعب ملامحها هل يخبركم أنه يحسد تلك الخصلات لأنها تفعل ما تتوق إليه أصابعه ..
همس بجانب أذنها ..
" مرحباً بكِ ليلا سلطان .. أُرحب بتأديبك يا وردة .. هل أخبرك أنني رغم كل جنون الليلة بما فعلتيه فخور بقوتك .. ربما لا تدركين .."
غامت عينيه يتذكر الأخرى المجنونة ' روح ' وأصواتهما التي كانت تسمع كل من بالمنزل ..
جنون الأخرى وغضبه وعقابه ..!
هل رحلت روح حقاً ؟؟؟
أخذ نفساً عميقاً ثم عدل وضعيتها وسحب الغطاء من سريره يلفها به ...

"أنا أمنحك قوتي في غيابي بكل لحظة .. تلك القوة ستحميك دائماً .. لن تحذي نفس مسار روح .. إياكِ "

……………………

في اليوم التالي ..
دخلت دارين حيث يقبع قصر سامر .. واثقة من حالها .. ' دارين وهدان '
سليلة عائلة كالحيتان وخطيبة سامر ناصر ليست بالقليلة ..
تتبختر وتلك طبيعتها لا تتصنع الغنج فهي مغناج جذابة بفستان يظهر قوامها الرشيق جدا عاري الظهر وزينة منمقة تظهر ملامحها المغرية جداً
.. وسامر بعين مقتنص ورأس مرفوع متباهي ويد لفها حول خصرها بخبث يلامسه بدهاء خفي .. وهي توترت من تلك الملامسة ..
ولا تعلم لمَ .. ثم والدته التي أخيراً أنقذتها من يد سامر الخبيثة وهي تأخذها لتعرفها على أصدقائها بتباهي تراه الآن باهت جداً ..
ذهبت لركن هادئ بعيد .. تختنق .. تشعر باختناق ورغبة عارمة بالهروب من كل هذا ..
ونديم ...لقد بدا متضايقاً عندما ذكرت في حديث عرضي أنها ستذهب للحفل مع سامر … وعاد لمعاملته الجافة ثانية .. لكنه وسيم جداً جداً ..
بحق الله ما الذي أتى بذكر نديم الآن ..؟؟؟؟ !!!!!!!
ستجن .. تقسم أنها أصابها جنون من نوع خاص .. !!!
شهقت عندما احتضنها سامر من الخلف بعنف عاطفي ..
" تفكرين بي ؟؟!!!! .."
ابتلعت ريقها وهي تلعن نفسها أنها أتت في ذلك المكان المعزول لتستنشق الهواء ..
زادت لمسات سامر الجريئة مروراً على جسدها ..
هتفت به وهي تشعر بشعور بغيض لا تستطيع تفسيره ..
" توقف سامر .. أرجوك .."
ولكنه زاد وهو يدفعها للحائط بجسده يحاول تقبيلها وهي تبعد وجهه عنها بيديها بانفعال لكنه بدا مصراً في الحصول على قبلته وهو يكبل يديها بعنف لم تقدر عليه وهو يشرف عليها يفوقها قوة ..
حتى حصل على قبلته ..!!!
شعور بالغثيان والقرف اجتاحها وهي تبعده بعنف ثم تهرول بعيداً بدموع مقهورة خرجت هاربة باكية ..
بينما هو ابتسم بجشع يهتف ..
" مثلما تخيلت بل بما تفوق مخيلتي .. لم يتبقى سوي القليل .. القليل جداً يا ابنة وهدان وسنتلاقى .. "
………
وقفت بالشارع تائهة تمسح شفتيها بعنف تشعر بالاشمئزاز الشديد والقرف تود لو تخبر نديم الآن ليأتي ويشبعه ضرباً …
لكن ماذا ستخبره ؟؟؟
تقول له عذراً نديم اضرب خطيبي لأنه حصل على قبلته ..
هتفت توبخ نفسها وربما تقنعها ..
" هذا حقه أيتها الغبية .. إنه سامر خطيبك يحبك بجنون .. وأنا .. هل أحبه !! "
ولا تعلم لماذا هذا السؤال وقف كغصة مريرة أبت الخروج من حلقها ..
أوقفت سيارة أجرى بسرعة قبل أن يأتي سامر خلفها .. لن تستطيع مواجهته الآن أبداً وأفكارها مبعثرة هكذا ..
لم تفق إلا بعد أن شاهدت السائق في اتجاه قصر شاهر .. لقد أملته العنوان دون وعي حيث ..
" ليلا …" ..
هي بحاجتها الآن بشدة ..
………..
سمعت دق على باب غرفتها قفزت من السرير تفتح الباب وفي داخلها هاتف لعوب أن يكون شاهر .. لم تراه منذ الأمس لقد اشتاقت لفظاظته ..
وجدتها تلك الخادمة المريبة " اقبال " ..
" سيدة لِيلا السيدة دارين بالأسفل تريد رؤيتك .. "
هتفت لِيلا بغرابة وهي تجتازها:
" دارين في ذلك الوقت !!!! ماذا بها ..؟؟ "
نزلت السلم بسرعة وجدت دارين الباكية وما إن لمحتها حتى ارتمت في أحضانها …
" لا أطيق ذلك لِيلا .. أشعر بالقرف الشديد .!! …"
مسدت لِيلا على ظهرها تهدئها بحنان …
" اهدأي داري .. افهميني ماذا حدث ؟؟؟ .."
رفعت دارين وجهها الباكي تهتف بانفعال ..
" أرجوك لِيلا دعيني أبيت معك الليلة … نديم غاضب ولا اعرف ممَ وسيرفض مساعدتي وداغر لن احصل له على طريق … "
مدللة هذا ما فكرت به لِيلا وهي تسحبها خلفها بحماس .. هي الأخرى بحاجة لمن يشغل تفكيرها عن هذا القاسي الغائب ..
ألا يفكر بها ولو قليلاً و يتصل بها ولو بمجرد الخطأ ؟؟ ..
دخلت دارين معها غرفتها تسألها بوجل …
" هل سيأتي شاهر ؟؟؟؟ … "
تأففت لِيلا وهي تتذكر أن دارين لا تعلم أن كل منهما يمكث في غرفة منفصلة من الأساس ..
أكملت دارين برأس منكس ..
" يمكنني الذهاب حتى لا أسبب لكما ازعاجاً … "
كادت أن تنطلق منها ضحكة كتمتها بصعوبة تسبب ازعاجاً ؟؟ الإزعاج حليفهما من الأساس ..
سحبت دارين تناولها منامة من خزانتها تقول لها ..
" لن تسببي ازعاجا يا آنسة دارين شاهر لن يعود الآن .. ادخلي وارخي اعصابك بحمام ساخن حتى أحضر لكلانا مشروب منعش .. بعدها احكي لي ما ضايقك هكذا .. "
بعد فترة دخلت لِيلا بصينية كبيرة مليئة بالحلوى والشكولاتة ومشروب بارد منعش ..
نظرت لها دارين متسعة العينين ..
" يا إلهي سأصاب بنوبة قلبية كل تلك السعرات الحرارية ؟؟؟؟ .. كيف تفعلين هذا دون أن يزداد وزنك …!!!! "
كشرت لِيلا وهي تتناول إحدى قطع الشكولاتة اللذيذة ..
" أحرق الكثير كل صباح مع ابن وهدان … "
ضحكت دارين بقوة توافقها تراقب جسدها الممشوق بإغراء في منامتها الزرقاء..
ملابسها المحتشمة تخفي أسفلها الكثير ..
" لديك كل حق كان بعونك مع ' شاهر ' "

بالمناسبة سأذهب للاتصال به حتى تتناولين مشروبك ..
خرجت للشرفة ترسل له رسالة بعد رفض مكالمتها أن دارين ستبيت معها الليلة ..
تتذكر عندما استيقظت صباحاً ووجدت نفسها لا زالت في غرفته نائمة وعندما نزلت للفطور أخبرها على خطة الحصار الجديدة ..
" لا معرفة بتلك الفتاة ثانية .. حراسة جديدة ستفتح عينيها عليها .. لن تذهب لمكان دون علمه ؟؟؟ والعديد من الأوامر الأخرى "
أتاها رده على رسالتها جعلها تكاد ترمي نفسها من فوق سور الشرفة ..
غليظ .. جاف .. ثقيل .. شحيح ..
بحق الله لقد أجابها بعلامة تعجب واحدة يتيمة ..
اللعنة عليه مستفز بحق ..
فقدت آخر ذرات صبرها وهي ترن على هاتفه بعناد .. نظرت للهاتف تريد الدخول إليه وشنقه عندما شاهدت رفض المكالمة .. أصرت بعناد تضغط زر الاتصال ثانية .. وكل عنادها وغضبها تبخر عندما وصلتها همسته الخشنة باسمها ترسل قشعريرة لجسدها عندما ينطق حروف اسمها بتلك النبرة ..
" لِيلا … "
انتبهت عندما نادها بغضب ..
" ماذا حدث ؟؟؟؟؟ .."
فزعقت بغضب مكتوم ..
" هل كثير على جلالتك المهيبة ترسل لي رسالة مثل الناس .. بل تكتفي بعلامة تعجب واحدة حتى زد كرمك واجعلهما اثنين يا رجل .. "
والآخر من الجهة الأخرى فقد نهض من وسط اجتماع يضم عشرات الأشخاص من الشركات المساهمة .. مقاطعاً لهم يستمع لتذمرها وعدم اعجابها برسالته ….!!!!
" السيدة لِيلا ذات الوجهين تتذمر ؟؟!! "
هتفت بعصبية :
" لا تدعوني بهذا الاسم .. "
وصلها صوته المتهكم :
" لماذا ألست كذلك حقاً أيتها الصغيرة البريئة وردة العائلة .. "
أطلقت أنفاسها الغاضبة سيمسكها عليها ولن ينساها لها بسهولة ..
".. نامي مع دارين او لا تنامين لكن ابعدي عن رأسي .. "
تنهدت بنفاذ صبر هل سأحصل على مرادي واجعله يهيم عشقاً بي ذات يوم ..!!!
أغلق عينيه يستمع لأنفاسها التي احرقته .. يعلم فظاظته وخيبة أملها منه ..
يعلم أنه يندس في عمله بعيداً عن مملكتها التي يغرق بها دون هوادة ..
وتلك الهفوات التي يقع بها دون إرادته لا تساعده ..
" أيوب سيوصلك لعملك منذ الغد لقد عاد .. "
كان أمراً بعد خيبة أمل لذلك هتفت بعناد لا يخلو من الغضب …
" لن اذهب معه .. أخبرك سأذهب مشياً على قدمي .. ولا تأتي للمنزل أشعر برغبة متوحشة بقتل احدهم … "
ثم أغلقت الخط بوجهه بغضب بينما هو ابتسامة جاهدت لتخرج على عنادها لكنه منعها وهو يعود للاجتماع حيث ينتظره الجميع ..
عادت لدارين الساهمة تتناول مشروبها جالسة على السرير انضمت إليها بنزق ..
" ماذا هل تخانقت مع شاهر ؟؟؟ … هل بسببي !! "
" لا تثيري غضبي أنتي الأخرى داري ما بالكم يا أبناء وهدان ؟؟؟ "
وضعت دارين الكوب على المنضدة تقترب من لِيلا المتجهمة
" حسناً لا تحزني .. شاهر يبدو من الخارج قاسياً لكنه يحبك …"
كادت أن تغرق لِيلا بضحك صاخب ترى كلام دارين درب من الجنون ..
هتفت دارين لها بقوة ..
" لقد أثبت لنا داغر هذا ..
نظرت لها ليلا بغرابة لكنها تنهدت وهي تسألها مغيرة الموضوع ..
" إذن لم تخبريني ما الذي حدث معكِ وابكاكِ هكذا .. "
اعتدلت دارين تتذكر فغضت ملامحها بقرف ..
" لقد قبلني سامر .. "
رفعت لِيلا حاجبيها بتساؤل متعجب :
" وماذا في ذلك عرسكم لم يتبقى عليه الكثير بعيداً أن ذلك لا يجوز له الآن … "
" لا أعلم أنا تائهة وغارقة لِيلا لقد شعرت بالنفور والقرف من قبلته .. هل هذا يحدث مع الجميع في قبلتهما الأولى .. هل حدث هذا معكِ عندما قبلك شاهر المرة الأولى ؟؟؟؟؟ …"
احمر وجه لِيلا بشده وقلبها يخفق بقوة …
شاهر بتلك الهيمنة يقبلها !!!!!
الفكرة نفسها جعلت قلبها يدق بعنف مستجيباً …
لكن ذكرى أخرى بعيدة له يقبل أخرى خلف إحدى الأشجار جعلتها تشعر بالألم الشديد ..
رغم أنها متأكدة أنه فعل ذلك كي تنفر منه وتكرهه ..
" حسناً الأمر لا يحتاج كل ذلك الاحمرار والتفكير العميق .. دعك من سامر ربما العيب بي أنا .. أشعر بأني تائهة تلك الفترة واحتاج أمي التي ترفض كل مرة العودة للموطن بحجة مختلفة .. "
اقتربت منها لِيلا بحنان وهي تتمدد بجوارها ..
" ربما معها عذرها داري .. "
تمددت الأخرى بجانبها وهي تجذب الغطاء عليهما ..
" أين كاميليا .. "
" تعلمين هذا موعدها من كل شهر .. لقد اطلقت عليه موعد اختفائها .. تحب الحصول على خلوة بعيدا عن الجميع .. "
همست دارين بخفوت …
" هل تعلمين لقد تمنيت الحصول على أخت … "
" أنا أيضاً تمنيت الحصول على واحدة .. تمنيت الكثير والكثير .. "
رفعت دارين رأسها ..
" روح كانت تغيظني بأنها مثل أختك .. هل يمكنني أن أكون أختك منذ الآن .. لكن لن أعدك أن امتنع عن ازعاجك .. "
ابتسمت لِيلا بحنان وتأثر .. دارين حقاً طفلة وحقاً تشعر أنها خسارة بسامر .. هي لا تليق سوى بذلك الآخر اللطيف الذي يهيم بها ..
" وأنا لن أعدك أن أكف عن تقويم بعض الصفات التي لا تعجبني بك .."
احتضنتها دارين بسعادة وهما يضحكا بقوة ..
" وأنا لا أريدك أن تكفي عن هذا .. أنا معجبة بكِ جداً وأحبك لِيلا .. "
ظلا يتسامران حتى راحا في نوم عميق قبل أن تتسلل دارين تحتضن لِيلا بشدة بعد أن نامت الأخرى وقد قصت عليها العديد من مغامرتها من خلف شاهر ..
همست دارين لها قبل أن تروح في سبات عميق لم تحصل عليه منذ سفر والدتها ..
" لا تعلمين ما منحتني إياه اليوم ليلا .. أنتي جميلة جداً دافئة وحنونة تليقين بشاهر وهدان رغم فظاظته .. لابد أنه مغرم بك بجنون .. "

………….

صباح اليوم التالي استيقظت بنشاط تراقب دارين المغرقة في نومتها ابتسمت بحنان وهي تنهض لتجهز سريعاً حتى لا تتأخر على العمل ..
أثناء نزولها السلم مهرولة قابلت السيدة ' إقبال '.. تنظر لها بعينين كعين الأفعى أخافت ليلا حقاً ..
لتمسك بها فقط وشاهر لن يدع بها نفساً اذا صدق حدسها وكانت هي من تضع المخدر بالطعام ..

هتفت إقبال :
" صباح الخير سيدتي .. لقد حضرت الفطور .."
" شكراً سيدة إقبال لست جائعة عندما تستيقظ دارين اخبريها انني ذهبت للمشفى وحضري لها فطور شهي .."
" شيء آخر سيدتي .."
ابتسمت لها لِيلا ابتسامة لم تصل لفهما هاتفة :
" لا شكراً .. "
" السيد شاهر بات ليلته بالخارج لم يعود للمنزل .."
لم تكد تخطو خطوتين حتى هتفت بها تلك الخادمة اللعينة مفسدة عليها صباحها .. لو انها تكبرها عمراً لكانت أرتها تصرف آخر ..
لذلك التفتت لها بسماجة .. وهي ترى في نظرات الأخرى لمحة من الشماتة ..
" اعرف .. لقد اخبرني .."
خرجت وكل الشياطين تتلاعب برأسها .. ..؟؟؟
" مرحباً سيدة ليلا .. صباح الخير .."
التفتت لذلك الصوت لتجده ( أيوب ) ذراع شاهر الأيمن .. يكبر شاهر بعدة أعوام قليلة ..
.. وشاهر يثق به كثيراً وهذا يعني الكثير ..
" أيوب .. لقد عدت بعد أجازه طويلة أخيراً .. كيف حالك ؟؟؟ …."
" بخير سيدة ليلا .. السيارة جاهزة سننطلق الآن .. "
كشرت وهي تنظر للآخر الذي يفتح لها باب السيارة كانت تريد العناد وأن ترفض أن يوصلها .. نكاية بشاهر وليس به لكنها رأفت بحال هذا الــ ' أيوب ' في أول يوم عمل بعد الأجازة ..
" سيدة لِيلا هيا لننطلق .. "
" مثل سيده .. لا يطاق .. "
هتفت بها في سرها وهي تركب بالمقعد الخلفي بالسيارة ..
ساد الصمت السيارة وكل تفكيرها يدور حول ليلة أمس أين قضاها شاهر..!!!
أخرجت رأسها للأمام تهتف ..
" أيوب … هل كنت مع السيد شاهر بالأمس .."
أجابها الآخر بعملية شديدة ليست غريبة عن باقي أسلوبه ..
" أجل سيدتي. .."
سألت بصوت متردد ..
" كنت معه طوال الليل .."
" هل بقيتم تعملون طوال الليل ؟؟؟؟ .. "
ويبدو أن الآخر قد فهم فأخفى ابتسامة يحيبها بهدوء شديد ..
" لقد انهينا الاجتماع في وقت متأخر جداً .. السيد شاهر والسيد نديم ظلا يدرسان تلك الصفقة حتى قبيل الفجر .. لذا السيد شاهر فضل النوم عدة ساعات في المكتب من العودة للمنزل لأنه لديه اجتماع آخر هام بالصباح .. "
فلتموتي بغيظك أيتها الـ ' إقبال ' …
رق قلبها يخفق بقوة .. قالت برقة وصوت هامس ..
" إنه يتعب كثيراً ولا يترك فرصة واحدة ليلتقط أنفاسه كأنه بسباق بلا نهاية .. "

………………………….

" امي اتوسل إليك عودي إلى الوطن أنا في أشد الحاجة إليكِ .. اشعر بالوحدة وخواء مخيف امي .."

ضغطت على زر ارسال وهي تتنهد بحزن .. والعديد من الرسائل التي ترسلها لوالدتها كل ليلة .. ولا مجيب .. !!!
" وأخيراً حضرت المدللة .. هل تعتقدين ان تلك الشركة ملهى تأتين إليه وقت ما ترغبين .."
تأففت لا ينقصها نديم ومزاجه السوداوي الجديد وخصوصا عندما يتعلق الأمر بها ..
" لقد نمت بوقت متأخر لم استطع الاستيقاظ في الصباح الباكر .."
" وما الذي جمعك بليلا .. هل تلك من عجائب الدنيا … "
" لقد تصالحنا واتفقنا .. فكف عن فظاظتك واتركني اتناول كوب قهوتي لاحتملك لآخر النهار .. "
" لا تتأخري خلفك عمل ثقيل .. "
" نديـ م .. "
التفت لها بتساؤل ..
تنظر إليه بعيون لامعة وكل ما يخطر ببالها الآن هو الارتماء في أحضانه تريد الهروب إليه والبكاء .. تريد أن تشكوه منه ... تريد أن يخطو بها لبر الأمان كما يفعل دائماً ..
وهو قرأ كل ما يجول بداخلها وفهم ما تحتاجه ويحتاجه هو أكثر منها .. لذلك هتف بصوت منخفض قبل أن يغادر المكان ..
" سأنتظرك .. لا تتأخرين .. "
أومأت وهي تعود بتشتت تجلس على مكتبها ..
' كل شيء سيكون بخير دارين لا تبتأسي ..'

…………......………………………..


" دكتورة ليلاج صدقي سلطان معي ؟؟ "
أجابت ليلا بتعجب ..:
" أجل .. من معي ؟؟ .."
" نحدثك من مشفى ** .. المريض الذي قمت له بعملية زراعة الكبد بالأمس دخل بغيوبة أثر خطأ قمتِ به أثناء إجراءك للعملية وبشهادة الممرضة
' سنا بسيوني '.. أنتي مطالبة الآن للتحقيق دكتورة ليلاج سلطان .. "
سقط الهاتف من يدها بعين متسعة ..
" مستحيل لقد أجرت العملية بدقة والمريض كان بخير كيف قامت بخطأ أدخله بغيوبة !!!!! .. "
رفعت الهاتف ترن وما إن وصلها صوته حتى هتفت بصدمة ..
" شاهر .. لقد ارتكبت جريمة .. ! "

...............………………............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 1:00 am

الفصل التاسع



نزل من السيارة ودفع الباب بعنف قوي ملامحه تنبأ عن شر مستعصي تنذرك بالابتعاد عن وجهته في تلك اللحظة وتشعرك بالتهديد على حياتك ...
منذ تلقى منها اتصالاً تخبره بانهيار أن مريض قامت له بعملية دخل في غيبوبة بسبب خطأ طبي أثناء إجراء العملية ..
لقد أجهشت بهستيريا أن الشرطة قامت باستدعائها وأنها لم تفعل ..
توحشت ملامحه وهو يصعد للدور التي به الآن تزور المريض بعد التحقيق معها ..
لكن في بداية ذلك الممر خطواته تجمدت حيث تجلس هي منهارة على أحد المقاعد وصوت تنهدات بكائها يصله بوضوح كم يحفظ تلك التنهدات جيدا ..
عينيه ضاقت وعضلة فكه اشتدت بصوره مريبة وهو ينظر لذلك الطبيب الجالس بجوارها نفس الطبيب الذي كان مختبأ يراقبها عندما أتى لزيارة يوسف وهل ينسى ؟؟؟..
مهتم يبدو مهتم جدا بزوجتي .. زوجتي أنا يخفف عنها وتلك النظرات بعينيه يفهمها .!!
زوجته هو شاهر وهدان ..!
ضغط على اسنانه واقترب منهما بخطوات على جمر لم يكد يصل حتى ادركت هي وجوده كعادتها ونسيت كل شيء وهرولت إليه ..
( لا مفر من عشق الملك ' ليلا سلطان ' قلبك في قبضة هاوي )
نظر إليها عندما اقتربت مسرعة وامسكت بذراعه بقوة باكية تستند بجبهتها برقة على كتفه وهي لم تطلب أكثر من وجوده أمامها لتلبي احتياجها وجوعها لعاطفته ..
" اهدأي …"
هتف بها بخشونة بينما هي تتلمس أمانها الخاص وتهدأ قلبها الجزع تمسح دموعها بذراعه وكتفه ..
اخبرته من بين بكائها …
" لقد دخل المريض بغيبوبة .. لا اصدق ما حدث كان بخير .. اقسم انني تركته بخير شاهر لم أفعل ما قالته تلك الممرضة لم أضع ذلك الدواء بالمحلول مستحيل ان ارتكب ذلك الخطأ .."
اصبحت ملامحه الآن اكثر شراسة وعينيه ثبتت على ذلك الذي تقدم ناحيتهما يوجه حديثه اللزج لزوجته ..
" لا تخافي ليلا كلنا معك نحن نشهد بكفاءتك ونعلم جيداً أن أحد ما خلف ذلك الموضوع …"
' ليلا ' يناديها باسمها مجرداً ..
الآن اصبحت ملامحه مرعبة وعينيه أصبحت جمرتا من الغضب ..
لقد أخبره يوسف أن غيرته مجنونة .. لكن ما لا يذكره أنها قاتلة أيضاً ..
كادت ليلا تلتفت الى الاخر ترد عليه لكن أمرها شاهر بصوت قاطع ..
" احضري اشيائك لنذهب … هيا .. "
أومأت تبتعد ولم يخطر ببالها تلك المواجهة الخفية بين كل من الآخرين ..
يد شاهر تحوم حول سلاحه المثبت في حزامه من الخلف ونداء ذلك الآخر باسم زوجته مجرداً بتلك الأريحية يتردد في أذنه يجعل دمه يغلي بعروقه ..
ثانية واحدة أغمض فيها عينيه ثم فتحهما وهتف بهدوء وابتسامة على فمه لا تعرف للمرح طريق ..
" ربما لا تعلم ان اكبر خطأ ان تنادي امرأة متزوجة اسمها مجرداً .. ليس من الأخلاق .. والاخص ان تكون الطبيبة ليلا .. ( ليلا شاهر وهدان ) "
اقترب فادي منه بضع خطوات يواجهه ..
" هل هذا تهديد ؟!!! .."
شمله شاهر بنظرة وحك جانب أذنه بينما رد عليه ببرود وغرور بحركة واحده :
" اعتبره .."
والآخر لم يبدي عليه الاستسلام ومشهد ليلا التي نسيته تماما بعد كل ذلك الكلام الذي اغرقه بها وانه مستعد ان يتحمل هو النتيجة وانه لن يتركها بتلك القضية وحدها تبخر لمجرد ظهور ذلك الشخص زوجها بمظهره الاجرامي الذي لا يليق بواحدة جميلة وناعمة كليلا ليست أول مرة يراها بكل تلك اللهفة ناحية هذا الجامد ..
ماذا به لتتألق عينيها ويهدأ جزعها فقط لمجرد رؤيته لم ينطق بكلمة واحدة لكنها بدت وأن كل شيء قد حُل بوجوده ..
" أنا لا اتهدد من أي أحد .. كما أن الوحيدة المسموح لها بعدم السماح لي بنداء اسمها مجردا هي ….'''''' ليــــــ…''''' "
لم يكمل حديثه لم يكمل حتى تهجئة اسمها ولكمة حديديه تصيبه في وجهه أرجعته للخلف بضع خطوات واذا كان شاهر عضلي الجسد قوي إجرامي المظهر رغم ظهوره بمظهر رجل أعمال محترم فإنه أيضاً ليس بأقل منه جسدياً لكن الآخر يبدو أكثر همجية بالقتال وعدواني جداً ..
تقدم منه فأمسكه شاهر من مقدمة قميصه وقد فلتت اعصابه واتسعت عينيه بشر .. هتف بجنون وحسيس أمام وجهه :
" .. بينما تعبث أنت بالشوكة والسكينة مع أحشاء المريض أعبث أنا بالسلاح والمدية .. لا اتردد ثانية واحدة بقتلك اذا نطقت اسمها ثانية .."
' ' لم يبدى فادي أنه يريد الانتهاء من استفزاز الآخر بدا انه قد استمتع بالأمر. .
" الآن عرفنا ما سر الطبيبة .. هل تتحمل شخص همجي مجرم مثلك .. "
والإجابة كانت أسرع مما تصور وفوهة السلاح تكاد تخترق رأسه وأنفاس الآخر المجنونة جعلته يدرك جيداً مدى غباء ما نطق به مع هذا الشخص المجنون …
" شاااااااهر …!!!!!!! "
كانت صرخة ليلا التي جعلته يسب ببشاعة وقد ذهب أي تحضر يتمسك ببقاياه ..
صرخت الأخرى بعيون متسعة وهي تمسك بذراع شاهر الذي يقبض على عنق فادي والسلاح بيده مصوب برأس الآخر ..
" ماذا تفعل يا الله ؟؟؟؟؟؟؟؟ شاهر أنزل سلاحك واتركه الآن … "
بدا أنه لا يسمعها ولا زالت عينيه النارية تخبرها بانفلات اعصابه ..
" اتركه شاهر الآن .. يا الهي لا تنقصني فضيحة أخرى الآن .. "
ظل قلبها معلق بعنف دقاته حتى دفع شاهر الآخر للخلف بعنف ..
" لا اكرر كلامي مرتين المرة الأخرى لا اعدك ابداً بأن تخرج على قدمين من تحت قبضتي .. "
" هياا شاهر .. هيا .."
قبض على ذراعها يغادران ولم تتجرأ حتى بالنظر لفادي أو معرفة ما حدث له خوفاً من أي حركة مجنونة أخرى من شاهر ..
ضرب الآخر الحائط وهو يشعر بسائل دافئ يندفع من فمه أثر لكمة هذا الهمجي ..
" لم يعد لك مكان فادي .. لقد تأكدت الآن أن ما تسعى إليه الطبيبة آثاره واضحة جدا على هذا الآخر بل أكثر مما تخيلت حتى لو كان الآخر همجي جامد لا يقدرها ولا يليق بها فهو واقع تحت تأثيرها .. "
..

نزعت معصمها من قبضته القوية ..
" ماذا يحدث ؟؟؟؟ .. بالله أتركك دقيقتين واذهب لأحضر حقيبتي أعود لأجدك ممسك بخناق دكتور فادي ليس ذلك فقط بل رافعاً سلاحك بوجهه .. "
كان يعطيها ظهره وملامحه سوداوية يريد أن يطيح بأي شيء الآن وهي على وجه الخصوص ..
- " أنا اكلمك .."
صرخ بها بغضب واستدار بشر يقبض على وجهها بين قبضته التي كادت تخلع رأسها :
- " لماذا لا تحكمين هذا الوشاح التعيس على شعرك "
- " ماذاااااا ؟؟؟ "
فغرت فمها بدهشة ماذا تقول وعن ماذا يحدثها هذا الآن .. لكنه اقترب منها بعنف وانفعال ..
" عنقك ظاهر وخصلات شعرك هل هذا حجاب ؟؟؟؟ سترتدين هذا الوشاح يغطي كل شعرك بعد ذلك ... لا بل منذ الآن ... "

ابتعد عنها يوليها ظهره ثانية .. كانت في كل ذلك تنظر له مذهولة وكأنها تنظر لمجنون ..
أمسكت بجبينها لا هو حقاً مجنون ألا يدرك المصيبة التي وقعت بها ...
انتفضت على صيحته العنيفة ..
" هيا الآن احكمي هذا الوشاح لنغادر ذلك المكان الملعون .. "
لحظات والتفت ثانية يهدر بها كالمجنون ..
" لن تقربي ذلك المشفى ثانية .. أبداً هل تفهمين ؟؟ "
نظرت إليه تحكم اعصابها التي اثارها بصعوبة وهي تفك الوشاح وتلفه جيداً تنظر له بشر فيرد لها نظرات مجنونة نارية ..
وعندما انتهت سحبها ثانية من معصمها بخطوات واسعة كادت تقع على وجهها ..

' هذا المجنون ما أصابه ؟؟؟ '

............

في السيارة لم ينطق شاهر بكلمة واحدة قبضته على عجلة القيادة عروق وجهه أصبحت بارزة أدركت ما يكتمه …
" لا أصدق .. لا أصدق ان كل تلك المصائب لأجلى وحدي .. أيا يوم سعيد الحظ اليوم … "
صمتت ولا زالت مصدومة بكل ما حدث اليوم .. استدارت له مرة واحدة بذهول
" هل رفعت سلاحك على رأس الطبيب فادي وبمنتصف ردهة المشفى .. لا اصدق ماذا لو كان رآك أحد ؟؟ .. بل لماذا تفعل ذلك ؟؟ لماذا ؟؟؟ "
الإجابة صمت رهيب إلا من عنف أنفاسه ..
" لماذا لا تجبني ماذا فعل لك دكتور فادي ؟؟؟؟؟ "
اندفعت فجأة للأمام وقد توقف شاهر فجأة استدار لها بشرارة وصوت قاطع
" لا تنطقي اسم هذا الـ **** ثانية .. هل تفهمين ولن تعودي لتلك المشفى ثانية .. هذا نهاية الأمر .. "
ابتسمت باستهزاء تخبره
" وكأنني مخيرة اذا قد نسيت الأمر فأنا متلبسة في قضية سيكون شطب اسمي من نقابة الأطباء هي أقل الأضرار بها .. ويخبرني انني لن اذهب لتلك المشفى ثانية .. "
قابلت نظراته التي كادت تحرقها بتنهد متعب وهي تسند رأسها على الكرسي خلفها فأدار سيارته يغادر بعنف وسرعة مجنونة ..

..........................
ذهبت إلى المرآب الخاص بالشركة اتجهت ناحية سيارتها وما ان همت بفتح الباب حتى وجدت من يغلقه ..
" سامر ؟؟؟!!!!!!! "
" لماذا لا تردين على مكالماتي .. ؟؟؟؟؟؟ "
سألها ببعض الغضب فأدارت وجهها للجهة الأخرى برأس مرفوع ..
أغمض عينيه عدة لحظات ثم اقترب منها فابتعدت بعنف وهي تنظر له بتحفز ..
" دارين كل هذا لأني قبلتك .!!!! .. كانت مجرد قبلة .. "
هتفت بعنف ..
" أخبرتك لا أحب تلك الحركات .. دعني اعتاد الأمر أولاً .. "
" نحن معاً منذ ما يزيد عن سنة ولم تعتادي علي ؟؟؟؟؟ "
تراجعت إلى الخلف وهي تستدير ..
" لا اقصد سامر أنا غير معتادة على تلك الأشياء .. أفضل لا تكرر الأمر ثانية سوى بعد العرس .. "
تنفس بعمق يهدأ نفسه .. ثم اقترب منها يخبرها بصوت قاطع .
" أنا أيضاً أرى أن الأمر طال كثيراً .. سأخبر والدتك أن عرسنا بعد أسبوعين لنضعها تحت الأمر الواقع .. "
خطف وجهها وهي تشعر بنفسها يضيق ولأول مرة تتمنى أن لا تعود والدتها ..
" ماذا اسبوعين لن أستطيع ان أجهز نفسي في تلك المدة .. "
أكمل يمسك يدها ..
" فستانك سيأتي من الخارج وسأحضر أنا أكبر حفلة .. لا ينقصنا شيء بيتك كما انتقيت كل ما به جاهز أيضاً .. "
اعترضت بوهن ..
" سامر ….. "
قبل يدها وهو ينظر لها بوله ..
" أحبك دارين .. أعدك أن اسعدك لآخر العمر .. "
لم تستطع سوى أن ترضخ للحصار الذي فرضه حولها من كل اتجاه وهي تشعر بقبضة تعتصر قلبها ..

.............................
كان جالساً يعين ملف ذلك المريض الذي بحالة غيبوبة للآن ويسجل النقاط الهامة يوصل حلقات فائتة بالقضية ..
سمع دق على الباب فسمح لسكرتيرته بالدخول ..

" سيد شاهر الفتاة التي رشحها سيد داغر حضرت .. "
رفع رأسه من فوق الأوراق حسناً أدخليها ..
كانت الأخرى بالخارج تردد ما تحفظه من آيات الذكر ..
سيعرفها ويكتشفها يا الله لتنجح خطتي ..
جوانة ' ملكة الخديعة ' ماذا الا تثقين بموهبة الخداع لديك .. بالطبع استطيع خداعه ..
لكنه .. ' شاهر وهدان ' ..
" سيد شاهر ينتظرك سيدتي .. "
ابتسمت بأناقة تخفي كل انفعالاتها ..
" حسناً .. "
أخذت نفس عميق قبل أن تدخل ثم دقت على الباب ودخلت ..
" مرحباً .. "
" هلا .. هلا .. "
كان صوته كالرعد جعلها تنسى كل ما حضرته وهي تكاد تمسك نفسها من الفرار بعيداً ..
" سيد شاهر ارجوك دعنا نتحدث .. "
نظر إليها بتفحص نظرة حازمة نظراته جعلتها تكاد أن تقع على قدميها معترفة بكل جرائمها ..
" والآن تعترف أن ليلاج سيصنع لها تمثالاً .. كيف تعيش مع هذا الرجل ببيت واحد .. بل الأدهى أن هذا الرجل والذي يرعبها هو زوج المسكينة ليلاج .. "
" اجلسي .. لقد كنت انتظرك .. "

جلست بخفوت كمذنبة ..
بينما هو رجع للخلف بظهره يعتدل بأريحية ..
" اسمعك .. "
" لقد كنت اريد الوصول لحضرتك لتتوسط لي بالعمل .. ولم اجد طريقة أخرى للتواصل معك لكن عندما دخلت خفت واختبأت .. "
" الأخرى التي كانت ترافقك من كانت ؟؟ "
ابتلعت ريقها يا الهي انه اصعب مما تصورت .. لكنها رفعت رأسها ترد بثبات ..
" صديقة لي .. "
كل ما حصلت عليه هو ابتسامة جانبية مخيفة ثم امال رأسه جانباً ..
" أبلغي صديقتك والتي زوجتي سلامي الحار .. "
شهقت كمن تم حصره بزاوية ..
" هل علمت بليلاج ؟؟؟؟ .. "
" هل يخفي على شاهر وهدان شيء كهذا ؟؟؟ .."
تكلم معها قليلاً حول العمل كان جدياً جداً شخص يتولى مسئولية عائلة بأكملها ويستحق لقب الملك ..
وأخيراً انتهى اللقاء بجملته الخبيثة ..
" أثق بداغر لن يدخل بيننا شخص يضر وكر وهدان .. "
ابتلعت ريقها بينما هو لم يضيف شيء اخر وهو يتفحصها ثم دعا السكرتيرة التي بالخارج أمرها بخبث ..
" عرفيها على وظيفتها الجديدة .. "
نظرت إليها السكرتيرة بشفقة جعلتها تنظر اليهما الاثنين بحذر ..
" هل وافقت ان اعمل هنا ؟؟؟؟؟ "
ابتسم وفي الحقيقة رأت ابتسامته متشفية ..
" تفضلي أستاذة جوانة لتتعرفي على مديرك .. "
نهضت بحماس رغم نظراته المتشفية ونظرات الأخرى المشفقة الا انها ستفعل المستحيل لتتمسك بتلك الوظيفة حتى تحقق مرادها ..
رفع الآخر سماعة الهاتف ..

" أجل يحيى إنها متجهة لمكتبك اوصيك عليها لتخرج بها كل عقدك يا رجل .. "
استمع للطرف الآخر ثم ضحك بتشفي وهو يكمل :
" متأكد .. لنرى كم ستتحمل .. "
......................................

كانت تقف خارج باب المكتب تنتظر تلك السكرتيرة حتى تخرج من مكتب المدير التي ستعمل تحت اشرافه ..
دقائق وخرجت الأخرى بوجه مكفهر غاضب ..
" تفضلي آنستي كان الله بعونك .. "
" دقيقة لو سمحتي .. لماذا اشعر ان هناك شيء … "
مالت عليها الأخرى تقول بنبرة غليظة ..
" لا تستعجلي نصيبك تفضلي والا ستنفجرين بالداخل اذا تأخرت .. "
نظرت على أثر تلك المرأة بحاجبين مرفوعين ثم استأذنت حتى سمعت صوته يأذن لها وما ان دخلت حتى جحظت عينيها …
' ياااااااا الله ما أتعس حظك يا جوانة .. إنه هو ذلك الرجل طويل اللسان الفظ .. لهذا كان شاهر وهدان ينظر لي بتشفي … '
تقدمت خطوتين وهي تذكر نفسها بما جاءت لأجله ..
" مرحباً سيدي "
دقيقة واحدة صمت ..
تلك البحة بصوتها الغناء سمعها قبل ذلك .. لكنه تماسك وعاد إلى طبيعته السوداء ..
" هل كنت سأنتظر جلالتك لآخر النهار .. أولاً أنا لا احب التأخير احب المواعيد بالثانية .. ثانياً لا أحب الاعتراض .. استراحة خمس دقائق فقط باليوم .. ثالثاً وقت الغداء لن يتعدى عشر دقائق دقيقة تأخير ستندمين .. لا أحب الثرثرة ولا أفضل أن أكرر كلامي .. لا تذمر .. ولا شكوى .. لا اعتراض اذا عاقبتك عندما ترتكبين الأخطاء .. وفي الأخير .. "
نهض من مقعده بابتسامة شريرة ..
" مرحباً بكِ مع ' يحيى تمام ' "
سقطت على الكرسي فاغرة فمها ليكمل هو ..
" اه نسيت لا احب ان تفعلي شيء دون استئذان .. لم اسمح لك بالجلوس .. "

.........................................................
مساء اليوم التالي :
بمكتب شاهر بالمنزل ..
" اقتربي ليلا .."
دخلت بخطوات هادئة ثابتة وقفت تنظر له جالس على الأريكة الضخمة التي تحتل أحد أركان مكتبه الدافئ .. اشار لها بالجلوس بجانبه عقدت حاجبيها من هدوئه الغير معتاد وكأن هناك امر عصيب يشغل باله ..
ازاحت احدى خصلات شعرها في حركة متوترة من هذا السكون الذي قطعه عندما اعتدل بغتة يهتف لها بصوت خشن مرتفع قليلاً آمراً :
" اريد أن اعلم كل شيء كل شيء تخفيه ليلا .. "
عقدت حاجبيها من هجومه وهي تواجهه هي الأخرى :
" ماذا ؟؟؟؟ أي شيء تقصد لا افهم .. "
توحشت ملامحه واقترب منها قليلاً .. قليلاً فقط لترى نظرات عينيه المتوعدة تهاجمها فهربت بعينيها من حصاره ..
" أنا اسمعك ليلا ولا اريدك ان تغفلي عن اي ذكر أي معلومة ولو كانت صغيرة …"

نظرت إليه بعينيها تستنجد به بل كانت تفكر كيف تهرب الآن بأقل الخسائر .. لكن ما إن حصلت على ذلك الأمان الدافئ من نظراته لقد سحرها بأمانه دون ان تشعر وجدت الكلمات تخرج دون إرادتها تعترف بكل شيء :

" لقد قام بعملية خاطئة .. كان هناك شيء خاطئ واكتشفته أنا متأكدة ان تلك العملية مدبرة وحظه العاثر انني انا من اكتشفت ذلك بمحض الصدفة .."
اعتدل مكانه يسجل ويحلل كل كلمة تنطق بها واعتدلت هي الأخرى تكشف كل الحقائق والذكرى القريبة بكل ما تحمله تهاجمها ..

ذات مرة بينما كانت تجلس مع دكتور عزيز رئيس قسم الجراحة وصاحب المشفى والذي كانت تعمل تحت تدريبه منذ دخلت المشفى كان يشهد على تفوقها وذكائها ويدخلها معه جميع العمليات الصعبة هذا ما ميزها كثيرا في هذا العمر الصغير لا تنكر فضله في ما وصلت إليه الآن ..

لكن كان هناك بعض العمليات يأبى أن ترافقه بها بعد ان كان بدأ يعتمد عليها وحدها في عمليات اخرى اخطر حيث كان هو متابع فقط ..
في بداية الأمر لم تلقى بالاً فكرت أنه ربما تكون تلك العمليات خاصة ولا يرغب في الكشف عن هوية اصحابها ..

لكن ذات مرة عندما ذهبت إليه في مكتبه تستشيره في امر ما وجدت امرأة ربما في بداية الثلاثينات تبدو من هيئتها وملابسها انها ليست بقليلة ..
كانت تلك الفتاة تنتظر دكتور عزيز تعرفت عليها وعرضت علي تحاليلها وعرفت انها زوجة ثانية لاحد رجال الاعمال يدعو حمدان ناصف هذا الرجل يحتكر احدى شركات الأدوية التي تتعامل معها المشفى ..
التحاليل كانت جيدة جداً ليس هناك أي خطأ ..
المرأة كانت حامل بشهرها الرابع وسعيدة وأتت تتابع بذلك المشفى الكبير كما رشح لها زوجها ..
ودعتها وذهبت ..
اعتقدت ان الامر انتهى عند ذلك ..

لكن الصدمة الكبرى ما رأته بعد ذلك ..
لقد كانت تلك المرأة في غرفة احدى العمليات الخاصة لدكتور عزيز والتي لم ينوه عنها لاحد ..
وعندما تحررت عن الأمر بطريقتها الخاصة اكتشفت ان دكتور عزيز قام بعملية استئصال الرحم لتلك المرأة ..
الأمر كان صدمة كبيرة لها لذلك ذهبت لدكتور عزيز وواجهته قدم لها تحاليل تدل على ان تلك المرأة كان لديها ورم خبيث في الرحم مما جعله يقوم باستئصاله قبل ان ينتشر .. )

نظرت لشاهر الذي يركز في حديثها جيداً ..

" شاهر انا واثقة ان تلك التحاليل والأشعة ليست الحقيقية لقد رأيت التحاليل الحقيقية بعيني وحظه العاثر ان ذاكرتي جيدة جداً .. لقد قام باستئصال الرحم ومن المفروض حتى اذا كان لديها ورم خبيث يعطيها جرعات كيمائية وقائية بعدها لكنه لم يفعل هذا يؤكد كلامي أنها لم تكن مصابه بذلك المرض الخبيث .. "
ناولها شاهر كوب القهوة وهو يهتف باستهزاء :
" لكن الدكتورة ليلا سلطان لم يتوقف الامر عندها عند تلك النقطة وقررت المضي في تحقيقها السري .."
ارتشفت من كوب قهوتها تكمل ..
" لقد طلبت بعد ذلك مقابلتها بالخارج حاولت استدراجها بالحديث لكن لم احصل على شيء سوى انهيارها انها فقدت طفلها وامومتها .. حينها تعاهدت بداخلي انني اذا ثبت صدق شكوكي سأقيم قيامتهم .."
ابتسم شاهر ابتسامة لم تصل لفمه ..
" بالطبع دكتور عزيز العظيم علم عن تحرياتك السرية يا دكتوره ... لم أعد أتوقع حركاتك ليلا .."
نظرت له من خلف عينيها بدت له طفلة صغيره شقيه .. أخبرته بخفوت :
" نقلني الى قسم الطوارئ دون اي سبب .. لكن بعد ذلك تفاجأت به يطلبني ان اقوم بتلك العملية لذلك الرجل لم أدرك أنه دبر لي هذا الفخ .. "
اسند رأسه للخلف يأخذ نفس عميق ثم نظر إليها ..

" هل أنتِ واثقة مما تقوليه ليلا هل تدركين عاقبة الأمر اذا كان تحليلك خاطئ .. ؟؟؟؟ "
" طريقتهم للتخلص مني اثبتت لي انني على حق مئة بالمئة الدكتور عزيز يقوم بعمليات غير شريفة داخل المشفى .. "
اعتدل بتحفز ..
" اصعدي لغرفتك الآن وارتاحي .. لا تفكري بشيء ولا تقومي بأي حركة خبيثة من خلف ظهري ليلا الأمر لا مزاح به .. "
نظرت اليه بإرهاق وقد ظهر التعب على محياها ..
" ماذا ستفعل شاهر ؟؟؟؟ "
ابتسم بشر ..
" لأمازح دكتور عزيز واعلمه كيف يمزح مع زوجتي .. "
دق قلبها بعنف مع لفظ ' زوجتي ' اذا كانت كل المصائب ستجعله متأهباً لأجلها هكذا اذاً لتفتعل كل ليلة مصيبة ..
" لا اعرف كيف سأخرج من ذلك الأمر لكنني متأكدة أن الله سينصر الحق .. وواثقة انك لن تدعني بين أقطاب الحبس .. "
نهضت ولكن قبل ان تغادر هتف من خلفها
" تثقين بي كثيرا .. !!! "
" للأسف لقد بت احفظ قوانينك … وتلك احداهما الم تكررهم ليلاً نهاراً زوجة شاهر وهدان لا تفعل لا تذهب لا ترتدي الوشاح هكذا .. "
قالت جملتها الأخيرة بخبث جعله يبتسم ثم غادرت ..
رن بهاتفه على رقم وما ان رد عليه الطرف الآخر حتى هتف به ..
" اسمعني أريدك أن تحضر لي ملف عن ممرضة تدعى سنا إبراهيم بسيوني تعمل في مشفى ** .. وآخر عن الزوجة الثانية لحمدان ناصف .. اريد كل شيء بسرية تامة فهمت ؟؟ حسناً .. الى اللقاء .. "
أغلق الهاتف يعود بظهره للخلف ثم اجرى اتصال آخر بالمحامي ..
" مرحباً هل يمكنني مقابلتك الآن هناك أخبار جديدة .. حسناً سأنتظرك هناك .. "
أسند رأسه يفكر بليلا لو حدث لها أي شيء سيشعل لهم جحيمه ...
................................................
.........................................
في وقت متأخر جداً ..

نظر في ساعته وهو يراقب مدخل تلك العمارة القديمة ولم يكد يلمحها تأتي من بعيد حتى نزل من سيارته بسرعة ..
" ولا تعلم كيف يأتيك موتك ولا بأي مكان ..."
استدارت له متفاجئة من صوت الرعد الذي نزل على رأسها ..:
" عفواً !!!!! "
" هل تكلمني من أنت .. ؟؟؟؟ "
اخرج مسدسه يهتف بغضب ..:
" عملك الأسود.. ستمشين أمامي دون حرف واحد هل تفهمين .. "
وضعت يديها على فمها مرتعبة تنظر له بخوف وهي تتقدمه إلى سيارته ..
ركب بالخلف بجانبها واضعاً السلاح برأسها ..
" تحرك يا أيوب .. "
بكت الأخرى بخوف هاتفة برعب :
" اتوسل اليك اتركني .. ماذا تريد مني .. أنا لم افعل شيء .. .. "
ظلت تبكي وهي تترجاه حتى ركن أيوب السيارة في منطقة مقطوعة ..
نزل من السيارة يجرها خلفه وهي تترجاه لكنه كان كالصنم المتجمد ينظر لها بغضب وتوعد جعلها ترتعد حينما دفعها بقوة حتى سقطت على الأرض وجه السلاح ناحية رأسها فانتحبت وهي تتوسل ..
" اقسم لم افعل شيء .. اتوسل إليك أتركني .. "
هتف بشراسة وهو يسحب الزناد ..:
" امامك دقيقتين تعترفي من جعلك تتهمين الطبيبة ليلاج سلطان بأنها اعطت المريض دواء بالخطأ أثناء العملية أدخله بغيبوبة ومن هو الفاعل الحقيقي ؟؟ .. "
صرخ بصوت مجنون ..:
" مــــــن ؟ً؟؟؟؟ .."
هتفت بسرعة وهي تصرخ بالبكاء مرتعبة
" الدكتور عزيز مدير المشفى .. الدكتور عزيز هو من هددني كي أتهم الدكتورة ليلا .. انا .. انا لا دخل لي .. "
صرخ بها شاهر بغضب ..
" ومن الفاعل الحقيقي ..؟؟؟؟؟ "
صرخت الأخرى ببكاء :
" أنااااا .. أنا من حقنته بالدواء الخاطئ ... "
ابتسم شاهر بشراسة وهو يضغط إنهاء زر التسجيل ..
" هكذا نستطيع أن نتحدث .. سنا بسيوني ثلاثة وعشرون عام لديك أربع اخوات تقومين بإعالتهم .. اتهمت قبل ذلك بسرقة المشفى التي كنتي تعملين بها قديماً لكنك خرجت من القضية بتدخل دكتور عزيز الذي أخذكِ كي تعملين بالمشفى خاصته .. "
بكت الأخرى بهستيريا :
" أتوسل إليك دكتور عزيز سيقتلني اذا علم .. سيشرد اخوتي اذا حدث لي شيء .. "
انحنى إليها يهتف من بين أسنانه ..
" وأبناء ذلك الرجل الراكض بين الحياة والموت في المشفى من لهم ؟؟؟؟ "
صرخت من وسط بكائها . .
" لهم أمواله .. لن ينامون وهم يفكرون بالغد كيف سيجدون قوت يومهم ... "
" ليس مبرراً أبداً ذلك الحقد بداخلك .. تطعمين أخوتك من مال حرام .. "
بكت بمرارة هاتفة :
" أفضل من الموت جوعاً .. "
اعتدل هاتفاً ببساطة ..
" لكنني أفضل الموت جوعاً .. ما رأيكِ ؟؟؟؟ "
نهضت تلملم شتات نفسها بصوت مرتعب سألته :
" ماذا تقصد ؟؟؟ .. "
رفع الهاتف بوجهها مهدداً ..
" أقصد هذا اعترافك .. أمامك خيارين .. تبقين في صف دكتور عزيز وأعدك أن أدخلكم أنتما الإثنين خلف قضبان السجن وحينها سيموت أخواتك جوعاً .. أو تأتي في صف شاهر وهدان وأنا سأتكفل بأسرتك وأضمن لك محامياً ماهراً يخفف عقوبتك .. "
انسحبت الدماء من وجهها تنظر له بخوف ..
" ماذا يضمن لي كلامك .. "
ابتسم باستهزاء ..
" ليس هناك ضامن لكلام شاهر وهدان .. كلامي يكتب على الجبين .. أراكِ بالمحكمة تعرفين مكتبي بالتأكيد .. "
هتفت من خلفه ..
" انتظر دكتور فادي ناصف يمكنه مساعدتنا .. "
بعد مرور بعض الوقت ..
ركب سيارته وابتسامة خبيثة ماكرة على وجهه .. هتف بأيوب :
" تحرك أيوب وها قد انتهت قضية الطبيبة .. "
هتف أيوب بقلق ..
" ماذا لو اعترفت على الطبيبة وأنك قمت بتهديدها .. "
استند على مقعده بأريحية قائلاً بصوت خافت ..
" ثق بي يا أيوب .. .. احضر لي غداً هذا الطبيب الذي يدعي ' فادي ناصف ' لدي شيء يخصه .. "

..............................
بعد مرور عدة أيام ..

توقفت لحظات عندما لمحته يقف ينتظر المصعد .. لا تعلم من أين اتت تلك الابتسامة على شفتيها رغم أنه مسح بكرامتها أرضية الشركة بأكملها ..
وهي لم تعلم من اين تأتي بذلك البرود تجيبه بابتسامة خبيثة ماكرة احياناً .. احياناً اخرى تفلت اعصابها فيطول لسانها فيصدق ويتمادى بأفعاله فتصده بمكر ويخبرها أنها شيطانة ماذا عن أفعاله الصبيانية التي تكشفها دوماً ؟؟ ..
" صباح الخير .. "
تتابع بانبهار كل حركة صغيرة تطرأ على ملامح وجهه مستغله عدم رؤيته لها مخادعة يا جوانة ..
لم يرد عليها وكأنها لا شيء .. لم تصمت وهي تكمل ..
" لقد جئنا سوياً في نفس المعاد سيد يحيى .. الملاحظة الأولى تمت بنجاح .. "
اجابها بغضب :
" تخترقين الملاحظة الثانية وتثرثرين .. "
ابتسمت بتلاعب عندما جعلته يتحدث .. بينما السؤال الذي يلح على ذهنها في تلك اللحظة من يقوم بحلق ذقنه بتلك المهارة .. لقد علمت أنه منفصل عن زوجته منذ ثلاث سنوات ويعيش بمفرده ..
والفضول الأكبر الذي يصدمها هو أنها لديها رغبة كبيرة بمعرفة كيف يعيش حياته وحيداً ..
انتبهت عندما اتى المصعد مصدراً صوته المزعج ..
سبقها في الدخول بعدم ذوق فهزت رأسها وهي تدخل خلفه مباشرة ..
وضعت أصبعها كي تضغط على رقم الدور حتى وجدت يديه تعد على لوحة المفاتيح اصبعها لا زال متجمد على رقم الدور واصابعه تقترب من يديها ولولا القليل من الحياء الذي بقي لديها لم تكن لترفع يديها بسرعة ..
ضغط على الزر أخيراً بعد رحلة عذاب اليها .. '
' جوانة أنتي وقحة عديمة الحياء '
اعترفت بهذا مؤكدة لنفسها وهي تتطلع برأسها تراقب بعينيها الماكرتين حاجبيه المعقودين أنفه المنفوخ من الغضب فمه المذموم العصا بيديه ملابسه القاتمة منمقة جداً ..
وأخيراً رائحة عطره كم هي ذكية دافئة..
' الركوب معه المصعد متعة أخرى بمراقبته .. '
اغمضت عينيها مضى زمن طويل جداً منذ اهتمت بتفاصيل احدهم ..
بل تعترف أنها المرة الاولى التي ينتابها الفضول نحو أحدهم بتلك الطريقة .. تراجعت بحركة منفعلة عندما فاجئها آمراً بصوته الرخيم ..
" تلك آخر مرة تركبين هذا المصعد .. هذا مخصص للمدراء فقط هل تفهمين ؟؟.. على وجه الخصوص إياك والوقوع بطريقي .. الهروب منجاة لكِ "
( الهروب منجاة ..! )
تلك جملتها الشهيرة التي تهتف بها دوماً جيد بدأ يلتقط منها بعض الكلمات ..
اقتربت منه تشير بيدها أمام وجهه تتأكد أنه لم يرى افعالها المشينة ..
لم ينقصها حقاً سوى التحرش به ..
عضت على شفتيها وهي تفكر بتواعد أنها ستركب هذا المصعد كل صباح بل ستنتظره ولن تفوت على نفسها تلك الرحلة الاستكشافية الشيقة ..
أجابته باستفزاز صباحي تعلن الحرب أولاً قبل أن يبدأها هو محققة انتصار صغير ..
" أخبرت حضرتك سيد يحيى متاح لي العديد من الأمور دون عن بقية الموظفين .. ألم اخبرك أن سيد داغر أوصى علي .. "
وقبل أن يفتح فمه يهزأها هربت جرياً عندما وصل المصعد هاتفة بهروب ..
" لقد وصلنا .. "
مسك على العصا بغيظ هاتفاً :
" والله لأجعل يومك أسود … "
....................

في المدافن ..
وقف واضعاً نظارته السوداء القاتمة علي عينيه انحنى يضع باقة زهور بيضاء على قبرها مبتسماً بمرح ..
" كما تحبيها سيدة روح وهدان بيضاء كروحك الشقية .. "
يتذكرها بفستان طويل أحمر شعرها القصير المجنون دائماً مثلها وعينيها السوداء المشاغبة ..
قبلتهما الأولى يوم كتب كتابهم وجنونهما ..
ابتسم يتذكر مشاغبته وتدللها ..
ملابسها التي كانت لا تعجب شاهر دائماً ..
وصداقتها القوية بليلا ..
هتف بصوت مبحوح ..
( بعد غد عيد ميلادك .. )
صمت قليلاً ثم هتف بوجع من أعماقه ..
( وذكرى وفاتك !. )
....................
..
كانت تهز قدمها متوترة تنظر له كل دقيقة يقود السيارة ببرود يحرق اعصابها وكأنهما ذاهبين للتنزه ..
" هل هدأتي قليلاً لماذا كل هذا التوتر ؟؟ "
نظرت إليه بعينين متسعتين ..
" شاهر .! .. أنا ذاهبة للحكم في قضيتي هل أنت مدرك للأمر أو لا تتذكر .. من الممكن أن لا أعود معك وأبقى بالسجن حتى .. "
لم يرد عليها وهو يبتسم .. ستنفجر الآن إن لم يكن من التوتر والقلق فمن ردود أفعاله القاتلة لأعصابها ..
" سيكون شيء مبهج جداً أن تكون الطبيبة الملتزمة ' ليلا سلطان ' صاحبة سوابق .. "
عدت بداخلها من الغضب وسألته بذهول ..
" سجني شيء مبهج لك شاهر !!!!! .. "
" كثيراً يا طبيبتنا .. "
" إذاً افعل معروفاً ولا تحدثني حتى إنهاء الجلسة .. أنت توترني .. "
" سيكون أفضل .. "
أدارت وجهها بعنف تراقب الطريق نظرت لهاتفها ..
كاميليا لم تعود للمنزل لقد أخبرتها بالأمس أنها ستحضر الجلسة ولم تأتي بعد .. يا الله كن معي ..
............

جلست بجانب شاهر ما إن انتهت من اعترافها نظر إليها بعين مطمئنة فتنهدت بخوف تخفيه بداخلها ..
لكن ما إن سمعت استدعاء تلك الممرضة حتى شعرت بالخوف يمسك بقلبها ودون أن تشعر مدت يدها تبحث عن يده حتى تلاقا تتشبث به مغمضة العينين فسحب يديها بين كفيه وكانت تلك المرة الأولى التي يقربها بها دون أن يبعدها عنه ..
" اهدأي أنا هنا .. "
كانت فقط تنظر إليه وللعجب تشعر بالأمان لن يسمح لهم بأن يؤذوها هي تثق به وهو منحها تلك الثقة منذ زمن طويل الشيء الوحيد الذي يمنحها إياه بكرم .. ثقة به وأمان بوجوده ..
" احتجزوها .. "
انتبهت على صوت القاضي بفزع تنظر للمرضة الصغيرة سنا المنهارة بعد اعترافها ودكتور عزيز الذي ينظر إليهم بتوعد .!!!
" دكتور عزيز أنت مطالب بالتحقيق تحت تهمة إتهام الدكتورة ليلاج سلطان زور .. "
لم تنتهي الجلسة عند تلك النقطة .. اكتملت بدخول دكتور فادي حاملاً عدة ملفات هاتفاً..
" دكتور عزيز أيضاً لديه أقوال أخرى .. متهم بالقيام بعملية استئصال الرحم لزوجة السيد حمدان ناصف والتي تدعي السيدة نشوى محروس دون الحاجة لاستئصاله فقد أكدت التحاليل السابقة والتي اكتشفتها الدكتورة ليلاج سلطان والتي تأكدت أنا بتحاليل جديدة أجريتها لها بموافقتها شخصياً أنها لا تعاني من أي مرض كما أوهمها الدكتور عزيز بالاتفاق مع زوجها وعلى ما يبدو أنها ليست أول عملية جراحية كاذبة يقوم بها دكتور عزيز .. وهذه الأدلة سيدي .. "
ساد بعض الهرج بين الجالسين حينما أمر القاضي بالهدوء وإحالة دكتور عزيز للتحقيق حتى تثبت صحة الأوراق والتحاليل واستدعاء كل من السيد حمدان ناصف وزوجته ..
وقفت ليلا تنظر إليه بصدمة تقابل نظرات الغل ..
خسارة هذا لقد كانت تعتبره أبيها الروحي .. لا تنكر فضله فيما وصلت إليه ..
وقف الدكتور عزيز أمام فادي ..
" ستندم كثيراً أعدك بذلك .. "
واجهه فادي بنظرات شرسة ..
" أنا من يعدك انك لن تخرج من خلف تلك القضبان .. اذا كنت تتذكر أدعي فادي ناصف ابن أحد ضحاياك .. إلى اللقاء دكتور عزيز .. "
تقدم فادي ناحية شاهر وليلا ..
مد يديه نحو شاهر مبتسماً ..
" شكراً على كل شيء لولا مساعدتك أنت وسنا لم أكن استطيع احضار كل تلك الأدلة .. "
نظر شاهر إليه بعمق يقيمه ثم مد يديه إليه ..
" على الرحب وإن كنت لا أحب لقائك مرة ثانية .. "
ضحك فادي يهز رأسه .. ولم يتجرأ بالنظر ناحية ليلا التي ذهبت مذهولة مع شرطي ليكتمل تحقيق براءتها ..
" لتنتهي تلك القضية وأعود من حيث أتيت .. عائلة سنا في رقبتك كما وعدتها .. "
رفع شاهر رأسه بغرور هاتفاً :
" الوعود مكتوبة على الجبين .. "
صمت فادي قليلا ثم رفع رأسه يهم بقول شيء أدرك شاهر ما يريد التحدث بشأنه ..
" انصحك لا تتحدث بما كنت ستقوله .. لا اضمن رد فعلي عندما يتعلق الأمر بها .. "
أومأ فادي رأسه باحترام مبتسماً ..
" يبدو أنها تعني لك الكثير فوق ما تخيلت لتفعل كل هذا لأجلها أتمنى أن تسمع للصوت الذي بداخلك ناحيتها قبل أن يفوت الأوان والأهم أن تجعلها هي أيضاً تسمعه .. "
" وداعاً .. "
هل نقول الوداع نحن أيضاً لـ فادي ناصف و سنا الممرضة ودكتور عزيز !! ..
...............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 1:01 am

الفصل العاشر


خرجت من المحكمة خلفه .. تعترض طريقه أمام سيارته ..
" لماذا لا تجيبيني شاهر ؟؟؟؟؟ بحق الله أفهمني ما الذي حدث للتو بالداخل .."
وضع يديه في جيبه ببرود ..
" ليلا سلطان لقد انتهى الأمر لا مزيد من الأخطاء وهيا لأصلك للمنزل لقد تركت عملي كثيراً ... "
تخطاها مصطدماً بكتفها ثم استدار يركب في مقعده بينما هي ضربت الأرض بقدمها بعصبية ..
" شاهر وهدااااان .. "
أطلق مزمار السيارة فذهبت تركب بجانبه بعصبيه ..
" لذلك كنت مرتاح البال صباحاً وتتركني أموت من القلق بالطبع لقد خططت لكل شيء كالعادة دون الرجوع لي وكأنني لست المعنية بالأمر .. "
لم يرد عليها منصباً اهتمامه للطريق ..
" شاهر .. "
نظر إليها بطرف عينيه .. صمتت قليلا ثم هتفت بصوت منخفض منفعلاً ..
" كاميليا اتصلت بي بالأمس وأخبرتني أنها ستكون معي منذ الصباح .. لم تأتي للجلسة ولا ترد على هاتفها .. "
هتف بصوت غير مسموع :
" والله خير فعلت عسى أن تريحنا ولا تعود أبداً .. "
اتسعت عينيها الزرقاء بشر..
" سمعتك .. سمعتك يا ابن وهدان "
قاطعها رنة هاتفه ..
" أجل .. آتي بذكر القط يحضر .. لا .. هل يخصك الأمر سيدة إقبال .. الجواب لا يخصك إذن لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ فهمتِ .."
هتفت بعدما انهى مكالمته :
" هل كانت السيدة إقبال ؟؟ والله تلك المرأة يكمن خلفها مصائب .. "
" لولا أنها تعمل منذ فترة طويلة لكنت تخلصت منها .. لنتركها حتى تثبت العكس .. أخبريني لم تصلِ لأي شيء يخصها يدلك على أنها من تضع المخدر بالطعام ؟؟ "
هزت رأسها بالنفي ..
" وكأنها علمت أننا اكتشفنا الأمر .. لا أعلم لابد أن تخطأ ذات مرة وتترك خلفها دليل .."
أخرجت هاتفها ترسل رسالة لجوانة تطمئنها ..
" بالمناسبة لقد حضرت خالتك كاميليا للمنزل وقد نفذ شحن هاتفها .. "
استدارت بسعادة له ..
" حقاً .. !!! "
لم يرد عليها فهتفت بداخلها :
" الحمد لله .. "
نظر أمامه وقد تعكر مزاجه بذكر كاميليا ..
" لن نعود للمنزل الآن أنا جائع سنقف عند أول مطعم يقابلنا نتناول الطعام .. "
أخفت ابتسامتها وهي تعاود الاتصال بهاتف كاميليا ..
" مثلما تريد سيدي الغامض .. "
هز رأسه يخفي ابتسامة وهو يضغط على البنزين يسرع بالسيارة ....
..........................................

في المطار كانت تقف في قاعة الانتظار هي وسامر ..
لا تعلم هل تفرح لرجوع والدتها أخيراً أم تستسلم لذلك الشعور القلق بقرب عرسها من سامر ..
لمحت والدتها آتية من بعيد هرولت إليها وكل ما يأتي في بالها أنها سترتمي في أحضانها الآن ناسية كل هموهما وقلقها وحتى عتابها التي حضرته لها ..
لحظة وخفتت هرولتها لتتحول إلى خطوات بطيئة ثم وقفت متجمدة على مشهد والدتها بين ذراعي هذا الرجل يتقدمان نحوها ..
أجل تعرفه أليس ذلك الرجل السبب في طلاق والدها ووالدتها ؟!!!!
أليس هو سبب جميع المصائب في حياة والدتها انتهاءً بموت والدها في حادث بعد خناق آخر مع والدتها ..
الآن ترنحت وهي تتراجع ببطيء ..
" دارين هل أنتِ بخير ؟؟؟ .. إنه زوج والدتك لقد فضلت أن تخبرك الأمر وجهاً لوجه .. "
" زوجها .. "
لمَ أصبحت كل الوجوه باهتة !! ووجه والدتها الذي اشتاقت له كثيراً أصبح منفراً لتلك الدرجة ؟؟
زوجها ؟؟ هل بتلك البساطة ..!!!!
هل تركتها كل تلك المدة وحيدة تتوسل الاهتمام من نديم تارة ومن ليلا تارة أخرى ..
وهي أين كانت ؟؟ تتزوج من هذا وتعيش حياتها ..!
والآن خطواتها المتراجعة تحولت لهرولة وهروب ودموع غزيرة وشهقات بكاء .!
...........................
في منزل دارين وهدان كان الجميع مجتمع في وقت متأخر من الليل ..
ركل نديم الأرض يهتف بعصبية ..
" الساعة الثانية عشر الآن ولم تحضر بعد بحق الله ماذا تفعل تلك المجنونة ؟؟؟ "
زاد نحيب والدتها السيدة ' هيام ' ..
" كل هذا بسببي لم أحسب أنها ستنهار وتهرب لقد ذهب خلفها سامر لكنها ركبت أول سيارة نقل هاربة لم يلحقها .. ولا زال يبحث عنها في الأماكن المعتادة ذهابها لكنها لم يعثر عليها في أي مكان منهم .."
هتفت لِيلا بقلق ..
" هاتفها لا زال مغلقاً .. "
أما شاهر فرشف من القهوة ببرود ..
" إنها طفلة أفسدها الدلال .. "
ثم نهض واقفاً :
" سنعود نحن للمنزل واذا وصلتم لشيء أخبروني .."
تنهدت لِيلا بابتسامة محرجة من فظاظة وأفعال هذا الآخر في هذا الموقف لكنها نهضت خلفه تودع الجميع إنه حتى لم يودع أحد عديم الذوق ..
احتضنت السيدة هيام بحنان ..
" لا تقلقي ستعود بعد قليل ان شاء الله .. "
" يا رب يا لِيلا .. "
أومأت لنديم مودعة ثم خرجت تركب السيارة بجانبه ...
" لقد تعبت من أسلوبك الجاف .. "
ادار سيارته هاتفاً ببرود ..
" لا تعجبني تصرفاتها حتى ذلك الحقير خطيبها لقد حذرتها منه مراراً لكنها كوالدتها تنظر للواجهة والطبقة الثرية كثيراً .. وأنتم لا تحبون سماع الحقيقة .. إنها تحتاج ضرب مبرح لا تنهض منه حتى تعتدل "
أدارت وجهها للشباك هاتفة بصوت لا يسمع ..
" وهل الجميع يضرب مثلك .! "
" هل تقولين شيء !!!! "
أجابته تتنهد :
" لا .. سلامتك .."

......................
خرج نديم يشم الهواء بالخارج وهو يشعر باختناق يضيق بصدره ..
' أين تكون ذهبت دارين لم يترك مكان إلا وبحث فيه عنها ..! '
لم يلبث وهو يرى شاشة هاتفه تضئ باسمها ..
فتح زر الإجابة بغضب يخفي لهفته :
" أين أنتي ؟؟؟؟ "
كل غضبه تبخر بصوتها المنهار ..
" هل تأتي إلي الآن نديم .. "
.............................
رآها تجلس وحيدة باكية على إحدى المقاعد على شاطئ الساحل البحري ..
وضع يديه مكان قلبه يهدأ دقاته التي ثارت برؤيتها يتقدم منها بخطوات بطيئة .. تشرب وتشرب .. والعديد من أكواب مشروب الشوكولاتة !!!!
ابتسم يتقدم منها حتى وقف امامها لم تنظر إليه وهي تمسح دموعها بيديها بعنف وجهها أحمر منفعل كما أنفها وعينيها .. لا تختلف كثيراً عن تلك الطفلة الصغيرة المدللة ..
" كم جراماً اكتسبت بكل تلك الاكواب يا انسه داري .. "
اشتد بكائها تهتف بصوت متقطع من البكاء ..
" هل اكتسب الكثير بخمس أكواب ؟؟؟ .. "
هز رأسه موافقاً فأحنت شفتيها تبكي بصوت أكثر ارتفاعاً ..
نظر حوله لم يكن في ذلك المجلس العديد من الأشخاص وخصوصاً في ذلك الوقت يكون الجو بارداً ..
رآها تنهض تترنح بأشياء وهمية حذائها بيدها وتتقدم ناحية المياه .. خلع حذائه هو الآخر يراقب ترنحها يتماثل مع ترنح قلبه بها ..
جلست على الرمل تبكي بصوت مرتفع شهقاتها كانت متقطعة مرتفعة وهو تقدم حتى وقف بجانبها ينظر للبحر شديد الظلام وصوت بكائها يختلط مع صوت الأمواج بلحن خاص شجي. . شيء جديد خاص بها هي وحدها سيضاف لما يحبه بها ..
' دارين وهدان ' ..
رفعت رأسها بأجمل صورة يراقبها من علو شعرها الذي تترنح خصلاته مختلطة بدموعها ..
" هل كنت تعلم نديم وهدان ؟؟؟؟؟ "
" أجل دارين الجميع يعلم .. "
صرخت وهي تضرب قدمه بحركات طفولية ..
" هل أنا المغفلة الوحيدة .. هاااااااا ؟؟؟؟ "
تركها تفرغ ما بداخلها ثم هتف بصوت مرتفع :
" أجل أنتي أكبر مغفلة رأيتها بحياتي دارين .. "
فتحت فمها تبكي بصوت مزعج للجميع لكن له هو فلا .. كل ما بها طفولي حتى بكائها يحبه ..
انخفض يجلس بجانبها على الرمال والأمواج تتلاطم أمامهما بمسافة صغيرة كصغر المسافة التي بينهما الآن ..
تبكي وهو يستمع للشكوى الصامتة من صوت بكائها .. وحذفت هي تلك المسافة ترمي نفسها تتعلق بعنقه بقوة والآن صار كل ذلك الصوت بعنقه أنفاسها الساخنة الممتزجة برائحة الشوكولاتة وشعرها الذي دخل إلى فمه واهتزاز جسدها بالبكاء ..
شهقت كالأطفال حينما رفع رأسها عن عنقه .. تطلع لوجهها بقلب يدق بسرعة اتعبته تولهاً بها .. قام بإبعاد خصلات شعرها الملتصقة بوجهها من دموعها بأصابعه ببطء .. سألها بصوت رقيق ..
" هل تألمت كثيراً ؟؟؟؟؟ "
شهقت مثل الأطفال تشكوه ...
" كثيراً .. كثيراً .. "
ابتسم يمسح دموعها بخفوت بينما هي عينيها متعلقة بعينيه تشعر بشعور غريب مؤلم لكنه لذيذ جداً كتلك الشوكولاتة .. ربت على خدها بكفه ..
" لنذهب للمنزل الجو بارد .. "
لا هي لا تريد أن تتحرك تريد أن تقضي باقي حياتها هكذا ..
أسندت رأسها على صدره مرة ثانية واحاطت بيديها جذعه تضم نفسها بقوة ..
نادى باسمها بصوت مبحوح :
" داري .... "
عادت تبكي ثانية تهتف بصوت مرتفع باكي ..
" لن أعود للمنزل ولن اتحرك خطوة واحده من مكاني .. هل تفهم ؟؟؟؟؟ "
صرخت بجملتها الأخيرة ... فأغمض عينيه بقوة ويده تسرح شعرها ..
" أفهم .. "
...
أشعة الشمس بدأت تزعج المدللة النائمة على صدره والمتلحفة بسترته ..
ابتسم بتعب يراقبها دون أن يتحرك منذ خمس ساعات تقريباً بنفس تلك الوضعية ..
وكأنها غارقة في نومة هنيئة ممتعة رغم تلك الرمال الصغيرة أسفلهما وصوت أمواج البحر وصوت السيارات الذي يأتي من بعيد وذلك المقهى الصغير الذي يفرد مقاعده ثانية صباحاً ..
مسحت وجهها بقميصه أولاً ثم فتحت عينيها ببطء تنظر لوجهه فارتسمت ابتسامة صغيرة جداً غير مدركة على ثغرها .. هتف بصوت مبحوح ..
" صباح الخير .. "
اتسعت عينيها عندما سمعت صوته ..
منظرها بشعرها العفوي الذي لو رأته الآن ستصرخ كان له مهلكاً ..
" يا إلهي هل نمت كل هذا الوقت ..؟؟؟؟ "
ابتعدت عنه بحركة متوترة .. فحرك ذراعه وكتفه .. سألته بخفوت :
" هل يؤلمك ؟؟؟ .."
نظر لعينيها مطولاً ثم هتف بصوت مبحوح ..
" كثيراً .. كثيراً دارين وهدان .. "
كشرت جبينها باستغراب من نظرات عينيه وكأنه يقصد ألم آخر وكادت ان ترد عليه حينما نهض بحركة واحده ..
" هيا لنذهب لابد أن الجميع قلق عليك .."
أغمضت عينيها ثم نهضت تنفض ملابسها تذهب خلفه ..
وفي السيارة كتفت ذراعيه تخبره بعناد ..
" اريد الذهاب عند ليلا .. "
هتف بصوت مرتفع ..
" دارين ....! "
خلعت سترته بحركة عنيفة ترميه عليه ..
" لم أنسى أنك كنت تعلم أيضاً هاا .. اوصلني عند ليلا او انزل واركب اي سيارة نقل .. "
نظر إليها بغيظ ثم أدار السيارة يقودها بسرعة غاضباً نحو منزل شاهر ..
.........................................................
دخل إلى مكتب شاهر دون استئذان وربما للمرة الأولى جلس دون أن ينطق بكلمة ...
" هاه وقد حضر السيد نديم وهدان ... أين اختفيت يا رجل منذ عثرت على دارين البارحة ؟؟؟ "
" لقد ذهبت دارين عند ليلا وكاميليا .. لم توافق العودة لمنزلها ... "
أعاد شاهر رأسه للخلف ..
" يا لدلال تلك البنت ..! ما الذي لا تتقبله بزواج أمها .. كلنا نعلم أن عمك اغصبها على الزواج منه قديماً هذا حقها على الأقل بعد ذلك العمر الذي ضيعته في زواج فاشل .. "
انفعل نديم هاتفاً بغضب ..
" افهمها هذا .. رأسها صلب كالحجارة لا تستمع لأحد .. "
" حسناً لمَ أنت منزعج كل ذلك القدر ؟؟؟؟ "
اجابه بانفعال ..:
" لا شيء .. لا شيء .. "
" أين مختفي الوغد الآخر لا يرد منذ البارحة على هاتفه .."
..
اجابه نديم بصوت منخفض ..
" غداً يوافق عيد ميلاد روح ويوم وفاتها .. "
أغمض شاهر عينيه للحظات فقط ثم ضرب المكتب ..
" يا الله منك يا داغر وهدان .. ماذا يفعل بنفسه بحق الله .. "
.........................
" ليلا .. استيقظي .. "
فتحت ليلا عينيها الصافيتين تنظر بتشوش لتلك الواقفة على رأسها ..
" دارين !!!!! .."
" يا إلهي .. متى عدتِ يا فتاة ؟؟؟ .."
رمت دارين نفسها على السرير .. ..
" ماذا حدث دارين ؟؟؟ ما تلك الحالة التي أنتي عليها .!!! "
هتفت دارين بغضب ..
" أنا سأمكث معكِ هنا لن أعود للمنزل طالما أمي به .. هل ستتقبلني كاميليا أم أعود من حيث جئت ؟؟؟ .. "
اقتربت منها ليلا تعدل خصلات الأخرى الهوجاء ..
" بالطبع داري هذا بيتك عزيزتي .. ادخلي انعشي نفسك بحمام ساخن سأحضر لك ملابس جديدة .. من حسن حظك أنني أصبحت متفرغة بلا عمل للآن .. "
احتضنتها دارين بقوة ..
" لا بأس عليكِ ليلا .. علمت بما حدث لك بتلك المشفى .. "
ابتسمت لها ليلا وهي تنهض بحيوية ..
" حسناً لنبدأ يومنا بالتأكيد سيد شاهر غادر منذ الصباح الباكر .. "
.............
وقفت كعادتها كل صباح أمام المصعد تنتظر وصوله .. نظرت في الساعة لتجدها الثامنة إلا خمس دقائق ..
دقيق في مواعيده بشكل لا يحتمل ..
وها هو الأسطورة السوداء وصل بالسلامة مع سائقه الخاص ..
تراجعت عدة خطوات تستند على الحائط تراقبه باستمتاع خطواته البطيئة وتلك العصا ذات هيبة ..
اقتربت منه ما إن ضغط على زر المصعد وغادر مرافقه ..
" صباح الخير سيد ' يحيى ' .. "
وها قد ابتدأ يومها بتكشيرة جبينه ثم إمالة رأسه بملل منها دون أن يرد عليها كعادته ..
التزمت الصمت حتى أتى المصعد ودخلا سوياً ..
" هل تنتظريني أم ماذا ؟؟؟؟ "
كانت كعادتها هي الأخرى تحدق به دون خجل .. ماذا لو كان يرى لكان فضح أمرها بالطبع ..
" أنا .. لا ابداً لماذا سأفعل ؟؟؟ "
رفع رأسه يجيبها بصوت غليظ ..
" لأنني سئمت ركوب المصعد معكِ كل صباح .. وكأنك تنتظريني .. "
رفعت حاجبها مجيبة إياه ..
" أنا لا انتظر أحد ألا تؤمن بالصدف ؟ .. "
أجابها :
" هل كل تلك صدف أن نحضر سوياً الساعة الثامنة صباحاً كل يوم .. "
" أجل صدف .. أنا أؤمن بها .. "
كاذبة هي تنتظره كل صباح منذ السابعة والنصف ..
أدار وجهه باستياء بينما هي عدلت خصلات شعرها القصيرة في المرآه ...
..............................
دخل يحيى إلى مكتب شاهر أولاً والأخرى كانت واقفة تنظر في أثره وما إن اغلق الباب بقوة بوجهها وكأنه يعرف أنها تراقبه هزت رأسها بيأس ثم ذهبت إلى مكتبه تنتظره ..
" صباح الخير .. "
" أهلا يحيى أجلس .. "
تقدم يحيى بعصاه حتى وصل للمقعد وجلس عليه ..
" لقد تمت الصفقة لصالحنا .. "
نهض شاهر متجهاً للمقعد الذي يقابله وأخيراً خبر مفرح ..
" كيف عرفت ؟؟؟ "
" لقد اتصل بي أحد رجالنا صباحاً اخبرني أن الأمر قد تم بسرية تامة كما طلبت .. المجمع البنائي لك شاهر وهدان .. لكن ' صابر المنصوري ' لن يصمت على تلك الحركة ابداً.. "
رجع شاهر للخلف واضعاً قدم فوق الأخرى ..
" بالطبع لن يصمت لقد أفسدت عليه صفقة بالملايين .. "
صمت يحيى قليلاً ثم هتف ..
" تعلم أن تلك الصفقة أتت عليك بخسارة أنت الآخر .."
نظر شاهر نظرات سوداء ..
" أعلم وما أربحها خسارة تلك التي تدمر مخططات ' صابر المنصوري ' .. إنه كان يريد ذلك المجمع لبناء نادي آخر لأعماله الغير مشروعة .. لقد أفسدت عليه صفقة ضخمة .. "
أومأ يحيى وقد فهم ما يدور برأس شاهر ثم نهض مغادراً ..
" سأنهض لأتابع أعمالي وأنت خذ حذرك جيداً .."

في المساء
كانت كل من ليلا وكاميليا ودارين يجلسان في الحديقة ..
" دارين ردي على أمك يا فتاة .. المرأة منهارة منذ الأمس ولم تكف عن الاتصال .."
هتفت دارين وهي تتناول كوب الشاي ..
" لن افعل .. لن افعل .."
اعتدلت كاميليا على مقعدها هاتفة ..
" دارين أنا أرى أمك على حق .. من حقها أن تعيش حياتها التي سلبها منها والدك .. "
" لم يسلبها حياتها كاميليا .. كان يحبها .."
" وهي لم تكن تحبه .. "
" ليس ذنبه .."
" وليس ذنبها .. لقد اغلقت صفحة الماضي نحن في تلك اللحظة .. "
نهضت تعطيهم ظهرها تلف يديها حول كتفيها ..
" لماذا هذا الرجل بالأخص .. لماذا ؟؟؟؟ .. لا استطيع تقبل غريم أبي بلحظة واحدة .. "
نهضت ليلا تربت على كتفها ..
" تلك حياتها دارين وهذا حبها .. "
بكت دارين وهي تنظر إلى ليلا ..
" وأنا ليلا .. وأنا ماذا أمثل لها ؟؟؟ .. كانت تتزوج وتمرح بينما أنا هنا وحدي استجدي حنانها .. "
هزت ليلا رأسها .. لا فائدة دارين رأسها متصلب بفكرة واحدة لا ترضخ لأي رأي آخر .. ربما هي على حق .. !
لكن ليلا مقتنعة بفكرة واحدة أن السيدة هيام اجتمعت بعشقها الوحيد بعد هذا العمر ..
" الليلة عيد ميلاد روح .. "
هتفت بها ليلا وهي تجلس بيأس ..
" وليلة انتحارها .."
نظرت ليلا لكاميليا التي هتفت تلك الجملة باندفاع أثار استغرابها ..
لكن الأخرى تداركت الأمر :
" اقصد أنها نفس ليلة موتها .."
شهقت دارين تقول بحزن :
" يا الله لابد انها ليلة صعبة جداً على داغر .. "
أخبرتها ليلا بصوت منخفض ..
" وشاهر لا تغرك صلابته .. إنه لم يتجاوز حاجز موت روح للآن .. سأنهض أطمئن عليه "

***************************************

فتح داغر الباب الذي قطعت دقاته خلوته .. نظر الى كل من شاهر ونديم بابتسامة مستهزئة ..
" أي ريح طيبة ألقت بأبناء وهدان لجحري ..
دفعه شاهر بفظاظة ثم دخل هاتفاً بصوت مرتفع ..
" ارتدي قميصك أيها الفهد وانزل لتحضر يحيى سيأتي بعد دقائق .. "
عبث بشعره هاتفاً
" والأسطورة أيضاً ما الذي سيحدث بهذا اليوم يا ترى ؟؟؟؟ ... "
.............................
بعد ساعة كانوا جالسين بالشرفة الخلفية الضخمة من منزل داغر ...
تناول داغر الذي كان جالساً أرضاً قطعة أخرى من البيتزا هاتفاً بفم ممتلئ بالطعام ..
" وحدوا الله يا شباب .. "
هتف جميعهم ..
" لا إله إلا الله .. "
أكمل داغر وهو يحشر المزيد من البيتزا بفمه دون أن يبتلع ..
" وكأننا في عزاء يا رجال وليس سهرة شبابية .."
" ابتلع ما بفمك أولاً لنفهمك ... "
هتف بها يحيى المنزعج من صوت الطعام في فم الآخر يذكره بتلك الأخرى التي كانت تسهيه وتسرق لقيمات الطعام فيكتشفها ويصرخ بها معنف اياها فتصمت تصمت ثم تصرخ ..
' سينزل وزني إذا لم اتناول الطعام واتحول إلى مومياء أنا أحرق الكثير بأعصابي معك .."
تسأله بعدها دون خجل :
" ألا تجوع أنت ؟؟ .."
مزعجة .. حشرية .. تأخذ كل شيء ببساطة.. جريئة ومتهورة كثيراً ..
تناول داغر كوب المشروب الغازي هاتفاً بلامبالاة ظاهرة ..
" هاه يا أسطورتنا سمعت أن جوانة استطاعت كسر حاجز الاسبوعين معك هل صحيح ؟؟ هل احتملت ' يحيى نصار ' لأسبوعين كاملين دون أن تفر هاربة كالباقي ... إنها جوانة المخادعة فتاة من حديد "
ضحك شاهر مشيحاً وجهه .. بينما هتف يحيى من بين أسنانه ..
" على ما أعتقد أن ما تشربه مشروب بارد وليس خمراً فلا تعيش الدور يا ابن وهدان .. "
ضحك داغر واستدار لشاهر ..
" حسناً وما الذي يضحك ملك عائلة وهدان الشريد خلف وردته في المحاكم "
استدار بشراسة ملامحه وعينيه الحازمة :
" داغر اقسم ان الكمك في وجهك لا تكثر المزاح معي .."
ابتسم داغر باستمتاع وهو ينهض .. تمدد علي المقعد المقابل لحمام السباحة الداخلي الصغير في تلك الساحة من شقته ..
تلك المرة استدار لنديم الذي يجلس سارحاً في ملكوت آخر ..
" اذا ما رأي العاشق الولهان ؟!! "
لكمه نديم علي كتفه بقوة
" بت لا تطاق داغر .. "
تأوه داغر وهو يحاول ان يجعل نبرته جدية بعض الشيء ..
" عرس دارين تأجل هل صحيح يا لطيف عائلة وهدان ... "
نظر إليه نديم بألم أخفاه وهو ينهض ..
" سأذهب للحمام .. "
هتف شاهر بداغر وهو يمسكه من شعره ..
" لا تكن فظ لتلك الدرجة حسناً .. أنت فاشل في التمثيل داغر .. "
نهض داغر واقفاً يعطيهم ظهره :
" إنه غارق في حب يعمي عينيه لا يتقدم خطوة .."
نهض شاهر مستقيماً بتحدي ..
" خير من الغارق في حب .. ' ميت ' .."
الجملة كانت مؤلمة جداً قاسية لكلاهما ..
استدار داغر بعنف يمسكه من ياقة قميصه هاتفاً بصوت مرتفع
" شاهر وهدان أيها الوغد الحقير "
نهض يحيى يقترب من مصدر الصوت ..
" توقفا أنتما الإثنين .. "
" لماذا يا يحيى أليست تلك الحقيقة الغارق بها منذ عام أو أكثر .. "
هتف داغر بشراسة وحقد ..
" قرب وقت الحساب يا شاهر وهدان يدك ليست نظيفة تماماً .. "
ابتسم شاهر بقسوة تماثل قسوة الآخر ..
" لو تكرر الأمر سأعيد ما حدث مرة أخرى .. هل تفهم ؟؟؟؟ .. "
أبعده شاهر بحركة عنيفة فرحل تاركاً المكان بغضب وعنف اصطدم بنديم بطريقه ..
" ماذا حدث ..؟؟؟ .. "
تكلم شاهر بعنف :
" هذا ما يحدث كل مرة عندما أوجهه بالأمر .."
هتف يحيى من بين أسنانه ..
" كنت قاسياً جداً يا شاهر وأنت تعلم حساسية الأمر عنده .. "
جلس شاهر ضارباً بقدمه المقعد الخشبي بعصبية
ثم نزل إلى الأسفل واقفاً امام سيارته الغضب يعصف به ..
عندما رن هاتفه والضحية بالطبع كانت تعيسة الحظ ليلا لتكتمل تلك الليلة الكبيسة بصراخه بها
" ماذا تريدين أنتِ الأخرى ؟؟؟؟؟؟ .. لا أريد سماع صوتك ابداً وإياك ثم إياكِ أن ألمحك خارج حدود المنزل .. تلقين بنفسك بالمصائب ببشاعة مثلك .. "
أغلق الهاتف بوجهها مغادراً بعنف ..
بالأسفل اقترب داغر من خلفه متحفز ..
" الحقني على الساحل .. "
هتف شاهر بغضب وقسوة ..
" على الرحب والسعة يا حقير .. "
بالأعلى هتف نديم ..:
"المجيء إلى هنا كانت أسوء فكرة على الإطلاق لقد انفجر الجميع بما داخلهم .."
...
أما داغر فكان في سيارته ودوائر متتالية دوائر تعبث بعقله.. ودوامات الذكريات تبتلعه .. وكأنها لعبة الموت في ميدان السباق .. يعادي الزمن ويسابق الموت والسيارة تهرول به في طريق ليس له نهاية ..
" روح فؤاد وهدان " والاسم يكفي كم عام أحبها لينساها .. !
بل منذ ولدت روح الفتاة المزعجة للجميع سواه ..
أحبها بعنادها بجنونها وبحزنها ..
أين كان عندما وصلت لتلك الحالة !!!
أين كان عندما بدأت تتناول ذلك السم لتنتهي حياتها به .!
هل كان في مغامرات السباق وأهملها ؟!!
أغمض عينيه يستند على عجلة القيادة وأذنه تستمع لصوت صراخها به ليعطيها مال لتشتري به ذلك السم ويديه المكبلة عنها ..
ضرب شاهر لها وصرخات ليلا به ثم جمود روح ..
رؤيته لها في ذلك الوكر الملعون كل ليلة يذهب خلفها ويأتي بها من هناك ..
تحولها لجثة بلا حياة ..
ثم رحيله بعيداً عنها بعدما ضعف من توسلاتها واعطاها المال الذي يمنعه عنها شاهر فاشترت ذلك السم وبالطبع شاهر قد علم ..
والأمر جاء برحيله بعيداً عنها حتى تتعافى روح ولا يضعف مرة أخرى ..
لم تتعافى كما أخبره شاهر ..!
انتحرت !!!
هذا ما اخبروه به ليأتي مجنوناً مذهولاً ثم منهاراً بموتها ..
' روح فؤاد وهدان ' حتى لو كانت في أقصى حالات ضعفها محال أن تفعل ذلك بحق الله إنها ابنة وهدان ..
( أحب الحياة داغر .. أحبها لأنك فيها )
وها هي أنهتها برحيله .. !
" اه يا روح .. "

(بلغوها إذا أتيتم حماها - أنني مت في الغرام فداها
واذكروني لها بكل جميل - فعساها تحن علي عساها
واصحبوها لتربتي فعظامي - تشتهي أن تدوسها قدماها
إن روحي من الضريح تناجيها - وعيني تسير إثر خطاها
لم يشقني سوى املي - أنني يوماً أراها )

...........
ما إن نزل شاهر من السيارة اقترب منه داغر عينيه يطلقان شرارات غاضبة وما ان وصل الى حيث يقف شاهر عاجله بلكمة ردت شاهر للخلف عدة خطوات ..
التفت له شاهر بغضب جم ..
شياطينه لم تهدأ بعد وهذا يأتي ليفك قيودها ثانية هتف من بين اسنانه ..
" اذا بدأت لن اتركك إلا قطعة باليه لا تطلق شياطيني عليك .. "
زعق به داغر وهو لا يكاد يرى امامه ..
" لن ابتعد من هنا .. ماذا تعتقد نفسك هه .. "
تنفس شاهر بعنف ودفعه بقوة للخلف هاتفاً بغضب ..

" هل لازلت تحبس نفسك بماضي روح ؟؟ .. أيها اللعين هروبك الدائم مسابقاتك القاتلة المخيفة كل ذلك هروب من روح .."
باغته داغر بلكمة أخرى وقد فلت عقاله ..
" انا اهرب وانت ماذا تفعل بليلا لماذا تحاصرها بشياطينك هي الأخرى ؟؟؟؟ "
اقترب شاهر بغضب مجنون وهو يصرخ ..
" لماذا تنطق باسم ليلا الآن هذا ليس من شأنك هل تفهم ؟؟؟ "
صرخ داغر به ..
" لقد سمعتك وأنت تحدثها بالهاتف اطلق سراحها لماذا تكبلها بقبضتك .. "
دفعه شاهر بعنف للخلف حتى سقط داغر أرضاً ..
" لن اطلق سراحها إلا على جثتي هل تفهم ؟؟؟ "
نطق داغر بصوت ميت …
" أو بموتها هل ستقول هذا !!! .. نفس جملتك مع روح لن اسمح ان تكرر ما فعلته مع روح .. "
جنون تلبسه وهو يلكمه بعنف اطاح بالآخر ارضاً يصرخ بجحيم وغضب فلت من عقاله ..
" تجرأ على نطقها ثانية .."
وكأنه بذلك أحيا ذكرى جحيم الآخر فنهض بعنف يمسح الدماء عن شفتيه وأنفه ..
صراع أبناء وهدان .. ما بالك اذا كان احدهما ملك والآخر فهد ..
كلاهما يقفان متواجهان كل منهما يتنفس بعنف همجي .. نظرات قاتلة شرسة .. وكأن كل منهما يصارع دواخله يكشف جحيم اخفاه ببراعة والآن حان وقت فتح الدفاتر ..
.
" تكرر ما فعلته بروح .. تحكم بيدك حول عنقها .. من الآن لن اسمح ان يكون مصير ليلا نفس مصير روح .. "
اقترب منه شاهر يزأر بغضب أعمي يضربه بجنون والآخر يتلقى ضرباته بترحاب جم وكأنه بانتظارها ليفيق ..
" تجرأ واقترب منها فقط .. اسم ليلا لن يُنطق على لسانك ابداً .. "
تنفس بجنون هاتفاً :
" ومن الآن لا إسم ' روح وهدان ' أيضاً "
سقط داغر مرة ثانية أرضاً وقد خارت قواه يتنفس بعنف والدماء تسيل من أنفه ووجهه لكنه ضحك ببشاعة ..

( لا تغضب كثيراً كلانا مشترك بجريمة موت روح .. )

امسكه شاهر من قميصه يرفعه صارخاً
" هل أنت مخمور ؟؟؟ .."
فيجيبه الآخر وهو يلكمه بقدمه بمعدته ..
" بل كنت مخمور والآن فقت .."
تراجع شاهر للخلف من أثر الضربة القوية وكاد ان يسقط ارضاً لكنه توازن والآخر يهتف بشراسة ..
" ارني آخرك يا ابن وهدان .. "
" أيها الوغد سأقتلك .. "
اقترب منه يمسك بخناقه وقد بدا الصراع لا ينتهي وكأن كل منهما اقسم أن يشوه الآخر ضربات مجنونة.. ركلات قوية عنيفة .. شتائم همجية ..
لم ينتهى الا بسقوط كلاهما أرضاً وقد فقد كل منهما قواه ..
يتنفسان بعنف متألم
كان شاهر أول من تحدث وهو يلهث ..
" لماذا لم تتخلص من قيد روح داغر وهدان ؟؟؟ "

همس داغر يتأوه ..
" لن استطيع .. لن أستطيع التخلص من قيود روح ابداً أنا أعشقها ولازال ذلك الحب ينبض بقلبي .. روح محال أن ترمى نفسها للتهلكة انها ابنة وهدان مهما حدث فإن دمائها التي تجري بعروقها دماء وهدان قوية ومجاهدة .. حينما اعلم ما الذي جعلها تلتجأ للإدمان من عرفها الطريق .. ؟؟؟؟ ..

ماضي روح سيكسن بقلبه قبل عقله ستبقى ذكرى مقيمة بقلبه ..
جلس شاهر بصعوبة ووجهه يتغضن بملامح متألمة نطق …
" لست من دفعها لذلك السم .. لقد كنت اتصرف كأي أخ كبير يخاف على أخته وللأسف تلك الأخت كانت روح تتذكر كيف كانت تخفي ثورات كارثية من خلفي .. وأنا كنت .. كنت اخاف عليها .. كنت احبها .. "
لمعت عينيه بالدموع وهو يكمل بصوت محشرج ..
" لم تتسني لي الفرصة ابداً ان اعترف لها كم كنت احب تلك الصغيرة الشقية .. اردت ان اعترف لها انني لست ذلك القاسي ذو الأحكام المتجبرة اردت اخبارها انني احبها .. لم تتسنى لي الفرصة بأن اسلمها عروس لك داغر .. "

والآخر اخيراً يطلق سراح تلك الذكريات السوداء تلك الذكريات التي تسلب منه حاضره .. اخيراً اعترف بعد صراع طويل مع شياطين ماضيه ..
اخيراً شاهر. !
لكنه بكل اعتراف وبكل ذكرى يحيي نيران الآخر ..
التفت لداغر ولأول مرة يرى صراع الآخر وخوف عميق يسكن بمقلتيه يهمس بتشتت ..
" ليلا تحذو نفس مسار روح .. إنها تهرب من خلف ظهري وتمارس جنونها وانا لا استطيع حتى الاقتراب منها تلك الفتاة التي تدعى جوانة إنها صديقتها هي أساس المصائب تجر قدم ليلا خلفها .. تلك المرة ستكون القاضية .. اقسم إلا ليلا .."
تعاطف معه داغر ..
" الأمر بيدك كله يا شاهر يمكنك الاقتراب منها احتوائها يمكنك ان تصلح كل شيء ولا تسمح بتكرار تجربة روح .. والأمر كله سيكون بإجابة سؤال واحد .."

" أخبرني يا شاهر .. أخبرني عن ذلك القيد الملتف حول قلبك .. أخبرني عن ما يكبلك عن ليلا .."
وبقسوة رد عليه شاهر وهو يخرج منديلاً يمسح الدماء النازفة من أنفه يستعيد رابطة جأشه ..
" لا شأن لك داغر فلتذهب للجحيم واتركني بمفردي الآن .."
اقترب منه داغر ودماء وهدان تغلي في عروقه يزعق به بغضب ..
" اللعنة على رأسك اليابس هذا لن ادعك الآن فتعود وتلف نفسك بغموضك المخيف .. اريد ان اعلم الآن عما يكبلك عن ليلا .. تخبرها انك لا تحبها رغم يقيني بما يدور بداخلك وترفض ان تطلق سراحها لا تدعها تقرب منك ولا تبعدها عن عيناك تقسو عليها لأنها وقعت في غرامك وتذل قلبها البريء بقسوتك المتجبرة .. اريد الحلقة المفقودة يا ابن وهدان خائف أن تخسرها كروح .. "
اخذ شاهر نفساً عميقاً يشعر بأن قواه استنزفت ..
جن وفقد عقله ما إن رآه يلقي عليها نظرات معجبة ..
سيقتل أي أحد يقربها ..!!!
" دوماً يا داغر تكشف دواخلي .. "
" لذلك كنت تبعدني عنك كما تفعل معها .. "
" الأمر اكبر مما تعتقد يا داغر وهدان .."
" وانا اريد ان اعرف .. افرغ بما في جوفك واسترح قليلاً يا شاهر .. انت تمضي تحارب بكل ذره بجسدك وكل نفس يخرج .. ولا اعرف ما تحارب .. "
" احارب شياطيني التي تطلقها ليلا كل مرة … "
" ليلا تطلق شياطين شاهر وهدان !!!!!! … "
" اااااه يا داغر .. لن تسعك قدرتك يا داغر على التخيل بما صنعته ليلا بي وبما تصنعه بشاهر وهدان .. هي حتى لا تدرك .. "
اقترب منه داغر وهو يشعر بالقلق بما يراه على ملامح شاهر ..
شاهر وهدان يتألم !!!!!
" كنت معجب بها وهي صغيرة .. بل كنت تغدقها بنظرات تنبض حباً .. ما الذي حدث بالضبط معك منذ وفاة والديها وضمها لعصمتك .."
اغمض شاهر عينيه بقوة يتأوه وتلك الذكرى التي خلقت شياطين خاصة فقط بليلا يهتف من أعماق قلبه بصوت يمزجه بالعذاب
" لقد خنت العهد والأمانة … تلك الشياطين اللعينة انتصرت علي .. كنت شيطانها المتربص الذي هوى بها في جحيم من صنع يداي .. كيف تعشقني وانا شيطانها ومنتهكها .. !!!!! …"
هاله ما يعتر شاهر وهو يفرغ ما يقيده .. انه يتعذب .. شاهر يتعذب بها ..
وكأنه انفصل عن كل شيء ويعيش جحيمه الخاص مع شياطينه يكمل بصوت قاسي يمزجه بقهر خالص من قلبه ..
" لقد انتهكت براءتها … "
اتسعت عين داغر بصدمة لكنه لم ينطق بحرف بينما تسارعت أنفاس الآخر وكأنه في حرب مع شياطينه ..
" تلك الليلة كانت مريضة .. صغيرة وحيدة مات والديها بنفس العام دون سند بالكاد تجاوزت الثامنة عشر .. كانت من المحتمل اصابتها بنفس مرض والديها .. وكنت ضائع .. !!
قلبي كان يتألم لأجلها وانا لم اعتاد ان اتألم لأجل اي كان …!!!
صعدت للأعلى بعد ان اعطاها الطبيب منوم .. كانت غارقة في نومها البريء ..
والشيطان كم يغريه الملاك ..!!!
كنت الشيطان الذي دنس براءتها .. الشيطان الذي انتهكها .. انتهكت كل ذرة بجسدها العذري .. لم افق الا وانا مجردها من ثيابها وهي كانت فاقدة الوعي لا تشعر بشيء لكنها كانت تستغيث بنومتها … تستغيث من شياطيني ..!!
هل ترى أي شيطان حقير أكون ؟؟؟؟؟ …
تلك شياطيني لم تسلم ليلا من شرها اهلكتها بجحيمي واهلكت معها ..
في اليوم الذي يليه لم أرى انعكاس صورتي رأيت شيطان هذا الذي لف قلبي بقيود ..
لم تنتهي هي عند هذا بل جلدتني بسلاسل اشد قسوة وانا ارى الفرح بعينيها عندما طلبتها لعصمتي متحدياً السلاطين .. بل تجلدني كل ليلة بسوط ناري يعذبني وانا ارى عشق لا استحقه بعينيها ..
لا تعلم أنها لا تصلح لأحد آخر سواي كما لا أكون أنا لسواها ..
ولا تصلح أن تعيش خارج جحر وهدان ..
ذنبها الوحيد في تلك القصة أنها كان يجب ان لا تحبني ..
كيف تقع الضحية في حب جلادها ؟؟؟
انا لا استحقها أبدا ..
أبداً ليلا لن تكون لي لن تكون عدالة السماء .! .."
واصدر الجملة الأخيرة بصراخ ..
انتهي وهو يتنفس بصراع وكأنه خرج للتو من معركة حامية تركته مستنفذ القوة يصب عرقاً استدار لداغر الذي فاق من صدمته سريعاً يربط الاحداث وحلقة اخرى لا زالت مفقودة له ..
" إنها زوجتك الآن بحق الله لقد انتهى كل هذا لماذا لم تبدأ صفحة جديدة ؟؟؟؟؟ .. "
" لا أستطيع أن امرر الأمر لا استطيع أن أنسى إثمي العظيم .. أنا لم أقرب ليلا منذ تلك الليلة المشئومة وكلما اقتربت منها هاتف يصرخ بداخلي الشيطان لا يقرب ملاك .. "
توقف قليلاً ينظر للسماء بأنفاس مخنوقة وما إن تماسك حتى استدار بهمجية يمسك داغر من قميصه بشر يلوح في عينيه ..
" وإياك يا داغر ان تنطق بكلمة واحدة في هذا الأمر .. لقد رأيت شياطين شاهر وهدان .. ما لا تعرفه أن تلك الشياطين قادرة على ان تقتل اي كان لأجلها .. "
" هي لا تعلم ولن تعلم .. "
بينما داغر لم يهمه اي شيء وهو يهتف بأنفاس قوية ..
" كل ما اخبرتني به يوصلني لحقيقة واحدة … أنت عاشق لو لم تكن تعشقها لم يكن يهمك الأمر كانت مجرد ذلة وانتهت لكنك تحمل نفسك فوق طاقتها إثم العظيم هذا لأنها ليلا .. "
اطلق شاهر سراح قميصه وهو يدفعه بعنف ارجع الآخر للخلف وكاد ان يسقطه لكنه أكمل بقوة ..
" حلقة اخرى لا زالت مفقودة يا شاهر … ابحث عن تلك الحلقة لتكسر قيودك وتصفح عن نفسك وتحرر قلبك العاشق لها .. "
بينما شاهر غادر بشياطينه الشر يحوطه من كل اتجاه مغرق بذنبه مقيد بعذاب من نوع آخر
( هل تبتعد لو علمت أي حقير كنت معها ؟؟ ..)

هتف داغر يراقب سيارة شاهر التي انطلقت كالصاعقة ..
ذلك الغبي !!!
بينما السؤال الذي يلح في رأسه هو ..
ما الذي دفع شاهر تلك الليلة ليفك قيود شياطينه والضحية كانت ليلا ..!!
ربما كان يريد ان يواسيها وفلت الأمر منه !!…
أو ان عشقه لها كان اقوى فعبر عنه بالطريقة الخاطئة ..
ربما لأن شاهر وهدان أول مرة ينبض قلبه بالعشق فكان الأمر غريباً عليه فسار مغيباً خلف عواطفه !!!! ..
أو ان هناك خيط غامض خلف تلك الأحداث ؟؟؟!!
متأكد أن هناك دافع لما فعله ..
شاهر لا يرتكب تلك الخطيئة .. ؟؟؟
ليتك تبحث عن الحلقة المفقودة قبل فوات الأوان ليلا لن تحتمل الكثير وقريباً جداً سينفذ صبرها ..

( تلقين بنفسك بالمصائب ثم تبكين ببشاعة مثلك .)
جلست بصدمة على المقعد الذي يحتل شرفتها ..
الجملة تترد كالسكين هل هي بشعة لعينيه ؟! .. أغمضت عينيها بقوة تتكتم دموعها الحبيسة لقد أرادت أن تواسيه أن تخبره أنها بجانبه وستبقى للآبد وبماذا أجابها ..
' لماذا كلما هدمت هذا الحاجز الذي بيننا تعيد بنائه شاهر ماذا تفعل بحق الله ؟! ''
نامت على سريرها تلف حول نفسها تخفي أوجاعها وفي وقت متأخر جداً من الليل كان هناك من يقف أمام باب غرفتها يستند بجبهته ووجهه المكدوم ..
( لم أقصد .. أنا البشع .. ..! )

……………………………………
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 1:03 am

الفصل الحادي عشر


كانت تجلس بالهواء الطلق تتناول قهوتها الصباحية ..
" دارين .. "
انتفضت على صوت والدتها واقفة ..
" ما الذي آتى بكِ إلى هنا ؟؟؟؟ "
اقتربت والدتها منها بلهفة ..
" دارين أرجوكِ سامحيني اعلم أنك غاضبة مني لكن .."
نظرت إليها متوسلة ..
" أنا أحب هذا الرجل .."
صرخت دارين بعنف ..
" اصمتي .. سيدة 'هيام ' هل أتيتِ تخبريني بعشق آخر .. هذا الذي أخذ مكان والدي ..!! "
هتفت السيدة هيام بحزن :
" لم يأخذ مكانه داري والدك هو من سرق مكان عادل وهو كان يعلم أنني أحبه ومع ذلك استغل مكانته لدى أبي وتزوجني بالقوة .. "
رفعت دارين رأسها بإباء ..:
" لا يهمني كل هذا .. الشيء الوحيد الذي اعرفه هو أنني لن اقبل ذلك الرجل ابداً بحياتي.. "
أخبرتها والدتها بلهفة :
" لم أطلب منك تتقبليه دارين .. لكن لا تعاقبيني .. ارجوك لنعود لمنزلنا هو لن يخطو منزل والدك ابداً .. "
هتفت دارين بحقد طفولي ..
" لن أسمح له من الأساس ان يخطو منزل والدي .. والدي أنا هل تفهمين ؟؟؟ .."
جلست والدتها بصبر ..
" حسناً دارين ستعودين معي لا يصح مكوثك هنا .. "
رفعت دارين ذقنها بغرور ..
" سأعود لمنزلي .. لأنه منزلي أنا ولا أريدك ان تضغطين علي في هذا الموضوع .. "
" لن يضغط عليك أحد لكن على الأقل أجيبِ على سامر إنه سيجن منذ يومين وأنتي ترفضين مقابلته .. "
صمتت تنظر للجهة الأخرى وهي تنظر لهاتفها .. صحيح سامر لم يكف عن الاتصال بها ..
لكنها .!
كانت تنتظر اتصال آخر تركها أمام منزل شاهر غاضباً في الصباح الباكر دون أن يلتفت إليها ولم يهاتفها منذ ذلك الصباح ..

هل هي مجنونة ؟؟؟؟

.............
في مكتب شاهر ..
رفع سماعة الهاتف يحدث أيوب:

" هل وصلت ؟؟؟ .."
" أجل سيد شاهر صعدت منذ قليل .. "
" حسناً لا تتحرك من مكانك حتى تنقلها للبيت ثانية .. "
أغلق الهاتف ينتظر مجيئها منذ أخبره السائق أنها تريد المجيء للشركة..
وهو متحفز يعلم أنه كان فظ جداً ليلة البارحة وهو يصب جم غضبه عليها في الهاتف دون ذنب ..
نظر بساعة يده لماذا لم تأتي للآن ؟؟؟؟ ..
……….
سحبتها جوانة إلى مكتب جانبي فارغ ..
" لِيلاااااج .. يا إلهي كم اشتقت إليكِ .. "
احتضنتها ليلا بقوة ..
" أنا أيضاً جوانة اشتقت إليكِ كثيراً .. هذا العمل مع شاهر ويحيى أخذكِ مني .. "
" اوه لا لِيلاج لا تعرفين ما اعانيه مع ' يحيى نصار ' هنا .. زوجك انتقم مني شر انتقام .. "
غامت عين ليلا بحزن قليلاً لكنها ابتسمت بمرح ..
" ' يحيى نصار ' و 'جوانة ' لا بد أن الشركة ستنفجر بكما سوياً .. "
هتفت جوانة بتآمر ..
" أفقده أعصابه لا أعلم من أين آتي بذلك البرود معه .. لكن اتركي ' يحيى نصار ' الآن وأخبريني لماذا أشعر إنك لست بخير .. "
استندت ليلا على المكتب خلفها ..
" لا شيء استيقظت صباحاً لأجد دارين رحلت مع والدتها مللت من الجلوس بمفردي وبالطبع لا أستطيع التحرك لأي مكان منذ غير سيد شاهر الحراسة ففكرت آتي كي أراكِ .. "
" لم تبحثي عن مشفى بعد ؟؟!!! "
" أرغب بفترة راحة بعد ما حدث .. واعتقد أن شاهر سيأخذ ما حدث حجة ولن يقبل بعملي سوى بالمشفى الذي يريد هو .."
هتفت جوانة تقول ..
" هل يصدق أحد أن دكتور عز الذي تكلف بك منذ اليوم الأول لك في المشفى يخرج كل هذا من خلفه .. "
" ليس الجميع كما يبدو من الخارج جوانة .. "

..............
………………………..
بعد مرور الوقت هتفت ليلا :

" سأغادر أنا جوانة لدي موعد مع دارين بعد قليل .. سأحدثك في الهاتف .. "
احتضنتها جوانة بقوة وصوت هاتفها برنته المميزة يصلها وبالتأكيد كان السيد يحيى ..
" انتبهي لحالك حبيبتي وابلغي سلامي لدارين .. "
........
في مكتب شاهر رفع سماعة الهاتف بغضب..
" الدكتورة ' ليلا سلطان ' بالشركة ابحثي عنها وأحضريها لهنا ... "
جلس على مقعده بعصبية .. ماذا تعتقد نفسها بفاعله .. لماذا تأخرت هكذا بالمجيء له ؟!!!

مشت تذهب للمصعد أوقفتها مساعدة شاهر تأتي مهرولة :

" دكتورة ليلا .. "
التفت ليلا إليها ..
" أجل .."
" سيد شاهر ينتظرك بمكتبه .. "
نظرت إليها بهدوء عميق ثم هتفت بابتسامة باردة ..
" أخبريه أنني لست متفرغه .. "
اتسعت عين الأخرى وهي تعلم ماذا سيحدث لها لو أخبرته بذلك .. رن هاتف ليلا برقمه نظرت للهاتف بغضب .. بأي عين يرن عليها أغلقت الهاتف بوجهه وهي تضغط على زر المصعد بعصبية ..
غادرت السكرتيرة وهي تستعد للتوبيخ من سيدها .. وما كادت تدخل إلى المصعد عندما توقف حتى وجدت من يسحبها بعنف من ذراعها ..
" أين تذهبين ؟؟؟؟ "
استدارت بعنف لشاهر الذي هجم كالصاعقة غار قلبها تنظر لتلك الكدمات بوجهه لكنها هتفت بتماسك وعينيها على كدماته :
" للمنزل .. "
عقد حاجبيه ولا زال قابضاً على معصمها بقوة ..
" للمنزل !!!! .. إذن لماذا أتيتِ إلى هنا ؟؟؟ "
حاولت أن تفك سراح ذراعها دون فائدة هتفت بانفعال ..
" هل تترك ذراعي لأرحل .. "
" سألتك سؤالاً ولم تجيبي لماذا أتيتِ إلى هنا ؟؟؟ "
نظرت له بعينيها الزرقاء الغاضبة بتحدي دون أن تجيب .. فقد أعصابه يضغط على ذراعها بقسوة وقربها منه بخطورة ..
لم يكد يزعق حتى وصل المصعد ولم يكن الوقت المناسب لظهور من بداخله أبداً ..
وقف داغر ينظر لكلاهما شاهر الفاقد أعصابه وليلا بهدوئها ..
" مرحباً ليلا أو أقول فك الله أسرك .. "
استدار له شاهر بغضب يطيح بالكلمات دفع الآخر بعنف من صدره ..
" وما دخلك أنت ايها الـ **** "
اتسعت عين ليلا للحالة التي بها شاهر وداغر الذي يستفزه ببرود وقد بدا أنه يتعمد ان يفقد الآخر أعصابه ..
" أنت هو *** "
رد عليه داغر بعنف وهو يقترب من شاهر والنية ظاهرة على وجه كلاهما ..
وقفت تصرخ بينهما:
" توقفوا بحق الله احترموا حتى الواقفة أمامكم .. ما تلك الكدمات بوجه كل منكما وما تلك الألفاظ البذيئة التي لا تصدر سوى من أشخاص همجيين وليس مدراء شركة .. "
كان داغر هو أول من تماسك نظر إلى ليلا باعتذار قبل ان يغادر المكان ..
" عفواً ليلا لم أقصد احراجك بتلك الكلمات .. "

استدارت هي الأخرى لتغادر لكنه جذبها بهمجية مرة ثانية ..
" أين تذهبين ..؟؟؟؟ لم أنهي حديثي معك بعد .. "
حينها فقدت أعصابها صارخة ..
" ماذا بك ؟؟؟؟ أخبرني ماذا بك لتطيح بالجميع هكذا لم أعد احتمل أبداً .. أبداً .. "
غادرت بعنف تبعها بنظراته المتألمة وهو يشعر أن انفجاره بات وشيكاً ما اخفاه ببراعة لأعوام على وشك الانفجار لم يعد يحتمل هو الآخر أكثر من ذلك ..
رفع هاتفه لاذنه :
" إنها خارجة أعدها للمنزل مباشرة .. "

………………
" أين كنتي ؟؟؟؟ "
جلست جوانة على المقعد بأريحية ..
" أخبرتك أنني ذاهبة للحمام .. "
وضه أصابعه على ساعته المخصصة ..
" عشرون دقيقة !!!! "
" ليس هكذا هل أبرر لك ايضاً ماذا فعلت بالحمام .. "
بدا غير راضياً وهو يخبرها بجفاف ..
" منذ اليوم ستأخذين استراحة الغداء بمقهى الشركة كباقي الموظفين .."
" لماذا ؟!!! "
كان سؤالاً غبياً خرج من فمها دون تفكير ..
" لماذا ماذا ؟؟؟؟ توقعت أنك ستطيرين فرحاً لحصولك على نصف ساعة استراحة بدلاً من عشر دقائق كالحصار .. "
صمتت غير راضية .. إنها ترغب بهذا الحصار الذي كان يضحكها كثيراً كلما وبخها ألا تصدر صوت أثناء مضغها الطعام كأنها طفلة صغيرة أو عندما يفقد أعصابه كلما تناولت بعض اللقيمات خلسة أثناء عملها.. ثم تضايقه بعصير البرتقال الذي تحضره له معها كل مرة تخبره أنه لها لكن بطنها امتلأت فليشربه هو .. يوبخها أنه لن يشرب شيء منها تزن وتزن وأحياناً تتحايل حتى يرضخ مجبراً يشربه ليسكتها ولم يرى زجاجتها الزرقاء الممتلئة بالعصير تشرب منها بخبث في الخباء
هل سيحرمها من كل هذا ؟؟؟؟؟؟

" والآن اذهبي آنسة جوانة ولا تتأخرين ثلاثون دقيقة بالثانية .. "
لم تجيبه تنظر له بصمت وكأنه مسألة عصيبة ..
عندما لم يتلقى رداً تلمس الطاولة حتى وصل لهاتفه المخصص به يخبرها ببرود ..
" هيا اذهبي اريد القيام ببعض المكالمات المهمة .. هذا كله من وقتك لتعلمي .."
قاطعته بصوت مرتفع ..
" لماذا تريد أن اذهب ؟!!! لن أصدر صوتاً أثناء تناولي الطعام اذا كان هذا ما يضايقك .. "
هل يخبرها أنه بدأ يعتاد عليها وأن هذا خطأ كبير وتهديد لكل موازينه ..
" اذهبي يا آنسة لن أكرر كلامي .. "
" لن أعرض عليك عصير برتقال مرة أخرى .. "
حقاً لا يعرف كيف أخفى ابتسامة كادت تفضح ما بداخله ..
إنها مخادعة مجنونة .. بتلك الحركات تحرك جبل ألا تحرك ما بداخله ! ..
" أخبرتك من قبل لا أحب الثرثرة .. "
نظرت له بضيق تريد أن تقذف رأسه بأي شيء سميك لكنها نهضت بعصبية ولم تنسى أن تغلق الباب بعنف ..
حرك رأسه بيأس من تصرفاتها ...
وقفت خلف الباب عاقدة حاجبيها بعناد وضعت ذراعيها على خصرها
' لن أتناول الغداء هه '
لكن ما صدمها مقبض الباب الذي فتح الآن كتمت أنفاسها وكأنه سيكشفها لم يكد يمر بها يتحسس الطريق بعصاه حتى توقف عندها للحظة ثم مر من أمامها بعصاه العتيقة دون أن يلتفت إليها والآن خرجت ابتسامته ولم يعد بقادر على منعها ..
وكأنه أدرك وقفتها ..
تنهدت وهي تدخل لمكتبها الصغير اخرجت الطعام من حقيبة يدها ثم جاءت عند زجاجته الممتلئة بعصير البرتقال الطازج الذي أحضرته صباحاً بعين لامعة نهضت وهي تشعر بأنها لم يعد لديها نفس ..
الليلة ستنتظر همس ستحاصرها بكل ما تستطيع لتعترف على والد الطفل الذي كان ببطن سلسبيل ..
همس وحدها من تعرف هي وحدها بداية الخيط .. !

…….
في المساء

نزلت لتصنع لنفسها أي مشروب ينعشها على متابعة القراءة ..
القراءة للهروب من التفكير في السيد المبجل ..
كدمات وجهه سيئة تحتاج للمعالجة ..
ورغم كل شيء تذكرت جملته المتهكمة ' ليلا طبيبة الجروح والقلوب ' كما يخبرها ..
ابتسمت بتهكم وخطواتها أصبحت بطيئة ثم تجمدت على أصوات مكتومة تصدر من المطبخ ..
استرقت السمع ووجهها يبهت ..

" تلك فرصتك الأخيرة المرة القادمة لن اغفر لكِ خطأ آخر .."
اختبأت بسرعة تراقب كاميليا التي صعدت بسرعة للسلم ..
وبعدها خرجت إقبال بوجه يشع حقداً ..
ماذا يحدث ؟؟ .. ما هذا الذي رأته للتو !!!!
فتحت الشرفة تحتاج للهواء الآن تشعر بخنقة تقف بحلقها لا تعلم كم من الوقت مر عليها فقد انتبهت على صوت شاهر من خلفها ..
" لماذا لا زلتِ مستيقظة للآن ..؟ "
استدارت وقد شعرت بتلك النسمة من الأمان بصوته ..
" شاهر .. كاميليا و .."
صمتت تقطع حديثها ماذا تقول له اذا كانت هي نفسها لا تفهم ما يحدث لكن الشي الوحيد المتأكدة منه ان كاميليا لا يمكن أن تؤذيهم هي ليست بذلك الشر ..
" ما بالها كاميليا ؟ .. "
اغمضت عينيها ثم هتفت تنوي الرحيل ..
" لا شيء .. "
لكن قبل أن تغادر جذبها إليه هامساً بصوت غريب ..
" إذن هل تنسي هذا الغضب بعينيك وتخاطبي ضميرك الطبي وتداوي تلك الكدمات ! .. "
رفعت عينيها بعناد لعينيه المشتاقة ومشت بنظراتها على جروح وجهه السيئة ..
" لولا قسمي الطبي لم أكن ألقي بالاً بك حتى .. "
نظر إليها بمكر هاتفاً بصوت خبيث ..
" ليعيش قسمك الطبي إذن .."

بعد عدة دقائق كان يجلس أمامها وقد تخلى عن سترته بقميص قطني رمادي وبنطال أبيض ..
جلست أمامه وقبلها جمعت شعرها الأسود بعشوائية فانسدلت بعض خصلاته الامامية على وجهها ..
وضعت صندوق الإسعافات الأولية بجانبها وطبق الثلج ..
تزم شفتيها بغضب وعينيها لا تنحدر عن موضع الكدمات وبأصابعها الرفيعة تلحن لحناً بوجهه ..

كانت قريبة جداً لوجهه لدرجة ان رائحة عطرها المميز أسكرت أنفه .. عطرها الذي لا يخطأ به أبداً ..
وخصلات شعرها غريمته التي تداعب شفتيها.. بأي طعم تحمل تلك الشفتين ؟؟
يتذكرها .. !
وهل نسيها من قبل ...!!
هل كان التوت أم مزيج من التوت والسكر ..
لاحظت نظراته الجريئة الوقحة وتفاحه آدم التي تتحرك ببطء مع ابتلاعه ريقه ..
" اووه ليلا على مهلك .."
تأوه عندما ضغطت بقوة وبقصد على أحد الكدمات ..
كشرت جبينها تسأل بغير اهتمام كاذب ..
" هل أنت وداغر من فعلتم هذا ببعضكما ؟؟؟ "
تنهد مجيباً إياها وهو يفتح أزرار قميصه ..
" أجل .."
" ماذا تفعل !!!!!! .."
سألته بانفعال فاتسعت ابتسامته الوقحة ينظر لها بوقاحة ..
" هناك كدمة بكتفي .. "

" شاهر !!!! .. "
هتفت بانفعال لكنها لم تلبس شاهقة تنظر لكدمة زرقاء بشعة بكتفه ..
" يا الله .. أنتما مجنونين حقاً .. "
وضعت الثلج على تلك الكدمة قليلاً ثم وزعت عليها المرهم ..
عندما انتهت جمعت اشيائها تهم بالمغادرة ..

" تلك المرة خاطبي ضميرك الزوجي واصنعي لي كوباً من القهوة معك .. سأنتظرك هنا .. "
رفعت رأسها بشموخ مغادرة بينما هو تابع بشغف منحنيات جسدها في تلك المنامة المنقوشة القصيرة ..
" هل اسامح شياطيني يوماً ؟ .. متى اللقاء يا سلطانة ليلا .. ! "
دخلت المطبخ تكز على أسنانها بغيظ ..
مزاجه رائق كثيراً ما شاء الله .. لم يهمه حتى تصرفاته الغير محسوبة بالشركة اليوم ..
هل كانت تنتظر منه اعتذاراً لن يعتذر هذا هو شاهر وهدان ..
" سيدة ليلا ؟؟ .. لماذا لم تناديني اصنع لكما ما تريدون .."
استدارت ليلا ببطء على صوت السيدة إقبال والشك يزيد بقلبها هتفت بصوت محايد ..
" لم أريد إزعاجك في هذا الوقت .. سأحضر قهوة فقط .."
" الأسياد لا يضعون يدهم في المطبخ .. ونحن الخادمون علينا الطاعة في أي وقت .."
أين سمعت تلك الجملة من قبل ؟؟
إنها جملة شاهر الوقحة حينما كان يتعصب على الخدم ..
انتصبت ليلا ترفع رأسها ..
" ومع ذلك سأحضر القهوة بنفسي .."

أدارت ظهرها تحضر كوبين من القهوة بينما كانت المياه تغلي على النار كغليان الحقد بداخل الأخرى تنظر تارة لقدح الماء المغلي وتارة على ليلا الساهية والشرارة تخرج من عينيها كشرارة اللهب ..
وفجأة رفعت القدح بالماء المغلي من فوق النيران والهدف كان واضحاً أمامها ..!

ولحظة واحدة وشعرت بجسدها يسحب لتصطدم بصدر صلب وصوت ارتطام يطوي عالياً ..
اتسعت عينيها عندما جذبها شاهر بعيداً بأنفاس متسارعة سألها ..
" هل أصابك شيء ؟؟؟؟ .."
هزت رأسها بصدمة تنظر لقدح الماء الساقط على الأرضية والبخار يتصاعد ..
تلجلجت إقبال تحاول الاقتراب معتذرة ..
" لا أعلم كيف أُفلت القدح من يدي .. أنا أسفه .."
جذب شاهر ليلا خلفه صارخاً بالأخرى بصوت مرتفع ..
" إياكِ والاقتراب .. ابقي مكانك .."
" حقاً اعتذر سيد شاهر لقد فلت مني القدح دون قصد .. "
بحركة واحدة سحب شاهر السكين من الرف الخشبي وضربه بقوة وسط المائدة الخشبية
" تجمعين اشيائك الآن وتغادرين المنزل .. "
اتسعت عين الأخرى بصدمة تقترب من ليلا ..
" لا تفعل سيد شاهر لقد خدمت هذا المنزل كثيراً أين اذهب .. سيدة ليلا قولي شيئا ..! "
هتف شاهر بصوت مرتفع ..
" أخبرتك لا تقتربي منها .. "
مشى بخطوات بطيئة كالذئب المقتنص ..
" لا وجود للأخطاء في قاموس شاهر وهدان .. بقصد أو دون قصد انتهى .. الآن تغادرين .."
وزعت نظراتها مليئة بشر وحقد ثم غادرت المكان ..
هتفت ليلا بانزعاج ..
" شاهر لقد تسرعت قليلاً .. كان يجب ان تنتظر حتى .."
قاطعها بصوت حاسم ونظرة شرسة ..
" ماذا انتظر حتى تأذيك !!! .. لقد رأيتها كانت ترمي الماء عن قصد .. انا اصبر عليها عندما يخصني الأمر لكن عندما تكونين بالأمر .. لا فأنا لم اتسرع .. "
جلست على المقعد واضعة رأسها بين يديها ..
" لقد تلفت أعصابي .. "
فجأة دخلت كاميليا مسرعة ..
" ماذا يحدث ؟؟؟ .. ما تلك الاصوات .. "
رفع كل من شاهر وليلا نظراتهما معلقة عليها كل منه يدور برأسه العديد من التساؤلات ..
لكن ليلا قلبها معلق بتلك المرأة هي خالتها الوحيدة التي تبقت لها من أهلها وفهمت نظرات شاهر كثيراً ..
لقد بدأ شك شاهر وهدان ..
لذلك نهضت أمامه منتصبة واحتضنت كاميليا تنظر لشاهر بتحدي عندما ضمتها الأخرى بقوة ..
رفع سماعة هاتفه وعينيه لا زالت بعين ليلا المتحدية ..
" أيوب ستخرج تلك المرأة إقبال التي تعمل هنا .. أريدك أن تعرف عدد أنفاسها .. الأمر لك ايوب .."
..............

وقفت خارج النادي تنتظر خروج همس
لمحتها آتية من بعيد هرولت ناحيتها وأثناء هرولتها اصطدمت بأحدهم اعتذر وابتعد يركب سيارته مسرعاً ..
نظرت في أثره تشعر أن هذا الوجه ليس غريباً عليها أين رأته قبل ذلك ؟؟
لربما كان في صحيفة ما !

" همس انتظري ..."
استدارت همس لمصدر الصوت غامت ملامحها عندما علمت هوية جوانة هتفت بيأس وهي ترفع يديها ..

" لن أخلص منك أليس كذلك ..! "
رفعت جوانة حاجبيها بمكر وهي تهز رأسها بالنفي ..
بعد مرور الوقت جلست بجوار جوانة في أحد المقاهي ..
" سأخبرك كل ما أعلمه ولا أريد مقابلتك مرة أخرى لقد طفح الكيل منك هل تفهمين ؟؟؟ .. "
وضعت جوانة يديها متشابكة على المائدة التي بينهما ..
" أسمعك .. "
" لا أعلم اسم هذا الشخص والد الطفل الذي كان ببطن سلسبيل .. حتى لو أعلم لن أخبرك بلساني .. "
عقدت جوانة حاجبيها فهتفت الأخرى بانفعال ..
" العديد يمر علينا بنفس الشاكلة دون أن نعلم هويتهم أعتقد انني أعرف شكله .. رأيتها تقف معه أكثر من مرة لكن لا أعلم اسمه هو يتردد على هذا النادي بأوقات غير معلومة .... "
صمتت قليلاً ثم هتفت بعدها بصوت منخفض ..
" حظ سلسبيل العاثر أنها حملت منه جلبت لنفسها الموت بهذا الحمل .. بيت سلسبيل القديم ستجدين هناك مذكرتها وهاتفها القديم كنت اضحك عليها عندما تكتب عن أحلامها في تلك المذكرة لم أعتقد أنها ستغدو الذكرى الوحيدة لصاحبتها .. سأكتب لك عنوان البيت هذا كل ما استطيع مساعدتك به .. "
سجلت جوانة عنوان المنزل ثم هتفت بصوت قوي ..
" شكراً همس .. أعدك أن لا أذكر اسمك في أي شيء ولن تري وجهي مرة أخرى .. "
نهضت جوانة مودعة إياها لكنها تصلبت مكانها على صوت جامد من خلفها ..
" سلسبيل لم تنتحر ولم تقتل طفلها الذي ببطنها .. "
شعرت جوانة بأنفاسها تختنق التفتت ببطء للأخرى الواقفة خلفها ..
" تلك طريقتهم عند قتل أحدهم حتى لا يشك أحد بالأمر وليبدو الأمر أنه انتحار .. سلسبيل ليست الأولى ولا الأخيرة .. "
اقتربت جوانة منها الدموع تجمعت بعينيها حتى صارت الرؤية مشوشة ..
" هل هو صابر المنصوري ؟؟؟ .. "
" ربما .. وربما يكون باتفاق مع ذلك الشخص والد الطفل الذي كان ببطنها .. لقد سمعت أنه يشارك صابر المنصوري ببعض الأعمال .. "
" تريدين المساعدة همس .! "
ابتسمت همس بقلب غائر ..
" لقد فات الأوان .. لا أعلم لماذا تزجين نفسك بالتهلكة لكن .. "
اقتربت تنظر في عين جوانة بقوة ..
" لتعلمي أن هؤلاء وحوش يجرون قدمك ببطء حتى تقع في مصيدتهم ثم يمزقونك بأسنانهم .. "
........................................

عادت لمنزلها فتحت الباب ثم دخلت بيأس تشعل الإضاءة .. نظرت للمنزل الساكن والهدوء المخيف .. منذ متى وهي وحيدة منذ رحلت أمها عنها ذلك اليوم الذي تحولت به حياتها ..
جلست على مائدة الطعام الصغيرة في الصالة رمت حقيبتها ثم أسندت رأسها بين يديها بتعب ..
انتقام والدتها .. حامد المنصوري .. ثم انتقام سلسبيل والرجل المجهول الذي كان بحياتها ..
شركة وهدان والتي اكتشفت حديثاً أن ما جاءت لأجله كان حقاً شاهر وهدان يعادي ' حامد المنصوري' تلك فقط الرابطة التي بينهما وهذا ستكون ورقتها الرابحة..
بقى فقط أن تتأكد ما دخل اسم وهدان في صفقة المجمع لصابر المنصوري وعند تلك يبدأ عملها الحقيقي ..
ثم ' يحيى نصار ' وعند ذلك انفرجت شفتيها بابتسامة ودق قلبها وكأنه يقفز مستجيباً لم تكن بتلك الجرأة والجنون مع أحدهم ولم تكن صبورة يوماً كما تتحمل جنونه ..
كيف يعيش بمفرده في هذا الظلام ؟؟؟ عند تلك أحضرتها فكرة مجنونة قفزت وكأنها نست كل تلك الهموم على عاتقها ..
نهضت وهي تحضر وشاح من الخزانة لفته حول عينيها ثم مشت ذهاباً وإياباً بالشقة وجدت ابتسامة حمقاء على شفتيها ..
' يعتمد على حاسة السمع بشكل كبير ' ..
أخذت شهيق ثم همست
' والشم أيضاً سيد يحيى ' ..!
( لابد أنه يجن وأنا أدور في المكتب لذلك يأمرني دوماً أن لا أتحرك من مجلسي .. )
...........................................
................................................
في منزل دارين كانت تجلس تنفخ بداخلها من تلك الجلسة تفكر ماذا سيكون رد فعل والدتها لو نهضت واستأذنت بعدم ذوق لربما أصيبت بنوبة فهي لا تحب خطأ واخد في وجهتها الأرستقراطية ووالدة سامر المنمقة يتفقان على أدق التفاصيل لعرسها ..وكأنها غير موجودة منذ أن رضخت لزن سامر وأعلنت موافقتها بعد أن سقطت يديها وقدمت كل الحيل لتأجيل عرسها لم يبقى هناك عذر لرفضها ..
" سنستلم الفستان كما اختارته دارين من دار الأزياء غداً فقط ستحتاج دارين قياسه .."
كانت تلك والدة سامر بأنفها المرفوع .. ابتسمت دارين وبداخلها تريد لكمها بأنفها المرفوع تلك ..
هتفت والدتها بسعادة :
" هكذا كل شيء جاهز كما خططنا له .. لا أريد خطأ واحد .. "
" ما رأيكِ لو اقمنا حفلة الحناء في قصر سيد ' شاهر وهدان ' إنه أكثر اتساعاً من هنا .. "
لن ننتهي من ذلك المسلسل إلى ماذا ترمي والدة سامر ؟؟؟ بالطبع والدتها فهمت ما ترمي إليه الأخرى فاعتدلت بظهرها بشموخ هاتفة ..
" ليس لدينا مشكلة في ذلك مع إن تلك الحديقة واسعة أيضاً لكن اعتقد أنها فكرة جيدة لتكفي صديقاتك .."
ابتسمت والدة سامر بثقل ثم نهضت تستأذن ..
" اراكم بعد غد في منزل السيد شاهر .. على موعدنا سيدة ' هيام ' .. "
لم تكد الأخرى تغادر حتى هتفت والدتها ..
" امرأة ثقيلة الحمد لله أنك ستعيشين بمفردك مع سامر بعيداً عنها .. "
نفخت دارين وهي تنهض منفعلة كيف تخبرهم أنها لا تطيق كل ما يحدث ؟؟ ..
كيف تخبرهم أنها ليست سعيدة كأي عروس اقترب عرسها ؟؟..
إنها ترتعب من نظرات ولمسات سامر الجريئة كيف ستتحمل أن يغلق عليهما باب واحد بمفردهما ؟
كتبت رسالة للمرة الخامسة ترسلها لهذا الذي اختفى تماماً من الوسط منذ الليلة التي قضاها معها على الشاطئ ..
( أين أنت ؟؟؟ لماذا لا تجيبيني ؟؟ أنا بحاجتك نديم وهدان .. )
من الناحية الأخرى تلقى الرسالة عندما كان خارجاً من اجتماع ..
هتف بعزيمة عندما قرأ اسم المرسل ..
( انتهى دارين وهدان تبقى فقط يومين .. حان وقت التنفيذ يا مدللة انتهت مدتك ..! )

...................................
في مكان معزول خلف النادي ..
" ما اسمها ..؟؟ "
هتف الرجل الضخم الآخر ..
" جوانة كانت تعمل هنا بالنادي منذ فترة تعرفت على تلك الفتاة سلسبيل والأخرى همس .. وعلى الرغم من تركها للعمل إلا أنها تترد كثيراً للنادي .."
هتف الغامض المختفي بالظلمة ..
" تلك الفتاة احضرها لي بأقرب وقت إنها تحوم حول مقتل سلسبيل تريد كشفنا .. لا أريد أي خطأ واحد بالأخص ذلك الأسبوع هل تفهم ؟؟ .."
" تحت أمرك سيدي .. لكن أريد أن أنبهك أن تلك الفتاة تعمل في شركة وهدان .. لدى شاهر وهدان كما أنها صديقة لزوجته .."
استدار الآخر بشراسة ووجه مخطوف ..
" تقصد تلك الفتاة ..!!!! .. اللعنة .. "
هدأ قليلاً وهتف ..
" لا تلمسها حتى أعطيك خبراً للتخلص منها بالوقت المناسب وبنفس طريقتنا .. لا أريد أي ضوضاء في ذلك الوقت .."
……………………………………
" للمرة الألف اشرح لك لن استطيع حضور المؤتمر بأمريكا لقد حدث ما حدث في المشفى الذي كنت اعمل به كما أخبرتك والسيد شاهر وهدان وكأن قنبلة ألقيت على رأسه يطيح بالجميع سيقتلني إن فتحت له موضوع المؤتمر في هذا الوقت .. "
صمتت قليلا تستمع للطرف الآخر ثم هتفت بصوت مبحوح به حشرجة ..
" أنا من أريد مقابلتك بشكل ضروري لا يطاق .. انتهى الأمر يجب أن أحدثك وجهاً لوجه لننهي تلك القصة .. "
هتفت بانفعال بعد سماع الطرف الآخر
" لا أعلم كيف .. لكن لننتظر لبعض الوقت حتى انتهاء عرس دارين سأفعل المستحيل حتى أقابلك ..حدثت الكثير من الأمور المريبة بالمنزل بالفترة الأخيرة "
أنهت المكالمة وهي تجلس مغمضة العين ..
( كارثة أخرى لا يعلم بها شاهر ! )
لمحت شاهر بمزاجه المعكر منذ فعلة إقبال يتجه نحو سيارته أسرعت تلحقه ..
" أنا سأذهب مع دارين الليلة .. "
" إلى أين .. "
" للتسوق عرسها بعد يومين .. "
قاطع حديثها بفظاظة ..
" سأجعل أحد الرجال يرافقك لا تغيبي عن عينيه .. لا أريد أي من حركاتك الغير متوقعة في تلك الفترة ليلا .. "
نظرت لظهره وهو يغادر لكن قبل أن يركب سيارته هتف دون أن يلتفت إليها ..
" وليتك تستعملين النقود التي بحسابك لم أضعها زينة لك .. "
لفت ذراعيها ترفع صوتها ..
" معي مالي الخاص .. يكفيني وأكثر .. "
استدار ينظر إليها يتطلع لعينيها الصافية واسعة و رموشها السوداء كشعرها الأسود المرفوع لأعلى .. أسرت عينيه يتفحصها بملابسها البسيطة لكنها جذابة مهما ارتدت ..
" لا تنسي أن تلفي وشاحك جيداً .. وذلك الذي بحسابك مالك الخاص أيضاً .. "
اقترب منها حتى حبست أنفاسهما تطلع لعينيه ..
" لم تنسِ إنك زوجتي أليس كذلك ؟؟ فلا تتناسي ذلك .. إلى اللقاء يا دكتورة ليلا .. "
غادر بسيارته تاركاً إياها تنظر في أثره بعجب ..!
..................
" من هنا ؟؟؟؟؟ "
وضعت يديها على فمها متسعة العينين عندما دخل يحيى إلى مكتب شاهر بغتة أثناء بحثها في الملفات مستغلة عدم وصول مساعدة شاهر للآن ..
ابتلعت ريقها عندما اقتربت خطواته المجهولة من مكانها ..
" من هنا بالمكتب انطق ..؟؟؟؟ "
تراجعت خطوتين تنوي الهروب
وكان من الممكن أن تهرب ولم يكن ليكشف هويتها لكن ..!!
شيء ما بعثر دقاتها وأوقفها مكانها ..
استدارت له عينيها لامعة بالدموع تراه واقفاً بشموخ معقود الجبين يحاول أن يسمع صوت الخطوات أو يتعرف من الرائحة ..
هتفت بعين لامعة ..
" أنا جوانة "
وكانت حقاً ستؤذي قلبه لو لم تتكلم وهربت لقد تعرف عليها من رائحتها منذ دخوله غرفة شاهر ينتظر وصوله ..

...................……………
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 1:17 am

الفصل الثاني عشر


" من هنا ؟؟؟؟؟ "
وضعت يديها على فمها متسعة العينين عندما دخل يحيى إلى مكتب شاهر بغتة أثناء بحثها في الملفات مستغلة عدم وصول مساعدة شاهر للآن ..
ابتلعت ريقها عندما اقتربت خطواته المجهولة من مكانها ..
" من هنا بالمكتب انطق ..؟؟؟؟ "
تراجعت خطوتين تنوي الهروب
وكان من الممكن أن تهرب ولم يكن ليكشف هويتها لكن ..!!
شيء ما بعثر دقاتها وأوقفها مكانها ..
استدارت له عينيها لامعة بالدموع تراه واقفاً بشموخ معقود الجبين يحاول أن يسمع صوت الخطوات أو يتعرف من الرائحة ..
هتفت بعين لامعة ..
" أنا جوانة .. "
اقترب من مكان صوتها ...
" آنسة جوانة ؟؟؟؟ !! ماذا تفعلي هنا ؟؟؟ "
.. رمشت بعينيها لا تعرف كيف تهرب من حصاره ..
لا تريد أن تكون جوانة ملكة الخداع معه لا تريد أن تستغل أنه لا يراها وتكذب عليه ..
أثناء ذلك هبطت عاصفة عليهما اتسعت عينيها متراجعة للخلف حتى وقفت خلفه تمام مثل تلك المرة الأولى التي قابلته به واحتمت به من شاهر .!
" يحيى .. "

" وأنتي !!! .. ماذا تفعلان هنا ؟ .. "

وقف يحيى رافعاً رأسه يخفيها خلفه .. ولا يعلم لماذا انتابه ذلك الشعور أنه يريد في تلك اللحظة لو قام بضرب شاهر لأنه يرعبها بتلك الدرجة ..
" لقد جئنا لمناقشة إحدى الصفقات لكن سنعود بعد قليل .. "
ما كاد يتحرك وهو من خلفه حتى أوقفهما شاهر ينظر لهما بتفحص وكأن الأمر لم يمر عليه ..
" كنت أود مناقشة تلك الصفقة التي أتت بكما سوياً هذا الصباح الباكر .. لكن .. "
اقترب من يحيى بصوت ماكر ..
" يبدو أن هناك شيء لا يؤجل طرأ لك يا .. يا ابن عمتي .. "
غادر يحيى المكتب صامتاً وهي من خلفه مسرعة بعد ان قذفها شاهر بنظرات متوعدة ..
وما إن وصل مكتبه بعصاه وقف في المنتصف غاضباً بقوة ..
أغلقت المكتب خلفها ترمش بعينيها .. إنه غاضب منها الآن وسيطيح بلسانه أهوال ..
" ماذا كنتِ تفعلين بمكتب شاهر بغير وجوده ؟؟؟ .."
تقدمت منه ..
" لا أرغب بالكذب عليك .. أرجوك لا تضغط علي حتى لا افعل .. "
والآن أنفه صارت حمراء من الغضب وعينيه العسليتين اتسعت بشر ..
" أنتي إنسانة قليلة أدب ليس لديك أدنى تربية .."
أغمضت عينيها تبتلع الموشح اليومي وودت لو رددته خلفه لكنها تركته يكمل مفرغاً طاقته السلبية والغاضبة بها ..
" لم أقابل مخادعة كاذبة ليس هكذا فقط بل متبجحة أيضاً مثلك .. هل تعلمين أن شاهر منذ قدومك لهنا يشك بكِ وقد حذرني من اطلاعك على أي ملف سري بالشركة ..؟؟!!! "
استدار يلف حوله وكأنه يبحث عن مكانها عندما لم تنطق بكلمة واحدة سألها بصوت مرتفع غاضب ..
" لماذا يشك بكِ أجيبِ ؟؟؟؟ .. "
هتفت بهدوء من مكانها :
" لو كان يشك بي مثلما تقول لم يكن ليوظفني هنا .. "
صمتت قليلاً وهتفت بنبرة مستهزئة :
" لربما أراد إعطائي درساً نكاية بي بالعمل معك حتى يضايقني .. "
" لماذا ؟؟؟ "
" لأنه بالتأكيد أدرك أنني .. "
صمتت مغمضة عينيها لقد كادت أن تكشف عن كل شيء بضرب من الجنون ..
هتف بصوت منخفض مقترباً من مكان صوتها بعجز ..
" أنكِ ماذا ؟؟؟ .. "
صمتت ولم تجد رداً .. فنادها بصوت مبحوح
" جوانــــة ..!"
رفعت رأسها مصدومة بعينين لامعتين تنظر لعينيه التي لا تراها .. قلبها يدق بجنون ورغبة مجنونة في الارتماء بأحضانه وهذا كله لأنه نطق اسمها بتلك الطريقة الخاصة ..
أدركت حينها وهي تسمع صوت موسيقاها المفضلة ولحن تعشقه وصوت أغنية عشق تأتي من بعيد ..
أدركت أنها وقعت بالحب ..!!!
أغمضت عينيها ..
" ربما أدرك أنني المخادعة عديمة التربية صديقه لزوجته .. "
ابتعد بخطوات مهتزة لمكتبه بعيداً عن كل تلك الفوضى التي أثارتها به تلك المجنونة ..
تكلم بصوت محذر .. :
" أنا سأطبق تلك المقولة ' المتهم برئ حتى تثبت إدانته '.. لكن أقسم يا جوانة لترين وجهاً سيكرهك حياتك اذا اكتشفت أي شيء لا يعجبني يخصك .. "
تراجعت ترحل لمكتبها الصغير .. ماذا تخفي خلف تلك الكلمات القاسية وهذا الوجه يحيى نصار؟؟؟؟
........................................

بعد انصرافها من العمل ..

دخلت جوانة بخطوات بطيئة إلى حيث منزل سلسبيل القديم ..
كان قلبها يخفق بقوة رغماً عنها تستعيد ذكرى دمائها على الأرضية ..
انحبست أنفاسها وعيونها تدمع ..
همس اخبرتها أنها ستجد ما تريده في هاتف سلسبيل اذا استطاعت الحصول عليه لكن أين تجده !!! ..
سلسبيل كانت تكتب مذكرتها لابد أنها ذكرت اسم ذلك الرجل بإحدى صفحاتها ..
دخلت غرفة نومها تعبث بالأدراج وبكل مكان لم تترك مكان إلا وبحثت به ولم تعثر على شيء ..
جلست منهكة على الأرضية ثواني ونهضت ترفع الوسادة من مكانها وجدتها مذكرتها السوداء كما أخبرتها همس ..
تنهدت بعمق ثم وضعتها في حقيبتها وغادرت المكان كما أتت إلى منزل شاهر حيث الاحتفال ..
.....................................

في الحديقة الخارجية لمنزل شاهر كان احتفال اليوم الذي يسبق عرس دارين ..

امسكت يدها وهي تهتف بها :
" اياك جوانه هل تفهمين ؟؟؟ اعرف ما يدور برأسك .. "
ضحكت جوانه بشقاوة وهي تقرصها من خدها :
" خائفة علي .. أم من ملكك الغامض .."
تأففت ليلا وهي تخبرها ..
" لا ذاك ولا ذاك .. أنت قادرة على حماية نفسك .. وشاهر استطيع التصرف معه .. فقط لا تفعلين جوانة .. "
همست جوانه لها سراً :
" لا استطيع المقاومة وانا اراقبكم .. هاتف بداخلي يثور أن أغني حكايتكم .."
لم تستطع ان تكتم ابتسامتها وهي تخبرها
" هذا الهاتف دائماً ما يكون بالأوقات الخاطئة وهو نفس الهاتف الذي يوقعك في المشاكل ..
( تغني ثم تهرب ) .. هذا هاتف جوانه ملكة الخديعة .."
هزت الأخرى حاجبيها باستمتاع وهي تبتعد هاتفه :
" لألبي ندائه اذاً واعزف بصوتي حكايتكم .."

ومن ركن دافئ كانت فرقة العزف بموسيقى كلاسيكية تكرهها بل تمقتها بشدة تناولت مكبر الصوت ثم همست للعازف بضع كلمات ..
وحكت جوانة حكاية كل عاشق
" "
ليلا وهي تقترب من مكان جوانه الهادئ بعيداً عن صخب الحفل الصغير مستعدة كعادتها لمساعدة الأخرى بالهرب ..
ابتسمت وهي تستمع لبداية المعزوفة الدافئة
" خاتم سليمان "
ستغني أغنية خاتم سليمان اختيار موفق جوانة ..
التفتت جميع الأعين نحو جوانة وهم يستمعون لتلك الموسيقى الغريبة والغير ملائمة لحفل راقي كهذا ..

أما داغر فضحك بجنون يوازي جنونها ..
" عادتك جوانة .."
التفت له يحيى لمصدر الصوت بعنف وقد استشاط غضباً عندما ذكر الآخر اسمها بتلك الأريحية ولا يعلم لماذا ..
" لم تخبرني داغر من أين تعرف جوانة ؟! "
نظر له داغر يجيبه ..
" صديقة احتاجت للمساعدة وساعدتها وانتهى الأمر .. "
تغضنت ملامح يحيى لكن الآخر أخرج سلسال روح ..
" لو كانت روح موجودة كانت لتفعل كل ما بوسعها لتفسد حفل دارين .. كم كانت مجنونة ولا تطيق دارين .! "
لولا أنه يعلم أن داغر لا زالت روحه محبوسه عند ذكرى روح ..
لكنه كان مغتاظاً لمعرفته بجوانة ولا يعلم لأي سبب ؟ ..

انزلقت نظراتها بحنان نحو ليلاج تغني لها فقط كلماتها انسابت نحو قلب الأخرى في تأثر تراقب خطواتها وهي تقترب من مكانها وكأنها تخطو فوق السحاب بملائكيتها :

" قلبه ببيرق زي الماس و لا يملك غير الإحساس

غرقان في جروحه و ألامه و بيداوي في جروح الناس

بايع قلبه للي يحبه و معندوش للحب شروط "

وتلك المرة اتجهت بنظراتها نحو داغر ثم غنت له بتأثر لحالته :

" عاشق سارح في الملكوت ميهموش العمر يفوت

و لو أتكتف للحظه يموت

طير في السماء و ملوش عنوان و في أيده خاتم سليمان

كان عايز بالضحكة يغير و يدوب كل الأحزان "
" هل ذلك صوت جوانة ؟؟ .."
سأل يحيى داغر الذي أخذته الأغنية لذكرى بعيدة ..
" نعم ... صوت جوانة الغناء .."
اتجهت بنظراتها بدفء وحنان نحو يحيى تتذكر ما قالته والدته نحو الحادث الذي فقد فيه بصره منذ ثلاث سنوات وانفصاله عن زوجته التي كان يحبها لقد حارب الجميع لأجلها ..
" عاش الحلم كأنه حقيقة و افتكر ان الدنيا بريئة

من طيبته سلم لحبيبته و حبيبته بتبيع في دقيقه "
اما شاهر وهدان الغامض صدمت بنظراته المتخفية غامضة مثله لكنها تلتهم ملامح ليلا وعيناه تغيم بعاطفة واضحة جداً .. بينما الأخرى لم تلاحظ أي شيء وهي متحفزة نحوها كعادتها ..

" فوق و أتحرر من اوهامك العمر بيخلص قدامك

الطير مش هيطير في جهنم و مفيش سمكه بتعشق حوت "

كلمات محمد الحناوي

" تلك الفتاة ماذا تفعل هنا ؟؟؟ .. "
هتف من خلفها فهزت كتفها دون أن تنظر إليه ولو كانت استدارت لرأت عينيه التي تلتهم كل ذرة بها بفستانها الرقيق ..
" دارين من عزمتها وليس أنا .. "
" سنرى الكثير خلف وجهك الآخر ليلا سلطان .. الكثير .. "
ضحكت تشيح وجهها بعيداً .. شاهر لا زال مصدوم بها منذ علم ما تفعله وردته من خلف ظهره ..
اتجهت نظراته يراقب نديم الواقف بتحفز واضح وبجانبه داغر ويحيى ويبدو ان خلفهما مصيبة عين نديم كانت على ملامح دارين التي اندمجت هي الأخرى مع كلمات الأغنية والحانها الدافئة

..............

أما عند دارين فهي تتماسك بكل ما تملك حتى لا تهرول للداخل مغلقة الغرفة على نفسها بعيداً عن هذا كله .. تكتم هاتف يصرخ بداخلها للهرب وهاتف آخر يريد البكاء والانهيار وهاتف ينادي على هذا البعيد في ركن مختفي ..
توزع ابتسامات غبية وتعتذر بلباقة عن عدم مشاركتها بالرقص وفقدت دقات قلبها كلها عندما شاهدت هذا البعيد يرحل وكأن روحها تسحب من صدرها ..
ماذا يحدث معكِ دارين وهدان ؟؟ اليوم عرسك على واحد وتراقبين الآخر منهارة ؟؟؟!!
أي امرأة سيئة أكون يا إلهي ؟؟؟
" دارين والدتك تريدك .. "
كانت إحدى أقاربهم التي قطعت حبل افكارها المخيفة ..
....................

صباح اليوم التالي ..

نظرت للساعة للمرة التي لا تعلم عددها لقد تخطت الساعة التاسعة ..
لماذا تأخر كل هذا الوقت ؟؟؟ ..
تنهدت مرة أخرى تنظر للبوابة والحارس الذي بات يراقب وقفتها الغريبة عند ذلك قررت الصعود ربما يكون بالأعلى وقد حضر بوقت باكر نكاية بها .. ؟
صعدت وفتحت باب مكتبه بوقاحة ودون استئذان كعادتها لكنها وجدت المكتب فارغاً ..
انتباها القلق تنظر حولها ثم غادرت بقوة تتوجه لمكتب الملك شاهر وهدان ..
وقبل أن تستأذن السكرتيرة التي استطاعت بأساليبها المخادعة كسب صداقتها قبلاً ..
هرولت تلك السكرتيرة ما ان لمحتها ..
" جوانة .. يا جوانة اريد حلوتي .. "
ضيقت عينيها متسائلة ..
" لماذا ..؟؟ أي أخبار جيدة تحملين ..!! "
هتفت الأخرى بإنجاز وتفاخر..
" ستأخذين إجازة طويلة .. والأهم من هذا كله سترتاحين من حصار سيد يحيى .. ما أروع حظك يا فتاة .. "
غامت عين جوانة ..
" لماذا ؟؟ هل سافر بعمل ..!! "
" لا إنه محجوز بمشفى .. لقد سمعت سيد شاهر يحدث والدته ثم ألغى جميع المقابلات وغادر سريعاً .."
خطف اللون من وجهها وقلبها صار يدق بعنف وخوف ..
حاولت أن تتماسك قدر استطاعتها تجر الأخرى بالكلام ..
" ما الذي يمكن أن يكون حدث له ؟؟ .. "
" لا أعلم للأسف لكن على ما يبدو حادثة بسيطة .. مهما حدث وعمل بنا العجائب سندعو الله أن يكون بخير .. "
.............
غادرت المكان أم قلبها هو من غادر منها .. وقفت ولأول مرة تشعر بذلك الخوف العميق على أحدهم وتشعر انها تائهة ..
" ألو ... ليلا .. هل تعرفين ما حدث لسيد يحيى نصار وفي أي مشفى محجوز ؟؟ .. حسناً .. حسناً سأنتظر مكالمتك لا تتأخرين علي .. إلى اللقاء "

( يا رب ليكون بخير وسأتحمل كل فظاظته ..)
..........................
................
بعد وقت قليل ..

وعند باب غرفته المحجوز بها كما أخبرتها موظفة الاستعلام كانت أنفاسها مقطوعة من الركض .. قلبها ينبض بعنف وكأنه سيغادر صدرها .. لقد رأت سيارة شاهر تغادر منذ قليل لم تتجرأ وتدخل حتى غادر الآخر ..
فتحت جوانة الباب مرة واحدة ببطء ووقفت تتأوه واضعة يدها على قلبها كان نائماً على السرير مغمض العينين ..
اقتربت برقة وعينيها لمعت وأنفاسها تلاحقت كان بحراً واسعاً ودافئاً وهي كانت تشعر بالبرد وخوف عميق ينشب بروحها منذ علمت أنه محجوز هنا بالمشفى ..
هذا البرد المقيم بروحها الخاوية ودفئه هل يتلاقيان يوماً على شواطئ بحره ؟؟؟
أغمضت عينيها علها تحفظ صورته بمخيلتها وجهه المتجهم كان مرتاحاً نائماً لأول مرة تراه بهذا الهدوء رغم اللاصق الطبي برأسه والكدمة بوجهه هو كان بخير ..
لقد خافت كثيراً .. ذلك الشعور الذي فقدته منذ زمن عاد عندما علمت أنه ليس بخير ..
" يحيى ... "
ادارت رأسها بعنف إلى السيدة التي دخلت فجأة واتسعت عينيها عندما فتح عينيه المظلمة ..
" من أنتي ؟؟؟؟ "
...
نهض يبحث بيديه عن عصاه لكنه لم يستطع الوصول إليها ..
رأته يكشر جبينه يتنفس بعنف منفعل وينهض متحسساً بيديه مقترب من مكانها ..
اتسعت عينيها تكتم أنفاسها ووضعت يدها على صدرها تهدأ دقاته حينما اقترب من مكانها حتى لاصقت الحائط ..
" يحيى بني .."
وضعت اصبعها علامة الصمت لتلك السيدة فسألها بانفعال ..
" هل هناك أحد أمي ؟؟؟ .. "
هل ذلك عطرها الذي يصل لأنفه أم يتوهم ؟!!
حاسة الشم لديه قوية نظراً لحالته .. وخصوصاً رائحتها ..
" أمي ؟؟؟!!!!! .. "
ابتلعت والدته ريقها ثم اجابته وعينيها على جوانة ..
" كانت الممرضة يحيى .. ارتاح بني لا زلت متعب .. "
ساعدته والدته للوصول إلى سريره .. ارجع رأسه للوسادة ثانية صامتاً لماذا تأتي بباله الآن .. !
لماذا يتذكرها وتأتي رائحة عطرها بأنفه ؟..
خرجت جوانة خلف السيدة غالية توجهت مسرعة نحو الشرفة في تلك الردهة الخارجية سقطت دمعة بطيئة على خدها لم تستطع منعها ..
نظرت اليها الأخرى بتفحص خبير ثم اقتربت ولا زالت صورة تلك الفتاة وهي تتطلع لوجه يحيى وتهمس باسمه بطريقة مميزة تصدمها ..!!
تنظر وكأنها ترى الرجل الأوحد بعالمها .. وكأنها ترى الدفء والأمان ..
وتلك الدموع بعينيها ..؟؟ هل لأجل ابنها ..
" مرحباً .. "
مسحت جوانة دموعها بسرعة ثم استدارت تستعيد وجهها المخادع ..
" مرحباً بكِ سيدتي .. أنتِ والدة السيد يحيى على ما يبدو .. .. "
ابتسمت لها الأخرى بمودة ..
" وأنتي من تكونين لا اعرفك .."
" مساعدته بالعمل .. "
" ومساعدته بالعمل لماذا تخاف أن يعرف يحيى بوجودها ..؟؟؟ "
ابتسمت جوانة بشقاوة ..
" هل يصمت السيد يحيى على اختراق إحدى قواعده والتوغل لشبكته .. ماذا تتوقعين العقاب الذي يفرضه علي ابنك جراء ذلك ؟؟؟ "
ضحكت السيدة غالية بانطلاق وقد احبت تلك الفتاة المجنونة هذه من تصلح لابنها ..
" يا إلهي أنتِ مشكلة .. تعالي معي لنشرب القهوة وندردش سنكون أصدقاء جيدين جداً .. "
نظرت لجوانة ..
" مضى زمن منذ تكلمت مع أحدهم بتلك الشقاوة .."
رافقتها جوانة رافعة حاجبيها ..
والدته ليست مثله ابداً ربما ليصاب يحيى بنوبة اذا علم أنها صادقت والدته ..
سألتها جوانة باهتمام ..
" ماذا حدث لأسطورتنا السوداء هل أصابه حادث ..؟؟ .."
استدارت لها الأخرى متسعة العينين بتعجب ..
" هل يطلقون على ابني هكذا في العمل .."
" أسفه .. لم أقصد .."
جذبتها من ذراعها تتأبط به بمودة غريبة ومرح ..
" لا تعتذرين ابداً .. حادثة بسيطة له لقد تعرقل بالسلم صباحاً .. هل تعلمين لماذا ؟؟ لأن اسطورتكم السوداء يعتقد نفسه الرجل الخارق ويصمم أن يفعل كل شيء بنفسه .."
توقفت تخبرها بتأثر بالغ ..
" هل تعملين أن الطبيب اخبرنا أن نسبة نجاح عمليته وأن يعود له نظره كبيرة .. لكنه يرفض أنه يقوم بها منذ أصابه الحادث اللعين من ثلاث سنوات وفقد بصره .."
صدمت جوانة وسألتها بصوت مرتفع غاضب :
" لماذا يرفض هذا هل مجنون ؟؟؟ .."
" يقول لا شيء جديد يستدعي ان أراه بالحياة .. "
تأففت جوانة غاضبة تشتم بسرها وهي تجلس أمام السيدة غالية التي كانت تزغرد بداخلها ..
( تلك من تنفعك يا ابن نصار .. روحي معك يا غالي لقد اوقعت فتاة مثل الغزال ...)

.........................

في المساء ..

حضرت جميع أشيائها ولأول مرة جوانة سترتدي فستان ماذا سيحدث للعالم ؟؟
نظرت لنفسها في المرآة بابتسامة ..
ماذا يحدث مع قلبك جوانة هذا خارج مخططاتك ..!!
منذ رأته نائماً على سرير المشفى هذا الصباح ورغبة بداخلها لو راقبته نائماً كل يوم ..!
' مراقبته سرها اللذيذ '
حانت نظرة منها للمذكرة المركونة منذ عدة أيام ولم تقم بفتحها .. لا تعلم لماذا داهمتها رغبة في فتحها .. تناولتها تفر بصفحاتها حتى وصلت لصفحة مكتوب بأعلاها كلمة الوداع ..!!
جلست تقرأ وصورة سلسبيل والأمل بعينيها في آخر مرة لا يفارق مخيلتها صوتها يختلط في أذن جوانة فباتت تقرأ الحروف بصوتها ..
( ربما تكون آخر صفحة لي .. نعم من الغد سأشتري مذكرة جديدة أخطو بها صفحات وذكريات أكثر نقاءً معك طفلي الصغير ..
سننجو يا صغيري سوياً لقد أرسل الله إلينا يد النجاة لقد أمسكت بتلك اليد وسأمسك بها بكل ما أملك لأجلك .. سأكون أمك وأبيك ولن تحتاج لأي شيء يكفي أن تعلم أن هذا المسمى والدك هددني البارحة أنه سيتخلص مننا إذا فعلت ما برأسي .. هو كالعادة علم عن فرارنا .. لكنه لن يلحقنا غداً صباحاً سنرحل سوياً لنبدأ حياة جديدة بعيدة عن وكر الشياطين بعيداً عن صابر المنصوري ..
' سامر الجندي ' لن أسمح له أن يمسك بسوء يا صغيري بعد الآن ..)
انتفضت واقفة بفزع وعينيها تجري على الاسم تكرره مرة وأخرى .. فرت في صفحات المذكرة بسرعة ويد مرتعشة ..
' سامر الجندي ' في طيات صفحاتها مكرر كثيراً في الكلمات الأخيرة ..
إذن سامر الجندي خطيب دارين هو الجندي المجهول بحكاية سلسبيل ؟؟؟؟
تذكرت كلمات سلسبيل لها عند زيارتها ..
( لقد اخذني عنوة .. ابن احد رجال الأعمال الكبار وشريك حامد المنصوري في أعماله. . لم اكن اخذت احتياطي .. لكن ذلك الوغد اعجب بجسدي وقرر الحصول عليه كالبقية .. كان بشع جدا وهو يخبرني انني اشبه احداهم .. الامر لم يتوقف عند هذا لقد حملت منه ذهبت إليه كثيرا أرجوه كان وغداً ولف شباكه حولي حتى وقعت في فخه بسذاجة ثم طلب مني التخلص من الجنين أو ابقى معه ...!!! )
" أعجب بجسدي لأنني أذكره بأحدهم .. كان وغداً "
أمسكت بهاتفها بسرعة ترسل رسالة ليلا ..
" ليلا هل ترسلي لي صورة لسامر الجندي الآن رجاءً أريد التأكد من شيء .. "
انتظرت قليلاً حتى وصلتها الرسالة دقائق وظهرت الصورة ..
إنه هو هذا الرجل كان يتردد كثيراً في النادي .!
أليس هو من اصطدمت به في آخر زيارة لها لهمس وكان متسرعاً ..!!
هل تعلم دارين حقيقة الرجل الذي ستتزوج منه الليلة ؟؟؟؟
.................

في الحفل لجأت إلى مكان منعزل قليلاً تلتقط أنفاسها ..
وعين رغم انشغالها مع الجميع لا تغفل عنها ..
اقترب منها قليلاً ..
" ماذا بك ؟؟ .. تبدين مريضة .. "
نظرت إلى شاهر تتماسك رغم البرودة التي تسري بجسدها وجهها الشاحب منذ الصبح ..
" لا شيء .. "
نظر شاهر حوله نديم وداغر مختفيان .. اللعنة عليهم إلى ماذا يخططان ؟؟
من بعيد لمحت الدخول المميز الجاذب لنظر جميع من في الحفل ..
عائلة الشهاوي ..
يوسف وبيده فريدة زوجته التي تبدو أكثر إشراقاً بمظهر مختلف رائع ومميز ..

تذكرت جملة يوسف حينما سألته في المشفى ..
" إذا كنت تحبها وهي تحبك .. إذن لماذا الفراق وهذا العذاب ؟!!"
أجابها وهو يسرح :
" هي علي حق أحياناً يصل العشق لطريق مسدود بذكريات سوداء مؤلمة ..
ربما ما طلبته صحيح هي تمنح حبنا خيط جديد بعد أن ترمم نفسها تعود من جديد بصفحة جديدة .. وحينها سأبذل كل ما أستطيع لملأها بذكريات أخري جديدة وسعيدة لأجلها هي .."

وأتى في ذهنها وهي تستدير برأسها تنظر لشاهر جملته لها ..
( جربي ان تنظري لما بالداخل ربما ستصدمين بما تكتشفين )
ابتسمت وهي ترى نظرات يوسف العاشقة لزوجته والتي بيدها ابن صديقتها وطليقته السابقة ..
أي تضحية تلك ؟؟؟
دقائق وظهر من الخلف تلك الفتاة التي تدعي لينار شعلة من الشقاوة ببطن بارزة لم تمنع جمال قوامها وفستانها الضيق القصير وزوجها بجانبها وكأنه يحيطها من كل مكان خوفاً عليها ..
هل يحبها شاهر يوما كهذا الحب ؟
هل يكونا عاشقين يوماً ؟ ..
" مرحباً دكتورة ليلا .. "
انتبهت على صوت شقي تلك لينار الشهاوي ..
خرجت من أفكارها ترحب بهم بحرارة هي وشاهر ..
.....................................

نظرت لنفسها في المرآة .. فستانها الطويل المزين من أغلى الماركات وتسريحة شعرها المرفوعة والعقد الذي يزين جيدها ..
كانت تبدو كأميرة خارجة من إحدى الأساطير لكنها أميرة مسروقة ؟؟!!!
نعم فرحتها مسروقة شعورها ناقص قلبها منقبض وخائفة وكأنها تساق للجحيم وليس لعرسها جرت بفستانها نحو الشرفة تلتقط أنفاسها التي حبست بصدرها ..
نظرت إليها والدتها بعدم رضى ستفسد تلك المدللة زينتها .. صرفت المسئولين عن تزينها واقتربت من دارين بحنان ..
" هل أنتِ خائفة يا صغيرتي ؟؟ .. لماذا كل هذا التوتر أليس هو سامر الجندي الذي وقفت عليه رغم عن أنف شاهر ونديم المعترضين ..؟؟؟ "
استدارت لها دارين وأنفاسها تتقطع :
" أشغر أني اختنق أمي .. يا الله لا أعلم ما بي وكأنني أريد الفرار هل سبق وشعرتِ أن كل شيء من حولك على ما يرام لكن هاتف هنا بقلبك يدعوك للفرار بعيداً ؟؟؟ .. "
نظرت لها والدتها بجدية ..
" ما الذي تقولينه دارين هل أنتِ واعية لمَ ينطقه لسانك ؟؟؟ هل تشعرين أن هذه الزيجة رغم عن ارادتك وكأنك تدوسين على قلبك ؟؟ "
بكت دارين وهي تهز رأسها مجيبه ..
" وكأن سكين يغرز بقلبي .. أتألم لأجله .. "
وضعت والدتها يدها على فمها :
" يا إلهي .. يا إلهي .. "
اقتربت دارين من والدتها تنظر لها بضياع واعتراف تلو الآخر من أعماق قلبها الذي يدق بجنون همست بذهول :
" أحتاج نديم الآن أمي هذا الهاتف بداخلي يستغيث به .. "
نظرت نحو والدتها الصامتة لا تعلم ما يدور معها :
" أمي ...؟؟؟؟ ماذا أفعل !!!! "
والدتها غرقت في ذكرى بعيدة .. بعيدة جداً ليوم عرسها .. وكأن الموقف يكرر ثانية مع ابنتها ..
نهضت مرة واحدة تنظر بإصرار بعين دارين ..
" اهربي .."
اتسعت عين الأخرى للكلمة التي القتها والدتها بإصرار وقوة .. اكملت والدتها بقوة ..
" ألا يهتف قلبك بالفرار أليس هناك نداء يستغيث بنديم وهدان ويدعوك للفرار إليه ؟؟ "
أكملت والدتها وهي تحيط وجه دارين بيديها وقد لمعت الدموع بعينيها ..
" استمعي للهاتف بداخلك ابنتي ولا تكرري تجربتي .. لن اسمح أن تعايشي ما عايشته آنا. .هذا الهاتف اسمه الحب دارين وهدان .."
رددت دارين خلفها ..
" الحب ..!!!! "
ابتسمت والدتها وقد فرت دموعها ..
" أجل يا صغيرة هذا هو الحب لقد عثرتي عليه .. لقد تأخرتِ قليلاً لكن لا زال أمامنا وقت .. الفرق بيننا أنني لم أجد من يساعدني للفرار لهذا الحب لكنك وجدتي .. هيا اذهبي إليه .."
ارتمت تتعلق بأحضان والدتها تبكي بصوت مرتفع ..
" أمي .. أمي .. شكراً لكِ .."
ابتسمت والدتها من بين دموعها تناولها وشاح لفته حول كتفيها العاريين ثم هتفت وهي تجذبها من يدها ..
" هيا ليس هناك وقت .. سأراقب لك هذا الممر حتى تخرجين وسأبقى هنا في الغرفة أغلقها خلفي سأشغل من يسأل عليكِ أنني موجودة معكِ حتى لا ينتبه أحد .. "
جرت دارين تحمل فستان زفافها تشعر بالتحرر لأول مرة قلبها يدق بتلك السعادة وكأنها تطير بجناحين ..
" أيها اللطيف نديم وهدان آتية إليك .."

....

لكن لم تلبس تصل للمصعد حتى وجدت حارس يقف عليه ..
سيتعرف عليها أنها العروس وربما يبلغ أحدهم ويلحقها ..
ماذا تفعل ؟؟؟
لم تستغرق دقائق حتى وجدت فتاة جميلة جداً وعلى ملامحها تبدو الشقاوة الطاغية بطنها بارزة وهذا لم يمنع جمال قوامها وفستانها ..
" أي مساعدة أيتها العروس ..! "
نظرت لها دارين بشك فهتفت الأخرى رافعة كتفيها ورأسها بمرح ..
" لينار الشهاوي دائماً يوقعني حسن حظي في أي مصيبة قريبة .. وكأنني لدي حاسة سادسة "
وجدت عدة أشخاص يمرون ينظرون لهم بشكل ملفت .. امسكتها لينار من يدها تتجه بها نحو مخبأ قريب بين الردهات ..
" إذن لم أتعرف على العروس ..؟؟ "
ابتلعت دارين ريقها ولا تعلم لماذا تشعر بارتياح وأمان عميق مع تلك الفتاة كما تشعر مع ليلا بالحنان والأمن ..
" دارين وهدان .. "
هتفت لينار بتفحص ..
" إذن أنت العروس لهذا الزفاف الضخم بالأسفل .. قريبة شاهر وهدان .. "
هزت دارين رأسها بانفعال ..
" هل يمكنني أن استعير هاتفك ضروري ؟؟ "
ابتسمت لينار تفتح حقيبتها ..
" بالطبع .. "
أخذت الهاتف تدق على رقم ليلا الذي تحفظه من حسن حظها ..
" ليلا أرجوكِ تعالي الآن بسرعة أنا في ردهة الدور الذي به غرفتي .. "
صمتت قليلاً تبتعد بالهاتف عن الأخرى التي ترمي اذنها معها بشكل واضح وبصوت منخفض هتفت ..
" أريد الهروب .. سأهرب الآن ليلا من العرس وستأتين لمساعدتي .. "
أغلقت الهاتف على صراخ ليلا المصدوم..
استدارت إلى لينار بعينيها المسلية التي اتسعت وكأنها حصلت على لعبة مفضلة لديها ..

" ستهربين من حفل زفافك ؟؟؟ .. لا تكذبين علي .."
اقتربت منها دارين متوسلة ..
" لن تخبري أحد أليس كذلك ؟؟؟ .."
ضحكت لينار بجنون ..
" لن أفعل .. وأخيراً مغامرة جديدة منذ ذلك الحمل .. "
هتفت بسرها تنظر لبطنها ..
" سنجنن والدك يا صغيري .."
ابتسمت دارين رغم مصيبتها تلك الفتاة مسلية جداً .. لابد أن زوجها لا يقدر عليها ..

" دارين ؟؟؟؟!!!! "
هتفت بها ليلا تضع يدها على صدرها من الهرولة ..
" دارين ... أنتي !!!!!! ..."
نظرت إلى لينار المتحفزة التي مدت يدها وجذبت ليلا إلى الداخل ..
" دكتورة ليلا ليس لدينا وقت .. "
نظرت إلى ليلا المتسعة العينين ودارين المستعدة ثم هتفت ...
" لدي خطة للخروج من هنا .. "
........
وأخيراً وصلا للبوابة الخلفية استدارت ليلا بشراسة إلى دارين الضاحكة ..
" سأقتلك .. هل للتو ليلة عرسك انتبهت أنك لا تريدين سامر الجندي زوجك .. انظري ما سنقع به بسببك .."
وضعت دارين يدها على صدرها تأخذ أنفاسها ..
" تلك الفتاة بالداخل مجرمة .. انظري ماذا فعلت بالحراس لقد جعلتهم يهرولون يميناً وشمالاً مثل المخمورين وأخرجتنا .. "
" إنها مجنونة .. "
" والآن أين ستذهبين ؟؟؟؟ .."
" سأهرب ليلا .. "
سمعا أصوات أقدام هتفت دارين بسرعة ..
" يجب أن أذهب الآن .."
أمسكتها ليلا من يدها ..
" تتصلين بي وتطمينني هل تفهمين داري ؟؟ "
قبلتها دارين بقوة ..
" سأفعل يا جميلتي ..."
وهربت العروس ...'

( سيد سامر .. لقد هربت العروس ..؟ )

........................

لم تكد تخرج من المصعد بسرعة بعد أن جننت أولئك الرجال التابعين للعريس الذي هربت عروسه ..
" لينار ..!!!!!! "
" جواد .."
اقترب منها بوجه فاقد للصبر ..
" نصف ساعة بالحمام ؟؟؟ .. ماذا تفعلين كل هذا ؟؟؟؟ .."
رمشت ببراءة تقترب منه بدلال ..
" جواد حبيبي .. هذا ابنك الذي ببطني يتعبني كثيراً .. "
جذبها إليه يقبلها بشغف دون أن يرد ولكن ما أفسد خلوتهم أولئك الرجال الذين لمحتهم يهرولون ناحيتهم ..
فهرولت تسحب جواد خلفها الذي صرخ ينظر خلفه ..
" أي مصيبة فعلتي تلك المرة ببطنك هذه ليناااار الشهاوي ؟؟؟ "
ضحكت بجنون تمسك ببطنها البارزة ..
" لقد هربت العروس .. لا يوجد لنا مكان هنا جواد الشهاوي .. لقد أفسدت العرس "
جرى يمسك بيدها ينظر خلفه فيجد سبع رجال خلفهم ..
" سأقتلك يا ابنة الشهاوي .. سأقتلك .. حتى العرس اليتيم الذي نحضره سوياً لم يسلم من مصائبك ؟؟ "

.........................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 1:18 am

الفصل الثالث عشر


ركب جواد السيارة بسرعة وجانبه لينار التي تضحك باستمتاع وجنون ..
" أجل يا  يوسف خذ زوجتك وغادر الحفل  الآن  .. الآن يا يوسف  "
صمت قليلاً يستمتع للآخر ثم نظر إلى لينار بجنون ..
" لقد أفسدت زوجتي المبجلة الحفل  وهربت العروس .. "
أغلق الهاتف واستدار ينظر إليها بشر فرفعت يديها محذرة ..
" لن تفعل لي شيء  .. أهدأ وتذكر أنني حامل بطفلك .! "
صرخ بها بغل ..
" الحمد لله  .. يعني تعملين أنك حامل هاا .."
رفعت حاجبيها  ..
" جواد لا تنكر أننا استمتعنا أفضل من ان نظل جالسين بحفل ممل .. "
أدار سيارته ولم يستطع ان يكتم ضحكته   ..
" لا فائدة  .. لا فائدة منك يا ابنة الشهاوي .."  

.........................

جرت بجنون حاملة فستانها الأبيض لأعلى  لم يهمها نظرات الناس إليها وهي تدخل من شارع جانبي لآخر تجر فستانها خلفها ..
فقط كانت تشعر بأن قلبها يتحرر مع كل خطوة تهرولها حتى خصلات شعرها الذهبية التي تتراقص مع هرولتها كانت تشاركها الضحك الصاخب ..
( لقد هربت من عرسي .. ! )
كادت تصرخ بها وهي تضحك كالمجانين ..

وفجأة قبل أن تتقدم اختبأت بسرعة خلف الحائط عندما لمحت رجال سامر يحيطون المكان ..
وأدركها أحدهم وقبل أن تصرخ مهرولة وجدت من يجذبها بجنون مهرولاً ..
صرخت
" نديــــــم وهدان .."
لحظة وحملها فوق كتفه يخطفها
يهرول  والجنون حليفهما .. ومن خلفهم رجال سامر ..
لكنها ليست خائفة بل تشعر لأول مرة بحياتها بالاستمتاع والمرح الشغف و ..!
والحب  ..
هل هذا هو شعور الحب ؟؟؟
نظرت لذلك المجنون الذي تخلى عن مبادئه وهدوئه .. لطيف عائلة وهدان ..
صرخت بصوت مرتفع مجنون ..
" أحبك  .. أحبك نديم وهدان .."
رد عليها بأنفاس مقطوعة ..

" سأقتلك  .. سأقتلك دارين وهدان .."
ضحكت بصخب عندما فجأة وضعها بسيارة داغر الذي هبط فوقهما  ..
" كل شيء جاهز سيد نديم .. العروس حلال عليك ..! "
كانت كالبلهاء فقط ضحكات مجنونة ..
مسك نديم برأسها بغضب ..
" ماذا قلتي لي اثناء هروبنا ؟؟؟ .."
هتفت بصوت مرتفع صدرها يهبط وأنفاسها مقطوعة من الجري ..
" قلت أنني أحبك  .. أحبك .."
رمت نفسها تتعلق بعنقه بقوة هاتفه بصوت مرتفع  ..
" أحبك .."
جنّ نديم يميل عليها فاقداً الجزء الأخير المتبقي من ثباته ..:
" سنتزوج الليلة سنفعل  .. "
هتف داغر بخبث يقاطعهما بنحنحة :
" نحن هنااااا .."
ضربه نديم على رأسه  ..:
" ليس وقتك يا هذا  ستعود للحفل وتجد أي حجة لإفساده وكسب شاهر بصفنا وتحضره الآن  لكتب كتابنا  .."
هتف باحترام مضحك ..
" أوامرك أخي الكبير وقدوتي .. "
نزل نديم وبيده دارين إلى منزله يختبآن به ..
استدار داغر بسيارته يغادر ينظر لهاتفه الذي يضئ  باسم جوانة وضع الهاتف على أذنه  هاتفاً بمرح  ..
" مرحباً يا ملكة الخديعة  .."
....................

أنزلها بعنف داخل منزله ..
كادت ان تسقط  .. اعتدلت واقفة وهي تتطلع لظهره عندما أغلق  الباب بعنف وقبل ان يستدير بملامح شريرة ويفتح فمه ليلقي عليها أفظع الشتائم على غبائها ارتمت تتعلق بعنقه بقوة وكأنها أخيراً وصلت إلى بر الأمان ..
كل شيء كان يحيرها والأسئلة الكثيرة التي لم تكن لها اجابه ..
الجواب كان واحداً أمامها ..
أمسكت وجهه  بقوة وبكاء وفرح  .. مشاعر مختلطة لكنها مفهومة ليست تائهة كما كانت مع سامر ..
هذا هو مذاق الحب  ..
امسكها بانفعال يحارب نفسه فقط للمساء لن يكون هناك شيء يمنعه عنه من بعد الآن .. ابتعدت عنه بأنفاس مخطوفة مصدومة  ..
" أنا أحبك .. منذ متى يا إلهي ..!! .."
ابتسم بحنان وانفعال ..
" منذ زمن يا مدللة عائلة وهدان .. سنتزوج الليلة لقد حضرنا كل شيء  .. "
" كيف ؟؟؟ .. لا أفهم ..!!! .."
" لقد خططت لخطفك بمساعدة أخي داغر  .. لكنك سبقتني بخطوة .."
صمت قليلاً ونظر لعينيها ..
" تلك الخطوة فرقت معي كثيراً .. كثيراً جداً .."

.................

كانوا جميعاً مجتمعين بصالة الانتظار بعد أن فض الحفل ..
هتف سامر بجنون ..
" أين تكون ذهبت ؟؟؟؟؟ .. سأجن لماذا تغادر الحفل لقد كانت تطير من الفرح ماذا حدث ؟؟؟  ... "
وضع شاهر قدم فوق الأخرى وعينيه مثبتة على نقطة واحدة ...
بينما الأخرى تهرب بأنظارها عن عينيه المكتشفة ..
نهض باستقامة ثم جلس بجانب ليلا بهدوء مخيف مال عليها والسيدة هيام بجانبها ..
" أراكم مرتاحين .. إذن ليلا سلطان ماذا تخفين ؟؟ .."

نظرت ليلا الشاحبة وقد بدأت أعراض ارتفاع حرارتها أن تظهر  إلى السيدة هيام بحاجبين مذهولين ..
" ماذا سنخفي ؟؟؟؟ .. سنموت قلقاً على دارين .. "
زعق بانفعال :
" الرجال يقولون أنك  كنت ترافقيها ليلا .. "
أشارت على نفسها بذهول كاذب ..
" أنا ؟؟؟؟؟ .. هل أخبروك أنها كانت أنا ليلا سلطان من ترافقها ؟؟ .."
" أخبروني امرأتين احدهما ترتدي وشاح والأخرى حامل .."
هتفت به بانفعال ناهضة ..
" وهل أنا الوحيدة التي ترتدي وشاح في الحفل ؟؟؟ .."
ابتسم بمكر وشر فنهضت هاتفة ..
" سأذهب اتصل بجوانة أين تختفي كل هذا ؟؟ .."
وقبل أن تتحرك نزلت الصاعقة جعلت الجميع يقف مذهول ...
انقض داغر بلكمة أصيبت فم سامر ..
" أيها الحقير الـ **** ..  السافل .."
أمسك شاهر بداغر الذي ينقض بجنون على سامر ..
" داغر توقف ماذا تفعل ؟؟؟ .. "
أما داغر كان يحارب للوصول إلى سامر المذهول ووالدته التي نهضت خائفة ..
واجه شاهر داغر بعينيه ..
" ماذا حدث  ؟؟؟؟؟ .."
أتت جوانة من خلف داغر وجهها كان باهتاً مصدوماً ..
"  سامر الجندي .. أخيراً عثرت عليك أيها القاتل الدنيء لن تفلت بجرائمك  .. "
صرخ شاهر بهم ..
" ليتكلم أحد الآن .."
أول من نطق كان داغر المتحفز ..
" تتذكر تلك الفتاة التي تدعى سلسبيل التي انتحرت ولم تفلح ليلا بإنقاذها بالمشفى .."
صمت ينظر لسامر بأنفاس عنيفة  :
" لم تنتحر .. هذا الحقير هو من تخلص منها .. ليس هذا فقط إنه الشريك المجهول للحقير صابر المنصوري .. "
شهقت ليلا بصدمة  تهرول ناحية جوانة الممسكة بمذكرة سلسبيل ..
نظرت لها جوانة ..
" دارين يجب أن توقف هذا الزواج .."
همست لها ليلا ..
" لقد هربت .."
استدار  سامر بغضب وجنون يهتف بانفعال  واضح يخفيه عن الأعين ..
" أي سلسبيل تلك لا أعرفها .. أنتِ من تكونين من الأساس ؟؟؟؟ .."
هتفت  جوانة بغل ..
" أنا عملك الأسود  .. "
فتحت المذكرة أمامه ..
" أليس هذا اسمك ؟؟؟ .. ألا تتردد لنادي صابر المنصوري كثيراً لقد رأيتك ذات مرة خارجاً منه .. "
ضحك بشراسة ..
" عدة وريقات وكلمات ليس لهم أي قيمة .. أين الدليل الواضح   .. ونادي صابر المنصوري لم أسمع بهذا الاسم من قبل   ؟؟ "
صرخت جوانة بغضب :
" أيها الوغد مهما انكرت لن تفلت بفعلتك السوداء  .."
حينها اقترب شاهر منه بشموخ وضع يده على كتف سامر هاتفاً ببرود وتوعد ..
" حتى لو كانت كاذبة .. انتهى الأمر عند ذلك  وسنرى إذا كانت يدك متسخة أم لا ..!!.."
اتسعت عين سامر ..
" ما هذا الذي انتهى الأمر  دارين زوجتي وعرسنا اليوم  .. لابد أنكم من ملأ عقلها بتلك الخرافات  .."
هتفت والدته ..
" هيا سامر من هنا .. لا يشرفنا أن نكمل العرس مع أولئك الناس .."
استدار بغضب اعمي لوالدته ..
" أمي اذهبي الآن  .. لن أعود بدون  دارين وسأتزوجها بالرغم عن الجميع .."
صرخ داغر ونيته ظاهرة بالقتال ..
" لن تلمس دارين .. ولا يوجد زواج من الأساس  .. "
استدار له شاهر بصوت قاطع ..
" اصمت داغر الآن  .. "

أما الآخر سامر تلبسه حالة من الهياج والجنون صارخاً ..
" أعرف هذا المخطط جيداً يا أبناء وهدان .. وبالطبع هذا كله لصالح نديم وهدان لقد كنت أعرف من البداية أنه يضع عينيه عليها .. "
هتف شاهر بشراسة ..
" لا تريد مقاتلة أبناء وهدان أليس كذلك ؟؟؟ المعادلة صعبة .."
كانت عينيه كجمرات نارية ينظر لشاهر بغل وتوعد  ..
" دارين وأستطيع استردادها إنها تحبني أنا وسأفهمها سوء الفهم الذي ملأتم به عقلها وجعلها تفر خائفة مني   ..
لكن المخطئ بيننا عقابه عسير .. سأقتل من يقف عقبة أمامي  .."
ابتسم شاهر باستهزاء لكن تلك الابتسامة جمدت عندما وجد نظر الآخر ينحدر نحو ليلا بتوعد وشر قبل أن يغادر المكان  .. !!

استدار  شاهر نحو الآخر  الواقف على اعصابه ..
" أين دارين ؟؟؟؟ .. "
" مع نديم  .. "
اتسعت عين شاهر بغضب :
" وهل هو المجنون الوحيد في تلك العائلة ؟؟ .. عائلة مجنونة مختلة .. وأنت أين كنت كل هذا الوقت ؟؟ "
جلس بارتياح هاتفاً بخبث ..
" كنت اساعد  أخي في فض هذا الزواج وخطف العروس .. "
نظر نحو جوانة مكملاً ..
" ولحقتني صديقتي ملكة الخديعة بالقاضية لإفساد تلك الزيجة .. "
أرجع شاهر رأسه للخلف ضغطه المرتفع ليس من قليل ..
صدع صوته آمراً ..
" ليلا هيا بنا الآن  .."
اعترضت تنظر لكاميليا ..
" سأظل مع كاميليا وجوانه هنا  .."
" لن أكرر كلمتي إلى السيارة الآن  .."
تأففت من أسلوبه ..
" كاميليا ألن تأتي ؟؟؟ "
" اذهبي ليلا مع شاهر تبدين مرهقة سيصلني داغر او أيوب عندما تهدأ الأمور قليلاً .. "
اقتربت من جوانة الجالسة واضعة يدها بين رأسها .. هتفت بصوت حنون ..
" سيكون كل شيء بخير .. أعدك جوانة لقد مسكت أول الخيط  .. "
رفعت جوانة رأسها بامتنان .. تلك الكلمات كالبلسم لجروحها ..
صدع صوت شاهر من خلف ليلا يوجهه لجوانة ..
" هذا الوغد لن يتركك بحالك .. افتحي عينيك جيداً ونصيحة أبقي بعيدة قليلاً حتى تهدأ الأمور .."
" شكراً لك سيد شاهر .. لا تخاف أستطيع التصدي لمئة منه .. "
نظر نحو ليلا التي ابتعدت كي تحدث السيدة هيام والدة دارين .. ثم مال بصوت منخفض محذر ..
" لا أخاف .. فقط أبقي بعيدة عن ليلا وإياكِ أن تجري قدميها بتلك الألاعيب حينها أنت من ينبغي عليك الخوف مني.. "
رفعت حاجبيها بإعجاب لقد بدأت تدري كيف تتحمل ليلا هذا الشخص  ..
( الأسد يزأر على قطته ..!! )


...................
............
في المساء  ..

وقفت بعد أن بدلت ثيابها .. لقد تبدل اليوم تماماً كيف كانت في بداية النهار تعيسة وحزينة رغم أنها كانت ترتدي أغلى فستان وفي أفخم مكان .. وكيف تحلق في السماء الآن في منزل نديم البسيط ورغم بساطة كل شيء حولها هي أسعد فتاة ..
تنظر لنديم الذي يجهز حقيبته بغرفته والباقي الذين يجلسون بالصالة الخارجية يتمازحون حولها ..
تتذكر سامر الذي اوقفه شاهر عند حده مصدومة مما علمت عن جرائمه كيف كانت عمياء عن مشاعرها !
كيف لم تسمع للحديث بداخلها نحوه كيف لم تسمع لتحذير الجميع منه ..
هل هو حقاً من ارتكب تلك الجريمة البشعة هو من قتل سلسبيل ؟؟
رغم ذلك لا تعتقد أن سامر سيصمت هو مهوس بها لقد شعرت بهذا الهوس في كثير من المرات  ..
لكن ملك عائلة وهدان شاهر موجود إذن لا داعي للخوف هو يحل كل شيء كالعادة  ..
تنظر للجميع بعين مختلفة ليلا التي كانت تعاندها وتغار منها الآن هي أفضل من أخت لها ..
أمها التي كانت تراها انانيه وزوجها الذي ينظر لها بحب كانت تنظر له كغريم وعدو والدها الآن صارت تعطي لهما عذراً .. ( الحب)
لم تعتقد أنها ستكون بكل ذلك السعادة في عرسها بتلك الملابس البسيطة واحتفال صغير جداً في منزل نديم .. !
دخلت غرفة نديم وقفت على الباب صامتة  لقد حضرت نفسها سيقضون عدة أيام بالمدينة الساحلية احتفالاً بزواجهما الذي تم بموافقة شاهر أخيراً ..
استدار لها وقد توقف عن وضع ملابسه في حقيبة السفر ..
" دارين ...! "
تقدمت بخطوات بطيئة حتى وقفت أمامه مباشرة
" كيف تتركني مع آخر مهووس كل ذلك الوقت ؟؟؟ .."
نظر لتلك المدللة بعيون لامعة  فهتفت بانفعال  ..
" كيف لم تتحرك خطوة واحدة نحوي كل ذلك الوقت تتركني أغرق  ؟؟!!! .."
أمسك خصلة من خصلاتها الذهبية بوله :
" لو لم أفعل لم تكن تلك دارين التي أراها أمامي .. لو لم اتركك تكتشفين أن الأشياء البسيطة الصغيرة يمكن أن تمنحك أكثر بكثير من الطبقة الخادعة بمظهرها لم تكن تلك الجميلة الراضية أمامي ..
لم يكن هناك حل آخر سوى أن اجعلك تكتشفين الفرق بين القشور المزيفة والجوهر الثمين بنفسك .."
هتفت بصوت محشرج وقد تأثرت كثيراً بلمساته الدافئة كالبلسم ..
" ماذا .. ماذا لو لم أهرب إليك ..؟؟ "
جذبها إليه يفهمها بطريقة أخرى ..
هل هكذا طعم القبلة ؟؟
هو دافئ جداً وكل تلك المشاعر التي انفجرت الآن هتف بصوت منفعل ينظر لوجهها الأحمر  ..
" كنت سأخطفك بالقوة رغم عنك  لقد وثقت بما يشعره قلبي نحوك كنت متأكد أنك ستفيقين وتستمعين لصوت قلبك .. "
صمت فارتمت تتعلق بعنقه ببكاء ضاحك منفعل ..
" لكن أنا هربت إليك .. والآن  أنا زوجتك .. "
لا تعلم ما حدث بعدها سوى إغلاقه للباب بالمفتاح وعودته إليها منفعلاً ..
" لا ضير من بعد التأخير .. "

.........................

صباح اليوم التالي ..

" صباح الخير سيدي "
أطلت برأسها من خلف الباب لذلك الجالس متجهماً خلف مكتبه لقد تفاجأت به يتصل بها يخبرها أن تحضر للعمل اليوم حينها نست كل إرهاق ليلة أمس سامر الجندي وكل شيء سواه ورغم قلقها عليه لأنه لم يرتاح لوقت طويل ألا أنها حلقت بسعادة لأنها ستراه  ..
" ثلاثون دقيقة تأخير  !! "
هتف بها بضيق هل يخبرها أنه جنّ وانتظرها لربع ساعة أمام  المصعد ولم تأتي ..!
اقتربت تبتسم بمكر تراقب الكدمة بوجهه والرباط الطبي تحمد الله أنه لم يحضر عرس دارين  وإلا كانت تبرر له الآن الكثير من الخبايا هتفت بمرح ..
" خمسة عشر دقائق فقط ما ستحاسبني عليهم ..   .. "
والأخرى لم تخبره أنها أتت قبله ووقفت تشاهده  ينتظرها ..
هذه هي ' جوانة ملكة  الخديعة  '
نهض من مقعده ببطء يتنصت على صوتها الغناء ..
صوتها مميز جداً لأذنيه التي تلتقط أبسط الاصوات  :
" أنا مديرك هل تقارنين نفسك بي .. "
رفعت حاجبها جالسة على الأريكة الواسعة التي تحتل جزء كبير من مكتبه ..
" حاشا لله سيد يحيى .. هل نبدأ العمل الآن بملف الشحنات الجديدة ؟؟ سأقرأ لك ما به .. "
اقترب من الأريكة ببطء يتحسس بعصاه  وهي تعرف أنه يعين خطواته ليجلس مكانه بعيداً عنها ..
" أخبريني بما في الملف .. ! "
ابتسمت وهي تقرأ وتسجل كل الملاحظات التي يمليها عليها واحياناً تسرح بخيالها بملامحه الغاضبة ..
واحياناً أخرى تسهو نحو تلك الكدمة واللاصق الطبي برأسه  فتطلب منه أن يعيد ما قاله فيوبخها بغضب فتبتسم محرزة هدفاً ..
افاقت وهي تفتح علبة طعامها ببطء على صوته الغاضب عندما التقط فعلتها بأذنه  :

" لماذا تتناولين طعامك الآن  ؟!!! ألم أحذرك ملايين المرات لا أحب هذا التصرف السيء وسمحت لك بتناوله بالمقهى .. "
توقفت يدها من حشر قطعة الخبز بالجبن والزيتون بفمها .. لقد سمعها ..!!
باغتته بسؤالها الوقح :
" لماذا تعيش بمفردك وليس مع والدتك ؟؟؟ "
قذفت السؤال بوجهه دون تفكير والآن صارت ملامحه كلها غاضبة ..
" لماذا تتدخلين فيما لا يعنيكِ ؟؟؟ أنتي عديمة التربية .. "
أخذت نفس عميق تجاوبه بلا مبالاة  ..:
" أعلم ذلك .. "
استفزته بذلك البرود فهتف بقسوة وقد انفجر ما يكتمه منذ انتظرها صباحاً على المصعد بل منذ ما شعر به في المشفى أنها موجودة يشم عطرها في وقت غريب .. وهو يشعر بطاقة غضب تحرقه ..
" لا .. لا تعلمين شيء أبداً .. لكن العيب ليس عليكِ العيب على والديك الذين لم يقوما بتربيتك جيداً .. لم يقوما بتعليمك ألا تتدخلي بشئون الآخرين .. حتى أبسط قواعد اللياقة جاهلة بها  .. "
سقطت قطعة الخبز التي كان بيدها ..
هل تخبره أنه لديه حق بكل ما يقوله ..
هل تخبره أن والدتها انتحرت أمامها تاركة إياها وحيدة ولم تتسنى الفرصة لتعلمها تلك الأشياء التي يقول عنها أم تخبره أنها ليس لديها والد ..!
أم تشكره لأنه لا يرى كي لا يشاهد ذلك الألم المرتسم على وجهها الآن  ..
همست بصوت محشرج ..
"  هل تسمح لي بدقيقتين فقط  .. "
صمت قليلاً يتنفس بعنف ثم هتف بغضب :
" اذهبي .. "
لكن قبل أن تخرج هتف من خلفها ..
" أخبرتك من قبل لا تتخطي تلك الحدود التي وضعتها لكِ .. سيكون من الأفضل ألا تتجاوزي الحدود من الآن .. "
لم تجيبه وهي تغادر المكتب مبتسمة بحزن ..
( ثورتك تلك التي آلمتني بها خلفها شيء تخفيه  يحيى نصار .. أنا جوانة ملكة الخديعة خلقت لأتجاوز تلك الحدود )
تنفس بعنف عدة مرات ولا يعلم ما الذي جعله ينفجر بها ويجرحها بتلك الطريقة القاسية .!!
ولماذا هي الوحيدة التي لأجلها غضب هكذا  لقد فعل ما هو أبشع بهؤلاء الذين عملوا معه ولم يرف له جفن لماذا هي مختلفة له ؟ ...
هن لم يكونوا بمثل جنونها أبداً ..
تذكر نبرة صوتها المنكسرة تطالبه بدقيقتين لتتقبل ذلك السم الذي خرج من فمه ..
" اللعنة لتذهب للجحيم  .."
ضرب يده بغضب فارتطمت بشيء ما أوقعته أرضاً ..
كشر جبينه  منحنياً على الأرض  يحسس بيده عما وقع  ..
حقيبتها سقطت وطعامها العتيق وقع أرضاً ..
ابتسم يتلمس بيده ليكتشف ما بداخل تلك الحقيبة  رفع حاجبيه عندما أمسكت يديه زجاجتين من العصير تلك المخادعة !!!
هل تخدعه كل ذلك الوقت بعصير البرتقال ..؟؟؟؟
كل ذلك الطعام بداخل حقيبتها .. !!
أعتدل مسرعاً عندما سمع صوت طرقها على الباب تستأذن سمع فتحها للباب عندما اذن لها ثم صوتها المستنكر  ..
" ماذا حدث  لماذا أشيائي على الأرض ؟؟؟؟ "
" لقد سقطت حقيبتك أثناء تحركي  .. "
نظرت له بعينين متفحصتين ..
" لم ترمها أرضاً نكاية بي .. ! "
" ولماذا أفعل تلك الأفعال الصبيانية ما أريده أقوم به لا أخاف من أحد .. "
انحنت تلملم أشيائها ..
" أجل ما تريده تقذف به في وجه الآخرين .. "
" هل نكمل عملنا الآن   .!!!! "
هتف بها بصوت محذر فرفعت رأسها لأعلى ثم سمع صوت شيء يضرب بالطاولة ثم صوتها المنفعل ..
" عصير برتقال .. "
أصابه الذهول يمسح وجهه بقوة ..
" أنتي مستحيلة .. مستحيلة .! "

......

" لماذا وجهك شاحب هكذا منذ عدة أيام  ؟؟ .."
نظرت إليه بإرهاق  ..
" لا شيء لقد أرهقت اليومين الماضيين مع دارين .. سأصاب بنوبة حمى على ما يبدو .. "
" لو تكفين عن القفز هنا وهناك كاللصوص .. "
تأففت تدير وجهها ..
' لا يخرج من فمه كلمة واحدة جيدة  ..'
" انظري إلي  هذا المجنون سامر لا نستطيع توقع أفعاله بعد ما علمنا ما يفعله حتى نرى ما سيحدث في البلاغ الذي قدمته صديقتك .. ستكفين عن حركاتك التي من خلف ظهري حتى تمسكه الشرطة هل تفهمين ؟؟ .."
شربت الحساء الساخن الذي صنعته لها كاميليا لتتحسن حالتها قليلاً ..
" أقسم يا ليلا إن فعلتي ما لا يعجبني سأفعل ما ستكرهينه بحياتك كلها كثيراً .."

" انتهينا .. انتهينا هل ترى باستطاعتي الخروج من المنزل من الأساس بتلك الحالة .."
نظر بترفع يخفي قلقه بداخله لوجهها الأحمر بفعل ارتفاع درجة حرارتها .. ود لو وضع يديه يقيس درجة حرارتها أو حتى ينهض ويناولها الدواء اللازم وربما يتصل بطبيب هذا ما يتوجب فعله كزوج محب ..
كاد أن يبتسم باستهزاء ..
لكنه ليس كذلك نهض بانفعال من المائدة  ..
" لقد حذرتك .. "
أسندت رأسها على المائدة تتنهد بتعب وشعرت بيد كاميليا  على كتفها  تطبطب عليها برقة  ..
غادر إلى مكتبه ثانية في اجتماع متأخر وذلك الشعور القابض عاوده ثانية استدار ينظر إلى بوابة المنزل خلفه ..
( هي بأمان )

" أيوب رافقني للمكتب .. وأنتم ابقوا أعينكم مفتوحة .. ! "
................................

في وقت متأخر جداً من الليل ..
في منزل بسيط بالمدينة الساحلية ..
وقفت في الشرفة التي تطل على البحر تنظر إلى  الرمال الممتدة باتساع والبحر المظلم والموسيقى التي تنبعث  من مكان بعيد ..
ترنح فستانها الناعم الخفيف مع ترنح خصلات شعرها الذهبية  هي امرأه مغناج مدللة خلقت للدلال بروح طفلة صغيرة تحتاج للحنان ومن أفضل منه يلبي لها تلك الحاجة  ..
احتضن خصرها فابتسمت تغمض عينيها حينما مال بشفتيه لاذنها بصوت مشتعل ..
" أحبك .. أحبك داري .."
استدارت ووقعت عينيها بعينيه المشتعلة لامس بيديه ملامحها فأغمضت عينيها على لمساته التي ترسم خطوط عشقه ..
وانتهت أما بدأت حكايات الغزل بحملها للداخل ..
بدأ خريف عشقهما ..!
بدأت حكاية جديدة نسطر بها خطوط قصة من قصص خريف العشق ..

.......................

( نفذوا الأمر الآن  )
أغلق الهاتف وعينيه كانت جمرتا من شر كمين ..
......................
.. دخلت جوانة للمنزل بعد أن قدمت شكوتها ضد سامر الجندي بكل الأدلة التي معها ..
هل تلك الأدلة كافية لوضعه في السجن أم سيستطيع الخروج من القضية  .. ؟؟
الشرطة أصدرت أمر بإلقاء القبض عليه لكنه مختفي من الوسط  ..
أغلقت الباب خلفها وما هي إلا دقائق حتى وجدت من يكبلها من الخلف بقوة يكتم أنفاسها بمنديل ثم شعرت بشيء يدب في عنقها ..
بعد ذلك فقدت الوعي ولم تشعر بأي شيء من حولها ..
.......

" ليلا أحتاج إليكِ الآن في منزلي .. اسرعي صديقتي .. "
قرأت الرسالة للمرة الثانية بقلق حاولت ربما للمرة الثالثة ان تتصل على هاتف جوانة لكنه مغلق كانت ترتعش تحت الغطاء  درجة حرارتها مرتفعة  جداً ..
نهضت بما تبقى منها من قوى تناولت بعض المسكن والأدوية لتصلب طولها ..
ثم نزلت للأسفل في الخفاء  ..
نظرت مرة ثانية على الحارس الذي يقبع على البوابة الخلفية .. تنفست بارتعاش تعدل الوشاح حول رأسها وتغلق سترتها الثقيلة جيداً ..
" مرحباً .. أنت جديد هنا أليس كذلك ؟؟ .. "
رد عليها الحارس وهو ينظر للأرض ..
" أجل سيدتي .. "
ابتسمت ليلا هاتفة ..
" لقد صنعت لك وزملائك بعض الحلوى ومشروب ساخن  اذهب وشاركهم .. "
هتف الآخر باحترام ..
" شكراً سيدتي لا استطيع ترك مكاني السيد شاهر نبه علينا .. "
"  هكذا سأغضب منك لا ضير من عشر دقائق لتستريح الجو بارد جداً .. "
نظر إليها الحارس بحرج فهتفت بمرح :
" اذهب .. اذهب لا تخاف ستعتاد بعد ذلك تلك الأمور .. "
ابتسم الحارس بامتنان مغادراً مكانه ..
" شكراً لكِ سيدتي ... "
نظرت بمكر وعينيها تلمع بانتصار ثم مثلت أنها تعود للمنزل وما ان اختفى عند زملاؤه الذين وصت الخادمة بصنع الحلوى لهم حتى هرولت في الخفاء خارجة من خلف البوابة ..

نظرت للمنزل خلفها وقبضة تمسك بقلبها هتفت بصوت قلق ..
" دقائق وسأعود قبل مجيء شاهر .."
...............

نزلت من سيارة الأجرة تنظر للرسالة ولوهلة لاحظت أن جوانة أرسلت لها باسم ليلا وليس ليلاج جوانة لم تناديها قط  ليلا  صعدت مهرولة  درجات السلم  ..
ما ان وصلت  حتى وجدت باب شقتها مفتوح وهناك هدوء شديد ..
" جوانة أنتي هنا ؟؟؟؟ .. جوانة .."
لا تعلم لماذا قبضة من الخوف أمسكت بقلبها مرتعبة وكأن هناك خطر يحوم حولها اخرجت هاتفها من جيب سترتها ..
ضغطت على الزر بسرعة ..
( شاهــ ر .. )
لا تعلم اذا كان الحظ حليفاً معها  وضغطت على زر الاتصال ام لا ..
 فقد شعرت بيد من حديد تكبلها واخرى تكمم  انفها وفمها بمنديل قاومت صارخة بفزع لعدة دقائق فقط كانت كافية لتفقد الوعي هي الأخرى  ..
وسقط هاتفها من يدها مدوياً بآخر صوت سُمح له أن يصدر وسط انقطاع الأنفاس على الأرضية ..

......

نهاية الفصل ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 2:42 pm

الفصل الرابع عشر


عندما يكون الصراع قائماً على القلب ..!!
وتكون الحرب غير عادلة فكل ما بك يحارب الركن الأخير بقلبك النابض باسمها ..
عندما تكون رَحى الحرب ظالمة والمنتصر هو الخوف ...!
والخوف هنا خلفه أهوال ..
الخوف أن يدمر عشقه كلاهما كما فعل قبلاً فاليوم الذي جعل به قلبه المنتصر أخذلته شياطينه ..؟
أم السر كان يكمن في خوفه على تلك الوردة مما يحمله هذا العشق خلفه .. !
صاح القلب يجيب :
' السر كامن بي والعشق حرمه على من مثله والشيطان قَبض على قلبه وفاز منذ زمن ' ...

أما نتيجة الحرب حُسمت منذ اللقاء الأول مع هذا العاصف ..!




لا تعلم لماذا قبضة من الخوف أمسكت بقلبها مرتعبة وكأن هناك خطر يحوم حولها اخرجت هاتفها من جيب سترتها
ضغطت على الزر بسرعة ..
( شاهــ ر .. )
لكن لا تعلم اذا كان الحظ حليفاً معها وضغطت على زر الاتصال ام لا .. لم يكن حظها تلك المرة بجانبها فقد شعرت بيد من حديد تكبلها واخرى تكمم انفها وفمها بمنديل قاومت صارخة بفزع لعدة دقائق فقط كانت كافية لفقد الوعي ..
.............
أما شاهر كان وسط أخر اجتماع يشعر بصداع رهيب فالعمل كله يقع على عاتقه هو ويحيى فقط نديم مختفي في دوامة عشقه وحلمه الذي تحقق أخيراً وداغر اللعين غارق هو الآخر في عشق انتهى يوماً بالشركة وعشرة لا وجنونه الجديد يريد الاشتراك في أخطر سباق للسيارات يقام بالخارج رغم معرفته أن القليل هم من ينجو من طريق الجبال ..
ارتشف من كوب القهوة الذي لا يعلم عدده يركز في أوراق الصفقة التي امامه يقيم الخطة المبدئية
..
من المعتاد أنه يضع هاتفه على وضع الصامت قبل اي اجتماع ..
لكن لا يعلم لم يشعر بقلق يفقده تركيزه قلق يتمحور نحوها هي فقط ..
لقد سمع من والدته قبلاً أنها تشعر بالخبر السيء الذي يحدث لأحبابها قبل أن يحدث ..!!
وقد صدق حدسه ..
حدسه الخاص بها وهو يرى الشاشة تضئ باسمها تناول هاتفه بسرعه ودون تردد قاطع محدثه بإشارة من يده ..
" ليلا ..!!"
هتف اسمها بتلك البحة المميزة ..
نظر إلى الهاتف ليجدها اغلقت بوجهه الاتصال ..
" هل تعبث تلك الفتاة معي ..!! "
اتصل بهاتفها ثانية ليوبخها لكنه وجد الهاتف مغلق حينها اصابه القلق وهو يتصل بالحراسة ...
" هل خرجت الدكتورة ليلا ؟؟؟؟ .. "
تنفس بارتياح حينما اخبره الآخر انها لم تخرج ..
" حسناً ابقوا اعينكم مفتوحة .. "
عاد شاهر للاجتماع .. فسأله يحيى بقلق ..
" هل هناك شيء ؟؟؟؟ .. "
ابتسم شاهر مجيباً ..
" لا ليس هناك شيء .. فقط لننهى هذا الاجتماع سريعاً يجب أن أعود للمنزل .. "
...........................
في مخزن منعزل يخص سامر الجندي ..
فتحت عينيها بصعوبة ..
سمعت أصوات مكتومة تتأوه بجانبها حاولت أن تفتح عينيها أكثر وتلك الأصوات ترعبها ..
رمشت عدة مرات والرؤية مشوشة لكنها فزعت وهي تحاول الاعتدال صارخة ..
" جوانـــــــة !!!!! .. "
كانت الأخرى مكومة على الأرضية وثلاث رجل يقومون بضربها ببشاعة وهي تصدر اصواتاً مكتومة مستغيثة ..
حاولت أن تفك يدها المكبلة وقدمها تصرخ بخوف وهي تزحف على الأرض تحاول الوصول إليها بجسدها المقيد الذي لسوء حظها اشتدت به الحمى ..
" اتركوها هي لم تفعل شيء .."
" اتوسل إليكم ستموت .. .. "
" جوااااااانة .."
هتفت الأخرى تنظر لها بعينيها الغائبة من بين أيديهم ..
" لا تقتربي ليلا .. سامحيني .. سامحيني .."
استطاعت فك رباط قدميها المرتخي هرولت تحاول أن تدفعهم عن جوانة لكنهم كانوا ضخام البنية وهي لازالت مشوشة من التخدير مترنحه من ارتفاع درجة حرارتها ..
كانت تدفعهم بعشوائية والخوف بلغ منها عندما رأت جوانة دامية تفقد وعيها ..
" ابـ تعدوا عنها .. ابتعد يا حقير .. "
دفعها أحدهم بقوة فسقطت أرضاً متألمة أخذ يقترب منها فتراجعت للخلف تصرخ بصوت مرتفع لكن لا مجيب في ذلك المكان المعزول المخيف ..
" إياك أن تلمسني هل تفهم .. اياك ان تلمسني .. "
تأوهت صارخة عندما نزع الوشاح من شعرها ومسكها يجرها منه صرخت من الألم والخوف حليفها ..
من هؤلاء ؟؟؟
ماذا يريدون منهما وماذا سيفعلون معهم ؟؟؟
صرخت بخوف ..
" اااااااه .. اتركني .. اتركني لا تلمسني يا حقير "
اتسعت عين الرجل بغل وهو يميل عليها ابتعدت ترتعش من البكاء لكن صفعة مدوية نزلت على وجهها ردتها أرضاً ..
دارت الدنيا بها وعينيها اتسعت من الصدمة .. تشعر ببوادر الإغماء لكنها تقاوم وتقاوم لأجل جوانة تلك التي لا زالت تتلقي ضربات مميتة ..
لا تستطيع المقاومة رأسها وكأن مطرقة تضرب به والدنيا تميل بها ..
والصفعة الأخرى على وجهها ولكمة تلو الأخرى تضرب جسدها الصغير الناعم بقدم ذلك الغول عديم الرحمة أعلنت بداية الاستسلام لهوة فقدان وعيها ..
ومع رخاء جفنيها كان صوته الرخيم يحيطها بالذكرى البعيدة ..
( شاهر وهدان !!!! )
- " الطبيبة الصغيرة في منزلنا مرحباً بالوردة "
- " لِيلاج سلطان هل تعلمين ما يعنيه اسمك ؟ "
- " أنا أحبك شاهر .. "
" إياكِ أن تنطقيها ثانية هل تفهمين ؟؟ "
- " لقد مات والداي كيف يمكنني العيش ؟؟ "
" اسمعي ليلا يا صغيرة أنتي قوية ستعيشين هنا بجانب خالتك كاميليا وتحت نظري ومن اليوم سأكون المسئول عنكِ .."
- " أنا خائفة .. "
- " خائفة ؟؟؟!!!! كيف يا ليلا الصغيرة وانا بجوارك .. "
- " لا يستطيع احد أن يتجرأ ويقترب من محيطك ومن يتجرأ يكون الموت مصيره "

رفعت رأسها تقاوم الآلام بجسدها وصوته يحيطها من كل مكان يمدها بالقوة ..
لقد أخبرها قبل ذلك مراراً في صحوها وحتى في نومها خفية :
' أنا امنحك قوتي وهويتك ليلاج سلطان بغيابي .. '
عينيها الزرقاء تود المغيب لمغربها والدمع تتلألأ بتلك الزرقة ونصل سكين لمع أمام تلك العينين وخفت كل صوت مع اقتراب هذا النصل لكن لم يكن الهدف جسدها بل كان يتجه نحو جوانة والآن كل الأوجاع صرخت ..
" لااااااااااااااااااا .. "
حاولت النهوض صارخة :
" .. لا تفعل .."
" جوانة .."
ولم يتوقف مصير ذلك النصل بصرختها والطريق بات واضحاً والهدف مشعاً ..
صرخت بقهر بآخر محاولة حتى أن صرختها خرجت متقطعة بأنفاس مستغيثة :
" إنها جوانة ..' جوانة صابر المنصوري ' .. ابنة صابر المنصوري .. لن يترككم أحياء لدقيقة واحدة بعد قتلها .. "
نظر إليها الرجل الممسك بالسكين وتوقف الآخرين ينظران لها بصدمة اقترب منه اصدقائه يتناقشون على ما يبدو ثم ابتعدوا ..
زحفت بجسدها صارخة من الألم كل ذرة بجسدها تستغيث من اللكمات حتى اقتربت من جسد جوانة .. احتضنت رأسها الدامي ..
ارتعشت من مرضها ام من الضرب الذي لاقته ؟؟!!
بكت بقهر والخوف يسيطر عليها مالت بشفتيها من رأس جوانة ثم همست لها بصوت جامد منخفض لا يُسمع :
" لا تخافي حسناً أنا هنا لأجلك لن اسمح لهم .. لن اسمح لهم ابداً "
رددت بهستيريا ..
" كل شيء سيمر .. سيمر .."
" كل شيء سيمر كما يمر دائما .."
صمتت قليلاً لكنها بدأت تبكي بهستيريا وفزع ورأس جوانة الفاقدة الوعي بين يديها ..
جسدها يختض بعنف ولا تعرف هل من الخوف أو من الحمى ..
" شاااااااااااااهر ... شاااااهر .."
" شاااهر ..شاهـــ .."
خفت صوتها على استغاثتها باسمه ..
........
نهض بفزع مرجعاً مقعده للخلف بحركة عنيفة ..
سقط كوب قهوته مدوياً على الأرضية ..
سأل يحيى بقلق :
" ماذا هناك !!!.. شاهر هل هذا أنت ؟؟؟؟ .. "
شعر بتلك القبضة بصدره التي تلازمه منذ الصباح بقلبه فتناول سترته مسرعاً ..
" يحيى أنا يجب أن أعود للمنزل الآن .. انهي هذا الاجتماع .. حسناً .. "
" شاهر هل هناك شيء ؟؟ "
" شاهر !!!! "
نادى يحيى من خلفه لكن الآخر كان قد رحل .. يضغط على زر الاتصال يود لو قطع كل تلك المسافة وفتح باب غرفتها ليجدها جالسة على سريرها بمنامة بلون الأزرق الفاتح كما تحب .. تقرأ كتاب من كتبها العتيقة وممسكة بكوب اللبن ثم تنظر إليه بتلك العينين الزرقاء الصافية والتي تلمعان برؤيته ثم تسأله بصوت ناعم ناعس ..:
" شاهر .. هل عدت ..!!! .. "
فيخبرها بفظاظة ..
" لا .. لازلت هناك .. "
ورغم فظاظته تهديه ابتسامة جميلة عاشقة يدق لها قلبه ..
ركب سيارته هاتفاً بغضب ..
" اللعنة لماذا هاتفها مغلق ؟؟؟ .. "
رن على كاميليا ..
ردت عليه بصوت ناعس :
" ماذا تريد ؟؟؟ .."
" هل ليلا عندك ؟؟ .. هاتفها مغلق .."
ردت عليه بصوت غليظ ..
" بالطبع سيكون هاتفها مغلق حتى لا تزعجها .. ليلا نائمة منذ ساعتين .. "
أغلق الهاتف بوجهها دون أن يستأذن كعادته وهو يتوعد ليلا سيعنفها على اغلاق هاتفها ..
نظرت كاميليا بنعاس للهاتف ثم اكملت نومها هاتفة ..
" مجنون هذا أم ماذا ؟؟؟ "
.................................................

...........................
وصل أخيراً للمنزل ..
دق على باب غرفتها ينادي عليها بصوت مرتفع منفعل قلبه ينبض بقوة لا يجد لها تفسير ..
" ليلااا .. اخرجي اريدك الآن .. "
انتظر عدة دقائق يتوعدها ثم فتح الباب بانعدام ذوق غاضباً ..
" ليلا ..!!!! أين أنتي ؟ !!! "
" لن اتركك ستعاقبين على اغلاق هاتفك الم احذرك من قبل ... ليلا !!!! "
فتح شرفتها ولم يجدها حتى باب الحمام كان مفتوح ..
بلغ منه الخوف في تلك اللحظة وهو يخرج من الغرفة مسرعاً ..
" ليلااااا.. "
استيقظت كاميليا على صوت مرتفع .. نفخت بغضب وهي تنهض من السرير ..
" شاهر اللعين لو ننتهي منك لنرتاح انا وتلك الصغيرة .. "
هتفت بغضب لشاهر :
" ما ذلك الصياح في منتصف الليل .. "
.. جاوبها بعنف :
" أين ليلا ؟؟؟ .. ليست بغرفتها ... "
دخلت غرفة ليلا مسرعة بقلق ..
" كيف ليس بغرفتها .. !!!! .. ليلا .."
جذب شعره بعنف يكاد يكسر هاتفه ..
هتفت كاميليا بقلق عندما لم تجدها بغرفتها ..
" رن على هاتفها أين تكون ذهبت ؟؟؟ "
زعق بغضب وهو ينزل درجات السلم مسرعاً ..
" هاتفها مغلق .. "
سحبت كاميليا شال وضعته حول كتفيها ونزلت خلفه مسرعة ..
والآن بالأسفل صوت شاهر المرعب ..
" كيف لم تخرج أمامكم هل تبخرت أم ماذا ؟؟؟؟ "
تقدمت كاميليا بقلق وخوف ..
" لقد تركتها نائمة .. ماذا يعني هذا شاهر ؟؟؟ .."
استدار بعنف وعينيه اتسعت من الغضب ..
" هل تسأليني ؟؟؟؟؟ الم تخبريني منذ قليل أنها بسريرها .. "
وضع الهاتف على أذنه ..
" داغر ... هل تحضر لي عنوان تلك الفتاة التي تدعى جوانة .! ليلا ليست بالمنزل في هذا الوقت وهاتفها مغلق .. "
قبل أن يغادر أمسكته كاميليا من يديه بأنفاس عنيفة ..
" لا تعود بدون ليلا .. هل تفهم وإلا سأهدم الدنيا ولن يهمني شيء .. إياك أن تعود بدونها .."
نفض يديه بعنف ينظر لها بشراسة ثم ركب سيارته بتهور ..
.......................

بعد قليل ..
يصعد طبقات العقار بقلب وجل يدعو الله أن تكون بالأعلى لا يهم إذا كانت خالفت أوامره فقط لتكون بخير ..
لن يعاقبها إذا كانت بخير .. لن يفعل تلك المرة فقط .. لكن لو لم تكن بخير ؟؟
نفض رأسه من تلك الفكرة ..
وصل الشقة المقصودة وسقط قلبه حينما وجد بابها مفتوح باتساع .. دخل بخطوات مصدومة يمسك الهاتف المهشم على الأرضية ..
" ليلاااا !!!!! .."
نظر بذهول لداغر الواقف في منتصف الصالة ..
" إنه هاتف ليلا !!!!! .."
زاغت عيناه حينما اقترب منه داغر ..
" لربما يكونا خرجا إلى مكان قريب .. لا تتوقع أسوء .. "
" هاتفها مهشم في منزل مجنونة أشعلت الحرب ضد سامر الجندي حليف صابر المنصوري ولا أتوقع سوء حدث لها !!!!!! .."

رن هاتفه لم ينظر للرقم بل رد بانفعال..
" ليلاااااا ...."
" ماذا أليست موجودة زوجتك ؟؟؟ .. هل جربت شعور ان يختطف أحد زوجتك شاهر وهدان .. "
جحظت عين شاهر بجنون صرخ بغضب ضاربا الحائط وقد تعرف عليه سامر الجندي ..
" يا وغد .. أيها الحقير ال**** .. "
" إياك أن تلمس شعرة واحدة منها .. "
رد عليه سامر يهتف بصوت لزج ..
" اهدأ .. اهدأ .. اهدأ وقص لسانك لدي هدية هنا .. ""
كان شاهر يضغط على أسنانه من الغضب وعروقه النافرة تدل على غضب أعمى ..
هتف شاهر بأنفاس مجنونة يحاول أن يهدأ نفسه لأجلها فقط ..
" ماذا تريد ؟؟؟؟؟ .."
رد عليه سامر بجنون ..
" دارين مقابل زوجتك .. "
أغمض شاهر عينيه ويديه ارتعشت من هول الغضب الذي بداخله وقلبه يرتعد من الغضب ..
" أين هي ؟؟؟
هتف بصوت مميت ..
" أريد أن اكلمها .. "
رد عليه سامر بصوت ممطوط :
" أيتها الصغيرة ليلا هل تكلمين زوجك ؟؟؟؟ "
صمت قليلاً ثم أجابه يعبث بخصلات ليلا السوداء ..
" ليلا لا ترد هل يمكن أن تكون فقدت وعيها شاهر ..!!! "
دوي صوت صراخه بأرجاء المنزل ..
" أيها الحقير الـ ***** ..إياك أن تلمس شعرة واحدة منها أقسم أن اجعلك لا تتعرف على جثتك.. لتقع بيدي فقط .. "
ضحك الآخر بهستيريا يجذب شعر ليلا التي تصرخ بقلب مستغيث منهارة من أسفل فمها المكمم ..
بصوت بشع أخبره سامر بتحدي :
" شعرها كله بيدي شاهر وهدان .. "
كان صوت القصف والكسر وصراخه كالرعد .. :
" أيها الوغد الحقير سأقتلك .. سأقتلك أقسم بحياتها سأقتلك .. "
" اتركها واجهني رجلاً لرجل .. "
اخبره سامر بعينين متسعتين مجنونتين ..
" أريد دارين ... إنها لي فقط .. دارين مقابل ليلا .. سأتصل بك أعرف ردك صباحاً ولا تطل الأمر زوجتك تئن من الألم إلا اذا أردت موتها .."
أغلق الهاتف بوجهه استدار شاهر بجنون يشعر بقبضة تكاد تهوي به كلما تخيل ما اصابها ..
نزل إلى الطريق المظلم يجري وكأنه تائه .. المسدس بيده واليد الأخرى لا زالت ممسكة بالهاتف رغم إغلاق الخط الكلمات مثل القذف ..
" شعرها كله بيدي !!!! .."

خلفه كان داغر يهرول سيفقد شاهر عقله بالطبع سيفقده ...
وقف في منتصف الطريق يدور مكانه ..
تصلب الاخر مكانه بأنفاس محبوسة و اخيراً أدركه داغر وقف بعيداً عنه بعض الخطوات تجنباً لأي حركة غير محسوبة من الآخر .. يكفي ما حدث بالداخل منذ قليل ..
" شاهر !!!!! .."
دقيقة وكان انفجاره المجنون يصرخ بهياج يضرب السيارة التي أمامه بيده وقدمه بهستيريا جعلت داغر خائف على شاهر لأول مرة من هذا الانفعال ..
قفز داغر يقيده من الخلف ..
الجملة تترد وتتردد بأذنيه تسبب له حالة من الجنون والهستيريا ..
" شعرها كله بيدي .. ! "
" شعرها .."
" شعرها .."
( شعر ليلا زوجته هو ؟؟؟؟!!! )
شعرها الذي كان يغار إذا ظهرت خصلة منه ..!!!!!
دفع شاهر الآخر الذي يقيده .. استدار بجنون يلكمه بكل قوته فسقط داغر أرضا نظر له بأنفاس مقطوعة متأوه فوجده يوجه سلاحه أمام رأسه بلحظة جنون ظاهر بعينيه المتسعتين المخيفتين ..

" شاهر .. شاهر سننقذها .. شاهر .. توقف أرجوك .."
أغمض داغر عينيه على صوت الآخر الذي صدع الشارع المظلم بل زلزله بقوة وهياج مخيفين ..
"أ ين زوووووووجتتتتتتتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ … أريد ليلاااااااا الآن … "
تبعها صوت انطلاق رصاصاته الصارخة ...
نهض داغر بعنف احتضنه بقوة وانفعال ..
" ستجدها .. ستجدها أعدك بذلك "
شد عليه يسحب السلاح من يده والآخر أنفاسه العنيفة وصدره الذي يصعد ويهبط ..
" إنها ليلاج سلطان هل نسيت يا شاهر ابنة السلاطين ؟؟؟ .."
" يااااااا الله .. اااه مما تفعليه بي يا ليلا .. اااااااه .."
............
بعد قليل ..
اتسعت عين كاميليا بخوف وهي ترى شاهر يدور بجنون يزعق بغضب لرجال الحراسة ..
اقتربت منه وقد قطعت درجات السلم مهرولة ترفض أن تصدق ما سمعته بأذنها ..
" ماذا .. ماذا حدث ؟؟؟؟؟ .. أين ليلا ؟؟ "
استدار يتنفس بعنف صارخاً ..
" لقد اختطف ال *** ابن الجندي ليلا .. سأقتله .. "
أخرج سلاحه بحركة مجنونة ...
" هل ترين هذا سأطلق منه رصاصة برأسه امزقه ."
صرخت كاميليا وهي تقترب من شاهر بهستيريا ..
" ماذا ؟؟ ماذا يعني هذا ؟؟ هل يحتجز هذا المجنون ليلا لديه .. "
عروقه النافرة تدل انفجار بات وليداً ..
صرخت كاميليا بجنون تسأله ..
" هل يحتجزهاااا ؟؟؟؟ احضر لي ليلا الآن .. شاهر وهدان هل تسمع احضر ليلا الآن ؟؟؟؟ .. "
صرخ بغل أعمى :
" سأقتله أقسم لأقتله وامزق جثته لأشلاء حتى يصعب التعرف عليه .. "
استدار بعنف والعرق يصب من جبينه من الانفعال وجهه أحمر مخيف وعينيه تحولتا لكتلة ملتهبة من الشر ..
اقترب داغر منه بوعد ..
" اهدأ يا شاهر سأذهب الآن لقسم الشرطة ونراقب هاتفك اذا اتصل هذا المجنون ثانية سنجدها وحساب هذا الوغد* سيكون عسير "
استدار بشراسة مرعبة هاتفاً ..
" كيف اهدأ .. أخبرني كيف وزوجتي أنا بين يد مجنون لا أعلم ماذا تلاقي بمفردها .. "
" سأجدها ... وبعد ذلك سأكتب خبر موت هذا الـ **. "

صرخ ..
" هذا كله بسبب الأغبياء .. ماذا وضعت أنا للحراسة سوى مجموعة أغبياء ..

استدار شاهر آمراً داغر بقوة وقد بدأ يستعيد قوته ..
" ستذهب الآن لقسم ** .. هناك ضابط شرطة يدعي عابد فيومي ستتواصل معه خلف إشارة هاتفي .."
" أيووووب .. "
أقترب أيوب مهرولاً منكس الرأس هتف به بصوت مرتفع ..
" ستبحث لي خلف هذا الكلب سامر وترسل لي الأماكن التي يمتلكها خاصة به .. هل تفهم ..؟ "
هتف أيوب .. :
" أمرك سيد شاهر سوف آتي لك بمخبأ هذا الكلب بأسرع وقت .."

بكت كاميليا بصوت مرتفع ..
" شاهر .. اتوسل إليك افعل أي شيء واحضر لي ليلا لا اريد شيء سواها .. ماذا سيفعل بها هذا المجنون ؟؟ "
جلست على السلم تضع يدها على صدرها ..
" إنها مريضة .."
أما الآخر ركب سيارته بجنون يقفز بعقله ..
الآن شياطين شاهر وهدان هي الحاضرة لذا لزم على الجميع أن يبتعد ..
تطلع داغر لسيارة شاهر المهرولة ولكاميليا التي نهضت باكية للداخل وغادر هو الآخر ينفذ ما طلبه منه شاهر ..

......................
في قصر ضخم حيث صابر المنصوري فزع من جلسته ينظر للهاتف بجنون ..
" هل جننت ؟؟؟ .. "
" هل تجرأت على خطف ابنة صابر المنصوري .. سأقتلك يا وغد .."
رد عليه سامر بانفعال :
" ما ادراني أن الفتاة التي بلغت الشرطة عني تكون ابنتك ؟؟؟ .."
" إياك أن تلمسها حتى أتي إليك .."

.....................
رأت بتشويش شخص يمسك بسامر الجندي يكاد ان يشتبك معه ثم سمعت ..!!!!!!
" حسابك لم ينته سامر الجندي .. تخلص من تلك الفتاة التي بالداخل سريعاً .. جوانة عندما تستيقظ لن استطيع ان اوقفها وستدلي عليك .. "
وقف سامر أمامه بغضب ..
" ماذا أدراني انها ابنتك عندما اتصل بي الرجال ابلغتك وجئت على الفور .. فقط اجعل تلك الفتاة تصمت حتى احقق ما أريد .. صابر المنصوري ابعد ابنتك عن طريقي ولا تجعل طريقنا يعوج بالعداوة إنها هي من أبلغت الشرطة عني في مقتل سلسبيل !.. لو حدث شيء لي سأجر قدمك معي .."
رفع رأسه محذراً ..
" لنا حديث آخر بعد أن تنظف يدك .. لم يعد تعجبني تصرفاتك وجودك هنا بالبلد بات مقلقاً .. "
صرخ سامر بغضب :
" اللعنة على ذلك الحظ .. سأخذ دارين زوجتي ونترك البلد بما بها لك .. لأعثر عليها فقط حتى ذلك الوقت لن تنطق ابنتك بكلمة ضدي .."
نظر الآخر له بغل ثم اقترب منهما يحمل جوانة حاولت ليلا أن تنهض .. لكنها هدأت عندما سمعت هذا الرجل الذي حمل جوانه يهتف بقلق ..
" لا تخافي يا ابنتي .. لا تخافي أنتي مع أبيكِ .."
اخذ جوانة ورحل .. حينها أغمضت ليلا عينيها مستسلمة لكل ذلك التعب والألم تعلن استسلامها ..
" أنتِ بأمان جوانة .. "

.............................
فتحت جوانة عينيها بصعوبة تتأوه بصوت مرتفع من الألم نظرت لتلك السيارة الفارهة وشخص بجانبها يضع يده يكتم الدم السائل من رأسها نظرت له بتشويش إنه والد .. ..
لا ليس والدها هو صابر المنصوري وفقط ..
" جوانة ابنتي .. هل أنتِ بخير ؟؟؟؟ "
هتفت بصدمة عندما وجدت نفسها فقط بالسيارة ..
" ليلااا .. أين ليلااا ؟؟؟؟ "
اقترب منها صابر المنصوري وقد لمعت عينيه ..
" تشبهين والدتكِ كثيراً لقد كانت عنيدة مثلك كالثور .. "
بكت جوانة بألم .. وأوجاع قلبها أكثر وطئاً ..
" لست مثلها لقد انتحرت .. هي ضعيفة لكنني أنا جوانة قوية .. "
ابتسم لها بفخر ..
" أجل لقد ورثتك قوتي .. "
صرخت جوانة بغضب وهي تحاول الحركة بعنف لكنها تأوهت بألم ..
" لست مثلك أبداً صابر المنصوري ولن أكون أبداً هل تفهم ..؟؟؟؟ .. "
" حسناً اهدأي لا تنفعلي .. .. "
" ليلا التي كانت معي أين هي ؟؟؟ .."
أجابها بعدم اهتمام ..
" لا أعلم لقد تركتها تحت يديه .. لماذا تبعثين مع سامر ألا يكفيك العبث بداخل وكري ؟؟ "
اتسعت عين جوانة تحاول التحرك لكن بدلا من ذلك صرخت من الألم ..
" ماذااااااااا ؟؟؟ .. كيف يعني .. هل تركتها معهم ؟؟ من ماذا أنت مصنوع لقد أنقذت تلك الفتاة حياتي .. "
كانت تحاول الحركة بعنف متغلبة على كل ألم تشعر به .. هي السبب في ما وقع على ليلا ..
يجب أن تتصل بشاهر وهدان ..
" ماذا تفعلين ؟؟؟؟ "
صرخت جوانة وقد بدأت تفقد أعصابها ..
" أوقف السيارة الآن .. أين مكانها ؟؟؟؟؟؟؟ "
صمت ينظر لها بغضب يماثل غضبها صرخت : ..
" أين يحتجزها هذا الوغد .. صابر المنصوري افعل لي شيء واحد صحيح لو تبقى لديك ذرة ضمير لقد أنقذت الفتاة حياتي .. "
أغمض عينيه يلعن جنون ابنته ..
ثم اعطاها المكان ..
" هل يمكن استخدام هاتفك ؟؟؟ .. "
نفخ بغضب وهو يناولها الهاتف مجبراً ..
بمن تتصل هي لا تحفظ رقم شاهر لكن ...!!!
تحفظ رقمه ..
كما تحفظ كل شيء يخصه ..
...............
كان قد عاد أخيراً من العمل شكر مرافقه الذي أدخله المنزل ثم عين خطواته يجلس على الأريكة التي يحفظ مكانها في منزله ..
عقله سرح مع صوت لا يغادر أذنه صوت كالنور يلمع رغم ظلمته المقيمة بروحه ..
رن هاتفه الخاص فأخرجه من جيبه يرد ..
" من معي ؟؟؟ .."
" يحيى .. أنا .. أنا جوانة .."
" جوانة ؟؟؟؟ .. ما به صوتك ؟؟ .."
نظرت لهذا الرجل المدعى والداها وهطلت دموعها تلك المرة كانت الآلام بقلبها تتغلب على أنين جسدها ..
تذكرت شيء بعيد ..
هل يمكن أن يؤذيه صابر المنصوري ؟؟؟
لقد حرق كل من تقترب منه ..
ماذا عن أملها الأخير بالحياة ' يحيى نصار ' أسطورتها السوداء الغامضة ..!!!
...
نهض الآخر بعنف وعجز يدور حول نفسه ..
" جوانة .. جوانة ..!!!!! .."
كادت أن تنهار وتخبره بصراخ أن يأتي إليها ويأخذها لكنها تحاملت تهتف بصوت ضعيف باكي ..
" اتصل بشاهر أخبره أن سامر الجندي يحتجز ليلا في مخزنه الخاص بمنطقة **** .. وأخبره أن ليلا ليست بخير إنها مريضة جداً .. "
صرخ يحيى بجنون وقلبه اهتز رغماً عنه أول رجفة ..
" ماذااا ؟؟؟ !. كيف عرفت أنتي .. أين أنتي ؟؟ .. هل أنت بخير .. ؟؟ .. جوانة ؟؟ .."
أغمضت عينيها تعض على يدها من البكاء وما أصعب أن تخبر أحدهم أن كل شيء بخير رغم صراخك بالألم والحاجة إليه وبالأخص إذا كان هذا الشخص يعني لك الكثير ..
" أنا بخير .. "
" لقد تعرضت لحادث بسيط .. أخبر شاهر الآن إلى اللقاء .."
ناولت الهاتف لصابر المنصوري الذي ينظر إليها بتفحص ثم أمسكت بجانبها ورأسها تتأوه بصوت مرتفع وقد ساءت حالتها أكثر ..
هتف صابر بصوت مرتفع لسائقه ..
" تحرك إلى مشفى *** .. هيا الآن .."

..........


....................
" شاهر ؟؟؟؟ .. "
رد شاهر والنار لا زالت مشتعلة بعينيه يسمع صوت خفقان هذا القلب الثائر بصدره يصرخ باسمها ..
هتف يحيى بقلق ..
" اسمعني هل ليلا خطفها سامر لقد كلمتني جوانة وأبلغتني العنوان الذي يحتجز به ليلا .. ماذا يحدث يا شاهر ؟؟ "
اتسعت عين شاهر يتفادى سيارة كاد يصطدم بها صرخ وهو يضغط على فرامل السيارة يوقفها ..
" ما هو العنوان ؟؟؟؟؟؟ "
املاه يحيى العنوان ولم يكد يكمل حديثه حتى اغلق الآخر الهاتف بوجهه أدار السيارة بعنف وغضب ..
" لقد انتهى ليلاي .. لقد انتهى كل شيء أنا آتي يا وردة .. "
وفي هذا المكان الموحش كانت ليلا مرمية على الأرضية تئن بخفوت ما بين الصحو والاغماء ..
" شاهر .. أحبك .. "
وبخارج هذا المخزن كان سامر يركب سيارته آمراً رجاله ..
" ابقوا أعينكم مفتوحة لا اريد خطأ واحد هل تفهمون ؟؟؟ .."
" أمرك سيدي لن نتحرك من هنا حتى تأمرنا بشيء آخر .. "
" أجل واجعل تلك الفتاة بالداخل تفيق لا زال أمامنا الكثير لتفقد الوعي .. "


افاقت ليلا على صوت لزج يضرب وجهها ضربات خفيفة ..
أنت من الألم من الضرب وودت لو بصقت بوجه ذلك الرجل الذي يشممها شيء رائحته نفاذة بشعة مثله ..
..
بالخارج ..
نزل من السيارة بعنف في مكان مخفي بعيد عن المخزن تحدث بهاتفه بصوت منخفض ..
" داغر اسمعني احضر أيوب وتعال الى ** .. لا تخبر الشرطة .."
" اصمت اسمع ما أخبرك إياه إياك أن تخبر الشرطة .."
أغلق الهاتف يضعه في السيارة ثم أمسك بالمسدس وأخرج الآخر الذي يقبع في خزانة السيارة ..
جرى في هذا الظلام بتخفي وخطوات خفيفة مسرعة ثم دار بعينيه خارج المخزن وجد رجلين يتحدثان ..
صفر بصوت مرتفع فانتبه الرجلان ينظران حولهما أحدهما اقترب من المكان الذي يختبأ به فعاجله من الخلف بضربة قوية بأسفل المسدس في رأسه ومرة ثانية خلف أذنه فسقط فاقداً الوعي ..
لف حول المخزن ليأتي للأخر الذي اقترب من صديقه المرمي رافعاً سلاحه ينظر أمامه هتف شاهر بشراسة ..
" مرحباً .. "
استدار له فقام شاهر برفس السلاح من يده ثم لكمه بقوة ببطنه انحنى الآخر متألماً فرفسه مرة أخرى تلو الأخرى وقضي عليه بضربة أخرى من مديته بجانبه ..
أخذ سلاحيهما ووضعها في جيبه ..
تسحب ببطء حتى وصل لباب المخزن فتحه ثانية وأخرى ثم قام بركله بكل قوته فأرتد الباب على مصرعيه بصوت مرتفع ..

....
فتحت عينيها تنظر إلى الغرفة الفخمة البيضاء سندت رأسها على الوسادة تراقب قطرات المحلول المنساب بعروقها أغمضت عينيها بألم ماذا عن الخوف والوحدة التي بقلبها ..
" جوانة .. "
كان صوت صابر المنصوري .. ردت عليه ولازالت مغمضة عينيها بألم ..
" أخرج لألتقط أنفاسي .. وجودك يخنقني .. واقسم ان تكون نهايتكم جميعاً بيدي .."
نظر إليها بغضب يلعن رأسها اليابس ..
سمعت صوت الباب يغلق حينها سمحت لدموعها تفر هل ألم روحها أكثر ام جسدها ؟ ..
" احميها يا الله سأموت تلك المرة اذا حدث لها شيء بسببي .. اقسم ان ابتعد عنها لكن احميها يا ربي .. "
سقطت دموعها وهي تأخذ وضع الجنين ..
" أنا وحيدة .. وحيدة وسأظل وحدي للنهاية .. ااااااه يا أمي .."
.......................................

وقف شاهر بجسده رافعاً سلاحيه لأعلى بيده الاثنين يوجههما نحو رأس الثالث الذي بالداخل ..
أخرج الثالث سلاحه وخطواته تتجه ناحية ليلا المسجى جسدها على الأرض .. هتف شاهر بصوت مجنون عندما أدرك تقدم خطوات الآخر ناحية ليلا ..
" خطوة أخرى وسأفجر رأسك إياك والاقتراب منها .. "
نظر ناحية ليلا ثم هتف بصوت مرتفع :
" ليلاااااااا .. "
صوته وحروف اسمها الرخيمة بذلك الكبرياء ..
أغمضت عينيها وحروف اسمها بصوته تجعلها تفيق وتكسبها قوته هل آتى شاهر أم درب من الاحلام التي لا تنتهي ..
كان شاهر عينيه في عين الرجل الذي يوجه سلاحه ناحيته ..
هتف بصوت رج المكان ..
" ليلااا .. انهضي وتعالي خلفي .."
..
لكن صوته ثانية اغرقها يفيق كل ذرة بجسدها ويحفزها فتحت عينيها ببطء بتشوش كان واقفاً شامخاً كفارس أتى لإنقاذ الأميرة ..
دمعة عزفت على خدها ببطء تليها صاحبتها هل هي أميرته ..
" شاهر !!! .. "
" انهضي .. "
" أنا هنا الآن .."

تحملت تتأوه ورشدها يعود إليها شاهر واقفاً بمواجهة الآخر .. استندت على الأرض بيديها ثم وقفت ..
شاهر كان يوازن نظره بين ذلك الآخر الذي يشهر سلاحه وبين نهوض ليلا المترنح وحالتها الرثة و .. وشعرها المكشوف .. نار غلت بعروقه لرؤية شعرها ..
مد يديه نحوها ناظراً لما اصابها جنون من الغضب الأسود اجتاحه و ملامحه باتت مغيمة مرعبة ..
" انزل سلاحك الآن أمامك فرصة واحدة تلك فرصتك الوحيدة .."
شهقت ببكاء هستيري وتقدمت نحوه مترنحة حتى اقتربت تستند على العمود الحديدي الذي بجانبها وقد هزمها الألم فانحنت تتأوه غير قادرة على التقدم اكثر من ذلك..
" ليلا لا تتقدمي .. "
صرخ بها بجنون ..
" انسحبي الآن .. "
لقد فهم ما كادت أن تفعله ..
كانت تتقدم عازمة على أن تلفت انتباه الآخر عن شاهر لكنه منعها بصراخه ونظرة عينيه القاتلة ..
يكفي ما يتحمله لرؤية حالتها وما أوصلت نفسها إليه ماذا تريد منه أكثر من ذلك ؟؟؟
انسحبت خلف أحد الأعمدة تختبأ خلفها مع انسحاب شاهر والآخر ورصاصتين فارغتين اطلقتا بالهواء ..
" لا تتحركي من مكانك ولا تتكلمين حتى لا يكشف مكانك .. "
هل يلقي أوامره بذلك الوضع وبتلك الحالة .. !
تحركت ليلا خلف أحد السيارات الخردة التي تملأ المكان ..
أحنت رأسها للأسفل تراقب حتى شاهدت قدم الآخر مختبأ خلف سيارة بيضاء خردة كبيرة الحجم ..
هتفت بصوت جاهدت ليكون مرتفع لكنه خرج مبحوح ومتعباً مهتزاً ..
" لن أتحرك من مكاني ولكن هل ..هـ ل رأيت سيارة بيضاء ضخمة بدون باب خلفي .. هل رأيتها .. "
استندت على السيارة من خلفها بتعب ودقيقتين وسمعت صوت إطلاق نيران صدع المكان ..
لا تحتمل المرض تحاول فتح عينيها التي تغمض أما جسدها لم تعد تشعر به من شدة الألم والبرد العاصف بها ..
تحركت ببطء تنهض تستند على السيارة الخردة
وجدت شاهر واقفاً رافعاً يده بسلاحه وصراخ ذلك الرجل برصاصة اصابت يده ..
لقد فهم مقصدها ذكية يا ليلا ..!!
اقترب شاهر منه اخذ سلاحه ثم أخذ يضربه بقدمه ضربات غاضبة سوداء وعاجله بضربة افقدت الآخر وعيه ..
" شـ ا هـ ... ـر .. "
توقف جسده على صوتها بحروف اسمه وأول قيد بقلبه كسرته هي بتلك الهمسة ستخلد تلك النبرة بذاكرته للأبد ..
كيف لهمستها الصغيرة تلك أن تزلزل جسده ويرتعد لها قلبه بذلك الجنون كيف لها أن تحول كل ذلك الغضب الاسود والرغبة بالقتل والجنون الاعمى لشعور مخيف وكأنه يريد أخذها يحبسها بعيداً عن كل هذا ..
اقترب هو ..
واقتربت هي تترنح ..!
تقترب بحالة رثة شعرها الأسود منطلق بعشوائية على كتفيها ووجهها المكدوم وعينيها الباكية متعبه تجاهد لإبقائها مفتوحة ..
جمد مكانه قدمه لا تتحرك ..
هي أصعب معادلة بحياته ..
هي البداية وخط النهاية ..
مشاعره كلها الثائرة بداخل قلبه كانت عينيه تترجمها ..
" ليلا !! .."
كان صوته غريباً ولأول مرة يكون مرتعش وعينيه خائفة ..
هطلت دموعها تتماسك واللقاء الأول لا تعلم من جذب الآخر ولا متى صارت بأحضانه العنيفة المنفعلة ويديه التي تمسك برأسها تزرعها بصدره .. أحاطت صدره ببطء بيديها كانت تطمئنه رغم ما بها ..
لمساتها رقيقة تتعبه ..
توقفت دقات الساعة دقة .. دقة ..
بكت هي بصوت مرتفع صارخ فاختض لها قلبه احتضنتها ..!!
أغمض عينيه بقوة وكل الخوف الذي عاشه انطلق الآن بكل ما يملك ..
حين شعر بسقوط جسدها بين يديه رفعها بقوة بين يديه يحملها.. ورغم آلام جسدها تأوهت باسمه بألم ..
" شـ اهر .. أنا .."
ذاب بهمساتها أسدل جبينه فوق جبينها يسكتها وأغمض عينيه بانفعال همست بصوت مبحوح ..
" شاهر .. "
لم يرد عليها فرفعت يدها تحاول لمسه قبل أن تفقد الوعي مستسلمة لكل ألم يصرخ به جسدها ..
" شاهـ .. .."
" أجل يا روحه .. "
هتف بصوت بعيد جداً لكنها شعرت به بكل خلية بجسدها ..
حينها أغلقت عينيها اخيراً واستسلمت ..
همس بين خصلات شعرها بصوت مبحوح رخيم ..
" لقد انتهى يا لِيلا .. انتهى كل شيء .. "

حملها يتقدم لسيارته أنفاسها الساخنة التي تغلي على عنقه تشعل جسده وروحه بنيران ..
كل نفس يستجيب له جسده يخبره عما لاقته هنا وحدها ويسجلها بصبر أسود ..
أدخلها للسيارة و خلع سترته يغطى جسدها الذي يرتعش يمسح على شعرها برقة تائه بملامحها ..
" يا الله ماذا تفعلين بي يا ليلا ؟؟ ماذا تفعلين ..."
أتاه صوت داغر العنيف من خلفه ..
" شاهر !!!! ماذا حدث أنتما بخير ؟؟؟؟؟ .. "
اعتدل واقفاً يخفيها بجسده خلفه عن الأعين ..
" كيف هي ليلا ..؟؟؟؟!!!! "
" اربط هؤلاء الخرفان أنت وأيوب .. اريدهم في مخزننا الخاص بنا حتى اعود ونتصافى .. وأخبر الشرطة أن سامر اطلق سراح ليلا وقد عادت للمنزل لكنه هرب .."
رن ذلك الهاتف الذي أخذه من أحد الرجال فرد شاهر بابتسامة شرسة ..
" سامر الجندي لقد علقت لك حديد بسقف المخزن تنتظرك ..! "
أغلق الهاتف على صراخ سامر المجنون ..
" سأقتلكما .."
نادى داغر من خلفه وهو يعلم ما خلف حديث شاهر ..
" شاهر لا توسخ يديك .. "
نظر له شاهر بسواد .. ثم ركب سيارته ورحل بعنف وليت المغامرة انتهت عند هذا فقط ..
ماذا ينتظرهما بعد ؟؟

..............……………
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 2:44 pm

الفصل الخامس عشر


راقب السيارتين خلفه منذ تحركه من المخزن وخروجه من الطريق الرئيسي وهما يتبعون سيارته ..
كان يناوش السيارتين لكنهما مصممتين على أن يلحقوا به شتم وهو يستمع إلى صوت إطلاق النيران خلفه ..

" هل رجال سامر الجندي أم صابر المنصوري ؟؟ لا يهم المهم أنهم يريدون إصابتهم .. "

انحرف بالسيارة بمهارة يقطع طريق آخر. .
ظل يعبر طرق ملتوية مختلفة حتى استطاع الفرار منهما ..
شتم تلك المرة بعنف وغضب وهو يضرب عجلة القيادة بغضب يلعن حظه لقد انفجر إطار السيارة في هذا الطريق المظلم ..
" اللعنة .. اللعنة .."
استدار ينظر لتلك الفاقدة وعيها بالخلف ..
فتح باب السيارة ومال عليها يحيط وجهها بيده فأنت بصوت خافت لكنه همس لها بالقرب من وجهها ..
" ستكونين بخير اتفقنا ..!! .. أنا هنا الآن لن يصيبك أي سوء بعد الآن .. "

بعدها خرج من السيارة ينظر حوله لذلك الطريق المهجور الذي سلكه والظلام الدامس يحيطهم من كل جانب حتى الهاتف لا يلتقط أي إشارة ..
شد شعره بعصبية ينظر حوله لو ظلوا هكذا سيعثر عليهم هؤلاء الأوغاد ..
وليلا معه لن يغامر بوجودها ابداً كفى ما رأته ..
رجع إليها يمسك بشعرها خلف أذنها و يهمس لها بقوة ..
" ليلا .. هل تسمعينني ؟؟؟ .. ليلاج صدقي سلطان هل تساعديني يا وردة …"
فتحت الأخرى عينيها بتعب فلمعت عينيه وكأنها بتلك النظرة منحته كل القوى .. بأنفاس عنيفة همس ..
" سأحملك حتى نعثر على أي مخرج من هذا المكان .. هل تقاومين لأجلي ؟ .. "
كانت تقاوم لفتح عينيها لكنها تفشل عدل سترته حول جسدها الذي يرتعش به كل ذرة .. بعدها حملها بقوة رغم تأوهها الذي يحفز فيه رغبة عارمة من الشر تزداد كل مرة ..

ومضى العاشقين في الطريق المهجور المظلم لا يمتلكان سوى دقات قلبهما وعشق خفي والثقة بقدرهما ومغامرة حب ..
كانت وردة يانعة في أحضان هاوي ..

سار كثيراً لا يعلم كم مر من الوقت يسير في ذلك الطريق ساعة أو أكثر ربما ..
وهي أفاقت على صوت أنفاسه وقطرات العرق التي تنزل من جبينه نظرت له تراقبه صامت كجبل عتيد لكن ملغم بالكثير من البراكين الثائرة بداخله ..
شاهر وهدان بركان خامد سيثور في أي لحظة !
رأسها على صدره تستمع لدقات قلبه الثائرة كالطبول تمتزج مع صوت الليل من حولهما وهو ماضي في طريقه ..
" شاهـ .. ر .. أنزلني هنا .. "
" أرجوك .."
توقف بأنفاس مقطوعة ..
" سنصل ليلا تحملي قليلا .. "

للمرة الثانية ..
" أرجوك أنت .. "
توقف ينظر حوله لذلك المكان المعزول ثم أنزلها برفق يسندها على أحد الأشجار الضخمة وانحنى نحوها على ركبتيه يمسح على وجهها برفق ..
" اللعنة أنتي تغلين .. درجة حرارتك مرتفعة جداً .."
مدت يدها بألم تمسح قطرات عرقه وعينيها على عينيه التي اغمضها بتأثر من لمستها الرقيقة ..
" هل تتحملين لأجلي .. لأجلي ليلا .. أرجوك .. "
صمتت ولم تعد بقادرة على الكلام ابتلعت ريقها بصعوبة تشعر بهوة فقدان الوعي تجذبها ..
حينما أمسك برأسها هاتفاً ..
" لا تغيبي عن الوعي ليلا درجة حرارتك مرتفعة .."
" .. ليلااااااا !!!!! .."

نظر حوله ولمح منزل بسيط بدائي على الجهة الأخرى ..
عاد إليها يرفعها ..

" يا ابنة السلاطين .."

كانت تقاوم وعينيها ينسدلان برفق فحملها واقفاً بشموخ وتحفز قلبه يتجاوب مع أنفاسها على عنقه ..
" سأحكي لكِ حكاية حتى نصل .. "

العشق هذا حكاية غريبة لا تعلم متى يصيبك ولا بأي وقت ؟
والأدهى أنك لا تختار من تعشق تنزل صاعقة بقلبك فتلتفت حولك تجد نفسك تائه وموازينك مقلوبة ..!
تنظر هذا الرجل ذو القلب القاسي من يحمل هم عائلة بأكملها تائه بعينين بلون السماء صافيتين !!!!
هذا القاسي الذي لا يليق بحكايات الحب كيف يقع تحت سلطة أميرة بريئة ؟؟
هذا الملك قاعدته الأولى العشق محرم ..!!
الشيطان لا يقرب ملاك ..؟
يهرب ويهرول بعيداً عنها وفي كل مرة ينتهي به الطريق عندها ..

هي كانت لحظاته الجميلة وسط كل ذلك الشقاء ..

مشى في الطريق الطويل الغير ممهد وصوته يأتي ساحراً بعيداً وسط الظلام وصوت الليل يخالطه كحكايات أنير في زمن قديم نظر لعينيها المغمضة مبتسماً ..

( هي كانت فتاته الجميلة.. هي كل الرقة لقد عرف منذ النظرة الأولى أنها هي تلك الأميرة وانها بطلة خريف العشق .. )
" هل تذكرين عندما انهارت تلك الفتاة في العام الذي توفي فيها والديها ؟؟؟ .."
نزلت دمعة من عينيها دون ان تفتحهما بينما أكمل هو بابتسامة ..
" كانت في ذلك العام في الثانوية .. "
أكملت بصوت ضعيف تتذكر ..
" ساعدتني وبنيت حصار حولي لقد حاربت السلاطين رفعت سلاحك بوجههم .. منحتني كل القوة والأمان وكل ما أحتاجه حتى التحقت بكلية الطب .. ثم .. "
أكمل هو ..
" لقد غارت منك روح حينها واقسمت أن تبذل كل جهدها لتكون مثلك لكنها فاشلة باعترافها لم تحصل على علاماتك الجيدة ولا نصفها حتى .. بعدها .. "
غامت عينيها تكمل بصوت متقطع ..
" .. تزوجنا لكن .. بعدها تحول الأمير لظلام مخيف .. "
رفعت رأسها لشاهر الذي أخفى مشاعره ببراعة همست له بتوسل ..
" لماذا تحول الأمير لكل ذلك الظلام .. "
نظر بعيداً ولم يجيبها بشيء ولكنها لمست تلك النقطة بداخله ..
..
بصوت بعيد هتف :
" لقد قربنا من المنزل يبدو أن هناك أحد يسكنه سنذهب هناك للمساعدة .. "
أغمضت عينيها وهمست بداخلها تردد ..
" أحبك .. "
…………………..

نادى شاهر بصوت مرتفع أمام الباب الخشبي لهذا المنزل البسيط جداً ..
" هل يوجد أحد هنا ؟؟؟؟ .."
أخفت وجهها بصدره تختبأ وقد بلغ منها التعب لا تحتمل أي مغامرة أخرى ..
ضرب الباب بقدمه ففتحت امرأة مسنة .. صاحت تزعق به ..
" هل هذا أسلوب زائر .. كدت تخلع الباب بقدمك أيها الجلف .. "
عقد شاهر جبينه لتلك العجوز الغريبة بينما رفعت ليلا عينيها المتعبتين تنظر عندما أتت فتاة صغيرة في عمر العاشرة ومن خلفها ظهر رجل مسن آخر تسنده تلك الفتاة يتطلعان بفضول لهما :
" مرحباً نعتذر على الازعاج لكن هل يمكنني الحصول على هاتف أرضي ليست هناك إشارة لهاتفي وتعطلت سيارتي .. "
نظروا الثلاثة نحو ليلا فدسها بأحضانه يخفيها بتوجس ..
" تفضل بالداخل أيها الرجل .. "
كان هذا الرجل المسن .. فأجابه شاهر بفظاظة :
" لن أدخل .. هل لديكم هاتف أم لا ؟؟؟!!! "
هز الثلاثة رأسهما بالنفي بينما أجابه الرجل العجوز ..
" لا نحتاج إليه في ذلك المكان المعزول وليس لدينا أحد نتصل به .. "
أغمض شاهر عينيه ثم سأله :
" كيف يمكنني التواصل مع أي أحد في ذلك المكان .."
هتف الآخر ..
" سيكون عليك المشي لساعة من ذلك الطريق ستجد طريق بنهايته محل صغير به هاتف لكن في ذلك الوقت المتأخر بالتأكيد سيكون مغلق .. "
" اللعنة .. "
هتف بها شاهر بغضب فدعته تلك العجوز ..
" أدخل يا بني تلك الفتاة التي معك تحتاج المساعدة ماذا حدث لها ؟؟ .."
نظر شاهر ناحية ليلا التي تنظر له بعينيها القلقة وقد أغلقت كل الأبواب ولم يبقى سوى هذا الباب وذلك العجوزين والفتاة الصغيرة ..
" حادث صغير .."
هتف بها وهو يدخل بحذائه المكان الصغير وكأنه صاحب المنزل فصرخت العجوز به موبخه ..
" اخلع حذائك هذا هل ستنظف مكانك ..!! .. "
رفع حاجبه بنظرة قاتلة ثم خلع حذائه يدخل خلفها إلى غرفة صغيرة يوجد بها سرير واحد في منتصفها ومدفئة من الخشب بدائية جداً ..
وضع ليلا على السرير برفق شديد يتطلع إليها بحنان دقائق وعادت تلك المرأة معها ثياب لكلاهما ..
" أخرج لأبدل لها ثيابها .."
عقد حاجبيه يلتفت بعنف لجملتها وكأنها أجرمت ..
" كيف يعني تبدلين ثيابها ..؟؟!! "
كشرت تلك العجوز ..
" ما الذي غير مفهوم في تبديل الثياب ؟؟!!!!!! "
تناول منها الثياب هاتفاً لتلك العجوز المجنونة ..
" أنا زوجها .. أنا ابدل لها ثيابها .."
رفعت المرأة شفتيها بحركة شعبية هاتفة ..
" لتقل هذا يا رجل منذ الصباح .. "
لم يرد عليها شاهر ولو كان في غير الموقف لكان تخلص من تلك المرأة بطلقة واحدة وأراح رأسه ..
انتظر حتى خرجت وأغلق الباب خلفها ..
ثم عاد إلى ليلا المنكمشة على نفسها وقد أغمضت عينيها ..

" أريد أي إسعافات أولية متوفرة هنا لخفض درجة الحرارة .. "
خرجت المرأة وبقى بجانب ليلا الغافية بعدها بدقائق نهض بقوة عندما شعر بحركة خلف الباب ..
" لن ننتهي الليلة …"
فتح الباب على مصرعيه ليجد العجوزين وصغيرتهما كادوا أن يسقطوا على وجههما ضيق عينيه بنظرة شريرة فنظرا لبعضهما وكأنه متلبسين بالجرم المشهود ..
دفعت تلك الفتاة الصغيرة من خلفها والتي كانت تحمل صينية بها طبق مملوء بالماء و قطعة قماش وكوبين من المشروب الساخن ..
" لقد أحضرنا بعض الأشياء البسيطة المتوفرة .. هل أحضر لكما طعام بسيط ..؟؟؟؟ "
تناول منها الصينية هاتفاً بقوة ويغدق ثلاثتهما بنظرات متهمة جعلت العجوزين يبدوان في عمر حفيدتها ..
" شكراً لمعروفكم جميعاً .. جميعاً لا اريد ازعاج ثانية "
القى جملته الفظة ثم دخل الغرفة يغلق الباب وكأن المنزل منزله ..
" ما هؤلاء المجانين !!! يا سبحان الله .. "
فتح الباب ثانية بحركة مفاجأة سألهم بصوت عنيف ..
" أين مكان الحمام ؟؟؟ .."
أشار ثلاثتهم لمكان الحمام قبل أن يغلق الباب بوجههم
..

جلس بجانبها ينزع عنها سترته وسترتها تبقت بفستان أسود من الكتان .. ابتلع ريقه يراقب عينيها المغمضتين وجهها الأحمر بفعل حرارتها أم بفعل يديه الممسكة بجسدها..
حملها ولو كانت فقط بكامل وعيها ..!!
دخل الحمام وضعها على مقعد خشبي متهالك ثم ملأ الإناء المخصص بالماء البارد ..
عاد إلى تلك الأخرى التي كانت جسدها يرتعش بشكل قوي شفتيها زرقاء وجهها شاحب ..
" لا .. لا تفعل .. أرجوك سأموت من البرد .."
كان الإناء قد امتلأ بالماء وفاض بالضبط كفياض مشاعره الثائرة الآن ..
اقترب يلمس شعرها بقوة وانفعال ..
" سيخفض ذلك الحمام البارد درجة حرارتك .."
أغمضت عينيها بقوة حينما ملأ وعاء صغير بدائي بالماء وصبه فوق رأسها مع شهقتها
" ببطء .. ببطء .."
والحقيقة أنه كان محق هو محق دائماً ..!
هذا الحمام البارد ساعدها كثيراً على استعادة بعض وعيهل..
لفها بمنشفة وحملها ثانية للسرير ..
نظر إلى ليلا التي اسقطت رأسها على الوسادة تضم جسدها بقوة وتكاد تغمض عينيها سحب يديها يجلسها فاصطدمت بصدره ..
أزاح المنشفة ليظهر فستانها الملتصق بجسدها بفعل الماء ثم رفع خصلات شعرها يلفها تذكر جملة الآخر
' شعرها كله بيدي ..'
ودون أن يشعر اشتدت قبضته بقسوة يتطلع لوجهها الذي به علامة أصابع .. فيشتد قلبه بالغضب ثم ينزل بنظراته نحو عنقها تلكأ هناك قليلاً وتمادى حينما لامسها بوجع وفتح سحاب الفستان فشهقت بعنف حينما حاول أن يزيحه عن كتفيها دق قلبها بعنف وهو تطلع لكتفيها بأنفاس عنيفة منفعلة ..
حاول أن يلامسها واقترب منها مغيب بمشاعره نحوها لكن ..!!
ذكرى مشابهة اختلطت بعقله وبات المشهد مطابقاً مكرراً حينما فقد فيه نفسه ففقدها ..
فجأة أطبق على عنقها بعنف لا يقدر بشذوه صغيرة من النيران التي تحرقه يميل بها للخلف.. هي لم تكن بكامل قوتها لكنها كانت تتمسك ببعض الوعي بكل ما تملك ..
تفاجأت بأنفاسه القاتلة على عنقها تجوب هناك بانفعال وغضب ..
" أنتي ماذا تفعلين هااا ؟؟ أخبريني ماذا تفعلين بنا يا ليلا ؟؟ .."
حاولت أن تتكلم لكن الحروف تعثرت بحلقها الذي يحيطه بأنفاسه لكنه صرخ ..
" لقد سمحتِ لحقير أن يلمس شعرك هل تعلمين ما شعرت به وهو يخبرني أن شعرك بيده ؟؟؟ كدت أقتل أصبت بالجنون .."
هطلت دمعة بطيئة على وجهها فرفع وجهه إليها أخبرته بوجع ..
" آسفة .. "
همس بغرابة ..
" آسفة !!!!! .."
" ستعاقبين يا ليلا .. "
أكمل بصوت متألم ..
" ستعاقبين .. لقد حذرتك تلك الليلة على مائدة الطعام أخبرتك أن عقابك سيكلفك الكثير .."
حينها همست له وهي ترفع يدها تحيط بوجهه تقرأ بعينيه صراع مخيف يعذبه ودت لو تنهي ذلك الصراع ..
" يا شاهر .."
" لو كان هذا يهدأ غضبك أفعل لقد تعبت .. "
أسند رأسه فوق رأسها يغمض عينيه بقوة وانفعال فأغمضت عينيها هي الأخرى بأنفاس مقطوعة
لا يستطيع أن يبتعد عنها كل جسده يحاربه ويختلط بها أمسكها من كتفيها بقوة آلمتها .. شعور ملعون يقيده ..
هو يرغب أن يتوه بين ضواحي عشقها يريد الغرق معها لكن ..!


" أستطيع أن ابدل ثيابي وحدي .. أخرج "
قررت بحسم أن تريحه من تلك الصراعات وقد شعرت بما يدور بداخله من حروب ..

رفع يديه يمسك بوجهها بقوة عدة لحظات تمر ببطء يتماسك فيهم مغمض العينين عن كل ما يثور بداخله عن رغبته الجامحة وقيود قلبه التي تصرخ لتتحرر ..
نهض بعنف راحلاً تاركاً خلفه ليلا التي سقطت على السرير تشهق بالبكاء قبل أن تغرق في النوم ...
أما هو خرج من الباب وخلفه عينين تراقبه ..
وقف في الظلام يستند على أحد الأشجار التي سقطت أوراقها وتركتها عارية ..
لا يعلم كم من الوقت مر عليه وهو بتلك الحالة لكنه أفاق على يد تضع على كتفيه برفق ..
( صراعك مخيف لأنه مع روحك .. وما أصعب صراعات الروح .. حرب تجذبك نحوها وحرب أخرى تبعدك عنها .. ذكرى تقربك وذكرى تقيدك .. وهي التائهة وسط كل حروبك .. أتعلم أين الحل ؟ ..)
استدار له شاهر بعين مقتنص لا يخشى شيئاً لكنه بدا أنه يريد أن يعرف الإجابة .!

( أخبرها بما يكبلك أخبرها قبل أن تفوز حروبك بداخلك .. قبل أن يفوز عنادك وكبريائك .. أنا بعدد سنوات عمري أفهم الأشخاص .. أنت رجل يتحكم عنادك بحروبك عنادك وكبريائك ربما تخاف انا يهتزوا برفضها لكنك نسيت أنه من الممكن أن تفقدها وسط حروبك .. )
نظرته أصبحت شرسة يخبر الرجل المسن صاحب البيت ..
" لا أفقدها .. لا أفقد ليلا .. هل تعلم لماذا ؟ .. لأنه لا يمكن ذلك .. أنا لا أسمح بذلك طالما يتردد النفس بصدري هي أيضاً لن تسمح بذلك من يفرقني عنها موتي فقط .."

تركه وغادر يعود إلى ليلا بينما خرجت المرأة العجوز حيث زوجها تسأله ..
" ما به هذا ؟؟ .."
ضحك الآخر يخبرها ..
" عاشق عنيد .."
....
جلس بجانبها رفع يدها لفمه وأغمض عينيه بقوة يقبلها ..

برفق ساعدها يسند رأسها على صدره وأخذ يمسح وجهها بقطعة القماش المبللة يحكي لها وكأنها تسمعه ..
" انظري ليلا أين وقعنا وسط مجانين هذا العجوز يخبرني أنه يمكن أن افقدك وسط حروبي ..!!! "

نظر شاهر لعينيها ثم هتف ..
" أنا أحترق وحدي بحروبي وصراعاتي .. أنتي بأمان لا تخافي لا أؤذيك بحروبي .. "

وضع قطعة القماش بجانبه ووضع شفتيه على جبينها يقيس حرارتها التي لم تنزل بعد ..
" قدرنا واحد يا ليلا .. لن نفترق .."
مدد جسده بجانبها ..
" .. دعينا هنا للصباح فقط بعد هذا كل شيء يُحل .. "

..............................

والمزيد من تلك الرائحة حتى أبعدت رأسها بنفور فتحت عينيها على رأس شاهر الذي فوقها فوضع زجاجة العطر بالقرب من أنفها ثانية فهتفت بانزعاج تبتعد برأسها ..
" ابعد تلك الرائحة اللعينة عن أنفي .."
" وأخيراً أيتها السيدة الصغيرة سمعنا صوتك .. "
حاولت أن ترفع نفسها عن صدره لكن تشعر برأسها ثقيل جداً ..
" شاهر .. "
هتف وهو يضع الكوب في فمها يناولها المشروب الدافئ ..
" أنهي هذا المشروب لنغادر للمشفى سريعاً .. سنتصل بداغر من ذلك المحل الذي اخبرنا به الرجل .. "

فجأة وجد عاصفة تدق على الباب ..
" ها قد ابتدئنا … "
نظرت له بعدم فهم فرفع حاجبيه مشيراً ناحية الباب ونهض فتحه فوجد ثلاث عيون تتطلع بفضول للداخل ..
هتفت المرأة المسنة ..
" هذا الهاتف الذي تتحدث عنه على بُعد ساعة من هنا .. كيف تصطحب تلك الفتاة بتلك الحالة .. "
عض على شفتيه يكظم غضبه بفقدان صبر ..
" وهل أتركها هنا وحدها ؟؟؟ .. لا أفعل .."
" شاهر اذهب وسأنتظرك هنا .. لن أستطيع أن أغادر..!!!! "
استدار لها مكتفاً ذراعيه ..
" سأحملك .."
أخبرته بتعب ..
" هل ستحملني كل تلك المسافة ؟؟ .."
" أجل أحملك هل شكوت لك ؟؟؟ .. "
همست له بصوت منخفض منفعل بعيد عن الأعين الفضولية ..
" لا وقت عنادك .."
" من يعاند الآن ؟؟؟ .."
هي مرهقة حقاً ..
" تريدني أن اذهب معك بهذا الجلباب ؟؟!!!!! لن اتحرك خطوة من هنا بهذا الشكل .. "
رفع حاجبيه يهتف من بين أسنانه ..
" هل ترين أنه الوقت المناسب لاختيار ملبس سيادتك يا فتاة كنتي مخطوفه من عدة ساعات .!!!! "
" وتركتني تلك العدة ساعات بمفردي مع هؤلاء الوحوش .. "
هتف بغضب :
" أعتذر فلم أعلم متى تهرب زوجتي الفاضلة ومتى تزج نفسها في أيدي بضعة *** "
أدارت وجهها بيأس لن يتركها هنا وحدها ..
" هيا لنذهب …."
استدار لتلك المرأة ..
" هل تحضري لنا وشاح من فضلك …"
أومأت ثم غادر الثلاثة من خلف الباب ..
ألبسها سترته بينما كانت تقذفه بنظراتها القاتلة رغم تعبها أشار بحاجبيه يهتف :
" هذا ما ينقصني حقا … لن تقتلنا تلك النظرات يا سيدة ليلا سلطان.. "
………………

على الباب وقفت يسندها بيده تودع الثلاثة من قلبها وتلك هي ليلا بحنانها ..
" شكراً لكم كثيرا سيدتي .. سررت بمعرفتكم .. "
ربتت على شعر الفتاة الصغيرة ..
" إلى اللقاء يا جميلة أرعي جديك جيداً اتفقنا ؟؟!!! .. "
هزت الصغيرة رأسها موافقة ثم هتفت ببراءة ..
" أريد مثل شعرك الأسود .. "
ضحكت ليلا وانخفضت متحملة ألمها ..
" شعرك مثل أشعة الشمس الذهبية مشرق مثلك .."
كان شاهر يراقبهما بقلب يدق بعنف وتكشيرة مصطنعة ..
راقب الفتاة الصغيرة تزيح وشاح ليلا بعينين تشتعلان غيرة ..
" وشعرك كحجر العقيق الأسود.."
قبلتها ليلا بحب ..
ونهضت تودعهما فامسك شاهر بيدها ولكنه التفت لهم بصوت خشن لكن مؤثر ..
" لا تفتحا للغرباء ثانية .. "
هتفت المرأة المسنة بصوتها العجوز ..
" باب بيتنا مفتوح دائماً للعاشقين سيدي .. "
رفع حاجبيه بابتسامة صغيرة مودعة …
………………………

بعد مرور الوقت من وصوله بليلا لذلك المحل واتصاله بداغر لمح سيارة الآخر تأتي من بعيد بذهول خرج داغر من السيارة ..
" شاهر ..!!!!! ماذا حدث ؟؟؟ لقد جننا عندما عدت ولم أجدك كاميليا فقدت السيطرة بالأمس .. "
هتف شاهر يفتح الباب إلى ليلا ويدخلها ..
" لا تسأل الآن يا رجل .. "
استدار داغر يركب وشاهر بجانبه يغادران ذلك المكان والذكرى تبقى في صفحاتها جميلة ..
بعد مرور بعض الوقت هتف داغر
" لقد كلمت أيوب لـ .. "
قاطعه شاهر بنظرة قاتلة يشير بعينيه ناحية ليلا لا يريدها أن تعرف أنه لم يسلم هؤلاء الرجال للشرطة وأنه محتفظ بهم كالخرفان المعلقة ..
" ليس الآن داغر سنحل كل شيء بعد أن نصل نطمئن على ليلا .. أذهب لأقرب مشفى "

بعد قليل استدار إلى ليلا المسندة رأسها على شباك السيارة بتعب مغمضة العينين ..
" هل نمتي ليلا ؟؟؟؟ .. "
" لا .. "
صمت قليلاً ثم سألها بلامبالاة كاذبة ..
" لم تخبريني .. كيف هو الرجل الذي تولى مهمة دغدغتك .."
رفعت حاجبيها تعتدل بتأوه ..
" الكلام يُقذف كالسهم ما شاء الله .. "
أكملت رافعة حاجبيها ..
" وأنت خير إن شاء الله أراك هادئ تعاملني برقة .. وتسألني بهدوء عساه خيراً يعني !!!!! "
ابتسم داغر بمكر مخفي .. فلكمه شاهر بيده ..
" ما المضحك ؟!!! .. "
استدار ثانية بعينيه ناحية ليلا بصبر ..
" لا تتعجلي يا زوجتي دورك آتي قريباً لتقفي فقط على قدميك بعدها نتحاسب .. أخبريني الآن من قام بضربك منهما ؟.. "
نظرت للطريق تتذكر هذا الضخم وهو يركلها ببشاعة وودت لو تنتقم لكنها هتفت بحقد ..
" هذا الحيوان كان ضخم وقدمه كانت ضخمة مثله اللعنة عليه ضربني ببشاعة .. لديه ندبة بطول وجهه بشعة مثله .. "
لم تشاهد قبضة شاهر النافرة ولا عينيه الحاقدة ولكن داغر لاحظ هذا كله بقلق ..

.................................................

بعد مرور يومين !.

اقترب من طبيبتها ..
" هي بخير ؟؟ .."
" لقد انخفضت حرارتها أخيراً .. حالتها الآن مستقرة .. "
" هل كتبت التقرير الطبي المفصل بحالتها ؟؟ .."
" أجل وسلمته للشرطة كما طلبت .. "
" أريد واحد بكل تفصيله صغيرة بما أصابها .. ولا تتغافلي عن شيء حتى لو كان مجرد جرح بسيط .."
نظرت له الطبيبة بتوجس لطريقته العنيفة التي يتكلم بها ..
" سيدي .. غير مسموح بـ .. "
قاطعها يقترب خطوة ..
" أنتظر التقرير الآن ولا تتغافلي عن اي شيء .. .. "
ابتسمت له باهتزاز وقد علمت أن الجدال مع هذا الرجل لن يجدي ..
" كما تريد .. "
وقف أمام غرفتها يحسب خطته جيداً التي حاكها بكل مهارة ..
سيكون ملك عائلة وهدان لن يسمح أن يصيب أحد منهم مكروه طالما هو موجود .. !
استعاد واجهته يفتح الباب نظر نحو ليلا وكاميليا التي تناولها حساء رغم غضب الأخرى وأعصابها المنفلتة منذ البارحة ..
" هيا استعدوا سنغادر .. "
هتفت ليلا بانفعال ..
" هذا أفضل شيء أتيت به منذ البارحة .. لا أعلم لماذا تأتي بي إلى هنا أخبرتك أنني بخير .. "
تنفس بغضب يمسك أعصابه الغبية ليست بخير ..
" جهزيها كاميليا .. "
اقتربت منها كاميليا تحتضنها والأخرى في أحضانها كانت تتألم ..
..........................................

هتفت بعنف تحاول النزول ..
" ما الذي لا تفهمونه أنا بخير .. "
صمت يصعد بها درجات السلم في هدوء تام متجاهلاً إياها عندما زادت حركاتها عنفاً ..

" لماذا تحملني أستطيع المشي على قدمي .. تستغل كل شيء .. "
وقف بها ..
" أستغل !!!!! .. ليلا ماذا بك ؟؟؟؟ .. أخبريني هااا .. "
صرخت بانفعال ..
" أريد أن أبقى بمفردي في غرفتي .. "
وضعت كاميليا يدها على كتف شاهر الغاضب تستعطفه فأكمل درجات السلم بسرعة وغضب حتى وصل لغرفتها وضعها برفق على السرير وابتعد للشرفة يوليها ظهره ..
أسندت رأسها على الوسادة تهتف بيأس ..
" اتصلي بها أنتي يا كاميليا واطمئني عليها إذا لا يسمح لي السيد العظيم .. "
أغمض عينيه بقوة وغضب ..
" لن تذكرين هذا الموضوع أمامي ثانية .. وانسي تلك الفتاة من ذاكرتك .. "
أغمضت هي الأخرى عينها لا تقبل كلامه ولن تقبله ..!
جوانة كيف حالها ؟؟ .. ماذا حدث لها بمفردها أو بالأخص ماذا فعلت مع صابر المنصوري !!
هتفت كاميليا وهي تضع منامتها على السرير ..

" ساعديني حبيبتي لأبدل ثيابك .. "
اتجهت الأخرى بعينيها نحو ظهر شاهر المتصلب فغادر بعاصفته ..
استدارت باستسلام لكاميليا التي نزعت عنها ثيابها ببطء تضع لها المرهم على كدمات ظهرها وذراعها تأوهت الأخرى بألم ..
" ببطء كاميليا .. "
بينما كان الآخر يراقب جسدها يحفظ مكان كل كدمة بصدر يرتفع ويهبط وعين حمراء بها غل عاصف

...........
صباح اليوم التالي ..
دخلت كاميليا إلى غرفتها كانت نائمة على السرير تفكر ..
" ليلا حبيبتي انهضي لتتناولي طعامك .. "
اعتدلت ليلا ..
" كاميليا اريد هاتف الآن ... "
توترت كاميليا ..
" انظري ليلا لقد حذر شاهر أن تتواصلي مع تلك الفتاة وأنا أجد للمرة الأولى انه على حق ..انظري لما اصابك بسببها .. "
نامت مرة أخرى بغضب ..
" اذاً لا أريد لأحد أن يحدثني .. ولن أتناول شيء .. "
تأففت كاميليا بغضب ..
" يا الله من تدللك يا ليلا .. ماذا ستقولين لها ؟.. "
" أريد أن اطمئن أن صديقتي بأمان ولن يصيبها مكروه بعيداً عني .. هناك شخص واحد يجب أن يعلم وعليه مساعدتها رغم عنه .. جوانة تحتاج لأي أحد بجانبها الآن .. "
اخرجت كاميليا هاتفها ..
" دقيقة واحدة وأمامي هل تفهمين .. "
أومأت ليلا وأخذت الهاتف تبحث في الأرقام المسجلة ..
" الو سيد يحيى .. مرحباً أنا ليلا .. هل يمكن أن تسدي لي خدمة لو سمحت ؟؟؟ .."
..................
في مكتب شاهر كان يحدث نديم دون أن يخبره عما حدث وداغر بالجانب الآخر يراقبه ..
" أخبرتك نديم خذ دارين إلى منزلنا الغربي لفترة حتى تهدأ الأوضاع وأمسك بالكلب سامر .. "
فلتت أعصابه يحدث الآخر ..
" لم يحدث شيء أفعل ما أخبرك به فقط .. "
أغلق هاتفه على عين داغر الغير مطمئنة ..
" على ماذا تنوي ؟؟؟ .."
أسند شاهر ظهره للخلف ..
" ألم تخبرني أن هناك مسابقة تريد الاشتراك بها بالخارج .. "
نظر له داغر بتوجس حينما أخبره الآخر ..
" احجز لك تذكرة لتسافر بأقرب وقت ممكن .. "
" لن اتركك في ذلك الوقت ودون أن أعلم نيتك مع حبس هؤلاء الرجال في المخزن وتعذيبهم سيموتون بيدك إن لم تسلمهم للشرطة .."
غامت عين شاهر بعاصفة ..
" وابحث لي عن أقرب رحلة لإيطاليا .."
" ماذا ؟؟ لمن ؟؟ .. "
" ليس من شأنك .. والآن غادر لدي عمل .."
تنفس داغر بنفاذ صبر يعلم أن شاهر لن يتراجع عما برأسه مهما حدث ..
' كالعادة يريد حماية الجميع إخفاء دارين ونديم وترحيله بعيداً .. و .. ورحلة إيطاليا لمن ..!! '
أغلق الباب خلف بعنف ..

...................
شارع لآخر لا تعلم أين تقودها قدميها بعد أن نزلت من سيارة النقل تاركة المشفى تعرج على قدمها مستندة على عكاز ..
تتألم ..!
أجل لكن ماذا عن أنين روحها الخافت ..
أين تذهب بكل ذلك الخوف الساكن في قلبها ؟؟
تعترف أنها خافت جداً .. خافت عندما علمت كيف تسحب كل من تحبه لموته ..
لقد كادت تفقد ليلا حياتها بسببها ..
مسحت دمعة فرت من عينيها وهي تتذكر بتشويش دفاع ليلا المميت عنها ..
أعاهدك ليلا لن أسبب لكِ المزيد من الخوف .. سأبتعد عنكِ للأبد ..
أدركت وهي تقف وسط الطريق المظلم بمفردها تغمض عينيها أنها وحيدة بهذا العالم وستظل هكذا ..
جوانة صابر المنصوري واللعنة كانت في اسمها ..
' صابر المنصوري ' لعنة حياتها سبب انتحار أمها هرباً من جرائمه التي لا تعد ..
وموت أعز صديقه لها كان في جحره بعد أن جر قدميها .. والأخرى سلسبيل كانت ضحيته أيضاً ..
لن تفقد المزيد بسببه ستمضي في هذا الحرب وحدها .. لن تسمح له ان يؤذي أحد آخر ..
................
في وقت متأخر من الليل ..
صعد درجات السلم يعدها كتفه منحني .. يلف منذ الصباح على كل مشفى حتى عثر على اسمها لكنها خرجت ..!!!!
منذ أخبرته ليلا أن جوانة وحيدة اصيبت بحادث بشع محجوزة في مشفى ما بالمدينة وأن يذهب يطمئن عليها ويقف بجانبها ..

ضرب الحائط بجانب السلم بغضب ..
كيف كان يجرحها كل ذلك الوقت وهي كانت تصمت مبتسمة أو تستفزه بالتأكيد كانت تتألم ..!!!
كيف كان بتلك القسوة مع فتاة يتيمة ..؟؟؟
تذكر حينما أخبرها ذات مرة ..
( العيب ليس عليكِ العيب على والديك ..)
وضع يديه على صدره
يا الله كيف جعلتها تتألم هكذا !! ..
وقف أمام باب شقته وأخرج المفاتيح من جيبه لكنه توقف على رائحة عطرها ..!!
سقطت المفاتيح من يده ..
" هل هناك أحد بالمكان ؟؟؟؟ .. "
صمت وليس هناك أي رد ..
انحنى يبحث عن المفاتيح وأنفه تلتقط رائحتها بجنون ..
( هل جنّ ؟؟؟ احذر يحيى قدميك تجر إلى المنطقة المحظورة .. )
يديه كانت تلتمس الأرضية بحثاً عن المفاتيح اللعينة ..
أذنه التقطت صوت المفاتيح تجر على الأرضية !.
كشر جبينه يتنفس بعنف ...
ثم استدار مرة واحدة فاصطدم بشخص يجلس أرضاً ..
مد يديه يلمسها أغمضت عينيها تتأوه بصوت مرتفع ..
صدره يهبط وينزل بعنف ولهفة بصوته ..
" جوانة .. جوانة إنها أنتي ...!!!!!! أجبينني .. "
بكت بصوت مرتفع منهارة ..
" لم أجد مكان آخر أذهب إليه .. "
......................
تحاول أن تهرب من بين يد هذا الرجل الغليظ الذي يكبل جسدها تصرخ ولا يخرج صوتها تلوح بيدها فلا ينظر لها أحد ..
نظرت نحو جثة رميت أمامها وجدتها جثة سلسبيل مشوهة كانت تصرخ برعب وهي ترى جوانة وشخص يقترب منها بسكين وعينيها تجحظ حينا أقترب منها رجل يلمس شعرها وجسدها بقذارة تبكي بقهر باسم شاهر فلا يسمعها ..
هل من نجاة لها في هذا الظلام وتلك الأيدي التي تلمس جسدها تريد تشويها كتلك الجثة ؟؟؟

كان واقفاً يستند على الحائط خارج غرفتها أنفاسه مقطوعة كأنفاسها بالداخل يسمع صوت كاميليا يهدأها فيزداد اشتعالاً ...
وكل صبره ذهب مع أدراج الرياح مع صيحتها الفزعة باسمه ليقتحم غرفتها
" شاااااااهر .. "
وجد كاميليا تحاول السيطرة على انتفاضها وتلك لا تهدأ ..
اقترب من سريرها كانت كالمغيبة تصرخ بهستيريا ..
" ابتعدوا .. ابتعدوا .. لا تلمسوني .. .."
وآهاتها غرزت بقلبه .. صرخ بكاميليا :
" اخرجي كاميليا .. "
هتفت بخوف يصحبه قلق ..
" إنها لا تهدأ ولا تفيق أحضر لها طبيبة ... !! "
صرخ بغضب :
" لن تحتاج لطبيبة إنها بخير .. "

خرجت بقلق تاركة ليلا تحارب بهستيريا ..
" ليلا اهدأي أنا شاهر !.. "
حاول الاقتراب منها لكنها تصرخ :
" لااا .. لاااا .. لا تلمسني .. لا تلمسني .. "
نظر إليها وعينيه لمعت بغشاء شفاف أمسك بقبضته يسيطر على غضبه العاصف ..
اقترب وجلس على السرير بعيداً عنها دون أن يلمسها لكنه هتف بصوت قوي ..
" انظري لعيناي .. لن يلمسك أحد بعد الآن .. "
صمتت لكن شهقات البكاء لا زالت تقطع أنفاسها ..
تكلم بصوت مبحوح منخفض ..
" أنا شاهر يا ليلا .. أنا هنا هل يمسك سوء وأنا هنا أخبريني ؟؟ .. "
بكت تنظر له وهي تهز رأسها ثم انتفضت تتعلق بأحضانه .. كانت ترتعش وجسدها ينتفض بشكل مفزع ..
" أريد أمي وأبي .. أريدهما .. "
شد على جسدها بقوة ولم يهمه ألمها الجسدي بقدر ما أراد يثبت وجوده هنا بجانبها ..
مسحت دموعها بملابسه وصوته الرخيم الهادئ في أذنها يبعث الامان والهدوء بروحها وأنفاسه الساخنة تبدد صقيعها ..
وصله صوت بكائها الناعم الذي تحاول كبته ..
استدار بجسده ورفع الغطاء مشيراً لها بدفء وفي ذلك الوقت نسى كل شيء فقط قلبه وبكائها ..جزعه وألمها... انتقامه وخوفها ..
وهرولت تندس بجانبه باكية علم انها لم تكن لتلجأ إليه بتلك الطريقة سوى لأمرر جلل ..
رفع الغطاء فوقها ودموعها لم تنضب بعد وجسدها يهتز من البكاء ..
رفع يديه فوق وجهها بمسافة صغيرة .. لقد كسرت ليلا أول حاجز حول قلبه أثبتت له أنه لن يمكنه الحياة بدونها حتى لو أراد ذلك لن يستطيع ..
عينيه اللامعة وأنفاسه الدافئة كانت تحيطها تبدد صقيع روحها وتحتضن خوفها وغربتها بعيداً عنه ..
لمس بأصابعه ملامح وجهها برقة آلمت قلبها لتأثره الذي انحبست له أنفاسه توقفت عن البكاء تراقب انفعاله بينما هو لازال يتابع أنفها الأحمر رموشها الطويلة المبللة وعينيها اللامعة ..
" القاعدة الأولى الشيطان لا يقرب ملاك .. الاقتراب مني ممنوع ..!! "
فتح عينيه على جملتها المبحوحة بصوتها ..
هطلت دمعة أخرى تهز رأسها نفياً تكمل همسها..
" لكنك لست شيطان شاهر من افهمك هذا ..!!!! "
ابتسم لها يخفي ما بداخله أخبرها بمرح وقح ..
" هذا يعني أن تلك القاعدة شاذة وأن الاقتراب من ليلا ليس ممنوع .. "
الآن استطاع اضحاكها كما يفعل دائماً يخرج من وسط ألمها ابتسامة ومن بكائها يحارب ليحصل على ضحكتها ..
داعب شعرها برقة لا تخلو من الخشونة يرجعه خلف أذنها ..
رفعت عينيها الصافية التي لا زالت لامعة من الدموع لعينيه الآسرة وبصوتها الرقيق الناعم واجهته :
" تقع دائماً في الهفوات لو كنت تريد الفراق كنت فعلت من زمان .. دائماً تخونك مشاعرك وعينيك فتمنحني ما أريد .. "
لم يجيبها بالحديث كعادته لكن يديه التي تسللت إلى خصرها تقربها حتى صارت أسيرة صدره الواسع منحتها إجابة كافية لكل ماذا عن تلك التساؤلات بداخلها هل يجيبها عليها ؟؟
والآن اتسعت ابتسامتها أضعافاً تغمض عينيها بقوة على تلك الذكرى ..
لكنها لم ترى أنفه التي باتت تداعب خصلات شعرها بعشق وقلق ..
( لقد نجحت ليلا في كسر أول حاجز وتغلبت على صنع شياطينه ..)
………………………………
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 2:45 pm

الفصل السادس عشر


الحب خلق للتناقض ..
تخرج الجميلة بذرة النقاء من جوف الوحش
ويسمح لها الوحش هي وحدها بعبور الحدود ..
تقع فيسندها شامخة تحزن فيضحكها ثم تقترب بخطواتها فيحارب نفسه ويبعدها ..
يبني قلاعاً ويشيد أثقالاً حول قلبه ناحيتها تأتي بابتسامة ونظرة وهمسة فتكسر القيود وتحرر عشق بين قضبان من صنعه ..
يحارب وتحارب والنصر للأقوى .!
هل عشقها له سيفوز بكسر كل القيود وتحريره ؟؟
أم قبضته التي يلفها حولها ستفوز وينتصر الهاوي ؟؟

………………………………

أذنه التقطت صوت المفاتيح تجر على الأرضية !.
كشر جبينه يتنفس بعنف ...
ثم استدار مرة واحدة فاصطدم بشخص يجلس أرضاً ..
مد يديه يلمسها أغمضت عينيها تتأوه بصوت مرتفع ..
صدره يهبط وينزل بعنف ولهفة بصوته ..
" جوانة .. جوانة إنها أنتي ...!!!!!! أجبينني .. "
بكت بصوت مرتفع منهارة ..
" لم أجد مكان آخر أذهب إليه .. "
ضغط على قبضته بقوة يمنع نفسه بصعوبة من رغبة مجنونة تحثه على احتضانها صوتها كان مهزوم بطريقة لم يعتاد عليها ابداً ..
جلس على الأرض ببطء بجانبها واسند رأسه على الحائط ..
" لم تكن حادثة إذن ... ماذا حدث لكِ وأخافك لتلك الدرجة ؟؟؟؟؟؟ "
لم ترد عليه سوى بالبكاء .. ولأول مرة تخونها مشاعرها بتلك الدرجة وتنهار أمام احدهم ..
" كان بشعاً .. "
" ليلا ؟؟؟؟؟؟ .. هل لكِ علاقة بما حدث لها ؟؟ "
أغمضت عينيها بألم
" كدت أفقد ثالث صديقة بسببي .. "
استدار لصوتها منتفضاً ..
" هل كان ذلك المجنون يحتجزك أنتِ الأخرى ؟؟؟؟؟ ..
لم تجيبه تغمض عينيها بألم حينما انتفض هاتفاً بعنف يشتم بغضب ويضرب الأرض بجواره وبكائها يؤكد له صدق كلامه ..
:
" انهضي معي .. "
رفعت رأسها تنظر إلى يده الممدودة مسحت دموعها تسأله بضياع :
" إلى أين ؟؟؟؟ لا استطيع العودة لمنزلي الآن باب منزلي مكسور سأحجز أي غرفة بفندق و ... "
" هل تكفين عن تلك الثرثرة أم اعجبك الجلوس على الأرضية ..؟؟؟ "
نهضت تنظر له وقد وجدت ابتسامة من وسط كل تلك الأحزان وضعت يدها الشمال بيده الدافئة الممدودة إليها كطوق نجاة ..
" هل الأخرى ..؟؟ "
أكملت بصوت ضاحك من وسط بكائها ..
" مكسورة .. "
" فاه جوانه .. إلى أي مدى إصابتك يا فتاة .. "
مشت توزان خطواته البطيئة تسند عليه ..
" وكأن شاحنة دعستني عدة مرات .. أول مرة أشكرك لأنك لن تراني بهذا الشكل ..."
مازحها مكشراً ..
" هل أنت بشعة لتلك الدرجة ..؟؟؟ "
" فوق ما تتصور .. "
" لكن لماذا اتخيل عكس ذلك ؟؟ "
ابتسمت وقد وجدت روحها مسكن لكل آلامها ..
( إنها تحب هذا الرجل ' يحيى نصار ' الاسطورة الغامضة لقد وقعت بعشقك )

" يحيى .. "
همست بها داخل المصعد وهي لا زالت تستند عليه بدلاً من العكاز ..
" إلى أين أتيت بي ؟؟؟ .. "
" ماذا هل خفتِ مني ؟؟؟ "
رفعت أنفها غير متقبله مزاحه الرديء .. اجابها بهدوء :
" عند والدتي ..."
رن الجرس وكانت هي تقف خلفه يسد المكان بجسده حينما فتحت والدته بلهفة ..
" يحيى ماذا حدث بني هل أنت بخير ؟؟؟ .."
هتفت والدته بقلق فابتسم لها مطمئنا ..
" أنا بخير أمي اهدأي .. معي ضيفة هل تستقبليها ؟؟ .."
وسع جانباً لجوانة التي كانت تنظر للأرض .. هتفت بصوت منخفض :
" مساء الخير .."
صاحت والدته وهي تضرب صدرها وقد تعرفت على جوانة ..
" ماذا أصابكِ ؟؟؟؟ يا للهول .. "
ابتلعت ريقها وهي تنظر ليحيى وكأنها تستنجد به وكأنه سمع ذلك الاستنجاد ..
" أمي هل سنقف كثيراً على الباب ؟؟؟ .. دعينا ندخل .. "
" آسفة يا ابنتي لقد هالني ما اصابك .. تفضلا .. "
شجعها يحيى بصوت حنون :
" ادخلي جوانة .. "
كانت تعرج فسارعت والدة يحيى بإسنادها ..
" على مهلك حبيبتي .. على مهلك .. "
ابتسمت لها تجلس بإرهاق وقد بلغ منها التعب ..
( لقد خرجت من المشفى دون موافقة طبيبها لقد اخبرها أنها عليها المكوث يومين لكنها لم تحتمل كل تلك الوحدة ..)
جلست والدة يحيى بجانبها ويحيى جلس على مقعد مائدة الطعام بالقرب منهما ..
امسكت والدة يحيى يدها السليمة برقة ..
" ماذا حدث لكِ حبيبتي .. يا إلهي يا صغيرة .."
نظرت جوانة ناحية يحيى تلتمس منه تشجيعاً هل يكذب إذا قال أنه يشعر بها ؟؟ ..
حاسة خاصة بها دون أن يراها بعينيه..
" أمي لقد تعرضت جوانة لحادث .. هل تحضري لها شيء تشربه رجاءً ..!! "
هتفت والدته تنظر لوجه جوانة :
" لكن بني تلك اللكمات بوجهها !!!! "
هتف يحيى بنفاذ صبر ..
" أمي .. ليس الآن رجاءً .."
" حسناً سأحضر لكما الطعام .. "
ما ان سمع ابتعاد خطوات والدته ..
" ستبقين هنا مع والدتي وأنا سأعود لمنزلي .."
رفعت جوانة رأسها بحدة ..
" ماذاااا ؟؟؟؟؟؟ مستحيل .. لن افرض نفسي على أحد .."
هتف يحيى بصوت غاضب ..
" أي فرض هذا .. جربي ان تخبريها ان باب منزلك مكسور وأنك تريدين الذهاب وحدك بتلك الحالة وأنه من الممكن أن تتعرضي للهجوم مرة أخرى بسبب رأسك اليابس .."
أغمضت جوانة عينيها على الحقيقة المرة وفتحت فمها لتعترض لكن عاصفة هوجاء اقتحمت المكان :
" والله لن يحدث .. لن تخطي خارج منزلي والا سأغضب عليك لنهاية عمري .."
كانت والدته التي لا يعلم من أين خرجت ..
هتف يحيى بصوت مرتفع محذراً :
" أمي ..."
نظرت لهما وكأنها طفلة مذنبة ..
" سمعتكما بالخطأ جئت لأسألكم ماذا تريدون على العشاء ؟.. "
نهض يحيى ..
" ستبقين مع أمي حتى تستعيدي قوتك بعدها نرى ماذا نفعل .. "
لم تجد ملجأ آخر وهي لم تكن بالحالة الجيدة للتفكير في أي شيء فاستسلمت ..
اتصل بسائق سيارته ..
" سأغادر أنا لقد تأخر الوقت .. سأفوت عليكما صباحاً "
كانت جوانة قد بلغ منها التعب عينيها انغلقتا بإرهاق ولم تجد أي مقاومة للاعتراض ..
اوصلته والدته للباب استدار لها على الباب ..
" لماذا أشعر أنك تعرفينها أمي ؟؟؟ .."
رمشت والدته ببراءة ..
" من أين أعرف فتاتك .. ؟؟ "
" هل تستطيعين الاعتناء بها ؟؟؟ .."
دمعت عين والدته بتأثر بقلبها الكبير :
" يا حبيبتي إنها مهشمة إنها في عيني لا تخف .. "
كشر جبينه بغضب ينتظر مرافقه خارج المبنى ولو يجد فقط هذا سامر الكلب أمامه لمزقه ..
.................
......................

في الصباح فتحت عينيها على رائحته تشعر بثقل على بطنها رمشت قليلاً تدرك وضعها بأحضانه ونومتها بين ذراعيه وكأنه يعتقلها ..
إنه عنيف في كل شيء حتى نومته ..!!
بصدمة وعين متسعه أدركت وضعها حاولت أن تنسل من بين ذراعيه و طيات قلبها تعلو لكنها فشلت من فك حصار ذراعه القابض على خصرها بقوة وهيمنة ..
" شاهر ..! "
همست بها بصوت لا يكاد يسمع فوق وجهه النائم بعمق .. لم يجيبها وهي تحاول بكل جهدها دون أن توقظه .. ما الذي أتى به لغرفتها ؟؟
" هل استيقظت ؟؟ "
لم يرد عليها ثانية رغم تملله في نومته ..
وفجأة رفع ذراعه من حول بطنها هاتفاً بعين لا زالت ناعسة لكن خبيثة نظرت إليه بأنفاس متسارعة :
" ماذا تفعل بسريري ؟؟ .."
" هل نسيتِ يا ناكرة الجميل أنتي من طلبتي مني أنام بجوارك .. "
كادت ان تسقط من الصدمة وهي تنهض بعنف تحت انظاره الخبيثة ..
" أنا !!!!!! .. بالطبع لم أفعل .. آخر شيء أتذكره أنني كنت أحلم بكابوس و .. "
قاطعت كلامها تكشر جبينها بغضب ..
" لماذا اكلمك من الأساس ؟؟ .."
هرولت بعنف غاضب تخرج من الغرفة فهتف بصوت مرتفع مغيظ خلفها :
" على الرحب والسعة ليلاج سلطان .. "
..........................

أما في منزل والدة يحيى ...
فتحت عينيها متوجعة وكل ذرة بجسدها تئن من الألم ..
" صباح الخير يا نور الصباح .. "
ابتسمت بامتنان .. تلك السيدة غالية امرأة رائعة جداً ..
هتفت مبتسمة تعتدل ..
" صباح الخير .. لقد نمت كثيراً على ما يبدو .."
هتفت الأخرى بمكر ..
" يحيى في الخارج منذ الصباح الباكر .."
التفت برأسها وشعرها يدور حول وجهها المكدوم بعين براقة وقلب يدق سألتها ..
" هل هو هنا حقاً ؟؟؟ .."
نظرت لها السيدة غالية بخبث ثم غمزت لها ..
" لقد أتى قبل حتى أن تشرق الشمس .. "
وجوانة بقلبها الذي يعشق لأول مرة ابتهجت كطفلة صغيرة لا تعلم شيء عن أبجديات الحب أو الحياة وهذا صحيح لقد لفتها موجة الانتقام وغياب الوالدين والأصدقاء حتى صارت شغلها الشاغل حامد المنصوري والانتقام فقط ونست نفسها في تلك الدائرة بل نست قلبها ..
خرجت السيدة غالية للخارجة تاركة إياها في طيات ذكراها الماضي والحاضر المشرق الذي ينتظرها بالخارج ..
دقائق ودخلت عليها السيدة غالية بصينية ممتلئة بالطعام بكل ما لذ وطاب وضعت منشفة أمام جوانة ثم وضعت الصينية نظرت جوانة فاغرة فمها ..
" ما هذا ؟؟؟؟؟؟ "
هتفت الأخرى بابتهاج :
" لقد حضرت لكِ طعام من يدي ستتناولينه من هنا ثم تقفين كالحصان أعدك بذلك .."
أشارت جوانة نحو الطعام وقد تجمعت الدموع بعينيها بتأثر ..
" هل .. هل صنعتِ الطعام لأجلي .. !!!! "
أومأت السيدة غالية وفي داخلها متعجبة من رد فعل جوانة ولكن كل الصدمة حينما نهضت الأخرى فجأة وألقت نفسها بأحضانها ثم سمعت صوت شهقاتها بالبكاء كطفلة صغيرة بكائها يعلو ويعلو ثم هتفت بصعوبة من بين بكائها ..
" شكراً .. شكراً كثيراً تلك أول مرة يصنع أحدهم شيء لأجلي .. "
كانت تتعلق برقبتها بيدها السليمة متأثرة كل هذا التأثر بهذا الشيء الصغير لذلك احتضنتها بحنان تربت على ظهرها برقة وقد أوجع تصرفها الغريب قلبها
..
انتفضت مبتعدة على صوت يحيى الذي هتف بخشونة من الباب ..
" ماذا يحدث هل سأنتظر بالخارج وحيداً كثيراً وأنتن تتسامران هنا ؟؟!!! .."
راقبت والدته بحة صوته ووجه الأخرى الذي أشرق ببهاء وسعادة غامرة ألقت بقلبها لأجل ولدها ..
ربتت على شعر جوانة برقة ..
" تناولي طعامك يا حلوتي ونحن سننتظرك بالخارج .. "
تناولت جوانة يدها تمسكها بامتنان :
" شكراً كثيراً .. هذا يعد لي الكثير جداً لن أنسى لك هذا .."
صدع صوت يحيى قاطعاً تلك اللحظة العاطفية :
" هل تعتقدين أنها ستخجل يا أمي صوت الطعام في فمها كان يعمل كالآلة الحادة أربعة وعشرون ساعة ... "
هزت والدته رأسها بعدم صبر وهي تسحبه خارج الغرفة بينما جلست جوانة على السرير تمسح دموعها بيدها كطفلة صغيرة ..
..
بالخارج تركته والدته واستندت نحو الشرفة ساهمة ..
" أمي .. "
هتف بها يستعلم عن مكانها فردت عليه مبتسمة بحنان ..
" أنا أقف بجانب الشرفة يا حبيبي .. "
اقترب من مكان صوتها ثم مد ذراعه فاندست والدته تستند على صدره هاتفة بصوت منفعل عاطفي ..
" ماذا حدث لتلك الفتاة لتكون بهذا الجوع للحنان والعاطفة لقد بكت لأنني صنعت لها طعام .. بكت لهذا الشيء الصغير يحيى .. "
أسند رأسه على رأس أمه يغمض عينيه بتعب ثم استرسل بحديثه بابتسامة ..
" ماكرة ومسألة صعبة من المشاعر .. مخادعة أتخيل عينيها شقية لا تهدأ بمكان .. لكن بداخلها لا زالت طفلة صغيرة فاقدة لكل معاني الحياة محرومة كما قلتِ من المشاعر جائعة للعاطفة بعد أن تسللت الوحدة لروحها زمناً طويلاً .. "
رفعت والدته رأسها وأول مرة تسمع تلك النبرة منه ..
" هل وقعت بحبها ؟؟؟ .. "
" لقد سقط قلبي عندما تلقيت اتصال من ليلا أنها محتجزة بمشفى وبقيت هائم أبحث عنها بعجز حتى وجدتها أمام باب منزلي كالقدر المنتظر .. "
" هذا هو الحب يسقط على قلبك كالقدر المكتوب دون استئذان .. "
" وها قد وصل قدري الشقي .. "
تطلعت والدته لجوانة الواقفة خلفه بابتسامة جميلة همست ليحيى ..
" كيف عرفت أنها أتت ؟؟؟ "
" رائحتها يا أمي .. أعرفها من رائحتها الشقية .. "
هتفت الأخرى بصوت مشاكس وهي تقترب :
" مرحباً .. "
فابتسم يهز رأسه دون فائدة منها ..
...................
بمكتب شاهر ..
" ليلا سترحل إلى إيطاليا … أنت ستنهي عملك الخاص بمسابقتك وتلحقها هناك تكون كظلها دون أن تشعر هي .. أيوب سيتولى مهمة حمايتها في الخفاء حتى تعود إليها .."
" لحظة .. لحظة شاهر لا أفهمك يا رجل .. كيف تبعد ليلا في تلك الظروف ؟؟؟ هل تعاقبها حقاً وفي ذلك الوقت ؟؟ ..
نهض معترضاً ..
" آخر شيء آتى بعقلي أن تكون تذكرة إيطاليا تخصها .."
استدار له شاهر بشراسة ..
" الحقير لا زال يدور بالخارج وهي لم أعد أستطيع توقع أفعالها .. سوف أعثر عليه فقط بعد ذلك أحل أموري .."
ابتسم داغر باستهزاء مقيت ..
" لذلك تبعد الجميع ليخلو الجو إليك وحدك .. لكن أعلم ليلا لن توافق أن تسافر وأنا لن أتركك بمفردك مع كل هذا الانتقام بعينيك .."
" سأبعد ليلا بطريقتي وأنت ستبتعد برضاك أو بعدمه .. إذا لم يكن لأجلك فلأجل حماية ليلا .. لن أثق بأحد آخر وايوب أنا بحاجته تلك الفترة .."
" كالعادة خططت لكل شيء دون أن ترجع إلينا .. موافقتنا ما هي إلا تحصيل حاصل .. "
أدار شاهر وجهه للشرفة وخرج صوته من أعماق قلبه ..
" لن أوصيك عليها .. "
هز داغر رأسه برفض لكل ما يحدث لكنه مجبر على تنفيذ أوامر الآخر لمصلحة الجميع بالأخير بعد فعلة ليلا شاهر لديه كل الحق بإبعادها ..
" هيا بنا للمخزن القديم لدينا عمل هناك .. "
…..................

" الوو .. ليلا ؟؟؟ .. "
ردت ليلا بصوت قلق لصوت الآخر الهامس ..
" أجل داغر .. ماذا حدث ؟؟؟؟ .."
سمعت صوته ..
" زوجك سيرتكب مصيبة إنه يحتجز هؤلاء الرجال الذين قاموا باختطافك ويقوم بتعذيبهم بطرق بشعة منذ عدة أيام .. سيموتون بيده .."
صرخت بصوت مرتفع مصدوم ..
" ماذااااااا ؟؟؟ كيف يعني ..!!!!!! أليس على أساس قام بتسليمهم للشرطة ..!!!!! "
هتف داغر من بين أسنانه ..
" هذا رأس زوجك الصلب .. لقد ركلني بالخارج عندما حاولت منعه ولازال بالداخل معهم .. "
على صوت ليلا ..:
" كنت أعرف .. اقسم لم يرتاح قلبي لهدوئه ونظراته كنت اعرف ان خلفه مصيبة .. "
قاطعها داغر يعبث بشعره بقلق ..:
" ماذا نفعل ؟؟؟ .."
لمعت عين ليلا بشر هاتفه ..
" أغلق سأتصرف أنا .."
" ماذا ستفعلين ؟؟؟ "
" أخبرتك سأتصرف .."
اغلقت مع داغر وبحثت عن رقم محدد في دليل الاتصال ثم رنت حتى وصلها الصوت من الطرف الآخر ..
" قسم شرطة ** .. أريد أن أقدم بلاغ .."
صمتت قليلاً بعين لامعة .!
" الاسم ؟؟ .. ' شاهر فؤاد وهدان '.. .."

.....................

راقب شاهر رجال الشرطة ينقلون أولئك الأوغاد بعين ترسل شرارات غاضبة حينما اقترب منه صديقه بالشرطة ..
" شكراً لمساعدتك شاهر .. أعدك سنمسك بالكلب الذي تجرأ وخطف زوجتك في أقرب وقت .. "
هز شاهر رأسه ثم هتف ببعض العصبية ..
" هل زوجتي من قدمت البلاغ ؟؟ هل أنت متأكد عابد ...؟؟ "
نظر له الآخر ببعض الغرابة ..
" أجل لقد وردني اتصال منها باسمك تخبرني أنهم تهجموا عليك وأنت دخلت معهم بشباك وتحتفظ بهم في مخزن قديم يخصك .."
ضغط على أسنانه بشر ثم هتف بابتسامة كاذبة :
" كل الشكر يا عابد .."
هتف بعد مغادرة الآخر بعين شريرة من بين أسنانه ..
" جميل .. والله جميل رأسك يا ابنة السلاطين ..!"
حانت منه التفاته لذلك الضاحك بجانب سيارته ..
ابتسم له بمؤامرة ثم جرى خلفه فجأة يشتم بألفاظ سيئة هاتفاً ..
" سأعلقك بدلاً منهم داغر الوغد .."
هرول داغر والآخر من خلفه ..
" والله لا يقدر عليك سوى وردتك .. ابنة السلاطين ليست بقليلة ابداً .. وتلك زوجتك مجنونة اكثر منا .."

............
وفي المنزل الغربي

" داري .. "
صرخت تجيبه بيأس
" نديم .. نديم تعالى بسرعة .. "
وقف أمام باب المطبخ يراقبها وانفجر بالضحك استدارت له بصراخ ..
" لماذا تضحك الآن نديم وهدان .."
اقترب يحيط خصرها بتلاعب وحميمية ..
" لأن مدللة وهدان تصنع الطعام منذ ثلاث ساعات وانظري لحالة المطبخ اليائسة .. "
صرخت دارين به ..
" هل تسخر مني ؟؟؟ .. آنا لا أعلم كيف أطبخ أي شيء.. إنها أول مرة أدخل بها للمطبخ .. "
رمت الطبق الذي بيدها بيأس
" أنا فاشلة .. "
أقترب بمرح خبيث ..
" اووه .. دارين وهدان تعترف أنها فاشلة في شيء .. تلك سابقة لم تحدث من قبل .. "
" لا تستفزني نديم أخبرتك لم يسبق لي دخول المطبخ من قبل .."
" أجل كنت تخافين أن تتسخ ملابسك الأنيقة أو أظافرك .."
رفعت إحدى أدوات الطعام بشر ..
" أنظر أنا حذرتك عدم استفزازي .. "
رفع يديه باستسلام غارقاً بالضحك ..
" حسناً .. حسناً أنا أعلن استسلامي .. "
اقترب منها بوقاحة ..
" ماذا لديك تقدميه لي مقابل أن أجعلك سيدة طعام ماهرة .."
رفعت حاجبيها بمرح يشوبه إعجاب ..
" لطيف عائلة وهدان سوف يعلمني كيف اطهو الطعام ؟؟؟ لا ويقايضني.. ؟؟!! "
احنت شفتيها بدلال وقد سقطت خصلة صفراء فوق عينيها اللامعة ماذا عن فستانها الأحمر المشع القصير جهنم وحده ..
هز نديم رأسه يحاول التركيز وقد غيبت عقله بحركاتها ..
تنهدت بوجهه بدلال ..
" نديـــــــم .. .."
أقترب يحاصرها بزاوية المطبخ بانفعال ..
" يا إلهي لا تناديني بتلك النبرة يا فتاة .. "
ضحكت بمرح ودلال عندما حملها ..
" ستقتلينني بدلالك دارين وهدان .."
….
في غرفة النوم ..
" نديم .. "
اعتدل بجسده جالساً وهي بأحضانه ..
صمتت قليلاً تستمع بمداعبته لوجهها وخصلات شعرها ..
" لماذا تعتقد شاهر يبعدنا ؟؟ حتى أنه يرفض عودتنا .. ليلا كان صوتها غريب في آخر مرة حدثتها .. "
داعب شعرها برقة ..
" لا أعلم .. الحقير سامر لا زال يتجول .. ربما شاهر يريد إن يأخذ كل احتياطاته كالعادة .. "
اندست بأحضانه تختبأ كلما تذكرت ما كادت أن تزج نفسها به مع هذا المريض تشكر الله ..
رفعت رأسها بغمزه ..
" حصلت على رشوتك .. ماذا ستصنع لنا على الطعام ؟؟؟ .."
ضحك هاتفاً ينهض حاملاً إياها متغاضي عن صوت صراخها المدلل ..
" ماذا تريد المدللة ؟؟ .. "
…..............

في المساء

دخل الى غرفتها بأنفاس متسارعة فتح الباب بعنف
صارخاً فاقداً أعصابه منذ أخبره يحيى أن ليلا اتصلت به ليساعد جوانة ..
" الم احذرك انه ليس لكي علاقه بتك البنت لماذا لا تسمعين كلامي هل تريدين ان تجننيني يا ابنتي .."
شدت الغطاء على وجهها مديره وجهها دون ان ترد عليه تنفس بغضب وقد اغاظته ببرودها ...
شد الغطاء بعنف من فوقها ورماه ارضا ثم سألها بعنف ..
( الا احدثك لماذا لا تجيبين .. هل تريديني ان اقتل تلك الفتاة لترتاحي لماذا لا تسمعين الكلام ؟؟ )
رفعت رأسها هاتفة ..
" لن أخرج من تلك الغرفة هل ترتاح بذلك .. "
نفخ بغضب وملامح شرسة اقترب من مجلسها :
" لا .. لا ارتاح .. انا لا ارتاح .. "
اكمل بعنف ..
" تختبأ مثل الفأرة المبلولة في جحرها .. لماذا ؟؟؟؟ لأن شخص مريض هددها .. جبانة .."
استشاطت غضباً ونهضت تقف على السرير ..
" أنا لست فأرة مبلولة ؟؟؟؟؟؟ وهذا الشخص المريض قام بتعذيبي كاد يقتلني هل اكون جبانة لأنني أخذ هدنة .. "
زم فمه بشر صارخاً :
" وماذا فعلتي بلغتي عن زوجك الشرطة أيتها الشيطانة .. اللعنة عليكِ "
صرخت هي الأخرى وقد دوي صراخهما بالقصر وانفجر كلاهما ..
" بل اللعنة عليك أنت هل تريد أن تصبح قاتلاً بتلك السهولة ؟؟؟؟؟؟ "
" وما دخلك أنتي ؟؟؟ أخبريني ما دخلك ؟؟ ارتكب بكِ جريمة الآن وأدخل السجن انتظره هناك واقتله ما إن يدخل لي ما رأيكِ في هذا سأضرب عصفورين بحجر ؟؟ "
أغمضت عينيها وأنفاسها المتلاحقة توشك على الانفجار نزلت من فوق السرير تواجهه بجنون ..
" افعل او لتذهب للجحيم .. أقتله هذا أقل ما تفعله .. تقتل تضرب تعصب هذا عملك الشاغل "
صرخ بجنون باسمها قاذفاً الوسادة برأسها ..
" ليلااااااااااااااا سلطان .."
صرخت هي الأخرى بنفس نبرته المجنونة ..
" ماذاااااااااا ؟؟؟؟ ماذا تريييييييد منـــــي ؟؟؟؟؟ .."
امسكها من ذراعها يقربها منه بعنف وملامح وجهه المحتقن مخيفه ..

" سأرسلك أنا للجحيم ليلا سلطان .. "
نظرت لعينيه بقوة متحدية رافعة رأسها لتوازيه بقوته ..
" حضري حقيبتك طائرتك غداً ستذهبين لإيطاليا . . "
تطلعت إليه بجنون ثم ابتعدت عنه تدفعه من صدره ..
" ماذا ؟؟؟؟ أسافر لإيطاليا..!!! .."
لا .. لا ليس بمزاجك .. أنا لن أرحل ولن أخطو خطوة خارج المنزل .. "
غامت عينيه واقع بسحر عينيها الصافية .. بل أسيرها ..
" ستسافرين غداً بمفردك .. .. لن تعودي حتى آمر غير ذلك .. هذا عقابك على مخالفة أوامري "
ضربته بكل قوتها تصرخ بانفعال ودموعها حبيسة عينيها تلمع لكن لا تهطل منها .. ولن تسمح بنزولها الآن ابداً ..
" لا أرحل .. لا أرحل وفي ذلك الوقت .. لا تفعل "
أمسك وجهها بقوة ..
" بلى ستفعلين .. وخاصة في ذلك الوقت .. "
هتفت بانفعال صارخة :
" أكرهك .. "
أغمض عينيه بقوة يهتف بداخله ليت ذلك يا ابنة السلاطين ..
هذا العشق الخفي يأسر كلانا ويجذبنا رغم إرادتنا وهذا الانجذاب بين روحنا لم أعد أستطيع على مجاراته ..
( هذا ما يسمي العشق ..)
تركها وذهب مغلقاً الباب خلفه لكنه سمع صوتها الصارخ ..
" ستندم كثيراً لأنك تخليت عني .. "
ابتسم باستهزاء وكأنها ألقت جملة غريبة ..
" هل أتخلى عنك ؟؟؟؟ .. "
.......
قابلته كاميليا التي تهرول ..
" ماذا يحدث ؟؟؟ ما ذلك الصراخ هل أغضبتها ثانية وبحالتها تلك..؟؟ "
" هذا الصراخ أفضل من هدوئها وكوابيسها كل ليلة .. "
غامت ملامح كاميليا بالحزن تتذكر صراخ الأخرى ليلاً ورفضها الخروج من غرفتها ..
أكمل شاهر يأمرها كالمعتاد ..
" يجب أن تبتعد قليلاً لتستعيد أنفاسها .. جهزي حقيبتها غداً موعد رحلتها لإيطاليا .. "
نظرت له كاميليا متفاجئة ..
" ماذا ؟؟؟؟؟؟ .."
تركها هاتفاً ..
" لا أريد أي حركة غادرة منها حتى سفرها .. "
راقبته كاميليا بعينيها ..
' معه كل الحق .. '
......
صباح اليوم التالي ..

وصل لسيارته هارباً منها ولكنها أدركته بأعصاب منفلتة وغضب أصبح يلازمها منذ الفترة الأخيرة
" شاهر ..؟؟ .."
أغلق سيارته ببطء ثم استدار لها ..من بعيد كانت تقف كاميليا تراقبهما ..
أما هي حتى لم تهتم أن تضع وشاح فوق شعرها ..
" لن أسافر .. لن أفعل .. "
في خطوة واحدة لم يفصله عنها شيء أمسك بوجهها الشاحب وعينيها التي تترجاه ..
نظر لعينيها وكاد للحظة أن يخبرها أن لا تبتعد أبداً ..
هو لا يحتمل ولن يحتمل ابتعادها عنه ..!
أغمض عينيه يهتف بصوت مبحوح آسف ..
" طائرتك اليوم جهزي أشيائك .. أيوب سيرافقك للمطار وستجدين مرافق في مطار إيطاليا سيصلك للفندق بعدها سوف يعرفك على المشفى الذي ستعملين به ومنزلك الجديد .. "
اتسعت عينيها ترجع خطوة للخلف تزيح يديه ببطء
..
" لماذا ؟؟؟ .. إلى متى سأمكث هل ستتخلى عني لفترة طويلة ؟؟ .."
" إلى حين أقرر شيء آخر .. "
دمعت عينيها تسأله سؤال أخير ..
" هل هذا عقابك لي ؟؟؟ "
" أجل .. لقد ارتكبتِ أخطاء كثيرة لا تغفر .. ! "
تماسكت من الانهيار بالبكاء وأخبرته بقوة مزيفة ..
" نفي إلى بلد أجنبي وحيدة .. عقاب مميز أستحقه من ملك عائلة وهدان .. لكن أعلم شيء واحد شاهر إذا ذهبت لن أعود حين تطلبني لست لعبة بيديك ..!! "
غادرت لحظاته الجميلة المكان وشعر بخواء روحه .. ماذا سيفعل عندما تغادر البلاد ويبقى هو وشقائه وحيدين ؟
راقبها تغلق الباب عن عينيه المتابعة ..
ركب سيارته يديرها ..
" أريد بعض الوقت فقط أرتب فيه أوراقي التي بعثرتها بنت السلاطين .."

..........................

" مرحباً .. "

تجلس على المقعد في صالة الانتظار تمسك بهاتفها تنظر له تارة ثم تقف تنظر ناحية باب الدخول .. تغمض عينيها بيأس عندما لا تجد غايتها ..
تُهدأ دقات قلبها ..
" سيأتي .. سيأتي لن يحتمل رحيلي .. هو لا يسمح لي بالرحيل بعيدا عنه .."
" دكتورة ليلا .. حان موعد الرحلة .. "
سمعت نداء رقم رحلتها ونظرت لأيوب المكلف بتوصيلها ..
حتى كاميليا للمرة الأولى ترضخ لتحكم شاهر راضية برحيلها ..!!
نهضت واقفة تنظر بأمل ناحية البوابة وقلب تسمع ضجيج دقاته ..
" يمكننا الانتظار دقائق اضافية أيوب .. "
هل لا يأتي يودعها ؟؟؟
نظر اليها بشفقة صامتاً وهو يعلم أن سيده محال أن يأتي ..
النداء الأخير المقلعين لرحلة **
حينها نظرت حولها بضياع دمعت عينيها ولا زال الأمل ينبض بعروقها سيأتي .. هو سيأتي ..
" دكتورة ليلا علينا الرحيل الآن الطائرة ستقلع .. "
" كيف يفرط بي هكذا .. كيف ؟؟؟؟؟؟؟ "
دموعها جرت تسيل بما يجيش بداخلها ..
" سيدتي ….!!!!! "
همس بها أيوب الجامد وقد تأثر ببكائها ..

نظرت إليه من بين دموعها تهمس بصوت لا يسمع ..
" تركني أرحل .. فرط بي للمرة الأولى .. .. "
أخذت حقيبتها بقدمين يدعونها للفرار إليه وعينين تأبي الفراق ..
ذهب أيوب خلفها بخطوات قليلة يهمس بداخله ..

" سامحيني سيدة ليلا لا استطيع البوح .. "
في سيارته يعد الدقائق بجمود من الخارج واشتعال باكي من داخله ..
المرة الأولى التي يبعدها عنه يكبل قدمه ويديه بصعوبة عن الهرولة والذهاب إليها يمنعها ويحضنها بقوة يشم شعرها يداعب خصلاته بأنفه ثم يركع ويخبرها انه لا يستطيع ابداً دونها ..
( لا ترحلي يا ليلا )
ولا يعلم أن الجملة خرجت بصوت متوسل وقلب خافق ..
" لا تفعلي .. أنا آسف .."
...
خرج من سيارته يضرب بابها ...
ينظر للرسالة التي وصلته من أيوب بذهول ..
" لقد أقلعت طائرتها ..!!! "

………………..

….

جر حقيبته خلفه والاخرى التي على ظهره في بهو المطار يسير وقد ظهرت روحه المطفأة المخفية بمهاره دائما على ملامحه فبات وجهه وجه رجل تعيس يعاني مرارة الفقدان حبيس الذكرى .. الهروب ..
الهروب من نفسه أم من ذكراها بكل مرة ولا يعتقد انه ينجح ..
لا ينجح ابداً مهما حاول ..
تلك المرة الهروب كأن لأمريكا سيقدم للمسابقة ويغادر سريعاً لإيطاليا يراقب وردة ابن عمه الملك شاهر ..
جلس بصالة الانتظار يستعيد ذكرى أخرى أم يهرب اليها حينما اخبرته ذات مرة عن حلمها ..

سيترك السيارة بميدان السباق هو وحظه إما يذهب إليها مودعاً حياة كالجحيم دونها أو يبقى وحده للأبد على ذكراها ..!

( " داغر اتعلم حينما نتزوج سنسافر الى الخارج سوياً .. "
اقترب منها يمازحها بحميمية ..
" ربما ترغبين بعطلة فرنسية رومانسية او ربما حتى بجزيره منعزلة لا احد بها سوانا سنمرح كثيرااااا .. "
تدللت وهي تهرب من انفاسه المتلاحقة على وجهها ..
" لا .. انا أريد أن نعيش وأدرس بالخارج وبالمرة أكتب عن أخطر وأشرس متسابق سيارات بالعالم
' داغر وهدان فهد السباق وزوجته روح فؤاد وهدان ' سيشرفان أي بلد ينزلان بها "
نظر إليها بمرح هاتفاً :
" حسناً وبالمرة أشترك في الأولمبياد العالمية بأمريكا وأفوز بأخطر متسابق بالعالم .. جبال .. طرق خطيره .. "
شهقت تضربه على كتفيه ..
" لا .. لا أغامر بك يا ابن وهدان .. "
رفع حاجبيه يضحك وهو يقربها ..
" مجنونه .. أنتي مجنونه لو يعلم شاهر .. "
نظرت اليه بترفع مضحك وهو يعلم تلك الجبانة كيف تبدو في حضره شاهر ..
" اذن روح وهدان .. وماذا خلف ذلك .. "
نظرت اليه بمسكنه فاخبرها بخبث ..
" اعلم ان خلفك مصيبه من مصائبك التي لا تنتهي .. ربما سأكون أنا الطعم .. "
ضحكت باستمتاع ومرح لم تستطع اخفائه ..
" لمَ تكشفني دائماً .. "
" لأنني اعلم عن وجهك الآخر الخبيث .. "
كشرت أنفها وهي تغمزه ..
" سر …. "
" ألن تخبريني به ..؟؟ .."
سألها بوداعة فأجابته وهي تهز كتفها بغمزتها المميزة ..
" بالطبع يا فهد عائلة وهدان ومن غيرك سيشاركني في مصيبتي .. " )
..
أفاق من تلك الذكرى البعيدة يبتسم بحزن لم يتسنى لك الوقت روح وهدان لأشاركك مصيبتك ..
لكن ..

( اشتقت يا روح اشتقت .. اشتقت ألن تصفحي عني بعد أيتها القاسية !!.. عام عقاب كافي ببعدك .. اشتقت ولعل تلك المرة انجح بلقاكِ .. )

................

وصلت أخيراً إلى مطار إيطاليا تلتفت حولها وحيدة حتى أقترب منها رجل لم تهتم بسماع ترحيبه الحار بها ولم ترد ..
من بعيد كان أيوب يتابعها دون أن تعلم عن سفره خلفها ..
حملت ليلا حقيبتها وحمل المرافق باقي الحقائب وغادرت لرحلة جديدة ...
ماذا سيقدر لها بشوارع إيطاليا وحيدة دون وجود الملك لأول مرة ؟؟
وهناك بكل حي بالمدينة كُتب بطرقها حكايات مسطورة بخطوط قديمة ..!!
.........................

وآخر كان مثلها وحيداً بالطرف الآخر من البلاد بالمطار سقطت حقيبته بقلب توقف عن الخفقان لأول مرة .. ولم يعد يعلم هل ما يقوده الآن قدماه التي تهرول وتمر بوجوه باتت مشوشة أم دقات قلب سكنت عن الخفقان منذ فقدها والآن سمع أول نبضه ..؟!
وقف وسط الحشود يلف حول نفسه بضياع يبحث بعينيه بكل وجه عن وجهها الذي لمحه منذ دقائق ..
يردد لنفسه بذهول ..
( ليست حُلم .. لا .. ليست حلم .. )
...........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 2:47 pm

الفصل السابع عشر


بعد مرور أسبوع ..
يجلس بمقهى قريب ينتظر خروج ليلا من ذلك المشفى ليرسل إلى شاهر تقريرها اليومي يراقب المدخل بفكر غائب وعقل حاضر ..
منذ الليلة التي كان بها بمطار الولايات المتحدة ينهي الإجراءات ولمحها !!
لمح وجه روح بوضوح جداً .. لا لم يلمحها هو شعر بتلك الهوة التي تسحب بقلبك تنبئك بوجود شيء ما حولك ..؟
كانت هي وقد شعر بها قبل أن يستدير ويرى وجهها ..
لكنه لم يدركها ؟؟؟
يا الله لقد تأخرت حالتك كثيراً يا ابن وهدان باتت روح لا تكتفي بالظهور بأحلامه لقد كان كالمجنون يبحث عنها في كل مكان بالمطار وفي كل وجه يقابله لكنها كانت كالسراب اختفت كما ظهرت ..!!
ارتشف كوب قهوته ببطء .. شاهر مجنون في البلاد ما بين بحثه المميت عن سامر وبين رحيل ليلا والتقارير اليومية التي يرسلها إليه ..
وهو هنا يراقب كل يوم دخولها للمشفى ثم وصولها للمنزل بعد ذلك بسلام بعدها يهيم بوجهه تارة بسيارة قد أجرها أو دراجة نارية وتبات الشوارع تحمل وجه روح يكاد يقع بحادث كل مرة لكن قدره ليس رحيماً ..!!

.............

بداخل المشفى ..
تجلس لترتاح بأنفاس عميقة بعد جراحة دامت لأربع ساعات لا تنكر أن عودتها للعمل أفادت روحها كثيراً وقد استعادت بعض أمورها ..
ليس مهماً أنها لا ترد على مكالمات شاهر كل ليلة بعناد وغضب .. تكلم كاميليا كل ليلة وتحاول الوصول لجوانة دون فائدة يبدو أن الأخرى لا تريد لكنها بأمان مع والدة يحيى وهذا يكفيها للاطمئنان عليها ..؟؟
........
اتسعت ابتسامتها كثيراً لدخول امرأه رشيقة تعمل طبيبة نفسية في هذا المشفى الكبير رغم سنوات عمرها الكثيرة تبدو أصغر عمراً برشاقتها ..
" طبيبتنا الصغيرة التي خطفت قلوبنا بمهارتها .. "
نهضت ليلا تسلم عليها بحرارة ..
" شكراً كثيراً إيفانكا .. "
" لمَ الشكر يا ليلا مبارك نجاح جراحة الصغيرة ليسا .. جميع من بالمشفى يتحدثون عنها .."
لمعت عين ليلا تتذكر الصغيرة ليسا ووالديها الباكيين بفرح وحرارة لنجاة صغيرتهما ..
" .. مكتوب لها عمر جديد .. لولا فضل الله ودعاء والديها .. "
" إذن ستقبلين دعوتي قضاء يوم بالمزرعة خاصتي ؟؟ .. سوف تستمتعين كثيراً "
نظرت لها ليلا معتذرة ..
" أعدك في أقرب وقت .. "
" إذن ستناول العشاء سوياً ؟؟ .. "
ابتسمت ليلا تهتف ..
" لمَ لا ؟؟ .. "
ودعتها الطبيبة تخرج من غرفتها بينما جلست ليلا مكانها تراقبها بعين ضاحكة ..
" الطبيبة إيفانكا تريد لعب دور الطبيبة النفسية عليها ومحاصرتها بالمزرعة كما علمت أن تلك طريقة علاجها .. لكن الحقيقة أن هناك آخر من بحاجة لذلك ..! "

....................................

في منزل والدة يحيى ..
نهضت بنشاط ..

" صباح الخير سيدة غالية .."
هتفت السيدة غالية بانزعاج ..
" على ماذا اتفقنا جوانة ؟؟ إذا كنتي تجدين صعوبة في قول أمي يمكنك تدعوني خالتي .."
اقتربت جوانة تمسك يد الأخرى بتأثر ..
" لا تغضبي مني .. خالتي .. "
" ومن يغضب من فتاة كالبلسم مثلك .. "
ابتسمت جوانة بامتنان وقد تحسنت صحتها كثيراً ..
" سأذهب اليوم لشركة وهدان .. "
قاطعتها السيدة غالية ..
" لكن يحيى نبه عليك ألا تفعلي ..؟؟ .."
" يجب أن أذهب هناك عمل لم يكتمل .. "
والأخرى كانت تقصد بالعمل مهمتها التي من أجلها دخلت وكر وهدان لكن السيدة غالية هتفت بسجيتها ..
" يحيى لن يسمح ابداً لكِ بالعمل الآن .. صحيح صحتك تحسنت لكنك لا زلت تحتاجين للراحة .. "
..
صمتت جوانة قليلاً تفكر بأفعال الآخر ومعاملته التي تغيرت كثيراً بات رفيقاً بها ..
هل شفقة أم شيء آخر لا تعلم لكنها تشعر هنا في بيته بأمان لم تشعر به من قبل ..
جلست مرة أخرى وباغتت بسؤال دون مقدمات بصوت مبحوح ..
" ماذا حدث مع زوجة يحيى الأولى .. أقصد طليقته ؟؟ .."
نظرت لها السيدة غالية بتفحص لملامحها التي باتت منزعجة قليلاً وكأن ذلك الأمر لم تستحسنه ..
وفي الحقيقة جوانة شعرت بشعور حارق بذكر الأمر لم تعرف كنهته ..
شعور كـ .. كالغيرة الحارقة !!
هل تغارين جوانة ؟؟؟
انتبهت على صوت السيدة غالية ..
" كانت فتاة من أسرة متوسطة لكنه أصر على الزواج منها كانت تعمل معه بشركة وهدان وأوقعته في حبالها .. بيني وبينك لقد عرفت أنها سيئة منذ الوهلة الأولى لذلك لم أعطي لها وجهاً .. .."
صمتت وجوانة تنظر للحزن الذي بدا عليها ..
" تزوجها لعام جعلته كالجحيم عليه .. مع تأخر الحمل وتأكيد الأطباء ان ليس بهما شيء لكنها اعترضت تذهب كل يوم لطبيب .. حتى ذات ليلة أشتد الخناق بينها وبين يحيى خرج غاضباً بسيارته فوقع بحادث أفقده بصره .. "
دمعت عين السيدة غالية تكمل ..:
" حينما فاق كانت هي أول من سأل عليها .. لكنها ما إن علمت أنه فقد بصره ابتعدت دون حتى أن تطمئن عليه أو تخبره كلمة واحدة .. بعدها بقليل طلبت الطلاق .. أما يحيى فرفض الخضوع لأي عملية بعدها رغم نسبة نجاحها الكبيرة .. "

نهضت جوانة ببطء وقد احرقها كلام الأخرى ..
سألتها بتشتت ..:
" هل .. هل ما زال يحبها ؟؟ .."
ابتسمت السيدة غالية بتعاطف ..:
" صدقي أو لا .. أن يحيى أدرك من داخله أن ما وقع به ليس حباً منذ عرفها على حقيقتها لكنه لا يحب أن يفشل في شيء .. وهي لم تجعله يفشل فقط لقد جرحت رجولته حينما طلبت الطلاق وتزوجت بآخر بعد انتهاء العدة فغادر البلاد غاضباً .. "

..
ماذا تفهم من كلام السيدة غالية ؟؟
هل تفرح لأن كلامها يؤكد أنه نسيها ..!!
ام تخاف ان يضعها يحيى في كفة واحدة مع زوجته السابقة عندما يكتشف هويتها الحقيقية ؟؟
' يا الله تلك المرة الأولى التي أقع في حب أحدهم هل سأجرح أنا الأخرى رجولته ..!! '

نهضت فزعة ..
" أنا يجب أن أغادر الآن .."

....................................

في شركة وهدان ..
أخذت نفس عميق ثم فتحت باب مكتبه بعد أن أذن لها بالدخول ..
لوهلة شعرت بالخوف مع نظرة عينيه المميتة المتحفزة ويحق له بعد كل ما سببته ..!
نهض واقفاً بشموخ رافعاً رأسه فاعتدلت بوقفتها تجابهه إذا كان هو شاهر وهدان ..
فهي جوانة .. ' ملكة الخديعة ' ..

" ماذا تريدين ؟؟ .."
رفعت رأسها تهتف ..:
" أريد أن أعلمك عن هويتي .. "
ارتفع جانب شفتيه بمكر ثم هتف ببطء يجلس على جانب سطح مكتبه ..
" جوانة صابر المنصوري .. "
رجعت خطوة للخلف بصدمة ..
" هل كنت تعرف ؟؟؟؟؟ منذ متى ؟؟ .."

نظر لها نظرة ثاقبة ..
" منذ الوهلة الأولى التي تعرفت بها على زوجتي .. هل تعتقدين أنني سأدخل بشركتي من لا اعلم هويته وغايته .. او أترك ليلا تتجول مع فتاة غير معلومة الهوية ؟؟؟ .."

" إذن لماذا تصمت طوال تلك الفترة ؟ .."
" كنت أنتظر خطواتك وأراقب من بعيد .. ما لا تعلميه أن علاقتي بصابر المنصوري الذي يكون أبيك متوغلة فوق ما تتصورين هناك العديد من الحقائق المخفية كوجود ابنة له تعاديه و .. .. "
" و .. ؟؟؟؟ .. .. "
" لا تعتقدين فقط أنك تخفين حقائق .. خذي نصيحة مني منذ الآن أعرفي حجم عدوك وصديقك .. قدري ذلك الحجم جيداً وعلى أساسه سوي أمورك .. "
لم تسعفها قدميها فجلست على المقعد هذا الرجل الذي يدعى شاهر وهدان أكبر مما تصورت .. بينما هو نهض يقف على رأسها كذئب حاصر طعماً ..

" ماذا تريد ؟؟؟ .."
" أريد ال ** سامر الجندي .. بما أنك ابنة المنصوري فما أسهل دخولك لوكره .. أريد مكانه فقط .. "
" وما المقابل ؟؟؟ .. "
استدار يجلس على مقعده ببطء ..
ضيق عينيه بشر ..
" سأساعدك فيما دخلتي لأجله عائلة وهدان .. شرط أن لا يخرج الحديث الذي سيدار بيننا خارج تلك الغرفة .."
وازنت أمورها بعقلها ثم نظرت إليه بعزيمة ..
" موافقة .. "
وأُغلق باب المكتب على خطط ملكة الخديعة وملك عائلة وهدان ..!!

......................................................

بعد وقت قليل ..
فتحت الباب ببطء شديد وأطلت برأسها تراقبه بعينين لامعتين ورغم أنها لم تصدر أي صوت ألا أنه نهض من مقعده بانفعال يبحث عن أي مصدر صوت يدله على مكانها هاتفاً بنبرة مميزة ..

" جوانة ؟؟!!! .."
ابتسمت بحب تقترب منه وهتفت بضحكة مرحة بعد صراع مع ماضيها مع ملك عائلة وهدان وشراسة بتحذيرها ان تشرك ليلا بالأمر من قريب أو بعيد وهي دون أن يقول قررت إخراج ليلا من دائرتها حفاظاً على حياة صديقتها الوحيدة المتبقية ..!

" أريد أن أعلم كيف تعلم عن وجودي ؟؟ .. "

اتسعت ابتسامته وجلس مكانه مرة أخرى يصغى لصوت خطواتها وصوتها الرنان وأدق تفاصيل يسمعها ويشعر بها ناحيتها ..
" هذا سري .. أخبريني لماذا أتيتِ رغم تحذيري لك ؟؟ ..
" جئت لأخذك لتناول الغذاء سوياً خالتي غالية أعدت وليمة لنا .. "
نهض من مكانه ..
" ااه من أمي .. حسناً لنذهب .. "
مشت خلفه تغرق بخطواته البطيئة وصوت العصا بيده وانتبهت على صوته ..
" هل قابلتِ شاهر ؟؟ .. "
تلجلجت قليلاً تجد صعوبة بالكذب عليه رغم كذبها على الجميع برمشة عين لكنه أنقذها حينما ..
" لا تتحدثي مع شاهر حتى اقابله اولاً .. ما لا تعلميه عن شاهر أنه ليس لديه غالي حينما يتعلق الأمر بأحد أفراد عائلته .. "
فتحت باب المصعد ..
" حسناً لن أفعل حتى تتدخل أنت .."
.......................

اليوم التالي ..

كان جالساً في مكانه المعتاد يراقب مدخل المشفى .. تملل في وقفته يستند على دراجة نارية ..
لكن فجأة اعتدل يهز رأسه وقد انحبست أنفاسه على تهيؤ آخر ؟؟؟ !!!!
أقترب بخطوات سريعة ينظر إليها بعين متسعة خصلات ملونة وملابس ضيقة جداً من الجلد تبدو مشعة جداً من بعيد وسط مجموعة من الأشخاص تدخل المشفى التي تعمل بها ليلا ..
دخل بسرعة لكنها كانت قد اختفت ..
ضرب الأرض بعصبية ثم هرول ناحية موظفة الاستقبال ..
" لو سمحت .. لقد .. أقصد هل دخل منذ قليل مجموعة من الشباب .. كان معهم فتاة شعرها ملون وطويل ترتدي ملابس جلدية وتحمل حقيبة خلف ظهرها ؟؟؟؟ .. "
هتف بلغة أجنبية ليست جيدة كثيراً لكن الأخرى فهمته تنظر له ببعض الغرابة ..
" من أنت ؟؟ .. "
أخرج هويته يرميها على سطح المكتب يهتف بعصبية ..
" هل دخلت منذ قليل أم لا أجبينني ؟؟؟؟ .."
" عذراً لا أخرج معلومات لأي أحد .. "
صرخ وهو يسحب هويته يجري في ممرات المشفى تائهاً يبحث عنها ثانية ..
" اللعنة .."
..
وقف يسحب أنفاسه وقد بحث في جميع أرجاء المشفى لم يكد يجلس ليرتاح حتى لمحها تقف وسط أصدقائها تضحك بانطلاق وتسجل شيء ما في مذكرتها ..
أقترب مغيباً .. خطواته على جمر مشتعل ..
" روح ؟؟؟ !! .."
( روح فؤاد وهدان .. )

فجأة أدركها لمسها ..!
هو لا يحلم إنه يشعر بها .. بأصابعه يلتمسها ..
أغمض عينيه يلامس وجهها بتأثر ..
إنه نفس ملمس بشرتها ..
لا يمكنه أن يخطأ في الشعور بروح وهدان ..!
..
صراخ ..؟؟ .. شتيمة بذيئة ..؟؟
وتلك الفتاة بين ذراعيه تحاول الفكاك صارخة ..
أصدقائها يقتربون يحاولون جذبها من بين يديه وهو لا زال غارق بذكراه بها يردد كلمة واحدة بصدمة ..
( روح ..)
هتفت مصدومة بلغة إنجليزيه ممطوطة .
" أترك ..؟؟ .. أتركني ماذا تفعل .. ؟؟ "
أتت صديقتها تجذب الآخر الذي يبدو أنه مريض نفسي يعلق بكلمة واحدة لا تفهمها ..
" أيها الوغد أترك صديقتي .. "
صرخت تنادي الأمن ..
" ليأتي أحد يبعد هذا المريض .. "
اخيراً افلتها بذهول والأخرى وضعت يدها على صدرها تأخذ أنفاسها المقطوعة بصعوبة ..
اقتربت صديقتها سيلين منها ..
" كادي هل أنتي بخير ؟؟؟ .. "
هزت رأسها على صوت داغر يردد ..
" كادي !!!!! .. "
في ذلك الوقت أقترب رجلين من الأمن على تجمع بعض الأطباء والأشخاص ..
هتفت سيلين تشير ناحية داغر الذي يبدو أنه فقد عقله ..
" هذا المريض كان يتهجم على صديقتي .. ابعدوه رجاءً نحن لا نعرفه .. "
اعتدلت الأخرى تمسك بحقيبتها لم تنطق كلمة واحدة. . تنظر ناحية داغر الذي كتفه مسئولين الأمن على صرخته ..
" اتركوا .. انتظري .. انتظري لا تذهبي .. "
جذبتها سيلين من يدها تبتعد بها وهي لا زالت بصدمة مما حدث ..
صراخ الآخر يعلو وسيلين تجذبها بعيداً حانت منها التفاتة ناحيته ..
وجدته منبطح أرضاً يتلقى عدة ضربات ولا زال يحارب يصرخ ..
" لا ترحلي .. روح انتظري .. "
عينيه الغارقة بدموعها كانت تترجى وقعت في عينيها ..
جذبتها سيلين ..
" كادي اهداي .. سنبتعد الآن إلى أي مقهى حتى تستعيدي أنفاسك .. "
ابتلعت ريقها تهز رأسها موافقة ..

..................

خرجت ليلا من غرفتها على حركة غير طبيعية بالخارج .. أوقفت إحدى الممرضات التي تهرول
..
" ماذا يحدث لو سمحت ؟؟ ما تلك الأصوات ..!! "
" لقد اشتبك أحدهم مع فتاة وقد أمسك الأمن به .. ! .. "
سألت ليلا بحذر ..
" كيف اشتبك ؟؟ .. "
رن هاتفها برسالة فتحتها وبعدها هرولت وضعت يدها على فمها مصدومة على داغر الهائج الذي اشتبك مع موظفي الأمن ..
تدخلت بسرعة ..
" توقفوا إذا سمحتم إنه قريبي .. ! .. "

صرخت بداغر الذي يتنفس بعنف حينما أطلقوا سراحه ..
هتفت مصدومة ..:
" داغر ..!! .. داغر ماذا تفعل هنا ؟؟؟ .. "
أقترب من ليلا بلهفة ..
" لقد رأيت روح منذ قليل .. ! .. "
ضيقت عينيها تهز رأسها غير مصدقة ..
" داغر هل أنت بوعيك ؟؟؟ .. ايّ روح !!! .."
" اسمها كادي .. أي كانت ترافقها فتاة دعتها بكادي .. "
احاطت ليلا رأسها بعصبية ..
" داغر .. داغر هل تعي ما تنطق به لقد التبست قبلاً مع أخرى تشبه روح أيضا ..!! .."
هتف بصوت مرتفع فاقداً أعصابه ..
" أجل قلت أنها تشبهها لكن تلك هي .. يا الله هي روح لقد شعرت بها .. لا أستطيع أن أشرح لكِ .. "

" إذن لنترك روح أو شبيهتها .. هل يمكنني أن أعلم ماذا تفعل هنا ؟؟ .. "
هل تَكرم السيد شاهر وهدان وقرر عودتي .! "
أخبرها بخفوت ..
" لا أنتي لا زلت بفترة عقاب .. "
صرخت ..
" ماذا ؟؟ .. هذا الوغد .. "
" هل يمكن أن نخرج من هنا لقد اختنقت .. "
تنفست بعمق حتى تهدأ ..
" انتظرني هنا لدقائق .. ولا تفتعل مشاكل .. "
ابتعدت تحضر حقيبتها وسترتها وخرج كل منهما ..
..
" إذن لماذا أنت بإيطاليا ؟؟ .. هل يعلم شاهر بمجيئك ؟؟ ألم يخبرك أي شيء يخصني . "
ضاق ذرعاً هتف بانفعال مفصحاً ..
" أرسلني الى هنا كي أنقل له أخبارك .. صباحاً لعنك لعناً لأنك لا تجيبين عليه .. يطلق عليك صاحبة الوجهين ورأس المشاكل .. "
داغر يضع النار بجانب البنزين دون أن يدري ..
وقفت عن المشي بصدمة ..
" هل لعنني ؟؟؟ .. وتجرأ على دعوتي بتلك الشتائم ..!! هل فعل ذلك حقاً ..!! هذا الـ .. الـ .. "
صرخت بداغر هو الآخر ..:
" ولماذا تنقل أخباري له بعد أن تخلى عني ؟؟؟؟ هل اتفقتم على يا أبناء وهدان .. "
كادت تبكي من الغيظ وهي تضرب الأرض ..
" والله سوف اريك يا شاهر .."
استدارت لداغر بحالته الميؤوسة يراقب جنونها ..
" سيندم كثيراً .."
تركته وغادر بخطوات غاضبة متسارعة هتف من خلفها ..
" ليلا إلى أين تذهبين ؟؟ .."
أسقط ذراعيه يراقب عودتها ثانية للمشفى بينما هو لمعت عينيه بإصرار ..
اسمها ' كادي ' ..
تلك الفتاة كانت تتحدث بالإنجليزية ورآها سابقاً في إحدى مطارات الولايات المتحدة ..

ليست بمعلومات قليلة سيتبع الخيط خلفها ..!
تلك المرة هو لا يحلم ولا يشتبه ..!!
هي ..!!

............
دخلت بسرعة وانفاس عنيفة إلى مكتب الطبيبة إيفانكا ..
" دكتورة إيفانكا .. ألم تدعوني لقضاء يومين في مزرعتك ؟؟ .."
نهضت الاخرى من مكانها تقترب من ليلا ..
" بالطبع أرحب بكِ .. لكن ما تلك الحالة التي أنتي عليها الان ؟؟ .. "
" هل نذهب الآن إذا كنتِ متفرغة ؟؟ .. "

" حسناً سأكلم السائق ونذهب بعد قليل .. "
" حسناً .."
( والله لأعرفك يا ابن وهدان من هي ليلا سلطان ! . )
...........

في مكتب شاهر ..

سأله يحيى بانفعال ..
" ماذا لديك ضدها شاهر ؟؟ أخبرني ولا تتحدث بهذا الخبث .."
ابتسم شاهر يضع الملف الذي بيده على الطاولة ..
" غير أنني لا أريد اقترابها من ليلا ليس لدي ضدها أي شيء .. يكفي أن أخبرك أنها صديقة ليلا المقربة منذ وفاة روح .. هذا كله يخبرك أن لو بها شائبة كنت اخفتها عن الوجود لاقترابها من ليلا .. "
رجع يحيى للخلف هاتفاً ..
" أنت بالفعل ابعدت ليلا عنها وهي كانت في أمس الحاجة إليها .."
" وجودها بات يمثل خطر على ليلا .. وتعلم أنني عندما يأتي الأمر عند ليلا أفعل المستحيل .. مصلحتها فوق كل شيء .."
سأله يحيى ..
" لديك شيء آخر غير خطف سامر لهما ؟؟؟ .."
نهض شاهر واقفاً بغموض ..
" نعم يجب أن تعلم شيء يخصها .."

.........

راقب شاهر مغادرة الآخر بعين متحفزة مدركة ثم رن هاتفه بالتقرير اليومي عن زوجته الغاضبة ..
رفع سماعة الهاتف على صوت داغر المنفعل ..

" شاهر .. شاهر أنا لا أجد ليلا منذ الصباح ليست بالمشفى ولا في منزلها .. لقد اختفت من الوسط تماماً .. "
نهض شاهر بعنف ..
" اتبع إشارات هاتفها .. ماذا تقول يا داغر ؟؟ .. "
" هاتفها مغلق .."
" اللعنة ..؟؟ منذ متى وهي مختفية ..؟؟ !!! .. "
" بالأمس اكتشفت وجودي .. لقد اعترفت لها أنني أراقبها كي امدك بأخبارها غضبت وتوعدتك ثم غادرت عائدة للمشفى .. سألت عنها الأمن أخبروني أنها خرجت ولم يسمحوا لي بالدخول لقد افتعلت بالأمس مشكلة بالمشفى التي تعمل بها زوجتك .. "
جلس شاهر مجنون بما يسمع ..
" ماذا فعلت أنا سوى وضعت مجنون لحراسة زوجتي الطائشة .. ماذا فعلت بدنياي لأبتلي بكما ؟؟؟؟ .. "
صمت داغر يشعر بالذنب بينما صرخ الآخر به موبخاً ..
" اكسر هذا المشفى وادخل اسأل عنها .. انتظر حاول الوصول لتلك الطبيبة التي أخبرتك عنها عمة قريب يوسف القرضاوي واسالها عن ليلا .. وأنا سأحجز أول طائرة .. "
هتف داغر بداخله
'ويخبرني أنني مجنون ماذا عنه ؟؟ '
أبعد الهاتف عن أذنه على صراخ شاهر العتيق ..
" إذا عثرت عليها فاحفرا قبركما حتى أصل إليكما .. ! "

………………………………………

مساءً في منزل والدة يحيى ..
وضع الكوب برفق على الطاولة التي أمامه والتي يحفظ مكانها ..
يتسلل صوتها الذي يحلق بالسماء لاذنه يجعله يشعر بالانتعاش وقلبه يرفرف بغرابة لا يستطيع تفسيرها ..
تتسع مخيلته ..
جوانة جالسة تحت ضوء القمر .. السماء صافية والنجوم بها لامعة صوتها يمتزج مع صوت الليل في مشهد غناء ينعش مخيلته ..
سمع إنشاد أمه معجبة بصوت الأخرى الشجي تطالبها بغناء أغنية أخرى مفضلة لها .. وجوانة يعلو صوت ضحكاتها وتبدأ بالغناء ثانية وهو يفقد روحه مع صوتها ..
تكلم من مجلسه بالقرب منهما لكنه كان بالداخل ..
" هل أستطيع الحديث معك جوانة قليلاً قبل أن أغادر أم أن هناك عرض غنائي آخر .. "
اتسعت ابتسامتها بمرح بينما كشرت والدته هاتفه ..
" ماذا تريد من الفتاة ؟؟ .. اسمع يحيى لا أقبل .. "
هتف بنفاذ صبر ..
" أمي أرجوكِ اسمعي الكلام .. رجاءً اتركيني مع تلك الفتاة بمفردنا قليلاً .. "
"
تنهدت والدته وسمع صوت نهوضها .. ثم دقائق واستقبل عطر الأخرى .. ثم صوتها الرقيق على غير المعتاد ..
" مساء الخير .. "
" مساء الخير .. هل تجلسين قليلاً جوانة اذا سمحتي .. "
جلست بخفوت كاتمة أنفاسها تنظر لوالدته ببعض الحرج والتي تتنصت ..
" أمي .."
هدر صوته محذراً .. فغادرت والدته المكان ملقية بعض الشتائم التي جعلته يهز رأسه بعدم فائدة بينما ابتسمت جوانه ..
" جوانة .. "
رفعت نظرها إليه .. بحة صوته باسمها واد غناء آخر يخصه وحده .. أكمل بصوت متزن ..
" هل ترين أنني لدي الحق بمعرفة بعض الأشياء .. "
وها قد حان الوقت التي تنتظره ..
" بما أنني أمكث مع والدتك فأجل لديك الحق .. "
" اتركي مكوثك مع والدتي .. "
هتفت به بابتسامة ..
" تركته .. ماذا تريد أن تعلم ؟؟ .. "
غامت ملامحه هاتفاً من بين أسنانه ..
" سامر الجندي لمَ يلاحقك ؟؟؟ .."
ابتسمت بخبث تهتف ..
" أنا من تلاحقه ..!! "
استدار لمصدر صوتها ببعض العنف فأكملت ..
" له يد في قتل صديقتي وأنا ابحث خلفه لآخذ حق موتها .. "
أرجع ظهره للخلف هاتفاً بنفس عميق ..
" أحكي .."
لم تعلم أنها ثرثارة لتلك الدرجة ولم تكن تحب أن يعرف أحد عن مخططاتها لم تشارك أحد همها من قبل .. حتى ليلا منقذتها كانت تتخابث عليها ..
ماذا سحر لها بكلمة واحدة ( احكي ) لتفرغ كل ما بجوفها كم مر من الوقت وهو يستمع إليها ..!!!
صمتت ولم يصمتها سوى فكها الذي اتعبها وابتسامته الجانبية التي لمحتها ..
" لماذا تضحك ؟؟؟ .."
سألته مكشره فأعتدل لها هامساً ..
" مصيبة على قدمين .. أنتِ مصيبة .. "
ضحكت تكشر أنفها .. عندما باغتها بسؤال كان آخر مخططاتها ..
" تعلمين للآن لم تحكي لي شيء يخص عائلتك .."
رفعت عينيها إليه بصدمة وقد سقط قلبها ..
لكنها حاولت الهتاف بمزاح ..
" الا تكفيك ' جوانة ملكة الخديعة ' .."
نهضت تدعو الله بسرها أن يمر الأمر بسلام لكن صوته صدع من خلفها ..
" لماذا لا تريدين أن تدلي بذكر والديك ؟؟؟ .."
أغمضت عينيها ولا زالت توليه ظهرها ..
" ذكرى أهرب منها .. "
وقف هاتفاً بإصرار ..
" غداً تخبريني عن تلك الذكرى .., "
راقبته يبحث بيده عن عصاه حتى أمسكها ثم غادر المنزل حينها فرت دمعة واحدة ..
" لن يكون هناك غداً عندما يأتي الأمر بذكر هويتي الحقيقية يكون انتهى كل شيء .."
( آسفة ..! )
........................................

اليوم التالي ..
بإيطاليا ..
وصل إلى المشفى الذي تعمل به ليلا وداغر خلفه .. صاح به ..
" توقف هنا .. انتظرني وإياك افتعال أي حركة غادرة .."
أسقط داغر يديه ينظر إلى التفات بعض الأشخاص إلى أصواتهم ..
ماذا سيقول الناس ..!! مجانين آل وهدان حضروا لإيطاليا ..!!
...........
" مساء الخير .. "
هتف بصوت قوي لموظفة الاستقبال التي رفعت رأسها تراقب الحضور الطاغي لهذا الرجل بلكنته الغريبة ..
" مساء النور كيف أساعدك سيدي ؟؟ .."
" أبحث عن طبيبة تدعي إيفانكا .. طبيبة نفسية .. بلغيها أن شاهر وهدان يريد مقابلتها .."
تطلعت إليه بإعجاب جم لتلك الثقة والقوة ..
" أسفه سيدي ..لكنها لم تحضر اليوم .. "
أمسك أعصابه عن الرمي بتلك اللزجة لكنه استغل ذلك ..
" إذن ماذا عن الطبيبة ليلا ؟؟ .. تدعي ليلاج سلطان ..!! .."
" لم تحضر أيضاً سيدي .. "
غادر المكان بعنف كما حضر دون إلقاء كلمة شكر واحدة .. بينما هتفت الأخرى من خلفه بلغة إيطالية موسيقية ..
" ما هذا الرجل ؟؟ .. لأحسد من تكون نصيبه .. "
..........
خرج وخلفه داغر ..
" ماذا قالوا لك ؟؟ .. "
" لم تحضر ولا تلك الطبيبة التي تدعي إيفانكا .. اللعنة على تلك البنت لا أعلم ماذا تفعل بي ..!! "
أخرج شاهر هاتفه وسأله داغر يمشي خلفه ..
" ماذا سنفعل ؟؟ .. "
لم يكمل جملته على صوت شاهر ..
" يوسف مرحباً .. أريد رقم تلك الطبيبة عمة كرم درويش التي اوصينا عليها ليلا زوجتي .. لا .. ليس هناك شيء .. احضره لي الآن فقط .. "

............................

في المساء جلست باستمتاع جم تتأرجح بقدميها تحت سماء إيطاليا الصافية تستمع بهذا الجو الساحر ..
جلست الطبيبة إيفانكا بجانبها لتلك المسترخية بدلال ..
" عزيزتي ليلا .. على الأقل ردي على هاتفك .. زوجك سيجن "
ابتسمت بتلاعب ..
" ليجن .. "
ناولتها كوب من القهوة ..
" إنه في طريقه إلى هنا .. لقد أخبرته أنك رافقتني إلى المزرعة واملته عنوانها بعد أن كاد يصرخ بوجهي دون احترام .. "
استدارت ليلا برأسها ..:
" عفواً .. وهل تريدي شاهر وهدان أن يعلم شيء عن الاحترام ؟؟؟ .. شيء عجيب عندما يأتي اسمه مع أي كلمة من تلك ..احترام .. ذوق .. تربية .. "

" بدت نبرته المتلهفة في السؤال عنك أنك تعني له الكثير .. "
هتفت ليلا باستهزاء ..
" الكثير لدرجة أنه يتخلى عني وحيدة ببلد غريبة .. "
" لا أعتقد ذلك .. ! "
نظرت اليها ليلا فهتفت الأخرى ..
" رجل يأتي خلفك بليلة لأنك فقط اختفيت ليوم .. ويدبر لك عمل هنا حتى لا تصيبي بالملل .. يتصل بي كرم كل ليلة ليتلقى أخبارك في المشفى بعد ان اوصاني عليكِ وينقلها لزوجك .. هذا يسقط جملة ' تركني وحدي ببلد غريب ' .."
عدلت ليلا وشاحها المرتخي على شعرها بعناد ..
" أيا يكن تلك المرة الأولى التي لا يرافقني بها ويتركني بمفردي ويخبرني بقسوة .. "
أكملت تقلده بصوته ..
( هذا عقابك ليلا سلطان .. )
هزت الطبيبة رأسها تضحك ..
" أنتي حقاً لست بتلك السهولة .. "
" ومن يعيش مع ملك وهدان ويخرج بعقل سليم .. "
اعتدلت بظهرها للخلف ترتخي باستمتاع تراقب اضاءة سيارة تدخل من بوابة المزرعة ..
" وها قد أتى زوجي العزيز .. سيصرخ ويشتم وربما يضرب ولكن لن أعود معه ولو انفجر أمامي .. "
وقفت الطبيبة على صوت احتكاك إطارات السيارة بتهور وخروج عاصف يضرب الباب بقوة وعنف وليلا لا زالت بجلستها المسترخية ..
" سيعود خائب الرجا كما جعلني انتظره بصالة المطار كثيراً ولم يأتي .. "
..
" مرحباً .. مرحباً سيد شاهر وهدان لقد سررت بقدومك لإيطاليا .. "

لم تفاجئ ولم تستغرب لقد نزعها من فوق المقعد نزعاً مع هتافه الصارخ ..
" ومرحباً بك يا طبيبة .. ومرحباً بزوجتي العزيزة .."

يجذبها بعناد إليه مع نظراتها المتحدية لوجهه المشتعل غضباً وطيات التحذير والمواعدة ..
" انتهى الترحيب ؟؟ .. إذن لنرحل يا زوجتي الغالية ونكف عن إزعاج الغرباء ؟؟ .. "
تلك المرة هي من اقتربت ومعصمها بين أصابعه ..:
" لن أرحل معك .. تقبل أو لا .. "
ضغط بقوة على معصمها لم يرف لها جفن ..
هتف من بين أسنانه ..
" أرتدي ثيابك ولفي هذا الوشاح جيداً ولا كلمة أخرى .. لنا منزل نتحاسب به على جنونك الذي لم أعد احتمله .. "

" لن أعود .. أصرخ أو حتى أضرب لن أخاف .. "
صرخ بها وقد أمسك وشاحها من الخلف يجذب رأسها إليه لم يعد يصدمها عنفه ..
من الأساس كل حركاته عنيفة مجنونة مثله وهل يعرف ابن وهدان ما معنى الرقة أم ليست بقاموسه ؟؟ !
" هيا يا ليلا .. أنا بحالة سيئة من الأساس .. "
جذبت ذراعها من يده لكنها فشلت حينما قربها منه أكثر بعناد وباتت دقات قلبها متسارعة كدقات قلبه الصاخبة ..
والصمت في كثير من الأحيان أبلغ من مئات الكلمات وأحياناً تحكي الأنفاس واختلاطها ما تخفيه أنت ..
هل جعلها تبتعد ليعاقبها ؟؟!! العقاب كان له هو .. ليلا شاءت ام لا مكانها بجانبه للأبد !
وما يلعب بعقله الآن فقط هو شوقه المهلك إليها وعينيه تحكي عن صبر قد أهُلك برؤيتها الآن ..

والمراقب لهذا المشهد كانت الطبيبة بغمضة عينيها المدركة تقرأ ما يعجزان عن فهمه ..
تقرأ استغاثة العنيد الذي يبدو قاسي صلب لكنه يصرخ من الداخل بعشقها ..
وتقرأ ما خلف صمت ليلا العاشقة لهذا الرجل ..
وما جعلها تتحفز معتدلة ما فاق تصورها .. عندما اشتد صراخ ليلا ..
" لن أعود معك .. !!! هذا آخر ما لدي .."
والصدمة كانت لها قبل أن تكون الى ليلا حين باغتها شاهر وقام بحملها على حين غرة صرخت مصدومة ..
" توقف .. توقف ماذا تفعل .. ؟؟؟ .. ياااااا االله انزلني يا ابن وهدان .. "
كانت تضرب بيديها ظهره وراسها الذي بالأسفل شعرت بالدوار فزادت مقاومتها ..
" لقد أصبت بالدوار .. انزلني لحظة .."
أنزلها أمام سيارته دون أن يتركها فاستندت عليه حين هتف بعناد كالبغل ..
" هل ستجمعين أشيائك أم نذهب هكذا ؟؟ .."
دفعته للخلف بعنف وعينيها اتسعت من الغضب

" اذهب بمفردك حتى اذهب على قدميك اذا أردت لكن اتركني وشأني .. "
اقترب منها وهذا التمرد يصيبه بالجنون ..
" ليلااااااااا .. "
" سيد شاهر اسمعني ابقوا الليلة معنا وغداً صباحاً ستكون السيارة جاهزة لنقلكما سوياً .. "
هتفت الطبيبة إيفانكا من خلفهما ..
كتفت ليلا يديها بعناد فضرب خصلات شعرها ببعض العنف الذي ألمها ..
" لا سنعود الآن وستعود معي ليلا .. هذا آخر كلامي لنرى نهاية عنادك يا بنت السلاطين .. "
هتفت بغضب تزعق من خلفه ..
" لماذا تشد شعري أيها المجنون .. لن أعود .."
ضرب السيارة بقوة خلفه .. فهتفت به ..
" مريض .. ومجنون .. "
سحبتها إيفانكا من يدها تنهي تلك الحرب ..
" انتظرنا هنا دقائق ستجهز ليلا وتأتي .."
فتحت ليلا فمها تعترض فجذبتها الأخرى :
" هل تهدأي قليلاً يا ليلا .. لنتحدث قليلاً يبدو أن ملكك الغامض قرر أنها ستكون الليلة الأخيرة لكِ هنا .. "
فتحت فمها تعترض فأسكتتها إيفانكا بابتسامة
" اخبرتكِ اهدأي قليلا .. "
اشاحت وجهها تبتلع ريقها بغضب ..
....................................

وقفت تنظر له نظرات قاتلة بينما كان يضع حقائبها في السيارة التي استأجرها حتى يسافرا للمدينة كان ينظر إليها من تحت جفنيه يراقبها بعين لامعة ..
" سعيد أليس كذلك ؟؟ .."
ألقت جملتها بطفولية ثم ضربت الأرض بقدمها وابتعدت عنه قليلاً كي تودع إيفانكا التي تغدقه بنظرات متفحصه منذ أتى بأسلحته وثورته ليأخذ ليلا ..
احتضنتها ليلا بقوة فربت الطبيبة إيفانكا على وشاحها الملتف على رأسها برقة ..
" سأشتاق إليكِ يا وردة .. "
" وأنا سأشتاق إليكِ كثيراً .. لقد وعدتني بزيارتي حين تسافرين لابن أخيكِ .. "
" بالطبع يا طبيبتنا في أقرب وقت سأحضر .. "
أشارت إيفانكا بعينيها اتجاه شاهر المنشغل بشيء داخل السيارة ..
" حربك على حق .. ستفوزين بحبك في تلك المعركة الصعبة ليلا .. "
فهمت ليلا ما ترمي إليه استدارت لشاهر الذي بدأ يتأفف بانعدام ذوق ..
" هل ترين هذا ؟؟؟ أنا خائفة أن يفوت الأوان عندما يفيق من هوته .. "
" هل تعلمين كم من قصص الحب مرت تحت عيناي ؟؟ الشخص الذي أمامي يبدو محارب شرس لا يعرف الخسارة أو التراجع .. حتى لو فات الأوان سيحيي الحب من الموت .."
وغادرت ليلا المزرعة بقلب يخفق والتزمت صمتها الغاضب طوال الطريق تشيح بوجهها عنه ..
بينما هو كان يلتفت إليها كل فترة ثم يتنفس بعنف ويشيح بوجهه هو الآخر ..
..................

دون كلمة واحدة بعد صمت عتيق بالسيارة دخلت للشقة الصغيرة خاصتها ..
رمت وشاحها وسترتها بعنف ..
وقبل أن تدخل غرفتها وتغلق بابها وجدت من يجذبها من يدها حينها انفجر كل شيء تكتمه منذ انتظرته بالمطار ولم يودعها ..
تصرخ بغضب وعنف وتلكم بقوة على صدره عينيها الغاضبة وشعرها الذي شاركها غضبها وجنونها هائج حول وجهها .. هتفت مرة واحدة بصوت مشحون صريخ ..
" أنت ..!!!! "
" شاهر وهدان لماذا تخليت عني ؟؟؟ .. "
كان غارق بها مجنون بحركاتها وهي تلقى بكلمات غبية مثلها تلك العمياء لا زالت تضربه وكأنها تلكم صخر فلم يتحرك شبر واحد ..
" لماذا تتخلى ؟؟؟؟؟ .."
سألته بعينيها الواسعة الصافية بنظراتها الولهه ففقد كل دقات قلبه مرة واحدة ..
أمسك وجهها بعنف صدره يهبط ويعلو بجنون وعينيه صارت مجنونة تناظرها صمتت تنظر إليه لا تدرك الحروب التي دقت طبولها داخل صدر الآخر المجنون ونظره المعلق على شيء واحد ..
شفتيها ..!
هل يجرب طعم المسك بشفتيها ؟؟ هل سيحل حينها الربيع على صحراء قلبه القاحلة ..!!!
يقربها إليه بعنف لكنها لم تأبه لكل هذا وذلك السؤال الغبي على لسانها يحمل عتاب خفي بين طياته ..
" كيف تتخلى شاهر وهدان !!!! "
يتخلى ؟؟ وعن ليلا الشيء الوحيد الذي بقى له جميلا من بين مخالب الحياة ..!!
والإجابة كانت جذب ..
ثم قبلة ؟؟؟!!!!
قبلة ..!
جحظت عينيها ووجهها أحاطه بتملك بيديه الاثنين يكبلها بقوة وشفتيها بين شفتيه أنفاسهما تتصارع بعنف يأخذها إلى موجة عالية جداً هوجاء ثم تتلاطم تلك الموجة على شط صخري قوي ويحملها عالياً محلقاً بها ثم يضعها على ضفاف نهر صافي برقة مجنونة مشاعر متضاربة مثله ..
تحارب ومع من تحارب ؟؟؟
هل يمكنها محاربة شاهر وهدان !!!!
هل ستسقط الآن ؟؟؟
رفعها بقوة حتى ثبتها ولا زالت تحاول ابعاده عن شفتيها لكنه كان بعالم آخر هذا المجنون الفاقد لعقله وافقدها عقلها دقات قلبها تكاد تنفجر .. ووجهها لا زال بين حصار يديه يضغط عليه ممسك بشعرها بقوة يكاد يقتلعه وقبلته لا تنتهي لا تنتهي ابداً ..

وبكل قوتها دفعته للخلف يحتاجا للهواء ونزعت نفسها من بين يديه بصعوبة شديدة ..
وقبل أن تستعيد أنفاسها كان يجذبها بكل قوته لصدره ارتطمت به وقد انقطعت أنفاسهما حينما شعرت بأنفاسه تهبط إلى عنقها توقف قلبها..
" لا تبدأ ثانية .. توقف .."
هتفت بها بصعوبة وعقلها لا زال لا يستوعب ما حدث وهو لم يستوعب جملتها فاغمض عينيه يعيد الرحلة باستمتاع ..
( ليلا .. ليلاا .. ليلا ..)
يكرر اسمها بتلك النبرة الولهة ..
نظر إليها بجنون حين دفعته مرة أخرى تمنعه .. فترنح للخلف مغيباً سكران بقبلتها يتنفس بعنف وكأنه كان في سباق طويل لا نهاية له ووصل أخيراً لبر الأمان على حدود شفتيها ارتوى ..
هتفت من بين أنفاسها المتسارعة ..
" ماذا تفعل ؟؟؟؟؟؟ مـ .. ماذا تفعل شاهر ؟؟ .. يا الله ... "
هربت بعيداً خارج الغرفة ولا زالت تشعر أنها محلقة بقدميها بعيداً عن الأرض ..
أما هو فاعتدل يراقبها هل يذهب خلفها لكن لو فعل حينها لو أتت هي بكل القوة لن تمنعه عن اكمال ما سيبدأه ..
حينها .. هل تعلم حينها حقيقة الرجل الذي تحبه ؟؟
تدرك أنه انتهك براءتها ؟
انفجر الإناء وذهب الصبر مودعاً ..!!
فذهب للشرفة فاتحاً قميصه نظر للسماء بعين مذهولة ولا زال قلبه يترنح بدقاته من ويلات ما يشعر ..
" ماذا أفعل يا ربي لا أريد خسارتها أن لا أريد سواها .. .. "
"هل كانت تلك قبلة .. كان انفجارا ليلا سلطان .. اللعنة على هذا السحر في شفتيك .. كيف أشعر ؟؟؟ !!! مت يا ليلا مت من قبلة واحدة .. "
ابتسم بذهول يتذكر ثم تحولت الابتسامة لجنون ..

...............
......................

نهاية الفصل ❤️❤️
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 2:49 pm

الفصل الثامن عشر


هربت بعيداً خارج الغرفة ولا زالت تشعر أنها محلقة بقدميها بعيداً عن الأرض ..
أما هو فاعتدل يراقبها هل يذهب خلفها لكن لو فعل حينها لو أتت هي بكل القوة لن تمنعه عن اكمال ما سيبدأه ..
حينها .. هل تعلم حينها حقيقة الرجل الذي تحبه ؟؟
تدرك أنه انتهك براءتها ؟
انفجر الإناء وذهب الصبر مودعاً ..!!
فذهب للشرفة فاتحاً قميصه نظر للسماء بعين مذهولة ولا زال قلبه يترنح بدقاته من ويلات ما يشعر ..
" ماذا أفعل يا ربي لا أريد خسارتها أن لا أريد سواها .. .. "
"هل كانت تلك قبلة .. كان انفجارا ليلا سلطان .. اللعنة على هذا السحر في شفتيك .. كيف أشعر ؟؟؟ !!! مت يا ليلا مت من قبلة واحدة .. "
ابتسم بذهول يتذكر ثم تحولت الابتسامة لجنون ..

صباح اليوم التالي ..

منذ ما حدث بالأمس وهي لم تخرج من غرفتها بل لم تنهض من سريرها حالتها كما كانت بعبث يديه بالأمس بل منذ راحت بالنوم مغيبة ..
نهضت تتذكر مصدومة تضع يدها على وجهها مكان أصابعه هتفت بعيون متسعة وجنون ..
" هل قبلني ..!!!! .. قبلني .. ؟؟؟ "
هرولت نحو المرآة المعلقة بطول الحائط هالها وجهها المشع أحمر .. وشفتيها .. شعرها المبعثر أنفاسها التي تتسابق ..
" هل كل هذا من قبلة ؟؟؟ "
قرصت خدها بقوة تهتف ..
" إياك والاستسلام افيقي يا فتاه هل خدرك بقبلته ذلك الـ ! ...!!! "
" عنيف .. وقح .. "
ابتسمت بجنون تدور حول نفسها ..
أكمل غضبي بعد ذلك ..
.......

وقف بعيداً ينتظر الآخر الذي لم يتأخر أتاه مهرولاً ..
سأله داغر بعين براقة ..
" هل علمت من تكون ؟؟ .."
" أجل الفتاة التي اشتبكت معها بالأمس تدعي كادي روبير أتت هي ومجموعة من أصدقائها من أجل كتابة بعض المقالات عن الرعاية الطبية بإيطاليا … كان من المفترض أن تأتي لزيارة أخرى للمشفى لكنهم اعتذروا بعد ما حدث .. هذا كل ما استطعت الحصول عليه الآن "
لمعت عين داغر يخرج من جيبه بعض النقود سلمها للآخر ..
" سأعطيك ضعفهم إذا حصلت لي عن أي معلومة شخصية عنها .. "
هز الآخر رأسه موافقاً ثم التفت حوله يراقب المكان قبل أن يهرول مغادراً استدار يخبره ..
" مجموعتها ستسافر اليوم ..!! "
تسافر اليوم ...؟؟؟
لا لا يمكن أن يضيعها ثانية ..
يجب أن يلحقها ..
رفع داغر رأسه للسماء ..
" لا يمكن أن أخطأ بها أبدا .. يا الله .. "

……….

بعد مرور عدة ساعات
نزل من سيارة النقل يعدل قبعته الرياضية بسرعة ..
وقد أغلق الهاتف للتو مع شاهر الذي جن بعلمه عن سفره ..
يهتف بحنق وهو يجر حقيبته الصغيرة ..
" وما لي هذين مجنونين ..؟؟؟؟؟ .. ستقع على عنقك صارخاً بحبها ذات مرة شاهر وهدان .. الآن حان وقت جنوني الخاص .."
التفت ليعبر الطريق لكن برقت السماء والرعد صرخ معلناً عن هبوب عاصفة قلبه ..
هي .. !!!
ربما لو رآها اي أحد آخر سينكر أنها هي ..
روح كان شعرها داكن قصير .. لكن تلك شعرها طويل ملون بصبغات جذابه ..
روح عينيها كانت كالعسل المصفى وتلك عينيها زرقاء ..
روح جامحة متهورة شجاعة لا تخشى شيء !!
وتلك بدت خائفة تريد الفرار ..
لكن ..
هل يخطأ هذا القلب .!؟؟

هرول بجنون و رمى حقيبته يتفادى ضربات السيارات وكل ما يهمه هو الوصول لتلك الضاحكة حبيسة قلبه وذكرى روحه …
" إنها روح .. روح .. "
واللحظة التالية كان التفات تلك الضاحكة إليه عينيها عليه حيث وقف متصلباً ..
وهل يخطأ بنظرات روح وهدان ؟؟؟ ..
هل يخطأ نداء قلبه واستجابتها لندائه ؟؟؟
والقدر لم يكن رحيم لا زال يتلاعب بقلبه بقسوة لا يستحقها لكنها قسمة القدر وهذا النصيب ..!!
جسده اطاحته سيارة وضاعت روحه ..
شعر بارتطام جسده بعنف على الأرضية الصلبة ..
لم يفق سوى على همسة ونفس وعطر ودقة العشق ..
" داااااااغر ...!!!! "
هل هي سكرات موت أم سكرات عشق .. !!
هذا صوتها وتلك نبرته التي يحفظها بأذنيه تنادي عليه بها ..
إذا كان هذا حلم أم حقيقة فهو يشعر بها ..!
رفع يديه مع تلك الدمعات الفاره من عينيه يلمس قسمات وجهها ..
" روح ؟؟؟؟؟؟!!!! .."
والنظرة الأخيرة كانت لها ولم يشعر بعدها سوى إغلاق باب سيارة الإسعاف على صورتها الواقفة أمامه ..
ربما عندما يفيق يكتشف أن هذا كله حلم من صنع خياله المريض بها ..
يفيق ولا يجد روح بجانبه فيعود ويغلق قلبه ثانية ..؟
….......................

رمى الهاتف يلعن جنون داغر سيسافر لأمريكا ثانية ..
أسند رأسه للخلف على ذكرى أمس تراوده نفسه عن الذهاب إليها وإعطائها درساً قاسياً عاطفياً يعلمها أن تفكر جيداً قبل الهروب من قبلته ..
كيف ستكون أمامه ثانية دون أن يخوض التجربة مع شفتيها كيف سيمنع نفسه من تذوق طعم الفراولة المحلى ثانية ؟!!
دخل يأخذ حماماً منعشاً لعل يخفف من أفكاره الحميمية الخاصة بها ؟؟
لقد ارتكب إثماً حينما تذوق الفاكهة المحرمة بعد صيام دام دهراً ..!!
كيف سيمكنه مراقبة تلك الفاكهة أمامه دون أن يتذوقها مراراً وتكراراً ..!
خرج يرتدي ثيابه ليرى حال تلك الوردة التي أظهرت شوكها إليه ..
حينما أتاه اتصال من هاتف داغر ثانية ..
وعندما رد كان صوت غريب ..
" من معي ؟؟؟؟ "
" ماذا أي حادث ؟؟؟؟ كيف حاله ؟؟؟ .. هل هو بخير .. في أي مشفى؟؟؟ ... حسناً .. حسناً سأحضر في التو .. "
خرج بعنف يدق على باب غرفة ليلا بعنف ..
كانت ترتدي هي الأخرى ثيابها فانتفضت على صياحه باسمها ..
" ليلا اخرجي الآن بسرعة .."
" اللعنة ما بال ذلك المجنون على الصباح ؟؟ .. "
صرخت به :
" ماذا حدث انا ارتدي ثيابي ؟؟ .."
لمعت عيناه ببريق وقح لكن لم يكن الوقت مناسباً لأفكاره اللعينة ..
" داغر أُصيب في حادث وهو في المشفى الآن سنذهب إليه لقد أخبرتني الممرضة أنها بعض الكسور فقط .. "
ارتدت آخر قطعة واتسعت عينيها تفتح له الباب :
" الستر يا إلهي .. الستر .. "
نظر إليه بجانب عينيه فسألته :
" هل هو بخير ؟؟ .. "
كان يتفحصها بنظرات حميمية نحو فتحة عنقها الواسعة فوضعت يديها تحاول إخفاء ما يظهر عن عينيه الوقحة التي تذكر ها بما حدث بالأمس فاحمرت حينما هتف بصوت مشحون وقد اقترب ..
" تعتقدين سيكون بخير بعد ما حدث ؟؟ .. هل ينفع الطب يا دكتورة في تلك الأمور !!!!!! .."
الوقح .. !!!!!
ماذا يقصد ؟؟ ..
دخلت بعنف تهتف ببعض الانفعال ..
" سأكمل ارتداء ثيابي انتظرني هنا .. "
أغلقت الباب بوجهه فابتسم بمكر ذكوري ..
" لماذا ؟؟؟؟ كنتِ أفضل بتلك الفتحة .. "
أما هي فكانت بالداخل تتخبط بارتداء باقي ثيابها مع صوته المشاغب بالخارج ..
............

" روح ؟؟؟؟ …. "
نطقها بلهفة لتلك التي كانت تبكي وهي تحتضنه بخوف .. دفنت رأسها في عنقه ..
" روح لا تبكي حبيبتي أنا بخير .. "
• " داغر .. "
• " هل عدتي إلي روح ؟؟؟ "

• " أتوسل إليك لا ترحلي وتتركيني اضيع بدونك روح .."
• " لقد مت من شوقي يا داغر وهدان .. "
• " وأنا يا روح أموت كل ليلة بدونك .. أعدك يا روح سأفعل أي شيء تطلبينه فقط عودي .. "
بكت وهي تحتضنه تشبث برائحتها واصوات انفاسها لا يصدق أنها لازالت حية وقد عادت إليه ..
- " سأجعلك تتخطين السرعة القياسية في ميدان السباق ونسافر حول العالم مثلما تريدين سأضرب شاهر كلما احزنك سأشتري لكِ الشكولاتة كل ليلة وأجعلك ترقصين تحت الأمطار .. و .."
فزع على ابتعادها باكية :
- " روووح أين تذهبين ؟؟؟ "
- " كن بخير لأجلي فقط داغر وهدان .. …"
- " روووووووووح .. رووح لا تتركيني .. رووح لا تذهبي ..اتوسل إليك .. "
صرخ وهو يراها ترحل يشعر بأنه مكبل اخذ يضرب بذراعيه وهو يصرخ مستغيثاً ..
• "رووووووووووح .. "
...........

" توقف داغر أنت تؤذي نفسك .. "
أمره شاهر وهو يحاول السيطرة على جسده الذي يحارب ..
أتت ليلا مهرولة مع طاقم أطباء على صراخه ..
" رووووح .. "
كبل شاهر ذراعيه الهائجتين نظر لعينيه بقسوة ..
" لقد ماتت روح .. ماتت افهم هذا .. "
والآخر هاج أكثر وحركته زادت شراسة يؤذي نفسه دون أن يشعر يصرخ باسمها متوجعاً وقد اختلطت الذكرى بعقله..
والوجع هنا كان وجع قلبه ..
" روووووووووووح .. "
تراجعت خطوات ليلا للخلف ودموعها تسيل بينما قام أحد الأطباء بحقنه بمهدئ ..
دقائق وهدأ الآخر وسقط في غيبوبة نوم مؤقته ..
التفت شاهر إلى ليلا يحدثها :
" سنبيت الليلة هنا وغداً نعود للوطن .. حالته ليست بسيئة .. "
أومأت برأسها موافقة فتنهد يجلس على الأريكة بتعب ..
………….
بعد عدة ساعات ..
اعتدل داغر بملامح متعبة لكنه هتف بمرح زائف بشاهر ..
" هل سأظل كثيرا هكذا دون طعام .. "
جاوبه شاهر :
" بل انا اريد سؤالك هل ستظل مجنوناً بروح كثيراً ؟؟؟؟ "
نظرت إليه ليلا محذرة ولكنه لم يأبه لها وهو يكمل بصوت جامد ..
" عندما تتعافى قليلاً تأخذ عطلة اذهب لأي مكان ولا ترجع بذكرى روح هل تفهم ؟؟؟ .. انظر اذا تزوجت سيكون أفضل من كل هذا .. "
نظر داغر للجهة الأخرى يبتسم باستهزاء .. بينما اتسعت عين ليلا لا تصدق وقاحة وفظاظة ذلك الرجل زوجها المجنون ..
..........

بعد أن أطمئن على صحة الآخر ..
كان يمشي خلفها بالممر تلتزم الصمت .. حتى وصلا لسيارته ركبت بجانبه وهي لازالت صامتة تفكر بداغر وروح ..
" ما بالك صامتة هكذا؟ "
نظرت له بجانب عينيها ولم ترد
" هل اكل القط لسانك أنا أكلمك يا دكتورة ليلا ! "
استفزها فاستدارت له بجسدها كله وهي تزعق بانفعال
" هل تسمع اذنيك ما ينطقه لسانك .. هل اخبرت داغر أن ينسى روح ويتزوج أخرى حقاً !!!!!! .. لا أصدق إنها أختك .."
وهل تعتقد أن هذا سهل عليه ؟؟ ارتدى قناع السخرية ورفع احد حاجبيه ينظر اليها
" إذن كل ما يغضب الأميرة صاحبة القلب المرهف انني افسدت حالة قلبها الرومانسية .. "
" أنت لست مفسد رومانسية أنت هادم وفظ وليس لديك شعور .. "
" تسحبين كلامك الآن لأنني لا اود معاقبة أحد .. لست بالمزاج .. "
يعاندها وكأن كل مقاومتها بالأمس لم تعني له شيء فيهددها بمعاقبتها ثانيه ..!!
ليس هذا فقط بل يتبجح أنه ليس بالمزاج ..
تحركت السيارة دون أن يتكلما .. نظرت إليه وكأنها تود قتله بعين متفحصة فنظر أمامه يتابع الطريق بغير اهتمام .. لكنه تصلب بل توقفت احدى دقاته وعينيه بجملتها التي فجرتها
" أخبرني شاهر هل اذا مت ستذهب لرحلة لتنساني هذا إن كنت ستتذكرني من الأساس أو تتزوج بأخرى .. لا اعتقد ستنتظر كثيراً .. "
اوقف سيارته فجأة وودت لو تراجعت عن جملتها لكنها لم تندم .. هذا نفس الشيء .. رغم أن حديثه لداغر لا يخصها ألا أنه جرحها وهي تفكر أنه من الممكن ان يفعل هذا اذا حدث لها شيء .. لكن بداخلها هاتف يكذب كل هذا شاهر لن يفعل هذا .. نظرت إليه تراقب ملامحه التي كانت شرسة وسوداء وهو يخبرها بغضب
" اعتقد أنك أصبحتِ ثقيلة الدم .. "
فتحت فمها لتتحدث لكنه اخرسها بصوت قاطع
" لا تستفزيني أكثر من هذا ليلا .. "
ادار سيارته بعنف فذهبت بوجهها للجهة الأخرى ولم تفتح فمها حتى وصلا، نزلت بعنف من السيارة وهو راقبها بغضب..
ضرب على مقود السيارة بعنف يتذكر جملتها المسمومة وأنفاسه تضيق كلما تردد صوتها بذلك السؤال لذهنه
" اللعنة عليكِ .. لن اسمح لكِ ابداً "

……………………..

" هيا كادي لقد تأخرنا على موعد الطائرة .."
هتفت صديقتها بلكنة انجليزية فعدلت الأخرى حقيبتها على ظهرها تغادر ..
" لقد كان ينادي عليك بروح أليس كذلك .. "
التفت كادي للسيارة الراحلة مرة أخرى وقد تصلبت مكانها وهي تتذكر همس وبكاء ذلك العاشق ...
" تقصدين أمس بالمشفى ..!! .. نعم كان ينادي باسم روح على ما أظن .."
" على ما أعتقد ليس اسم اجنبي ؟؟ ..سوف اسأل جدتك عنه .. لغة هذا الشاب بدت عربية كلغة جدتك .. "
" دعنا لا نهتم سيلين .."
سمعت صوت صديقتها تهتف ..
" كادي .. تبدين ليس على طبيعتك منذ ما حدث بالأمس .. "
استدارت لها الأخرى بخصلات شعرها الملونة وعينيها ترتدي ملابس مكشوفة ومتحررة جريئة جداً ..
" لا شيء أنا بخير .. "
هتفت صديقتها ..
" هل لا زلت تفكرين بما فعله ذلك المجنون .. كان غريباً حقا ..!!
هتفت الأخرى بمزاح ..
" .. لقد تأثرت من حالته .. لا أجد كل يوم عاشق يناديني باسم حبيبته .. "
ضحكت الأخرى هاتفة ..
" هيا لقد تأخرنا على طاقم العمل .. "
غادرت تحمل حقائبها لكن ذلك المشهد لا يفارق عقلها ....
.................
اليوم التالي ..
خرجت جوانة من المبنى الضخم تسرع ..!!
لم تحصل للأسف على أي معلومة تفيد مهمتها ..
سامر الجندي مختفي تماماً من الوسط حتى صابر المنصوري يبحث عنه ..!!
لقد دخلت مكتب صابر المنصوري مستغلة كونها ابنته وأنها سوف تنتظر مجيئه وللأسف لم تستطيع الحصول على أي معلومة مفيدة ..
...............................
في إيطاليا ..
صرخ شاهر به ..
" لا تصيبيني بالجنون يا هذا .. ماذا ستفعل هنا وحدك بتلك الحالة طائرتنا بعد ساعتين .. "
هتف داغر بعناد ..
" أخبرتك لن أعود للوطن .. يومين أخذ بهما راحة واسافر الى أمريكا "
نظر داغر إليه مكملاً ..
" ألم تخبرني أن أخذ خلوة وألا أعود بذكرى روح منها .. حسناً أحتاج إليها .. "
فتحت ليلا فمها تهتف بعصبية لداغر..
" هل سمعت كلامه ؟؟؟؟ .. كيف تعود بدون ذكرى روح ...!!! "
" يا صبر وهؤلاء مجانين .. "
هتف بها شاهر ينظر لكلاهما بذهول ..
" أعرف أنك طالما وضعت شيء برأسك لن أثنيك عنه .. كيف ستدبر أمورك بتلك الحالة وذلك الذراع المكسور ؟؟ .. "
أجابه داغر. .
" سأتدبر أمري لا تقلق إذا احتجت شيء سأتصل بك .. "
هز شاهر رأسه بدون فائدة ..
" افعل ما برأسك يا ابن وهدان لقد نفذ صبري من جنونك .. إلى اللقاء .. "
هتف داغر من خلفه ..
" إلى اللقاء .. يا وحش لا تبعد تلك الوردة وتجن بعدها بالخلق وترسلنا خلفها أنا والرجال .. "
اتسعت عين ليلا تنظر بصدمة لشاهر الذي شتم لسان الآخر ثم غادر المكان ..
" لا تفتحي فمك هكذا ألم تلاحظي أيوب خلفك منذ اليوم الأول .. "
تنهدت ليلا تهز رأسها ..

" لا فائدة منه سيصيبني بالجنون .. "
هتفت بصوت منخفض ..

" روح كانت تحبك كثيراً لا تنساها أرجوك .. "
قالتها وهربت إلى وحشها ..
نظر داغر أمامه بعين قاسية ..
" أنا واثق أنني لم أكن أحلم تلك المرة .. روح فؤاد وهدان .."
...............................
..............................
بعد مرور يومين ..

كان شاهر جالساً بمكتب منزله ينهي بعض الأعمال حينما استقبل الاتصال الذي طال انتظاره ..
" هناك جديد ..!! .."
" نعم لقد ذهبت لمكتب صابر المنصوري استطعت الدخول بسهولة .."
قاطع تلك الثرثرة بكلمة واحدة ..
" هل علمتي مكانه ؟؟؟ .."
هتفت الأخرى من الجهة المقابلة ..
" أريد وعداً .. هذا الرجل ليس طبيعي .. "
قاطعها بشر ..
" أين المكان اللعنة .."
" لقد علم مكان دارين بالبيت الغربي .. وجدت رسالة منه بهاتف صابر المنصوري يخبره أنه استطاع الوصول لمكان دارين وجهز للسفر بها خارجاً .. أرجو أن تلحقه حقاً قبل أن يقوم بأذيتها .."

وفي الحقيقة هو تصلب عند نقطة واحده ..
هذا المريض علم مكان أبناء عمه ..!!!
ثارت نزعة الحماية بعينيه يتوعد إذا قام بلمس أي منهما بسوء ..
" لقد أبلغت الشرطة عن مكانه .. "

أغلق الهاتف بوجهها دون الاستماع للمزيد وذهب لخزينة مكتبه يخرج سلاح آخر غير الذي معه ..

ظهرت أمامه فجأة ولا يعلم من أين جاءت ..
" ليلا ..!!! .."
هتف بها وذكرى أخرى تعود إلى رأسه فتغري شياطينه ..
(شعرها كله بيدي ) ..!!
" اصعدي للأعلى الآن .."
" أين تذهب ..؟؟؟ .."
" لا يخصك .. "
اقتربت منه بقوة ..
" شاهر ..لا .. لن تذهب .. ..لقد سمعتك .. إنها جوانة التي ابلغتك أليس كذلك ؟؟؟؟؟؟ .. "
أمسكها من يدها بغتة يصعد بها درجات السلم دون ان يتفوه بحرف فحاربته تنزع يدها من بين يده القوية ..
" لن أتركك .. لن أتخلى عنك .. "

هتفت بقوة متوسلة :

" لا تتركني .. لا تذهب .. أنت ستقتله أنا أعلم هذا البريق في عينيك بريق ينذر بشر .."
وصل أمام غرفته وهي تقاوم بعنف بينما هو كالصنم لا يتفوه بحرف ..
ماذا يخبرها ؟؟
أيخبرها أنه المسئول عن تلك العائلة بكل ما فيها شاء أو أبى هو يحمل على عاتقه هم أفراد عائلة بأكملها وصية جده ووالده قبل موتهما ..!!
هي لا تتخلى عنه وهو لن يتخلى عنها ابداً ولا اي أحد من تلك العائلة حتى لو كانت روحه مقابل كل ذلك ..
نزعها نزعاً من الإمساك به وحملها يدخلها غرفته رغماً عنها ..
اسقطها على سريره بعنف فصرخت تنهض بثورة تتعلق به من ظهره توقفه ..!

كيف تقوى رياح خفيفة كالنسيم بمجابهة جبل ضخم عتيق ؟؟
لا تقارن قوة الحب والخوف مع قوة الانتقام والظلام ..!!
أحاطت ظهره بيدها الإثنين تضم نفسها إليه أم تضمه إليها ..
وصرخت تبكي تمنعه بثورة تهتف من قلبها كالغريقة تتعلق به بكل ما بداخلها ..

-(" أنا أحبك .. لا تتركني .. ")-

ووقع الهاوي في هوة عميقه متخبط ولم يكن يعلم أن تلك الرياح التي كانت كالنسيم يمكنها أن تتحول لعاصفة تجرد الجبل من جذوره فتزلزل اهتزازه وتنزع ثباته ..
اهتز وكان هذا اهتزاز القلب المكبل ..
فجذبها يلفها أمامه كما لا تزن شيء نظر لتلك اللمعة بعينيها الدامعتين وذلك الخوف الساكن به ..
جحيمه الخاص بها اشتعل بشفتيها فأسقطها بكل ما يحمل من غضب على سريره واقترب بشفتيه من عنقها يهمس لها بأنفاسه التي تغلي من الغضب ..
أسند رأسه فوق رأسها وشفتيه المسيطرة مشتعلة فوق شفتيها المتوسلة ..

" ابقي تلك الكلمة بفمك ولا تتحركي من مكانك حتى أعود .. ؟؟ "
نزع نفسه نزعاً من فوقها ..
انتفض صدرها بالبكاء رافضة فهتفت بصوت مرتفع تزعق به بعناد وثوره ...
" لا .. لااااا .."
ولم تلحقه ينهض بغمضة عين من فوقها يغلق الباب عليها سمعت صوت إغلاق المفتاح فنهضت بصدمة تهرول خلفه تحاول فتح الباب بانفعال تصرخ باسمه لكنه قد ذهب ..!!!!

" شااااهر .. شاهر لا تفعل من أجلي .."
فتحت الشرفة بسرعة ورأته يشير لأيوب ..
صرخت من الأعلى بجنون ..
" سأنزل من الشرفة الحقك وربما أسقط .. "
وكانت لها النظرة الأخيرة ..
ابتسم ..!!!
فهزت رأسه بالنفي تترجاه .. تمنعه ..
لكن عينيه التي كانت تنظر لها بجمال الآن سكنها توحش وغضب ..
حينها طار بسيارته فجلست بأرضية الشرفة تضع رأسها بين يديها ..
ماذا بوسعها أن تفعل الآن سوى اللجوء لله ..!!
وسمعت من الجهة الأخرى صوت كاميليا تهتف أنها لن تفتح لها فشاهر هدد إن فعل أحد ؟؟
ومنذ متى تخاف كاميليا من شاهر ..!!
كاميليا تخاف عليها فقط هي الأخرى ..

.......................

كان يصعد درجات السلم بتخبط كاد ان يسقط على وجهه عدة مرات يتذكر كلمات والدته عندما اتصلت باكية ..
" لقد رحلت جوانة .. لم أجدها بغرفتها صباحاً ولم تعود حتى ذلك الوقت .. ابحث عنها يحيى أرجوك .. "
..
" ذلك هو عنوان الشقة سيد يحيى هل أدق الباب ؟؟ .."
هتف يحيى بمساعده بقوة بينما قلبه تتخبط دقاته ..
" لا انتظرني بالأسفل حتى أعود إليك .. "
انتظر حتى سمع صوت خطوات الآخر المتباعدة ..
لماذا رحلت تلك الغبية ؟؟؟؟ ..
خبط على الباب بقبضته بكل قوته ..
أما جوانة كانت بحالتها الرثة المضحكة تتناول الطعام وتبكي منذ هروبها صباحاً من منزل يحيى وقد قررت الرحيل ..
ذهبت لمكتب صابر المنصوري ثانية عبثت بهاتفه وحصلت على مرادها وهربت !! ..
انتفضت ترمي الطبق المليء بالحلوى أرضاً وقد عاد فزعها بسماع صوت الدق على الباب ..
هل علم رجال سامر عن عودتها بتلك السرعة ..
ماذا ستفعل لم يبقى مكان بجسدها سليماً للضرب ..
أمسكت خشبة ضخمة من المطبخ وخرجت تتسحب والرعب قد ملأ قلبها ..
اقتربت من الباب ولم تكد تخطو خطوة أخرى حتى نزل صوته كالنجدة واستغاثة المطر على أرض جرداء ..
" أعلم أنك بالداخل افتحي هذا الباب وإلا كسرته الآن .."
كان صوته مرتفع ومنفعل غاضب لكنها لم تأبه لكل ذلك وهي تفتح الباب بكل قوتها على أقصى اتساعه
كالطفلة التي ذهب والدها بعيداً وتركها وحيدة مع العلم أن تلك الطفلة هي الهاربة .. ..
أطلقت أنفاسها أخيراً من محبسها وكل ذلك الدفء بطلته يغمرها ..
هتفت بجنون بكلمة واحدة ..
" يحيى ..!!!!!!! "
.....................................................................
لماذا تأخر كل هذا الوقت في جلب الطعام ؟؟
نظرت نظرة أخيرة بالمرآه تتطلع لصورتها بتلك الغلالة المكشوفة والقصيرة جداً .. سيجن نديم وتفقده اتزانه أكثر مما تفعل ..
فردت خصلات شعرها الذهبية التي تتجاوز كتفيها بقليل ووضعت أحمر شفاه مغري غامق ..
تأففت من الانتظار فذهبت تبحث عن هاتفها لترن على هاتف نديم تستعجله ..
ما إن وصلت إلى الصالة في الطابق الأسفل حتى شعرت بحركة غريبة في المكان أمسكت الهاتف بسرعة وخوف لكنها تجمدت على صوت من خلفها تحفظه جيداً جعلها ترتعش ..
..
" دارين ...!!! "
" لقد جئت حبيبتي .."

" سـ .. سـ امر !!!!!!!!!!! .."
"

ضغطت على زر الاتصال بسرعة وهي تتراجع للخلف بعينين متسعة مع اقتراب الآخر ..
أما نديم فكان في سيارته لمعت عينيه بخبث حينما رأى اسمها يضئ بشاشة هاتفه ..
" هل اشتقتِ داري وهدان ؟ .."
صدم وتوقف بسيارته بسرعة على صوت دارين المرتجف من الجهة الأخرى ..
أدار سيارته بجنون وقلبه يرتجف من الخوف ..
دارين مع هذا المجنون وبمفردها بالمنزل ..؟؟؟؟
رن على شاهر بسرعة فأتاه صوت الآخر يتحدث بقوة ..
" لا تخاف أنا بالطريق حسناً لن يصيبكم شيء .."
صرخ نديم بقهر ..
" دارين بالمنزل بمفردها مع سامر .."
سمع صوت شاهر يصرخ ..
" وأين ذهبت وتركتها بمفردها أيها الغبي ألم احذرك .. "
ضرب نديم عجلة القيادة بغضب وصراخ ..
" خرجت لشراء الطعام .. أسرع يا شاهر .. "
……
تراجعت دارين للخلف حتى سقطت على الأريكة مع اقتراب سامر بعين براقة متسعة جشعة تأكل جسدها ..
لعنت حظها همست بخوف ..
" سـ .. امر .. كيف علمت مكاننا .. "
جلس بجانبها يمسك ذراعها بقوة ..
" لقد جئت حبيبتي أخيراً .. بماذا كذبوا عليكِ ؟؟؟؟ .. لا تخافي سنرحل سوياً بعيداً وافهمك كل شيء .."
تراجعت تنزع يدها بعنف ..
" لا تلمسني أنا أصبحت متزوجة من آخر الآن ولن أرحل معك إلى أي مكان .. أنسى يا سامر لم نعد نصلح لبعضنا .. "
صرخت بصدمة عندما تلقت صفعة دوى صوتها في المكان أمسكت بوجهها بذهول ..
أما الآخر فاقترب بهوس منها ...
..
" أسف .. أسف حبيبتي لقد فقدت أعصابي بكلماتك .. أنا سأفهمك كل شيء أعدك لكن لنرحل الآن .."
بكت دارين بفزع تبعد يده المقرفة بانفعال عن جسدها ..
لكن كل الفزع والصراخ حينما مال بها يحاول تقبيلها بهوس ..
تبعد رأسها يميناً وشمالاً عن مرمى شفتيه المقرفتين ..
صرخت تستجد بفزع حينما زاد عنف الآخر يحاول أن يكبل جسدها بجسده ..
" ندييييييييم .. نديييييم .. "
ضربها على وجهها مرة أخرى يصرخ بعين مجنونة
" لا تنادي على اسمه هل تفهمين ؟؟؟؟؟؟ .. "
انفلتت أعصابها وقد ارتفع الأدرينالين مع تجرأ يديه تدرك نيته القذرة .. قاومته بعنف ومع عنفها يزداد هو الآخر عنفاً حتى ضربته بكل قوتها بإحدى التحف التي كانت بجانبها ..
ابتعد يمسك رأسه متألماً فكانت لها الفرصة للفرار خائفة ..
....... ..

اما نديم كان بالطريق يود لو يقطع بلمحة عين هذا الطريق الذي بات ممتداً لا ينتهي أمامه يتخيل أبشع الصور مما سيحدث لدارين وحدها ..
هرولت نحو غرفتهم بفزع تغلق الباب خلفها لكنها من الخوف والتخبط لم تكن بالسرعة الكافية فأدركها يحاول دفع الباب وهي تحاول بكل ما تحمله من شجاعة أن تبقى مقاومة ..
نديم لن يتخلى عنها ..
سقطت بعنف مدوي على دفعه للباب تأوهت وهي تعود للخلف زاحفة بجسدها تقرأ ما تظهره عينيه المهووسة لطالما اخافتها نظراته ولمساته لكنها في ذلك الوقت لم تدرك السبب والآن صارت متأكدة أن هذا الرجل الذي يقف أمامها مريض ..
أمسكها من قدمها يجرها بعنف صرخت تستغيث ..
" اترررررركني …. ماذا ستفعل .. ؟؟؟؟؟ "
وبصدمة رأته يحاول رفع غلالتها تصرخ وتقاوم وكل ما بها ينتفض اقترب من أذنها بأنفاس متتالية أصابتها بالغثيان ..
" لقد عاشرت سلسبيل هل تعلمين لماذا ؟؟؟ .."
أمسك فكها بعنف كاد يخلعه يهمس أمام شفتيها ..
" لأنها تشبهك .. تشبهك دارين .. وقتلتها لأنها كانت ستبعدك عني .. سأقتل أي أحد يحاول إبعادك عني … "
انتحبت بصمت تهز رأسها بعنف بعيداً عن مرمى شفتيه وبداخلها تتوسل الله أن يرسل نديم الآن ستضيع ..
وسمعت نجاة روحها المنتفضة وسمعت صرخت نديم وصوت الباب يكسر فزادت مقاومتها أضعافاً تنادي باسم نديم وهي تعتقد أن كل شيء سيكون بخير بمجيئه ..
" نددددددديم …"
رأت اتساع عين الآخر المجنون ويده ارتفعت تنوي صفعها ثانية لكن يد نديم كانت لها بالمرصاد ..
نزعه نديم من فوق الأخرى بجنون ..و فقد كل ما يحتمل من صبر برؤية دارين بمنظرها الرث والآخر ينتهك جسدها ..
كان يضربه ضربات هوجاء عنيفة والآخر كان يتلقى الضربات بجنون والصدمة قد أخذته ..
دارين أسندت جسدها على السرير تضم نفسها بفزع شعرها هائج حول وجهها المكدوم من الصفعات وأحمر شفاهها ملطخ .. قدميها لا تشعر بها من الخوف ..
رأت الآخر يخرج من جيبه مدية اتسعت عينيها بفزع تراه يناوش نديم ..
وكل الفزع الذي شاهدته في الدقائق الماضية لم يساوي قدر واحد من صرختها المدوية حينما غرس سامر المدية بكتف نديم وأخرجها بغل .. تراجع نديم يمسك بكتفه ولم يرى الآخر الذي رفع المدية ينوي طعنه مرة أخرى حينها انتفضت تنهض بمظهرها المخيف وقد أدركت أي مريض يكون وما يمكنه فعله وقفت أمام نديم الدموع بعينيها قد جمدت لكن تحرك بؤبؤ عينيها بسرعة يدل على ما يثور بداخلها من فزع ..
ارتجفت وهي تحدث الآخر ..
" لا تقتله .. "
" سأقتل هذا ال ***.. لقد سرقك مني .. "
انتحبت بصوت مرتفع عندما رأت سلاح الآخر يرفعه أمامهما ..
ازاحها نديم بعنف يصرخ بها ..
" غادري دارين الآن .. "
وصرخ الآخر يحرك سلاحه بجنون ويده تنتفض ..
" لا تتحركي من مكانك وإلا قتلته .. "
تكاد تسقط لم يبقى لها مقاومة لكنها اقتربت من نديم لعل بعض الاطمئنان يعود إليها ..
أمسك بيدها يزيحها خلفه بعنف والجرح بكتفه ينزف بغزارة ..
أغمضت عينيها عن ما ستسمعه بعض لحظات خلف ظهر نديم تتعلق به ..
وما أن فتحت عينيها حتى أدركت رحمة القدر بهما فقد حُل كل شيء الآن ..
شاهر بمواجهة سامر .. لا لم يكن يواجهه كان يدعسه بقدميه بعد أن أسقط سلاح الآخر ارضاً سمعت صفعات مدوية على وجه سامر ..
حينها سمحت لنفسها بالانهيار أرضا ..
انخفض نديم إليها يمسح على شعرها بلهفة ..
" دارين لا تخافين ستكونين بخير الآن .. داري ..!!! .."
نظر خلفه فرأى شاهر يطعن سامر بغل بنفس المدية ..
انتفض حينما رأى غضب شاهر الأعمى يخرج سلاحه وضعه في وضع الاستعداد وعينيه تحمل من الشر ما يفسر الخطوة التالية ..

يتذكر جملته حينما خطف ليلا ..

( شعرها كله بيدي … )
وضع فوهة السلاح برأس سامر بعين أكثر جنوناً من الآخر ..
همس بأذنه بشراسة ..
" هل لمست شعرها النقي بيديك القذرتين ؟؟؟ !! "
زأر الآخر بجنون وشاهر يضغط بفوهة السلاح برأسه يتذكر ما أصاب ليلا والكدمات التي كانت بجسدها وآهاتها .. بكائها ..
رفس الآخر ببطنه بغل وقد بدا أنه فقد صوابه ..
همست دارين بهستيريا ..
" شاهر سيقتله .. سيقتله .."
انتفض نديم بألم نحو شاهر الذي يوجه السلاح نحو سامر الذي فقد الوعي أرضا ..
" شاهر لا تفعل .. لا تضيع نفسك بسبب هذا القذر .. "
ولم يسمع هتاف أيوب الآخر ..
" إذا تريد سأطلق عليه النيران أنا يا سيد شاهر .."
ولا صراخ دارين بألا يفعل ..
كل شياطينه تناصره الآن تهتف بأن القصاص عدلاً لبكاء ليلا ..
وقبل أن يضغط أصبعه على الزناد كان اهتزاز قلبه ثانية وصوتها الدافئ
( أنا أحبك .. لا تتركني ..)
( أنا أحبك .. لا تتركني ..)
( أنا أحبك .. لا تتركني ..)
صرخ يضرب رصاصات عشوائية بالهواء فتنفس الجميع ارتياحاً ..
لا يقدر أحد على شياطين شاهر وهدان سوى ليلا ..
تقدمت الشرطة بعدها كالعادة بعد انتهاء الأحداث ..
………………
بعد مرور الوقت ..
اقترب شاهر من دارين الساهمة أمام غرفة نديم بإحدى المشفيات وبجانبها السيدة هيام والدتها ..
" دارين هل أنتي بخير ؟؟ ! .."
دمعت عينيها تنظر لشاهر ..
" ماذا كان سيحدث لو لم تأتي بالوقت المناسب ؟ "
قاطعها بعنف ..
" لم يكن ليحدث شيء .. أبدا لا أسمح بحدوث شيء سيء لكما او لأي أحد من العائلة .. "
ابتسمت من بين بكائها ..
" لم أشعر يوماً بالحاجة لأخ لي أو حتى بغياب أبي .. هذا يعني لي الكثير .. "
داعبها بالقول بخشونة يتذكر روح المجنونة ..
" يكفينا فقط دلالك المفرط يا ابنة وهدان.. الآن جمعي شتات نفسك لأجل هذا العاشق لطيف عائلة وهدان الذي يردد باسمك بالداخل .. "
أومأت باكية ..
" سامر الجندي انتهى أليس كذلك ؟؟ .. "
هتف بشراسة ..
" لقد محيت اسمه من الماضي والحاضر اوصيت عليه مع عدة قضايا تكفي لتعفنه بالسجن .. "
غادر المكان بعنف وفتح الهاتف الذي أغلقه على اتصال ليلا ومع اضاءة شاشة الهاتف باسمها ..
" ليلا .. أنا بالطريق .."
سمع سبها من الطرف الآخر بصدمه ..
" ماذا قلتِ ؟؟ .. اتركي هذا السباب يا دكتورة ليلا حتى أكون أمامك لأرى من أين تعلمتي تلك الألفاظ !!! .. "
..............................

فتح باب غرفته وظهر أمامها فكادت تسقط وهي تهرول ..
" لماذا تفعل بي هذا ؟؟؟ .. "
ضربته ثانية على صدره بانفعال وانفها الحمراء باكية ..
فجذبها إليها ..
وكأنه أنهى مهمته سريعاً ليعود لعينيها وصوتها تتلو عليه غرامها ..
اعترافها بالحب زلزله ..
هل يتهور ويحدث ما يحدث هل يترك العنان لمشاعره وقلبه ويدخلها في دوامة شاهر وهدان ؟
ماذا إن كانت النتيجة خسرها ؟؟!!!.
عند تلك النقطة شعر بالغضب يملأه حملها بقوة وبغتتة ..
" ليلا .. ليلاااا .. ليلاا "
يغني اسمها .. وكأن باسمها ترقية شفاءه ..
اغمض عينيه يتأوه ودفن وجهه بعنقها ..

" ااه من كلمات الحب بصوتك يا ليلا .. "

هتفت مرتجفة من صوته المشتعل باسمها ..

" لماذا تناديني هكذا ؟؟ .. بل لماذا تتقرب مني بتلك الطريقة .."
لم يجيبها ..
قربها أكثر يتحرك بها يراقصها ويدور بها كدرويش العشق ساقط في دوائر بها ليلا هي مركزها ..
دوماً يدور ويعود إليها ..

اعترضت كل ما بها يرتجف ..
" شاهر ..! "
امسك خصلة شعرها السوداء يلعب بها ثم رفع عينيه بتلك الطريقة التي تشعرها به أنه يراها للمرة الاولى وكأنه يرسم ملامح وجهها بعينيه ..
" قبليني يا ليلا …."
أمرها بصوت محشرج بعاطفة تلمع بعينيه التي انزلها يركز على شفتيها والنية واضحة جداً ..
وهو لا يرحم يكمل بانفعال عاطفي يداعبها بفكه الخشن ..
" دعي شفتاكِ تعرف طريقها لشفتاي .. دعيها تغزو ثم تقتحم ليلاي .. "
رفعت عينيها الواسعتين كبحر صاف وكأنها تائهة بأمره ..
عيناها التي تشعره بأنه يعيش على شاطئها يرمي كل همومه برؤيتها .. يرمي أثقال احنت ظهره .. عينيها مرساه وأمانه ..
" قبليني يا ليلا .. بل تخللِ بي ..."
وتلك المرة أسند جبينه على جبينها والنبرة حملت رجاء ..
وكيف ترفض له طلبا وماذا إن كان بتلك النبرة !!!
أحاطت وجهه بيديها الناعمتين فاغمض عينيه بتأثر لأنفاسها التي باتت قريبة جداً .. جداً ..
وحينما لامست شفتيها شفتاه تأوه وقلبه ينبض بصخب كيف للمسة صغيرة رقيقة من شفتيها الناعمتين تزلزل كيان ملك وهدان .. !!
كيف لها ذلك التأثير الصاخب على دقات قلبه التي تصرخ بعنف تطالب بالمزيد والمزيد ..
واللمسة الصغيرة انزاحت لجانب شفتيه تشعل جنونه أكثر وهو يتأوه بداخله من الإطاحة بها الآن وتعليمها جنون من نوع آخر .. جنون شاهر وهدان .. لكنه مستمتع بتعذيب شفتيها له يتركها تتجول على وجهه تتعرف عليه ..
وعندما لامست ذقنه الخشنة بشفتيها انفلت عقاله وهو يمسك كتفيها بيدين قويتين منفعلتين مال بها على السرير بجنون عاطفي صاخب يدفن وجهه في عنقها وهو يهمس برجاء متأوه ..
" أحبيني يا لِيلا .. "
يعلمها جنون العشق والغرق ببحر شاهر وهدان بتهور ..
يعلمها قراءة ما بين الدواخل ويصدمها بجبروت عشقه له ..
وهي تشعر بنفسها تطير بل ستجن كيف له أن يجعل دقات قلبها تتراقص ..
وكيف لها أن يكون لها هذا التأثير الطاغي على ملك وهدان الغامض !!..
وكما قال طريقة ملك وهدان ليس لها شبيه في اساطير العشق .. يجرفها بجرأته في تيار تهواه وتغرق به بكل رضى ..
وعندما بدأت يديه بفتح سحاب فستانها بتهور همست من بين شفتيه المقتحمتين باشتعال ..
" شـ اهر … !!!!! "
" هناك أحد بالخارج .. الباب يا شاهر .."
بدا لم يفهمها وهو يعاود اقتحامه ..
" أي باب ؟؟؟ .. "
" كا ميـ.. ليا .. "
هل كاد للتو يضرب بكل شيء عرض الحائط ويغرق ببحر ليلاه ؟؟
ماذا كان يفعل ؟! كان سيمتلكها ..!!
رفع وجهه إلى وجهها الأحمر – لذيذة - بالله بأي نهج يَرضي أن يبتعد عنها الآن ؟؟
بل بأي عدالة في السماوات ترضي أن يمتنع عنها لأجل إثم صغير يحرم عليه كل ذلك
..
حاولت أن تزيحه بانفعال وصوت كاميليا الآن أسوء من أصوات شياطينه التي كانت تمنعه عن ليلا ..
أتاح لها مكان للنهوض والهروب أما هو فسقطت رأسه على الوسادة وقبل أن تفتح الباب سمعت صوته ..
" لا تدافعين عنها بعد الآن عندما أهم بقتلها .. "
لم يسمع إجابة لكن سمعها تحاول فتح الباب بالمفتاح بمحاولات فاشله ..
أغمض عينيه بابتسامة تعبة وأكل القط لسان ليلاه .. ام هو من أكل هذا اللسان ..!!
وصوت إغلاق الباب ..
" هل عاد شاهر ؟؟ لماذا كان يغلق الباب عليكما هل كان يعاقبك ؟؟ أنتي بخير ليلا .."
كانت تلك كاميليا ..
أمسكت ليلا برأسها تشعر بالدوار ..
يعاقبها .!!
هي بخير ..!!!!
………………………….
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 2:51 pm

الفصل التاسع عشر


أما جوانة كانت بحالتها الرثة المضحكة تتناول الطعام وتبكي منذ هروبها صباحاً من منزل يحيى وقد قررت الرحيل ..
ذهبت لمكتب صابر المنصوري ثانية عبثت بهاتفه وحصلت على مرادها وهربت !! ..
انتفضت ترمي الطبق المليء بالحلوى أرضاً وقد عاد فزعها بسماع صوت الدق على الباب ..
هل علم رجال سامر عن عودتها بتلك السرعة ..
ماذا ستفعل لم يبقى مكان بجسدها سليماً للضرب ..
أمسكت خشبة ضخمة من المطبخ وخرجت تتسحب والرعب قد ملأ قلبها ..
اقتربت من الباب ولم تكد تخطو خطوة أخرى حتى نزل صوته كالنجدة واستغاثة المطر على أرض جرداء ..
" أعلم أنك بالداخل افتحي هذا الباب وإلا كسرته الآن .."
كان صوته مرتفع ومنفعل غاضب لكنها لم تأبه لكل ذلك وهي تفتح الباب بكل قوتها على أقصى اتساعه
كالطفلة التي ذهب والدها بعيداً وتركها وحيدة مع العلم أن تلك الطفلة هي الهاربة .. ..
أطلقت أنفاسها أخيراً من محبسها وكل ذلك الدفء بطلته يغمرها ..
هتفت بجنون بكلمة واحدة ..
" يحيى ..!!!!!!! "
..كانت واقفة تنظر له بعيون لامعة كالصنم لم تتحرك خطوة واحدة بينما هو دخل المكان بهيمنة مغلقاً الباب خلفه ثم هتف بصوت متهكم يبحث بأذنه عن مصدر صوتها ...
" لماذا لا تنطقين هل كنت تنتظرين أن يأتي هؤلاء الرجال ويأخذون روحك تلك المرة ؟؟؟ .. "
صمتت ولم يهمها أي حديث فظ يكفي أنها كانت تعتقد أنها لن تودعه ..

" بالطبع تهربين كعادتك ومن ماذا تهربين لا نعلم .. ؟؟؟ "
أكمل حديثه الفظ دون مراعاة ولكن معه كل الحق ..
" اكتشفت أنك ليست فقط عديمة تربية بل عديمة ذوق لترحلي بتلك الطريقة دون أن تشكري حتى المرأة التي استضافتك بمنزلها كابنتها .. "
انحنت رأسها وشعرها القصير تساقط على وجهها البائس ..
هل يحسب أن ذلك سهل عليها .. لقد اعتادت عليهما جداً ..
للمرة الأولى يهتم بها أحد وتشعر بتلك المشاعر الدافئة هي التي عاشت طوال حياتها وحيدة في خواء وصقيع ..
هتف بانفعال وملامح سوداء غاضبة ..
" لماذا تهربين جوانة ؟؟؟ .."
سقطت دمعة تهتف بصوت خاوي ..
" لماذا لم تسأل ولو لمرة واحدة ما إسمي كاملاً ؟؟ .."
أسقط يديه وملامحه أصبحت غامضة ..
" لماذا ؟؟؟ .. "
هتفت وقد انفجرت بالبكاء وصوتها خرج صريخاً متوسل له أن لا يحبط قلبها البريء ..
" جوانة صابر المنصوري .. هذا إسمي .."
لم يهتف بكلمة واحدة بينما أكملت هي ترتعش بانفعال ..
" أنا ابنته .. ابنة هذا الرجل عدوكم .. "
" تتزوجينني ؟؟؟؟؟ .."
لوهلة اعتقدت أن حالتها الرثة تهيأ لها سماع أشياء غريبة لكن صوته وتلك النبرة المبحوحة منفعلة من أعماقه ..
" تتزوجينني ؟؟؟؟ .."
كررها بصوت مشحون فسقطت تلك الخشبة والتي كانت لا تزال تمسكها بيدها وفغرت فمها على اتساعه ..
تجمدت مكانها ..
" ماذا .. ماذا قلت ؟؟؟ ..."

" قلت تتزوجينني جوانة صابر المنصوري ويا ملكة الخديعة .. "
وضعت يدها على فمها غير مصدقة وقلبها بدقاته كان حكاية أخر .. ابعدت شعرها بانفعال ..
" هل .. هل كنت تعلم ؟؟؟؟؟ منذ متى تعلم يحيى نصار .. "
رفع حاجبيه هاتفاً ..
" هل يدخلك شاهر وهدان لعائلته دون التعرف على هويتك وغايتك .. شاهر حدثني يوم سألتك عن عائلتك .. افهمني أنك تسعين للانتقام من صابر المنصوري الرجل الذي أخذ منك اغلى ما تملكين صديقتك وسبب انتحار والدتك .. أخبرني رغماً عنه أنك بريئة .. طفلة تركوها وحيدة فلم تجد سوى دائرة الانتقام تسحبها لهوتها .. رغماً عنه اخبرني ان ليلا تثق بك وهو لولا خوفه عليها لم يكن ليقطع صداقتك بها .. "
هتفت بجنون تهز رأسها وقد انحبست أنفاسها ..
" اللعنة .. اللعنة .. "
" إذن هذا هو جوابك على عرض زواجي .. ' اللعنة ' !!! "
كانت في كل ذلك الجنون كطفلة صغيرة عادت إليها حلواها المفضلة الضائعة وهديتين اضافتين ..
كان جنون ولأنها مجنونة فقد فقدت اتزانها و قفزت تتعلق بعنق الآخر الذي جمدته الصدمة وتلك مجنونة فوق ما تخيل لم يتوقع ردة فعلها العنيفة الباكية على عنقه ...
هتفت بصوت غاضب ..
" هل تريد الزواج بي يحيى نصار ؟؟؟؟؟؟ .. "
ابتسم يمازحها ..
" أمي شدت أذني وأخبرتني أن لا أعود دونك .. هل يرضيك أن تغضب مني غالية .. "
ببكاء مرتفع صرخت باسمه ..
" يحيى نصار .. "
ضحك يلف خصرها بيديه يقربها منه يتحسس جسدها بيده ..
" امم .. بنيتك صغيرة هذا ما توقعته مع كل شغبك وأصوات طعامك .. "
لفت يدها حول عنقه بقوة ..
" وقح .. "
" حسناً أيتها السيدة المخادعة اجمعي اشيائك لنعود .. أمي تنتظرنا .."
ابتسمت بعشق تطلع إليه بوله ولو كان يرى فقط نظراتها ..!!
(كان يكفي ان يسمع الحان صوتها وثرثرة حديثها حتى يهتز ثباته ويختفي ظلامه ويلقي عليهما سلاماً مودعاً ..!!!)
...............

اليوم التالي صباحاً ..
....................................

وقفت على المائدة ترص أطباق الفطور أي شيء تنشغل به عن ليلة أمس لقد ظلت طوال الليلة مستيقظة ..
ماذا يحدث معهما ؟؟؟
متى انفلت عقال هذا الرجل ..!!!!
" صباح الخير .."
كان صوته الماكر من خلفها فاخفت ارتجافها ببراعة وهي تضع طبق الجبن ..
أقترب منها ..
" ليلا .. ليلة أمس .."
اتسعت عينيها بصدمة من جرأته قاطعته ..
" هل تتحدث عن ما حدث ليلة أمس هنا ؟؟؟ .."
ابتسم بوقاحة ..
" أين سأتحدث عنه يا ترى ..؟؟؟ .. "
تأففت وقد توترت بسببه على الصباح ..
" هل دارين ونديم بخير ؟؟؟ .."
رفع حاجبيه ..
" بأفضل حال .. لكن دعك من هذا و اقتربي الآن أخبريني هل شعرت بالخوف مني ليلة أمس ؟؟ بماذا شعرتِ .. أقصد .. "
انتفخت والله انتفخت من الصدمة وتلك الجرأة الوقحة ..
" اصمت .. يا الله سيسمع أحد .."
" لماذا تجعليني أشعر أنني ارتكبت جريمة .."
( أي جريمة أتت من خلف ابن وهدان في هذا الصباح الباكر ؟؟؟ ..)
كان صوت كاميليا المتسائل ابتعدت ليلا عنه بسرعة تحاول الانشغال بأي شيء على المائدة ..
" همسات وكلام مخفي على الصباح ؟؟!!! .."
ضيق شاهر عينيه يتنفس بشر والآن رأت ليلا كيف عبس بحبينه وأغلق قبضته .. ما بعد ذلك تأتي مصيبة لذلك أسرعت ..
" شاهر هل تجلس للفطور حتى أجهز .. انقلني معك إلى نديم لأطمئن عليه هو ودارين .." ..
سحب الكرسي بانفعال مضحك ثم جلس ولا زال ينظر بكره بغيض ناحية كاميليا ..
كادت ليلا تهرب من هذا الجو المشحون لكنه امسكها من رسغها يجذبها ناحية المقعد بجواره ..
" تناولي فطورك أولا لم تأكلي شيء منذ الامس .. "
همت ان تعترض لكنه كان قد ملأ طبقها بقطع الجبن وشرائح البطاطا ..
هتفت كاميليا بحاجبين مرفوعين ..
" يا مغير الأحوال ..!!!! .."
ضرب شاهر الطبق بعنف هاتفاً ..
" ويا هادم اللذات ومفرق الجماعات .. "
ضغطت ليلا على جبينها تهز رأسها بيأس ..
................................................
على الطرف الآخر من البلاد ..
كانت في ذلك الاجتماع الكبير تلتقط بعض الصور لتكمل تقريرها عن إنشاء ذلك المجمع الضخم ..

تبتسم للبعض ابتسامات مجاملة والبعض الآخر تعرفه بحكم مهنتها ..
فجأة رأت سيلين تهرول ناحيتها مذهولة ..
" كادي .. كادي ذلك المجنون الذي كان يناديك بإسم آخر في رحلة إيطاليا هنا .. لقد رأيته كان يسأل عنك ..!! .."
اتسعت عينيها وفغرت فمها بذهول هي الأخرى أكثر من سيلين ..
" لا تقولين !!!! ... "
" اللعنة كيف علم عني ؟؟؟ .. سيلين سيفضحني إذا رآني يجب أن أغادر الآن .."

هتفت سيلين بها ..
" اذهبي بسرعة وتوخي الحذر جيداً وأنا سأكمل عملك هنا .."
لملمت اشيائها بسرعة واسرعت بالذهاب تتطلع حولها حتى خرجت من البوابة الرئيسية وبسرعة أشارت لسيارة أجرة ركبت بها وأمرت السائق أن يتحرك بسرعة ..
نزلت من السيارة أمام منزلها استطاعت حينها التقاط أنفاسها براحة ماذا يريد منها ؟..
لم ترى تلك العينين التي تلاحقها منذ خرجت من الحفل ولا نظرات الدهاء بمراقبة منزلها ..
.......................................

في المشفى ..
كانت تجلس بجانبه على السرير وأمامها الفطور تصر على أن تناوله إياه بصمت ..
لقمة تلو الأخرى ..
يحدثها لكنها لا تجب عليه ..
ابتلع ما بفمه ..
" داري عزيزتي .. أنتي لم تنامي منذ الأمس ارتاحي قليلاً لقد أخبرتك أنني بخير إنه جرح بسيط .. "
نظرت إليه بعينين تهتزان ..
" هل سمعت ما قالته أمي لقد خطف ليلا وجوانة وكاد يقتلهما لماذا لم يخبرني أحد بما حدث ..!!!!! "
لعن بسره زوجة عمه هل هذا الوقت مناسب لذكر تلك الحادثة لها ..
" لقد حدث ما حدث وانتهى كل شيء عزيزتي .. "
هطلت دمعتين ببطء فأزاح صينية الطعام بيده السليمة ..
مد يده لها ..
" تعالى إلى هنا يا مدللة .. "
أسرعت ترتمي بأحضانه باكية ..
" لقد خفت كثيراً .. كثيراً يا نديم خفت أن يصيبك مكروه كنت سأموت .. "
قبلها بقوة وانفعال ...
" أنا من كنت سأموت عندما سمعت صوتك مع هذا اللعين بمفردك .. "
رفعت عينيها إليه ..
" الآن كل شيء مر ..! "
أسند جبينه فوق جبينها ..
" أجل يا مدللتي .. "
أحاطت صدره تدفن نفسها بقوة به ..
" أنا أحبك .. أحبك كثيراً .."
.....................................................................................

في الطريق بسيارته ..

" شاهر .. "
لماذا يتذكر الآن همسها باسمه في لحظاتهم الخاصة ؟؟
تأفف بغضب ماذا يحدث له لقد فقد اتزانه تماماً ..
الآن وفي التو يريد تقبيلها بقوة حتى تهمس اسمه بنبرة خاصة حميمية ..
" لماذا تتأفف الآن لم اتكلم بعد ... !!! "
نظر للطريق أمامه ..
" أخبريني يا ليلا ماذا بعد ؟؟ .."
" جوانة ..."
قاطعها بقوة ..
" وها قد بدأنا .. "
نظرت إليه بغضب ..:
" لقد أخبرتني منذ قليل أنك ضمنت ان سامر الجندي لن يخرج من السجن لم يعد هناك خطر .."
أكملت بانفعال ..
" شاهر لا تشرك جوانة بعدواتك مع صابر المنصوري ... الفتاة لا تنقصها مصائب .. أنا أريد زيارتها أرجوك لأطمئن عليها فقط .. "
لم يجيبها ونظره على الطريق بينما يده تكاد تخلع عجلة القيادة ..
" لماذا أنت صامت ؟؟؟؟؟؟ .."
" لأنك تغضبين عندما أسمعك ما لا يعجبك .."
" ماذا هناك إذا زرتها ؟؟؟؟ .. اقنعني بسبب واحد .."
" إنها لا يخفي وجهها دون مصيبة .."
" وأنت تستغلها على ما يبدو كونها ابنة عدوك .."
" ولأنها ابنة هذا الرجل فسوف تقطعين علاقتك بها .."
" هي من الأساس لا تجيب على مكالمتي .. لقد كانت تشغل مكان روح كثيراً ..."
سرح بخياله قليلاً بذكرى روح وليلا كم كانوا ملائمين جداً يصيبونه بالجنون ..
" لم تطلبي زيارة قبر روح منذ وقت طويل ..!!! "
نظرت أمامها بصمت ثم هتفت ..
" لقد انشغلت قليلاً في الآونة الأخيرة .. "
استدار لها بعينيه ..
" عن روح ؟؟؟؟ .."
" لقد وصلنا .. سأعود بمفردي ... "
ويدها على مقبض الباب هتف بها :
" سأرسل إليك أيوب بالسيارة .. "
نزلت تبتعد بينما هو ظل بالسيارة يراقبها ..
" ماذا بعد يا ابن وهدان ؟؟؟ .. "

...........................

دقت ليلا الباب وما إن سمعت صوت يأذن لها بالدخول حتى فتحت ببطء تتطل برأسها ..
" كيف حال بطلنا الشجاع ..؟؟ .."
نهضت دارين واقفة ..
" ليلا .."
اقتربت منها ليلا وسلمت عليها بحرارة وانفعال ..
" أنتي بخير دارين ؟؟ .."
مسحت دموعها بسرعة ..
" أجل بخير لقد اشتقت لك جداً .."
" أنا أيضاً .."
التفت لنديم !.
" كيف حالك يا بطلنا ؟؟ .."
" والله بأفضل حال ليلا لكن لا أعلم لمَ أنا هنا للآن ..!!! "
هتف بها وهو ينظر ناحية دارين بشغب ..
فأخبرته الأخرى محذرة ..
" مهما تفعل لن نخرج من هنا حتى نتأكد أنك بخير تماماً .."
" ااه من دلالك يا داري .."
ابتسمت ليلا لعنادهما اللذيذ عندما رن هاتف نديم ..
" هذا داغر اللعين لا أعلم ماذا يحدث لنا أنا بالمشفى هنا وهو أصابه حادث هناك إذا كان بخير لماذا لم يعود معكم .."
هتفت ليلا بخبث :
" عين أصابت أبناء وهدان .."
……
بعد مرور الوقت قضوه في الحديث والضحك استأذنت ليلا وخرجت معها دارين توصلها للخارج ..
" ليلا .."
احتضنتها الأخرى فجأة بقوة فربطت ليلا على ظهرها بحنان ..
" داري .. أنتي بخير عزيزتي "
رفعت رأسها باكية :
" لقد أخبرتني أمي عما فعله هذا المجنون معك وجوانة .. انا اسفه .."
" لا تعتذري يا فتاة ليس لديك ذنب .. حظك هو من أوقعك في طريقه .."
عندما أخبرتني أمي اليوم عما حدث معك اتصلت بك وجوانة لأطمئن ..
" احذري هذا الخبر .. جوانة تتزوج …."
" ماذا ؟؟؟؟؟ .. تتزوج كيف ومن ومتى !! "
" اللعينة جوانة .."
" لن تصدقين لقد وقعت مع الأسطورة السوداء يحيى ابن عمتي غالية .."
اتسعت عين ليلا تلاها ابتسامة ثم ضحكة صرخت وهي تقفز ..
" هل تكذبين .. أخبريني أن هذا صحيح الآن ؟؟؟ .."
تعجبت دارين بابتسامة من حالة ليلا المضحكة ..
" والله هذا ما أخبرتني به .. لكن كيف تخفي عنك هذا الأمر ..؟؟ "
" تخاصمني .. "
كشرت دارين بعدم فهم لكن ليلا أمسكت يدها تهتف بعجل ..
" يجب أن أذهب إليها سأقتلها .. لكن أخبريني هل تستطيعين المجيء الليلة ؟؟ .."
هتفت دارين باعتذار ..
" لا أستطيع ترك نديم وحده .. سيخرج اليوم من المشفى وننتقل لمنزله هنا .. "
" حسناً .. حسناً سأهاتفك مساء .. وقبلي لي خالتي هيام .. يا الله سأموت من الفرحة .."

........................................................

جلس أمام شاهر الذي سأله بخبث ..
" هكذا دون مقدمات تقرر الزواج بها .. "
عقد الآخر جبينه ..
" هذا قراري لأسباب كثيرة لا أحب ذكرها .."

" حسناً هنيئاً لك يا ابن عمتي .."
صمت يحيى قليلاً ..
" هل يمكنك أن تسمح لليلا بحضور حفل الزفاف سيكون بمنزلي حفل صغير .. "
كان يحيى يحاول الاستماع لأي شيء يدل على رد فعل الآخر لكن الصمت .. اكمل يحيى بصوت متزن ..
" جوانة ليس لديها عائلة سوى ليلا هي كل عائلتها ... سيكون شيء بغيض جداً إذا كانت بمفردها بمثل هذا اليوم .. شئت أم أبيت ليلا ستحضر إذا لم تخبرها سأخبرها انا وتعلم ما ستفعله ليلا .."
نهض شاهر من مقعده واقترب من جلسة يحيى أمسك بيده بحركة مسرحية ..
" مبارك يا صديقي ويا ابن عمتي الغالي .. "
علت ضحكات يحيى تغمر المكان ...

نظر شاهر لهاتفه الذي يرن ..
' ليتك ذكرت خيراً .. '

" أجل يا ليلا .. !!! .."
أبعد الهاتف عن أذنه لدقيقة يراقب نهوض يحيى بعصاه العتيقة يهتف بمرح !.
" طالما أكل القط لسانك فليلا على ما يبدو قد علمت .."
أغلق الباب خلف يحيى يهتف بغضب ..
" ليلا للمرة الألف أخبرك لا يعلو صوتك ...! .. "
" أنا اخبرك جوانة تتزوج يا شاهر وأنت عن ماذا تحدثني .."
" لتتزوج بالجحيم ما لكِ أنتي ؟؟؟ "
" لماذا تغضب الآن ؟؟؟ .."
" اخفضي صوتك .. أين أنتي ؟؟ .."
" صوتي ليس عالٍ .. أنا سأذهب إلى جوانة الآن "
" أقسم إياكِ أن تفعلي يا ليلا .."
سحب أشيائه وغادر المكتب ..
" سآتي إليك الآن للمشفى .. دقائق قليلة فقط .."
توقفت عن المشي بغرابة ..
" هل ستترك مكتبك وشركتك العتيقة وتتنازل وتأتي عندي ؟؟!!!!! سأحسد نفسي لقد كنت تغلق الهاتف بوجهي إذا اتصلت بك .."
" لماذا صرتِ ثقيلة الدم ؟؟ !! .."
صرخت بغضب ..
" ولماذا أنت أصبحت هكذا ؟؟؟ !!! .."
كان قد وصل إلى سيارته وابتسامة مفاجأة وقحة ارتسمت على شفتيه ...
" اصبحت كيف ؟؟؟؟ !!! .."
لم ترد عليه وقد توترت بالجهة الأخرى تلعن لسانها .. فشاكسها ثانية ..
" هاا لم تخبريني هكذا كيف ؟؟ .."
ضيقت عينيها ورفعت رأسها تهتف بابتسامة ..
" هكذا أصبحت كريه .. "
" امم ماذا أيضاً .."
" مستفز وبارد .. "
" بارد ؟؟؟ .."
" لا لم تعد بارد .. غاضب دوماً .."
" كنت سأحزن من لفظ بارد .."
" اللعنة لم أقصد شيء .."
" لم افهم شيء ماذا دار برأسك يا زوجتي .."
تكاد تبكي وهو يحاصرها بكل جملة .. اغضبها وشاكسها ثم عصبها اخجلها وأخيراً اضحكها ...

راقبته ينزل من السيارة ويقترب منها كان أجمل ما ترى ...
هل تكذب عندما تقول أنه عندما يكون حاضراً فكل شيء بجانبه يصبح باهتاً لا ترى سواه بذلك الحضور الجذاب والمخيف بآن واحد ..
" مرحباً .. "
هل لاحظ نظراتها الولهة إليه .. أنتي غبية يا ليلا كشرت تهتف بانفعال ..
" شاهر سأذهب لجوانة .. لن أقبل بغير ذلك حكماً تعسفي ظالم منك .. "
فتح لها باب السيارة بأناقة ..
" هل نتناول الغداء أولاً ؟؟؟ .."
ركبت تكاد تبكي ..
' اللعنة لماذا صار لطيفاً هكذا لا يمكنها أن تحبه أكثر من هذا .. '

................................

وأسفل منزل جوانة ..

ركن سيارته جانباً فاستدارت إليه بابتسامة جميلة ..
" شكراً لك كثيراً على الغداء المتعجل وعلى موافقتك للسماح لي بالمجيء هنا .. "
اوقفها يهتف باتزان ..
" ليلا لقد فعلت ما برأسك .. لكن لدي شرط لن تتدخلي بأمور تلك الفتاة أبداً .. لا صديقتها المنقذة ولا تلك الحركات .. أريد وعداً الآن .."

" أعدك شاهر .. والله لن ارتكب أي مصيبة الآن "
" الآن فقط ؟؟؟ .."
ضحكت تهتف ..
" إلى هذا الوقت .."
" من الأساس لن يقربها سوء على الأقل في الوقت الراهن .. صابر المنصوري بدوامة يشرك ضحيته الأخرى منشغل بملاحقتها .."
" ماذا ؟؟؟؟؟ .."
هتف :
" لا تحسب جوانة أنها الضحية الوحيدة الناتجة من هذا القذر .."
" شاهر لا أفهم تكلم بوضوح .."
" لنؤجل ذلك الموضوع يا ليلا .. عندما تنتهين اتصلي بهاتفي .."
......................................................

فتحت الباب مسرعة كانت تعتقد أنه يحيى لكنها تسمرت مكانها ...
" ليلاج ..!!!!!!!!!"
" أجل يا مخادعة .. وكاذبة .. هل تتزوجي من خلفي يا فتاة .. والله لا أصدق .."
دقيقة فقط ووجدت نفسها تترنح من هجوم جوانة عليها بالقبلات والاحضان ..
" ليلا أنتي هنا حقاً .. "
" لا هناك .."
ردت عليها بمزاح ثقيل تبتسم وتلك جملة السيد شاهر وهدان ..

" يا فتاة سأختنق من أحضانك لم احاسبك بعد .."

" ليلاج يا ليلاجي يا ابنة السلاطين ومنقذتي .."

أتت السيدة غالية من الخلف ..

" ليلا ادخلي يا فتاة عيب وقفتكم هكذا على السلم .."

سحبتها جوانة للداخل بسرعة تهتف وهي تقفز ..
" لقد اشترى يحيى لي فستان عرس .. تعالي معك لأريك إياه .."
هتفت السيدة غالية من خلفها بخبث ...
" والحقيبة الصغيرة التي بها الأشياء الأخرى لترى ليلا ذوق خالتك .."
احمرت جوانة بخجل ..
" خاااااالتي .. "

....................

( هذا المريض الذي يلاحقك هنا بالحفل )
وقفت تختبئ خلف سيلين عن عينيه المراقبة ..
يا الله ماذا سيفعل هذا المجنون ؟؟؟
بل لماذا هو هنا كيف علم مكانها ..
اختبأت عن عينيه مرة ثانية بين اصدقائها .. بينما هو كان يستند بيده السليمة على الشرفة خلفه .. ابتسامة مخيفة يرسمها على شفتيه .. عينيه تمشي على كل شبر بها من أسفل حذائها بكعب طويل رفيع ثم فستان بفتحة جانبية طويلة جداً لا تترك مجال للمخيلة ابداً .. شعرها الملون يجذب جميع الأنظار من حوله بهالته المغرية ..
هي كانت الإغراء والفسق .. حواء الغاوية بجسدها ونظرة عينيها التي تخفيها عنه ..
عض على شفتيه يراقب فتحة الفستان وما يظهر منه .. !
مشت خطوة والتفت على حين غرة لم تجده مكانه ..!!
مالت على أذن سيلين تهمس لها ..
" لقد تلفت أعصابي يا سيلين هذا المريض يتلاعب بأعصابي .. أنا سأغادر الآن .. "
اومأت لها سيلين بحذر ..
" خذي حذرك جيداً .. "
التفت خطوتين وأخرى تتذكر نظراته فتحمر ويدق قلبها بعنف .. !!
" هل تبحثين عني يا جميلتي ؟؟؟؟ .."
صرخت ترتعب ووضعت يدها على صدرها تهدأ دقات قلبها الذي تثب كالأرجوحة ..
ابتسامته الجانبية الوقحة ونظرة عينيه نزلت إلى مكان يدها ..
هو مجنون مخيف بإصابة يده والجروح بوجهه ونظرات عينيه المرعبة ..
ابتلعت ريقها حينما مال علىها ازاح ببطء شديد خصلة من شعرها .. أنفاسه بأذنها ..
" هل نسيتِ ارتداء ملابسك ؟؟؟؟؟ .. "
اتسعت عينيها بغضب ..
" أيها اللعين .. هل أنت مجنون !!!!! .."
امسكها من رسغها يقربها بعنف ..
" تتحدثين العربية ؟؟؟!!!! .. "
ضربت يده التي تمسكها بعنف تفلتها وهرولت تهرب منه بأنفاس مشحونة ..
لكن في الممر التي تجري به تلعن هذا الكعب الذي ترتديه خرج من العدم أمامها .!
وبعنف ضربها بالحائط ..
" تتحدثين العربية ؟؟؟ .."
كان صدرها ينخفض ويرتفع ..
" جدتي عربية .. ابتعد عني ماذا تريد مني ؟؟ .."
لامس بوجهها برقة يتألم ثم أغمض عينيه سألها بتأوه ..
" روح .. أم .. كادي "
هتفت به تقاومه ..
" .. كادي .. كادي روبير .. "
فأمسك فكها بجنون ..
" بل روح .. روح وهدان "

والآن انفلتت أعصابها تدفعه عنها بغضب ..
" هل أنت مجنون إياك والاقتراب مني أو ألمحك حتى في محيطي هل تفهم ؟؟؟ .. "
مال برأسه يراقب هروبها ..
" لربما اتخبط بينك .. ربما .. لكن ماذا عن نبرة صوتك روح وهدان هل أخطأ بها أيضاً ؟؟؟ .."
………………..

وصلت للمنزل دخلت تنظر للجدة النائمة قبلتها برقة ثم دخلت لغرفتها رمت حذائها في الأرض وبجسدها على السرير تتطلع للسقف ..
رفعت الهاتف وبصوت مشحون ..
" أنا بحاجتك الآن سينكشف كل شيء .. "
أما داغر فكان أمام منزلها عينيه شاخصة على نقطة واحدة باب المنزل

......................................................

مساءً في الحفل
..

ارتدت فستان أبيض لا تصدق نفسها وهي تنظر في تلك المرآه .. تبدو .. تبدو كعروس تلألأت الدموع بعينيها تتلمس فستانها البسيط جداً لكنه يجعلها كأميرة ..
" هل أبدو جميلة ؟؟ .."
اقتربت ليلا تحتضنها بقوة من الخلف دامعة ..
" تبدين كأجمل عروس شقية رأيتها .. "
ابتسمت باكية ..
" هل سيحبني ؟؟ .. "
ضحكت ليلا بتأثر ..
" سيجن بك يا ملكة الخديعة .. "
استدارت ترمي نفسها في أحضان ليلا ..
" تلك المرة الأولى بحياتي التي أشعر بها هذا الشعور من جنون الفرحة .. "
مسحت ليلا على شعرها بحنان ..
دخلت والدة يحيى تزغرد فرحة ..
لفت جوانة حول نفسها بسعادة ضاحكة ..
" هل أبدو كعروس حقاً ؟؟ .."
ضحك الجميع واقتربت منها السيدة غالية تحتضنها ..
" تلك لك يا صغيرتي .. "
تطلعت جوانة بانبهار لذلك العقد المزين بأحجار بيضاء تتلألأ ..
" هذا كان من أبي .. إنه غالي جداً لي .. "
هتفت جوانة بتأثر ..
" لكن .. "
قاطعتها الأخرى تلبسها إياه ..
" منذ الآن تناديني أمي .. لقد تمنيت دائماً أن أرزق بفتاة وقد أرسلها الله إلينا في أشد الحاجة كنور .. "

كان حفل صغير يضم بعض الأفراد التي تعد على الأصابع ..
خرجت جوانة من الغرفة وخلفها ليلا والسيدة غالية التي تزغرد بسعادة دامعة ..
بينما دق قلب يحيى بعنف صحيح هو لا يراها لكنه يشعر بها .. يشعر بها بصدق ..
" لقد جاءت عروستك يا اسطورتنا .. ما بالك اشعرك متوتر كأنها المرة الأولى لك .."
هتف شاهر باستهزاء من خلفه ..
فتنفس يحيى بعنف وأخبره من بين أسنانه ..
" لماذا لا تتفضل علي وتسمعني صمتك .. يا هذا أي رجل سيء تكون ؟؟ .."
" وكريه ودوماً غاضباً سمعت تلك الاسطوانة من قبل .. "
" لماذا تفسد أجمل لحظاتي الآن .. "
داعبه شاهر بمزاح ثقيل ثم نظر إلى كاميليا ..
" وهناك من يفسد أجمل لحظاتي أنا أيضاً .. وأخيراً عروستك تتجه إليك بعد سلامات حارة رغم أنها معهم منذ الصباح .. "
لم يرد عليه يحيى وهو يستقبل عطرها مغمض العينين ثم يدها ..
يدها بيده بقوة ودفء حتى انتهى عقد القرآن ..

.............

تطلعت لشاشة هاتفها بوجل ثم ببطء تسحبت حتى الشرفة ..
وعندما انتهت من مكالمتها بأنفاس مقطوعة لم تكاد تستدير حتى اصطدمت بصدره ..
" ليلا ...!!!! .."
" ماذا تفعلين هنا بمفردك ؟؟ .."
حبست أنفاسها تجيبه ..
" لقد اختنقت قليلاً فخرجت أشم بعض الهواء .. "
تطلع إليها بتفحص وهي ابتلعت ريقها أمام عينيه ..
" جوانة تبدو جميلة تليق كثيراً على يحيى رغم اختلاف شخصية كل منهما .. "
هتفت تغير الحديث لم يجيبها يوليها ظهره ينظر للطريق المظلم من أسفل ..
" شاهر .. ! "
أغمض عينيه على همسها باسمه ..
" ماذا تخفي بشأن صابر المنصوري ؟؟ .."
" دعي كل شيء لوقته ليلاي .."
وقفت بجانبه تطلع هي الأخرى بصمت وهي تعرف أن شاهر لن يبيح بما داخله ..
هناك ما يشغل باله كثيراً في الآونة الاخيرة ..
سحب يدها بين يده فتطلعت إلى عينيه .. فهمت الإشارات التي ترسلها إليها لا ليس هنا ..
" شاهر .."
" ليلا .."
هتف كل منهما باسم الآخر بانفعال واقترب منها بغتة حتى أشرف عليها لم تكد شفتيه تلمس شفتيها ..
حتى سمع صوت من الخارج ينادي على ليلا ..
" ليلا ألن تأتي تودعي جوانة .."
رمشت بعينيها تبتعد عنه فجذبها من ذراعها بعنف ..
" سأقتلها اتفقنا ؟؟؟؟ .."
هربت لا تستطيع منع ضحكها ..
………….............

وقفت تائهة في منتصف الغرفة قلبها كالنيزك قد هرب من مداره ويدور في الفضاء محلقاً من عشق هذا المبتسم ..
" يحيى .. "
هتفت بها بصوت منخفض للغاية هل يخبرها أنها الوحيدة التي لا يحتاج صوتها ليتعرف على مكانها .. هو يتعرف عليها من رائحة عطرها ..
" يا مشاكستي المشاغبة مبارك .. "
والآن هي حلقت مع ذلك النيزك في فضاء هذا الخاطف ..
اقتربت واقترب وتلاقت روحهما نورها وظلامه عينيها كانت بصره ..
أغمضت عينيها على لمسات أصابعه على قسمات وجهها ويديها التي ترتعش على خفقات قلبه ..
لقد ارتدت قميص فاضح لا تصدق أنها سمعت كلام والدته .. تبتلع ريقها وهي تشعر بالخجل والتحفز ماذا لو كان يراها ..؟؟؟
لمسات أصابعه على بشرتها وجسدها كلمسات عازف كمان وكأنه يرسم لها صورة بيده ..
والموسيقى صدعت بقلبها والآن حان دورها تلمسه مغمضة العينين تريد الشعور بنفس شعوره وما أحلاه من شعور ..
همست له وهي تلمس وجهه بشفتيها ..
" سأغني .. "
اتسعت ابتسامته وكانت جميلة .. جميلة جداً ..
هي أصابته بجنونها وشغفها بغنائها وصوتها خطفته لعالمها أدخلته عالم النور جوانة أضاءت بنورها كل ظلمته ..
وهو أخيراً منحها هويتها ووطنها .. وطنها الضائع بعد أن عاشت حياتها شريدة لاجئة تعيش بغربة هو كان هذا البيت الدافئ الآمن التي طالما بحثت عنه ..
" هل النور مشتعل ؟؟؟ .."
ارتجفت عندما همس بذلك ويده تتجرأ على جسدها بشغف ..
" هل .. هل يهم ؟؟؟؟؟؟ .. "
أشرف عليها بجسده ..
" غير مهم لي .. لكن أنتي .."
انسحبت أنفاسها وضاعت بقبلاته الشغوفة لم تعد تعلم من أين أتى لها كل ذلك الأمان لقد كانت ترتعب منذ لحظات لكنها الآن ذائبة به ..
" جوانة ..!!!! .."
همس باسمها بوله ينخفض بشفتيه إليها .. يكرر اسمها مراراً وتكراراً فيجننها وهي لا تلاحق على ذلك الهجوم العاطفي .. فهتفت ببلاهة عندما همس باسمها ثانية .
" اللعنة على النور أنا مغمضة العينين .."
ضحك بقوة من بين قبلاته ..
" ااه يا جوانة .. لا تكفين عن المشاغبة لم أعد أعلم من أين يأتي كل هذا الانجذاب بيننا ..."
كان شيء أعمق من الحب وحكايات العشق كان الوطن وهي كانت النور ..
عشقها لهذا الرجل كانت حليفها ..
وشفتيه كانت رفيقته يحكي لها بقبلاته حكاية ..
لفت ذراعيها حول عنقه تهتف بصوت متوسل ضاحك ..
" أنا أحبك يحيى نصار .. أحبك .."
قبلها بعنف فهتفت باكية ..
" لا تبتعد عني .. إياك أن تبتعد .. "
شاكسها بشفتيه ..
" جوانة المشاكسة المشاغبة كيف أبتعد يا مجنونتي ؟؟ .. "

……………………………………

وقفت أمام خزانتها ترمي ملابسها ..
صرخت بغضب :
" لا توجد قطعة واحدة بملابسي محتشمة اللعنة "
جلست على الأرضية وسط الفساد الذي بعثته بحجرتها بملابسها ..
" هل خفت ؟؟؟ .. "
نهضت تنظر لنفسها في المرآه الضخمة ..
" كادي روبير ؟؟!!!! .."
أتاه اتصال من سيلين فرفعت الهاتف تحدثها ..
" أخبرتك لن أخرج اليوم سيلين قومي أنتي بتغطية هذا السباق .. "
فجأة اتسعت عينيها بصدمة ..
" ماذا تقولين ؟؟ .."
أخبرتها سيلين من الطرف الآخر ..
" كادي هذا المجنون رأيته هنا .. لقد قدم لسباق هذا العام .. عسى أن تنقلب بها سيارة السباق ونرتاح من ملاحقته لك .."
أغلقت الهاتف تنظر أمامها بجمود ...

.............

" داغر وهدان .. "
جلس على المقعد بلامبالاة ..
" أجل .. أريد بطاقة السباق لأجهز سيارتي المخصصة .."
نظر الرجل إلى الأوراق أمامه ..
" نعتذر كثيراً مكتوب أنك خارج السباق .."
نهض داغر بعنف ..
" ماذا ؟؟؟؟؟ .. "
بصدمة سأل المسئول أمامه ..
" هل يمكن أعلم لماذا ؟؟ .."
" هناك وثائق قُدمت بإصابتك بحادث قريب جداً لذا تم استبعادك نظراً لحالتك فأنت مصاب بكسر في الذراع وإصابات خفيفة بأماكن متفرقة .. "
تنفس داغر بعنف ..
" من قدم تلك التقارير ؟؟؟؟ .."
" المراسلة ... تدعي كادي روبير .."
غامت عين داغر بمشاعر مختلطة ..
نهض من مكانه بصدمه الآن لا يمكن إنكار أي شيء ..
سحب سترته يغادر المكان بعاصفة ..
لكنه ما إن خرج حتى شعر بألم لا يحتمل بقلبه ..
رفع هاتفه يستمع للطرف الآخر ..
" داغر ؟؟؟!!!!! "
استقام بصعوبة يستند بإرهاق على السلم بأنفاس متلاحقة يكلم شاهر على الهاتف ..
" شاهر افعل ما سأقوله لك الآن …. "
اعتدل شاهر وهو يراقب ليلا الغارقة في نومها بجانبه بمقعد السيارة ..
" ماذا حدث داغر ؟؟؟ .. انت بخير .. "
" اسمعني شاهر اريدك ان تبحث خلف اوراق وفاة روح … "
صاح شاهر بذهول ..
" ماذا ؟؟؟؟؟ .. هل جننت ام هي احدى نوبات جنونك بروح .. "
أغمض داغر عينيه بقوة يكتم آهات متألمة وصراخ يمزق فؤاده بجنون ..
" روح هنا لا زالت على قيد الحياة .. شاهر افعل ذلك ابحث خلف ورق روح وهدان هل تفهم ؟؟ !!! احجز أول رحلة لهنا ولا تخبر أحد حتى تأتي بنفسك .. "
سب شاهر بصوت مرتفع وهو يكاد يقتلع شعره ..
" اللعنة عليك داغر .. اللعنة عليك لا افهم هذا الجنون .. "
كان الآخر على الطرف الآخر فقد كل قواه اخبره بصوت ضعيف متوسل ..
" افعل هذا فقط لأجلى شاهر .. لأجلي أرجوك .."
.......

استند على الحائط يرفع هاتفه يحدث الطرف الآخر صديقها في تلك المجموعة والذي يخبره بالأماكن التي تكون موجودة بها .. المال يمكنه فعل كل شيء ...
" هل ذهبت للعمل اليوم ؟؟؟ .."
" حسناً اتصل بها الآن أو افعل أي شيء لكنني أريدها أن تكون في *** .. التاسعة مساءً .. حسابك سيصلك الليلة لقد انتهت مهمتك .. "

نظر أمامه بشراسة حان وقت الحساب روح وهدان ..
أي قوى ستمنعني الليلة من أن أذقيك الموت على حق سأصلي كي يكون هناك مانع قوي لهروبك وإلا سأدفنك بيداي ..

………………..
لماذا يتم استدعائها للاجتماع مع المدير الآن وفي هذا المكان ؟؟!!
دخلت بأناقة إلى غرفة الاجتماعات الواسعة بأحد الفنادق ..

دخل خلفها يغلق الباب بالمفتاح استدارت الأخرى بعنف وجنون وعيون متسعة .. والآخر لم يكن اقل جنوناً مظهره بأكمله كان كمن فقد عقله ..
خلع سترته يرميها بعنف رافعاً كمي كنزته الخفيفة وهو يحرك رأسه مصدراً صوت بعنقه ..
صرخت الأخرى به :
" ماذا تريد افتح هذا الباب الآن هل تفهم ؟؟؟ "
لكن ..!!
سقط قلبها بعنف مدوي في أنحاء الغرفة وهو يخبرها بصوت مجنون ..
" انزعي ملابسك .."
جمدت مكانها وهو يكمل بفحيح ..
" اخلعي عدسات عينيك وامسحي زينة وجهك .. "
" لنرى عقاب من يدعي الموت لعام وثلاثة شهور وخمسة أيام وساعتين سأذيقك منهم كل ذرة ألم عشتها سأجرعها لكِ قطرة .. قطرة ببطء لكن دعيني اوكد لك قبلا هويتك علك تلك المرة تحفظينها جيدا "
اقترب بخطوات وأنفاس مجنونة يقبلها بعنف وقسوة كمن ينتقم ..
أبعدته أنفاسها تتلاحق بجنون ..
فهبط يقبل ويقبل لا يمل حتى شعر بيدها على صدره تتعلق بقميصه بقوة ثم اشتعلت
" داااغر .. داغر .."

يهدر بفحيح مريض ..
" روح فؤاد وهدان هل أخطأ برائحتك بأنفاسك .. نبرة صوتك .. لمعة عينيك برؤيتي .. أحفظ موسيقى دقاتك عندما أقبلك .. هل أُخدع باسم مزور وزينة بغيضة بك ؟؟؟؟ .. "
" لا يخطأ العاشق أبداً ..."
اتسعت عين الأخرى وقد شحب وجهها وانسحبت الدماء من أوردتها لكنها قاومت ..
" هل انت مجنون ؟؟؟ اقسم ان ابلغ عنك الشرطة لقد طال الأمر وانت تتخبط بي بواحده اخرى .. افتح هذا الباب ودعني اخرج والا .. "
هرولت تنوي الهروب .. اقترب من الخلف أمسك ذراعها وجذبها إليه فاصطدمت بصدره يقاطعها يبتسم بشراسة !.
( روح فؤاد وهدان ) …
حينها اغمضت عينيها ترتعش .. كل ما بها ينتفض .. طريقه نطقه للاسم بتلك المرارة التي تصاحب بحة صوته تذيب الحجر سقطت حقيبتها من يدها وهي تدرك انها لا فرار لها .. لا فرار ..
قدميها تتراجع للخلف ..
" اذن من أين نبدأ .."
اقترب بخطوات مجنونه على حافه هاوية ..
" لنبدأ منذ تلقيت خبر وفاتك .. لنبدأ بتلك الذكرى … "
صوته القاسي كان يصرخ بألم .. صوته افقدها كل ذرة صواب تستطيع الهروب بها منه ..
أذاب كل ما بها وانتهكت وسقطت مقاومتها بدموع وانتحاب ومرارة بكاء قاهرة .. انهارت صارخة تبكي عام من العذاب بعيداً عنهم ..
وفي تلك الغرفة سيقام اعصار مزلزل حساب عام من فقد وذكرى وروح ..

…………………
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 2:53 pm

الفصل العشرون


هرولت تنوي الهروب .. اقترب من الخلف أمسك ذراعها وجذبها إليه فاصطدمت بصدره يقاطعها وابتسامة شرسة يبتسم بشراسة !.
( روح فؤاد وهدان ) …
حينها اغمضت عينيها ترتعش .. كل ما بها ينتفض .. طريقه نطقه للاسم بتلك المرارة التي تصاحب بحة صوته تذيب الحجر سقطت حقيبتها من يدها وهي تدرك انها لا فرار لها .. لا فرار ..
قدميها تتراجع للخلف ..
" إذن من أين نبدأ .."
اقترب بخطوات مجنونه على حافه هاوية ..
" لنبدأ منذ تلقيت خبر وفاتك .. لنبدأ بتلك الذكرى … "
صوته القاسي كان يصرخ بألم .. صوته افقدها كل ذرة صواب تستطيع الهروب بها منه ..
أذاب كل ما بها وانتهكت وسقطت مقاومتها بدموع وانتحاب ومرارة بكاء قاهرة .. انهارت صارخة تبكي عام من العذاب بعيداً عنهم ..
وفي تلك الغرفة سيقام اعصار مزلزل حساب عام من فقد وذكرى وروح ..
..

اقترب منها بخطوات مجنونة مصدومة فاقد لكل ذرة من معاني الحياة تدل على أنه لا زال على قيدها يتنفس ..
" أعطيني .. أعطيني سبباً واحداً .. واحداً فقط يبيح لكِ أن تفعلي تلك الجريمة القذرة ..؟؟؟؟؟؟ .."
صمت فقط الصمت إلا من صوت صراخها بالبكاء وانهيارها ارضاً وهو يقف مشرفاً على جسدها المرمي أسفله وكم نزف ألماً حينما كان يتذكر أن هذا الجسد متواري أسفل التراب .!
أبتسم بجنون وعينين متسعتين ..
" لقد دعوني بمجنون روح .. دعوني بذلك لأنني لم أصدق وفاتك .. ولأنني أراك في جميع من حولي ..!! .. "
أكمل بقهر يطغي على حلقه وقلبه ..
" جئت مترنحاً معمياً لا أشعر بشيء عندما أخبروني أننا فقدنا روح ظللت طوال الليل على قبرك كل شيء حولي يقسم على وفاتك لكن قلبي يأبى أن يصدقهم ... "
انخفض يركع على قدميه بجانبها ودمعة بطيئة مريرة انسابت على خده ..
" أنا .. أنا وقفت أمام الموت مرحباً مراراً وتكراراً لأجلك .. وأنتي .. أنتي كنتِ هنا تعيشين حياتك بكل بساطة وجبروت .."
كنا مشهداً مخيفاً لعاشقين معذبين ..
من الجاني ومن المجني عليه في عشق روح وهدان الخطيئة واحدة .. هي الإثم المقيم بتلك الخطيئة ..!
امسكها ذراعيها يهزها بأنفاس متلاحقة ..
" من أين أتيت بكل ذلك الجبروت .. "
تلاحقت شهقات بكائها تنتحب بكل ما أتيت من قوة ..
" داا .. داااغر .. اتوسل إليك .. أتوسل إليك لا تفعل هكذا .. "
دفعها بعنف على الأرضية صارخاً ..
" لماذا ..؟؟؟ .. هل يؤلمك رؤية وجهك البشع روح وهدان ؟؟؟!!!!! .. يؤلمك معرفة أنك مجرد أنانية كاذبة ومخادعة كريهة .. "
أغمضت عينيها تتألم لقد عانت هنا اكثر منه وحيدة بمفردها وقد تخلت عن كل شيء بلحظة تهور ..
لم تعيش حياتها بكل بساطة كما يصرخ ..
ستة أشهر في مصحة لمعالجة الإدمان وشهرين في مصحة نفسية ...
أرادت أن تقف على قدميها أولاً لترجع روح وهدان التي قد فقدت هويتها ..
سمعت صراخه وهو يضرب الحائط بجانبه ..
" لا أريد أن أراك .. لا أريد .. "
استدار إليها يخبرها بمذاق حارق ..
" ليتني مت قبل هذا .. "
اتسعت عينيها تصرخ فزعه ..
" لاااااا .. "
وهو لم يجرأ أن يدعو عليها رغم كل شيء
- قلبه أبى ذلك - ..
" ستظلين حبيسة هنا حتى مجيء شاهر .. لا أستطيع رؤية وجهك .. "
غادر الغرفة صافعاً الباب وسمعت صوت إغلاق المفتاح ..
نهضت بسرعة وقد ارتعبت بذكر شاهر ترفع الهاتف تتصل بنفس الرقم وما كاد يجيب حتى صرخت بانهيار باكية ..
" أين أنت .. انجدني لقد اكتشفوا كل شيء .. شاهر بطريقه إلى هنا سوف يقتلني ..."
سمعت صوته يهدأ روحها من الطرف الآخر ..
املته العنوان ثم أغلقت تنتظر مصيرها ..

بعد ان أغلق الغرفة عليها بالمفتاح أسند رأسه على باب الغرفة المغلق يشعر بالدوار لقد انتهكته ابنة وهدان ..
كل ذلك الهروب روح .. كل تلك القسوة بقلبك ..!!

………….

بعد ساعات من الصراخ والخناق حتى أن بعض رجال الأمن تدخل لوقف الضوضاء التي تنبعث من داخل تلك الغرفة ..

كان شاهر كالأسد الهائج مصدوم لا يصدق ..!!
داغر يكبله بكل قوته والآخر يصرخ بجنون ..
" سأقتلها .. أقسم أن ازهق روحها بين يدي .. اتركني داغر .. "
صرخ داغر يمسكه بياقته بقوه ..
" أخبرتك اهدأ لم اتصل بك لترتكب جريمة دعنا نهدأ ونفكر .. "
هتف شاهر بجنون وعروقه البارزة تدل على كم الغضب الذي يطيح به ..
" أي حل في تلك المصيبة .. عديمة الأخلاق والقلب المجرمة .. من أين أتت بكل ذلك ؟؟؟ .."
ورغم كل تلك العواصف الهائجة بالغرفة ألا أنها كانت تتطلع ناحية شاهر بلهفة وبكاء وكل ما كانت توده في تلك اللحظة هي الارتماء بأحضانه الدافئة تشكو إليه كل شيء ارتكبته وحدها مهما فعلت ومهما فعل بها حتى وهو السبب الأكبر في هروبها هي تحبه .. !
هو أخيها بجبروته وقسوة قلبه ..
لا تعلم ما تلك المشاعر المتضاربة التي تصيب كل من يحب شاهر وهدان .. كل من يقترب من هذا الرجل يود الفرار من قسوته وجبروته ولا يستطيع الابتعاد عن محيطه بحمايته وقوته ..
- وفي الحقيقة ليست الوحيدة التي تعاني من ذلك .! -
صرخ شاهر بها فانتفضت على صرخته ..
" من أعطاك الحق أن تكوني بتلك القسوة بل لماذا فعلتي هذا ؟؟؟ انطقي سأجن بل من قام بمساعدتك !!!!! .. "

انفجرت هي الأخرى ..
" لم تسألني حتى كيف حالك ؟؟؟ .. "
اجابها باستهزاء وشراسة مجرمة ..:
" عديمة الحياء أمامي بسبع أرواح يا **** .. "
اتسعت عينيها وارتعدت بعدها على صرخته التالية ..
" من ساعدك على الهروب وتأليف تلك الحكاية الكاذبة انطقي ولا تختبري آخر ذرات صبري .. ؟؟؟؟ "
علمت أنه لا مفر لها فهتفت بصوت منخفض ..
" إقبال كانت تضع لي المخدر في الطعام لم اكن أعلم متى بدأت إدمانه لكنها عندما وجدتني أصرخ من صداع كان قد بدأ يصيبني في الفترة الأخيرة اقترحت علي وأنا قبلت وخطوة بخطوة جرت قدمي للنادي الخاص .. رغم معرفتي أن كان أحد خلفها لم أستطع المقاومة ... "
ضرب شاهر بقبضته …
" الخادمة إقبال اللعينة بالطبع هي … اللعنة أنا السبب في كل شيء كان يجب أن اطردها ذليلة منذ بداية شكي بها بل كان يجب قتلها لقد اختفت تماماً .. "
سألها داغر بصبر يغلي على حفر النيران ..
" إذن كيف صنعت تلك التمثيلية المقيتة .. من ساعدك بالهروب ؟؟ .."
صمتت تنظر لكلاهما بخوف انتفضت على صرخة داغر تلك المرة ..
" من .! انطقي ؟؟؟؟ "
هتفت بصوت منخفض للغاية تنظر للأرض ..
" كاميليا ساعدتني للهروب .. "
نظرت إليهما تهاجمها الذكرى البشعة التي قضت الكثير لتنساها :
" هي كانت تعلم أن تلك الخادمة تمدني بالعقاقير والمخدر هناك رابط بينهما لا أعلم ما هو .. "
مسح شاهر وجهه بقوة يضغط على أسنانه وعلى وشك الانفجار ..
' هذا ما لم يكن يود سمعه أبداً رغم كل شكوكه وظنونه بها كان لديه بعض الأمل أن تكون تلك المرأة نظيفة لأجل ليلا ..'
هتف داغر بذهول ..
" كاميليا ؟؟!!!!! .. كيف تفعل هذا ؟؟ .. هل كانت تعلم كل تلك المدة وتركتنا بتلك الحالة بعد خبر وفاتك الكاذب .. "
هتف شاهر باستهزاء ..
" بالطبع فرصة من ذهب لها لكسر شاهر وهدان .."
رفعت نظراتها الدامعة ..
" لم يكن هناك حل آخر سوى الابتعاد لأعيد بناء روح من جديد لقد بات كل شيء يدعوني للانتحار في الفترة الأخيرة صراخك يا أخي وضربك وكسرك وأخيراً ابعادك لداغر عني.. لقد بقيت هنا بمفردي اتعالج من الإدمان .. هل تفهمان كيف كنت أحارب وحدي .. "

هتف داغر بقسوة ..
" أنتِ من اخترت أن تكوني بمفردك .."
أكمل وقلبه يعتصر ألماً ..
" كان يمكنك الهروب لكنك صممت على خبر موتك الكاذب لأجل شر ما يدور بنفسك .... أردتِ الانتقام من شاهر ومني .. أليس كذلك يا روح يا بنت وهدان ؟؟ "
بكت تهز رأسها بالنفي ..
" لا .. أنا لو كنت هربت شاهر كان سيبحث عني ويأتي بي ذليلة .. "
وقف شاهر ينظر لداغر بشر ..
" ماذا نفعل بتلك بحق الله .. هل نقتلها وندفنها واشفي غليلي .. "
هتف داغر بكره ..
" لن يشفي هذا غليلي ابداً .. لم يكفها ما اصابني بفعلتها لتأتي تفقدني جنوني في ايطاليا .. لم أكذب حدساً ابداً "
" في ايطاليا ؟؟؟؟؟؟ .."
" أجل أول مقابلة كانت هناك ..! لم يكن من صنع خيالي كانت هناك بالفعل .. "
استدار بعنف ناحية روح التي عادت للخلف بخوف من طريقة أفكارهما الشريرة ونظرات شاهر القاتلة :
" إيطاليا ..!!! وبنفس الوقت التي كانت به ليلا هناك ...؟؟ .."
هزت رأسها نفياً وبإحباط وهي تعلم ذكائه ..
اقترب بشر وحذر ..
" ليلا كانت تعلم ...؟؟؟ !!!!! .."
" أرجوك أخي .. "
صرخ بها يخرسها يسألها بجنون ..
" اخرسي أجيبِ ليلا كانت تعلم ..؟؟؟؟ "

اغمضت عينيها بقوة تهتف بداخلها سامحيني ليلا ..
" اقسم لك لم اتصل بها سوى من فترة قصيرة جداً .. لم تصدق وأغلقت الهاتف منهارة رغم تعرفها على صوتي .. بعد ذلك تأكدت أنها أنا حكيت لها كل شيء .. صرخت بي وبكت وانهارت وتوسلت أن أعود .. وأول لقاء كان بإيطاليا ووعدتها أن أعود بطريقتي .. ليس لديها ذنب أنا من هددتها إن نطقت أن لا تعلم لي مكان .. "
صرخ شاهر بجنون ..
" اااااه ليلااا .. اااه .."
أكملت روح باكية ..
" لم أخبرها بما فعلته كاميليا .. ليلا لن تصدق أحد .."
صرخ داغر بجنان ..
" العائلة الكريمة كلها تعلم سوانا .. اللعنة .. اللعنة .."
هز شاهر رأسه بمقت واغمض عينيه بإرهاق جم أصاب روحه ..
" انطقي من ساعدك على الخروج من البلد .. محال ان تكون كاميليا بمفردها تخرجك وتدبر كل تلك الأكاذيب .. وفاتك وجثة ومكوثك هنا .. من فعل ؟؟ .."
هزت رأسها مرتعبة وتلك الخطوة الأكثر خطراً ..
اقترب شاهر ينوي بها الشر لكن ..

ظهر من خلفهما ظلام دامس وصوت صدع كالرعد في ليلة حالكة مخيفة ..
هو كان ذلك السواد بقوته ..
" إنه أنا .. "
فتح ذراعيه على اتساعهما حتى برزت عضلاته القوية من قميصه :
" مرحباً ومرحباً بآل وهدان .."
هرولت روح تختبأ بأحضانه الدافئة كطفلة صغيرة فدسها يمدها بكل القوة والثبات التي تنشدهما للمجابهة ..
لقد جاء بالوقت المناسب اختبأت به تستنجد بقوته ..
الوحيد القادر بصد أبناء وهدان ..
همس لها وعينيه بتحدي في عينيهم ..:
" أنا هنا الآن لا تخافين لن يمسك أحد منهما بوجودي يا روحي .. "
بينما جحظت عين شاهر وقد تصلبت دمائه غلى الدم بعروق داغر مصدومين ..
وفي النهاية تسمرا كلاهما لا ينطقان ..

( فراس ..!!!!!!!!!!!! )

دقيقة هي كل ما لزمت ليفيقوا من الصدمة ودقيقة أخرى استغرقت ليهجم عليه شاهر بأقذر الشتائم ولحقه داغر الذي كان مهتاجاً أكثر وهو يجذب روح من أحضان الآخر بغيرة مشتعلة ..
لكمه شاهر بكل قوته فرجع الاخر خطوتين للخلف لكنه كان ثابت ابتسم بوقاحة دون أن يرف له جفن ..'
" الملك الغامض لعائلة وهدان ؟؟!! صار زمناً يا رجل منذ لقائنا الأخير .."
أثار غضب شاهر أكثر فهجم عليه ولو أن الآخر كان يماثل شاهر بقوته بل أكثر منه مع عضلاته البارزة خطيرة لكل عين تراها ..
هاج شاهر يعود لروح ..
" تقفين مع كل أعدائي يا ** .. سأقتلك .. هل تلجئين لهذا القاتل خريج السجون هذا .. "
صرخت روح حينما تهجم عليها شاهر وهرولت تندس خلف هذا المجهول الذي لا زال على بروده ولم يحركه كلام شاهر ..
لقد تعود منه هذا الكلام البذيء ..
لكن روح عادت من جديد بمقاومتها وشراستها ..
" لا تدعوه هكذا وإلا أنا من سأتصدى لك يا شاهر .. إنه أخي .. ( فراس فؤاد وهدان ) "

ابتسم فراس بحنان بينما غامت عين شاهر يصك على أسنانه من الغضب ..
" سأقتلها .. "
حماها فراس بقوة يهتف بشاهر يغيظه :
" لا تستطيع مسها طالما تحتمي بي يا .. يا أخي .."
صره شاهر ينوي التهجم عليه ثانية ..
" أخيك أنت يا قذر يا خريج السجون .. "
منعه داغر يكبله بصبر يوشك على الانفجار وصوت مرتفع ..
" أهدأ قليلاً لنرى تلك المصيبة التي اوقعتنا فيها أختك .."
روح وهدان شعلة التمرد لم يبدي أنها ستصمت ..
" جميعنا نعلم الحقيقة فلا تجعلها قبيحة لصالحك شاهر وهدان .. لا تدعو فراس بخريج السجون أبداً .. "
صرخ شاهر بها بجنون :
" هل تحتمين خلف ذلك القاتل ؟؟؟؟؟ .. "
فصرخت الأخرى ..:
" لا .. أنا احتمي خلف فراس أخي كما تكون أنت .. فراس أخي الذي لم يقتل فؤاد وهدان وإنما كان يدافع عن والدته والتي كانت إحدى نزوات والدك .. تلك الحقيقة التي تنكرها كما أنكرها جدك .. لقد علمت الحقيقة بأكملها .. "
" هل تحتمين خلف سليل ابنة المنصوري ؟!!!!! .. هل تعلمين العداوة التي بيننا وبينهم ؟؟؟ "
صرخت روح به :
" فراس فؤاد وهدان .. ابن عائلة وهدان .. وليس ابن سليلة المنصوري .. "
صكت على أسنانها تخرج كل حرف بوضوح ..
" ليس له علاقة بعداوتك مع صابر المنصوري .."
الحكاية قديمة من زمن فتح قيدها أبيه بزواجه من أخت صابر المنصوري سراً وانجابها بفراس و طواها جده منذ زمن بنفيها بعيداً ..
أحياها والده ثانية بالبحث عنها ودفنها جده ثانية برمي فراس بالسجن ..!!
والآن روح تكمل المسيرة وتفتح طيات ماضي يدفع هو ثمنه بعداوته مع صابر المنصوري كما دفعته هي بإدمانها ..!

امسكها الآخر يسكتها ..
" اهدأي روح يا صغيرة .. لا يهمني اعترافه بذلك أم لا .. لا يهمني رأي أحد "
اعترضت بعنف ..
" لا .. سأوجهه بالحقيقة فراس .. "
استدار الآخر لكل من شاهر وداغر بنظراتهما القاتلة يمسك بيد روح المقاتلة بقوة ..
- روح شعلة تمرد عائلة وهدان –
- ...
" هل يمكن أن تتركونا بمفردنا لدقائق .."
أعترض داغر أولاً تحكمه الغيرة ..
" لا .. "
هتف فراس بابتسامة مقيتة ..
" دقائق فقط يا فهد عائلة وهدان لن آكل زوجتك ... "
نظر له شاهر بشراسة بينما الآخر سحب روح بعيداً ..

اجلسها فراس بجانبه فأمسكت منديل تمسح جانب فمه الدامي من أثر قبضة شاهر هتفت بضيق :
" فراس .. بالله لماذا لم تدافع عن نفسك عندما ضربك ؟؟ أنت أقوى منه كان يمكنك مقاتلته .."
مازحها الآخر ..
" هل تريدين أن أكون الأخ العاق روح .. !! هل اضرب أخي الكبير يا فتاة ؟؟ .."
ابتسمت بحنان ودمعت عينيها ترتمي بأحضان الآخر الدافئة ..
" أنت الأخ الأفضل بالعالم .. "
أغمض عينيه بتأثر لقد أضحت تلك الصغيرة عائلته .. رائحة وطنه الضائع بها ..
" لولا مساندتك لم أكن لأتعافى بذلك الوقت القصير .. "
نظرت له بتوسل ..
" أرجوك أخي فراس عد معنا للقصر .. صدقني شاهر يبدو قاسياً ولسانه مثل الحطب لكنه بالتأكيد لا يكرهك .. هو لا يكره من يخصه مهما حدث .."
غامت عين الآخر بذكرى بعيدة ..
" أعلم .. أعلم يا روح ما يكمن خلف الوحش الذي يصر شاهر على ظهوره للجميع ..لكن انا وشاهر محال ان يجمعنا مكان واحد .. "
ابتسمت بحزن للذكرى ..
" هل تعلم عندنا كنت اتعاطى تلك السموم كيف كان يعاملني .. ؟؟؟ .."
هتفت تقلده ..
" صباح الخير يا مدمنة .. كيف حالك يا متعاطية ... مساء الخير يا مجنونه .. "
هل تصدق شخص عاقل يدعو آخر بحالتي بتلك الألفاظ ؟؟؟
لكن رغم هذا كان مدمراً من الداخل بما يحدث لي حاول مساعدتي بشتى الطرق لكنني كنتي عنيدة جداً يصرخ فاصرخ أنا الأخرى .. يعاند فأعاند .. "
ضحك فراس ..
" لكن .. الآن أريد منك وعداً روح.. ستسمعين لكلام شاهر أي كان وتحتملين عقابه لقد أخطأت روح وقد أخبرتك بذلك هو لن يؤذيك ابداً .. "
تنهدت وهي تعلم المواجهة والعقاب ..
" ماذا عن الجدة ؟؟؟.. هي لذلك الوقت تصر على كوني كادي روبير حفيدتها الضائعة ..سيكون شيء بغيض تركها .."
" سأعين لها ممرضة تساعدها هنا .. ماذا نفعل يا روح وكل من يراك يتعلق بك لا يقوى على نسيانك روحك تلازمه للأبد ... اسمك على مسمى .."
دفنت نفسها في أحضانه تبكي بقوة .. كيف ستبتعد عنه ..!!

..........................................

في المطار كان يحمل حقيبتها يجرها ..
تنظر لظهر شاهر الذي يمشي أمامها بصلابة وقوة - كملك عتيق -..
وبجانبها فراس أخيها بكل دفء العالم الذي حرمت منه وظلامه الخاص وهيبته الجاذبة غموضه المخيف الذي عرفت كيف تخترقه بروحها ..
وداغر قلبها عشقها بكل حب العالم داغر الغيور - المجنون الأبدي - ....
فتهتف بداخلها أي محظوظة هي لتحظي بأولئك الرجال بحياتها ؟؟
وصلت اخيراً فتوقف فراس أمامها ..
" وها قد حان وداع صغيرتي .. "
شهقت بالبكاء تتوسله ..
" فراس أرجوك عد معنا الآن وامكث هناك بمنزلنا لا أستطيع تركك .. إذا كنت تريد أن يطلب شاهر منك هذا فسأجعله يفعل سأخبره أنني لن أعود دونك .."
ابتسم لها فراس يحتضنها ..
" يا صغيرة لا تعلمين كيف امقت آل وهدان لا أرحب بهم كعائلة ولا اريدهم ان يرحبوا بي لن يجمعني بتلك العائلة سوى العداوة المطلقة .."
" من لا يرحب بك أنا أجره من شعره بالقوة واجعله يرحب بفراس فؤاد وهدان ترحيباً حاراً .. "
ابتسم بينما اكملت هي ..
" ربما لم يستطيعوا قديماً لانهم خافوا من جدي .. والآن يخافون من شاهر .. هم ليس لديهم ضدك أي شائنة .."
" ليس الآن روح .. لا أحمل لآل وهدان سوى الظلام دعيني مبتعد عنهم لا أريد لشري أن يصيبهم .."
نظر لداغر المشتعل وشاهر يهمس له بصلابه وكأنه يمنعه من ارتكاب الحماقة ..
" هذا الداغر يريد قتلي .. إنه يحبك لا تعذبيه اكثر من هذا وتقبلي كل ما يصدر من عاشق كذبت عليه حبيبته كذبه لا تغتفر .."
ابتسمت وهي تنظر ناحية داغر بعشق ثم عادت لفراس تمسك بيده ..
" عدني أنك عندما ترجع للوطن تباشر أعمالك والأخرى- الغزالة السرية - التي لمحت صورها على هاتفك ستتصل بي لأقابلك وتعرفني على تلك التي اخترقت ظلام فراس وهدان .. "

ابتسم بغموض يخص السرية الجميلة ( غزالته المقاتلة ) كما تدعها أخته يدق قلبه بعنف ..
" لا تهدأي يا روح وهدان هذا من خيالك العاطفي يا فتاة .. "
" أنت بت ملتصق بالوطن بالفترة الاخيرة لأجلها لولا وجودي لم تكد لتعود لأمريكا .."
هز رأسه دون فائدة وهتف بقوة لها :
" وأنتي عديني إذا اغضبك اي أحد ستتصلين بي .. عدة ساعات وسأكون أمامك .."

بكت تحتضنه بقوة ولحظه كان شاهر يتقدم يجذبها ..
تصلبت مبتسمة والسعادة غمرتها لأخمص قدميها لذلك المشهد الذي لم يكن بالحسبان ..
شاهر يمسك بيد وفراس بيد وهي بالمنتصف بدا ثلاثتهما كأخوة وهذا الرابط بينهما لا يمكن إنكاره ..
( سيبقى ذلك المشهد في مخلدتها تتمسك به كذكرى ربما تتحقق يوماً ..)
ترك فراس يدها ..
" إلى اللقاء ..".
ولكن ..
أمسك فراس بيد شاهر بتحدي رفع رأسه بعينيه المظلمة ..
( روح كانت في أسوء حالتها تنادي على اسمك رغم وجودي بجانبها .. أرجو أن يعني هذا لك شيئاً .. )
كز شاهر على أسنانه بعينين ملك عاش عمره لحماية مملكته..
( هي أختي ..)
والآخر كان كاسمه أسد شريد غامض هتف بتحدي ..
( وأختي أيضاً ..)
أشارت بيدها مودعة خلف شاهر الذي سحبها بقوة يبتعد ..
بعدها تناول داغر يدها بعنف يغادر بها ..
حانت لحظة واحدة استدار بها شاهر ينظر للآخر ولم يمكن لأي أحد أن ينكر تلك النظرة ..
' لقد كبر هذا الجلف '
بينما رفع فراس اصبعيه يحي شاهر بحركة مستفزة فنظر الآخر بشراسة يغادر المكان ..
وانتهى اللقاء مع فراس وهدان .. الأسد الشريد لعائلة وهدان لكن لابد أن حكايته في مكان آخر لم تنتهي ..
..................

في سيارة شاهر أثناء عودتهم للمنزل لم تنسى ذهول أيوب وتسمره لولا أن وبخه شاهر كان منظره مضحكاً ..

" شاهر .."
نادت عليه روح فوبخها ..
" صوتك هذا يجعلني اشعر برغبة عنيفة بالقتل .. "
تجاهلت كلماته القاسية التي اعتدتها قديماً ..
" لن تخبر ليلا عن كاميليا هي لا تعلم حقيقتها ولن تحتمل .. ارجوك ليلا تحبها كثيراً وكاميليا كلنا نعلم قدر ليلا لديها .."
" تلك المرأة المجنونة سأقتلها امامها لارتاح .. "
نفخت بغضب هاتفة ..
" هل تفكر قليلاً بليلا وبمشاعرها رجاءً .. لن تصدقك ولن تجني شيء .. "
" وصاحبه المشاعر أين كانت مشاعرها وهي تخطط كالأفلام وتكذب بتلك القسوة .. "
صمتت تدير وجهها عندما باغتها بالسؤال ..:

" هل فراس من أخبرك حقيقة نسبه ؟؟؟ .. أنه ابن أخت صابر المنصوري ؟؟ .."
نظرت للطريق أمامها تراودها الذكرى القديمة ..
" أنا كنت أعلم عن وجوده وظللت أبحث عنه منذ علمت أن لدي أخ يكبرني لم يعترف به جدي لكنني لم أعثر عليه في ذلك الوقت .. بعد ما حدث لي كان آخر ورقة لي اللجوء إليه و كاميليا ساعدتني .. "
" بالتأكيد كاميليا رأس المصائب .."

" فراس لم يردني خائبة وقف كسند لي في أحلك الأوقات سواداً ثم بعدما شفيت تعرفت على تلك الجدة التي فقدت حفيدتها وعشت معها باسم مستعار "
ضغط شاهر يضرب بقبضته قدمه يشعر بشعور بغيض أنه أخفق في أحد مهامه ومن تكون روح أخته ..

" لا تغضب أخي .. فراس هو الآخر أخي ولم يتركني وحيدة للحظة .."
نظرت لداغر تبتلع ريقها لم يلقى لها وجهاً منذ صعودهم على متن الطائرة أكملت ..
" لم أكن لأخون ثقة أي منكما .. "
ضحك داغر باستهزاء ..
" بعد رؤيتي لطريقة ملبسك أشك .."
كادت روح أن تتمرد عليه لكنه فضلت الصمت نظرت إلى شاهر باستعطاف ..

" فراس أخينا يا شاهر .. "
أكملت تخبره بما عرفت من كاميليا :
" لقد تزوج أبي على أمي .. أخت صابر المنصوري في السر رغم حبه لوالدتنا وحملت بفراس الذي لم يكن مرحب به من قبل جدك ووالدتك .. وليرضي جدك العظيم والدتنا قام بتهديد والدة فراس ببشاعة .. فأخذت طفلها وهربت
هذا فسر لي الكثير خلف عداوة صابر المنصوري لنا .. أراد الانتقام .. "
هتف شاهر باستهزاء ..
" أعلم كل هذا .. ويمكنك الصدمة حينما أخبرك أن هناك رابط بين كاميليا وصابر المنصوري بكل تأكيد .."
اكملت روح بقسوة ..

" وتعلم بالتأكيد أن أبي فؤاد وهدان لم يكن بالنزاهة الكافية فعاد بعد سنوات لوالدة فراس يريد أخذ ابنها .. لكنها رفضت بقوة ولعنته فقام بضربها .. أخبرني يا شاهر ماذا كنت تفعل لو كنت مكان فراس ؟؟ .. شخص نبذ هو ووالدته بعيداً ثم عاد هذا الرجل الذي يدعي والده يضرب والدته أمامه .. فراس كان يدافع عن والدته الضربة كانت قوية لكنها لم تقتل والداك الذي عاش بعد تدمير حياة ابنه ليتزوج كاميليا بعد وفاة أمي رغم فارق السن .. "
أكملت بقهر :
" اذا جلسنا لنتحاسب فراس سيكون لديه حساب عسير مع تلك العائلة .."

تذكر شاهر ..
( ما فعله جده عندما قام بالإبلاغ عن فراس والذي كان في عمر الثالثة عشر بتهمة قضية الشروع بالقتل وبمعارفه استطاع أن يدمر حياته بقي في الإصلاحية لخمس أعوام ظلماً .. وأبيه ذهب وتزوج كاميليا رأس الأفعى ..!!! )

………..

………………

مساءً ..
دخلت الغرفة بابتسامة وهي تفكر لماذا يدعوها شاهر الآن هل اشتاق لها لقد رحل سريعاً دون أنه يخبرها شيء ..
ولكن تلك الابتسامة تصلبت وعينيها تتسع برعب ..
صرخت بذعر لتلك الجالسة بعيداً ..
" رووووووح .... !!!!!!!!!! .. اللعنة ما الذي آتي بك هناااا .. "
نهضت روح ولم تخفي ذلك الخوف بعينيها ..
" لقد مسكني داغر لم أستطع الاتصال بك .. "

صدع صوته من خلفها وتعرف تلك النبرة جيداً
" وهلا بالمجرمة الثانية .. "
سقط قلبها خوفاً فاغرة فمها وحدقتيها كادتا يخرجا من مكانهما جزعاً ..
ضربت على صدرها وهي تلتفت له بعينين مذعورتين تهز رأسها نفياً مع نبرات صوته ..
" ' ليلاج سلطان ' صاحبة المبادئ ذات الشعور الرقيق وردة العائلة التي دخلتها بالخطأ وابنة السلاطين .. تعلم الأمر وتخفي .. صُدمت بك يا ليلا سلطان أكثر من صدمتي بروح لم اعتقد كاذبة مخادعة قاسية ابدا .. "
ابتلعت ريقها وعينيها لمعت بالدموع بينما قلبها اعتصر بألم تشعر بذنبها رغم انها تعلم ما ستؤول إليه الأمور .. ..
لكنها تعترف .. لقد كانت تزن على روح أن تكفي عن تلك المصيبة وتعود وروح اللعينة كل مرة تؤجل الأمر خائفة من رد فعل الجميع ..
كيف فعلت هذا به كيف تخفي هذا الامر الجلل عنه ؟؟ .. "
بل كيف تتركه يعيش هذا الوهم كل تلك الفترة هو وداغر وكم رأت كيف يتعذب الآخر ..؟؟؟؟
هتفت روح بشجاعة خرجت مهتزة رغم عنها ..:
" ليلاج ليس لها ذنب شاهر .. الذنب كله يقع على عاتقي .. لقد هددتها اذا اخبرت احد لن تعثروا على اثري ابداً .. "
" اخرررررررسي لا اريد سماع صوتك ابداً ..."
صدع صوته الصارخ بها .. فرجعت خطوة للخلف ..
" أيووووووووووب ..."
جاء أيوب مهرولاً على صراخه بينما نظرت كل من روح وليلا لبعضهما بتوتر شديد ..
أمره شاهر وعينيه عليهما .. نظراته لم تطمئنهما أبداً وخصوصا مع حركة رأسه لليمين والشمال وابتسامة محملة بإجرام لعين ..
" احضر لي الأمانة .. "
غاب أيوب دقائق كان كل منهما يرتعدان ويفركان بأيديهما خصوصاً مع نظرات شاهر المسلطة عليهما ..
ولكن الفاجعة عندما عاد أيوب بما يحمله ..
كانت ليلا هي أول من صرخت وهي تهرول هاربة تريد الخروج من الباب ..
" لاااااااا لم افعل شيء والله يا شاهر .."
ولكنه لحق بها يجذبها من ياقة ملابسها يرجعها بحركة واحدة ...
" بيننا حساب يا ابنة السلاطين الغالية الى أين تذهبين ؟؟!!! ... "
نظرت للعصا الغليظة والقيد الذين ليد أيوب بخوف وهي تهتف بذعر متذكرة رحيل كاميليا صباحاً لن ينقذها أحد ..
" أرجوك يا شاهر .. اتركني لم افعل شيء .. لم افعل ..ليس ذلك العقاب ثانية إنه مؤلم جداااااا "
ابتسم بشراسة وهو يشير لأيوب فناوله تلك العصا والرباط السميك وخرج ..
دفعها شاهر للداخل بعنف كادت أن تسقط وقلبها سقط وهي تراه يغلق الباب بالمفتاح ..
هتفت روح الأخرى بخوف :
" لا اريد ذلك العقاب شاهـ ر .. أرجوك أي عقاب آخر "
هزت ليلا رأسها بسرعة موافقة .. لكنه اقترب بنفس الابتسامة الإجرامية المخيفة ..
" واتساءل هل يختار المجرم عقابه ؟؟؟ ... أنت على وجه الخصوص روح وهدان ممنوع اسمع لكِ صوتاً .."
هتفت روح بروحها المتمردة ..
" اللعنة لم اغيب كل تلك المدة لأعود لنفس التارة .. "
كانت ليلا تحسبن عليها..
( منك لله يا روح يا ابنة فؤاد اخرسي يا مصيبة )
ضرب شاهر بالعصا في الهواء فأصدرت صوتاً مرعب جعل كلاهما يصرخان وهما يهرولان بعيداً مختبئان خلف بعضهما ..
" إذن بمن أبدأ ؟؟؟؟؟!!!! ..."
هتفت روح التي كانت تختبأ بجبن خلف ليلا ..
" ابدأ بزوجتك .. "
استدارت لها ليلا بعين متسعة ..
" بكل تلك البساطة وأنتِ السبب أيتها اللعينة بكل ما أنا به .. منك لله .."
هتفت روح برعب ..
" العصا غليظة جداً يا إلهي .. سامحيني ليلا "
ضرب شاهر بالعصا مرة أخرى في الهواء مع صراخهما ..
مد يديه بعد تفحص عميق يهتف بهدوء جعل اسنانها تصك خوفاً ..:
" تعالي يا ليلا يا زوجتي العزيزة لأبدأ بكِ .. "
صرخت ليلا بقهر وهي تلتف حول المكتب ..
" لمَ أنا أولاً ما هذا الظلم ... "
التف حول المكتب فجرت للناحية الأخرى ..
" أنا ظالم .. مفتري ضارب النساء .. وكل شيء سيء في هذا العالم أليس كذلك ليلا ...؟؟؟ "
جرت تختبأ خلف روح المذعورة ..
" لا تقل كلام لم انطق به تريد ان تزيد عقابي اعرف ما تفكر به .. "
وقف مكانه .. يمد يد بها تلك العصا اللعينة والأخرى ذلك الرباط .. أمرها بصوت مرتفع ..
" اقتربي ليلا والا اقسم إن اتيت إليك لتندمين ندماً لست مؤهلة له .."
دفعتها روح من خلفها بخوف ..
" اذهبي ليلا لا تجعليه يتعصب اكثر من ذلك .. "
ضغطت على اسنانها تهتف بقهر
" اقسم ان اقطع علاقتي بكِ بعد تلك المرة .. منك لله .. "
تقدمت ليلا منكسة الرأس قلبها يرتعد وقد جربت ذلك العقاب مرة قبل ذلك لكن لا مفر ..
لا مفر من هذا العقاب يبدو هذا من عينيه ...
" ببطء أرجوك … "
كانت آخر ما هتفت به قبل أن يدوي صراخهما المستغيث بأرجاء المنزل معلنا عن قدوم روح وهدان وعودة زمن العقاب والصراخ والضرب وروح هذا القصر …
وداغر أتى بالوقت المناسب مكملاً عمل شاهر بروح ..
…….........

في غرفة ليلا ..

نظرت ليلا إلى روح بعينين حقودتين .. الأخرى كانت تتقلب على السرير تتأوه ..
" روح وهدان أنا لن أحدثك ثانية ولا أريد أن يكون لي أي علاقة بك بعد ذلك .. "
رفعت روح رأسها بشعرها الملون تهتف بغضب ..
" أنا تلقيت العقاب كله داغر أتى وأكمل ما بدأه شاهر .. وأنتِ يا ابنة السلاطين ما شاء الله شاهر كان يضربك بالراحة وبرقة .. ماذا حدث بغيابي هاا أخبريني ؟ "
أمسكت روح خاصرتها تتأوه ..
" اللعينين صوت الصفعة كان يدوي مجلجلاً .. "
أدارات ليلا وجهها بقلب خافق حقاً لديها حق ضربات شاهر كانت خفيفة كان يرفع يديه عالياً فتصرخ بتمزق فيجن يصرخ بها هو الآخر ثم يده تخونه وتنزل ببطء وهو يجن أكثر ..
وهي رق قلبها له رغم كل شيء ..
هي تستحق ذلك العقاب لكن ليس خصامه لها لن تحتمل ..
جلست ليلا بجانب روح وقد أحضرت بعض الكمادات على صراخ روح ..
" بالله ماذا يعتقدون ليضربوني هكذا .. فراس أخي لو علم سيقتلهم .. "
" اصمتي يا روح لو سمعك شاهر سيجن جنونه أكثر بتواصلك مع فراس .. "
هتفت روح بروحها العنيدة ..
" لن يمنعني عنه من الأساس .. "
صمتت قليلاً تنظر إلى ليلا ..
" هل استحق ذلك العقاب ؟؟ .. لقد أخبرني فراس أن احتمل عقاب شاهر .. "
هزت ليلا رأسها ..
" هل ينبغي علي ان أغار من ذلك الفراس ؟؟ هل أخذ مكاني ؟!!! .."
ابتسمت روح رغم ألمها ورمت نفسها تحتضن ليلا بقوة ..
"يا الله كم اشتقك لكِ يا ليلاي .. اشتقت كثيراً لكل شيء .. "
اخذتها ليلا بأحضانها بقوة تتنفس بعمق وارتياح ..
" لقد أصبت بحالة اكتئاب شديدة لم يخرجني منها سوى جوانة .. ستحبيها كثيراً لأنها مجنونة مثلك .."
صرخت روح :
" هل تلك التي كانت تريد الايقاع بداغر ؟؟؟ .. لا أريد رؤيتها .. حتى لا اسحبها من شعرها .."
وها هي روح وهدان عادت من جديد بجنونها ..
" يا فتاة لقد تزوجت يحيى ابن عمتك .. أنسي كل شيء أخبرتك عنه .. "
كشرت روح عندها ابتسمت لها ليلا ..
" نامي يا مصيبة لقد نجوتي بفعلتك .."

................
في منزل يحيى صباحاً ..

استيقظ يبحث بيده على الفراش عليها لكنه وجد مكانها فارغاً فكشر ينهض ببطء خرج بخطوات يحفظها جيداً في منزله ..
" جوانة ..!!!! .."
بصوته الخشن نادى عليها يبحث بسمعه عنها لكن لا حركة .. هل يمكن أن يكون حدث لها شيء منذ ليلة أمس ..
فجأة وجد من يكبله من الخلف وجسدها خلفه ..
فابتسم يهز رأسه مستمتع بها وكأنها أحيت صباحه من جديد ..
أما هي فكانت بكل شقاوتها تضحك ترتدي فستان قصير أنثوي بألوان الربيع احضرتها له خالتها غالية ..
هي لم تكن تعلم بتلك الأشياء الأنثوية ..
" أين كنتِ ..؟؟ .. بحثت عنك .."
ضمت نفسها إليه أكثر ..
" أنا هنا .. "
" لماذا استيقظتِ مبكراً .."
لفت لتقف أمامه أمسكت بيده الاثنين بين يدها ..
" تعالى معي .. "
" إلى أين يا مشاكسة .."
جذبته خلفها دون أن ترد حتى وقفت به في مكان ..
" هل تشعر بشيء .. "
تنفس بعمق
" رائحة الصباح رائحة الشمس ولسعة حرارتها .. و .."
جذبها إليه يداعبها بأنفه ..
" ورائحة عطرك وشقاوتك .. لمساتك في المكان كل هذا الخليط .. "
لفت ذراعيه حول عنقه تستطيل إليه تستمع بكلامه ..
" خليط سحري جذاب يجعل قلبي يخفق .. "
" ماذا أيضاً ..!!! .."
" ماذا فعلتي ؟؟؟ .."
" نقلت طاولة الطعام الصغيرة إلى الشرفة الداخلية وفتحت كل شرفة مغلقة .. "
جذبته تجلسه على مقعد أمام الطاولة وهتفت بقلب يطير وكأنها أنجزت مهمة مستحيلة ..
" حضرت لنا فطور .. للمرة الأولى لي .. لكنه .. لكنه جميل .."
جذبها من يدها فتحركت إليه مغيبة اجلسها على قدميه كطفلته التي لم يحظى بها وهي اغمضت عينيها بقوة كيف لها أن تستقبل كل تلك المشاعر العنيفة ..
ستتعلق بهذا الرجل كثيراً ..
" أنا سوف اطعمك .."
ضحكت بتأثر ولمعت عينيها بالدموع ..
" لا أحتاج انسيت ماذا كنت تدعوني! !.. الماكينة التي بفمي لا تقف .."
" لكن اتضح لي أن تلك الماكينة عاطلة .. أنت خفيفة جداً وجسدك صغير .. "
ناولها لقمة ففتحت فمها وتناولتها من يده بسعادة ..وكان الصباح الأجمل لها في حياتها لن تنساه أبداً يكفي أن يكون هذا من طيات ذكرياتها ..

...........................................

نادى عليها بصوت مرتفع متعجل يدق على باب الحمام بعنف
" داري .. داري .."
صرخت من الداخل ..
" مااااااذا يا نديم .. أنا بالحماااام لماذا لا أستطيع أن أقوم بشيء واحد مثل الناس دون أن تتدخل بخصوصيتي .."
كشر من تلك المحاضرة التي يرى ان ليس لها أي داع كل هذا لأنه يدق على باب الحمام ..
" اخرجي الآن .. "
" لماذا ؟؟ .. ها لماذا أخرج .. ما هو الشيء العظيم الذي سيفوتني إن لم أقطع حمامي وأخرج .. "
استند على باب الحمام بابتسامة ماكره وخياله يطيح بعيداً بقلة أدب ..
" حسناً هل أنتِ مستعدة لتلقي الخبر عندك .. "
" أخبرني يا نديم أو اتركني أكمل حمامي .. "
صمت قليلاً ليهتف ببطء وصوت مرتفع ..
" لقد عثروا على روح وهدان "
انقطع الصوت فجأة من الداخل فدق على الباب بقلق ..
" دارين .. دارين هل أنت بخير ؟؟ .."
لفت المنشفة حول جسدها والصابون لازال عليه ..
أطلت برأسها من خلف الباب ..
" هل لازلت نائم يا نديم !!! .."
أكمل نديم بابتسامة واسعة ..
" روح لم تكن ميتة كانت هاربه داغر أحضرها من أمريكا هو وشاهر ليلة أمس .."
هزت رأسها بغباء ..
" أي روح التي أحضرها أخيك من أمريكا ..؟؟؟؟ .."
علت ضحكات نديم وقد سأل داغر نفس السؤال عندما أخبره ..
لم يكن يصدق داغر حتى أتصل بشاهر وعلم منه كل شيء .. ورغم كل شيء فهو يشفق على كلاهما لابد انها كانت صدمة كبيرة ..
" أدخلي اكملي حمامك لنذهب إليهم الآن .. "
غادر نديم بينما صرخت دارين من خلفه ..
" توقف هنا .. نديم ماذا قلت ؟؟ .. نديييييييم .."
وضعت يدها على فمها غير مصدقة ..
" يا إلهي روح .. روح وهدان على قيد الحياة .."

...........

أما في منزل عائلة وهدان كان صباح مشحون ..

ليلا في جهة وروح على الجهة الأخرى من المائدة كل منهما تتطلع للأخرى بأمل وخوف حتى سمعا خطوات تأتي من السلم ..
أغمضت ليلا عينيها ..
' يا الله لتجعله يفقد الذاكرة وينسى فعلتي .. '
والإجابة أتت أسرع ما توقعت عندما سمعت صوت المدافع من صوته ..
" الله .. الله .. عشت ورأيت المجرمتين يجتمعان سوياً ثانية .. "
فركت روح يدها بتوتر أما ليلا سندت برأسها على يدها يستحقان كل شيء ..
أكمل بصوته المتهكم الغاضب ..
" وعلى ماذا ؟!! .. على طاولة طعامي الذي من مالي .. "
" شـ .. اهر … "
كانت ليلا تهتف بصوت رقيق تستعطف فصرخ ولم يعطيها وجهه ..
" لا أريد سماع صوتك .. "
كانت روح تشعر بالجوع حقاً وهذا هو أخيها بغضبه وعنفه .. لذلك مدت يدها تتناول قطعة خبز حينما وجدت من يسحبها من يدها بعنف ..
" أليس لديك أدنى شعور أو حتى القليل من الدم .. "
نظرت له متعجبة من أفعاله ألم يضربها وأخذ حقه ..
" ماذا يا شاهر ألن ننتهي من هذا …!!!!! "
" الآن لا أريد رؤية وجه أي منكما على الطاولة .. "
اعترضت ليلا ..
" شاهر ليس هكذا .. "
وهتفت روح ..
" أنا جائعة لن أنهض من لا يريد رؤيتنا فليغادر هو .. "
"أايوووووووووووووب .."
اتسعت عين ليلا ورجعت روح بمقعدها للخلف ليكمل شاهر بصوت شرير ..
" الأمانة يا ايووووب .."
لم يرى من هرول أسرع من الآخر لكن في لحظة وحدهما يهرولان هاربين على السلم ..
ولم يكد يتناول طعامه على مجيء داغر ..
" ويا مرحباً بفهد وهدان .. صرنا نراك كل يوم يا رجل كنا نتوسل إليك لتطل علينا بوجهك .. "
جلس داغر بجواره على مقعد الطاولة ..
" لماذا تفطر بمفردك ؟؟؟؟ .. "
وضع شاهر لقمة طعام بفمه بمكر ..
" وقد عرفنا سبب شرفنا برؤية طلتك البهية .. الاثنتين معاقبتين .. "
نظر داغر بقلب يخفق بقوة إلى أعلى السلم لم ينام طوال الليل كان خائفاً أن ينام و يستيقظ و يضحى كل هذا حلماً ..
لذلك سحب نفسه وجاء مع بذوخ النهار ..
" أقترح عليك أن تأتي بأشيائك وتمكث معنا .. "
كان صوت شاهر المتهكم فتناول داغر قطعة خبز يتناولها بصمت وسأل شاهر ..
" لقد أخبرت نديم .. متى ستخبر الباقي ؟؟؟ .."
" اليوم .. "
" وكاميليا ماذا سنفعل معها ؟؟ .."
توقف شاهر عن تناول الطعام وصراع من نوع آخر أقيم بقلبه ..
" لأجدها فقط .. سأقطع قدميها من هذا المنزل للأبد وستنسى كل شيء يتعلق بليلا وإلا اسلمها للشرطة .. "
" وليلا …!!!!! .. لن توافق .. "
غامت عين شاهر ينهض بعنف من الطاولة ..
" برضاها أو بالقوة ستنساها ابنة السلاطين .."
………………………...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
زهرة نيسان98
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 07/05/2018
العمر : 26
الموقع : m-el-rewit-com.ahlamontada.com

وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek   وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek Icon_minitime1الثلاثاء مايو 08, 2018 9:01 pm

الفصل الواحد والعشرين


في غرفة روح ..
هتفت دارين بذهول وهي تقترب من روح التي تتأفف بعدم صبر ..
" إنها على قيد الحياة حقاً ؟؟؟؟؟ .."
جلست دارين بيأس تردد ..
" لتجعل هذا كابوساً يا إلهي لن احتمل .. "
اتسعت عين روح ..
" كابوس يأخذك يا مصطنعة .. "
" ها هي روح بلسانها الطويل كالأفعى .. "
" أنا أفعى وأنتي ماذا ؟؟ .. أنتي وباء بل مرض لعين .. لقد سمعت أن سامر الجندي جنّ بسببك .. جعلت الرجل مهووس وفقد عقله لاقترابك منه وفي النهاية هذا الرجل مثل الألماس مرمي في السجن .. هذا جزاء من يقترب منك .. "
جلست ليلا تراقبهما تضع يدها على خدها .. وها قد عادت ريمة لعادتها القديمة ..
نهضت دارين بانفعال ..
"اصمتي يا لعينة يا هاربة عديمة القلب وأنتِ تركتي زوجك وهربتِ .. وداغر من الأساس خسارة لمن مثلك ... "
" وأنتي أوقعت نديم لطيف عائلة وهدان .. انا أشفق عليه من الآن .. "
صرخت دارين ..
" أنتي .. أيتها .. "
اقتربت منها روح والنية واضحة بعينيها المشتعلتين
نهضت ليلا تقف بينهما ثم هتفت بصوت حازم مرتفع ..
" توقفا أنتما الاثنتين الآن .."
" ليلا هل ترين كيف أخطأت بي .. "
" ليلا لن تشهد بصالحك لأنها زوجة أخي أنا وصديقتي المقربة .. "
" وهي أصبحت صديقتي أنا الأخرى أكثر منك لقد ظللت ليلة هنا اتسامر معها للصباح وأخذت مكانك .."
صاحت روح باستنكار تنظر إلى ليلا ..
" هل هذا صحيح ليلا ؟؟؟ .. أخبريني أنها تقول هذا لتغيظني فقط .. "
أمسكت ليلا برأسها بتعب ..
" يا صبر .. لن أحتمل والله لا أحتمل هذا الجنون ثانية .. "
صرخت ليلا بهما الإثنين ..
" لقد طفحت الكيل لا أريد أي اصدقاء .. لم أعد أريد .. "
خرجت وصفعت الباب خلفها ..
فنظرت روح بإثرها ..
" هل ارتحتِ الآن ؟؟ .. "
" هل ارتحت أنتِ ؟!!! "
..............................................

" ادخلي يا جوانة .. "
هتف يحيى بها وهو يقف على باب غرفته في منزل والدته ..
" .. هل سنكون مزعجين لخالتي غالية .. أنا اقترحت أن نعيش معها هنا لأنني أحببت ذلك وحتى لا تبقى بمفردها .. "
فتح ذراعه لها فاقتربت تدفن نفسها بحضنه ..
" أنتي يا مخادعتي صاحبة أنقى قلب .. لا تعلمين كيف كبرتِ بنظري بطلبك هذا .. "
ابتسم بينما هي دخلت غرفته الخاصة بسعادة ..
هو وقف قليلاً يتذكر مشهد بغيض حينما طلب من زوجته الأولى أن يمكثا قليلاً مع والدته بسبب مرضها فرفضت رفضاً ساخطاً ..
الفرق كبير بينهما احدهما تحب أمه من قلبها والأخرى كانت دائمة ساخطة لا يعجبها شيء ..
" بماذا تفكر يا يحيى ؟ .."
كانت تلك والدته هتفت بها بصوت مبهج سعيد ..
" لا أعلم كيف أشكرك لقد ملأت على دنيتي يا حبيب والدتك .. "
" لا تشكريني يا أمي اشكري التي بالداخل هي من صممت على ذلك .. "
تلألأت بعض الدموع بعينيها ..
" الخير لا يذهب أبداً .. سأدخل أساعدها قليلاً .. "

..................................

هرولت ليلا وروح تجري من خلفها ..
" ستقعين بيدي ليلا سلطان .. "
صرخت ليلا ..
" لن تستطيعي روووووح .. انقذيني يا دارين .. "
هتفت دارين الجالسة باسترخاء على أحد المقاعد ..
" لا تدخليني مع روح لربما تأكل يدي بدلاً من قطعة الكيك التي اخذتيها منها .. "
تهرول بمرح وروح من خلفها يصرخان بطفولية لكن من قال أن السعادة دائمة ..!!
ها قد حضر العاصف وحل الغضب ..
فقد تسمرت روح وليلا لا زالت تجري تنظر إلى روح من خلفها حتى اصطدمت بصدر عريض كادت أن تقع أرضاً من أثر الاندفاع لكنه رفعها بيديه وبسخط ينظر لكلاهما ..
" هل تلعبان ؟؟؟؟ ... "
رمشت ليلا بعينيها ببراءة ولا زالت بين يديه ..
" نلعب !!!! .. "
" صوتكما والضحك الصاخب أسمعه من خارج المنزل ما شاء الله اراكم بمزاج جيد ..؟؟ .."
هزت روح العنيدة رأسها ..
" أجل نحن بمزاج رائق لا نريد لمن يعكره .. "
" عديمة التربية تتبجح أمامي خير إن شاء الله .. "
" أنت خير لك ماذا تريدنا ان نفعل ؟؟ .."
" تندما على مصيبتكما السوداء .."
" ندمنا ليلتين وكفى .. "
" لم يكفي يا بنت وهدان إما جعلتك تعضين على يدك ندماً لبقية حياتك ... "
وليلا تعلم عن لسان روح العتيق الذي لا يصمت ..
وقد بدا أن شاهر نسى ذراعها بين قبضتيه ..
" هل تتركني أولاً .. "
نظر لها ولا زال ذلك الغضب الأزلي بعينيه ..
" لست مولع بمسكك .. "
تركها بعنف ..
" لا أريد أن أرى وجه أي منكما طالما أنا موجود بالمنزل .. كل منكما إلى غرفته هياا .."
كادت روح أن تعترض لكنه بحث بعينيه في الوسط بتهديد ..
" أين أيوب ؟؟ .."
ضربت روح الأرض بقدمها بتأفف تغادر ..
اقتربت منه ليلا ..
" شاهر لقد انتهى الموضوع لماذا تلك المعاملة ؟؟؟ .. "
مد يديه إلى الداخل ..
" خلفها يا ليلا .. خلفها يا صاحبة المبادئ .. "
نفخت ليلا تلحقها ..
وقفت حيث تقف روح تنظر لشاهر من خلف الباب الداخلي كانت نظراتها تؤلم وكأنها تستعطف منه أي ذرة حنان ..
وكأنها تطلب منه أن يأخذها بين ذراعيه ويخبرها أنه موجود بجانبها ..
وضعت ليلا يدها على كتف الأخرى ..
" سينسى يا روح لا تحزني .. إنه شاهر كما تعلمين .."
دمعت عين روح ..
" أردت فقط احتضانه .."
ااه يا شاهر وهدان ماذا تفعل ..!
بالخارج تسحبت دارين تريد المغادرة قبل أن تلحقها نيران شاهر لكنها لحقتها لسوء حظها ..
" وأنتي .. لا تختلطي بهما .. وأظن كفى دلالاً وارجعي لعملك .. "
هزت دارين رأسها موافقه بسرعة ..
" من الغد سأكون بالشركة .. "
بعدها أطلقت العنان لقدميها ترفع هاتفها ..
" نديم .. شاهر ابن عمك قد أصابه الجنون هنا ..!! "
.................................
........................
في المساء ..
في غرفته ..
" شاهر ..؟!!!!! .."
صمت إلا من صوت أنفاسها الخجلة المترددة ..
" لماذا لا ترد ؟؟؟ .."
صمت آخر لم تجد بد إلا من هزه ببطء ..
" شاهر .. اعلم انـ .. "
" ماذا تريدين ـ؟؟؟؟ ..

صرخت كاتمة صوتها عندما نهض فجأة مسبباً لها رعباً رجعت للخلف بصدمة ..

فنظرت له نظرات طفولية حانقة ..
" لقد افزعتني .. .. لماذا لا تكلمني ..؟؟ .."
كشر جبينه بغضب ..
" اخرجي يا ليلا لا أريد رؤيتك .."
جلست بجانبه على السرير ..
" أعلم أنني أخطأت لكن .. "
هتف بها بقسوة ..
" لقد سألتك لماذا لم تعودي تزورين قبرها .. نظرت في عيني وكذبتِ يا ليلا .. هل يمكنك إدراك ماذا كان يمكن أن يحدث لها وهي بمفردها في بلد غريب دون وجودي .. "
فركت يديها بالذنب ..
" لقد خفت .. لو كنت أخبرتك كنت رميتني من السيارة .. "
" الآن ماذا تريدين ؟؟؟ .."
لا يعطيها فرصة ابداً ..
" أريد الاعتذار وأريدك أن تسامحني .."
فقط دقائق ينظر ببرود جعلها تتألم .. أبغض ما تكرهه هي نظراته الباردة اتجاهها ..
" لن أفعل والآن اخرجي .."
اخبرها ببرود واستدار يعطيها ظهره مغمض العينين .. يغلق بوجهها أي فرصة ..
نظرت لظهره وقد أحرقت الدموع عينيها ونهضت ببطء تتخطاه حتى وقفت أمام الباب نظر لظهرها بنصف عين مغلقة تسمرت قليلاً وهطلت دمعة لم تستطع حبسها ..
بعدها عادت إليه ثانية لا تستطيع ..
" أرجوك سامحني .. أنا أسفه .. "

" أنا .. أنا أحبك يا شاهر .. أحبك منذ اليوم الأول الذي رأيتك به .. احببتك كمراهقة وكزوجة كما لم يحب أحد قط .. أحب برودك وأحب غضبك أحب شجاعتك وحمايتك لعائلتك .. أحبك كثيراً .."
في كل مرة تهتف بحبه بتلك الطريقة يتألم أكثر منها ويتألم أكثر لأنه يقرأ بعينيها كل يوم كل ذلك الكلان ..
" لماذا تبكين الآن ؟؟ .. "
شهقت مثل الأطفال واقتربت منه تعلقت برقبته ترمي نفسها بأحضانه الدافئة ..
" أنا أحبك يا شاهر .. ألا تفهم أنا أحبك .. "
وضع يديه على ظهرها يغمض عينيه لبرهة عن تلك المشاعر التي تثيرها ليلا بقصد أو غير قصد ليلا تهدم حصونه ..
هتف بصوت متهكم مزيف ..
" ااه من دلال الأنثى وكيدها تخطئ فتبكي ... "
وهي لم تكن تنتظر حماقته في ذلك الوقت هي انتظرت كلمة أخرى لا يفصح عنها رغم أن كل شيء به يصرخ بها ..
كم مرة أخبرته بحبها .. قديماً كان يوبخها كلما أخبرته بذلك الحب والآن وبعد ما فكت بعض قيود قلبه صار يستقبل كلمات حبها بالصمت أو بكلمات لاذعة وقليلاً بعاطفة ..!!
ابتعدت عنه تهتف به :
" لقد ضربتني .. لا أصدق ما فعلته بي .."
رفع حاجبيه باستنكار ..
" ضربتك ؟؟!!! أنا ..؟؟ أليس كذلك ..!!!! .. لا تتدلين يا ليلا هل تطلقين على ذلك المزاح الذي كنت أفعله معك ضرب ؟؟ "
اقترب بوجهه من وجهها ..
" لم أستطع ضربك يا ليلا أنا اعترفت بهذا لنفسي .. فاعترفي أنتي أيضاً .."
رمشت بعينيها قليلاً تتذكر ..
" لكن الفكرة واحدة أنا لا أسمح .."
" لكن تسمحين بالكذب وارتكاب مصائب لا ألاحق عليها .. وفي النهاية أنا أقوم بتأديب زوجتي .. "

" أنت لن تعتذر .. "
" لن أفعل .. "
" لن تسامحني ..!! "
" لن أفعل أيضاً .. "
نفخت لماذا غضبه بتلك الصعوبة هي عندما تغضب منه تتصالح بأبسط الكلمات ..
رأته يعود لمضجعه ثانية ..
حسناً هو من دفعها لذلك .. بتهور مالت تطبع شفتيها بقوة فوق فكه الخشن طويلاً ..
فتح عينيه بصدمة ..
" ماذا فعلتي للتو ؟؟؟؟ .."
ابتلعت ريقها ترمش بعينيها بسرعة وامسكت الغطاء تضمه بقبضتها باستنجاد ..
" لم أفعل شيء .. "
" اقتربي .. اقتربي هكذا .. "
" شاهر .. "
هتفت بها برجاء وفي داخلها تلعن فعلتها وتهورها الاحمق .. يا إلهي هل أفسدت كل شيء ..
" لم أقصد .. "
" اقتربي وقبليني مثل خلق الله .. وإلا أقسم أن .. "
هددها بانفعال وأنفاس متلاحقة ولم يستطع أن يكمل جملته فقد حاولت الهروب مذعورة ..
" لاااا .. لاااا .. "
جذبها بكل قوته يدفعها إلى وسادته بعنف ..
" هل تهربين بعد فعلتك .. "
كررت بأنفاس متلاحقة تراقب اقترابه العنيف منها ..
" لا تفعل .. لا تفعل .. لا تـ .. "
وضاعت باقي حروفه بقبلته الساحقة .. هو يغزو بدون هوادة دون ضمير دون مراعاة لنعومتها وأنوثتها ..
وهي تدفع برأسها بعيداً .. ' لا تفعل ..' .. وهو يعاود اكتساحه وقبلته ولمساته الخشنة واسمها الذي ينفلت من لسانه بحرارة ككل مرة ..
واخيراً وضعت يدها على صدره توقفه وهالها تلك المضخة بداخل ذلك الصدر ..
" توقف .. توقف يا شاهر .. "
كانت تحبس أنفاسها حينما هبط برأسه إلى عنقها ..
" لا تفعلي ثانية يا ليلا .. "
" لا تكذبي لأنك لست كذلك و لأنني أثق بك كثيراً .. "
داعبت شعره ..
" لن أفعل حتى لو كان مقابل حياتي .. "
رفع رأسه بغتة يطل على ملامحها الجميلة لعينيه ..
" لا تذكرين تلك الكلمات .. أنا لا أسمح بالموت أو ما شابه .. "
" استغفر الله .. "
هتفت بها توبخه فهتف خلفها ..
" استغفر الله يا ليلا .. استغفر الله .. "
أمسك خصلاتها السوداء الغير مرتبة .. تبدو لعينيه بريئة ونقية جداً لا تحمل ما يحمل من سواد داخله ..
ماذا ستفعل حينما تعلم حقيقة كاميليا ؟؟؟ ..
سيدعو الله أن تطيعه حتى لا يجن أو يفقد أعصابه فيحزنها ..
" يجب أن أخرج .. روح تنتظرني وربما تأتي تبحث عني .. "
" هل نخلص من كاميليا تظهر روح .. "
ضحكت تهتف ..
" وكاميليا ستنضم لروح قريباً عندما تعود .."
تبدلت ملامحه ينهض من مكانه ..
فتابعته ولكن هي تعودت على تقلبات شاهر وهدان المزاجية لذلك نهضت بسرعة تخرج قبل أن يغير رأيه ..

لم تكد تغلق الباب خلفها حتى سمعت صوت روح المصدوم تراقب هيئتها الغير مرتبة ...
" ليلا !!!! .. ماذا كنتي تفعلين بغرفة شاهر والآن .. ؟؟؟ "
وضعت ليلا يدها على صدرها ..
" لقد أفزعتني يا روح .. اللعنة .. "
اقتربت منها روح بصوت منخفض ..
" ام أنه بغيابي حدث .. "
غمزت بعينيها فشهقت ليلا تجذبها بانفعال من يدها تبتعد بها من أمام غرفة شاهر ..
" اصمتي يا قليلة الادب .. "
" هااه أي قلة أدب في هذا إنه زوجك .. ,
هتفت ليلا محذره ..
" رووووح .. "
رفعت روح حاجبيها بمكر ..
" اجل لقد خلى الجو بغيابي .. لن احسدك يا زوجة أخي العزيزة .. "
امسكتها ليلا تقرصها بقوة ..
" اصمتي .. اصمتي والله لم يحدث شيء .. "
اقترب روح فاغره فمها ..
" لم يحدث أي شيء !!! "
" أي شيء .. "
هزت ليلا رأسها نفياً فرجعت روح للخلف ..
" أم أن أخي به شيء .. كل تلك فترة زواجكم ولم يقربك .. "
" ااف اصمتي يا روح ماذا تقولين ؟؟ هل يبدو شاهر وهدان بكل تلك القوة شخص هكذا .. "
هزت روح تلك المرة نفسها نفياً بكل تأكيد .. أكملت ليلا ..
" كما أنني رأيته ذات مرة يقبل امرأه .. يبدو إنه يجد بالخارج غيري .. أنني أنا من تعاني من شيء .. "
" هل سمعت نفسك .. أنتي ليس لديك أي شائنة .. جميلة ومرحة وطيبة القلب كما أنك طبيبة بينما هو لو لم تكن تلك الأموال كان الآن سيجلس في مكتب بسيط يعمل محاسب صغير وتدلدلت بطنه لأسفل عدة أمتار .. "
ضحكت ليلا من قلبها على كلمات تلك المجنونة
" لو سمعك شاهر .."
هتفت تقلده وروح بنفس الصوت
"الأمانة يا أيوووووووب .."
وقعا في ضحك متواصل ..
جذبتها روح بتآمر من يدها نحو غرفتها ..
" لكن تعالي هنا أخبريني من تلك الحقيرة السافلة التي كان يقبلها وكيف لم تقلبي الدنيا بوجه هذا الحقير على فعلته الشائنة .. "
هتفت ليلا تتذكر ..
" كان من فترة طويلة .. "
ودخلا الغرفة والمزيد من المكائد بوجود روح وهدان ..
...............................

صباحاً استيقظت تشعر أن هناك شخص ما معها بالغرفة ..
فردت ذراعيها بدلال تفتح عينيها ببطء لم تلبس وهي تصرخ لذلك الجالس كملك الموت القابض فوق رأسها يتفحصها بتدقيق أثناء نومها ..
" داغر ..!!! .. ماذا تفعل هنا ؟؟؟؟؟ .. "
" أتيت أحسد نوم الظالم لعل أعرف كيف تنامين هكذا بعمق بينما يجافيني النوم ..!! .."
تطلعت إليه بحب فهد السباقات لكم اشتاقت لجنونهما سوياً ..
" ولماذا يجافيك النوم يا داغري ؟؟ .."
سألته وهي تعتدل بسريرها ..
تنفس بخشونة عندما دللته على طريقتها الملتوية ..
" هناك ظالمة كريهة سرقت هذا النوم .. "
أغمضت عينيها بحركة مسرحية ..
" لأتخلى عن الجزء الأول من الجملة واحتفظ لنفسي بالجزء الثاني .. "
" ثقيلة دم .. "
" اشتقت يا داغري .. يا إلهي وكم اشتقت .. "
نهض فجأة فراقبته بقلب خافق ..
" داغر ..!!!!! .."
فجأة اقترب منها ومال بجانبها ثم جذبها إليه حتى سقطت في أحضانه مذهولة ..
" ماذا تفعل ...!!!!! .. هل شاهر بالخارج؟؟ .."
" أكره هذا الشعر الملون .. كنت أعشق شعرك البني القصير .. "
ابتلعت ريقها حينما هتف بأنفاس متسارعة متألم ..
" رغم كل ذلك الغضب ولمحة الانتقام بداخلي ناحيتك .... فالشعور بكِ يجعلني أتنفس من جديد .. الشعور بصوتك بصراخك بشيطانتيك الشعور بروحك يا روح جعلني أحيا ثانية بعد عام فقدت فيه هويتي .. ..!! "
تأوهت تميل على وجهه تسند يديها على صدره ..
" سامحني .. سامحني أرجوك يا داغري .. "
أغمض عينيه بقوة الأنفاس بصدره صارت متلاحقة ..
" كيف أفعل هذا ...!!!! .."
هبطت بشفتيها تقبله بعاطفة .. بشغف .. بمحايلة .. تقبل وجهه بجنونها وجنونه ..
لحظة فقط ترفع وجهها لتجده قد غرق في النوم واغمض عينيه وكأنه حصل على راحته بعد رحلة طويلة من العذاب بقبلاتها هي – روح وهدان – فقط شفاؤه ..
هزت رأسها تبتسم وأخيراً أسندت رأسها على صدره تكمل نومها الذي قطعه ..
..................................

بعد مرور أسبوعين ..
.....
" ليلا ماذا هناك ؟؟؟ .."
دخلت خلفه للمكتب ..
" لماذا لا تجيبيني بحق الله كاميليا لا ترد على هاتفها منذ رحلت ولا أعلم عنها أي شيء منذ أسبوعين .. "
جلس خلف المكتب يمسك نفسه بقوة ليتها تكون دعسها قطار ليرتاح من تلك السيرة ..
" ماذا تريدني أن أفعل يا ليلا ؟؟ .."
جلست بغضب وأعصاب متوترة ..
" رجاءً أبحث عنها يا شاهر .. أين تكون ذهبت ..!! "
نهض من مقعده يقترب منها من الخلف .. وببطء مال الى عنقها ..
" أنتي متوترة قريباً ربما بسبب الأحداث الأخيرة .. ما رأيك أبحث لك عن مشفى كبير للعمل به .. "
أغمضت عينيها بقوة حينما داعب بيديه عنقها بحميمية ..
" لم تختفي كل تلك المدة أبداً دون أن تتواصل معي .. لماذا لا تسمعني يا شاهر .. "
" ومن قال أنني لن أسمعك يا ابنة السلاطين .. ستغيب غيبتها وتعود لي ثانية وأنا سأكون أكثر من مرحب بهذا .. "
نهضت تقف أمامه تنظر لعينيه وما يكمن خلفها ..
" لماذا أشعر أن هناك شيء حدث ؟؟؟ .."
تلك المرة جذبها إليه ..
" لماذا أشعر أنك تبدين جميلة جداً تلك الأيام ..!! .. هيا نتناول العشاء .. "
تنهدت بتعب حقاً ماذا يخفي ابن وهدان عنها ..!!
إن لم يتحرك ستبحث عنها بنفسها ..
..............................

" سيد روح رجاءً أنتِ سوف تسببين لي المشاكل .. سيد شاهر لو علم عن كذبك عليه وعدم ذهابك للتسوق سيغضب علينا .. "
استدارت له منتفخة ..
" لماذا لا تصمت يا أيوب لماذا لا تصمت ؟؟؟ .. من أين سيعلم إن لم تخبره أنت ..!! .."
نفخت وهي تدخل إلى ذلك المكان يبدو كمنظم للسهرات والحفلات .. تبحث بعينيها عن غايتها أين يسهر كل ليلة يتجاهل مكالمتها تارة يعاند تارة أخرى ويغلق الهاتف بوجهها الليلة تتبعته بمساعدة أيوب ..
توقفت مذهولة لدقائق حيث يقف مع مجموعة فتيات يتجاذبن أطراف الحديث تعرف جيداً تلك النوعية المريعة لكن واحدة منهما كانت أكثر جرأة بحيث تضع يده على صدر هذا المسكين تارة .. ثم بأصابعها على عنقه بإغراء ..
لكن لم تستطع التحمل أكثر من هذا حينما مالت تهمس له بإذنه بشيء ويبدو أنه مضحك جداً حيث ارتفعت ضحكات هذا الآخر ..
ولأنها مجنونة وسيدة التهور كما يدعوها فقد لمعت عينيها بشر وتآمر استدارت لأيوب بابتسامة بريئة ..
" انتظرني لدقائق قليلة لو سمحت .. "
لم يكد يعترض حتى شاهدها تتناول كوب ماء من أحدهم ثم بشر تضربه بالماء بوجهها وتهتف بشيطنة ..
" أردت فقط إزالة قناع وجهك الملون .. "
نظر داغر بصدمة إليها ..
" روح ماذا تفعلين ؟؟؟ .."
لكن صدمته الأكبر كان بتلك الصاروخ التي اعتدلت تمسح الماء عن وجهها ..
" أيتها الحقيرة هل أنتِ مجنونة .. "
يا الله ليس لروح وهدان رأى الجنون بعين الأخرى ويعرف ما سيحدث بعد تلك النظرة ..
فبدون تردد رآها تخلع حذائها ذو الكعب الصغير وبلمحة واحدة رفعته ونزلت به على رأس الأخرى التي ترنحت من شدة الضربة ..
" أرد على أمثالك بهذا .. "
اتسعت عين داغر يشاهد الرجال الذين يرافقون تلك الفتاة يقتربون ..
أمسك بيد روح يجرها ثم هرول على صراخها ..
" والله سأقتلها لك .. انتظر فقط يا حقير .. "
خرجا أمام السيارة ولا زال صوت صراخها مرتفعاً بالشتائم البغيضة ..
من بين أنفاسها المتلاحقة ..
" هل هذا ما تذهب إليه كل ليلة أيها الحقير .. "
" لسانك يا روح ماذا تفعلين يا مجنونة إنها صديقتي .. "
" صديقة ؟؟؟؟ اااه والله أنا اقتنعت ويدها وفمها الذي داعب أذنك بخبث .. ماذا عنهما أصدقائك أيضاً ؟؟؟ .. "
لم يرد عليها حينما هتفت بصراخ أكبر ..
" إذا كنت تفعل هذا بوجودي ماذا كنت تفعل بغيابي أجبني ..."
" غيورة وحقودة وسوداء .. "
اتسعت عينيها ..
" لا تستفزني هذا أفضل لك .. "
" ماذا ستفعلين استفزك كما أشاء .. ؟؟ "
ضربت السيارة بجانبها بغضب واستدارت تغادر حينما جذبها إليه يخرسها عن الكلام ..
وفي الحقيقة هذا كان مراده الخبيث منذ رؤيته لها تدخل إلى ذلك المكان وقد شعر بها ..
دقات قلبه علت وقفزت حينما أغمضت عينيها تبادله قبلته أكثر جنوناً خلف السيارة ..
أما أيوب فقد انسحب يركب السيارة وقد نفذ مخطط هذا المجنون داغر ..
.....................................................

" جوانة هيا لتنامين لقد تأخر الوقت .."
هتف بها بعصبية حيث مصدر صوت تسامرها مع والدته وأصوات الضحك يصله ويغيظه عندما أخبرته أن يدخل ينام وعندما تنتهي الجلسة العظيمة مع والدته ستأتي خلفه ..
خجلت قليلاً لهذا المتبجح غير المراعي ..
دخلت الغرفة ..

" يحيى ..!!! ."
لم يجيبها ..
" هل نمت ؟؟؟ .. هل نمت وتركتني ..!!! .."
" ألا تتسامرين مع أمي .. ' اذهب أنت يا يحيى لا تكن طفولي ' .. "
عضت على شفتيها ..
" هل تغار يا أسطورتي .. "
" لماذا أغار ؟؟ .. على راحتك يا جوانة .."
هجمت عليه بجسدها تلقيه فوق صدره ..
وبعينيها الشقية ..:
" أنت غاضب حقاً ..!! .."
" على مهلك يا فتاة .. "
داعبت ذقنه بأنفها بخشونة ..
" لماذا على مهلي ؟؟؟؟ .. هه لماذا والسيد يحيى نصار يغضب مني .. "
جذبها يضمها بين ذراعيه بقوة جعلتها تتأوه ..
" أخبرتك لست غاضب .. "
بيديها وأصابعها الخبيثة تجول على ملامحه ..
" إذن لماذا لم تنام حتى ذلك الوقت سوف تستيقظ مبكراً للعمل بينما أنا سأتدلل على فراشي لوقت متأخر .."
وبحركة واحدة أصبح يعلوها ..
" لم أعد أستطيع النوم دون وجودك بجانبي جوانة .."
أغمضت عينيها وقلبها يثب كالملاهي ..
" ماذا أيضاً .. ! "
بشفتيه فوق شفتيها هائماً ..
" أحب مشاكستك .. أحب لقب ' ملكة الخديعة ' لأنك كذلك مخادعة وماكرة .. "
كل ما بها يذوب وتكاد تستسلم لغزل شفتيه ..
" و .. وماذا أيضاً .. "
يخبرها بأصابعه التي تسرح على ملامح وجهها بوله والكلمات تنساب من شفتيه بتهور ..
" أحب أصابعك عندما تغلقين أزرار قميصي صباحاً فتلمس صدري بخبث تتقد شياطيني أن لا أذهب للعمل واحصل على حلوتي .. وأعشقك عندما تصرين على أن تناولين الطعام بيديك فتلامس أصابعك شفتاي فتغذي خيالي بأفكار خبيثة أرغب بفعلها لكن احتراماً لأمي .. "
كادت أن تبكي تهتف بوله ويديها حول عنقه بانفعال عاطفي
" يحيى .. يحيى .. يحـ .. "
وانقطعت أنفاسها بالنهاية مع دخولها بعالم يحيى نصار ستفقد روحها ..

ماكِرٌة وجداً حينما اقصد ثغرك في السماء وأنا الجائع في منتصف الليل بلا قوت ،، ترفعين رأسك أعلى وانا بلا جناح أستعين مكراً بقرع الاقداح لـ تُدلي برأسك من السماء للأرض دعوةٌ لـ شربة راح ، فما يهطل من السماء "مباح" ،!
.....................................................
صباح اليوم التالي كانت تقف بجانب خالتها غالية تعلمها إحدى أنواع الأكلات التي يحبها يحيى ..
جرت من المطبخ على صوت الجرس يرن صوت ضحكاتها يعلو من حكايات خالتها غالية ..
فتحت الباب تتعجب من يأتي في ذلك الوقت لقد أنهت مكالمتها مع يحيى في التو وأخبرها أنه سيتأخر قليلاً في العمل ..
ولكنها تسمرت ترجع للخلف عدة خطوات مع دخول الآخر المكان باكتساح ..
دقائق وتماسكت على مجيء خالتها من الداخل ..
" من يا جوانة ؟؟؟ ... "
نظرت لذلك الرجل بنظراته التي لم تستريح لها ومع توتر جوانة ..
" من تكون حضرتك ؟؟ .."
" بالطبع كيف ستعرفينني .. أنا والد تلك العاقة التي تزوجت دون علمي .. "
هل آتى ليسلبها أحلامها وحياتها كما فعل سابقاً ..
هل آتى ليهدم كل ما قابت ببنائه ..
تقدمت بانفعال تواجهه بشراسة ..
" ماذااااااااااا تريد ؟؟؟؟؟؟ .."
هز رأسه باستهزاء ..
" أتيت أفعل ما أخفقت به منذ سنوات .. يبدو أنك فهمت إعطائي حريتك خطأ .. "
" جوانة هل هذا الرجل والدك حقاً .. ؟؟ "
نظرت لخالتها غالية وناحية صابر المنصوري تشعر بالخوف من مكان بعيد بقلبها ..
" ابتعد عن حيااااتي .. لماذا لا تفهم ؟؟؟ .. "
" جوانة هل اتصل بيحيى ؟؟؟ .."
هزت رأسها هلعاً ..
" لا .. لا تفعلي .. "
ماذا لو أتى يحيى في مواجهة صابر المنصوري ورجاله الذين بالطبع بالخارج .. سيثور وربما .. ربما يجعله صابر يشعر بعجزة عن حمايتها بقسوة ..
لا لن تسبب هذا الألم ليحيى نصار بكل كبريائه ..
وضعت عينيها في عين هذا الرجل المكتوب عليها والدها ..
" لماذا أتيت ؟؟؟ .."
" أتيت كي أجمع شمل أسرتي المبعثرة .. تتطلقين من هذا الأعمى وتأتين للمنزل صاغرة ... "
صرخت به وقد فقدت أعصابها !..
" لا تدعوه بأعمى أنت هو الأعمى ... "
بقسوة أكد على كلامه ...
" ستفعلين يا ابنة المنصوري .. تدركين لماذا ؟؟ "
اقترب منها بتحدي
" لأنك لو تهمك حياته كما تظهرين ستتركينه .. هل نسيت كيف أستطيع إبعاد ما لا أرحب به .. "
تراجعت خطوة مهزوزة للخلف ..
تعلم .. تعلم كثيراً ما يمكنه فعله ..
لحظة وسمعت صوته قبل أن يغلق الباب بعنف خلفه ..
" سأنتظرك لكن لا تطيلين .. "
تراجعت تشعر بذلك الخواء بروحها يعاودها ثانية ..
حانت منها نظرة لخالتها غالية التي جلست بصدمة على المقعد تنظر لها ..
كانت نظرة لا يمكن إنكارها – نظرة أم تخاف على ابنها الوحيد - ...

................
دخلت للغرفة تستعيد روح جوانة – ملكة الخديعة – فقط بعيداً عن جوانة العاشقة الباكية ..
" مرحباً سيد شاهر سأفعل ما طلبته مني .. "
سمعت صوت الآخر القوي من الجهة الأخرى ..
" أخيراً اعتقدت أنك تراجعت عن اتفاقنا .. سأرسل إليك رسالة بالأوراق التي أريدها .. مهمة أخرى ستكون القاضية لصابر المنصوري غرفته السرية بقصره إذا استطعتِ دخولها ستكون الضربة المميتة له .. "
وقفت بعزيمة ..
" سأفعل لكن لدي شرط .. "
" ماذا ؟ .."
" أريدك أن تضمن حياة يحيى .. صابر المنصوري لن يتركه .. "
" لن يستطيع فعل شيء .! ستكون نهايته أسرع مما يتصور عقله الشيطاني .."
أغلقت الهاتف وقد عزمت أمرها ..
هذا الحرب لها وحدها فقط دونه ..!
لتنهي كل حروبها مع هذا الرجل الذي يقسم في كل مرة أن يهدم ما تبنيه روحها بصعوبة ..
بعد ذلك ستتركه للقدر ... قدرك جوانة ..
الأمل موجود بقلبها رغم كل شيء والأهم أن يكون بأمان ..
عزمت أمرها وخرجت حيث تقف خالتها غالية تبكي بانهيار ..
تنظر للحقيبة بيد جوانة بجزع ..
" ماذا تفعلين جوانة ؟؟ .. هل استمعت لتهديده بتلك السرعة انتظري حتى اتصل بيحيى .. "
ابتسمت جوانة بحزن رغم إدراكها لمكانتها لدى خالتها غالية ألا أنها تدرك الراحة التي تسللت خبثاً لعينيها حينما رأتها بهيئتها المغادرة ..
أمسكت بيد السيدة غالية تهتف بصوت خرج متأثراً مزلزل من أعماق قلبها وقد تهدج بالبكاء ..
" شكراً .. شكراً لكل شعور جعلتني أشعر به وكنت قد فقدته عمراً .. شكراً لأنك جعلتني أشعر بأنني ابنة مدللة .. وشكراً لسماحك لي بدخول حياتكم … لقد احببتك كثيراً ربما مثل أمي التي فقدتها .. لا أعلم كم سأغيب لكن أعدك لن أعود طالما يوجد خطر على يحيى .. لا تخبريه شيء رجاءً حتى لا يخالطه الشعور بالعجز .. "
بكت الأخرى تحتضنها بقوة وحنان ..
" أي قدر سيء تحمليه معك يا صغيرة .. "
" قدر صابر المنصوري الاكثر سوءاً على الإطلاق .. لكن من بين كل سوء خرج يحيى قدري الجميل .. اخبريه انني تركت ورقة كتبت به أنني سأغادر وألا يبحث عني .. إلى اللقاء .."
غادرت سريعاً قبل أن تضعف عزيمتها رغم نداء خالتها غالية من خلفها ..
إلى مغامرة جديدة جوانة المنصوري ماذا يحمل لك القدر ؟؟؟
.............................
نزلت لتجده لا زال ينتظر بسيارته وكأنه متأكد من قرارها ركبت تصفع الباب بكل قوتها وهو لم يستدر لها لكنه ابتسم باستهزاء ..
" يبدو أنك واقعة في حب هذا الغر حقاً .. "
تماسكت بكل ما تستطيع حتى لا تفقد أعصابها سألته بهدوء ..
" ماذا قصدت بالأعلى بجمع شمل عائلتك .."
نظر للطريق أمامه ..
" ستعلمين كل شيء قريباً .. "
وساد الصمت طوال الطريق كل منهما بوادٍ عما خططه عقله ..!
..........................
عاد إلى المنزل ودع مرافقه على الباب ثم دق على الباب بسرعة وتناغم بالتأكيد ترغي مع والدته وقد نست هاتفها تماماً .. لقد رن عليها كثيراً ..
فتحت والدته الباب بصمت مرير ..
" أمي !!! .. "
" أجل يا حبيبي .."
تغاضى للحظه عن تلك النبرة المريرة بصوتها
" جوانة .. أين أنت لن اصفح عنك لماذا لم تجيبي على الهاتف .."
" جوااانة .. "
" أمي أين هي .. "
بتخبط يدخل يبحث عنها يصطدم بأريكة ثم يسقط مقعداً بطريقه ..
" جوانة .. "
" يحيى .. "
" ماذا حدث أمي أين هي ؟؟ لماذا لا ترد "
" لقد غادرت بني ؟؟ .."
بخوف لا يعلم من أين كنهته :
" أين ذهبت في ذلك الوقت ولماذا لم تتصل علي أولاً .. "
" غادرتك للأبد تركت رسالة ورحلت .."
" أمي هل تشتركين بجنون تلك الفتاة ؟!!!
" جوانة اخرجي الآن تلك مزحة رديئة .."
أكملت والدته بصوت باكي ..:
" تخبرك بالرسالة أنها اضطرت للرحيل .."
صرخ بهياج :
" ماذا تقولين أمي كيف سمحتي لها ؟؟ "
"لم أراها حين خرجت لقد هربت منك .."
أثناء هرولته اصطدم بالمقعد وسقط أرضاً
صرخت والدته ..
" يحيى بني ..!!! "
بينما هو كان أرضاً يصرخ بهياج وجنون ..
" مستحيل أن تفعل هذا .."
حاول أن ينهض ووالدته تسنده لكن وزنه اختل وكاد يسقط ثانية ..
" انظري أنا عاجز عن البحث عنها حتى .."
بكت والدته تحتضن رأسه إلى صدرها بقوة بينما يكظم بالم :
" لماذا فعلت هذا بي ؟؟ "
......................................
ليلاً ..
بغياب صابر المنصوري وقفت في تلك الغرفة التي أخبرها عنها شاهر تمسك بالأوراق المطلوبة بيد وبالأخرى الهاتف الذي أرسلت منه الصور المطلوبة لهاتف شاهر وعن المكان السري الذي يوجد به كل الممنوعات التي يتاجر بها بناديه ..
صرخ شاهر بفرح واحتفال ..
" تسلمين .. أقسم تسلمين حلاوتك عندي يا فتاة .. دقائق وسوف يصل جميع الورق للشرطة بالكثير سيقبض على صابر المنصوري بعد عدة ساعات اخرجي من منزله الآن .. "
أغلق هاتفه بانتصار يتصل على هاتف هذا الشرطي صديقه ثم ينهي المكالمة ويرسل له المكان والصور ..
راقبه داغر ..
" ماذا يحدث ؟؟ .. إياك أن تقول أنها جوانة .. ؟؟؟ .."
الشعور بالفوز الساحق والانتصار كان يطغي عليه ..
" ومن سوى ابنة المنصوري تستطيع الدخول لشبكته .. "
" اللعنة على ذلك يا شاهر لقد رميت الفتاة في النيران .. يحيى لن ينسى لك هذا أبداً .. "
جلس شاهر على مقعده بغرور ..
"لقد خططت لكل شيء .. هو لن يعلم .. الأهم الآن أنني تخلصت من ذلك الحقير نهائياً .. أوراق تشين إدانته بكل أفعاله القذرة بداية من ناديه الخاص حتى المشروع الجديد الذي يعمل عليه والمكان الذي يحتوي على كل قذاراته .. "
أكمل بتفاخر وصوت سحيق :
" لم يتبقى سوى كاميليا وقريباً جداً سأزيحها من طريقي لأتفرغ لحياتي .. "
" ما تقوم به يا شاهر خطأ كبير لم تحسب حساب أحد دست على مشاعر الجميع لتحقيق مرادك .. بداية من جوانة ويحيى وستنتهي بليلا زوجتك .. "
" أرادت أم لا سأتخلص من كاميليا وقد قرب هذا جداً .."
فجأة فتح الباب على اتساعه بصدمة وصرخة ..
" أين كاميليااااااااااا ؟؟؟ .."
نهض من مقعده ببطء وعلم أن اللقاء قد حان ..
..........................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alm-el-rewit-com.ahlamontada.com
 
وردة في قبضة هاوي للكاتبة fardiat sadek
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم الروايات :: قسم الروايات :: الروايات المكتملة المنقولة بالفصحي-
انتقل الى: